المقتطف الصحفي » مقتطف من الصحافة الاجنبية لهذا اليوم 28/12/2007

مقتطف من الصحافة الاجنبية لهذا اليوم 28/12/2007
الصراع الشيعي يحتدم في العراق
عن واشنطن بوست في 26-12-2007 :

تحت عنوان 'الصراع الشيعي يحتدم في العراق' كتبت صحيفة واشنطن بوست أن التيار الصدري لم تعد له اليد العليا على شوارع مدينة كربلاء الجنوبية العامرة بالأماكن المقدسة.
وقالت الصحيفة إن خصوم الصدر يطاردون حراسه سرا ويعتقلون الموالين له كجزء من الصراع الأكبر على السلطة بين أقوى فصيلين شيعيين يسعيان لقيادة العراق: الصدريون الذين يضغطون من أجل انسحاب القوات الأميركية والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الحليف الشيعي الرئيسي الموالي لإدارة بوش.
وأضافت أن الهجوم العسكري الأميركي والتحولات الكبيرة في أساليب الجماعات السنية والشيعية هذا العام تعمل على إعادة تشكيل ميزان القوة في أنحاء العراق.
وأشارت إلى أن قبض القوات الأميركية على المئات من مليشيات جيش المهدي في بغداد قد شكل فراغا في القيادة، الأمر الذي جرأ قوات الأمن العراقية، الشيعية في معظمها، الموالية للمجلس الأعلى والأحزاب السياسية الأخرى على السعي للسيطرة على الجنوب.
ونوهت واشنطن بوست إلى أن هذا التنافس له جذوره عندما حارب آباء الحكيم والصدر لقيادة شيعة العراق، حيث كان عبد العزيز الحكيم منفيا في إيران أثناء حكم صدام ومكث الصدر في العراق يدعم نفوذه في الشارع العراقي.
وذكرت أن هذا التناحر متعدد الأبعاد، حيث يرتكز على الشخصية والطبقة والأيديولوجية، كما أن له بعدا سياسيا، حيث إن كلا الحزبين يسيطران على 30 مقعدا في البرلمان العراقي.

تقرير المخابرات الأمريكية يزيد القلق بشأن النشاط النووي الإيراني
عن 'نيزافيسيميا غازيتا'الروسية في 26/12/2007 كتب: فلاديمير دفوركين،وهو باحث روسي :

لا يمكن لتقرير المخابرات الأمريكية الجديد الذي قال إن إيران جمدت برامجها النووية في عام 2003 أن يغرس الطمأنينة في نفوس المراقبين الذين لا يريدون أن تحصل إيران على سلاح نووي بل إنه يزيد قلقهم لاسيما وإن التقرير لا يحتوي على ما يؤكد صحة الاستنتاج الذي خلص إليه من أعدوا هذا التقرير. ومن المرجح أن يدل التقرير - إن دل على شيء - على رغبة رجال المخابرات في تجنب اللائمة التي يمكن أن تواجههم إذا قامت بلادهم بعمل عسكري ضد إيران بعد أن أخطأوا تقييم الوضع في العراق في وقت سابق.
والمثير للقلق أيضا أن التقرير أظهر أن السلطات الإيرانية ضللت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي زاعمة أن إيران لا تصنع السلاح النووي.
ثالثا، ماذا يعني تجميد برنامج صناعة السلاح النووي.. ألا يكون معنى هذا أن إيران كانت قد انتهت من صنع مكونات أساسية لهذا السلاح مثل الصاروخ الذي يحمل السلاح النووي ورأسه المدمر؟
وكما هو معلوم فإن إيران تملك صاروخًا مهيأً لحمل السلاح النووي هو صاروخ 'شهاب 3' الذي يستطيع أن يحمل عبوة مدمرة يبلغ وزنها 1300 كلغ إلى مسافة 1500 كلم. وعندما يحمل صاروخ من هذا النوع عبوة ناسفة يبلغ وزنها 500 كلغ يزداد مداه بحوالي 800 كلم. وليس هناك من عائق يمنع زيادة مدى الصاروخ الإيراني.
ومما يجدر ذكره أن المهندسين السوفيت وضعوا التصميم لصاروخ مهيأ لحمل السلاح النووي إلى مسافة 2000 كلم أو 5000 كلم في نهاية الخمسينات. ولا يمكن الجزم بأن تكنولوجيا من هذا القبيل لم تصبح في متناول الآخرين.
كما لا يمكن القول إنه ليس بمقدور الإيرانيين وضع التصميم لرأس مدمر نووي.
ولا يمكن استبعاد إمكانية حصول إيران على كمية من اليورانيوم المخصب الصالح للاستخدام العسكري كما أشار إلى ذلك تقرير المخابرات الأمريكية، إذ يمكن الحصول عليه من سوق سوداء مثل ما أنشأه خان، أب القنبلة النووية الباكستانية.

لافروف: التخلص من أوهام مفادها أن الغرب ربح الحرب الباردة
وعن 'فريميا نوفوستيه' الروسية في 26/12/2007 :

يُعتقد أنه كان للخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في فبراير 2007، كان له تأثير كبير على السياسة الخارجية الروسية. ويشير سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إلى أن الرئيس بوتين شدد في خطابه هذا على وجوب التخلص من عقلية الحرب الباردة ومن أوهام مفادها أن روسيا خسرت تلك الحرب بينما ربحها الغرب.
وقال لافروف لصحيفة روسية إن قرار تعليق المشاركة الروسية في المعاهدة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا أتى في السياق نفسه، أي أن روسيا أفهمت شركاءها الغربيين أن عليهم أيضا أن يفوا بالتزاماتهم حتى لا تكون روسيا هي الدولة الوحيدة التي تحدد تسليح جيشها بموجب هذه المعاهدة.
ثم أكدت روسيا رغبتها في الدخول في تعاون متكافئ مكشوف مع الغرب عندما اقترح الرئيس بوتين على نظيره الأمريكي جورج بوش أن تتخلى الولايات المتحدة عن إقامة نظامها الصاروخي الدفاعي في شرق أوروبا وتستعين بدل هذا بمنشآت دفاعية قائمة في أوروبا مثل الرادار الذي تستخدمه روسيا في أذربيجان.
وأشار لافروف إلى أن الرئيس بوتين قدم اقتراحا منقطع النظير كاشفا عزمه على التخلص من بقايا العقلية البائدة.
وأكد لافروف أن روسيا ترى أن الهدف الذي تصبو إليه الولايات المتحدة بإنشاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في شرق أوروبا هو ردع روسيا وليس درء خطر إيراني وهمي، مشيرا إلى 'أن هدفنا هو أن نتيقن أن برنامج إيران النووي طبيعته سلمية.. أما إذا كان هدف شركائنا الأمريكيين هو تغيير النظام (الإيراني) فسوف نعارض هذا'. وأضاف أن تجميد برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران ليس هدفا بحد ذاته بل إنه سبيل للتحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.
وفي ما يخص مشروع محطة 'بوشهر' الكهرذرية قال الوزير لافروف إن روسيا ستستمر في تنفيذه طالما وضع هذا المشروع تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

حث الكونغرس على دعم قواتنا بمنحهم المساعدة المدنية التي يحتاجونها
عن &laqascii117o;واشنطن بوست"27-12-2007 كتب ريتشارد لوغار وهو سيناتور جمهوري وكوندوليزا رايس :

في واشنطن، امر غير عادي أن تحظى فكرة ما بدعم ساحق من الرئيس ، واغلبية من الحزبين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، ووزارة الخارجية ، والقيادة المدنية والعسكرية في وزارة الدفاع. ولكن هذه هي القضية مع فيالق الاحتياط المدنية المقترحة ، كادر متطوعين من الخبراء المدنيين الذين يمكنهم العمل مع القوات العسكرية لإنجاز المهمات الملحة من أجل الاستقرار واعادة البناء بعد النزاع.
على مجلس الشيوخ ان يقر انشاء هذه الفيالق. فطوال عقود ، تعلمت الولايات المتحدة بأن بعض التهديدات الكبرى لامننا القومي يمكن أن تنبثق أيضا من المؤسسات الهشة والاقتصادات الضعيفة لدول تحكمها انظمة سيئة. لقد تعلمنا بأن احدى المهمات المركزية لسياسة الولايات المتحدة الخارجية في المستقبل المنظور سوف تكون دعم أولئك الذين يعملون لبناء دول مسالمة ، حرة وفاعلة ، ومجتمعات مزدهرة في العالم النامي.
الاستجابة لذلك تكون بتوظيف من يمتلكون المعرفة والخبرة في حكم القانون ، والزراعة ، وتدريب الشرطة ، والاقتصاد ، ومجالات حساسة اخرى. وتعمل وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية على نحو بطولي لتلبية هذه الحاجة.
لكن الحقيقة هي ، ان اي طاقم دبلوماسي في العالم لا يوجد في صفوفه جميع الخبراء او المعرفة اللازمة لهذا النوع من العمل. نتيجة لذلك ، اعتمدت حكومتنا بصورة متزايدة على الجنود للقيام بمسؤوليات مدنية ، من الصومال الى هايتي الى البوسنة وكوسوفو ، والآن افغانستان والعراق. الجيش ملأ هذا الفراغ على نحو بارع. لكنها مهمة يستطيع آخرون ، ويجب عليهم ، القيام بها. المسؤولية الاساسية في الاستقرار واعادة الاعمار بعد النزاع يجب ان تقع على عاتق خبراء مدنيين متطوعيين.
لهذا السبب دعا الرئيس بوش الى انشاء فيالق الاحتياط المدنية من المتطوعين في خطابه عن حالة الاتحاد هذا العام. قال في الخطاب 'مثل هذه الفيالق سوف تقوم بعملها على غرار ما يقوم به احتياطي الجيش ، وسوف تخفف العبء عن كاهل القوات المسلحة باستخدام مدنيين بمهارات خطرة للعمل في مهمات خارجية عندما تحتاجهم اميركا'. وتؤيد وزارتا الخارجية والدفاع هذه المبادرة.
مجلس الشيوخ اقر العام الماضي بالاجماع مشروع قانون لإنشاء هيئة لإعادة الاعمار والاستقرار ضمن وزارة الخارجية. المشروع مطروح امام مجلس الشيوخ وسوف يتخذ خطوات اضافية لاقرار العناصر العملية اللازمة لهذا العمل ، ويتكون من ثلاثة اجزاء:
أولا ، يدعو الى هيئة من 250 شخصا من وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية ، يتم تدريبهم مع الجيش ويكونوا جاهزين للانتشار الى مناطق النزاع.
ثانيا ، يمكن البدء بوضع قائمة بألفي متطوع فدرالي آخر يتمتعون بمهارات لغوية وتقنية جاهزين للعمل كاحتياطي.
ثالثا ، يمكن إنشاء فيالق الاحتياط المدنية التي طالب بها بوش ، وهي مجموعة من 500 أميركي من ذوي الخبرة في الهندسة ، والطب والامن لتعيينهم لللقيام بمهمات محددة. يمكن نشر الفيالق في كل مكان في العالم توجد فيه مصالح لاميركا ، ولمساعدة دول خرجت من حرب اهلية ، مثلا ، أو لتهدأة الوضع في دول فاشلة تعرض امننا للخطر.
اذا تصرف الكونغرس سريعا ، فقد تصبح الادارة قادرة على نشر فيالق إعادة الاعمار في العراق وافغانستان.
لكن الأزمات المستقبلية مهمة بقدر مساو. واذا كنا نريد كسب الحرب على الارهاب ، لا يمكننا السماح بانهيار الدول ، أو بقائها غير مؤهلة للحكم.
لقد راينا كيف يمكن لإرهابيين استغلال دول ابتليت بانعدام القانون وبظروف تبعث على اليأس. يجب ان يكون للولايات المتحدة حق وجود بنية غير عسكرية ، موظفين وموارد منظمة ، جاهزة للعمل عندما تحدث حالة طارئة. ان تأخيرا في استجابتنا يمكن ان يعني الفرق بين النجاح والفشل.
لقد خصص الكونغرس بالفعل 50 مليون دولار للتمويل الاولي ، ومن المطلوب وجود تفويض بتوسيع هذه الاعتمادات المالية. مشروع القانون يحظى بدعم واسع من كافة الأطراف في الكونغرس ويمكن اقراره بسرعة.
مع ذلك ، فانه مشروع القانون جرت إعاقته على فرضية خاطئة في مقدمته تقول بأنه يمكن انجاز المهمة بالموظفين وهيئة الادارة الموجودين حاليا. من وجهة نظرنا ، هذا لا يتفق مع التجربة الحالية ولا مع رأي جنرالاتنا والقائد العام للقوات المسلحة.
إن استمرار تحميل جيشنا واجبات اعادة الاعمار سوف يكون بمثابة الاقتصاد في التوافه والاسراف في عظائم الامور. نحن نحث الكونغرس على دعم قواتنا بمنحهم المساعدة المدنية التي يحتاجونها.

للعلم .. !:شولاميت كوهين السيدة الأولى في لبنان
نقلا عن://alwatan.sy/ في 27-12-2007 :

في حزيران 2007، أصدرت كوثر سلام تقريراً تحت عنوان &laqascii117o;سيدة إسرائيل الأولى في لبنان" تحدثت فيه عن الجاسوسة الإسرائيلية شولاميت كوهين. وبحسب كوثر سلام، إن ما يشجعها للكتابة عن شولاميت كوهين هو لقاؤها بابنها الفاسد دايفيد كيشيك الذي التقته عبر مسيرتها في العمل الصحفي.
حوّل دايفيد كيشيك مقر الإدارة العسكرية- المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى مركز لتوسيع عملياته التجارية المشبوهة ومشروعاته الخاصة بصدد سرقة الأراضي من الفلسطينيين غالباً، ومن المستوطنين اليهود أيضاً. اعتمد دايفيد على السلطة والنفوذ اللذين حصل عليهما من والدته شولاميت، سيدة إسرائيل الأولى والبطلة القومية لليهود الإسرائيليين، للنفاد من الجرائم التي ارتكبها كضابط عسكري في المقر العسكري وبعد خدمته العسكرية لأكثر من 30 عاماً. اكتسبت شولاميت كوهين شهرتها بسبب عملها كجاسوسة للموساد في لبنان بين 1947-1961 بحيث كان زبائنها من كبار السياسيين اللبنانيين ذوي النفوذ الواسع في الحكومة ما مكنها من السيطرة على القرارات السياسية الحكومية اللبنانية بشأن إسرائيل من جهة فضلاً عن أنه كان لها ضلع في الأزمة الخطرة التي مر بها القطاع المصرفي في تلك الآونة. وقد ورد في التقرير ما يلي:
&laqascii117o;شولاميت ارازي كوهين" هي &laqascii117o;شولاميت كوهين كيشيك" وهي نفسها &laqascii117o;شولاميت ماير كوهين" وهي أيضاً &laqascii117o;شولا كوهين". هذه هي بعض أسماء المومس اليهودية والسيدة عميلة الموساد في لبنان. قامت شولا بتزويد الموساد بأسرار قيّمة من دولتي لبنان وسورية. وتعتبر هي وشركاؤها مسؤولين عن المشكلات الخطرة التي لحقت بالنظام المصرفي في لبنان في ذلك الوقت. إن شولاميت أو شولا هي والدة الضابط الإسرائيلي الفاسد في المقر الرئيسي الإسرائيلي العسكري- المدني في بيت II، دايفيد كيشيك.
باتت شولاميت بطلة إسرائيلية وطنية إلا أنه تمت تغطية قصتها وإعادة اختراعها من أجل الاستهلاك الشعبي. والقليل فقط يعرفون القصة الحقيقية.
ولدت شولاميت ارازي كوهين عام 1920 في الأرجنتين وكان والدها تاجراً. انتقلت عائلتها بعد ذلك إلى بعقوبة، شمال بغداد في العراق، ثم انتقلوا إلى البصرة، جنوب العراق. أخيراً، هاجروا إلى فلسطين عبر مرفأ عبدان الإيراني عام 1937. وصلوا إلى حيفا واستقروا في القدس.
قُتل والد شولاميت وأخوها في أحداث متفرقة على أيدي مقاومين فلسطينيين. أما &laqascii117o;ازار"، حبيبها الأول من إسرائيل فقُتل وهو يسرق الأراضي من الفلسطينيين. ويبدو أنها سمت ابنها دايفيد تيمناً بأخيها.
واجهت شولاميت الكثير من المشكلات بعد وفاة والدها وتنحي أخيها الأكبر عن تحمّل مسؤولية عائلتهم الكبيرة. توفيت والدة شولاميت بعد عام من وفاة والدها. لذا عملت سكرتيرة في شارع &laqascii117o;زاهالون هاروف" في تل أبيب حيث التقت جنرالاً يهودياً من بولندا. قدّمت نفسها له، إلا أنه لم يكُ مهتماً بها. على العكس، عرض عليها العمل مع الموساد، بهدف الحصول على المال على الأرجح، قبلت شولاميت العمل مع الموساد. قبل أن تبدأ عملها جاسوسة، تم إرسالها إلى &laqascii117o;حاكيريا" في تل أبيب حيث تعلمت أن تقوم بواجباتها كمومس للموساد. بعد ذلك، تم إرسالها إلى لندن لتتعلم اللغة الإنكليزية وآدابها وتتعلم كيف &laqascii117o;تصطاد في الماء العكر" اقتفاء للرجال الذين أمرها بهم رئيسها.
بدأت شولاميت عملها عميلة للموساد في بيروت عام 1947. كان غطاؤها زواجها بجوزيف كيشيك، تاجر يهودي من لبنان كان يملك متجراً في سوق سرسق في بيروت. سافر جوزيف إلى القدس ليتزوج بشولاميت عبر زواج مدبر من قبل &laqascii117o;الرابي" الخاص بهم. كان ذلك الزواج على الأرجح غطاء لأنشطتهم. تحت غطاء هذا الزواج، تابعت شولاميت مهنتها كمومس، سيدة وعميلة للموساد، بالتنسيق مع تاجر يهودي فرنسي وعميل للموساد يدعى جورج مولوكو كان يعيش في لبنان في ذلك الوقت مع زوجته &laqascii117o;آن ماري".
قدمت شولاميت خدماتها للمئات من المسؤولين الحكوميين المرموقين بين 1947 و1961. وكانت تستقبل زبائنها في منزلها الخاص في منطقة وادي أبو جميل في بيروت. أول مسؤول في الحكومة اللبنانية وقع في شركها كان محمود عواد الذي تبوّأ ستة مراكز في الحكومة اللبنانية في تلك الآونة.
زارت شولا مكتب السيد عواد من أجل تجديد إقامتها في لبنان. تأنقت وحرصت على ارتداء ملابس مغرية للفت نظره وانتباهه ونجحت في ذلك إذ إنه خلال اجتماعه بها، لاحظت أن اهتمامه ليس منكباً على الوظيفة الرسمية التي في يده وإنما عليها. كما كان يفتعل الحجج لتأخير انتهاء اجتماعه بها. وهي أيضاً تركت جواز سفرها حجة من أجل أخذ موعد آخر إلا أنها تخلّفت عن هذا الموعد الثاني مع السيد محمود عواد عن قصد. ثم اتصلت مدعية أنها مريضة وطلبت منه أن يرسل لها جواز سفرها وأعطته عنوانها. ذهب السيد عواد بنفسه ليوصل لها جواز السفر حاملاً الأزهار. كانت المومس في الانتظار وحاضرة من أجل المناسبة. منذ ذلك اللقاء، أصبح السيد عواد زبوناً لدى شولا وزائراً دائماً لسريرها.
كما نجحت شولا بتوظيف المسؤول اللبناني &laqascii117o;جورج انطون" وأسست مجموعة تُدعى &laqascii117o;القوى اليهودية للدفاع عن النفس" التي اخترقت حزب الكتائب المسيحي- اليميني. مع هذه المجموعة، ساعدت شولا بإحضار اليهود من لبنان ودول عربية أخرى إلى إسرائيل عبر المعابر الجبلية في لبنان.
في سياق عملها جاسوسة، تعاونت مع مدير كازينو أولمبياد حيث انغمست الطبقة الراقية السياسية في المقامرة. في هذا الكازينو، التقت كميل شمعون، رئيس الجمهورية 1952-1958.
رتبت شولا اجتماعاً بين الكولونيل السوري أديب الشيشكلي، الذي أصبح رئيس جمهورية سورية عام 1951 ورئيس الفريق الإسرائيلي (1952-1953)، الجنرال موردخاي ماكليف الناشط في الهاغانا الذي أصبح لاحقاً القائد الثالث للقوات الإسرائيلية عام 1950. نجحت شولا في سرقة بروتوكول الأمن بين الحكومتين اللبنانية والسورية ومررته لإسرائيل.
عام 1956، كانت شولا قد وسعت نشاطها في الدعارة إذ باتت تملك خمس خمّارات أخرى في أماكن مختلفة في بيروت &laqascii117o;لتصطاد في الماء العكر" اقتفاء لأشخاص مهمّين في الحكومتين اللبنانية والسورية. زوّد الموساد شولا بكافة وسائل التسجيل مثل الكاميرات السرية لتركيبها في غرف خمّاراتها. واستعملت شولا فتاة أرمنية تدعى لوسي كوبيليان البالغة من العمر 14 عاماً طعماً لتصطاد الرجال. نجحت شولا في تسجيل أفلام للكثير من المسؤولين مع لوسي وغيرها في خمّاراتها. بهذه الطريقة، خرقت النظام السياسي اللبناني بجيش من زبائنها ما سهّل منع أي قرارات تستهدف مصالح إسرائيل.
مع الأخذ بالحسبان الردّ الذي يدل على عدم مسؤولية الحكومة اللبنانية تجاه حرب إسرائيل على لبنان العام الفائت، يبدو أن هناك جيشاً يافعاً آخر من هؤلاء الزبائن في المراكز نفسها اليوم.
بعد ازدهار خمارات شولا نتيجة العمل الشاق، أشركت المزيد من الفتيات الجميلات. من الفتيات اللواتي برزن كان هناك المومسات اليهوديات راشيل رفول، التي يبدو أن أصلها من اليبّو، والشقيقتان مارسيلا ورونيت اسبيرانز من اليونان و&laqascii117o;فورتشين" = &laqascii117o;ثروة".
كانت راشيل رفول تمتهن الدعارة في لبنان من قبل، وكان لها زبائنها المخصصون الذين تلقائياً أصبحوا زبائن خمارات شولا. أما شولا نفسها فأصبحت في مركز لتقدم خدماتها لزبائن تختارهم بنفسها، أي المسؤولين الأعلى مرتبة والجنرالات من الحكومتين اللبنانية والسورية.
اختلاس وإفلاس
من خلال عملها في الخمارات وتعاونها مع الموساد، نفذت شولاميت كوهين مهمتها جاسوسة في لبنان على أتم وجه إذ سببت مع شركائها أضراراً فادحة في الاقتصاد اللبناني. وبتوحيد جهودها مع جورج مولوكو من الموساد، وبالتعاون مع الضابط الإسرائيلي المنسق في بيروت ادوارد هيس وبالاتكال على مساعدة زبائنها مثل محمود عواد وغيره، تمكنت مع شركائها من اختلاس وسرقة الملايين من مختلف المصارف والشركات اللبنانية، وتمت تغطية هذه الفضيحة خوفاً من التحقيق فيها. وفي النهاية، تمت التضحية ببعض الموظفين اللبنانيين من أجل تهدئة الوضع.
نشر ادوارد هيس شائعات تنص على أن مختلف الشركات والمصارف التي تم اختلاسها كانت &laqascii117o;مفلسة" على حين أن الحقيقة عكس ذلك. سبّب ذلك الذعر للمستثمرين والتجار ما حوّل الأنظار عما كان يجري حقاً.
تم تهريب الأموال المسروقة إلى إسرائيل بمساعدة زبائن شولا الذين ساهموا في خروج اليهود من لبنان وبعض الدول العربية الأخرى إلى إسرائيل عبر المعابر الجبلية. من بين أولئك الذين هربوا بالأموال كان التاجر اليهودي اميل ناتشوتو الذي هرب إلى إسرائيل إضافة إلى التاجر إبراهام مزراعي من طرابلس الذي هرب إلى اليونان وبعدها إلى إسرائيل. أما خطيبة مزراعي، ليلى، فبقيت في لبنان وتعاونت مع شبكة شولا في تنظيم ترحيل اليهود الأغنياء الآخرين.
ملهى رامبو
إن الازدهار الذي نمّ عن تنفيذ مهمة الموساد من قبل شولا تحت غطاء زبائنها من الحكومة اللبنانية مكّنها من تشكيل مركز للاتصال بجواسيسها. استأجرت كافيتيريا في شارع الحمرا وحوّلتها إلى ملهى اسمته &laqascii117o;ملهى رامبو". وكان في هذا الملهى الكثير من الفتيات الجميلات لاصطياد زبائن شولا من أجل الموساد.
كان أحد أولئك الذين استخدمتهم شولا بهذه الطريقة لبناني بسيط يدعى محمد سعيد العبد اللـه الذي كان يعرف المعابر الجبلية جيداً للهرب إلى إسرائيل. تلقى محمد سعيد العبد اللـه خدمات جيدة في ملهى شولا الليلي. وأحضر قريبيه فايز ونصرة العبد اللـه لتلقي الخدمات نفسها لأنهما كانا قد عرضا العمل مقابل المال. بما أن لشولا تجارة في العراق، يبدو أن لبنان كان محطة عبور لليهود العراقيين في طريقهم إلى إسرائيل بعد أن تم طردهم من العراق بسبب التفجيرات المدبّرة من قبل الموساد وبمساعدة الجنود البريطانيين الموجودين في تلك البلاد.. عمل هؤلاء الأقارب الثلاثة مخبرين بين شولا في لبنان والموساد الإسرائيلي. كانت شولا تحضّر تقاريرها عن الحكومتين اللبنانية والسورية، وكان هؤلاء المخبرون الثلاثة ينقلون هذه التقارير إلى إسرائيل عبر المسالك الجبلية. كما كسبوا الكثير من الأموال من شولا من جهة والكثير من الخدمات الجنسية من قبل الفتيات الجميلات في الملهى. ساعد هؤلاء الثلاثة من عائلة العبد الله في هرب الكثير من لبنان إلى إسرائيل.. أخيراً، طالب محمود عواد، المسؤول اللبناني الذي غطى عمليات شولا في لبنان، ببعض المال ثمناً لخدماته. غضبت شولا بعد أن كانت صوّرته مع خمس نساء وهو يتلقى &laqascii117o;خدماته الليلية" ولكن في النهاية، قبل الموساد بطلباته وأعطاه ما يريد.
في عام 1958، أعلم ضابط سوري ضابطاً لبنانياً آخر بعمل شولا المشبوه وكان الجواب الذي تلقاه سلبياً وصاعقاً: &laqascii117o;إن شولا فوق أي نوع من الشبهات!".
وفي 9 آب 1961، وبعد 14 عاماً من التجسس والعمل لدى الموساد، أوقف الكولونيل عزيز الأحدب شولاميت كوهين وزوجها جوزيف كيشيك وراشيل رفول والمسؤول اللبناني محمود عواد وفايز ونصرة العبد اللـه و22 شخصاً آخرين من يهود ولبنانيين عملوا معاً في شبكة التجسس.
وفي تموز 1962، حُكم على شولاميت كوهين بالإعدام لكن هذا الحكم تم تخفيضه لاحقاً إلى 20 عاماً في السجن. وحُكم على صديقتها راشيل رفول بـ15 عاماً وتم إطلاق سراح زوجها جوزيف كيشيك بعد أن استأنف.
أما المسؤول اللبناني محمود عواد فقد توفي إثر نوبة قلبية في حزيران 1962 لحسن حظّه عندما كان في السجن وقبل شهر من المحاكمة.. عام 1967، تم إطلاق سراح شولاميت كوهين وراشيل رفول و2 من المومسات اليهوديات بتبادل سري للسجناء بعد اليوم السادس من الحرب. حيث تم استبدالهن بنحو أكثر من 500 سجين بحسب النسخة الرسمية.. تعتبر شولا اليوم بطلة قومية في إسرائيل وتم تبييض قصتها وباتت قابلة للاستهلاك المحلي. تسكن حالياً في أقدم حي يهودي في القدس، ميا شيئاريم، وهي مستوطنة تشكل جزءاً من راموت. إنه حي يقطنه اليهود الأورثوذوكسيون أي اليهود المتطرفون، الهاريديم.. تسكن راشيل رفول في تل أبيب ولها ابن وابنة يحملان اسم العائلة، وليس هناك أي شيء معروف عن النساء الآخريات.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد