المقتطف الصحفي » ’قيادة 26 أكتوبر‘: المواجهة بدأت على ’تويتر‘

117634_430- صحيفة 'السفير'
جوي سليم

'الشعور بالمذلّة والانتقاص من الكرامة الإنسانية يولد حين يتحوّل الحق البديهيّ، إلى حلمٍ بعيد'. تغريدةٌ تلخّص شعور السعوديّات الممنوعات من ممارسة حقوق بديهيّة عدّة، ومن بينها الحق في قيادة السيارة، بحجّة 'الشرع'. اليوم، 26 تشرين الأول 2013، هو الساعة الصفر لانطلاق تظاهرة القيادة الموعودة، من أجل السماح للسعوديات بالقيادة. تأتي التظاهرة كتتويج لحملة 'قيادة 26 أكتوبر' التي تمّ تفعيلها على 'تويتر' بشكل خاص (راجع 'السفير' 30/9/2013). المواجهة الأصعب ليست بين السلطات السعودية والناشطات كما يُفترض. يكفي أن تقوم بجولة على 'تويتر' لتكتشف أنّ المزاج الطاغي على المجتمع السعودي (رجالاً ونساءً على حد سواء)، يعمّق الظلم اللاحق بالمرأة، كأنّ ظلم السلطة وحده، ليس كافياً. بعد تفعيلها على كلّ منصّات الإعلام الجديد منذ نهاية أيلول الماضي، لقيت حملة 'قيادة 26 أكتوبر' دعماً في أوساط الناشطين العرب. إلا انّها واجهت ردود فعل عنيفة في السعوديّة، حيث وصفت بالمؤامرة التي تهدف إلى 'تغريب المرأة' والى 'خراب المجتمع السعودي'، عبر إدخال 'أفكار غربيّة هدامة' عليه. تغريدات وتعليقات على 'فايسبوك' و'تويتر' انطلقت تشتم الناشطات في الحملة، وتستهزئ بهنّ، وتسخر من المرأة وحقوقها عموماً. كما ظهرت حملات افتراضية مضادة، عبر مفاتيح وسم منها 'شكراً لوزير الداخلية محمد بن نايف على قرار منع القيادة'. وظهر هذا الوسم بعد تصريح بن نايف الأربعاء الماضي عن تجديد رفضه لمنح النساء رخص القيادة. ولعلّ أغرب الردود على الحملة كانت تلك المطالبة بتعدّد الزوجات، تحت مبرِّر أنه حين تخرج المرأة من منزلها للقيادة سيحتاج الرجل إلى أخرى حتماً (!). ودعت الحملة إلى استخدام تعدّد الزوجات سلاحاً لتهديد المرأة في حال طالبت زوجها بالقيادة. كما انتشرت تغريدات تحوي تهديداً للمشاركات في تظاهرة القيادة اليوم: 'فليتذكّر الجميع إن لم توقف الحكومة سيارات النساء، فسوف يوقفها الشباب'، بينما تناقل معارضو الحملة خبراً عن 'توقيف فتاة تقود السيارة برفقة شاب لا تربطها به علاقة شرعية'، في سياق تحميل 'حملة 26 أكتوبر' مسؤولية 'المفاسد والرذائل' في المجتمع السعودي. في حين تحدّث بعض المعلّقين ضمن منطق: 'يا من تنادون بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، أنتم مثل اللي يقول لأصحاب الجواهر، إرمِ جواهرك بالشارع ولا تخف عليها من السرقة'. بعض التعليقات المتصلّبة في مناهضة الحملة، جاء بلسان نساء. تعلّق إحداهن قائلةً: 'بما أن السائق وجوده خطر مع المرأة، كذلك الخادمة وجودها خطر عند الرجل، لذلك ندعم حملة تعدّد الزوجات، فعلى الأقل ّهناك واحدة في البيت عند خروج الأخرى'. ويسخر ناشط داعم لحقّ المرأة في القيادة، من حملة المطالبة بتعدّد الزوجات، معلّقاً على 'تويتر': 'سأتزوج أربعاً وأعطي كل واحدة منهن سيارة لتقودها'. وهنا، يظهر القاسم المشترك بين بعض التعليقات المؤيدة والمعارضة للحملة، ففي الحالتين يتعاطى المعلقون مع المرأة ككائنٍ أدنى، فحتّى من يؤيّد حقّ المرأة في القيادة، 'يعطيها' سيارة لتقودها فيبقى هو أكان والدها أو أخاها أو زوجها، محرمها، ومرجعيتها الأولى والأخيرة. ليس مستغرباً أن تواجه حملة 'قيادة 26 أكتوبر' هذا الرفض العنيف في مجتمعٍ يجعل من التخلف سيفاً مصلتاً على رقاب الناس باسم الدين والتقاليد والمحافظة... أحد المعلّقين لخّص الإشكاليّة بتغريدة واحدة: 'يتهمون النساء بتنفيذ مؤامرة غربية، وهم ينفذون تعليمات الغرب في السياسة! يأخذون من الغرب ما يؤذي الناس فقط!'.

صفحة الحملة على 'فايسبوك':

www.facebook.com/oct26driving

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد