- صحيفة 'السفير'
صهيب عنجريني
&laqascii117o;الرؤوس قد أينعت وحانَ قطافُها ولنقطفنَّ رؤوسهم والله". هذا ليس اقتباساً خاطئاً لمقولة الحجّاج الشهيرة، ولا جملةً في مسلسل دراميّ يستعيدُ سيرةَ الثقفي أو يقاربها فانتازيّاً. بل هي عبارة قيلت في القرن الحادي والعشرين ووجدت من يهلّل لها. ثلاث دقائق وخمسون ثانيةً هي مدة الشريط المصوّر الذي انتشر بسرعة أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، وبطلاه سيفٌ، وخطيب ملتحِ، عرَّف عنه متداولو الشريط المصوّر بأنّه &laqascii117o;أبو حفص اللّيبي ـ أحد قياديي جبهة النصرة في حلب". وتمّ التقاط الفيديو أثناء إلقاء أبو حفص خطبة الجمعة في أحد مساجد المدينة، في تاريخ الأول من شباط الجاري. يتناول أبو حفص في الشريط المصوّر قضايا &laqascii117o;ثوريّة، وجهاديّة" شاهراً سيفَه طوال الوقت، مهدّداً به كلّ من يقبل بالحوار سبيلا لحلّ الأزمة السّوريّة. نسمعه يخطب: &laqascii117o;والآن تقول لي حوار وطني.. ولك ثكلتك أمك أي حوار وطني وهم قتلوك. إيش حوار وطني هذا إيش؟ هذا حوارنا نحن هذا". وبطبيعة الحال لم يكن من المتوقع أن ينهي أبو حفص خطبته من دون العزف على الوتر الطائفي: &laqascii117o;عندنا الامرأة السنية التي تقتل تعادل الكرة الأرضية. ربّنا قوّنا على النصيرية الكافرين".
على مواقع التواصل، انقسم السّوريون أمس بين مرحّب بالشريط ومندِّد به وساخر منه، لكنّ الانقسام هذه المرّة لم يكن منطلقاً من الاصطفافات السياسية، إذ ندّد الكثير من المعارضين بالشريط هازئين ومحذرين. فكتبت إحدى المعلّقات على فايسبوك ساخرةً: &laqascii117o;قال الحجاج رجع ظهر بحلب! بس الحجاج ليبي هذه المرة. الحمد لله الذي أعز بلاد المسلمين به". وكتبت أخرى: &laqascii117o;برافو والله، وين عايشين بأي عصر؟ يا ريت تشوفو التعليقات على اليوتيوب. تضرب النصرة ومجاهديها زنقة زنقة طوبة طوبة". فيما علَّق أحدهم هازئاً: &laqascii117o;اللهم اجمعه بحورية من حوريات الجنة بأقرب وقت. وليكن ذلك ما إن ينتهي من خطبته العصماء". في الوقت نفسه علت أصوات مرحّبة بما قاله أبو حفص، فعلَّقَ أحدهم: &laqascii117o;طبعاً قطع الرؤوس وقتل الشبيحة هو الدفاع عن العرض والنفس". وغرَّد آخر على تويتر: &laqascii117o;لله درُّك يا أبا حفص ذكرتنا بالصحابة، اللهم عجِّل بنصرك وتمكينك لهم يا رب العالم". واعتبرت تغريدةٌ أخرى أنَّ الشريط &laqascii117o;ردّ على عميل الغرب الدّيموقراطي معاذ الخطيب"، الذي أعلنَ مؤخراً استعداده للحوار. وغرّد أحد السّعوديين واصفاً الشريط بأنّه &laqascii117o;كلام من ذهب في الرد على الحواريين، عزةٌ لا تأتي إلا بكتاب يهدي وسيف ينصر".
بعض المعلقين على يوتيوب شكّكوا بصحة الشريط، معتمدين على ارتداء بعض المصغين إلى الخطبة ملابس صيفيّة، وهي ملاحظةٌ في مكانها غير أنّها لا تغيّر من المضامين شيئاً، خصوصاً مع تشديد أبي حفص على أنّه &laqascii117o;لا تفاوض، لا حوار، لا تراجع عن جهاد في سبيل الله". ومع الأخذ بعين الاعتبار أنّ طريقةَ كشف أوراق قديمة لتوظيفها &laqascii117o;بروباغانديّاً" في تعبئة الرّأي العام ليست بجديدة، ينفتح الباب على تساؤلات حول الغاية من نشر الشريط في هذا التوقيت، والجهة التي نشرته. لا بأس هنا من التذكير بأنّ عدداً كبيراً من وسائل الإعلام العربية يجهد دائما لـ&laqascii117o;أسلمة الربيع العربي"، والأدلة على ذلك كثيرة، بدءاً من ورود عبارة &laqascii117o;الله أكبر" على لسان جميعِ الليبيين الذين التقتهم قناة الجزيرة بتاريخ 23/ آب/ 2011 يوم سقوط باب العزيزية، وليس انتهاءً بتكرار &laqascii117o;الله أكبر والعزة لله" في معظم ما يتمّ بثه من أشرطة مصورة عن الأزمة السّورية.
رابط للشريط على &laqascii117o;يوتيوب"
http://www.yoascii117tascii117be.com/watch?v=tbt1pBn-v6Q