المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات ومقالات من صحف لبنانية وعربية ومواقع للجمعة 16/11/2012

تداعيات الحرب على قطاع غزة

- صحيفة 'الحياة':
راغدة درغام
التصعيد الإسرائيلي قد يجر أميركا الى التورط
تدخل منطقة الشرق الأوسط في حلقة التصعيد والمواجهة على جبهات عدة وبنوعية غير عادية تهدد بجر أكثر من لاعب إقليمي ودولي الى التورط ربما بأعمق مما شاء. التطورات الفلسطينية - الإسرائيلية تنذر بتوسيع رقعة المواجهة، ليس فقط بين الحكومة الإسرائيلية و"حماس" في غزة، وإنما أيضاً بين السلطة الفلسطينية في رام الله وواشنطن، كما بين مصر وإسرائيل. الخطاب السياسي التصعيدي والتهديدي الذي تبناه &laqascii117o;حزب الله" هذا الأسبوع ضد قوى وقيادات المعارضة اللبنانية يحمل في طياته خطورة تفجير الوضع الداخلي في لبنان وربما توسيع رقعة المواجهة مع إسرائيل إذا بات ذلك الخيار الوحيد لوقف انزلاق حليفه النظام السوري الى الهاوية. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حمل الى اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست تمسك رئيسه فلاديمير بوتين بسياساته نحو النظام في دمشق وكذلك نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها الإقليمي. تشكيل الائتلاف الوطني السوري الذي يضم أطياف المعارضة السورية ويلم شملها برعاية عربية وأوروبية وأميركية يشكل إطاراً جديداً وتطوراً تاريخياً في علاقة الثلاثي العربي - الأوروبي - الأميركي مع سورية. هذا التطور قد يضع العلاقة مع روسيا والصين على سكة جديدة تؤدي الى تفاهمات كبرى، لكنه أيضاً قد يضع تلك العلاقة على سكة مواجهات سياسية واستراتيجية. الأنظار تتجه الى واشنطن بقدر ما تحدق في التطورات الجارية في ساحة الشرق الأوسط، وهي تضع الرئيس باراك أوباما تحت المجهر في مستهل استعداداته لتسلم السلطة لولاية ثانية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. والكل يسأل: ماذا سيفعل باراك أوباما؟يمكن القول إن إنجاز لمّ شمل المعارضة السورية كان مطلب اوباما وحجراً أساسياً في سياساته نحو هذا الملف على ما أوضح أثناء مناظرة له مع منافسه الجمهوري ميت رومني الذي دعا الى تسليح المعارضة السورية لتحقيق الإطاحة ببشار الأسد.الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد لن يهطل بسرعة. فقد كانت فرنسا الدولة الأولى التي تمد الائتلاف بالاعتراف. لكن الرئيس الأميركي حرص في أول مؤتمر صحافي له على القول إن مبعوثين أميركيين سيشاركون في الاجتماعات المختلفة التي تعقد بين ممثلين من المجتمع الدولي وائتلاف المعارضة السورية &laqascii117o;ونحن نعتبره ممثلاً شرعياً لطموحات الشعب السوري لكننا لسنا مستعدين للاعتراف به كنوع من حكومة في المنفى". ثم أشار أوباما الى &laqascii117o;عناصر متطرفة تدس نفسها في المعارضة"، وقال إن من الضروري الحذر &laqascii117o;بخاصة حين نبدأ الحديث عن تسليح شخصيات معارضة كي لا نضع في شكل غير مباشر السلاح في أيدي أشخاص قد يلحقون الأذى بأميركا أو إسرائيل أو يقومون بأعمال تقوض أمننا القومي".رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن بلاده تواجه &laqascii117o;تحدياً" جديداً في سورية بسبب وجود &laqascii117o;قوى تابعة للجهاد العالمي" فيها. في الوقت ذاته قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن القوات السورية دخلت منطقة فض الاشتباك التي تشرف عليها الأمم المتحدة لملاحقة &laqascii117o;القوى المتطرفة التي دخلت الى المنطقة المنزوعة السلاح". وتابع: &laqascii117o;لقد تحركنا وهذا كل ما في الأمر. نحترم اتفاق فض الاشتباك ونحن ملتزمون به. لكنّ لصبرنا حدوداً، وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك".هضبة الجولان عادت الى الواجهة بعد هدوء استمر لعقود. والسؤال المطروح حالياً هو: هل ستجد إسرائيل أن مصلحتها تقتضي دعم استمرار نظام الأسد في السلطة ليقوم بمهمات القضاء على قوى &laqascii117o;الجهاد الإسلامي" على حدودها؟ أم ان إسرائيل ستستنتج أن نظام الأسد في طريقه الى الزوال في كل حال عاجلاً أو آجلاً، وعليه، من الأفضل الاستعجال في زواله لأن الإطالة ستعزز قوى الجهاد الإسلامي وتحشدها على حدودها؟الإجابة مهمة لأنها ستؤثر في الاعتبارات الأميركية وفي نوعية الدعم الذي ستتلقاه المعارضة السورية. هذه المعارضة لا تريد أن تسقط في فخ تصنيفها &laqascii117o;جهادية"، لا سيما أن نسبة الجهاديين في الصراع العسكري مع السلطة لا تتجاوز عشرة في المئة. هذه المعارضة في حاجة الى التسليح كي تتمكن من تحجيم عناصر الجهاد وأيضاً تحجيم الانطباع بأن الثورة السورية صادرها الجهاديون.أحد أخطاء روسيا أنها حيّدت نفوذها في صنع البديل عن النظام الذي هو في طريقه الى الزوال بعدما حيّدت الأداة الأساسية في يديها لممارسة نفوذها في المسألة السورية، وهي مجلس الأمن الدولي. جرّدت موسكو نفسها من أدوات النفوذ وباتت طرفاً في الصراع الداخلي في سورية بجانب النظام. زجت نفسها في زاوية باتت غير قادرة على الخروج منها وذلك بتمسكها القاطع ببشار الأسد.الآن، وبعد تشكيل الائتلاف الوطني السوري، وفي أعقاب اجتماع القاهرة مطلع هذا الأسبوع الذي أطلق الإطار الجديد للعمل المشترك الثلاثي (العربي - الأوروبي - الأميركي)، هناك شبه إجماع دولي على ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة السورية.الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أن &laqascii117o;باريس ستنظر في تسليح المجلس الوطني السوري بمجرد انتهائه من تشكيل حكومة انتقالية". بريطانيا، رسمياً، تمتنع عن دعم تسليح المعارضة، لكنها عملياً تسير في هذا الاتجاه - أقله من خلال تأمين الغطاء للدول العربية التي ستقوم بالتسليح وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وقطر. اليابان ستستضيف اجتماع &laqascii117o;أصدقاء الشعب السوري" في 30 الشهر الجاري وتأمل أن يشارك فيه 150 مندوباً من 60 دولة.فالتجمع العالمي من أجل سورية اتخذ موقفاً واضحاً من ناحية الدعم السياسي والمالي والإنساني، إنما الدعم العسكري ما زال في طور النقاش. وهنا يكمن الامتحان. ذلك أن تسليح المعارضة &laqascii117o;المدنية" بات دَيْناً على الدول الغربية التي تعهدت بدعم المعارضة للوقوف في وجه آلة الحرب التي يستخدمها النظام. ولا سبيل الى تنفيذ هذا التعهد إلا بفرض مناطق آمنة أو مناطق حظر طيران لا تستلزم قوات أميركية أو تدخلاً عسكرياً مباشراً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وإنما تتطلب تمكين المعارضة عسكرياً بأسلحة ثقيلة وتوفير الغطاء السياسي لتركيا.هناك كلام عن قيام طهران بتوفير طيارين إيرانيين للنظام السوري لقصف الشعب السوري، إضافة الى مشاركة مقاتلين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين في القتال بجانب النظام. هناك أيضاً دلائل على قرار للمحور الذي يضم النظام في دمشق الى جانب طهران وموسكو و &laqascii117o;حزب الله" في لبنان بتبني التصعيد لدرجة تصدير الأزمة الى الدول المجاورة، وتحديداً لبنان والأردن. اللاإستقرار يتفشى في العراق أيضاً وليس في الأردن ولبنان فقط.في المقابل، هناك مساعٍ خليجية وأوروبية وأميركية للتضييق على نظام الأسد لخنقه ليس فقط عبر التآكل من الداخل وإنما أيضاً عبر وضع حليفه الروسي والصيني على المحك. الخطوة الأولى ستتمثل في ترغيب روسيا والصين بالعودة الى الصواب والموافقة على قرار جديد ملزم لمجلس الأمن الدولي يتضمن وقف النار والشروع بعملية سياسية انتقالية. روسيا، كما يبدو، لن تتراجع عن تمسكها ببقاء بشار الأسد ركناً للعملية السياسية الانتقالية. هذا سيؤدي على الأرجح الى فيتو رابع يطلق حرباً باردة ومرحلة فتور وجمود في العلاقات الخليجية مع روسيا والصين أيضاً، إذا استخدمت أيضاً الفيتو الرابع.لكن ذلك لن يكون كافياً ولا هو آخر المطاف. فالتحرك الأوروبي - الأميركي - العربي الجديد سيتطلب جدول أعمال متفقاً عليه للخطوات التالية، بما في ذلك تفاصيل التبعات والإجراءات العملية المترتبة على استمرار التمرد الروسي - الصيني. فقد دخلت المواجهة مرحلة جديدة، ولا عودة عن ذلك المسار إلا إذا برزت بوادر تفاهمات ليست حالياً في الأفق. وواشنطن في طليعة الخيارين.المواجهة الأخرى التي دخلت النفق تتطلب أيضاً رعاية أميركية فائقة الحذر. فقد اتخذت المسألة الفلسطينية - الإسرائيلية المقعد الخلفي نسبياً للسنتين الماضيتين، لكن هذا لا يلغي خطورة الانفجار في ذلك الوضع غير الطبيعي.قيام إسرائيل باغتيال القائد العام لـ &laqascii117o;كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة &laqascii117o;حماس"، أحمد الجعبري، قرار تصعيدي تحريضي أهدافه السياسية والعسكرية تشمل الاعتبارات الانتخابية الإسرائيلية، وهيبة قوة الردع العسكري للجيش الإسرائيلي، وامتحان أسلحة إسرائيلية جديدة، وزج &laqascii117o;السلطة الفلسطينية" في زاوية الضعف لاتهامها بفقدان القدرة على القيادة، وجر &laqascii117o;حماس" الى المواجهة.قد يكون في ذهن القيادة الإسرائيلية استفزاز مواجهة محدودة مكبلة قادرة على لجمها، إنما في زمن كالذي تشهده المنطقة، أن هذا النهج خطير للغاية قد لا يكون قابلاً للاحتواء، وقد يجر الولايات المتحدة الى التورط حيث لا تشاء.الرئيس الأميركي يقع بين وعد فلسطين الذي التزم به مطلع ولايته الأولى وبين سأم الفلسطينيين من الوعود الخائبة ومن دفع ثمن الوعود والتهديد والمماطلة والتأجيل. الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يتمكن من التراجع عن طلبه التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعطي فلسطين مرتبة الدولة المراقبة ما لم يحصل على رؤية لو خطة أو خريطة طريق جدية أميركية الى حل الدوليتين.الإدارة الأميركية لن تتمكن من تكثيف الضغوط لدرجة حل &laqascii117o;السلطة الفلسطينية" وما يترتب على ذلك من فوضى وحل لتلك السلطة من الالتزامات الأمنية نحو إسرائيل بموجب اتفاق أوسلو. وهذه الإدارة، حالياً، ليست في صدد تقديم رؤية أو وعد جديد.لذلك، قد يجد الرئيس الأميركي نفسه أمام واقع جديد ينطوي على التحدي والمواجهة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إذ ان أحدهما يمضي بالمستوطنات غير الشرعية والاغتيالات والقصف، فيما الطرف الآخر ينقسم الى &laqascii117o;حماس" التي تطلق الصواريخ و &laqascii117o;السلطة الفلسطينية" التي ستطلق الدولة المراقبة التي لها حق المساءلة والملاحقة القانونية في المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب إسرائيل جرائم حرب على أراضٍ فلسطينية محتلة. وهكذا ستكون هناك معادلة جديدة قائمة على المواجهة من نوع آخر.مرحلة صعبة آتية الى منطقة الشرق الأوسط. مرحلة تتطلب من الرئيس باراك أوباما الكف عن التمهل والتباطؤ، لأن الوقت بات لمصلحة التطرف والانفجار.


- 'الحياة':
وليد شقير
غزة وأوباما واختبار الربيع العربي
تكثر الخلفيات والأهداف التي تقف وراء الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة التي بدأت أول من أمس، ويكون من السذاجة اعتبارها رداً على إطلاق صواريخ من القطاع على إسرائيل بدأته جهات فلسطينية غير &laqascii117o;حماس"، تدرجت الردود الإسرائيلية عليه في شكل لا يمكن معه &laqascii117o;حماس" إلا أن تنغمس في تلك المواجهة بعد أن كانت، بالاشتراك مع القيادة المصرية، توصلت الى الهدنة مع إسرائيل التي نسفتها باغتيال نائب قائد كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري للحركة أحمد الجعبري.وإذا صحت الأنباء عن أن الجعبري كان على وشك المصادقة على الهدنة، فإن هذا يؤكد بلا شك أن الهدف من الحرب المفتوحة التي أطلقها بنيامين نتانياهو على القطاع قصفاً وقتلاً، ليس مجرد رد على الصواريخ الفلسطينية.ولا تتوقف الوظيفة الإسرائيلية لتصعيد اليومين الماضيين عند الهدف الانتخابي بالنسبة الى نتانياهو قبل 3 أشهر من الانتخابات المبكرة التي يأمل بالفوز بها على منافسيه تحت شعار حفظ أمن الإسرائيليين الذي يشكل الأولوية عندهم.تتعدد وظائف التصعيد الإسرائيلي في ظل الأوضاع الإقليمية المتشابكة والمعقدة ويمكن ذكر الآتي منها على سبيل المثال لا الحصر:1- إنها رد مسبق على استعداد السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس للتوجه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لطلب التصويت على اعتماد فلسطين دولة غير عضو في المنظمة الدولية وفق حدود 1967، وما يرتبه ذلك من اعتبار الأراضي الفلسطينية المتنازع عليها، أراضي محتلة من قبل إسرائيل، ما يعدّل قواعد التفاوض بين الجانبين عليها. وهو ما يكاد يصيب القادة الإسرائيليين بالهلع من هذه الخطوة التي يفكرون بالرد عليها بإجراءات قد تصل الى ضم زهاء 40 في المئة من أراضي الضفة الغربية التي عليها المستوطنات التي شكلت العائق الأساس لاستئناف مفاوضات السلام، وإلغاء اتفاق أوسلو، الذي سبق أن ألغاه آرييل شارون عملياً عام 2002 باجتياحه الضفة. فضلاً عن حجز الأموال الفلسطينية من الضرائب والرسوم ووقف المساعدات الأميركية للسلطة.
2- إنها اختبار لإمكان استعادة التحالف بين إسرائيل نتانياهو وأميركا باراك أوباما بعد تباعدهما نتيجة انحياز الأول الى منافس الثاني في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والخلاف المزعوم على الحرب ضد إيران بفعل إصرار نتانياهو على انتزاع تأييد واشنطن لعمل عسكري ضد طهران.وواقع الحال أن الإصرار الأميركي على إعطاء الأولوية للحل الديبلوماسي مع إيران لم يغيّر في أولوية التأييد الأميركي الأعمى لأمن إسرائيل. وفضلاً عن أن أوباما أيد حق إسرائيل في الرد في العملية الأخيرة، فإن ما قام ويقوم به نتانياهو منذ يومين يتمتع بدعم أميركي كامل تأكيداً لاستعادة الود بين الجانبين. وإزاء ضمان الجانب الفلسطيني للحصول على زهاء 150 صوتاً في الأمم المتحدة للإعتراف به دولة غير عضو (من أصل 193 دولة عضواً)، فإن واشنطن تمارس ضغوطاً هائلة على الجانب الفلسطيني كي يمتنع عن الخطوة.لقد تأكد نتانياهو بإعلانه الحرب ضد غزة من عودة التطابق بينه وبين أوباما إزاء الفلسطينيين، بل حصل على الضوء الأخضر من أوباما نفسه بعد المحادثة الهاتفية المهينة التي أجراها الرئيس الأميركي مع الرئيس الفلسطيني الأحد الماضي التي حاول فيها ثنيه عن التوجه الى الأمم المتحدة لانتزاع الاعتراف والتي انتهت إزاء إصرار أبو مازن الى ما يشبه التهديد حين قال له أوباما &laqascii117o;إنكم ستشعلون المنطقة برمتها". هذا فضلاً عن الضغوط الوقحة والمهينة التي يمارسها الأميركيون ومعهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على دول عربية كي تضغط على أبو مازن لصرف النظر عن توجهه.والتطابق بين نتانياهو وأوباما يؤكد صحة ما ذهب إليه معلقون أميركيون عند حصول ما يسمى &laqascii117o;التباين" حول إيران، من أن الأول يرمي من وراء تضخيم الخلاف، الى الحصول على مقابل لعدم شن حرب يعرف أن لا قدرة له عليها بمفرده، هو تأييد خطواته إزاء الفلسطينيين.
3- انها اختبار (وتحدٍ) إسرائيلي، وأميركي أيضاً، لدول الربيع العربي عموماً وأنظمتها الجديدة ولمصر خصوصاً، ولمدى استعدادها لتحقيق شعارات الحركة الشعبية التي انتفضت على الأنظمة الاستبدادية إزاء القضية الفلسطينية. وهما اختبار وتحدٍ ليسا فقط لأن مصر شعرت بالخديعة الإسرائيلية بعدما كادت جهودها تنجح في تثبيت الهدنة، بل لأن النظام الجديد في مصر معني، كغيره من الأنظمة الجديدة باستعادة الكرامة إزاء الصلف الإسرائيلي والاستعلاء الأميركي، وهو ما فرض ردود الفعل المصرية التي لم تكن لتحصل أيام النظام القديم.والأرجح أن اختبار الربيع العربي عبر حرب غزة الجديدة لن يكون على المدى المتوسط والبعيد لمصلحة إسرائيل وهذا ما لا تدركه واشنطن وتل أبيب...


- صحيفة 'الشرق الأوسط':
عماد الدين أديب
الصراع أكبر من غزة!
ما يحدث في غزة ليس صداما بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكنه نموذج مصغر للصراع الإقليمي في المنطقة. القصة تتعدى صاروخا انطلق، وعملية اغتيال لقائد عمليات القسام. القصة أعقد من جولة من جولات الجنون الإسرائيلي الذي يتبناه جيش الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني.ما نشهده الآن هو محاولة إسرائيل إيقاف نمو وتحسن أحوال حماس التي حصلت على دعم مالي قطري وتحظى بدعم سياسي مصري بعد وصول تيار الإخوان إلى مقاليد الحكم.الثورة قامت في ليبيا، قادت إلى فتح مخازن السلاح الليبية العملاقة التي انتشرت في مدن ليبيا وتم تهريبها إلى مصر عبر الحدود الغربية. وانتقلت عبر تجار من الإسكندرية إلى الضفة الأخرى لسيناء ثم تلقفتها قبائل سيناء لتنقلها عبر الأنفاق إلى الجانب الآخر من رفح الفلسطينية لتصل في النهاية إلى أيدي قوى المقاومة.إذن نحن أمام عمليات تجهيز لمواجهة عسكرية من جانب المقاومة الفلسطينية. ومن جانب قوى الاحتلال يسعى نتنياهو إلى تدشين ائتلافه مع اليمين المتشدد على أشلاء وجثث شعب غزة.هذا التطور في قواعد الصراع سوف يؤدي إلى محاولة استدراج أطراف مثل: إيران ومصر وقطر بأشكال مختلفة وأدوار مختلفة. وفي يقيني إن مفتاح التهدئة أو التصعيد فيما يحدث في غزة هو مدى نجاح أو فشل الاتصالات الأميركية - الإيرانية التي يجري التمهيد لها هذه الأيام.ويتردد أن الصواريخ التي انطلقت على المستوطنات الإسرائيلية مؤخرا ليست من قبل حماس ولكن من قبل بعض الفصائل الجهادية المدعومة من إيران.المسألة معقدة أكثر مما يتخيل البعض، وهذه ليست مثل كل مرة، وقواعدها ليست صراعا عسكريا بين مقاومة واحتلال، لكنها استغلال إقليمي لمسرح عمليات وأدوات إقليمية.ولن يندهش المراقب المحايد إذا شهد تسخينا مفاجئا للأوضاع في جنوب أو شمال لبنان كي يصبح ورقة تفاوض أو مقايضة في التفاوض الإيراني - الأميركي المقبل.ما يحدث بروفة لتسخين الأوضاع قد تنتهي إلى لا شيء جديد، وقد تصل إلى مواجهة إسرائيلية إيرانية وإغلاق لمضيق هرمز.خلاصة القول: نحن نعيش أياما شديدة الصعوبة تتسم بحالة من &laqascii117o;عدم اليقين" لأي تطور من تطورات المستقبل القريب.


أخبار محلية

- 'الشرق الأوسط':
حرب كلامية بين 'القوات' وحزب الله على خلفية وصف نصر الله لجعجع بأنه 'عميل تاريخ'
الموسوي ينتقد مواقف 'السجين السابق'.. وزهرا يرد: 'أنت جندي صغير في ولاية الفقيه'
تفاعلت عاصفة الردود المتبادلة بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية، على خلفية المواقف التي جاءت على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير، في &laqascii117o;يوم الشهيد" الثلاثاء الماضي، لناحية انتقاده رئيس حزب القوات سمير جعجع من دون أن يسميه، قائلا إن &laqascii117o;العميل التاريخي لا يمكنه أن يوزع شهادات بالوطنية، ليصبح الحريص على وطنه قاتلا ومجرما، والذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم إنسانا شريفا".وبعد رد قاس على نصر الله جاء على لسان جعجع، تجددت الردود أمس بين الحزبين على لسان نواب الصف الأول. وكان جعجع قد أكد، في مؤتمر صحافي أول من أمس &laqascii117o;أننا لم نكن في أي وقت من الأوقات عملاء لأحد"، مذكرا نصر الله بأن &laqascii117o;أكثرية شبكات العمالة لإسرائيل التي أوقفت كانت من كل الأحزاب وأغلبها من حزبك أنت، ولا يوجد أي قواتي بين العملاء الموقوفين"، وبأن &laqascii117o;أحد قياديي حلفائك الأساسيين - أي التيار الوطني الحرّ وهو فايز كرم - ضُبط بالعمالة في الوقت القريب وليس بأيام الحرب".وفي موازاة اعتبار جعجع أن &laqascii117o;العميل الحقيقي هو من يتلقى التدريب والمال من دولة أجنبية في زمن السلم وهذه هي العمالة الحقيقية وليس أولئك الذين اشتروا السلاح في زمن الحرب من دول أخرى"، رد النائب في كتلة حزب الله نواف الموسوي على جعجع من دون أن يسميه. وقال في تصريح أمس: &laqascii117o;تأدية منه للدور المرسوم له من جانب الجهات الإقليمية المعروفة، قام السجين السابق المطلق السراح بقانون عفو لا بحكم براءة، بتنفيذ وظيفة أدمن عليها ولم تعد تلقى إلا السخرية والاستهزاء كما برنامج هزلي من الدرجة العاشرة". ورأى أن &laqascii117o;الفارق بين ما قيل عنه وما يقوله عنا، لا سيما لجهة اتهاماته لنا بالقتل، هو الفارق بين الحق والباطل، فما يقوله ليس إلا تكرارا للأكاذيب والافتراءات وشهادات الزور، وما قيل عنه خلاصات أحكام مبرمة من أعلى سلطة قضائية في لبنان أدانته على أفعاله الجرمية". وقال: &laqascii117o;أما تذرعه بزمن الوصاية، كما يقول، فقد كان حتى قبيل توقيفه أحد أركانه، وإن كان واثقا من براءته فليطلب إعادة محاكمته الآن".وتعليقا على رد الموسوي، قالت مصادر مسؤولة في القوات اللبنانية لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن &laqascii117o;رد الموسوي دليل على حالة إرباك كبيرة عند حزب الله نتيجة كشف رئيس الحزب (جعجع) لمسلسل كبير من الارتكابات والممارسات التي قام بها حزب الله خلال سنوات الحرب وما بعدها". ووصفت رد الموسوي بأنه &laqascii117o;خفيف وشكلي وسطحي، لم يتناول مضمون مواقف جعجع، لأن من شأنها أن تحرج حزب الله أكثر، لا سيما أن ارتكابات عدة جرى تفنيدها تناولت حلفاء حزب الله"، معتبرة أن جعجع &laqascii117o;تمكن من إسقاط الهالة التي يحيط حزب الله بها نفسه والتي أوهم بموجبها جمهوره بأنه لا يمس".وفي رد على رد الموسوي، قال النائب في كتلة &laqascii117o;القوات" أنطوان زهرا إنه &laqascii117o;تأدية للدور المرسوم له من جانب أسياده الإقليميين المعروفين قام نائب لدى &laqascii117o;الجندي الصغير في ولاية الفقيه" بإفراغ كل ما في نفسه مستكبرا بما لا يليق بالحوارات والسجالات السياسية التي نطمح ونرغب في إعلاء شأنها في لبنان".وأشار زهرا إلى أنه &laqascii117o;في مقابل مضبطة اتهامية كاملة وموثقة بالأسماء والأرقام والتواريخ، أوردها رئيس حزب &laqascii117o;القوات" (جعجع)، يعود النائب الموسوي إلى محاولة إهانة الآخرين بما يشرّفهم فعلا، فالسجن في زمن الوصاية الباطل والبناء على أحكام صادرة عن قضاء بإشراف نظام الوصي القاتل، هو وسام ومفخرة لحزب &laqascii117o;القوات"، خصوصا أنها تبيّن الفرق بين فبركة الوصاية وأزلامها وأحكامها والحق الذي دافع عنه هذا الحزب".وفي سياق متصل، قال النائب في كتلة &laqascii117o;القوات اللبنانية" أنطوان أبو خاطر: &laqascii117o;كنت أتوقع من شخص بمستوى نصر الله أن يكون لديه الوعي ولكنه بأسلوبه ومنطقه الاستعلائي وبالتجني على الآخرين كان هناك نوع من انحدار في مستوى الخطاب". ورأى، في حديث إذاعي، أنه &laqascii117o;اليوم يجب أن يكون هناك نوع من الأخذ والعطاء ونوع من الرأي والرأي الآخر، فالعمل النيابي مهم ولكن حياة الأشخاص مهمة أكثر، وفي ظل التهديدات لرموز قوى (14 آذار) لم نر ردود فعل لائقة من الفريق الآخر؛ بل فرغوها من مضمونها.. فكيف نستطيع أن نجلس مع ناس لا يشعرون بوجودنا ولا يشاطروننا الرأي؟".من جهة أخرى، رد النائب في حزب الله نوار الساحلي على ما سماه بـ&laqascii117o;افتراءات" صادرة بحقّ حزب الله على لسان النائب عن &laqascii117o;الجماعة الإسلامية" عماد الحوت، خلال تصريح اتهم فيه حزب الله بتهريب متّهمين بملف دواء زائف إلى خارج لبنان و&laqascii117o;تغطيتهم منعا لمقاضاتهم".وشدد الساحلي على أن &laqascii117o;هذا الكلام كذب وافتراء ولا يمتّ للحقيقة بأي صلة، بل هو من نسج خيال الزميل الحوت"، واستغرب &laqascii117o;إلقاء التهم جزافا"، متمنيا على الحوت &laqascii117o;عدم الانجرار وراء حلفائه واتّباع الأسلوب نفسه بتلفيق الاتهامات وخلق الأحداث". ودعاه &laqascii117o;بكل صدق إلى قراءة الآية الكريمة: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، فتبيّن أخي عماد قبل الندامة".


- صحيفة 'السياسة' الكويتية:
معلومات عن توقيع ثلاثة آلاف شاب عقوداً للانضمام إلى التنظيم الجديد
شبح الفتنة يخيم على صيدا: الأسير يعلن 'جناحه العسكري' اليوم
في ظل تصاعد حدة المواجهة بين فريقي '14 و8 آذار' على خلفية الموقف من الحكومة اللبنانية وارتفاع وتيرة السجالات بعد الخطاب التصعيدي للأمين العام ل¯'حزب الله' حسن نصر الله, الاثنين الماضي, اتجهت الأنظار نحو صيدا, عاصمة الجنوب, حيث تتسارع الاتصالات السياسية والخطوات الأمنية في محاولة لمحاصرة الفتنة المذهبية التي بدأت تلوح في الأفق بعد الاشتباك الأخير بين أنصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ السلفي أحمد الأسير وبين عناصر من 'حزب الله' وحلفائه.وفيما تستعد الأجهزة الأمنية لتطبيق خطة مشددة في صيدا بدلاً من إعلانها منطقة عسكرية, كشفت وكالة أنباء 'الأناضول' التركية, أمس, أن الأسير سيعلن اليوم الجمعة عن 'تشكيل تنظيم مسلح في مدينة صيدا'.ونقلت الوكالة عن مصادر, فضلت عدم الكشف عن هويتها, قولها إن 'الأسير طلب ما بين ألفين وثلاثة آلاف شاب من 'أهل السنة' ليجندهم ويدربهم على حمل السلاح ويضمهم الى تنظيمه الجديد'.وأكد أحد الشباب المنتسب للتنظيم في حديث للوكالة أن 'عدداً من شباب بيروت وقعوا عقودا مع الأسير للانضمام إلى التنظيم', موضحاً أن 'هذه العقود تتضمن السفر والغياب عن المنزل لمدة 3 أشهر, من دون أن يحدد وجهة السفر, مقابل رواتب شهرية مغرية'.وكشف الشاب, وفقاً للوكالة, عن توجه الدفعة الأولى من شباب بيروت مساء اول من أمس الأربعاء الى مسجد بلال بن رباح في صيدا 'الذي تحول مركزاً عاماً للشباب يضم كل ما يحتاجونه في النهار والليل'.ووسط معلومات عن عزم الأسير على إعلان اعتصام مفتوح في دوار مكسر العبد في صيدا حتى تسليم الأشخاص الذين قتلوا اثنين من مرافقيه خلال الاشتباك الذي وقع الأحد الماضي, حذرت أوساط سياسية مراقبة من إمكانية اندلاع مواجهات مذهبية بين أنصار الأسير وبين عناصر وأنصار 'حزب الله' سما في مدينة صيدا ومحيطها, مشددة على ضرورة تحرك الجيش والقوى الأمنية بحزم لوأد الفتنة في مهدها ومنع تمددها إلى مناطق أخرى.ولفتت الأوساط إلى إمكانية وقوع مواجهات خلال الأيام القليلة المقبلة سيما في ظل إحياء الشيعة ذكرى عاشوراء وما يرافقها من تجمعات ومسيرات تصل ذروتها في اليوم العاشر من محرم أي بعد عشرة أيام. وفي محاولة للتهدئة, قرر المجلس البلدي في صيدا, أمس, رفع جميع اللافتات والصور من المدينة.وأهاب بجميع القوى والهيئات السياسية والاجتماعية والدينية والنقابية وهيئات المجتمع المدني في صيدا 'الالتزام بهذا القرار, والتعاون مع جهود البلدية للحفاظ على صيدا نموذجا للعيش الواحد, وتعزيزا لكل ما من شأنه تجسيد الوحدة الوطنية بين أبناء المدينة الواحدة'.من جهته, أكد وزير الداخلية مروان شربل في حديث إذاعي أن 'الإجراءات الأمنية متشددة في صيدا وتهدف إلى منع الظهور المسلح والتجمعات, وإن كل المجموعات السياسية متشددة في تطبيق القانون', نافياً وجود اتصالات بين وزارة الداخلية والأسير أو أن يكون التقاه سراً قبل يومين.واضاف أن 'معلومات الوزارة تشير إلى أن الأسير ألغى كل تحركاته'.من جهته, شدد وزير العدل شكيب قرطباوي على أن 'الجيش سيحسم بمنع أي مظاهر مسلحة أو قطع للطرق', مؤكداً أن 'الجيش لن يتهاون لأن الحرب الأهلية العام 1975 بدأت بتهاون'.في سياق متصل, قال أمين عام تيار 'المستقبل' أحمد الحريري, أمس, اننا 'سبق وشددنا على ان موضوع سلاح 'حزب الله' نريد ان نزيله, وندرك ان المعركة مع 'حزب الله' معركة طويلة الأمد', مشدداً على اننا 'نريد استقرار منطقة صيدا وأمان الأهالي, آخذين بعين الاعتبار ان صيدا عاصمة الجنوب وعاصمة العلم اللبناني أيضاً'.وأشار إلى ان 'الجيش موجود في منطقة صيدا ونعتبر انه يجب على الدولة والجيش أن يتعاونوا لضمان استقرار المنطقة, كما أننا نريد التعاون بين الأجهزة الأمنية وان يكون هناك قيادة مشتركة أمنية فبهذه الطريقة نحمي صيدا', معتبراً ان 'إعلان صيدا منطقة عسكرية يضرب المدينة واقتصادها'.وربط الحريري بين سلسلة الأحداث الأمنية التي تحصل في البلاد, معتبراً انها 'محاولة لنقل الأحداث من سورية إلى لبنان, فهناك فريق واضح يحاول إشعال نار الفتنة في البلد'.


- 'الشرق الأوسط':
صيدا تترقب مواقف الشيخ الأسير 'اللبنانية والإقليمية' اليوم وسط 'أجواء مسمومة'
مصادر لـ 'الشرق الأوسط': إمام مسجد بلال بن رباح لن يعلن عن تشكيل تنظيم مسلح للسنة
تترقب مدينة صيدا اليوم، مواقف إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير التي يطلقها خلال مؤتمر صحافي يعقده في صيدا &laqascii117o;لإعلان مواقف مهمة جدا".وقالت مصادر مقربة جدا من الشيخ الأسير لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إنه &laqascii117o;سيعلن مواقف مهمة جدا غدا (اليوم) خلال مؤتمر صحافي يعقده في صيدا، تتعلق بالوضعين اللبناني والإقليمي"، من غير أن تكشف المصادر عن ماهية تلك المواقف. ونفت المصادر عينها أن يكون الأسير سيعلن عن جناح عسكري للطائفة السنية في لبنان، مشددة على أن &laqascii117o;تحرك الشيخ الأسير من البداية كان سلميا، وسيتابع في هذا الاتجاه". ولفتت المصادر إلى أن &laqascii117o;التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن إعلانه الجناح العسكري الخاص به، هي عارية عن الصحة، إذ لن يكون هناك تنظيم مسلح".ويلتقي هذا النفي مع ما أكده وزير الداخلية مروان شربل أن معلومات الوزارة &laqascii117o;تشير إلى أن الأسير ألغى كل تحركاته". ولفت شربل في حديث إذاعي إلى أن &laqascii117o;الإجراءات الأمنية متشددة في صيدا، والإجراءات هي منع الظهور المسلح والتجمعات، وأن كل المجموعات السياسية متشددة في تطبيق القانون"، نافيا أن &laqascii117o;يكون قد تحدثت وزارة الداخلية مع إمام مسجد بلال رباح أحمد الأسير أو قد يكون قد التقى مع الأسير".وكانت وكالة &laqascii117o;الأناضول" التركية نقلت عن مصادر تأكيدها أن الشيخ الأسير سيعلن اليوم (الجمعة) عن &laqascii117o;تشكيل تنظيم مسلح في مدينة صيدا جنوب لبنان". وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ&laqascii117o;الأناضول" أن الأسير &laqascii117o;طلب ما بين ألفي وثلاثة آلاف شاب من (أهل السنة) ليجندهم ويدربهم على حمل السلاح ويضمهم إلى تنظيمه الجديد".وأكد أحد الشباب المنتسبين للتنظيم في حديث لـ&laqascii117o;الأناضول" أن عددا من شباب العاصمة اللبنانية بيروت وقعوا عقودا مع الشيخ الأسير للانضمام للتنظيم. وأضاف أن هذه العقود تتضمن السفر والغياب عن المنزل لمدة 3 أشهر (من دون أن يحدد وجهة السفر) مقابل رواتب شهرية &laqascii117o;مغرية".وكشف الشاب للوكالة التركية عن &laqascii117o;توجه الدفعة الأولى من شباب بيروت مساء أول من أمس إلى مسجد بلال بن رباح في صيدا الذي تحول، بحسب قوله، إلى مركز عام للشباب يضم كل ما يحتاجونه في النهار والليل".وتعيش مدينة صيدا الجنوبية، منذ يوم الأحد الماضي، حالة من الهدوء الحذر، بعد إشكال مسلح بين مناصري الأسير وعناصر من حزب الله أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرين، في منطقة التعمير المتاخمة لمخيم عين الحلوة في صيدا، على خلفية رفع عناصر من حزب الله وحركة أمل شعارات دينية وسياسية في المدينة، طالب الأسير بإزالتها. وتتزامن تلك الأحداث مع إحياء منطقة حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية مراسم عاشوراء بدءا من مساء أمس، حيث ينتشر الجيش اللبناني بكثافة. غير أن الوضع في صيدا، يصفه سكانها بـ&laqascii117o;المسموم"، في إشارة إلى الحذر الشديد الذي تعيشه المدينة، والانتشار العسكري الواسع الذي تنفذه وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في أحياء المدينة، منذ يوم الإشكال، مما انعكس على الوضع العام في المدينة.وقالت فعاليات أهلية من صيدا لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن الحركة الاقتصادية في المدينة &laqascii117o;تقلصت خلال هذا الأسبوع إلى نحو 70 في المائة، إذ تراجع الطلاب عن الحضور إلى الجامعات بنسبة عالية، في حين لم يزر صيدا إلا المضطرون فقط". وشدد هؤلاء على المخاوف التي يعيشها السكان جراء تطورات قد تنتج عن مواقف الشيخ الأسير، وتنعكس على المدينة.


- 'الحياة':
تشدد الجيش في صيدا يقطع طريق التوتر و'حزب الله' مُطالَب بتسليم مطلقي النار
لم تمنع النتائج المرتقبة للاقتراع الذي دعا إليه مسؤول إحدى المجموعات السلفية إمام مسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا في صيدا الشيخ أحمد الأسير وحصره بأعضاء مجلس الشورى الذي يتزعمه للوقوف على مقترحاتهم لمواجهة تمدد &laqascii117o;حزب الله" في عاصمة الجنوب، مجلس الدفاع الأعلى الذي رأسه رئيس الجمهورية ميشال سلميان مساء أول من أمس من الطلب من القيادات الأمنية، خصوصاً قيادة الجيش، التشدد في مواجهة الإخلال بالأمن والإساءة الى الاستقرار العام والإبقاء على أجواء الاضطراب التي يمكن البعض استغلالها لإشعال فتنة مذهبية.وجاء تشدد مجلس الدفاع الأعلى في مواجهة الإخلال بالأمن بعد قراره سحب اقتراح تحويل صيدا الى منطقة عسكرية الذي كان طرحه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي سبقت عقد مجلس الدفاع، علماً أن المجلس لم يأخذ به.ويفترض أن يساهم قرار مجلس الأمن بمنع الإشاعات التي ما زالت تنتقل من حي الى آخر في المدينة من أن تؤثر سلباً في هيبة الدولة في إمساكها بزمام المبادرة بما يمكنها من التدخل من خلال القوى الأمنية الشرعية لقطع الطريق على من يحاول استدراج صيدا الى الفتنة.ويبدو الشيخ الأسير محشوراً ولن يكون في مقدوره اللجوء الى التصعيد في وجه &laqascii117o;حزب الله" الذي يفترض به التعاون الى أقصى الحدود والمبادرة الى تسليم الأشخاص الذين وردت أسماؤهم الى المراجع الأمنية والقضائية باعتبارهم مشاركين في الاشتباك الذي حصل بين محازبيه وآخرين من مناصري الأسير.وفي هذا السياق، علمت &laqascii117o;الحياة" أن مجلس الدفاع الأعلى توقف أمام الاشتباك الذي شهدته صيدا عصر الأحد الماضي واستعرض بعض الأسماء المشتبه بأنهم من مطلقي النار، ورأى ضرورة لتحرك القضاء اللبناني باعتبار أن توقيفهم واستجوابهم يدفعان في اتجاه تثبيت التهدئة وتوفير الفرصة أمام صيدا للخروج من حال الحذر التي تسيطر عليها، وتحاول النائب بهية الحريري من خلال المبادرة التي أطلقتها أن تعيد الوضع فيها الى طبيعته، خصوصاً أن تحركها يحظى بتأييد هيئات المجتمع المدني التي تجاوبت مع دعوتها الى ارتداء اللباس الأسود حداداً على أرواح الضحايا الذين سقطوا جراء الاشتباك وتعبيراً عن رفضهم لبعض المواقف التي صدرت اعتقاداً من أصحابها بأن المشكلة صيداوية بامتياز.وأكدت مصادر صيداوية أن الحريري لم تنحز في دعوتها الى أي من طرفي الاشتباك وإنما قررت الانحياز كلياً الى جانب حماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار العام لأن لبنان يكفيه من المشكلات التي يرزح تحت وطأتها، وليس في حاجة الى مشكلة جديدة، وكيف إذا كانت هذه المشكلة تهدد التعايش بين أبناء صيدا من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية.ولفتت المصادر الى أن الحريري التي ما زالت تتواصل مع أبرز المكونات السياسية والروحية في المدينة، نجحت في تحييد مخيم عين الحلوة وفي عدم جر الفلسطينيين المقيمين فيه لتكون لديهم مواقف مختلفة من الطرفين المتنازعين. ورأت أن لقرار الفصائل الفلسطينية ومسؤوليها في عين الحلوة دوراً في وأد الفتنة ومنعها من أن تتمدد، وهي تلاقت مع الحريري في موقفها الرافض محاولات خطف صيدا وأخذها الى المكان الذي لا تريده.وأوضحت المصادر أن الحريري قالت كلمتها ولن تنجر الى سجال مع هذا الطرف الصيداوي أو ذاك، أو تدخل في مهاترات لا تخدم التوجه الرامي الى حماية السلم الأهلي.وأشارت أيضاً الى أن الاختلاف السياسي القائم يجب ألا يكون عائقاً أمام التوافق على توفير الحماية للمدينة وجوارها، وقالت إن الحريري أبدت منذ اللحظة الأولى لوقوع الاشتباك انفتاحاً على بعض من هم على اختلاف معها، لكن هؤلاء لم يمارسوا الدور الضاغط على &laqascii117o;حزب الله" والشيخ الأسير لوضع حد للتوتر الذي فرض على المدينة، وإنما انحازوا الى جانب هذا الطرف أو ذاك، ما يصعب عليهم القيام بدور فاعل لوأد الفتنة.وشددت المصادر على أن الدولة قادرة على إعادة الحياة الى صيدا، شرط أن تحزم أمرها وألا تستقيل من واجباتها حيال أبناء صيدا. وأبدت ارتياحها الى موقف رئيس الجمهورية ودوره الريادي في محاصرة الفتنة ومنع تمددها الى أحياء أخرى.

جدوى زيارة الأسير
وتوقفت المصادر أمام الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية لصيدا وتعاملت معها على أنها ضرورة لرعايته مباشرة اجتماعات مجلس الأمن المركزي، لكنها سألت عن جدوى زيارته الأسير مع أن شربل كان أبلغ مجلس الدفاع الأعلى أنه لم يزره وأن جولته اقتصرت على تعزية ذوي الشابين اللذين سقطا في الاشتباكات علي سمهون ولبنان العزي والأخير والده مؤهل في قوى الأمن الداخلي.وأوضحت المصادر المواكبة للجهود الرامية لإعادة الهدوء الى صيدا أنها ليست ضد تعزية شربل ذوي الضحيتين، لكن كان عليه التريث لبعض الوقت الى حين نجاح الجيش اللبناني وقوى الأمن في السيطرة على التوتر لئلا يلجأ البعض الى استغلال واجب التعزية وتقديمه وكأنه تشجيع للشيــــخ الأسير لتصعيد موقفه على رغم أن موقف شربل واضح ولا يحتاج الى أي تأويل.واعتبرت المصادر أن المسؤولية تقع على الشيخ الأسير في وقف كل أشكال الشحن والتعبئة، كما تقع وبشكل أكبر على قيادة &laqascii117o;حزب الله" التي يطلب منها أن تبادر الى إحداث صدمة إيجابية تحدث انفراجاً على أن تبدأ بتسليم المشتبه بهم للتحقيق معهم. مع أن البعض أخذ يشيع نقلاً عن مصادر قضائية أن الحزب سيتجاوب مع مسعى تسليمهم لكنه يفضل أن تتم الخطوة بعد الانتهاء من مراسم الاحتفال بذكرى عاشوراء.وقالت إن هناك مسؤولية على تيار &laqascii117o;المستقبل" وهي مماثلة للمسؤولية الملقاة على عاتق بعض الأطراف الصيداوية الحليفة لـ &laqascii117o;حزب الله" التي عليها أن تبادر، لما لها من تأثير في &laqascii117o;حزب الله"، الى إقناعه بضرورة إعادة النظر في تعاطيه مع المناطق المختلطة، أكانت في صيدا أم في أمكنة أخرى.وأوضحت أن وقوف حلفاء &laqascii117o;حزب الله" الى جانبه من دون لفت نظره الى ضرورة ضبط إيقاعه السياسي في تعاطيه مع صيدا لن يوفر المناخ لاستيعاب التوتر ومنع تكراره. وقالت إن ما ينسحب على هؤلاء ينسحب أيضاً على تيار &laqascii117o;المستقبل" في تعاطيه مع الشيخ الأسير، على رغم أنه لم يكن مؤيداً لاعتصامه أخيراً في صيدا ولا لبعض مواقفه أو تحركاته خارج المدينة.وأكدت أن عودة الهدوء الى صيدا تتطلب من &laqascii117o;حزب الله" والشيخ الأسير التواضع بدءاً بمراجعة مواقفهما، كما تتطلب من وحدات الجيش ممارسة أقصى التشدد ضد المخالفين، وهذا ما بدأ يظهر في الأيام الأولى التي أعقبت الاشتباك في حي التعمير.الى ذلك، كشفت مصادر وزارية رفيعة لـ &laqascii117o;الحياة" أن هناك اعتبارات حالت دون تبني مجلس الوزراء مطالبة شربل بتحويل صيدا منطقة عسكرية قبل أن يصرف مجلس الدفاع الأعلى النظر عنها نهائياً.وأكدت المصادر أن وزراء &laqascii117o;جبهة النضال الوطني" بزعامة وليد جنبلاط كانوا أكثر تشدداً في رفضهم مبدأ تحويل صيدا منطقة عسكرية، وقالت إن الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو شرحوا وجهة نظرهم انطلاقاً من أن لا مبرر للإقدام على مثل هذا التدبير العسكري وأن الجيش اللبناني بمساعدة القوى الأمنية الأخرى قادر على فرض الأمن ومنع الإخلال به، خصوصاً أن هذه المهمة ملقاة عليه وأن تطبيقها على الأرض ليس في حاجة الى تدبير عسكري من نوع تحويل عاصمة الجنوب منطقة عسكرية.ولفتت الى أن أبو فاعور اضطر للخروج أكثر من مرة من قاعة مجلس الوزراء للتشاور مع النائب الحريري ونجلها نادر مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقالت إن النائب الحريري وقفت ضد هذه الفكرة التي من شأنها أن تحدث شللاً في صيدا وأن تزيد من منسوب الحذر بدلاً من أن &laqascii117o;نتعاون جميعاً لإعادة الحياة الطبيعية إليها".وعددت المصادر نقلاً عن وزراء &laqascii117o;جبهة النضال الوطني" أسباب عدم حماستهم لتحويل صيدا منطقة عسكرية أبرزها:
- إن التشدد في القرار السياسي يساعد على حفظ الأمن وهذا ما يحرص عليه رئيس الجمهورية، وهو كان وراء الإسراع في تعزيز انتشار الجيش في صيدا فور وقوع الاشتباك وإعطاء التعليمات بعدم مراعاة من يخل بالأمن، إضافة الى مبادرة الأطراف الى رفع الغطاء السياسي لتمكين الجيش من بسط سيطرته من دون أي مراعاة.
- حصلت حوادث مماثلة في عكار وطرابلس ولم يتخذ أي قرار بتحويلهما منطقتين عسكريتين، وتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن يقود الى &laqascii117o;تعميم" هذه التجربة على مناطق أخرى في حال تمددت إليها الاشتباكات، وهذا يعني الإعلان التدريجي عن حال الطوارئ في كل لبنان.
- إن الجيش اللبناني، باعتباره العمود الفقري لحفظ الأمن، قادر على التدخل لإنهاء أي توتر وبالتالي لا مبرر، طالما أن القرار موجود، لتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن تؤدي الى إحداث شلل عام فيها بينما نتطلع لإعادة الهدوء إليها وتنشيطها.
- لا مصلحة للبنان في ظل الأوضاع السائدة في المنطقة في أن يعطي انطباعاً للخارج بأن الحكومة تحبذ تعميم إعلان حالة الطوارئ تدريجاً على المناطق اللبنانية لما يترتب عليها من تداعيات تضر بسمعته فيما نجهد لإقناع دول الخليج العربي بإعادة النظر في قرارها عدم تشجيع رعاياها على زيارة لبنان.
وعليه، كان لرئيس الجمهورية دور في سحب فكرة تحويل صيدا منطقة عسكرية من التداول وأن يكون البديل التشدد في فرض الإجراءات، خصوصاً أن تحويلها يتطلب إجراءات فوق العادة تشمل كيفية التعامل مع &laqascii117o;البؤر الأمنية" الواقعة على تخوم صيدا والمقصود بها مخيمي عين الحلوة والمية ومية، إضافة الى الانفلاش العسكري لبعض التنظيمات والأحزاب المحلية، مع أن معالجتها تتطلب تشدداً من الدولة داخل أحياء صيدا لأن لا مبرر لوجود مجموعات ذات طابع عسكري ومعروفة الولاء والانتماء، وتنتشر من حين الى آخر في أحياء المدينة كلما حصل إشكال.


- 'الحياة':
رندة تقي الدين
أولوية فرنسا حماية لبنان من الأزمات لا تعني رفض أي تغيير حكومي
قال مصدر فرنسي مطلع على الملف اللبناني، إن الرئيس فرنسوا هولاند وإدارته مهتمان بدعم المؤسسات اللبنانية أكثر من دعم أشخاص، وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي باريس متوقعة منذ زمن وهي قائمة، ولكنها ليست زيارة شخص نجيب ميقاتي، بل رئيس حكومة لبنان، وهي تهدف إلى توقيع اتفاقات ثنائية وليس لتظهر تأييد فرنسا لميقاتي ضد سعد الحريري. الموضوع الأساس هو أن لفرنسا علاقات واتفاقات مع لبنان، وفي المرحلة المعقدة التي يمر بها لبنان ينبغي إظهار أن فرنسا لا تزال تثق بلبنان عبر هذه الاتفاقات.وذكّر المصدر بأن هولاند قال في جدة وفي بيروت إنه مستعد للقاء القياديين الذين يريدون لقاءه. وقال إن فرنسا لن تبدأ توجيه دعوات إلى هذا وذاك، ولكن من يريد لقاء الرئيس الفرنسي يطلب لقاءه ويلتقيه. فإذا كانت قوى ١٤ آذار تريد لقاء الرئيس الفرنسي فهي مرحب بها. ولفت المصدر إلى أنه &laqascii117o;عندما جاء الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا فتحت له الأبواب، وفرنسا لا تقوم بوساطة بين الأطراف اللبنانين، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي". وقال إن أي صيغة حكومية في لبنان تتيح الجمع والتوحيد مرحب بها، ولكن ليس من شأن فرنسا أن تتدخل في تشكيل أي حكومة أو في من يترأسها، وإذا وجد الرئيس ميشال سليمان الصيغة الأفضل لإدخال ١٤ آذار في الحكومة فكل التمنيات له بالنجاح، ولكن أهم أمر لفرنسا هو وقاية لبنان من التدهور والتقلبات في سوري

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد