المقتطف الاجنبي لهذا اليوم 29/12/2007
قتل بوتو نصر للمتشددين الإسلاميين
ديلي تلغراف في 28-12-2007 :
إن قتل بوتو لن يكون ضربة قوية فقط لمحاولات باكستان الشاقة لاستعادة الحكم الديمقراطي بل سيكون أيضا إيذانا بنصر مهم للمتشددين الإسلاميين الذين يريدون تدمير تحالف إسلام آباد المضطرب -لكنه حاسم- مع الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى تراخي الإجراءات الأمنية التي اتخذها مشرف لحمايتها 'لأنه كان أقل تحمسا للدخول في شراكة على السلطة مع بوتو'.وأوضحت أن التزام بوتو بالديمقراطية لم يكن الشيء الوحيد الذي جذب تأييدا قويا لها من مؤيديها بالغرب وعلى رأسهم الخارجية البريطانية والبيت الأبيض الأميركي، بل كان ينظر إليها كمصلحة حيث إنها كانت الشخصية السياسية البارزة التي استطاعت تجاوز الجمود المتأصل بدولة إسلامية بصياغة تحالف إستراتيجي مع الغرب عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. وختمت ديلي تلغراف بأنه إذا أرادت إسلام آباد أن تحيا هذا التحدي الذي يهدد وجودها، فإن على الدكتاتور الباكستاني أن يستجمع عزمه على تدمير أعداء دولته تدميرا نهائيا.
مزاعم باحتمال تورط الرئيس مشرف وبطانته في الاغتيال
الغارديان في 28-12-2007
علقت الغارديان بالقول : بأنه لا يمكن لأي زعيم باكستاني آخر أن يملأ فراغ بوتو وأن الآمال في انتهاء تلك الفوضى السياسية مع انتخابات الثامن من يناير/كانون الثاني المقبلة كانت ضئيلة قبل وفاة بوتو، أما الآن فقد تلاشت تماما. وأشارت إلى مزاعم باحتمال تورط الرئيس مشرف وبطانته في الاغتيال.
نواز شريف 'ليس بالنموذج المثالي الذي تراه واشنطن'.
الفايننشال تايمز :
فقد ذكرت أن اغتيال بوتو سيترك أكبر حزب سياسي دون قائد، وسيحرم الولايات المتحدة من أفضل أمل لتوفير واجهة مدنية لحكم الرئيس مشرف غير المرغوب.
وأضافت أن مستقبل باكستان القريب يعتمد على رد الفعل الشعبي على الاغتيال خلال الأيام القليلة القادمة، وأنه إذا كان الجيش ملوما لموت بوتو أو أخفق بطريقة ما في توفير الحماية الكافية لها، فمن المحتمل أن يواجه مشرف رد فعل عنيف غير مسبوق 'وعليه الآن أن يقرر ما إذا كانت الانتخابات ستجرى في موعدها أو ما إذا كان سيعيد فرض حالة الطوارئ' التي رفعها منذ أسبوعين فقط. وألمحت الصحيفة إلى أن المحللين حذروا من أن الجيش قد يضطر كارها لاستخدام القوة العسكرية لقمع الحركة الشعبية في لاهور عاصمة البنجاب، وقد يضطر أيضا لإرغام الجنرال مشرف على الانسحاب من الحياة السياسية لتهدئة مؤيدي بوتو. وأشارت إلى أن واشنطن في ورطة الآن حول ما إذا كانت ستستمر في سعيها للتحول للديمقراطية كما هو مخطط 'الأمر الذي قد يتطلب من مشرف أن يجد حليفا بديلا من بين الأحزاب السياسية المحلية أو تذعن ضمنا لاستمرار شكل مستتر نسبيا من الحكم العسكري.وأوضحت فايننشال تايمز أن المرشح الوحيد لملء الفراغ وهو نواز شريف 'ليس بالنموذج المثالي الذي تراه واشنطن'.
باكستان أقرب ما تكون من حافة الانهيار
عن نيويورك تايمز في افتتاحيتها في 28-12-2007
تحت عنوان 'ما بعد بوتو' قالت إن الاغتيال مؤشر على أن باكستان لا تزال أبعد ما تكون عن الديمقراطية والاستقرار, وأقرب ما تكون من حافة الانهيار.
وأضافت الصحيفة أن اختفاء بوتو ترك إدارة الرئيس الأميركي بدون إستراتيجية واضحة لتخليص باكستان من أزمته أو اقتلاع جذور القاعدة وطالبان التي جعلت من ذلك البلد قاعدتها الخلفية. كما أوضحت أن المراهنة بأمن أميركا على دكتاتور يفتقد المسؤولية ثبت فشلها كما أن المراهنة على تحالف بين هذا الرجل وبوتو لم يعد ممكنا, مما لا يدع أمام الولايات المتحدة سوى خيار واحد يتمثل في العمل على تعزيز المؤسسات الديمقراطية الباكستانية المترنحة نيويورك تايمز أكدت أنه لم يعد هناك وقت يهدر 'فعلى واشنطن أن تدعو إلى قواعد جديدة تضمن إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة' في باكستان. وقالت إن هذا يتطلب تأخير الانتخابات لإعطاء حزب بوتو الفرصة في اختيار زعيم جديد وإجراء حملة انتخابية 'مختزلة' كما أن على واشنطن أن تضغط على مشرف لحمله على قبول ترشح زعيم المعارضة الآخر نواز شريف، وتجبره على إعادة قضاة المحكمة العليا الحياديين الذين طردهم الشهر الماضي لضمان عدم التلاعب بالانتخابات. لكن الصحيفة لاحظت أن مشرف عنيد, فطالبت الولايات المتحدة ببعث الرسالة ذاتها إلى القادة العسكريين الباكستانيين. وخلصت إلى القول إن واشنطن يجب أن توجه سياستها إلى ما من شأنه بناء ديمقراطية قوية بباكستان, ديمقراطية تحظى بتأييد الشعب مشيرة إلى أن أيام مراهنة أميركا بمصالحها على شخص أو اثنين من سكان باكستان البالغ عددهم 165 مليون نسمة يجب أن تنتهي.
تهديدات القاعدة تزداد حدة ضد فرنسا وإسبانيا
تهديدات القاعدة للدول الغربية
عن صحيفة درنيير نوفيل دالزاس الفرنسية الصادرة في 27-12-2007 :
اشارت الصحيفة الى تهديدات تنظيم القاعدة بالمغرب العربي ضد القوى الاستعمارية القديمة لبلدان تلك المنطقةوانها تزداد حدة مما يعزز المخاطر التي يتعرض لها الأوروبيون هناك
الصحيفة قالت إن الفارق الزمني بين التهديدات الموجهة للفرنسيين والإسبان زادت بوتيرة متسارعة منذ إعلان الرجل الثاني بتنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن انضمام جماعة القتال والجهاد الجزائرية التي يتزعمها عبد المالك دروكدل لتنظيم القاعدة. كما نقلت عن المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب بجهاز الاستخابرات الفرنسي (DST) لويس كابريولي قوله إن عملية قتل الفرنسيين الأربعة بموريتانيا تذكر بالعملية التي استهدفت الفرنسيين بالمملكة العربية السعودية. أما أخصائية الدراسات المتعلقة بالإرهاب آن غويديسلس فترى أن رسالة القاعدة لنشطاء المغرب العربي قد خلقت دينامكية جديدة تستهدف في الوقت ذاته المصالح الغربية والأنظمة الحاكمة، وتحاول استقطاب مجتمع أصبح أكثر تدينا مما يجعل عملية التجنيد فيه أسهل 'فالأمر ليس مجرد ضوء أخضر وإنما هو تشجيع'.وذكرت لي درنيير نوفيل دالزاس بما قاله الظواهري بشريط له تم بثه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حينما دعا إلى الجهاد ضد 'الأميركيين وفرنسا وإسبانيا'. وكان الظواهري قد حث أبناء المغرب العربي على 'تخليص' المنطقة من 'أبناء فرنسا وإسبانيا' واستعادة الأندلس. أما دروكدل فكان قد دعا في يناير/كانون الثاني الماضي 'سكان المغرب العربي إلى محاربة فرنسا وعملائها الصليبيين الذين يحتلون أرضنا'.
'أميركا تخلصت من صدام واحد لتستبدله بخمسين آخرين'
عن لوموند ديبلوماتيك 28-12- 2007
حيث كتب تشالرز تريب ، أستاذ سياسات الشرق الأوسط، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن. وهو مؤلف كتب 'تاريخ العراق'،:
2007:يتمتع القادة الإقليميون والطائفيون في عراق الآن بنفوذ على المواطنين العاديين، حتى أن المؤسسات الوطنية الجديدة لا تستطيع، وربما لا تريد أن تتكيف. وربما يقع العراق في مستنقع حرب أهلية ثانية، أو إنه ربما يصبح محميّة إمبريالية بجيش يتمتع بالامتيازات وانقسام طبقي حاد.
وكما لخص الموقف أحد العراقيين، فإن 'الولايات المتحدة تخلصت من صدام واحد، فقط لتستبدله بخمسين آخرين'. وبالنسبة للكثير من الناس، فإن تلمس طريقهم في الجوار، وخلال الصدّاميين الصغار بميليشياتهم، ومراكز الاعتقال، والمحاكم المحلية والضرائب، كلها أمور أصبحت من حقائق الحياة. ويقبل البعض بذلك على أنه الثمن لقاء تحسن الأمن في مجتمعاتهم وأحيائهم، بل وحتى الشارع الذي يقطنونه. وثمة آخرون ممن رفضوا الانصياع، ولكنهم وقد عرفوا أن دفع ثمن الارتقاء هو الدم، فقد هربوا - إلى خارج البلاد إذا ما استطاعوا أو إلى جزء من العراق حيث يمكن أن يكونوا أقل ظهوراً. تتمتع 'المؤسسات الوطنية' بالقليل من السلطة أو بلا شيء منها لتلطف من تأثير ذلك على حياة العراقيين العاديين. هناك البعض منها، مثل قوات الشرطة، والتي عادة ما تقع في مصيدة السلطة المحلية وفي ممارسة القمع الذي أصبح مرتبطاً بها. وحتى عندما لا يكون الضباط غير متورطين (كما هو حال رئيس الشرطة في البصرة، الميجور جنرال خلف) فإنهم لا يستطيعون فعل شيء سوى التحسر على حقيقة أن حوالي 40 امرأة تعرضن للقتل في البصرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب وضع مساحيق التجميل، عدم وضع النقاب أو عدم التقيد بالقوانين الضيقة التي وضعتها الميليشيات المحلية القمعية عندما يحاول الساسة المحليون فعلاً السيطرة على هذه السلطة المحلية العنيفة والمتخندقة، غالباً ما تكون الاحتمالات أنهم سيخسرون. وقد ظهر هذا في تقويم 'أبو عابد' الأخير تحت عنوان 'فرسان العامرية'. وقد شعر أن أتباع نائب الرئيس، طارق الهاشمي، كانوا يحاولون فرد عضلاتهم على منطقة غرب بغداد التي كانت تشكل إقطاعيته وقد استطاعت ميليشياته المحلية أن تفرد عضلاتها بشكل فعال جداً لأنه كان قد تم جرها لتنخرط في خطة الولايات المتحدة لتحييد بغداد. وقد تلقى 'فرسانه' والميليشيات الأخرى التي سمتها السلطات الأميركية على نحو يفتقر إلى الدقة 'مواطنون مهتمون'، تلقوا أموال الأميركان وأسلحتهم وحمايتهم تحت اسم القتال ضد 'القاعدة في العراق'.
'سياسات الشأن المحلي'، مهما كانت مبعث انقسام، فقيرة لليقين وقاتمة بالنسبة للعديد من العراقيين، تلقت الكثير من التشجيع من جهة السلطات الأميركية. وربما يعود ذلك في جزء منه إلى مثال كردستان، حيث ظلت الولايات المتحدة متورطة على نحو حميم منذ عام 1991. ويتم الآن اعتبار ذلك الإقليم على أنه المنطقة الوحيدة المستقرة والمزدهرة في العراق، لكن السلام هناك كانت قد سبقته سنوات من العنف حين كان الحزبان الرئيسان فيه يحتربان فيما بينهما متنافسين على السيادة. وبعد أن شجعتهما الولايات المتحدة على تسوية خلافاتهما عام 2000، سرعان ما أدرك الزعيمان السياسيان مسعود البرزاني وجلال طالباني أن هناك لعبة أكبر وفعلا ما بوسعهما لتسريع سقوط نظام بغداد عام 2003. ومع ذلك، وكما كشف معدنهما اللاحق، ورغم تولي الطالباني منصب الرئاسة في العراق، فإن سياساتهما ظلت محلية الطابع بشكل مطلق وحاسم، وهو ما رمز إليه حتى رفض رفع العلم العراقي فوق المباني الرسمية. إن التحول نحو الشخصيات المحلية ذات السلطة والنفوذ هو أيضاً حصيلة اعتقاد بأن النظام السياسي، مثل التمرد، يجب أن يتجذر في المجتعمات إذا ما كان له أن ينتشر. وباستخدام اللغة التي على مدى مئات السنوات من قبل على يد الجنرال الكولونيالي الفرنسي جوزف غالييني Joseph Gallieni في حملاته في كل من تونكين ومدغشقر، فإن القيادة العليا الأميركية تبنت بحماس استراتيجيته عن 'بقع النفط' (بقع النفط: اصنع الكثير منها وسرعان ما ستفيض إلى خارجها وتتصل من ثم معاً) كطريقة لمحاربة التمرد والجهود التي تبذلها 'القاعدة في العراق' لخلق مناطق معطلة في آن معاً. لكن استخدام رجال محليين أقوياء، بغض النظر عن تخلف أساليبهم وخطورتها، إنما تعود أيضاً إلى جهل الجيش الأميركي وقوات التحالف وأميّتهم في 'قراءة' المجتمع العراقي. وكان من شأن ذلك أن تركهم وهم يعتمدون على مجموعة من المنفيين الذين انزلقوا بأنفسهم داخلين في أشكال من النفوذ تحت رعاية الولايات المتحدة، والذين ظلوا بثبات غير قادرين على خلق حكومة وطنية حقاً. وفي غياب مثل هذه الحكومة، فإن الولايات المتحدة وشركاءها، وبعد أن قاموا بتفكيك المؤسسات العامة الأخيرة من دولة العراق القديمة المركزية الطابع، لم يعد أمامهم خيار سوى العمل مع هؤلاء الذين كان بوسعهم أن يمتلكوا القوة على الأرض، ويقدموا المعلومات الاستخبارية حول بعض المسائل المحلية، والراغبين القبول برعاية وتبني القوة الحقيقية في بغداد، كما كانوا قد قبلوا بها على الدوام من جهة أسلاف الولايات المتحدة في القصر الجمهوري أو الملكي. لما وجد ساسة الحكومة الوطنية أنفسهم وقد يئسوا من خلافة الولايات المتحدة كرعاة في موقع المسؤولية العليا للسياسة العراقية، وظلوا مع ذلك منقسمين على أنفسهم وغير متيقنين من مدى قوتهم خارج المنطقة الخضراء، فقد جسدوا السياسات الطائفية أو المتسمة بالانتماء إلى مجتمع بعينه. إنهم يعتقدون أن هذه السياسات يمكن أن تكون طريقة للتواصل مع الكثير من العراقيين ويمكن أن تشكل مهرباً من وجود حضور أميركي طاغ. وحتى يقاوموا مطالب الولايات المتحدة باسم الحصول على سيادة عراقية، والتي لا تخدم أميركا تحققها سوى بالكلام، والتي أثبتت أنها غير مثمرة ومهينة. ومع ذلك، فإن سياسات المجتمعات المعينة، مع كل تعقيداتها وشبكاتها وطبقاتها، أثبتت أنها عصية على الاختراق بالنسبة للولايات المتحدة وللعراقيين العلمانيين الذين تنظر إليهم أميركا بعين التفضيل.
لقد أصبحت نزعة الانتماء إلى المجتمع الخاص إلى جانب الطائفية وهي تقف حاجزاً أمام وجود رعاية تثقل الكاهل، لكن أحداث 2006/7 كشفت عن أنها يمكن أن تنطوي على مخاطر مرعبة. إنها لا تقلل من اعتمادية تلك النخب التي تم تعزيزها وتكريسها حديثاً على قوة الولايات المتحدة في العراق. وهذا ينطبق على الزعماء الأكراد الذين يحتاجون إليها لحمايتهم من التدخل التركي، كما هي مهمة لأولئك القادة القلقين الذين وصلوا إلى مناصبهم نتيجة لانتصار جبهة التوافق العراقي في انتخابات عام 2005.
تلك الانتخابات أنتجت المؤسسات الرسمية للحياة التمثيلية - البرلمان، مسؤولي الدولة المنتخبين، والدستور - ولكن، وكما يدرك معظم العراقيين، ظل موطن السلطة يقطن في مكان آخر. لكن البرلمان العراقي غير مستجيب لمخاوف الكثيرين، ومستغلاً لتمرير قوانين تؤكد على مزايا أولئك الذين نجحوا في استغلال النظام، يبدو البرلمان وأنه يفقد أي سلطة كانت لديه. وقد حل التشاؤم محل الحماس الذي كانت الانتخابات قد ولدته. وفي مكانه حل إدراك بأنه إنما يساعد في زيادة تكريس نظام من الامتيازات، وتوزيع معتمد على الطبقية والذي يدفع بقوة بحلول سياسات المجتمعات المنفصلة في كامل أنحاء البلاد يشكل هذا بدوره استراتيجية مصممة لتعزيز قبضة القادة المفضلين على الاقتصاد، وعلى نحو يزودهم بالوسائل التي تخدم انتماءاتهم الطفيلية، وتشجيع البقع المنفصلة على الاتصال معاً، مدفوعة بالمصالح الاقتصادية المشتركة لذوي النفوذ. وتبدو المنافسة على هذه الموارد وهي مجلبة لمتاعب أكثر مما توحي به هذه الصورة من التحييد المستمر. لكن من الممكن المحاججة بأن قانون البترول الموضوع حالياً أمام البرلمان، على الأقل في مواده الخاصة بالتوزيع، يشكل محاولة للتعامل مع هذا الواقع، بما أنه يسعى إلى إقرار صيغة لتوزيع عوائد بترول العراق ليجعلها مقبولة لكل أولئك الذين هم في موقع يؤهلهم لجني الفائدة، مهما كانت قاعدتهم المجتمعية الخاصة. إن القصد على المدى البعيد ليس أن تجعل الأمور 'ألف وردة تزهر'، وإنما إلى جلب الأشكال العديدة من السلطة المحلية إلى الدوران في مدار أولئك الذين يمتلكون المصادر الرئيسة في المركز. ويمكن لذلك أن يخلق سياسة وطنية في العراق. وعلى أنه يمكن أن لا ينتج الدولة القديمة الممركزة، إلا أنه ربما يؤسس هيكلاً هرمياً واضحاً، من المحافظات إلى 'نادي الأوصياء' الذين سيحددون ملامح المستقبل من بغداد. وثمة الكثير من هذا النموذج مما يماثل المحميات الإمبريالية التي شكلت سياسات الشرق الأوسط لوقت طويل من النصف الأول من القرن العشرين. يترأس المالكي حكومة غير آمنة، معتمدة على غيرة، ممتعضة من الحماية الأجنبية ولكنها غير قادرة على البقاء من دونها. وهذا الحكومة تحتج بخفوت على الانتهاكات المتكرر لسيادة العراق، وهي خاضعة للخطوط العامة التي تفرضها وصاية كونغرس الولايات المتحدة كجزء من اللعبة السياسية المحلية داخل الولايات المتحدة نفسها. وفي الغضون، تقوم القوة الحامية، وفي الوقت الذي ترعى فيه الميليشيات المحلية وتطرح القليل من الأسئلة حول إذا ما كانت تبدو وأنها تعمل فعلاً على إبعاد الخطر المفترض الموجه من منظمة القاعدة في العراق، تقوم هذه القوة أيضاً بإقامة علاقات وثيقة مع القوات المسلحة العراقية. يذكرنا ذلك بتلك العلاقات الوثيقة التي غالباً ما تكون إشارة شؤم بين المؤسسات العسكرية في أميركا اللاتينية وبين الجيش الأميركي، والتي توضع لتشكل ستارة خلفية للنخب السياسية الفاسدة والتي تشعر بالافتقار إلى الأمان، وللمؤسسات التمثيلية الزائفة، والأقاليم القلقة والسياسات المنطوية على إمكانيات العنف التي عادة ما تسم المجتمعات المقسمة طبقياً. وربما يستخدم البعض معاداة الأمركة لتغلب على هذه الفروق، خاصة إذا كان بالإمكان تركيز ذلك على الحضور المستمر للقواعد العسكرية الأميركية. وينطوي ذلك على إمكانية خلق حالة فصام خطرة في داخل القوات المسلحة العراقية - وصف تقرير حديث حول إعادة بناء وزارة الداخلية ذلك بأنه 'شخص كبير العضلات ومسلح جيداً والذي يعاني من تناسق جسماني ضعيف للغاية، والذي يعاني من الكثير من الاضطرابات النفسية
إن على أي ضابط يرغب في التقدم أن يلعب وفق قواعد الولايات المتحدة، بينما يتفاوض في الوقت ذاته مع النخب السياسية المحلية التواقة لاستثمار القوة التي سيمثلها الجيش في السياسة المحلية. ومع ذلك، فإنه يكن على شبه يقين من أنه سينتهي إلى ازدراء كل تلك المطالب الخارجية، واضعاً أرضية العمل لسياسات الجيش ولتأكيد الجيش لذاته، والذي ربما يكون وطني النزعة، مزدرياً بالسياسات المدنية ووحشياً في أساليبه. وقد كان العراق، مثل الكثير من الدول الأخرى، كان في مثل هذا الوضع من قبل.
هذه التيارات المنطوية على إمكانية خلق المشكلات ربما تكون الأسس لنجوم سياسة عراقية، أكثر من إفراز انهيار الدولة وتفككها. ومع ذلك، ومع أخذ مسائل التطلعات والمصالح الراهنة وهشاشة السياسة العراقية أمام التأثير الإقليمي والتدخلات، فإن هناك هشاشة تسم الوضع. إنها تأتي من إدراك أن كل الفرقاء لا ينطوون على نية شجب ونبذ العنف كوسيلة لتحقيق غاياتهم. وربما لا تتمتع القيادات المحلية بمثل تلك القبضة القوية على مناطقهم كما يريدون للآخرين أن يعتقدوا. ثمة طور آخر من الحرب الأهلية الذي يمكن تصوره بيسر والحالة هذه، خصوصاً إذا ما تضاعفت الأحداث الإقليمية الحرجة، مثل المواجهة الإيرانية - الأميركية، من خلال العملاء والتابعين في العراق.
' مقاتلو الحرية '
نقلا عن صحيفة' ذي اوستراليان ' الاسترالية :
تعتزم سلطات مكافحة الارهاب الاسترالية استجواب المفتي الامام فهمي ناجي – 79 عاما –حول دعمه لارهابيي حزب الله ،المدعومين من ايران ،والذين وصفهم بـ ' مقاتلي الحرية ' .
وياتي ذلك في سياق تحقيقات من اجل الكشف و تفكيك خلية مشبوهة لحزب الله في مدينة ملبورن ،تعمل على دعم الحزب و ارسال اموال اليه ،وكانت ' ذي اوستراليان ' قد كشفت عن قيام المحققين بتحليل صور التقطت خلال عدة احتفالات لمسلمين استراليين اقيمت دعما لحزب الله ، والامام فهمي هو احد الفاعليات الاسلامية في استراليا التي اعلنت عن تاييدها لحزب الله .