المقتطف الصحفي » مقتطف الصحافة الاجنبية لهذا اليوم 25/12/2007

مقتطف الصحافة الاجنبية لهذا اليوم 25/12/2007

بوش: نصر في العراق وفشل مع إيران وتعادل مع كوريا
عنواشنطن بوست في 24-12-2007

كتب تشارلس كروثامر :بعد أربعة شهور فقط من هجمات 11 سبتمبر 2001، وصف الرئيس جورج بوش كلا من إيران والعراق وكوريا الشمالية بـ&laqascii117o;محور" الشر.
بعد مرور ستة أعوام على حديث بوش ومع اقتراب انتهاء فترة إدارته في البيت الأبيض، سيكون بوش قد انتصر في العراق وفشل في التغلب على إيران وتعادل مع كوريا الشمالية.
فيما يتعلق بإيران، تراجع بوش عن مواجهتها عقب صدور تقرير الاستخبارات الذي جاء فيه، ان إيران أوقفت العمل في برنامجها النووي. وفي واقع الأمر إيران أوقفت فقط العمل في جانب واحد من برنامجها النووي هو التسليح.
الجانب الأكثر صعوبة في البرامج النووي، هو إنتاج الوقود النووي، وإيران في واقع الأمر مستمرة في تخصيب اليورانيوم، وتعمل في تحد واضح لقرارات مجلس الأمن. جدير بالذكر في هذا السياق ان الوقود النووي إذا توفر، فإن إنتاج القنبلة النووية لا يستغرق سوى بضعة شهور فقط. لذا من السخف الحديث عن وقف العمل في البرنامج النووي الإيراني في وقت لا تزال فيه عمليات تخصيب اليورانيوم مستمرة. وهذه حقيقة حتى إذا تجاهلنا تقارير المنشقين الأخيرة التي جاء فيها ان برنامج التسليح الذي زعم انه توقف عام 2003 استؤنف العام التالي، على العكس من النتيجة التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ينبغي على الإدارة الاميركية إدراك ان الرسالة المغلوطة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تتلخص في ان إيران أوقفت العمل في برنامجها النووي لم تتسبب فقط في استبعاد الخيار العسكري من على الطاولة، بل عرقلت أيضا فرض أية عقوبات إضافية على طهران. ويمكن القول ان بوش سيتصرف طبقا للتقارير الأخيرة حول النشاط النووي لإيران حتى نهاية رئاسته وسيترك أمر القنبلة النووية الإيرانية لخلفه.
اما كوريا الشمالية، فقد نجحت الولايات المتحدة في إقناع كيم جونغ ايل بوقف العمل في برنامج إنتاج البلوتونيوم. والخطوة التالية هي ان تكشف بيونغيانغ عن كل نشاطاتها النووية، وهذا يعني على وجه التحديد توضيح تفاصيل الإنتاج النووي السابق والبرنامج السري لتخصيب اليورانيوم حتى يصبح ممكنا المضي قدما في التطبيع مع كوريا الشمالية.
وقف العمل في مفاعل البلوتونيوم يعتبر إنجازا، ويمكن القول ان الولايات المتحدة نجحت في جمع معلومات مهمة من خلالها وجودها على الأرض للتفتيش. إلا ان كل ذلك لا يعني بأية حال، ان هناك أملا في تخلى كوريا الشمالية تماما عن مخزونها الحالي من الأسلحة النووية أو ضمان عثور الولايات المتحدة على برامج سرية، دعك عن وقف العمل فيها.
على العموم، نجحت الولايات المتحدة في الحصول على ما أمكنها الحصول عليه من بيونغيانغ.
فيما يتعلق بالعراق، القصة مختلفة تماما. بصرف النظر عن الصعوبات التي ظهرت، فإن نجاح الولايات المتحدة خلّص العالم من صدام حسين وابنيه المتوحشين.
إطاحة نظام صدام حسين أدت إلى وقف المشروع النووي الليبي كاملا، وأدت بلا شك إلى تعليق إيران لعمليات التسليح عام 2003. كما ان الولايات المتحدة نجحت أخيرا في التوصل إلى استراتيجية فاعلة لمكافحة التمرد.
نجح بوش بعد ثلاث سنوات في العثور على جنرال حول حربا خاسرة إلى انتصار. فبغداد وواشنطن تناقشان حاليا اتفاقا طويل المدى بشأن قواعد اميركية من المحتمل ان تمنح الولايات المتحدة وجودا عسكريا دائما في المنطقة، وعلاقة تعاون وثيق مع أهم دولة في قلب منطقة الشرق الأوسط، وهذا في حد ذاته إنجاز استراتيجي أساسي. رغم ذلك، ستستمر الضغوط على الإدارة الاميركية الحالية والمقبلة بغرض الخروج نهائيا من العراق. فهناك من يعتبرون ان هدفنا الوحيد في العراق هو خفض حجم القوات، بدلا عن تأمين حليف عربي مهم في منطقة ذات أهمية استراتيجية قصوى.
بالنسبة لكوريا الشمالية وإيران في ظل عدم وجود خيارات حقيقة في يد واشنطن، اتجهت الولايات المتحدة إلى خط النهاية، وقد فعلت ما اقترحه السناتور جورج ايتكين بشأن فيتنام: اعلنوا الانتصار واخرجوا عائدين. يمكن تفهم هذه القرارات في ظل الافتقار إلى وجود خيارات.

الدين في السجال السياسي الأميركي
عن  تريبيون ميديا سيرفسزفي 23-12-2007

كتب ويليام فاف :يكشف الحديث المتنامي عن الدين في الحياة السياسية الأميركية- وتحديداً خلال الحملة الانتخابية الحالية- أن الله لفظ لم يكن يُستحضر في السابق إلا في سياق القضايا الكبرى التي تهم الأمة وبكثير من الاحترام يصل أحياناً- كما تدل على ذلك التعبيرات الإنجيلية- إلى الخوف والرهبة.
الله استبدل في مخيلة من يوظفون الدين لمصلحتهم السياسية بـ'إله' آخر يوزع الدعم السياسي يميناً ويساراً ليتحول إلى أداة لكسب التأييد السياسي بالاعتماد على الأصولية البروتستانتية للمرشحين. والواقع أن هذا التحول في نظرة الأميركيين للدين والرب وعلاقتهما بالمشهد السياسي أصبح أكثر حضوراً منذ دخول الرئيس بوش إلى البيت الأبيض عام 2001، حيث جلب معه نظرة دينية تبسيطية للعلاقات الدولية تضع أميركا الخيرة في مواجهة عالم مليء بالعناصر الشريرة. ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في الحملة الرئاسية الحالية، لا سيما في أوساط 'الجمهوريين'، حيث يتم استحضار الدين للعب دور المساند السياسي لطرف دون الآخر. ومن جهة أخرى ترتفع الأصوات المهاجمة لبعض المرشحين وتستبعد حصولهم على مباركة السماء مقارنة مع مرشحين آخرين ينتمون إلى التيار الديني السائد. وفي هذا الإطار يتساءل البعض هل يستطيع مرشح ينتمي إلى طائفة 'المرمون' المسيحية أن يوصل رسالته السياسية بمنأى عن انتمائه، رغم اختلافه عن الثوابت الدينية السائدة؟
والحقيقة أن استغلال الدين وتوظيفه لأغراض سياسية لا يسيء فقط إلى الولايات المتحدة وديمقراطيتها القائمة على الاختلاف والتنوع، بل يسيء أيضاً إلى الدين نفسه. فالزج بالله في النقاش السياسي بهذه الطريقة المبتذلة لخلق انطباع كاذب لدى الناخب والرأي العام الأميركي أن الله مثلاً لا يبارك ترشيح 'مايك هوكابي'، أو 'ميت رومني'، أو أنه يقف وراء مرشحين آخرين ويفضلهم على ما سواهم إنما يُفقد الدين سموه ويجعله طرفاً في الصراعات السياسية. هذه الصراعات التي يكون هدفها الإمساك بالسلطة وليس تجسيد المبادئ المثلى التي ينادي بها الدين ووضعها الخالق في جميع كتبه المقدسة. لكن مجرد لجوء بعض السياسيين الصغار إلى تبني مثل هذه الأساليب، التي توظف الدين للدفع بأجندتهم السياسية، إنما يدل على سطحية النقاش السياسي في أميركا، بل وانحرافه عن الديمقراطية. فالدين كما نعرف يحتفظ بوهجه وتألقه عندما يخاطب الجانب الأخلاقي في السلوك الإنساني وتوق الإنسان إلى خالق 'لا يتورط 'في النقاشات السياسية لمخلوقاته من بني البشر. فالله يبقى فوق صراعات البشر، ولا يمكن اعتباره عرضة للتوظيف السياسي. واللافت أن الله الذي يتحدث عنه السياسيون في خطاباتهم الانتخابية ليس هو الإله الذي تصفه كتب اللاهوت بما هو العليم والقادر على كل شيء والمنزه عن الظلم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو ليس أيضاً الإله الذي كلم موسى وخاطبه قائلاً 'إنه أنا الله'. ولطالما كانت هذه الحقيقة للخالق هي من تبث في نفوس البشر الخوف والرهبة من وجود قوة في هذا الكون قادرة على التحكم في مساره وتوجيهه لحكمة لا يدركها عقل الإنسان.
