المقتطف الصحفي » «لوحة الوفيّات»: الإنترنت منبراً للعزاء

- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي

أين تذهب قصص كلّ من قتلوا في التظاهرات خلال الثورة المصريّة؟ ولماذا يطويها النسيان؟ ومن يوثّقها؟ أسئلة وجد لها موقع Deadboard (لوحة الوفيّات) الإجابة على طريقته. الموقع أشبه بصفحة وفيّات الكترونيّة، مع فرق بسيط أنّ مهمّته هي تخليد ذكرى الراحلين عنّا.
مؤسس الموقع وسام يوسف، لم يكن يوماً من عشاق الكآبة، بل على العكس، نجده مبتسماً في كلّ صوره على &laqascii117o;فايسبوك". ترك الشاب المصري مهنته في مجال الصيدلة، لتأسيس أول موقع عربي للوفيات. وتعرض صفحته الرئيسية صور شخصيات عامّة رحلت حديثاً (مثل وديع الصافي)، مع نبذة توثيقيّة عن حياتها. كما يتضمّن لوحات لأشخاص مجهولين، من جميع المجالات، وتحوي كل لوحة مقالة عن سبب الوفاة، وأبرز منجزات الراحل، مدعومة بالفيديو والصور .. كما يتيح الموقع للمستخدم كتابة نعي ومشاركة العزاء.
انطلق يوسف في التجربة، لأنه وجد أنّ الدماء التي تراق في مصر، وبلدان أخرى، لم تعد تهمّ أحداً. لا تكترث جماعات الإسلام السياسي بمن يموتون من رجال الأمن في حربهم ضد الإرهاب، ولا تكترث الشرطة بمن يموت من الإسلاميين، والشارع العربي نفسه بات لا يشغل باله كثيراً بالموت من كثرة ما شاهد من دماء.. لذلك قرر أن يترك الصيدلة، ويفتتح لنفسه شركة صغيرة متخصصة في عالم الإنترنت، ليطلق منها &laqascii117o;ديد بورد".
يقول يوسف لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;أسسنا &laqascii117o;لوحة الوفيات" في 20 آب الماضي، كي يتمكن الجميع من تخليد ذكرى أحبائهم ومشاركة النعي والعزاء عليها. ويحتوي الموقع على عدة تصنيفات مثل: فنية، دينية، تظاهرات، شرطة، علمية.. وغيرها. كذلك يتيح الموقع لأي مستخدم إنشاء لوحة وفاة لأي شخص أثر في حياته حتى يتسنى له مشاركة العزاء مع الآخرين".
استفاد الموقع من الإعلام الجديد، إذ تضمّ صفحته على &laqascii117o;فايسبوك" 25 ألف متابع. في حين بلغ عدد لوحات الوفيات فيه نحو ألف لوحة، بعضها كتبها المشتركون لأصدقائهم وأقاربهم، وبعضها تعمل على توثيقها إدارة الموقع، أيّ تلك الخاصة بالشخصيات الفنية والرياضية والثقافية. يقوم فريق العمل بكتابة معلومات عنها غير متوفّرة على الشبكة غالباً. ويقول يوسف: &laqascii117o;يتألف فريق العمل من خمسة أشخاص، يقومون بجمع معلومات عن كلّ شخصيّة، من دون اللجوء إلى تلك المتوفرة على &laqascii117o;ويكيبيديا" مثلاً، خصوصاً أنّ معظم ما ننشره غير متوفر على الموسوعة"
ويطمح مؤسس &laqascii117o;ديد بورد"، أن يصبح الموقع &laqascii117o;متنفساً لحزن كل العرب على موتاهم". ربما يذهب الموقع الناشئ أبعد من ذلك، من خلال إماطة اللثام عن وجوه ضحايا مجهولين، وتحويلهم من أرقام قتلى على الشاشات، إلى أشخاص كانت لهم حياتهم الغنيّة بالتفاصيل.


عنوان الموقع:

www.deadboard.net

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد