المقتطف الصحفي » «مراسلون بلا حدود»: كيف تُحارب الرقابة؟

- صحيفة 'السفير' 
بتول خليل

&laqascii117o;أريد من منظمة &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" أن تقوم بنشر قصتي الخفية، كي تصل إلى بقية أنحاء العالم، وإلى أكبر عدد من القراء"، يقول الصحافي الياباني مينورو تناكا في رسالة منه إلى المنظّمة الدوليّة.
نشرت الرسالة على موقع &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة"، وهو مبادرة أطلقتها المنظمة الدولية بدعم مع &laqascii117o;الاتحاد الأوروبي" في تشرين الثاني الفائت.
وينشر الموقع مقالات، وصوراً، ومقاطع فيديو، وملفات صوتيّة، مُنع نشرها، أو تعرّض أصحابها للقتل والاعتقال والمضايقات، وهي تعرض بلغتها الأصليّة مع ترجمات باللغتين الإنكليزية والفرنسية، في حين يبقى اسم بعض المرسلين مجهولاً، حفاظاً على سلامتهم.
وتسعى المنظمة من خلال مبادرة &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" إلى رصد الاعتداءات على الإعلام والصحافة حول العالم والإعلان عنها، والسعي إلى مكافحة الرقابة على الإعلامَيْن التقليدي والجديد وعبر الإنترنت، ومكافحة القوانين التي تحدّ من حرية التعبير.
ترسل المواد المنشورة على موقع &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" من دول عديدة، منها إيران والصين واليابان وكوبا وروسيا البيضاء وإريتريا والمغرب. ويصنفها الموقع بحسب مضمونها بين سياسية واجتماعية وبيئية وصحية. ثم يقدّمها ضمن شرح تفصيلي للسياق والظروف التي أدّت إلى منع نشرها، أو ما تعرّض له أصحابها من مخاطر في بلدانهم.
يروي الموقع مثلاً ما حصل في إريتريا في 18 أيلول 2001. في ذلك الحين، كانت أنظار العالم مشدودة نحو الولايات المتحدة، بعد الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك. استغلت الحكومة الإريترية تلك اللحظة، وقامت بملاحقة مُلاك ورؤساء الصحف الخاصة والمستقلة واعتقالهم. كما أمرت بإغلاق صحفهم وأبقت على الصحافة الحكومية كمصدر وحيد للمعلومات. وأرفق الموقع تلك القصة بمقال نشر في العدد الأخير من صحيفة &laqascii117o;سيتيت" المستقلة، يعرض بيان الحكومة الإريترية ويسرد تفاصيل ما قامت به حينها.
وفي قصة أخرى، يسرد أحد المقالات تجربة وقعت في إيران، بعنوان &laqascii117o;آية الله الخميني محظور من قبل مناصريه".
يعرض الموقع مقطع فيديو للخطاب الرسمي الأول للخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية في 1 شباط 1979. ينتقد هذا الأخير حكومة الشاه والبرلمان، ويتوجه للشعب الإيراني قائلاً &laqascii117o;هل أنتم من اختار هذه الحكومة؟ هل تعرفون من هم؟ هل انتم من انتخبهم؟ هل يمثلونكم؟ أم أنهم أتوا إلى السلطة بالقوة؟ فالبرلمان الذي لا يمثل إرادة الشعب هو برلمان غير شرعي". بعد 30 عاماً على ذلك الخطاب، وخلال التظاهرات الشعبية الكبيرة في حزيران 2009، احتجاجاً على انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، قامت الحكومة الإيرانية بحظر الدخول إلى فيديو خطاب الخميني ذلك، بحسب ما يقول القيّمون على الموقع.
من جهة ثانية، ينشر الموقع مقالات وتحقيقات لصحافيين تعرضوا للتنكيل ولممارسات كيدية نتيجة ما كتبوه. الجدير بالذكر أنّ الكثير من القصص والوقائع والمواد المنشورة على الموقع يعود تاريخ حدوثها أو نشرها بالأساس إلى عشر سنوات أو أكثر".
&laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" ليس المشروع الأول من نوعه في العالم. فعلى سبيل المثال، تقوم مؤسسة &laqascii117o;مؤشر للرقابة" من لندن بتوثيق الانتهاكات التي يتعرّض لها الصحافيون حول العالم، كما تقوم بنشر تقارير ومقالات قائمة على النقاش والتحليل على موقعها الالكتروني، تتناول خلالها كافة القضايا والتطورات المتعلقة بحرية التعبير في بريطانيا وخارجها.
وتعرّف المؤسسة عن نفسها بأنّها &laqascii117o;منصّة للمحرومين من رفع الصوت عالياً"، وأنّها &laqascii117o;تتحدّى الأنظمة الديكتاتورية التي تنكر على شعبها حق التعبير الحر". وفي الولايات المتحدة يقوم برنامج بحوث إعلامية يدعى &laqascii117o;مشروع للرقابة"، يعمل بالتعاون مع عدد من وسائل الإعلام المستقلة، على تدريب طلاب الصحافة على مبادئ الإعلام الحر والبحث الاستقصائي. ويركّز المشروع على نشر القضايا والقصص الصحافية التي يتم تحريفها أو تجاهلها أو تلك التي تخضع لرقابة شركات وسائل الإعلام الكبرى في البلاد.
إلا ان مشروع &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" يمتاز عن غيره بكونه يقدّم سبلا لمحاربة الرقابة، فهو يحتوي على قسم خاص بعنوان &laqascii117o;أدوات النجاة على الانترنت"، يتضمّن نصائح عملية للتحايل على الرقابة وحماية الاتصالات والبيانات الخاصة، كحماية الهوية عند استخدام الهاتف المحمول، أو كيفية استخدام شبكة افتراضية خاصة على الانترنت.
كما يعتمد مشروع &laqascii117o;مراسلون بلا حدود"، على قانون يدعى &laqascii117o;تأثير سترايسند" وهو يعني أن &laqascii117o;أي محاولة لإخفاء أو إزالة أي معلومة ستكون نتيجته نشر المعلومة على نطاق أوسع من خلال شبكة الإنترنت".
وفي هذا الإطار، قام القيّمون على المشروع بإنشاء خاصيّة يمكن من خلالها نقل الموقع إلى مواقع أخرى، طبق الأصل، لإحباط محاولات الحجب.
ولم تسلم مبادرة &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" من النقد، معتبرين أن الموقع يهدد سلامة الصحافيين ويقوم بتسريب معلومات سرّية، كما وصفها البعض الآخر بـ &laqascii117o;وكيليكس الثانية".
في هذا السياق، قال المدير العام للمنظمة كريستوفر ديلوار لمجلة &laqascii117o;لو نوفيل أوبسيرفاتوار" الفرنسية: &laqascii117o;هدفنا ليس نشر أي محتوى خام، على عكس &laqascii117o;ويكيليكس" الذي نشر عدداً كبيراً من الوثائق السرية من دون خضوعها للمعاينة والتحرير. نحن لا ننشر أي مادة على موقع &laqascii117o;نحن نحارب الرقابة" إلا بعد التحقق من صحتها وموافقة اللجنة التحريرية عليها".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد