المقتطف الصحفي » مقتطف من الصحافة الاجنبية في 4-12-2007

مقتطف من الصحافة الاجنبية في 4-12-2007

توقعات احتواء برنامج إيران النووي
عن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في 4-12-20007 :

إن تقرير الشهر الماضي لوكالة الطاقة الذرية الذي أكد استمرار إيران في خرق تعهداتها النووية جدد آمال الولايات المتحدة في تشديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الدولية على طهران.
وأضافت الصحيفة أن تقرير الوكالة لم يدن إيران بالطريقة التي تمنتها واشنطن، لكن محمد البرادعي أوضح أن إيران لم توفر ضمانات موثوق بها عن نشاطاتها النووية وأنها أخفقت في الاستجابة لطلب مجلس الأمن بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم.
وأضافت أن أميركا بحاجة لخطة طوارئ بديلة إذا ما حالت روسيا دون اتخاذ إجراء في مجلس الأمن رغم تقرير الوكالة الذرية. ومن ثم فإن العاقبة ستكون ضربة قوية ليس فقط لجهود احتواء برنامج إيران النووي ولكن أيضا للعلاقات الأميركية الروسية والتأييد الأميركي لعمل جماعي عموما.
وأرجعت الصحيفة سبب الموقف الروسي إلى ميل موسكو لحرمان واشنطن من نصر دبلوماسي ومنع الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، وأن الأمر ربما يتعلق بإبرام صفقة توافق فيها الولايات المتحدة على تسوية عدة قضايا مثل كوسوفو وتوسع الناتو والدفاع الصاروخي مقابل تعاون موسكو بشأن إيران.
وقالت إن هذا التلازم يستحق البحث، لكن هناك تفسيرا آخر أكثر قلقا لهذا التوجه من جانب روسيا: وهو أن موسكو قد ترحب بالوضع الراهن.
وعللت ذلك بأن عرقلة اتخاذ إجراء في مجلس الأمن لن يحبط أميركا فقط، بل إن شبح الأزمة مع إيران سيرفع أسعار النفط لصالح روسيا ويعزل الولايات المتحدة عالميا ويعيد استئناف برنامج إيران النووي فورا.
وفي المقابل إذا ساعدت روسيا في تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن إيران، فإن صورة موسكو باعتبارها شريكا دوليا محتملا للولايات المتحدة ستعزز، وسيتم إنقاذ دور الأمم المتحدة لتكون جهة رسمية لها وزنها، وستتحسن توقعات احتواء برنامج إيران النووي.
 
صور إخبارية ساعدت في إعادة تقييم برنامج إيران النووي
عن صحيفة'يو أس توداي' في 4-12-207 :

كشف مسؤولو مخابرات أميركيون أن زيارة قام بها وفد إعلامي لإيران هي التي ساعدت أجهزة الاستخبارات في إعادة النظر في تقدير حجم برنامج الأسلحة النووية الإيرانية خلافا لكل الجهود التي بذلت في السابق.
ونسبت الصحيفة إلى ضابط ساعد في إعداد تقرير الاستخبارات الوطنية لم تكشف عن هويته القول إن الصور الفوتوغرافية التي التقطت إبان زيارة الوفد الإعلامي لإيران في وقت سابق من هذا العام لم تكن عنصرا حاسما في تحديد التاريخ الذي أوقفت فيه طهران برنامجها النووي.
وأضاف الضابط أن محللين من الاستخبارات درسوا تلك الصور الملتقطة من منشأة ناتانز النووية واستنتجوا أن إيران ما زالت تواجه 'مصاعب فنية جمّة' في كيفية استخدام المنشأة لتخصيب اليورانيوم.
واحتوى التقرير الذي نشر أمس على معلومات تناقضت بشكل مفاجئ وملحوظ مع بيانات سابقة أميط عنها اللثام في 2005 خلصت إلى أن برنامج إيران النووي السري ما زال قائما.
 
