المقتطف الصحفي » خامنئي يدخل عالم «فايسبوك»

- صحيفة 'السفير'
بتول خليل

بسرعة البرق، انتشر خبر انضمام المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيّد علي خامنئي إلى موقع فايسبوك، في وسائل الإعلام الإيرانية والعالمية. وكان من الممكن للخبر أن يبقى في إطار الأحداث العابرة، خصوصاً أنّ معظم القيادات والرؤساء حول العالم باتوا يملكون حساباً رسمياً على مواقع تويتر وفاسيبوك. إلاّ إنّ الضجة الإعلامية التي رافقت إنشاء صفحة خاصة بخامنئي، أعطت الموضوع أبعاداً متعدّدة.
انطلقت الصفحة في 12 كانون الأول الحاري، باسم Khamenei.ir، وتبعها منذ ذلك الحين 18 ألف مشترك تقريباً. لم يؤكّد مكتب خامنئي ما إذا كان مصرّحاً بالصفحة رسمياً أم لا، لكن وكالة &laqascii117o;مهر" الإيرانية أاكدت أمس صحة الخبر. إلا إن خبراء وصحافيين إيرانيين قالوا ان &laqascii117o;الصفحة الجديدة مصرّح بها رسمياً في ما يبدو وهي ليست مجرد صفحة للمعجبين به"، مع الإشارة إلى أنّ حساب خامنئي الرسمي على تويتر، نشر رابطاً للصفحة.
وبين النفي والتأكيد، تحتلّ الصفحة حيّزاً من نقاشات وتحليلات مستخدمي الإنترنت ووسائل الإعلام الغربية والأميركية بشكل لافت، خصوصاً بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن أنها &laqascii117o;ستبقي عينها مفتوحة على صفحة خامنئي".
من ناحية أخرى، بدت تلك المبادرة إشكالية بالنسبة لكثيرين، إذ ان إيران صنّفت بـ&laqascii117o;عدو الإنترنت الأول" لهذا العام بحسب منظمة &laqascii117o;مراسلون بلا حدود"، بسبب &laqascii117o;حظرها ملايين المواقع الإلكترونية والمدونات". كما يقوم الكثير من مستخدمي الانترنت في إيران باستخدام برمجيات مكافحة للرقابة من أجل الدخول إلى المواقع الإلكترونية المحجوبة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي. من هنا تساءل كثيرون &laqascii117o;هل استخدم خامنئي هذه الطرق للدخول إلى موقع فايسبوك؟" و&laqascii117o;ماذا تغيّر في السياسة الرسمية الإيرانية التي لطالما تعاملت مع فايسبوك كجزء من &laqascii117o;الحرب الناعمة" المدعومة من الغرب ضد النظام الإيراني؟".
لعلّ الكلام عن الرقابة في إيران من البديهيات، لكن إن أردنا النظر إلى إنشاء تلك الصفحة، من منظار آخر، فإنّها تدلّ من دون شكّ، على استشعار صانع القرار في إيران أهمية فايسبوك في التواصل، لكونه منبراً للتعبير يظهر الآراء الحقيقية للجمهور بعيداً عن الآراء الداعمة والمؤيدة المحيطة بالمرشد الأعلى. قد يكون السبب خلف إنشائها، رصد النقد أو التأييد الذي تلقاه سياسة المرشد الأعلى، في إيران وخارجها. ثم ان توقيت إنشاء الصفحة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في العام 2013، من شأنه أن يضعنا أيضاً أمام فرضية اعتبار هذه الخطوة كنوع من تلمّس آراء مختلف الطبقات الشعبية والمدنية.
فمنذ انطلاقه، انهالت التعليقات المؤيدة والمعارضة لهذه الخطوة، لتتم بعدها إزالة كل ما يحمل نقداً سلبياً أو اعتراضاً على انضمام خامنئي إلى فايسبوك، أو أي تعليق يشير إلى اعتراض على سياسته وأفكاره وفتاويه بشكل عام. وكتب أحدهم &laqascii117o;إذا كانت هذه الصفحة من أجل التواصل معنا، فلماذا أزيلت بعض التعليقات؟". كما أنّ ظهور خامنئي على فايسبوك استجلب حملات مضادة منها ما قام به الناشط المدني ومؤسس &laqascii117o;الحركة العلمانية لإيران" المقيم في الولايات المتحدة روزبي فرحانيبور بإنشاء حملة الكترونية تحت عنوان &laqascii117o;أخرجوا خامنئي من فايسبوك". وعلى ما يبدو فإن ردود الفعل السلبيّة على الصفحة، ستؤثر في قرار القيّمين على الصفحة بإبقائها أو إزالتها. وغرّد الصحافي الإيراني هادي نيلي، وكتب على صفحته على موقع توتير، &laqascii117o;انّ المسؤولين عن صفحة خامنئي، يفكرون بإزالتها بعد الضجة الإعلامية والشعبية الكبيرة التي أثارتها".
والجدير بالذكر أنّ السلطات الإيرانية تمضي قدماً في تطبيق خطط لإنشاء شبكة انترنت محلية و&laqascii117o;حلال"، تدعى &laqascii117o;انترانت"، تعمل بشكل مستقل عن شبكة الانترنت العالمية. وتعتبر السلطات الإيرانية أن ذلك سيكون بديلاً عن استخدام محركات البحث الغربية مثل &laqascii117o;غوغل" التي تعدّها أدوات تجسس.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد