مقتطف من الصحافة الاجنبية والمواقع لهذا اليوم 8/12/2007
الاستخبارات الأميركية اعتمدت في تقريرها على مكالمة هاتفية إيرانية
موقع 'إيلاف' نقلا عن الـ الغارديان في 6-12-2007 :
تبين أن التقرير الاستخباري الأميركي الأخير عن البرنامج النووي الايراني، الذي أثار ضجة عالمية لم تهدأ بعد، مبني على مكالمة هاتفية، داخلية في ايران، مهمة جداً التقطتها أجهزة الاستخبارات البريطانية بواسطة وسائل التنصت الالكترونية الدقيقة والمتطورة المتوافرة في محطة التنصت الرئيسية على الاتصالات العالمية المعروفة باسم محطة تلشتنهام في البلدة التي تقع قرب اكسفورد غرب انكلترا.
ويأتي هذا الكشف وسط حملة دولية تشنها اسرائيل بواسطة وسائل الاعلام الغربية ضد التقرير الأميركي في محاولة لاقناع الرأي العام العالمي بأن الايرانيين ماضون في برنامجهم لانتاج أسلحة نووية وقطعوا شوطاً كبيراً في البرنامج، وفقاً للسفير الاسرائيلي الجديد في لندن رون بروسور الذي قدّم نفسه الى البريطانيين، أمس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة &laqascii117o;دايلي تليغراف"، على أنه أكبر خبير في اسرائيل بالبرنامج النووي الايراني، محاولاً اضفاء أكبر قدر من المصداقية على الحملة الاسرائيلية.
وجاء الكشف عن دور الاستخبارات البريطانية في التقاط المكالمة الايرانية المهمة في تسريب من مصادر استخبارية أميركية لصحيفة &laqascii117o;الغارديان" نشرفي 6-12-20007 ، وتأكيد هذه المصادر أن المعلومات التي وفرتها أجهزة التنصت البريطانية كانت &laqascii117o;بالتأكيد عاملاً حاسماً في الوصول للنتائج التي وردت في التقرير الأميركي".
وقالت المصادر ان الاستخبارات الأميركية أمضت وقتاً طويلاً في البحث في مدى صحة المعلومات التي وردت في المكالمة الهاتفية التي لم يكشف عن هوية الأطراف الايرانية التي لها علاقة بها، الى أن تمكنت في النهاية من التأكد منها تماماً. وتابعت: أن البحث الأميركي تركز حول معرفة ما اذا كان الايرانيون، الذين التقطت المحادثة بينهم، كانوا يعلمون بأن البريطانيين يتنصتون عليهم أم لا، خوفاً من أن يكون الايرانيون يقدمون عن عمد معلومات هدفها التضليل. لكن البحث توصل الى أن التنصت لم يكن مكشوفاً للايرانيين. يشار الى أن التقرير الاستخباراتي الأميركي أكد أن ايران أوقفت العمل في مشروع انتاج الأسلحة النووية لديها في عام 2003.
وفي القدس (ا ف ب)، اعرب ثلثا الاسرائيليين عن معارضتهم لهجوم احادي من جانب الدولة العبرية على المنشآت النووية الايرانية، حسب استطلاع للرأي اعلنت نتائجه امس، الاذاعة العامة.
وفي واشنطن، اعترف نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، الاربعاء بأن الديبلوماسية قد تتعقد جراء التقرير.
وفي مقابلة مع مجلة &laqascii117o;بوليتيكو" على الانترنت، سئل تشيني هل الجهود الاميركية لاحتواء الانشطة النووية الايرانية ستزداد صعوبة جراء تقرير الاستخبارات الاميركية الذي صدر الاثنين، فأجاب &laqascii117o;ربما، والامر ليس سهلا في البداية".
وقال تشيني لمجلة &laqascii117o;بوليتيكو"، &laqascii117o;مازلت اشعر بالقلق" رغم تقرير الاستخبارات، مشيرا الى استمرار ايران في تخصيب اليورانيوم. والمح صراحة الى انه اذا كان التقرير قد صدر خلافا للنيات المعلنة للاستخبارات ، فانما للحد من الاضرار التي يمكن ان تتسبب فيها &laqascii117o;التسريبات" في ضوء السابقة العراقية.
وفي باريس، صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس، بان صدور قرار جديد عن مجلس الامن لفرض عقوبات جديدة على ايران يبقى مبررا.
وجاء في بيان صادر عن قصر الاليزيه، ان الرئيس جورج بوش اتصل بساركوزي الاربعاء لمناقشة &laqascii117o;العناصر الجديدة" في التقرير &laqascii117o;لا سيما النشاطات النووية العسكرية التي قامت بها ايران في الماضي". وتابع ان ساركوزي &laqascii117o;قال انه في حال تأكد ذلك، فان المخاوف الدولية المستمرة منذ 2002 بشأن اهداف نشاطات ايران النووية ستتعزز".
لوفيغارو.. كيف تتجسس أميركا على إيران؟
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في 7-12-2007 :
إن الأميركيين يكثفون من جهودهم على الاستخبارات البشرية داخل إيران بعد الدرس الذي تعلموه من إخفاقهم المخابراتي في قضية أسلحة الدمار الشاملة العراقية.
وذكرت بتقرير المخابرات الأميركية الذي نشر الاثنين الماضي واعتبر أن إيران لا تمثل خطرا وشيكا وأن طهران علقت الشق العسكري من برنامجها النووي منذ العام 2003.
فأكدت أن الأميركيين لم يكونو ليتوصلوا لهذه النتائج المدهشة لولا استخدامهم لطرق جديدة لجمع المعلومات الاستخباراتية.
وقالت لوفيغارو إن الأميركيين يحصلون على جل ما يجمعونه من معلومات حول إيران من الصور الإلكترونية للأقمار الصناعية المسلطة على التراب الإيراني, وتشمل تلك المعلومات ما يتم من تدابير أمنية بالمواقع النووية وما يتم من تصليحات تحت الأرض.
ونقلت لوفيغارو عن خبير عسكري بوزارة الدفاع الفرنسية قوله إن جزءا من تلك المعلومات يقدم للإسرائيليين الذين لا يمتلكون الأقمار الصناعية الكافية لتغطية التراب الإيراني, وينصب تركيزهم على لبنان وسوريا.
وأكدت أن الأميركيين يعتمدون على شبكات من الأفراد داخل إيران يمدونهم بمعلومات حول البرنامج النووي الإيراني, بما في ذلك الشبكة التي كانت منظمة مجاهدي خلق تعتمد عليها داخل إيران.
وأضافت أن حوادث غامضة وقعت داخل إيران، من بينها قتل آدردشير حسنبور, العالم الفيزيائي الإيراني وأحد عقول البرنامج النووي بجرعة من السم بداية العام الحالي.
ثم انشقاق علي رضا أصغري, المسؤول السابق في الحرس الثوري المكلف حراسة المواقع النووية, هذا فضلا عن 'الحوادث' التي سقطت فيها طائرات مروحية تحمل مسؤولين في الحرس الثوري.
ونقلت الصحيفة كذلك عن مسؤول كردي في شمال العراق قوله إن الأميركيين يمارسون ضغوطا على أكراد العراق للقيام بعمليات تزعزع إيران, لكنهم لا زالوا يمانعون.
الصحيفة أضافت أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد الذي يتعاون منذ فترة طويلة مع القوات التابعة لمسعود البارزاني يمكنه تجنيد بعض العملاء لاستخدامهم في عمليات استكشاف أو ربما حتى اغتيال داخل إيران.
ونسبت لوفيغارو لمدير سابق لأحد أجهزة الاستخبارات الأوروبية قوله إن أجهزة المخابرات البريطانية حاضرة بشكل مكثف في الشمال الإيراني ذي الأغلبية الكردية.
لكنها ذكرت أن الإيرانيين اتخذوا إجراءات مضادة, حيث أنشأت طهران جهازا استخباراتيا جديدا أطلقت عليه اسم (عقاب 2) أوكلت إليه مهمة حماية برنامجها النووي من العمليات الخارجية, مشيرة إلى أن جميع أجهزة الاستخبارات الغربية مجمعة على نقطة واحدة هي أنه من الصعوبة بمكان التجسس على إيران.
'الطريقة الصحيحة لمراقبة برنامج إيران النووي'
عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتورفي 7-12-2007 :
نشرت الصحيفة مقالا تحت عنوان: 'الطريقة الصحيحة لمراقبة برنامج إيران النووي' أشارت فيه إلى خطة روجت لها إيران عام 2005 يمكن أن ترضي كل الأطراف.
وبدأت الصحيفة بالسؤال: كيف تقول آسف بالفارسية؟ وأن هذا السؤال قد يحتاج إلى رد من البيت الأبيض بعد هذا الانقلاب المثير في الرأي الرسمي الأميركي حول طموحات إيران النووية.
وبما أن الاستخبارات الأميركية تعتقد الآن أن إيران أوقفت برنامجها عام 2003، فإن على صقور إدارة بوش أن يفعلوا أكثر من مجرد مسح البيض الذي لطخ وجوههم، ومازال يجب عليهم أن يجدوا طريقة للخروج من مأزق تخصيب اليورانيوم.
وقالت إن الخبر السيئ في الأمر هو أن المسار الحالي للعقوبات المتدرجة لن ينفع. وأما الخبر الجيد فهو أن هناك خطة عملية متاحة يمكن أن تلتقي عليها كل الأطراف.
وأضافت أن الغريب في الأمر هو أن إيران كانت صاحبة الخطة، فقد دعت طهران عام 2005 و2006 إلى 'شراكات دولية' و'ملكية مشتركة' لمرافق تدوير الوقود يمكن أن تسمح بشفافية كاملة من خلال المشاركة في صنع القرار وتفتيش المرافق بما يضمن بقاء تدوير الوقود النووي الإيراني على المسار الصحيح.
لكن الولايات المتحدة، بمعارضتها لتقنين موقف طهران الثابت للتقدم في التخصيب، تجاهلت الاقتراح، وهاهي واشنطن اليوم، عاجزة عن الحصول على تأييد من الصين وروسيا لمزيد من العقوبات الاقتصادية، ليس لديها أي بديل عملي.
وتصورت الصحيفة إمكانية الخروج من مأزق التخصيب إذا تم أمران، الأول وهو ربط تقييد إيران بتعهدها بإقرار وتنفيذ البروتوكول الإضافي، أي السماح للمفتشين بالقيام بزيارات سلسة لكل المشروعات النووية المشكوك فيها. وثانيا ضرورة ربط هذا أكثر بتبني مجلس الأمن لإجراءات عقابية آلية لمجابهة التحايل، كأن يفرض حصار عسكري عليها.
قوى 14 آذار ايدت ترشيح سليمان على مضض !
وفي الشأن اللبناني كتبت كريستيان ساينس مونيتور أيضا أن انتخاب رئيس جديد للبنان له علاقات وطيدة بسوريا يمكن أن يفيد فعلا البلد والمنطقة.
وقالت الصحيفة إن الأحداث الجارية في لبنان نادرا ما تكون عن لبنان فقط، فهذا لا يمكن أن يكون بمعزل عن سوريا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل الذين يتنافسون جميعا للتدخل في هذه الديمقراطية الصغيرة والممزقة.
واعتبرت تضافر الأطراف السياسية لاختيار قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا عملا بطوليا في بلد منقسم بهذا العمق يمكن أن ينجرف مرة آخرى بسهولة لحرب أهلية، وهو ما زال يسترد عافيته من حرب العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
ونبهت الصحيفة إلى أن انتخاب الجنرال سليمان لم يعد أمرا منتهيا بعد، لأن المجموعة الرئيسية المعارضة له المعروفة بقوى 14 آذار أيدته الآن على مضض.
وقالت إن قوى 14 آذار لا تحب أن يكون سليمان اختيار سوريا المفضل أو أن يكون عسكريا أو أنه قريب من حزب الله، لكنه من ناحية ثانية له شعبية لاقتلاعه الإسلاميين المتطرفين من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هذا العام ولحفاظه على النظام في بيروت في الاحتجاجات والاعتصامات التي نظمها حزب الله ولتحييده الجيش وهذا ما جعله حلا وسطا.
واعتبرت الصحيفة سليمان استثمارا في ديناميكية جيوبوليتيكية جديدة تشغل سوريا في قضايا سلام إقليمية بدلا من عزلها وأن هذا ما تسير باتجاهه إدارة بوش بدعوتها سوريا لحضور مؤتمر السلام في أنابوليس وترحيبها باتفاق سلام سوري إسرائيلي بشأن مرتفعات الجولان.
هل تكون الصين شريكاً لأميركا ضد إيران؟
لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست في 1-12-2007 :
كتب زبيجنيو بريجينسكي : فيما لو حققت المفاوضات مع كوريا الشمالية نجاحاً -وهذا ما يبدو- في كبح جماح هذه الأخيرة، وتحديها العلني لنظام حظر الانتشار النووي الدولي، فهل في هذه التجربة، ما يمكن الاهتداء به في التصدي لخطر توسع البرنامج النووي الإيراني؟ وهل يمكن لإجراء حوار شامل حول هذا الأمر بين كل من واشنطن وبكين، أن يفيد في تحقيق هذا الهدف؟ مما لا ريب فيه أن تلك المفاوضات الماراثونية الطويلة التي أجريت مع بيونج يانج، قد أفضت إلى التوصل لحل إيجابي بناء، في لجم خطر سعي بيونج يانج الحثيث والعلني لتطوير الأسلحة النووية، وأن تلك النتيجة لم تحقق النجاح الذي حققته، إلا بسبب التغير الذي طرأ على علاقات كل من واشنطن وبكين. ذلك أن واشنطن قد عادت لتبدي عزماً والتزاماً بدفع المفاوضات المتبادلة بين قادة خمس من الدول وكوريا الشمالية.
ولما كنت قد عدت لتوي من زيارة إلى الصين، فقد أتيحت لي فرصة لقاء عدد من المسؤولين الصينيين، والتحاور معهم حول عدد من القضايا. وقد خرجت بانطباعين أساسيين فيما يتعلق بسلوك مسؤولي بكين إزاء إيران. أولهما أن حجم التحولات الداخلية الكبيرة التي تمر بها الصين، يجعلها عرضة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الدولي. وأكثر ما يثير قلق بكين، هو ما يمكن أن يترتب من تداعيات انتشار العنف في منطقة الخليج العربي. ولهذا القلق ما يبرره بالطبع، لاسيما بالنظر للتداعيات المالية والسياسية المترتبة عن أي مواجهة أميركية- إيرانية محتملة. أما الانطباع الثاني، فيتلخص في إصرار المسؤولين الصينيين على ضرورة تحلي أميركا بالصبر وسعة الصدر في تصديها لإيران. فخلافاً لما هو الحال في كوريا الشمالية، يلاحظ المسؤولون الصينيون أن طهران تمسكت بموقفها النافي لأي نية في تطوير السلاح النووي. وعليه فإنه من وجهة نظر بكين لا يليق ولا يفيد في شيء، أن تبادل واشنطن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ما يصدر عنه من عنف لفظي، خاصة أن هذا التبادل لا يصب في نهاية الأمر إلا في خانة تعزيز التأييد الشعبي الداخلي لمواقفه. كما أنه على واشنطن الكف عن إصرارها على فرض شروط مسبقة للتفاوض بينها وطهران. وبدلاً من ذلك يجب تسليط الاهتمام في التفاوض مع طهران على صيغة لتجنب خطر الأسلحة النووية الإيرانية المزعومة.
وما إن تبدي واشنطن عزماً وجدية في التفاوض مع طهران، حتى تهرع بكين من جانبها إلى كسر صخرة الأزمة الحالية القائمة بين الدولتين. فلبكين رصيد يعول عليه من العلاقات مع طهران. كما لا تريد بكين للإمدادات النفطية الإيرانية التي تصلها أن تتعرض لأي انقطاع، لاسيما أن الصين في أمسّ الحاجة لهذه الإمدادات اليوم أكثر من أي وقت مضى. وفي المقابل تواصل الصين مد طهران بما تحتاجه من أسلحة ومنتجات صناعية.
بيد أن إدخال الصين وجذبها إلى لعب دور إيجابي في حل هذه الأزمة، إنما يتطلب من واشنطن التحلي بمزيد من الصبر الاستراتيجي وسياسة طول النفس مع طهران. وما يحاجج به الصينيون هنا بالذات، أن عزم واشنطن على تشديد العقوبات المفروضة على طهران، لن يجدي فتيلاً كما أثبتت التجارب العملية، وأنه قد يلزم واشنطن اللجوء لتبني خيارات أكثر إيجابية ونفعاً من آلية العقوبات.
وفي الجانب الآخر، فإنه لابد من وضع الدور الروسي في حل هذه الأزمة في الاعتبار، رغم ما يحيط به من شكوك. ذلك أن روسيا كثيراً ما أكدت رغبتها في التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة، إضافة إلى كونها طرفاً في الحوار والتفاوض مع طهران. يضاف إلى ذلك أن نشوب أي نزاع في منطقة الخليج العربي، سوف تكون له آثاره وتداعياته السالبة على المصالح الروسية نفسها، إلى جانب ما تتركه هذه التداعيات على المسرح الدولي إجمالاً. وهذا ما يلزم المسؤولين الروس بالتحلي بالحكمة والحنكة في حساب هذه التداعيات وتفاديها.
لكن في السلوك الروسي اليوم ما ينم عن اتجاه متزايد نحو المواجهة وليس التوافق، في محاولة من موسكو للتعويض عن الخسائر الجيوسياسية التي منيت بها منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي. ولذلك فإن الحد من قدرة الولايات المتحدة على الحصول على الموارد النفطية لمنطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، يحتل أولوية قصوى في جدول أعمال الكرملين الآن. وفوق ذلك، تنظر النخبة السياسية في موسكو إلى التهديدات الجيوسياسية الأخرى، بما فيها التوغل الصيني في بعض أراضي المحيط الروسي الشرقي الغنية بالمعادن. وتنطبق النظرة نفسها على تمدد الولايات المتحدة في الجمهوريات والأجزاء المستقلة حديثاً، والتي خسرتها موسكو في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.
لكن إذا ما وضعنا في الاعتبار أنه يمكن لنشوب نزاع أو موجة من الفوضى والعنف في منطقة الخليج العربي، أن تحدث تحولات درامية هائلة في توزيع القوى الدولية -على نحو يتجاوز ذلك التحول الذي أحدثته الحرب الباردة نفسها- فإنه يلزم الولايات المتحدة تبني استراتيجية تفاوضية شاملة بينها والصين، في ضوء النجاح الذي حققته تجربة تفاوضهما مع بيونج يانج، من أجل التصدي لمواجهة محتملة مع طهران بسبب برنامجها النووي. وهذا هو الوقت الملائم لتبني استراتيجية كهذه، بكل ما لها من أهمية تاريخية.
ميليباند يدعو لدبلوماسية هجومية ضد إيران
صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في 7-12-2007:
أكد وزير الخارجية البريطاني أن غياب ثقة المجتمع الدولي بإيران سيظل ماثلا ما لم تقدم طهران على حل بعض المسائل المتعلقة بنشاطاتها النووية الماضية وتعلق برنامجها الحالي لتخصيب اليورانيوم.
وكان ديفد ميليباند يعلق في مقالة له نشرهافي صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في على تقرير الاستخبارات الأميركية الذي نشر هذا الأسبوع وأكد وقف إيران للجانب العسكري من برنامجها النووي.
وأشار الوزير إلى أن أي سلاح نووي لا يمكن إنتاجه إلا بتوفر ثلاثة عناصر أساسية هي المادة الانشطارية والصاروخ ذاته وعملية تسليح الصاروخ بالمادة الانشطارية, وأضاف أن إيران –حسب التقرير الأميركي- علقت العمل الخاص بالعنصر الأخير, لكنها لا تزال تطور برنامجها لتخصيب اليورانيوم رغم ما يلف استخدام ذلك للأغراض النووية السلمية من غموض.
ميليباند حذر من أن البرنامج المذكور قادر على إنتاج مواد انشطارية كافية لصناعة سلاح نووي, منددا بامتناعها عن تعليق هذا البرنامج رغم مطالبة كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لها بذلك.
وفند الوزير اختزال إيران للصراع الحالي بوصفه تصديا إيرانيا للذين يريدون منع الشعب الإيراني من حقه في الحصول على الطاقة النووية, مشددا على أن الغرب قدم بدائل لإيران تمكنها من تطوير برنامجها النووي ذي الاستخدامات المدنية.
وأشار إلى أن ما يقلق المجتمع الدولي هو إصرار إيران على التخصيب رغم غياب حاجتها إليه، لأن روسيا وعدت بإمدادها بالوقود الضروري لمحطة بوشهر بينما وافق الأوروبيون على ضمان إمدادها مستقبلا بحاجاتها من هذا الوقود.
ونبه ميليباند إلى أن ثقة المجتمع الدولي بإيران تقوضت بشكل أكبر بسبب إخفائها لعناصر من برنامجها النووي طيلة عقدين من الزمن تقريبا, ومنعها مفتشي الوكالة الذرية من الوصول إلى بعض ما يريدون