- صحیفة 'السفیر'
صهيب عنجريني
أصدرت منظمة &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" مطلع الشهر الحالي، تصنيفها العالمي لحرية الصحافة للعام 2013. يعكس التصنيف الصورة القاتمة لواقع العمل الصحافي في الوطن العربي، حيث لم يفلح &laqascii117o;الربيع العربيّ" بتلوينِ المشهد. &laqascii117o;فبعض الحكومات التي أفرزتها الأحداث، انقلبت على الصحافيين والمواطنين الإلكترونيين الذين نقلوا صدى المطالب والطموحات من أجل الحريات على نطاق واسع".
تراجع لبنان 8 درجات (من المرتبة الـ93 إلى المرتبة الـ101) مع &laqascii117o;الاستقطاب الشديد لوسائل الإعلام اللبنانية بسبب النزاع في سوريا، كما لم يكن الصحافيون في مأمن من الاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة".
اللافت إنّ إسرائيل تراجعت 20 درجة، وحلّت في المرتبة 112، وذلك بسبب &laqascii117o;الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينيّة"، كما جاء في التقرير.
سوريا في المربع الجهنمي
حافظت سوريا على مرتبتها 176 من بين 179 دولة شملها التصنيف متقدِّمة فقط على تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا. ويوضح التقرير أنَّ سوريا حلّت في ذيل القائمة، لأنّها &laqascii117o;كانت البلد الأكثر دموية للصحافيين في العام 2012"، وذلك بسبب ممارسات نظام لا يتردَّد في القمع، وفصائل مقربة من المعارضة، غير متسامحة مع الأصوات التي تختلف معها، كما جاء في التقرير.
تونس ومصر... ربيع بلا أزهار
نجاح الثّورتين التونسية والمصريّة في إطاحة دكتاتورين لم يجدِ نفعاً في تغيير واقع المهنة فيهما، بل على العكس. فقد &laqascii117o;قبعتا في مرتبتين غير مشرِّفتين بسبب ما شهدتاه من فراغ قانوني، وتعيينات على رأس وسائل الإعلام الحكوميّة، واعتداءات جسدية، ومحاكمات متكررة بحقّ الصحافيين العاملين على أراضيهما". وخسرت تونس بعد عامين من سقوط بن علي أربع درجات (تراجعت من المرتبة الـ134 إلى المرتبة الـ138)، بينما كانت قد أحرزت تقدما ملحوظاً العام 2011 (تقدمت 30 درجة). ويعيد التصنيف أسباب هذا التّراجع، إلى تضاعف حالات الاعتداء على الصحافيين خلال النصف الأول من العام 2012، والتعيينات التعسفية على رأس أجهزة الإعلام الرسمي، وخطاب السياسيين الذي يحمل نبرة ازدراء وبُغْض تجاه وسائل الإعلام والإعلاميين.
ولا يبدو واقع مصر أفضل حالاً بعد سنتين على رحيل حسني مبارك، رغم تحقيقها هذا العام تحسناً نسبياً متقدمةً ثماني درجات عن تصنيف العام الماضي (بلغت المرتبة الـ158 بعدما كانت في المرتبة الـ166)، فهي كانت مصنفةً قبل الربيع في المرتبة الـ127. فقد &laqascii117o;ظلّ الصحافيون والمواطنون الإلكترونيون عرضة للاعتداءات والاعتقالات والمحاكمات، وشرع الإخوان المسلمون، بعد فترة قصيرة على توليهم سدة الحكم، في تعيين مديري ورؤساء تحرير الصحف القومية".
قفزة ليبيّة... وتقدم بحرينيّ
ويصف تقرير &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" الحالة الليبيّة الأكثر تميّزاً في بلدان الربيع، خصوصاً أنّها تقدّمت 23 درجة (من المرتبة الـ154 إلى المرتبة الـ131). ويفسّر التقرير ذلك، بـ&laqascii117o;الآثار الإيجابية، لنهاية 42 سنة من حكم معمر القذافي، على حرية الإعلام"، بانتظار إدراج مبدأ حرية الإعلام في الدستور، ووضع قوانين توفّر حماية حقيقيّة للصحافيين، وتضع حدوداً ضامنة للتعدديّة وحرية وسائل الإعلام".
ووصف التقرير تقدُّم البحرين ثماني مراتب (المرتبة الـ165 مقابل المرتبة الـ173 في عام 2012) بـ &laqascii117o;الأمر النسبيّ"، إذ &laqascii117o;استمر القمع سنة 2012، لكن بدرجات عنف أقل مقارنة مع السنة السابقة". ففي ظرف أربع سنوات فقد البحرين 66 درجة وهو مصنّفٌ حالياً ضمن آخر عشرين بلداً".
اليمن... مكانك راوح
ما زال اليمن بين الدول العشر الأخيرة في التصنيف، رغم تقدّمه من المرتبة الـ171 إلى المرتبة الـ169. فـ&laqascii117o;بعد عام على تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم، لا يزال الإطار التشريعي كما هو، ويتعرّض دوماً للاعتداءات والمحاكمات، بل لأحكام بالسجن النافذ".
الصحافيون العرب مكبوحو الجماح
بقيت فلسطين في المربع الأخير من التصنيف، رغم تقدمها سبع درجات (من المرتبة الـ153 إلى المرتبة الـ146). وقد كان لـ&laqascii117o;تطور العلاقات بين السلطة الوطنية وحماس تأثير إيجابي على حرية الإعلام وعلى مناخ عمل الصحافيين"، كما قال التقرير.
وتراجع الأردن ستّ درجات (من المرتبة الـ128 إلى المرتبة الـ134)، ويرى التصنيف أنّ &laqascii117o;إصدار مرسوم ملكي خانق للحريات، في أيلول من العام 2012 يفسر جانباً من هذا التقهقر". وتضمَّن المرسوم تعديلاً لقانون المطبوعات والنشر وتقويضاً شديداً لحرية الإعلام، خصوصاً وسائل الإعلام الإلكترونية".
كما أنَّ تقدّم العراق من المرتبة الـ152 إلى المرتبة الـ150، يبقى نسبياً، ويجد تفسيره في &laqascii117o;الانحدار الذي عرفه البلد العام الماضي (تراجع العراق 22 مرتبة). ويبقى الوضع الأمني للصحافيين الهاجس الأكبر، بعد مقتل ثلاثة وكان ذلك على علاقة بنشاطهم المهني (7 قتلوا العام 2011).
المشهد السعودي غائب
في تقرير &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" للعام 2013، بقيت الكويت الأفضل عربيّاً متقدمةً مرتبةً واحدة عن تصنيف العام الماضي (من المرتبة الـ78 إلى المرتبة الـ77). كما تقدّمت قطر من المرتبة الـ114 إلى المرتبة الـ110، فيما تراجعت الإمارات مرتبتين فحسب (من الـ112 إلى الـ114) محافظةً على وجودها في المربع الأول عربياً. الغريب كان امتناع التقرير عن الخوض في المشهد السعودي والاكتفاء بالإشارة إلى تراجع السعوديّة من المرتبة الـ158 إلى المرتبة الـ163، ورغم الواقع المزري للصحافة في ذلك البلد.