وإذا كان المرء مؤمناً بالله حقاً فعليه ألا ينظر إليه كوسيلة سياسية أخرى للحصول على المكاسب ودغدغة عواطف الناخبين، بل وتوجيهها أحياناً، كما نشاهد حالياً في النقاش السياسي الدائر في أميركا. وهنا يمكن الإشارة إلى ما صرح به 'جيفرسون' ذات مرة عن العبودية في أميركا قائلاً 'إذا كان لإله العدالة من وجود، فإني أرتجف خوفاً على مستقبل هذه الأمة'. فالمشكلة التي تميز تعامل الأميركيين مع الدين هي عدم قدرتهم على تخيل وجود إله غير أميركي، بمعنى إله يعاقب الأميركيين أنفسهم إن هم أخطأوا، وذلك بسبب الأساطير والخرافات التي ترسخت في العقل الأميركي من أنهم شعب الله المختار. لكن الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو، إذ نُقل عن 'أبراهام لينكولن' قوله لأحد رجال الدين خلال الحرب الأهلية الأميركية عندما قاله له إن الله معه 'لا أعرف في أي صف يقف الله، لكني أصلي كي تكون الأمة في صف الله'. وفي نفس السياق يمكن الإشارة أيضاً إلى تصريح السيناتور 'جون ماكين' خلال لقاء أجري معه قبل أيام قليلة أعرب فيه عن خيبة أمله من 'الديمقراطيين' وقلة من 'الجمهوريين' الذين يعارضون الحرب على العراق متسائلاً 'أين هو الشعور الوطني؟'.
وبمعزل عن الخطأ الذي ارتكبه 'ماكين' عندما اعتبر أن الشعور الوطني يعني اتباع السياسات الرسمية والانقياد وراء القرارات الخاطئة أحياناً للقادة كشن الحروب وغيرها، فإنه ارتكب خطأ أكبر عندما ساوى بين الشعور الوطني والتعصب القومي وخلط بينهما، ما أدى إلى إصداره حكماً أخلاقياً مجحفاً في حق من يخالفه الرأي. وبالنسبة لمن يحبون الاستشهاد بالإنجيل خلال الحملة الانتخابية عليهم أن يتذكروا أولاً وقبل كل شيء أن إحدى أهم الوصايا التي جاء بها الإنجيل وغيره من الكتب السماوية، هي عدم الإشراك بالله واتخاذ من دونه أرباباً أخرى، وعلينا أن نتساءل أيضاً في أميركا كما تساءل قبلنا 'أبراهام لينكولن':'ليس في أي صف يقف الله'، بل من منا يعبد بدلاً من الله 'شيطان' الأمة؟

أهداف نووية : مفاعل ديمونة
عن بروجيكت سنديكيت في 22-12-2007

كتب بينيت رامبيرغ : أبدأ كلامي بتساؤل: هل تصلح المنشآت النووية كأهداف عسكرية؟ يبدو أن أصوات طبول الحرب أصبحت تعلو بمرور كل يوم، ويعلن زعماء الغرب في كل مناسبة أن الخيارات كلها متاحة في ما يتصل بمحاولات صد وكبح طموحات إيران النووية.
وفي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر نشرت صحيفة &ldqascii117o;صنداي تايمز&rdqascii117o; اللندنية في تقرير لها، أن &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; كثفت من دفاعاتها حول مفاعل ديمونة النووي في ظل إعلان &ldqascii117o;حالة الطوارئ الحمراء&rdqascii117o; ثلاثين مرة، وذلك بسبب تصاعد المخاوف بشأن احتمالات قيام سوريا بعمل انتقامي ضد &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; بعد الهجوم الذي شنته في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي على ما اشتبهت في كونه موقعاً نووياً داخل سوريا.
إن مخاوف &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; تعكس التاريخ الفريد لهذه المنطقة من العالم، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية شهدت منطقة الشرق الأوسط عدداً من الضربات التي كانت تهدف إلى منع أنشطة نووية، فقد تلقى العراق ضربات كهذه من جانب إيران في العام ،1980 ثم من جانب &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; في العام ،1981 ثم من جانب الولايات المتحدة طيلة الفترة من العام 1991 إلى العام ،2003 بينما وجه العراق ضربات إلى إيران أثناء الفترة من العام 1984 إلى العام ،1987 ثم وجه ضربة إلى &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; في العام 1991. إلا أن كل تلك الغارات لم تسفر عن عواقب إشعاعية ذات قيمة، إما لأن المنشآت التي تعرضت للضربات كانت تحت الإنشاء، أو لأنها كانت تحتوي على كميات ضئيلة من المواد النووية، أو لأن العناصر المشعة أبعدت من المنشأة قبل توجيه الضربة، أو لأن المهاجمين عجزوا عن إصابة أهدافهم بدقة.
بيد أن الأمر يختلف تماماً في حالة شن هجوم ناجح على مفاعل ديمونة. إذاً، في ضوء التهديد الإشعاعي المحتمل، هل تتجاوز المنافع المترتبة على الاستمرار في تشغيل هذا المفاعل المخاطر التي قد تنجم عن تفجيره؟
إن مفاعل ديمونة فريد من نوعه، فهو المفاعل النووي الأضخم حجماً في المنطقة والوحيد الذي ينتج المواد الداخلة في تصنيع الأسلحة النووية. ومنذ بدأت تشغيل المفاعل في منتصف الستينات، أنتج العناصر الكافية لتصنيع ما يقرب من مائتي سلاح نووي. كان ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء ل &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o;، قد افتتح هذه المنشأة النووية للتعويض عن ضعف &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; على المستوى الاستراتيجي، وجيشها الوليد، وعدم استعداد الغرب للدخول في تحالف رسمي للدفاع عنها.
إن مفاعل ديمونة ليس كمفاعل تشرنوبيل، فهو يولد حوالي 5% فقط من طاقة ذلك المفاعل السوفييتي الشهير. إلا أن هذا المفاعل  علاوة على وقوده النووي المستهلك، والبلوتونيوم المستخرج منه، والنفايات النووية الناتجة عنه  يفرض خطر انتشار الإشعاع النووي في البيئة المحيطة إذا ما تعرض لضربة عسكرية.
يعترف المسؤولون &ldqascii117o;الإسرائيليون&rdqascii117o; ضمناً بوجود هذا الخطر، فقد وزعت السلطات &ldqascii117o;الإسرائيلية&rdqascii117o; أقراص أيوديد البوتاسيوم على سكان المدن القريبة في يورهام، وديمونة، وآروار، وتعمل تلك الأقراص على منع امتصاص الغدة الدرقية للأيودين المشع، وهو أول المخاطر التي يواجهها من يتعرضون للإشعاعات النووية. إلا أن هذه الأقراص لن تمنع العديد من العواقب الصحية الخطيرة الناتجة عن التعرض لعناصر مشعة أخرى. واعتماداً على عوامل الطقس وحجم الإشعاع النووي فقد لا تظل العواقب الإشعاعية محصورة داخل &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o;.
قد تنتشر العناصر الملوثة الخفيفة والمواقع العالية الإشعاع في المراكز الحضرية &ldqascii117o;الإسرائيلية&rdqascii117o; والفلسطينية والأردنية. وبصرف النظر عن التأثيرات الصحية، فلا بد وأن يؤدي التلوث إلى ترويع أهل المناطق السكنية المتأثرة، فيدفعهم إلى النزوح المؤقت أو الانتقال بشكل دائم إلى مناطق أخرى، ولسوف يترتب على ذلك عواقب اقتصادية بعيدة الأمد.
ظلت &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; لعقود من الزمان تتعامل مع هذا الخطر من خلال نشر الدفاعات الجوية القوية والتهوين من قدرة أعدائها على ضرب ديمونة. وفي شهر مايو/ أيار ،1984 بعد تأليفي لكتاب عن العواقب التي قد تترتب على وقوع هجمات عسكرية ضد منشآت نووية، سافر أحد ضباط الاستخبارات &ldqascii117o;الإسرائيلية&rdqascii117o; إلى كاليفورنيا ليجادلني بشأن مدى تعرض المفاعل النووي وإحدى محطات الطاقة النووية المقترحة لمثل هذا الخطر. ولقد هون الضابط من الخطر قائلاً إن القوات الجوية لأي دولة عربية لم تتمكن قط من التغلب على الدفاعات الجوية &ldqascii117o;الإسرائيلية&rdqascii117o;، ولن تتمكن أبداً من أمر كهذا.
عند هذه النقطة كان التاريخ مؤيداً لرأيي تمام التأييد، فرغم نجاح طائرات الاستطلاع المصرية في الطيران بالقرب من ديمونة أثناء العامين 1965 و1967 دون وقوع حوادث، إلا أن &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; أثناء حرب 1967 أسقطت إحدى طائراتها الميراج حين ضل قائدها الطريق فوجد نفسه فوق المنشأة. وفي العام 1973 أسقطت دفاعات ديمونة طائرة مدنية ليبية كانت على مسار مؤدي إلى المفاعل فقتلت 108 من المدنيين.
إلا أن حرب الخليج التي اندلعت في العام 1991 قضت على كل ما تبقى من الدعم والارتياح الذي كانت &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; تستمده من الماضي، فقد قصفت صواريخ سكود العراقية مدينة تل أبيب، وكاد أحد هذه الصواريخ يصيب مفاعل ديمونة. كما دلل نجاح حزب الله في قصف شمال &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; في العام 2006 على ضعف &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; في مواجهة الهجمات الصاروخية، ورغم أن نظام الصواريخ الدفاعية البالستية &ldqascii117o;أرو&rdqascii117o; (السهم)، الذي يحيط الآن بمفاعل ديمونة، قد يكون متفوقاً على نظام باتريوت الذي أثبت فشله في العام ،1991 إلا أن صواريخ سكود السورية الأكثر تطوراً وصواريخ &ldqascii117o;شهاب 3&rdqascii117o; الإيرانية تشكلان تحدياً أعظم مقارنة بقذائف صدّام.
لقد أنتج مفاعل ديمونة كل البلوتونيوم الذي قد تكون &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; في حاجة إليه لتأمين نفسها في حدود المعقول. فضلاً عن ذلك فقد تعرض المفاعل  وهو واحد من أقدم المفاعلات في العالم  للعديد من الحوادث الصغيرة وعلامات التدهور، الأمر الذي يرفع من احتمالات وقوع حوادث أشد خطورة. والخلاصة هنا: إن لم يكن بوسع &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; أن تضمن الدفاع عن المفاعل ضد الهجمات فيتعين عليها أن تبادر إلى إغلاقه، وبهذا تستطيع &ldqascii117o;إسرائيل&rdqascii117o; أن تكسب بعض الفوائد السياسية أيضاً، فهي تستطيع أن تزعم أن إغلاق المفاعل يؤكد على التزامها بتخفيف التوترات النووية الإقليمية، بينما تبعث برسالة واضحة بشأن مدى الحكمة في بناء مفاعلات نووية في أشد مناطق العالم تقلباً وخطورة.
الحقيقة أن العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقترح بناء محطات طاقة نووية على أراضيها. ونظراً للتاريخ الثابت من استهداف المنشآت الذرية، فلا بد وأن يفكر المخططون في تلك البلدان ما إذا كان من المنطق أن يقدموا لخصومهم وأعدائهم أهدافاً إشعاعية أضخم كثيراً من مفاعل ديمونة .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد