المقتطف الصحفي » مقتطفات من الصحافة الاجنبية لهذا اليوم 30/10/2007

"غياب الادلة التي تفيد بان بوش قد اتخذ قرار الحرب"
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في 29/10/2007
تحت عنوان: " تشديد العقوبات ضد إيران هو البديل للعمل العسكري"، رأت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، "ان حزمة العقوبات التي اعلنت عنها ادارة بوش الخميس تعطي دفعة مطلوبة للحملة الرامية الى وقف البرنامج النووي الايراني بالوسائل غير العسكرية".
وتزعم الصحيفة ان " الادارة الاميركية كانت طيلة اكثر من عامين تؤيد المفاوضات التي تجري تحت رعاية الحكومات الاوروبية ومقررات مجلس الامن والعقوبات متعددة الاطراف الرامية الى وقف الاطماع الايرانية في امتلاك قنبلة نووية. كما انها عرضت ايضا اجراء مفاوضات ثنائية في مقابل تجميد البرنامج النووي، وهو العرض الذي كررته يوم امس وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس".
"لكن حتى الآن فشلت جميع هذه الجهود، ولا تزال ايران ماضية في تشييد مرفق كبير لتخصيب اليورانيوم، ضاربة بعرض الحائط مقررات الامم المتحدة ومستخفة بالعقوبات (الضعيفة نسبيا) المفروضة عليها، علاوة على انها في هذه الاثناء زادت من مساندتها للجماعات الارهابية في الشرق الاوسط وتشن حروبا بالوكالة ضد القوات الاميركية في العراق. وفي مواجهة هذا العناد، اصبح التحالف الدولي ضد ايران اكثر ضعفا منه قوة، واخفق الدبلوماسيون الاميركيون حتى هذه اللحظة في حشد التأييد من اجل جولة ثالثة من العقوبات الدولية ضد ايران، والتي كان من المقرر ان تأتي قبل ستة اشهر ماضية لولا المعارضة التي تبديها كل من روسيا والصين".
"يضاف الى ذلك ان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الذي من المفترض انه ينفذ قرارات الامم المتحدة، اطلق استراتيجية منفصلة ترمي الى السماح لايران بالتخصيب والحيلولة دون فرض مزيد من العقوبات عليها.
ومن هنا، بحسب "واشنطن بوست"، فان "الخطوات الاميركية الجديدة لا تصم ايا من تلك الكيانات بانها منظمة ارهابية كما كان ينادي البعض في الادارة وكثيرون في الكونغرس، وانما الهدف منها هو فرض مزيد من القيود على الفرص الايرانية للولوج الى النظام المصرفي الدولي وردع الشركات غير الاميركية من مزاولة انشطتها في ايران".
وتختم الصحيفة بالاشارة إلى غياب الادلة التي تفيد بان الرئيس بوش قد اتخذ قرار الحرب، مضيفة انه من الواضح ان كثيرين في الادارة يفهمون جيدا ان حزمة العقوبات هي افضل طريقة لتفادي العمل العسكري.

صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في 29/10/2007:
تحت عنوان : "الولايات المتحدة لن تشن حربا ضد ايران في الوقت الراهن"
كتب بيتر غالبريث تحت عنوان "أقيموا الأسوار.. لا تشنوا الحروب"، قائلاً أن مجلس الشيوخ الأميركي، في لحظة من الوعي بحقائق الامور، اقر بنسبة 75 الى 23 صوتا بأن العراق انهار فعلا ولا سبيل الى لملمته من جديد.
قدم هذا المشروع كل من العضو الديموقراطي جوي بايدن والعضو الجمهوري سام براونباك، وايدا فيه خطة يصبح العراق بمقتضاها فدرالية فضفاضة من ثلاثة اقاليم، اقليم كردي في الشمال، واقليم شيعي في الجنوب، واقليم سني في الوسط، مع الابقاء على حكومة مركزية في بغداد ببعض من الصلاحيات، مثل التوزيع العادل للعوائد النفطية. وفي حين اثار هذا المشروع غير الملزم ردود فعل قوية في العراق ومن ادارة بوش، فإنه ينادي بالضبط بما سبق ان نادى به الدستور العراقي فعلا، وما اصبح واقعا محققا لا ينكره احد. ثم يبين ان الاقليم الكردي (في الشمال) يعترف به الدستور العراقي فعلا كاقليم فدرالي قائم بذاته، في حين ان بقية المناطق العراقية يمكنها ان تحذو الحذو نفسه، لان الدستور يجيز للاقاليم العراقية المختلفة اتخاذ برلمان ورئيس خاص بها وانشاء جيش خاص بها. وفي حين تحتفظ الحكومة المركزية بسيطرة مطلقة على الجيش الوطني والشؤون الخارجية، فإن القوانين الاقليمية تتفوق على القوانين الوطنية في كل ما عدا ذلك. فالحكومة المركزية لا تستطيع حتى فرض ضريبة. ان الدستور العراقي يعكس بلدا يفتقد هوية مشتركة، خصوصا ان الشيعة يعتقدون ان كونهم يشكلون الاغلبية 'من حقهم الحكم'، وان الاغلبية الساحقة منهم يؤيدون احزابا دينية تريد تعريف العراق كدولة شيعية. لكن العرب السنة لن يقبلوا بتعريف بلدهم بالمذهب الخصم لمذهبهم والسماح بحكم بلدهم من قبل احزاب يرون انها متحالفة مع ايران. اما عن التصور الكردي للعراق، فهو تصور لبلد لا يشملهم. ان غياب الهوية العراقية المشتركة هو السبب الاساسي لاخفاق ادارة بوش في بناء المؤسسات الوطنية القادرة على العمل في العراق. ويختتم بالتأكيد على ان التجزئة هي نتيجة افضل، وان كانت مريرة، من حرب اهلية بين السنة والشيعة. وفي جميع الاحوال لم تعد هناك خيارات كثيرة اخرى عدا التقسيم، ولم يعد من الممكن بعد لملمة العراق الى دولة موحدة. ولهذا فكلما عجلنا بمواجهة هذه الواقع، كان ذلك افضل للجميع .
في نيويورك تايمز أيضاً وتحت عنوان "الولايات المتحدة تلعب بورقتها الأحادية"، كتبت هيلين كوبر تقول ان الولايات المتحدة لن تشن حربا ضد ايران في الوقت الراهن على الاقل، عقب الاعلان عن عقوبات جديدة ضد الحرس الثوري الإيراني. وحول ذلك، قال نائب وزيرة الخارجية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز، "نحن لا نرى ان الصراع محتوم. وقرار العقوبات الذي صدر يدعم الدبلوماسية ولا ينذر باي حال من الاحوال باللجوء الى القوة". وتلفت كوبر الى ان هذا القرار الاميركي اسفر عن ادراج فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني واربعة من البنوك الايرانية المملوكة للحكومة ضمن قائمة المنظمات الراعية للارهاب، مما زاد من حدة المواجهة الجارية بين اميركا وايران حول الارهاب والاسلحة النووية. لكنه عكس كذلك بعض الحذر من جانب الادارة التي اتهمت فيلق القدس ايضا بتحريض ومساعدة غارات الميليشيات الشيعية على الجنود الاميركيين في العراق، وسبق لها حتى اعتقال بعض عناصر فيلق القدس في العراق، لكنها تقاوم حتى هذه اللحظة الاصوات المنادية بتوجيه ضربات (بقصد القصاص) داخل ايران. وتنقل كوبر عن وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس قولها ان العقوبات "ستوفر رادعا قويا لكل بنك دولي وشركة دولية يفكر في مزاولة اعمال مع الحكومة الايرانية". لكن ايران لا تبدي اي اشارة تنم، من قريب او من بعيد، عن امتثالها لمطلب مجلس الامن بتعليق تخصيبها اليورانيوم. بل والاسوأ هو ان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني، الذي يعتبره الاميركيون معتدلا، استقال الاسبوع الفائت وخلفه سعيد جليلي، الذي يعتقد انه من انصار الرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد. وتختم كوبر تحليلها الاخباري بالاشارة إلى ان البنوك الايرانية الاربعة المملوكة للدولة (ميلي، وميلات، وصادرات وكارجوشاي) ورد اسمها بين المنظمات الداعمة لانشطة الجماعات الارهابية في افغانستان والعراق والشرق الاوسط.

صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية في 29/10/2007
"السعودية إحدى الدكتاتوريات الأشد فسادا بالعالم"
كتب "جوهان هاري" في تقرير للصحيفة، إن رئيس الوزراء غوردون براون وزعيم المحافظين ديفد كاميرون سيرحبون في بريطانيا بقائد إحدى "الدكتاتوريات" الأشد فسادا بالعالم.
وتابع التقرير: "أن كليهما سيعانق الملك عبد الله الذي يقود نظاما يتخلل فيه الخوف والسرية جميع مناحي الحياة ـ وفقا لمنظمة العفو الدولية ـ وتنتهك فيه حقوق الإنسان كل يوم".
وذكَرت الصحيفة بإعلان براون في مؤتمر حزب العمال الأخير الذي عقد الشهر الماضي، معارضته للدكتاتورية في كل مكان "يجب أن تصل الرسالة إلى كل من يواجه الاضطهاد بدءا من ميانمار حتى زيمبابوي.. إن حقوق الانسان عالمية" .
ولكن مع ذلك يرفض الزعيمان السياسيان الالتزام حتى بذكر شيء عن حقوق الإنسان للملك السعودي، وعوضا عن ذلك سيستقل عربة ذهبية مع الملكة ويكون ضيف شرف على مأدبة طعام في قصر باكنغهام. غير أن زعيم الديمقراطيين الليبرالي جون ماكدونيل قال "نحن نكرم هذا الرجل لأن السعودية تبسط يدها على 25% من نفط العالم، ولأننا نبيع لها أسلحة تقدر بمليارات الجنيهات الإسترلينية.. إنه لعار على بريطانيا أن تقدم هذه الاهتمامات الجيوسياسية على حقوق المرأة والنقابات العمالية والشعب السعودي" .
وفي افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان:
"ليس هذا هو النظام الذي يتعين على بريطانيا أن تحترمه"
قالت ذي إندبندنت :" إن بريطانيا لن تألو جهدا في توفير الراحة للملك سواء كان بالإنفاق أو إظهار الاحترام".
وأضافت "أنه من الصعب معرفة متى سيبدأ الحديث عن سلبيات الزيارة"، وأوضحت الصحيفة أن "السعودية رغم الجهود الرمزية التي تبذل من أجل تخفيف الضغوط الخارجية، بقيت نظاما مستبدا لا يسمح بحرية التجمع، ووسائل الإعلام فيه مكبلة". ولكن الصحيفة نفسها قالت: "بعد أن سردت الأسباب الكامنة وراء احترام الغرب للسعودية والتي تدور في معظمها حول التجارة والنفط، فإن الركوع الغربي ليس فقط غير أخلاقي بل قصير النظر".
وختمت الافتتاحية: "إن السخط المحلي كبير، والتاريخ علمنا بأن الاستياء لا يمكن قمعه للأبد. وأضافت أن بريطانيا لا تكرم نظاما فاسدا ومضطهدا وحسب بل إنها تكرم نظاما مشؤوما".

صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية في 29/10/2007
"الطلاب الايرانيين في بريطانيا مصدر قلق !"
كتبت الصحيفة تقول : إن عشرات من الطلبة الإيرانيين يدرسون في الجامعات البريطانية الفيزياء النووية وفروعا علمية أخرى مثل الهندسة التي يمكن الاستفادة منها في صناعة أسلحة الدمار الشامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكشف عن هذه القضية أثار عدة تساؤلات حول مدى ثبات الحكومة البريطانية في سياستها الرامية لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وقالت إن إمكانية تدريس بريطانيا جيلا إيرانيا من العلماء النوويين تهدد بإحراج الوزراء البريطانيين قبيل عقد المحادثات الدولية التي ستعقد في لندن بغرض توصيل رسالة إلى طهران بشأن برنامجها النووي ، ونبهت ديلي تلغراف إلى أن أعداد الطلبة التي حصل عليها المحافظ ديفد ويليتس، وهو المتحدث الرسمي باسم التعليم العالي، تشير إلى أنه في هذا العام حصل 60 طالبا إيرانيا على مقاعد في الجامعات البريطانية لتنفيذ أعمال بحثية متقدمة في مواضيع تتعلق بالفيزياء والهندسية النووية. كما أشارت الأرقام إلى أن 30 إيرانيا أُدرجت أسماؤهم على قائمة أعمال التخرج في مواضيع تعتبرها أجهزة المخابرات البريطانية "حساسة". ومضت تقول إن بريطانيا واجهت حرجا في الأونة الأخيرة بشأن طلابها الأجانب الذين يدرسون في جامعاتها ويستخدمون مهاراتهم لصالح أنظمة معادية، وذكرت بأن رحاب طه المعروفة باسم "الدكتورة جرثومة" في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت قد تلقت تعليمها في جامعة إيست أنجيليا البريطانية. وتعليقا على هذه المسألة، أكد المتحدث باسم الخارجية البريطانية أن طلبات التحاق الطلبة الجامعيين الأجانب بالجامعات البريطانية التي تتعلق بالمواضيع الحساسة قد تخضع لمزيد من التدقيق.

ومن اخبار الوكالات العالمية اخترنا لكم :
"البرادعي لا يملك دليلا علي وجود برنامج نووي عسكري في ايران" (AFP - REUTERS) ـ 29/10/2007
اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاحد انه لا يملك دليلا على ان ايران شرعت فعليا في صنع قنبلة ذرية. وقال ان على المجتمع الدولي أن يتجنب خطاب المواجهة وأن يتعامل مع طموح ايران النووي بالاسلوب الدبلوماسي الذي استخدم مع كوريا الشمالية.
وأضاف البرادعي في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان ان الحديث عن الحرب من شأنه أن يدفع ايران للتعجيل بنشاطها النووي ويغذي التوترات التي قد تؤدي للدمار في الشرق الاوسط.
وتابع قوله أخشي من أنه اذا واصلنا التصعيد من الجانبين سينتهي الامر بكارثة.. سينتهي بنا المطاف بالسقوط في هاوية .
وقال البرادعي في مقابلة في برنامج تبثه المحطة ان على منتقدي ايران أن يوقفوا المبالغة عند التعامل مع القضية الايرانية لانها قضية يمكن أن تثير حريقا هائلا ليس على المستوى الاقليمي وحسب بل وعلى المستوى العالمي.
وقال لم تردني اية معلومة حول وجود برنامج نووي عسكري ملموس وقيد العمل حتى الآن، وأعلنت واشنطن يوم الخميس فرض عقوبات على أكثر من 20 شركة وبنكا وأفرادا ايرانيين بالاضافة لوزارة الدفاع على أمل زيادة الضغط على ايران من أجل وقف تخصيب اليورانيوم. وجاءت العقوبات عقب تصاعد حدة خطاب ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بشأن ايران بما في ذلك تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الامريكي بأن تسلح ايران نوويا قد يقود الى حرب عالمية ثالثة.

ومن اخبار المواقع اخترنا لكم :
"حزب الله ممنوع فى ألمانيا"
عن موقع www.alarabonline.org في 29-10-2007 :
بدأ "اللوبى اليهودي" المؤثر في ألمانيا حملة تستهدف حظر نشاطات الحزب اللبناني "الشيعي" ـ حزب الله الذي يقوم مكتب مكافحة الدستورر"البوليس السري" في هذا البلد بمراقبة الأعضاء النشطين فيه منذ سنوات طويلة وحسب معلومات البوليس السري فإن أكبر تجمع لأعضاء الحزب يقع في العاصمة برلين كما له مناصرين بشكل معتبر فى مدينة مونستر.
غير أن عدوان "إسرائيل" على لبنان في صيف عام 2006 حين أرادت بتشجيع من الغرب أيضا كسر شوكة حزب الله وإضعافه وبررت عملية أسر جنديين على أرض لبنان في عملية جريئة جديدة للمقاومة اللبنانية وشنت حربا أعدت خطتها منذ وقت بعيد، زاد من شعبية حزب الله في أوساط العرب بشكل عام في ألمانيا أيضاً خاصة وأنه كان في هذه الحرب الند للند في مواجهة جيش "إسرائيل" الذي خرج خاسرا منها باعتراف المراقبين الدوليين منذ ذلك الوقت تتخبط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وجيشه في مشكلات فساد وكذلك مشكلات أخرى بسبب خسارة "إسرائيل" تلك الحرب التي كلفتها أكثر من 120 جندي قتيل بينما سقط نحو ألف شهيد لبناني. وحين قامت "إسرائيل" بعدوانها في صيف العام الماضي كانت برلين ضمن العواصم الغربية التي التزمت الصمت المثير للجدل. وكان الغرب خاصة الولايات المتحدة، يسارع عند وقوع صدام مسلح في الشرق الأوسط إلى دعوة الأطراف المعنية إلى ضبط النفس ووقف كل ما من شأنه أن يقود إلى التصعيد، لكن في صيف عام 2006 ترك الغرب "إسرائيل" تقوم بعدوانها على أمل أن تضعف حزب الله. وكانت هذه الحرب الصغيرة بنظر الكثير من المراقبين الدوليين عبارة عن تصفية حساب بين الغرب مستعينا بـ"إسرائيل" وإيران وسورية بوصفهما من أبرز مؤيدى حزب الله.
والملفت للنظر أنه خلال حرب "إسرائيل" ضد حزب الله على أرض لبنان لم تسجل دوائر الأمن الألمانية أو الأوروبية عملية عنف واحدة قام بها مؤيدو حزب الله في أوروبا. باستثناء مسيرات تأييد للحزب والمطالبة بمعاقبة "إسرائيل" على جرائمها ضد المدنيين اللبنانيين كما لم يتم تسجيل أي عمل مخل بأمن الغرب. وطالبت أجهزة الأمن الألمانية حظر رفع شعارات حزب الله وصور زعيمه الشيخ حسن نصرالله. وتسببت هذه الحرب لأول مرة في حصول انقسام بين اليهود في أوروبا، فحين أيدت المنظمات اليهودية التي تدين بالولاء لـ"إسرائيل" أولا الحرب نددت بها شخصيات يهودية تطالب منذ وقت بالسلام العادل على أساس "الأرض مقابل السلام".
وتخوض صحيفة"دي فيلت" الصادرة عن دار أكسيل شبرنجر للنشر في برلين المعروفة بمواقفها المعادية للعرب والإسلام هذه الحملة حيث زعم الكاتب ألكسندر ريتزماني أن "البوليس السري الألماني" يراقب نحو تسعمائة من أعضاء حزب الله في ألمانيا للاشتباه بأنهم على استعداد للقيام بـ"أعمال عنف" وأنهم عبارة عن عملاء نائمين ينتظرون الحصول على أوامر للقيام بـ"أعمال عنف".
وكان بيرند شميدباور وزير المستشارية في عهد المستشار الأسبق هيلموت كول الذي كان يحمل ملف نشاطات أجهزة الأمن الألمانية أول من فهم ضرورة الحديث إلى قيادة حزب الله.
فقد قام شميدباور الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بالتفاوض مرارا مع حزب الله في إطار دور المانيا لمساعدة "إسرائيل" في الحصول على جنودها الأحياء والقتلى الذين كانوا بقبضة حزب الله وحصلت عمليات تبادل بينها عملية تبادل أسرى قامت المانيا على الاثر بإرسال طائرة حملت معتقلين لبنانيين من تل أبيب إلى فرانكفورت ثم إلى لبنان.
وكانت ألمانيا دائما تقوم بدور الوسيط الناجح بين الجانبين. وتشير الصحف الألمانية منذ أيام إلى قيام عميل ألماني بالتوسط بين حزب الله و"إسرائيل" بغرض القيام بعملية تبادل جديدة للأسرى بين الجانبين. غير أن ما يطالب به "اللوبي اليهودي" بحظر نشاطات حزب الله في ألمانيا فإنه سوف يعرض مصداقية الألمان عند قادة حزب الله إلى الريبة والشك. وسبب إثارة الحملة ضد حزب الله هو احتدام الجدل في ألمانيا أيضا حول النزاع مع ايران بشأن برنامجها النووي.
وقالت صحيفة "دي فيلت" أن هذا النزاع بالذات قد يجعل العملاء النائمون يستيقظون وينفذون "أعمال عنف". كما أن احتمال قيام "إسرائيل" والولايات المتحدة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في منطقة ناتانز أو غيرها، سوف يؤدي في اعتقاد الكثير من المراقبين إلى حصول "أعمال عنف" انتقامية في عواصم غربية أيضا يقوم بها أعضاء نشطون في منظمات مدعومة من إيران.
وكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 سببا في قيام أجهزة الأمن الألمانية بحملة بحث واسعة في ملفات المواطنين الأجانب بهدف التحقيق مع المشتبهين واكتشاف العملاء النائمين. ويستفاد من المعلومات المتوفرة أنه بعد التحقيق في 8,4 مليون ملف لم تسجل الدوائر المختصة حالة واحدة ولم يعثر على عميل نائم واحد. لكن "اللوبي اليهودي" يشير إلى أن التقرير السنوى لحماية الدستور يشير باستمرار لوجود نحو تسعمائة من الأعضاء النشطين في حزب الله.
وقالت صحيفة"دي فيلت" أن حزب الله قام في السابق بعمليات "عنف" في باريس ـ "1985" والأرجنتين ـ "1994" وبرلين الغربية ـ "1992". وعلى الرغم من اتهام الحزب بهذه العمليات إلا أنه لم يظهر دليل دامغ على مسؤوليته. فقبل أيام فقط أشار تقرير إذاعي بثته إحدى محطات الإذاعة الألمانية إلى وجود احتمال كبير في أن تكون جهة أرجنتينية مسؤولة عن الانفجار الذي استهدف المركز الثقافى "اليهودي" فى العاصمة الأرجنتينية بيونيس إيريس فى عام 1994 وأسفر عن مصرع 89 وجرح أكثر من مئة. فى هذا السياق سعت "إسرائيل" بعد خسارتها الحرب الأخيرة إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي ليتم حظر نشاطات حزب الله.
وتم تسليط الأضواء لأول مرة على حزب الله في عام 1987 بعدما ألقت سلطات الأمن الألمانية القبض في فرانكفورت على شقيقين من أسرة حمادي ينتميان إلى حزب الله وحوكما وأدينا بسبب مشاركتهما في خطف وقتل عندما جرى خطف طائرة ركاب أمريكية.
وحسب ما تقوله الصحيفة قام حزب الله بخطف مواطنين ألمان كانوا يعملون في لبنان وطالبوا بتبادلهم مع الشقيقين حمادي.
وفي عام 1997 سلطت "إسرائيل" الأضواء مجددا على حزب الله ونشاطات مؤيديه في ألمانيا عندما زعمت أن حزب الله جند الشاب الألماني شتيفان سميريك ليقوم بتفجيرات داخل "إسرائيل".
وتم الإفراج عن سميريك في عملية تبادل للأسرى تمت بين حزب الله و"إسرائيل" بوساطة ألمانية.
وتقول معلومات الألمان أن الشيخ حسن نصرالله طلب من مؤيديه في ألمانيا وسائر الدول الغربية بعد هجمات 11/9 احترام قوانين الدول التي يعيشون فيها وعدم القيام بأي عمل مخل للأمن من شأنه أن يؤدي إلى حظر نشاطات الحزب في هذه الدول. لكن في ديسمبر/كانون أول عام 2004 قامت ألمانيا بإبعاد عضو نشط في حزب الله عن أراضيها لأن المحكمة الإدارية بمدينة دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين وستفاليا وجدت أن الشخص المعنى ينتمي إلى تنظيم يدعم الإرهاب الدولي.
منذ ذلك الوقت أصبح أعضاء حزب الله في ألمانيا يعملون بنشاط ويحيون المهرجانات لكنهم يركزون في عملهم على جمع التبرعات. على سبيل المثال تقوم مؤسسة"مشروع الأطفال اليتامى" في برلين بجمع التبرعات لرعاية أقارب مقاتلي حزب الله وتمويل مشاريع إجتماعية وفقا لما ذكرته صحيفة "دي فيلت" قبل أيام. وتشعر سلطات الأمن الألمانية من ناحية أخرى بارتياح إلى سياسة حزب الله في الطلب من مؤيديه الامتناع عن أي عمل عنف في الخارج لكن "اللوبى اليهودي" يستغل الجدل حول النزاع النووي بين إيران والغرب لتصعيد حملته على حزب الله لهدف حظر نشاطاته مثلما تم في السابق حظر نشاطات حزب العمال الكردي الذي يصنع عناوين الأخبار هذه الأيام بعد تصعيد النزاع بينه وبين تركيا وسط مخاوف من نشوب حرب في شمال العراق. وتأتي حملة "اللوبي اليهودي" في وقت غير مناسب أبدا. فقد كشف الشيخ حسن نصرالله عن حصول تقدم في المفاوضات التي تجرى سرا منذ وقت بين حزب الله و"إسرائيل" بهدف تبادل الأسرى ومن بينهما الجنديين الذين كانا خطفهما سبب قيام "إسرائيل" بحربها الخاسرة ضد حزب الله، ويشاع أن عميلا ألمانيا كلفته الأمم المتحدة بأن يقوما بهذه الوساطة. وأي إجراء ضد الحزب سوف يعرقل هذه المساعي وينسف المفاوضات فيما ستصبح مهمة أجهزة الأمن الألمانية صعبة للغاية إذا انتقل مؤيدو حزب الله إلى العمل السري رغم أن نشاطاتهم لا تخل بأمن ألمانيا وهو ما تؤكده بيانات أجهزة الأمن الألمانية نفسها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد