- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي
منع مقالات، إقفال قنوات، محاصرة مقار وسائل إعلام، قتل صحافيين... ذلك كان حال الإعلام المصري منذ وصول محمد مرسي إلى حكم مصر، ما جعل بعض المنظمات الحقوقية تعتبر العام 2012 الأسوأ على الإطلاق في تاريخ حرية الإعلام في مصر.
أيار/ مايو
البداية كانت في 30 أيار الماضي عندما رفع محمد مرسي ـ المرشح للرئاسة حينها ـ دعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد قناة &laqascii117o;الفراعين". وبعد وصوله إلى الحكم بأيام قليلة، تم إغلاق القناة بتهمة إهانة الرئيس. ويحاكم صاحب القناة والإعلامي الأبرز فيها، توفيق عكاشة، بالتهمة نفسها.
حزيران/ تمّوز
في الرابع والعشرين من هذا الشهر، تقدّم الدكتور عصام العريان أحد أبرز القيادات الإخوانيّة، ببلاغ للنائب العام ضد كل من رضا ادوار بشخصه وبصفته رئيس مجلس إدارة صحيفة &laqascii117o;الدستور"، وإسلام عفيفي بشخصه وبصفته رئيس تحرير صحيفة &laqascii117o;الدستور"، يتهمهما فيه بنشر أخبار كاذبة وارتكاب جريمة القذف في حقه، وذلك في عدد الصحيفة الصادر في 21 تمّوز 2012، وذلك إبان الفترة التي كان من المقرّر أن تجري فيها المرحلة الثانية من انتخابات رئاسة الجمهورية.
آب/ أغسطس
في 11 آب تقدّم بعض أنصار الرئيس مرسي، ببلاغ للإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية &laqascii117o;إدارة مكافحة جرائم المطبوعات"، ضد كل من رئيس مجلس إدارة صحيفة &laqascii117o;الدستور" ورئيس تحريرها، لقيامهما بسب وقذف رئيس الجمهورية والتحريض على الفتنة الطائفية والتحريض على الفوضى والمجتمع.
أيلول/ سبتمبر
في أوّل هذا الشهر، قام المرشد العام لجماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" الدكتور محمد بديع بتقديم بلاغ ضد عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة &laqascii117o;الفجر" وخالد حنفي مدير تحرير الصحيفة يتّهمهما بالسب والقذف.
تشرين الأوّل/ أكتوبر
بعد التغييرات التي قام بها الإخوان في قيادات الصحف القومية، وتعيين رؤساء تحرير ينتمون فكرياً ـ بحسب المراقبين ـ لنهج الإخوان. وتمّ منــع مقالات عدة تنــتقد مرســي والجماعة، وإلغاء صفحات بعينها. على سبيل المثال، وبعد تعيــين محمد حــسن البنا رئيساً لتحرير جريدة &laqascii117o;الأخبار"، كان أول قــرار له هو منع مقــال للكاتبة عبلة الرويني، وبعدها منع مقال &laqascii117o;لا سمع ولا طاعة" للكاتب يوسف القعيد، والمقالان ينتقدان الرئيس وجماعته.
تشرين الثاني/ نوفمبر
سطّر &laqascii117o;مجلس الشورى" ذو الأغلبية الإخــوانية سابقة في تاريخ مصر، تمثّلت بإقالة رئيس تحرير صحيفة. وقرر المجلس إقالة رئيس تحرير صحيفة &laqascii117o;الجمهورية" جمال عبد الرحيم المعروف بمعارضته للإخوان بسبب خبر في الصحيــفة عن الجــيش المصري. وحتى الآن لم يعد عبد الرحيم لمنصبه رغم أنّ المحــكمة أصدرت حكماً بعدم شرعية إقالة &laqascii117o;مجلس الشورى" له. كما أن قانون المجلس الأعلى للصحافة لم يعط الحق لـ&laqascii117o;مجلس الشورى" في عزل أي رئيس تحرير من جريدة قومية، بل أعطاه صلاحيّة التعيين فقط.
كانون الأول/ ديسمبر
خلال الشهر الحالي، بلغت التجاوزات ذروتها. إذ تم تقديم بلاغ ضد ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة &laqascii117o;التحرير" بتهمة السخرية من الرئيس. الأمر نفسه تعرّض له باسم يوسف مقدم برنامج &laqascii117o;البرنامج"؟ على قناة &laqascii117o;سي بي سي". وفي هذا الشهر أيضاً، تمّ إقرار الدستور المصري الذي انسحب من كتابته مجلس نقابة الصحافيين المصريين بسبب ما وصفوه بأنّه &laqascii117o;دستور يقيد حرية الرأي والتعبير".
في هذا الشهر أيضاً حاصر المئات من أنصار مرسي مدينة الإنتاج الإعلامي مؤكدين أنهم يريدون &laqascii117o;تطهير الإعلام"، ما عدّته منظّمات حقوقيّة محاولةً لإرهاب الإعلام. لكنّ الحدث الأبرز في هذا الشهر، كان مقتل الصحافي المصري الحسيني أبو ضيف، العامل في صحيفة &laqascii117o;الفجر" المعارضة للإخوان، والذي قتل جراء إصابته بطلقة مباشرة في الرأس أثناء تغطيته للتظاهرات المعارضة لمرسي والتي حملت اسم &laqascii117o;موقعة الاتحادية". الحسيني أبو ضيف كشف قبل أشهر قليلة من مقتله أنّ أحد الأشخاص، الذين قد أُفرج عنهم بعفو رئاسي في أول قرارات الرئيس محمد مرسي، هو شقيق زوجة مرسي والمتهم في قضية رشوة.