المقتطف الصحفي » محطات إلكترونية فضائية دعماً للنظام السوري

121107055348387_510- صحيفة 'الحياة'

بعدما فشل النظام السوري في إطلاق فضائيات موالية له تقدم وجهة نظره وتدافع عنه وتبرر أفعاله، نتيجة نقص المعدات والآليات وغياب الخبرات المؤهلة لمثل هذه الأعمال من جهة، وخوفاً من إغلاقها كما حدث مع الفضائية، و &laqascii117o;الدنيا" من جهة أخرى، عمد إلى خيار أقل تكلفة ولا يحتاج إلى معدات أو طاقات بشرية ولا يشكل أزمة في حال إغلاقه، وذلك عبر إطلاق محطات إلكترونية فضائية، مسجلاً بذلك براءة اختراع باسمه لهذا النوع من البث.
 
فالقنوات الجديدة وأبرزها قناة &laqascii117o;الخبر" (مدار النايل سات 12034 أفقي)، لا تتعدى كونها صفحة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي &laqascii117o;فايسبوك" تحجز تردداً فضائياً ولا تحوي أي استوديوات أو مذيعين أو مخرجين أو معدين، ويقتصر كادرها الإعلامي على محررين ينشرون نصوصاً إخبارية منتقاة من الصحافة الموالية للنظام (الروسية والصينية والإيرانية والمحلية)، وأخباراً من قنوات فضائية موالية أيضاً على شكل نصوص (&laqascii117o;الدنيا"، &laqascii117o;الفضائية السورية"، &laqascii117o;سما"، &laqascii117o;الميادين"، &laqascii117o;روسيا اليوم") كما هي من دون إعادة تحرير أو تنقيح.
 
وينفرد بعض هذه القنوات أحياناً بأخبار من مراسلين منتشرين في المحافظات السورية، تبيّن أيضاً أن غالبيتهم مراسلون ميدانيون في التلفزيون الرسمي وقناة &laqascii117o;الدنيا" شبه الرسمية، يزوّدون القنوات بأخبار مماثلة لتلك التي يزوّدون بها قنواتهم الأصلية. كما عمدت هذه القنوات (كما الإعلام الرسمي) إلى اجتزاء التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، وتوجيهها لخدمة النظام السوري، والتركيز على الأجزاء التي تتهم المعارضة بتجاوز القوانين الدولية، فيما تغفل الأجزاء المتعلقة بالتجاوزات اليومية التي تقوم بها قوات النظام السوري على طول الأراضي السورية، من قتل وتشريد وقصف وتدمير وتهجير.
 
وفي هذا السياق يمكن إحصاء ما يزيد على خمس قنوات مماثلة، منها &laqascii117o;حلب"، &laqascii117o;بلدنا" إضافة إلى قناة &laqascii117o;شام أف أم" والتي تزيد على البث الفضائي والإلكتروني في بث إذاعي محلي.
 
ولا شك في أن هذه الخطوة إذ كانت تبرز عجز المنظومة الإعلامية السورية الرسمية فإنها تؤكّد غياب الفكر الإعلامي المحترف عند العاملين في المجال على الساحة السورية. فمعظم أخبار هذا &laqascii117o;الاختراع" مكرر ومستنسخ، ويغـــيب عنه الحياد. كما تبرز هذه القنوات توجهها بطـريقة فــجّة ومـباشرة، ولا تــملك أي إبداع إعلامي.
 
يذكر أن فكرة القنوات الإلكترونية الفضائية بدأت بالانتشار على مستوى العالم، ولكن ضمن آلية عمل متفردة، وتحمل بعداً إعلامياً يدمج بين العالم الافتراضي والواقعي في كوكتيل جديد يعكس التطور والتقدم التكنولوجي على مستوى العالم، بعكس &laqascii117o;الاختراع" السوري، الذي قدّم وجهاً جديداً من هذا النوع من الإعلام، وحوّله من فكرة استثنائية تحمل رؤية جديدة، إلى شكل مكرر ومستهلك لا يحمل إبداعاً، أما هدفه فتزوير الحقائق وتحويرها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد