مقتطف من الصحافة الاجنبية لهذا ليوم الخميس 13 كانون الاول 2007
براون: آن الأوان للتحدث مع طالبان
عن صحيفة ذي إندبندنت في 12-12-2007 : التي قالت إن رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون سيعلن اليوم عن تغيير كبير في السياسة الإستراتيجية لبلاده تجاه أفغانستان, متسائلة عما إذا كان ذلك يعني بداية نهاية هذه الحرب الدموية التي دامت لمدة ست سنوات أم أنه مجرد مناورة سياسية؟
وتوقعت الصحيفة أن يستقبل النهج البريطاني الجديد من هذه الأزمة باشمئزاز من قبل متشددي إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وأبرزت تحت عنوان 'براون: آن الأوان للتحدث مع طالبان' أن رئيس الوزراء البريطاني توصل إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان للتحدث مع حركة طالبان بغية التحول من العمل العسكري إلى بناء الثقة بين الزعماء القبليين, مشيرة إلى أن ستة آلاف ومئتي شخص لقوا حتفهم نتيجة العنف المرتبط بالمقاتلين الأفغان. وأضافت أن مجلس الوزراء البريطاني أقر أمس خطة يتولى بموجبها الجيش الأفغاني والقوات الدولية لدعم الجهود الأمنية بأفغانستان (إيساف) المهام الأمنية، على أن يشفع ذلك بجهود سياسية وتنموية لمساعدة أفغانستان.
الصحيفة عبرت عن اعتقادها بأن أكثر ما سيثير الجدل في هذه الخطة هو نية براون الدخول في مباحثات جدية مع زعماء طالبان. ونسبت لأحد مساعدي براون الذين رافقوه في زيارته الأخيرة لأفغانستان قوله 'علينا أن نسأل عمن نقاتلهم, وهل نحن بحاجة فعلية إلى قتالهم؟ وهل يمكننا التحدث إليهم'؟ فبعض المسؤولين في الحكومة البريطانية يعتبرون أن النظر إلى حركة طالبان كما لو كانت منظمة متحدة خطأ في حد ذاته, إذ هي في الواقع مجموعة من عناصر ينتمون للقبائل الأفغانية, وهم في الأساس مزارعون غالبا ما يتم تجنيدهم قسرا من طرف مقاتلين أجانب متسللين إلى صفوف الحركة. وتستهدف خطة براون الجديدة محاولة تبديد الدعم الذي تتلقاه الحركة على المستوى المحلي في أفغانستان. وتضع هذه الخطة عبء المسؤولية على الرئيس الأفغاني حامد كرزاي, الذي سيتولى مسؤولية فتح النقاشات مع قادة طالبان عبر ولاة الأقاليم. الصحيفة رأت في إستراتيجية التحاور التي دشنها براون محاولة أخيرة للنأي بنفسه عن الإرث العسكري لحقبة سلفه، وعن النهج المتشدد للرئيس الأميركي جورج بوش.
أنباء عن تبادل للأسرى بين إسرائيل وحزب الله اللبناني
عن وكالة (د ب أ) في 12-12-2007 :
قال مصدر دبلوماسي غربي إن إطلاق سراح إيراني ولبناني مدانين بقتل أربعة معارضين لطهران في ألمانيا قد يكون مقدمة لتبادل جديد للأسرى بين إسرائيل و حركة حزب الله اللبناني الشيعي.
وقد تم إطلاق سراح كاظم دارابي من السجن أمس الاول قبل الموعد المحدد له وتم ترحيله إلى إيران بينما أطلق سراح اللبناني عباس رايل في السادس من كانون أول وتم ترحيله إلى لبنان.
وصدر حكم ضد الرجلين عام 1997 بالسجن مدى الحياة لقتلهما أربعة إيرانيين في مطعم ميكونوس اليوناني في برلين في ايلول 1992. وقالت المحكمة التي أصدرت الحكم إنهما زعيما عصابة شكلتها السلطات الإسلامية الإيرانية لقتل قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض. وقال دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن إطلاق سراح الرجلين مرتبط بمفاوضات خاصة ب مرحلة ثانية من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله الذي تم بوساطة ألمانية. وقال الدبلوماسي: هذه الخطوة مقدمة لتبادل جديد للأسرى ولكنه سيكون أكبر من التبادل الذي تم في 15 تشرين أول الماضي. وقام حزب الله في 15 تشرين أول بتسليم رفات جابريل دوايت وهو مهاجر إثيوبي غرق في كانون ثان 2005 وجرفته الأمواج إلى الساحل اللبناني وقام الصيادون الذين عثروا على جثته بتسليمها لحزب الله.
من جانبها، أطلقت إسرائيل سراح حسن نعيم عقيل، وهو مقاتل في صفوف حزب الله أسرته إسرائيل خلال حرب عام 2006 وسلمت جثتي علي وزواز ومحمد دمشقية اللذين نقلا إلى إسرائيل على ما يبدو بعد قتلهما خلال القتال في لبنان في تموز 2006.
مغامرة السلام... رهان عالمي!
عن كريستيان ساينس مونيتور في 5-12-2007 حيث كتب هيلينا كوبان :
بعد أربعة أعوام ونصف العام على غزو العراق، أطلق الرئيس الأميركي جورج بوش مجازفة أخرى في الشرق الأوسط لا تقل خطورة، لكنها مجازفة من أجل السلام هذه المرة، السلام الذي بدأه يوم مؤتمر السابع والعشرين من نوفمبر المنصرم في 'أنابوليس' بولاية ميريلاند الأميركية. وفي حال نجاح المجازفة، فإنها يمكن أن تساهم كثيراً في إعادة الاستقرار والأمل إلى منطقة طالما عانت من الاضطراب والرعب، ومن ثم قد تساعد أيضا على إنقاذ تركة بوش.
لنتخيل ذلك! لنتخيل أن إسرائيل وجيرانها العرب الخمسة لن يعودوا مضطرين للعيش في خوف متبادل. فيستطيعون زيارة الأماكن الدينية والتاريخية في بلدان بعضهم بعضا بكل حرية، والقيام بالتجارة معاً، والتحول إلى جزء من شبكة نشطة للنمو الإقليمي... سيصبح من الممكن ربط شبكات الطرق والسكك الحديدية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط كلها. ويمكن للقدس أن تصبح قطباً جاذباً للحجاج من الديانات الإبراهيمية الثلاث –من جميع أرجاء العالم- وتصبح مركزاً للتفاعل الثقافي.
لكن، وللأسف الشديد، لم تصدر عن بوش أو رايس أي مؤشرات على هذه الرؤية في 'أنابوليس'. فبدلاً من الحديث حول مزايا سلام عربي إسرائيلي شامل –سلام تتوصل فيه إسرائيل إلى اتفاقات سلام مع سوريا ولبنان إضافة إلى الفلسطينيين- ركز الزعماء الأميركيون على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وهو خطأ للأسباب التالية:
1- مازال هناك شعور كبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب الآخرين بخيبة الأمل تجاه فشل جهود السلام التي قادتها الولايات المتحدة وبانعدام الثقة في الإدارة الأميركية الحالية التي تجاهلت عملية السلام خلال سنواتها الست الأولى. ولذلك، فعلى بوش ورايس أن يتغلبا على هذه المشاعر ويعيدا تنشيط وتشجيع أنصار السلام في المنطقة. ولهذا الغرض، لا بد من تحديد رؤية لسلام يشمل المنطقة، وإبراز مزاياه وإيجابياته في كل مناسبة، والعمل على بلوغه وفق رؤية واضحة.
2- معظم الإسرائيليين يقولون إنهم يتوقون إلى اعتراف العالم العربي وإقامة علاقات عادية معه. والواقع أن خطة السلام العربية لعام 2002 تتيح لهم ذلك، لكن فقط حين تعقد إسرائيل سلاماً مع جميع جيرانها، ومنهم سوريا ولبنان، يقوم على الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة. والاندماج الإقليمي لا يمكن أن يتأتى سوى في هذا السياق.
3- إذا أريد للسلام الفلسطيني الإسرائيلي أن ينجح، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحاجة إلى دعم أغلبية قوية من الفلسطينيين له. وإذا تم ضم سوريا إلى قطار السلام، فذلك سيساعده على كسب هذا الدعم. أما بدون ذلك فلن يناله أبداً. ثم إن مشاركة سوريا ضرورية أيضاً إذا أريد للبنان أن يكون جزءاً من السلام النهائي.
هل ذكرتُ أن كل هذا مجازفة كبرى؟ بالطبع هو كذلك! لكنه مجازفة يمكن الفوز فيها. فهناك شعور بالاحباط وانعدام الثقة يسود الآن في المنطقة، لكن هناك أيضاً رغبة قوية في حياة عادية، وإقرارا بأن على كل الأطراف أن تقدم تنازلات لبلوغ ذلك.
في الجانب الفلسطيني، قد تبدو 'حماس' كتهديد للاتفاق؛ غير أن زعماءها أعلنوا في الماضي أنهم سيدعون عباس يتفاوض باسم جميع الفلسطينيين. كما أن معارضتهم لـ'أنابوليس' تمت حتى الآن عبر مسيرات سلمية حاشدة (مثلما حدث في التسعينيات) أكثر منها عبر العنف. وتلك أخبار سارة في الواقع، وينبغي البناء عليها. صحيح أيضاً أن الأوضاع في العراق وإيران تؤثر بقوة على البلدان الواقعة على خط التماس مع إسرائيل. لكن هذا الخط هو بمثابة شارع باتجاهين؛ إذ من شأن سلام عربي إسرائيلي شامل أن يجعل من التعاطي بشكل بناء مع العراق وإيران أمراً أسهل في المستقبل. وعلاوة على ذلك، فإن العالم خارج الشرق الأوسط يدعم بقوة سلاماً كاملاً ونهائياً بين العرب والإسرائيليين. ذلك أن لجميع القوى العالمية الكبرى اليوم رهانات كبيرة في المنطقة. فهي تحتاج إلى صنع السلام حتى تنجح. أما في حال فشلت مجازفة السلام الحالية التي أقدم عليها بوش، فإن ذلك سيؤثر كثيراً على قوة الولايات المتحدة ومكانتها عبر العالم برمته.
في 'أنابوليس' وبعدها، أبدى كل من عباس وأولمرت رغبتهما في إعادة صياغة المواضيع الشائكة على نحو يشجع أنصار السلام. وعلاوة على ذلك، أبدت سوريا ودول عربية أخرى استعدادها لانخراط جاد في العملية. لكن ماذا عن بوش؟ الواقع أنه خطا خطوة جيدة في 'أنابوليس' من خلال التشديد مجدداً على ضرورة التوصل إلى سلام وحل مسائل الوضع النهائي، وليس عبر تدابير انتقالية فقط؛ ولكن عليه أن يوسع هذه الرؤية لتشمل جميع جيران إسرائيل، وليس الفلسطينيين فقط، ويبرز مصلحة الولايات المتحدة بوضوح في هذا السلام. إنه رهان كبير، والعالم يراقب ويأمل!
القوة الذكية... هذا ما تحتاجه أميركا!
عن لوس أنجلوس تايمز، واشنطن بوست في 9-12-2007 كتب ريتشارد آرميتاج، جوزيف ناير:
العالم غير راض الآن عن القيادة الأميركية. فأثر الصدمة والخوف اللذين شعرنا بهما بعد الحادي عشر من سبتمبر، أظهرنا للعالم وجها غاضباً متجهماً، ولم نظهر له ذلك الوجه الذي يعكس القيم الأميركية الأصيلة التي تتمثل في الأمل والتفاؤل والتسامح وتوفير الفرص المتساوية للجميع.
وهذه المقاربة المتجهمة للعالم أثرت سلباً على قدرة أميركا على حشد الحلفاء حول قضاياها، بيد أن الوقت لم يتأخر كثيراً على تغيير تلك المقاربة. ويتطلب هذا التغيير أن تتبنى أميركا سياسة جديدة تمزج بين قوتها الصلبة وقوتها الناعمة، أي قدرتها على الجذب والإقناع، وكذلك قدرتها على استخدام قوتها العسكرية المتفوقة وإمكانياتها الاقتصادية الهائلة. والولايات المتحدة بحاجة إلى مقاربة أكثر اتساعاً وتوازناً في تعاملاتها وسياساتها الخارجية، سواء تعلقت تلك التعاملات والسياسات بإنهاء الأزمة في باكستان، أو كسب حروبها في العراق وأفغانستان، أو ردع الطموحات النووية لإيران وكوريا الشمالية، أو التعامل مع الصعود الصيني، أو تحسين حياة أولئك الذين تخلفوا عن ركب العولمة.
والولايات المتحدة لا تستطيع البقاء في القمة دون أن يكون لديها شركاء أقوياء راغبون. غير أن الذي حدث على مدار السنوات الست السابقة، هو أن الكثيرين داخل أميركا قد اعتقدوا أن دعوة الأمم الأخرى للمشاركة في تحمل الأعباء مع أميركا في العديد من القضايا الدولية، إنما يعد دليلا على تقلص قوتها ونفوذها. وهؤلاء يتناسون أننا عندما نطلب من الآخرين تقديم يد العون، فإن ذلك يؤدي في النهاية لتوسيع النفوذ الأميركي وليس تقليصه. وما من شك في أن الحرب التي نشنها على الإرهاب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، هي التي صاغت هذه المقاربة الانعزالية التي نتعامل بها مع العالم، والتي أصبحت تمثل المحور المركزي للتشابك الأميركي مع الشؤون العالمية. وأن التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية ليس تهديداً وجودياً مثلما كان عليه التهديد النازي أو السوفييتي سابقاً. والحقيقة أن 'القاعدة' تأمل في هزيمتنا من خلال استخدام قوتنا ضدنا، أي أنها تنتظر أن نخطئ أو نبالغ في رد الفعل أو نجعل الرأي العام العالمي ينقلب ضدنا. ونحن في الحقيقة نساعد أعداءنا على تحقيق أهدافهم، عندما نفعل ذلك... كما نساعدهم أيضاً عندما لا تتطابق أفعالنا مع أقوالنا. فنحن لا نستطيع مثلاً أن نتحدث عن الديمقراطية، ونقنع الناس بما نقوله، بينما نقوم بدعم الأنظمة المستبدة. ونحن أيضاً لا نستطيع أن نشجب التعذيب في الخارج ونسمح به في الداخل، كما لا يمكننا أن نجعل سجني 'جوانتانامو' و'أبو غريب' رمزين للقوة الأميركية. لقد أظهرت السنوات الست الماضية أن القوة الصلبة وحدها لا تستطيع تأمين أهداف أميركا الطويلة الأمد، وأن الحاجة تتطلب منا أن نستثمر في المادة وفي البشر. إن التهديدات التي تواجه أميركا اليوم لم تعد تهديدات أمنية وعسكرية فقط، وإنما تتعدى ذلك إلى أنواع أخرى من التهديدات التي لا تنفع القوة الصلبة وحدها في مواجهتها. وفي العالم المتغير الذي نعيش فيه الآن، يجب على الولايات المتحدة أن تتحول إلى قوة ذكية، من خلال العودة مرة ثانية للاستثمار في الخير العالمي، وذلك بتقديم أشياء تريدها الحكومات والشعوب، ولكنها لا تستطيع الحصول عليها بدون قيادة أميركية. فمن دون تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية، عبر زيادة الاستثمار في القوة الناعمة، فإن واشنطن لن تستطيع أن تبني إطاراً ملائماً لحل التحديات العالمية الأكثر صعوبة. وهذا الإطار الملائم هو ما يمكن تسميته 'القوة الذكية'. بيد أنه يجب أن يكون معروفا أن القوة الذكية لا تعني فقط أن نجعل العالم يحبنا أكثر وإنما تعني أيضاً القدرة على تطوير استراتيجية توازن بين قوتنا الصلبة القادرة على الإجبار، مع قوتنا الناعمة القادرة على الجذب والإقناع. ولكي تحقق الولايات المتحدة ذلك يجب أن تركز على خمسة مجالات حيوية هي:
*العمل على تجديد وتعزيز تحالفاتها وشركائها ومؤسساتها، بما يسمح لها بالتصدي لعدة أخطار في وقت واحد.
*خلق منصب وزاري للتنمية العالمية تكون مهمة شاغله هي العمل على تصميم برامج مساعدات أكثر استجابة لتطلعات الشعوب الأخرى.
* الاستثمار في الدبلوماسية العامة في الحكومة، وتأسيس مؤسسة غير ربحية خارجها، لخلق روابط مباشرة بينها وبين الشعوب الأخرى.
* مواصلة التفاعل مع الاقتصاد العالمي من خلال التفاوض مع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، الراغبة في ممارسة التجارة المباشرة على أساس عالمي، وتوسيع نطاق المنافع المترتبة على ذلك بحيث تشمل الدول والشعوب التي تجاوزتها العولمة.
* تولي زمام القيادة في معالجة المشكلات المناخية، وتحقيق أمن الطاقة من خلال الاستثمار في التقنية والابتكار.
إن القيادة تتطلب من الولايات المتحدة ما هو أكثر من الرؤية... إنها تتطلب تنفيذاً كما تتطلب مساءلة، وهما سمتان تعاني الولايات المتحدة من قصور فيهما حالياً. والآن، حيث لا يزال أمامنا عام على الانتخابات الرئاسية، فإن المرشحين من الحزبين، 'الجمهوري' و'الديمقراطي' على حد سواء، مطالبون بتقديم رؤية أكثر تفاؤلاً، تعمل على الموازنة بين رغبة البلاد في حماية جبهتها الداخلة، وبين ضرورة ممارستها لسياسة أكثر حكمة في الخارج. إن هذه على وجه التحديد ستكون واحدة من أهم المسائل الذكية التي يتعين على الولايات المتحدة القيام بها في الوقت الراهن.