واشنطن بوست: التقييم المخابراتي للملف الإيراني صفعة لبوش
عن  صحيفة واشنطن بوست الأميركية في 4-12-2007 والتي قالت :

إن تقرير المخابرات الأميركية الجديد الذي يقول إن إيران جمدت برامجها النووية عام 2003، من شأنه أن لا يقوض خطاب الإدارة الأميركية التحذيري بشأن طموحات طهران النووية وحسب، بل يعيق جهود الرئيس جورج بوش الرامية لفرض مزيد من العقوبات على إيران.
كما أن هذا التقرير -بحسب الصحيفة- ربما يقصي احتمال الضربة العسكرية الاستباقية التي يمكن توجيهها لإيران عن طاولة النقاش قبل انتهاء ولاية بوش الرئاسية.
وتتابع واشنطن بوست قائلة إن الملف الإيراني كان من المتوقع أن يهيمن على السياسة الخارجية في السنة المتبقية لولاية بوش، وكذلك على الحملات الانتخابية التي يقوم بها المرشحون الذين سيخلفونه، ولكن الآن يتعين على القادة في الداخل والخارج إعادة النظر فيما كانوا يرونه حيال نوايا وقدرات إيران النووية.
فالمنتقدون اغتنموا هذه الفرصة للإنحاء باللائمة -كما يقول المرشح الديمقراطي للرئاسة جون إدواردز- على اندفاع بوش وديك تشني نحو الحرب مع إيران.
أما البيت الأبيض فاعتبر التقرير تأكيدا على قلقه، لأنه توصل إلى أن إيران كانت تمتلك برنامجا نوويا إلى أن توقف عام 2003، ولأنه أظهر أن الضغوط الدبلوماسية بقيادة أميركا نجحت في إرغام طهران على هذا التوقف، ونسبت الصحيفة إلى مستشار الأمن القومي ستيفن هيدلي قوله 'عموما التقرير يؤكد أن قلقنا كان في محله'.
وتعليقا على تداعيات التقرير على الدعوة الأميركية لفرض مزيد من العقوبات على طهران، نقلت الصحيفة عن الباحث في مركز إنتربرايز الأميركي مايكل روبن  قوله 'التقرير بكل تأكيد سيجعل الدبلوماسية أكثر صعوبة' مضيفا 'أنه يعطي برلين وبكين وموسكو الحجة كي لا توافق على جولة ثالثة من العقوبات'.
من جانبه قال مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشترط عدم الكشف عن هويته، إن هذا التقرير يعد تأكيدا على موقف الوكالة الدائم، الذي يقضي بأنه لا يوجد دليل على برنامج إيران النووي، كما أنه يقر بتقييمات مدير الوكالة محمد البرادعي الذي دأب على نفي وجود أي خطر قادم من إيران، وأن ثمة وقتا كافيا للمفاوضات.
ولكن التقرير -وفقا لبعض المحللين- يشتمل على لغة قد تستدل بها الإدارة الأميركية على تحقيقها النجاح في هذا الصدد، إذ قال أحد منتقدي حرب العراق المسؤول السابق في وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أيه) بول بيلار، إن التقرير مروع، ولكنه أشار إلى أن 'الإدارة قد تزعم بأن إيران أوقفت برنامجها إبان ولايتها وهذا نجاح بحد ذاته'.
حتى المرشحين للرئاسة الأميركية استخدموا هذا التقرير في حملاتهم الانتخابية، فوجه المرشح باراك أوباما انتقادا لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تدعم الإدارة في الملف الإيراني قائلا، إن 'على أعضاء الكونغرس أن يتوخوا الحذر لدى قراءتهم التقارير المخابراتية، قبل منح الرئيس التبرير لاستخدام القوة'، في إشارة إلى هيلاري التي اطلعت على تقرير مخابراتي قبل الحرب على العراق ولكنها لم تقرأه بالكامل.
والبعض ممن وصفتهم الصحيفة بالمعتدلين في واشنطن، أعربوا عن قلقهم من أن تتم المغالاة في ترجمة نتائج التقرير ليصب في اتجاه معين، ونقلت الصحيفة عن الجمهوري براد شيرمان رئيس لجنة ثانوية غير ربحية في لجنة الشؤون الخارجية قوله، إن الدرس الحقيقي الذي يمكن استخلاصه من هذا التقرير هو إعادة ضبط السياسة الأميركية، واللجوء إلى النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي، 'إنه تأكيد على الطريق الوسط بين أن نغط في النوم وأن نسلك طريق القصف الفوري'.
 
إشراك سورية في أنابوليس ربما يساعد لبنان
عن  كريستيان ساينس مونيتور في 4-12-2007
كتب نيكولاس بلانفورد :
يمكن لحضور سورية مؤتمر السلام في مؤتمر انابوليس الذي التأم مؤخراً أن يسهم في خفض حدة التوتر في لبنان، ذلك البلد الذي دخل في مرحلة فراغ في القيادة .
سورية التي تمارس ضغطا قويا لصالح المعارضة اللبنانية في وجه الحكومة المدعومة غربيا في بيروت، كانت قد حضرت إلى انابوليس بعد ان وافق المسؤولون الاميركيون على احتمال بحث موضوع مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967، وقد يساعد حضور سورية للمؤتمر في بداية ذوبان الجليد الذي يكتنف العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن، وهو ما يتوقع بعض المحللين ان يساعد في اضفاء الاستقرار على لبنان، كما وفي اضعاف علاقة سورية مع ايران.
لبنان يمر في مرحلة جنينية
في الغضون، سيطر نوع من الهدوء المشوب بالحذر على لبنان مع دخوله في فوضى دستورية غير مسبوقة، فيما انتشرت قوات من الجيش مدعومة بعربات مدرعة في شوارع بيروت الرئيسية للحيلولة دون وقوع اعمال عنف.
وقد توقع محللون حدوث القليل من الحراك السياسي قبل ظهور نتائج مؤتمر انابوليس، خاصة اذا خرجت سورية راضية عن المؤتمر.
ويعتقد بعض المحللين ان دمشق تسعى حالياً للتوصل الى صفقة شاملة، والتي تتم بموجبها استعادة العلاقات مع واشنطن وتفضي الى المساعدة في تحسين علاقاتها المتوترة مع البلدان العربية التي ظلت تنظر بقلق عميق الى علاقات سورية القوية مع ايران في السنتين الماضيتين على وجه الخصوص
هل تسعى الولايات المتحدة إلى تدفئة العلاقات مع سورية؟
حتى الآن، أظهرت ادارة بوش القليل من الرغبة في التوصل الى اعادة ترتيب جدية مع دمشق، لكن ذلك قد يتغير طبقا لما قاله محللون. وفي حقيقة الأمر، جاءت الدعوات لإشراك سورية في أنابوليس من مصادر غير متوقعة. فقد قال الميجر جنرال الاسرائيلي موشي كابلينسكي الذي كان نائبا لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي خلال مؤتمر في واشنطن في الشهر الماضي: 'ان الوقت قد حان لاستخدام الجزرة'، وليس العصا فقط في التعامل مع سورية. واضاف انه يجب اشراك سورية بهدف: 'إبعاد سورية عن محور المقاومة' -التحالف الاقليمي الذي يضم سورية وايران وحزب الله وحماس، والذي يعارض اسرائيل والسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. واشار الى ان 'هذا سيضفي الاستقرار على لبنان ويخفض من قوة النفوذ الايراني على لبنان وسورية'.
مع ان سورية ارسلت وفدا ثانويا الى انابوليس، فقد وفر تواجدها وحده، باعتبارها عدواً عربياً بارزاً لاسرائيل، تغطية دبلوماسية للدول العربية حتى تحضر، مما عزز الآمال الاميركية بنجاح المؤتمر.   
لكن حضور سورية لانابوليس ارق مضاجع حلفائها في ايران وحزب الله وحماس. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد وجه انتقادا يوم الاحد الماضي إلى المسؤولين العرب الذين حضروا اجتماع انابوليس قائلا: 'ان المشاركة في هذه القمة هي بمثابة إشارة الى ان ثمة افتقاراً الى الذكاء لدى بعض من يدعون انفسهم ساسة. وأنا آسف لان بعض الناس من حولنا يخططون للمشاركة في المؤتمر الذي يساعد فقط في دعم المحتلين الصهاينة'.
  ذلك، يخشى ساسة تيار 14 اذار من ان تفضي الرقصة الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن الى بيعهم في صفقة اوسع بين الولايات المتحدة وسورية وايران، مع العلم بأن السيادة اللبنانية ظلت على الدوام موضع التضحية لصالح الوئام الاقليمي.

أنابوليس... والخيارات الصعبة لاحتواء حماس 
عن لوس أنجلوس تايمز،  في 4-12-2007 كتب جاكسون ديل :

كان من السهل على أي أحد شاهد تلك المصافحات وإيماءات المودة التي تبادلها كل من محمود عباس وإيهود أولمرت في مؤتمر 'أنابوليس' الأسبوع الماضي، أن ينسى أن إسرائيل في حالة حرب مع المنظمة التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة.
وأن تلك المنظمة تطلق صواريخ تنفجر بشكل يكاد يكون يومياً في بعض المدن الإسرائيلية الجنوبية، وأن 1.5 مليون فلسطيني من مواطني الدولة الفلسطينية المستقبلية، يعيشون تحت ما يمكن اعتباره حصاراً إسرائيليا كاملاً. إن صُناع عملية السلام الأخيرة في الشرق الأوسط سيرُوق لهم بالتأكيد أن ينسوا كل شيء عن قطاع غزة على الأقل خلال العام المقبل الذي يحاولون فيه التوصل إلى اتفاقيات بخصوص التسوية، ولكن الأمر غير المرجَّح هو أن تنساهم غزة.
وحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' التي فازت بانتخابات 2006 التشريعية، والتي أصبحت هي المسيطر الوحيد على قطاع غزة في يونيو الماضي، أمضت أسبوع أنابوليس بهدوء، وانصرفت إلى ممارسة أشياء دأبت على ممارستها عادة: تهريب متفجرات، وبنادق، وقواذف 'آر.بي.جي'، وصواريخ كاتيوشا، عبر أنفاق تمتد إلى غزة. والمتفجرات التي يعتقد أنه يتم تهريبها عبر تلك الأنفاق هي التي تستخدم لصناعة صواريخ 'القسام' البدائية، التي تستخدم في الغالب لقصف مدن إسرائيلية جنوبية كسديروت وعسقلان. أما صواريخ الكاتيوشا، وهي صواريخ جديدة على غزة، فيتم على ما يبدو إعدادها لخوض المعركة الشاملة المنتظرة التي يستعد كل من 'حماس' والجيش الإسرائيلي بنشاط لخوضها.
وتشن إسرائيل في الوقت الراهن غارات وضربات بشكل شبه يومي على قطاع غزة، أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 200 من مواطني القطاع خلال العام الحالي وحده، كما قلصت من كميات المياه والكهرباء والمحروقات التي كانت تزود بها القطاع، وذلك بغرض خلق نوع من المعاناة التي تقف على تخوم الأزمة الإنسانية. في نفس الوقت كرر 'إيهود باراك' وبشكل يكاد يكون يومياً تصريحه الذي يقول فيه 'إن كل يوم يمر يقربنا من موعد القيام بعملية واسعة النطاق في غزة'.
نحن نعرف من خلال تاريخ وتجارب الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، أن صاروخَ 'قسام' واحداً يُطلق على مدرسة أو مصفاة إسرائيلية، يمكن أن يخرج عملية أنابوليس للسلام عن مسارها، وهو ما ينطبق بالطبع على العملية الواسعة النطاق التي يهدد بها 'باراك' دائماً. والمسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون في المؤتمر الأخير، ناقشوا هذا الخطر، ولكنهم لم يحددوا الطريقة التي يمكن التعامل بها معه.
وإدارة بوش بطبيعتها ستفضل سياسة مواصلة عزل القطاع بحيث يتم تجميد الوضع في غزة على ما هو عليه في الوقت الراهن، مع العمل مع الرئيس عباس من أجل تحويل الضفة الغربية إلى نموذج ناجح خلال شهور قليلة -وحتى قبل أن يتم التوصل إلى اتفاقية سلام- ثم مطالبة سكان قطاع غزة من خلال استفتاء بأن يختاروا بين الاستمرار في حياة البؤس، أو القبول بسياسة عباس الرامية لإنشاء دولة. وهذا الوضع يمكن أن يستمر إذا لم تحاول 'حماس' تجربة سلاح أكبر وأكثر فعالية. ولكن ماذا يحدث لو فعلت ذلك؟ ليس الأمر معروفاً بالضبط، وإن كنا قد علمنا أن كبار المسؤولين الأميركيين قد نصحوا أولمرت بأنه يجب عليه العمل على إعداد الشعب الإسرائيلي لامتصاص قدر من العنف دون أن يتخلى عن المحادثات.
أما الدول العربية فلها استراتيجية مختلفة وهي بالتأكيد استراتيجية تقوض من استراتيجية بوش. فأميركا وإسرائيل كلتاهما، تعتقدان أن بعض الأطراف العربية قد تعمدت أن تغض الطرف عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وهو ما يرجع إلى أنها تحاول التحوُّط من النتائج التي يمكن أن تترتب على رهانها على 'فتح' وحدها، وذلك من خلال تجنب حدوث قطيعة كاملة مع منظمة 'حماس'. وبعض المسؤولين العرب يدفعون بهدوء من أجل استئناف المفاوضات بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين، على أن تكون تلك المفاوضات متوازية مع مفاوضات السلام، بيد أن المشكلة التي تواجههم في ذلك هي أن عباس غير مهتم حتى الآن بالدخول في مفاوضات مع 'حماس'.
أما حكومة أولمرت فلديها على ما يبدو أكثر من استراتيجية واحدة. فعلى رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصرح بأنه لا يريد أن يغزو غزة، إلا أنه أدلى بتصريح أمام جمع من الصحفيين كنتُ حاضراً معهم خلال لقاء عقد على هامش أنابوليس الأسبوع الماضي قال فيه: 'ولكن إذا ما وجدنا أنه من الضروري أن نقوم بعمليات في غزة فسوف نقوم بعمليات هناك، وذلك من أجل توفير الأمن للمواطن الإسرائيلي'. وأضاف أولمرت إلى ما سبق قوله إنه يتمنى أن يتمكن من 'إيقاف إطلاق الصواريخ' من خلال اتباع سياسة تقوم على مزيج من التدخلات العسكرية والضغط الاقتصادي.
بعض المسؤولين الإسرائيليين، وربما بعض الفلسطينيين أيضاً، يفكرون بطريقة أكثر قطعاً، حيث يرون أن غزو قطاع غزة ليس أمراً ضرورياً فقط ولكنه مرغوب أيضاً، وخصوصاً أن عباس لا يمتلك القوة العسكرية التي تمكنه من هزيمة 'حماس'، علاوة على أن الحركة لن تسمح له بإقامة الانتخابات التي يتخيلها الرئيس بوش. أما في حالة غزو غزة، فستكون هناك فرصة لتحييد القوة العسكرية لـ'حماس'، وتمهيد الطريق لعباس لتحقيق سيطرته السياسية على القطاع. 'إنها خطة قابلة للتحقيق' كان هذا ما قاله لي مسؤول أميركي كبير تحدثت معه. كما أنني علمت أيضاً أن أطرافاً فلسطينية قد أخبرت المسؤولين الإسرائيليين بأن إسرائيل يجب أن تعيد سيطرتها على الحدود، إذا ما أرادت إيقاف عمليات التهريب.
أما الخيار الذي يبدو أنه لا يحظى بتفكير جاد في الوقت الراهن فهو ربما الخيار الوحيد الذي يمكن لـ'حماس' أن تقبله وهو وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بشكل ينهي الهجمات من الجانبين، ويفتح غزة أمام التجارة الطبيعية، ويسمح لمفاوضات السلام بأن تمضي قدماً دون تدخل. ومثل هذه الصفقة التي يحبذها اليسار الإسرائيلي الموجود حالياً خارج معادلة السلطة، لا تتلاءم مع رؤية إدارة بوش الخاصة بشرق أوسط مستقطب، يقف فيه أصدقاء أميركا في جانب وتقف فيه إيران وحلفاؤها في الجانب الآخر، بحيث لا يمكن التوفيق والمصالحة بين الجانبين. ربما تكون 'حماس' عنيدة في معارضتها للسلام، ولكن إذا ما لم يتحقق وقف إطلاق النار معها، فعلينا إذن أن نستعد للحرب.

 لن تكون القدس عاصمة لفلسطين ولا حق عودة وبالتالي النتيجة: لا دولة للفلسطينيين!
عن صحفية الإنديبندنت اللندنية بتاريخ 29/11/2007:

ألم نسمع بذلك من قبل؟.. أليست أنّابوليس تكرارا لمشهد حديقة البيت الأبيض؟ و'اتفاق أوسلو' الذي لم يكن سوى سلسلة من إدعاءات ووعود الورع؟...
هناك رجلان ضعيفان.. عباس وأولمرت، يستخدمان نفس مفردات وكلمات أوسلو!
قال الرئيس الفلسطيني الثلاثاء الماضي 'لقد حان الوقت لإنهاء دوامة الدم والعنف والاحتلال'.  ولكن، ألا أتذكر كذلك ما قاله اسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض حرفيا '.. لقد حان الوقت.... لإنهاء دوامة الدم'؟ القدس.. ومكانها كعاصمة فلسطينية وإسرائيلية.. ليست هناك... وإذا تلقت إسرائيل الاعتراف بأنها دولة إسرائلية.. (وهي كذلك على كل حال).. فبالطبع لن يكون 'حق' عودة!.. لمئات آلاف الفلسطينيين الذين هربوا (أو هربت عائلاتهم) من ما أصبح يعرف فيما بعد 'بإسرائيل' في سنة 1948.
ولكن كيف يمكن أن يكون للفسلطينيين دولة بدون عاصمة في القدس؟... كيف يمكن أن يكون لهم دولة عندما نرى كامل الأراضي وقد قطعت أوصالها وتقاسمتها المستوطنات اليهودية والطرق الخاصة بالمستوطنين وفي أجزاء منها دمرت بحرب ضروس؟
نعم، بالطبع كلنا يريد نهاية لسفك الدماء في الشرق الأوسط ، ولكن الأمريكيون سيحتاجون لسوريا وإيران لدعم هذا.. أو على الأقل دعم سوريا في سبيل السيطرة على 'حماس'..
إذن ماذا لدينا؟.... لدينا السيد بوش مستمرا في إطلاق تهديداته لإيران ويقول لسوريا في وسط مؤتمر أنّابوليس بأن عليها أن لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية.. وإلا (سنريكم؟)...
نعم، حزب الله 'وكيل' لإيران ويلعب دورا قياديا في صفوف المعارضة بلبنان.. هل تعتقد السيدة كونداليزا رايس وجورج بوش (وحتى أولمرت أو عباس) فعلا بأنهم قادرين على 'الركوب مجانا' لمدة سنة كاملة  بدون أن المشاركة الكاملة لكل طرف في هذه المنطقة؟
أكثر من نصف الفلسطينيين تحت الاحتلال هم تحت سيطرة حماس هذه!
 الشرق الأوسط الآن كارثة جحيمية والرئيس يعتقد بنفسه قادرا على التقاط الجواهر من الخزانة.. ويتناسى العراق وإيران والباكستان...
أسوأ عناصر مهرجان أنّابوليس هو أنه ومرة أخرى.. سيصدق الملايين في الشرق الأوسط، مسلمين ومسيحيين ويهود ما يوعدون به... ثم وعندما يتبين الفشل.. سيقلبون ظهر المجن غضبا من خصومهم ويتهمونهم بخرق الاتفاق...
طوال أكثر من سنتين ما فتأ السعوديون يعرضون ضمان أمن إسرائيل واعتراف الدول العربية بها مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة.... ما هو الخطأ في ذلك؟
السيد أولمرت وعد بـ 'المفاوضات سوف تتناول كافة القضايا التي حتى الآن تم تجنبها'... ولكن جملة 'انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وبكل بساطة، لم ترد أبدا في النص.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد