المقتطف الصحفي » المقتطف اليومي من الصحافة اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 5 تشرين الثاني 2007

عنونت صحيفة الاخبار:
" نصر الله يقود أضخم مناورة للمقاومة"
"إسرائيل والقوات الدولية تراقب آلاف المقاومين يثبتون جهوزية صواريخ تصيب أي هدف في كلّ إسرائيل"، وكتبت :
" في خطوة لا سابق لها من حيث نوعيتها وأهدافها، وفي ظل الانشغال الداخلي بالأزمة الرئاسية ومتفرعاتها، نفذ الآلاف من عناصر المقاومة الإسلامية خلال الأيام الثلاثة الماضية أضخم مناورة عسكرية في تاريخ حزب الله. وقد تم الأمر تحت أعين قوات الاحتلال الاسرائيلي وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، وقد تولى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الإشراف شخصياً على المناورة التي شاركت فيها جميع القطع العسكرية والأمنية واللوجستية العاملة في المقاومة. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أنه منذ تعاظم التهديدات الاسرائيلية ومشاركة نحو خمسين ألف جندي إسرائيلي في مناورات واسعة وكبيرة في الجولان ثم في الجليل المقابل للحدود مع لبنان، وبقاء غالبية هذه القوات في هذه الأماكن حتى بعد انتهاء المناورات، فإن قيادة حزب الله درست الخطوات الواجب اتخاذها لردع العدو عن القيام بأي مغامرة تجاه لبنان، ولرفع مستوى الجهوزية عند مجموعات المقاومة. ويبدو أن الكلام الذي أطلقه السيد نصر الله قبل مدة عن قدرة الحزب الصاروخية وعن «المفاجأة الكبرى» لم يلجم قيادة العدو كفاية، فاضطرت قيادة المقاومة الى اتخاذ القرار بخطوة من نوع مختلف لا سابق له في تاريخ عملها. وانتهى الأمر عند قرار بإجراء هذه المناورة الكبرى التي جرت جنوبي نهر الليطاني.وحسب المعلومات، فإن المناورة حاكت عملية دفاعية شاملة بوجه حرب إسرائيلية شاملة على لبنان، كما حاكت ارتفاع منسوب الخطر على لبنان إذا ما شنّت إسرائيل عدواناً على سوريا. وأخذت بالاعتبار مجموعة من الأمور بينها:
أولاً: الانتشار العسكري الجديد لقوات الاحتلال، الذي أعقب توقف العمليات العسكرية في آب من العام الماضي، وكذلك الانتشار الكثيف لقوات الطوارئ الدولية جنوبي نهر الليطاني، ولآلاف الجنود من الجيش اللبناني.
ثانياً: وجود نشاط أمني استخباري لعدد كبير من الاجهزة الامنية المحلية والخارجية، التي يعمل بعضها على مساعدة العدو على امتلاك صورة أكثر وضوحاً عن حركة المقاومة وانتشارها وطريقة عملها بعد فشل عدوان تموز.
ثالثاً: تقديم تجربة أداء جديدة بعد المراجعة الشاملة التي أجرتها المقاومة لتجربتها في صد عدوان تموز 2006، والاستفادة من أخطاء كثيرة ارتكبها العدو خلال هذا العدوان، وسد كل أنواع الثغر التي برزت في حركة المقاومة خلال هذه الحرب، بما في ذلك النظر بطريقة جديدة الى العمل في هذه المنطقة حيث توقفت العمليات العسكرية التقليدية للمقاومة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وحيث اختفت كل أنواع الظهور المسلح لعناصر المقاومة.
الردع الصاروخي
وتكشف المعلومات أن أمر العمليات ببدء المناورة اتخذ قبل نهاية الأسبوع، وبدأ تنفيذها على مراحل منها الحشد السريع والمكثف للقوات في نقاط انتشار خاصة تأخذ بعين الاعتبار اندلاع مواجهة شاملة، وكان مفروضاً على المقاومين من كل الوحدات التحرك بسرية كاملة ودون أي نوع من أنواع الظهور المسلح، ثم جرت مباشرة المناورة الدفاعية الواسعة التي امتدت جغرافياً من رأس الناقورة عند الحدود الغربية حتى سفح جبل الشيخ شرقاً، وكذلك من الحافة الأمامية عند السياج الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة حتى العمق الجنوبي لعشرات الكيلومترات. وقد تم إشراك قوات المشاة التي قامت باختبار مواجهة مباشرة مع قوات إسرائيلية من الفرق المدرعة والمشاة. وجرى اختبار جهوزية الأسلحة المناسبة المضادة للدروع والقدرات القتالية الخاصة عند المقاومين، كذلك اشتركت الوحدات العاملة في سلاح الهندسة التي قامت بعملية تغطية لكل المناطق التي يمكن العدو أن يعبرها وذلك تحت تغطية خاصة من وحدة الدفاع الجوي، فيما كانت وحدة الإسناد الناري تقوم بدورها الخاص بالقصف المدفعي لكل المواقع الاسرائيلية حتى عمق متقدم داخل فلسطين المحتلة، وصولاً الى القوة الصاروخية التي كانت الأكثر حضوراً في مشاركة العدد الأكبر من الصواريخ التي تم التثبت من جهوزيتها لكي تعمل وفق آلية منسّقة بحيث تقدر على إصابة أي نقطة على كامل مساحة فلسطين التاريخية. وجرى التنويه بقدرة الأفراد المشرفين على عمل هذه القوة لناحية ضمان تحقيق إصابات دقيقة في كل النقاط المستهدفة.وبالإضافة الى ذلك، اشتركت الوحدات الاخرى العاملة في المقاومة، من الإسعاف والإعلام الحربيين الى فرق الإمداد على اختلافها الى وحدة الاتصالات الخاصة الى وحدات الدعم اللوجستي المنتشرة في كل لبنان.
نقزة دولية وذعر إسرائيلي
وكانت المناورة التي جرت بطريقة سرية للغاية، قد أذهلت قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، التي أصيبت بصدمة كبيرة إزاء طريقة عمل المقاومة في كل منطقة جنوبي نهر الليطاني، التي جاءت مخالفة للتوقعات، وكان البارز أن المناورة تمت بطريقة لمس المراقبون فاعليتها من أكثر من ناحية، عدا عن أنه لم يكن بالإمكان مشاهدة أي عناصر مسلحة. وقال ضباط في القوات الدولية: كنا نشعر بحركة مريبة ونفهم أن لدى حزب الله أمراً ما. لكن الصورة لم تكن واضحة إلا في اللحظات الاخيرة.
أما من جانب قوات الاحتلال، وبرغم الصمت الذي كان قائماً حتى ليل أمس في مختلف وسائل إعلام العدو بما فيها المراسلون العسكريون، فإن سلاح الجو الاسرائيلي كان قد مارس نشاطاً غير مسبوق فوق كل القطاعات في الجنوب، وظلت طائرات العدو في حركة دائمة ليل نهار تراقب ما يحصل، وتحاول الحصول على صورة واضحة، وخصوصاً أن أجهزة الرصد الإسرائيلية كانت تسجل اتصالات وأوامر عمليات صادرة عن قيادة المقاومة، ولا سيما تلك الخاصة بإصابة أهداف متنوعة بالصواريخ على اختلاف أنواعها.
نصر الله يهنّئ المقاومين
وفي ختام المناورة التي كانت تجري تحت إشراف السيد نصر الله يعاونه أعضاء القيادة العسكرية في المقاومة ومختلف الاجهزة التابعة لها، تحدث نصر الله الى الآلاف من المشاركين في المناورة مهنئاً على ما قاموا به، وآملاً أن «يفهم العدو والصديق أن جهوزية المقاومة كاملة لمواجهة كل أنواع التهديدات الاسرائيلية». ومن المفترض أن يلقي نصر الله في الحادي عشر من الشهر الجاري خطاباً خاصاً عن المقاومة وشهدائها لمناسبة «يوم الشهيد»، يُنقل الى جمهور كبير بواسطة الشاشات الكبيرة، ويضمّنه عرضاً للوضع في لبنان والمنطقة ويتحدث فيه عن هذه المناورة.

من جهتها كتبت صحيفة السفير:
بين اليوم والثاني عشر من تشرين الجاري، ثمة محطات خارجية وداخلية، ينبغي ترقب نتائجها، أبرزها القمة الأميركية الفرنسية في واشنطن، غدا، والتي سبقتها محطة اسطنبول التي شهدت لقاءات سورية أميركية وسورية فرنسية هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ فترة طويلة، كما سبق القمة، زيارة مفاجئة قام بها، أمس، موفدان فرنسيان رفيعا المستوى الى دمشق نقلا خلالها رسالة من الرئيس نيكولا ساركوزي الى نظيره السوري بشار الأسد تتعلق بموضوع الانتخابات الرئاسية.
أما المحطة الثانية، فهي الزيارة التي سيقوم بها العاهل السعودي الملك عبدالله الى الفاتيكان يوم غد، في أول قمة تاريخية تعقد بين ملك سعودي وزعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وستتناول بين مواضيعها الملف اللبناني.
وتأتي المحطة الثالثة، قبل 48 ساعة من تاريخ 12 تشرين الثاني، حيث ستعقد قمة مصرية سعودية في شرم الشيخ تردد أن موضوع لبنان سيتضمنه جدول أعمالها، بالاضافة الى عناوين عربية وثنائية.
أما على الصعيد الداخلي، فثمة محطات عدة أبرزها استئناف حوار عين التينة بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري بعد عودة الأخير من الخارج في غضون الساعات الـ48 المقبلة، ويفترض أن يشكل موقف البطريرك الماروني نصرالله صفير قاعدة أساسية للحوار بينهما، الأمر الذي يعني أن البدء بالبحث بالأسماء ينتظر موقف بكركي التي أجرت اتصالات في الساعات الأخيرة مع قيادات أساسية في الأكثرية والمعارضة المسيحية في اطار التحضير لاجتماع مسيحي موسع يعقد في بكركي على الأرجح يوم الجمعة المقبل (لا يستثني أحدا) من أجل الخروج بموقف الفرصة الأخيرة مسيحيا قبل أن ترمى كرة الرئاسة في ملعب حوار بري والحريري.
وعلى هامش هذا وذاك من اللقاءات المحلية، يمكن أن تتجدد فرص حوارية أخرى أبرزها استئناف بعض الحوارات المسيحية المسيحية، فيما فتحت قنوات الاتصال مجددا بين مقربين من العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط من أجل التحضير لعقد اجتماع ثنائي في منزل صديق مشترك.
كما قررت المعارضة تكثيف وتيرة تشاورها، ووجهت الدعوة لأعضاء «اللقاء الوطني» للمشاركة بلقاء يعقد غدا، في منزل الرئيس عمر كرامي في بيروت وذلك بعد انقطاع دام أشهراً!
ويتخلل هذا الوقت اللبناني الضائع، دخول عربي جديد ولكن متواضع، يتمثل في المشاورات التي سيجريها غدا وبعده، في بيروت، مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف «مع القيادات اللبنانية المختلفة والتحضير للزيارة» التي يقوم بها موسى خلال الفترة المقبلة، على حد تعبير موسى الذي قال لـ«السفير»، «ان الوضع في لبنان دقيق وحرج جدا وبات حضور الدول فيه أكثر مما يجب واذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، فان خطرا كبيرا يحدق بلبنان واللبنانيين ولا أخفي خوفي بأن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة ولا شيء يطمئن اللبنانيين الا اتكالهم على أنفسهم وأن يتحملوا مسؤولياتهم في صياغة توافقهم حول قضية الانتخابات الرئاسية وكل قضايا بيتهم الداخلي».
حركة غير اعتيادية للمقاومة جنوب الليطاني!
وفي خضم هذا الانهماك الداخلي والخارجي بالملف الرئاسي، برز مزيد من العناصر غير المشجعة، لعل أبرزها ما تبلغته مراجع وقيادات لبنانية ودولية، سياسية وعسكرية وأمنية، حول ما يجري خلف الحدود الجنوبية من استعدادات عسكرية اسرائيلية أعقبت مناورة «تشابك الأذرع» في الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة. وترافق انتهاء المناورة «رسميا»، مع تكثيف طائرات التجسس الإسرائيلية تحليقها فوق مناطق الجنوب وصولاً إلى بيروت وخاصة ضاحيتها الجنوبية «وعلى علو منخفض هو الأول من نوعه منذ انتهاء عدوان تموز عام 2006»، على حد تعبير قناة «المنار». وأفاد شهود عيان في منطقة جنوب الليطاني أن هدير محركات الطائرات الاسرائيلية كان يسمع، أمس، للمرة الأولى كما أمكن رؤية الطائرات بالعين المجردة.
وقال شهود عيان لمراسل «السفير» في القطاع الغربي أنهم رصدوا في الساعات الـ72 الأخيرة حركة ما غير اعتيادية من جانب عناصر المقاومة، هي الأولى من نوعها منذ انتهاء «حرب تموز»، ولوحظ أن هذه الحركة تأتي في اطار الاستعداد لعمل ما غير واضح المعالم، في أعقاب المناورات الاسرائيلية وبعض الخروقات التي تسجل للمرة الأولى. واستدعى هذا الواقع، اتصالات شاركت فيها قيادة «اليونيفيل» التي كانت تضع نصب عينيها الواقع السياسي المأزوم في الداخل اللبناني، فاذ بها تجد نفسها واقعة بين مطرقة الداخل المأزوم والسندان الحدودي المتوتر، وهو الأمر الذي استدعى بقاء قائد «اليونيفيل» أكثر من 48 ساعة في بيروت وهو يجري اتصالات مع كل القيادات السياسية والعسكرية، وهو أبلغ أحد المراجع بشكل واضح أنه اذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، «عليكم أن لا تتفاجأوا اذا وجدتم كل الأوروبيين ينسحبون من «اليونيفيل» خلال أقل من أربعة أشهر».
ومن المقرر أن يشهد اللقاء العسكري اللبناني الدولي الاسرائيلي الدوري في الناقورة خلال الأسبوع الحالي، جردة من الجانب اللبناني للخروقات الاسرائيلية المتمادية جنوبا.
وفي هذا السياق، نبّه الرئيس نبيه بري الى التحركات الاسرائيلية خلف الحدود الجنوبية خلال الايام القليلة الماضية، وقال لـ«السفير» ان ذلك يشكل بداية دخول اسرائيلي واضح على خط الاستحقاق الرئاسي في لبنان ومحاولة فرض معطيات جديدة كما حصل في محطات سابقة، معتبرا ذلك عامل توتر كبير للساحة الداخلية، ومحاولة لاشغال لبنان بارباكات، ما يوجب التزام اقصى درجات اليقظة.. وابقاء العين دائما على الجبهة الجنوبية».
وعلى خط التوتير الداخلي، برز عنصر مفاجىء تمثل في مغادرة عضو لقاء الرابع عشر من آذار النائب بطرس حرب، كل تاريخه السياسي المتوازن، حيث تبنى منطق بعض قوى الأكثرية سواء بوجوب الذهاب الى خيار النصف زائدا واحدا، أو عبر تلميحه أمس، الى ان الاكثرية تدرس احتمال اجراء الانتخابات الرئاسية في مكان آخر غير مقر البرلمان اذا منع النواب واذا لا سمح الله انفلت الامر، في المجلس ولم يتمكن النواب لاسباب امنية من الاجتماع فيه». واضاف «من القضايا المطروحة مسألة الاجتماع في امكنة كبيت الدين او غيرها».
من جهتها، قالت أوساط قيادية بارزة في «تيار المستقبل» لـ«السفير» ان النائب الحريري «لم يكن في أجواء الاحتمال الذي لوّح به النائب حرب لناحية إمكان عقد الجلسة في بيت الدين»، معتبرة انه من المبكر التطرق الى مثل هذه التفاصيل في هذا الوقت، «لان التركيز حاليا هو على محاولة إيجاد تفاهم على الخيار التوافقي».
وأعربت عن اعتقادها بأن مسار التطورات، حتى الآن، لا يوحي بإمكان انتخاب رئيس الجمهورية في الثاني عشر من تشرين الثاني المقبل، متوقعة ان تكون الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي هي الحاسمة. وقالت الاوساط نفسها لـ«السفير» ان النائب الحريري «سيظل يسعى للتوافق حتى اللحظة الاخيرة قبل الخوض في خيار النصف زائدا واحدا الذي لن يُستخدم إلا لمواجهة الفراغ عندما يصبح وشيكا»، واشارت الى ان استئناف الحوار بين الحريري وبري «ما يزال ينتظر حصيلة الجهود التي تبذلها بكركي للتوفيق بين الاقطاب الموارنة، ولا بد من ان تظهر نتائج هذا المسعى قبل جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني، ليبنى على الشيء مقتضاه». بدوره، اكد الرئيس بري لـ«السفير» تمسكه بالمساعي التوافقية التي يقوم بها، مشيرا الى انه والحريري ينتظران ما سيقرره البطريرك صفير، وقال انه ينتظر عودة الحريري «لأنه صار من الواجب ان ننتهي ونحسم الامور في اسرع وقت.. فإذا وفقنا كان خيرا للبلد واذا لا فسأقول اللهم اشهد انني قد بلغت».
وشدد بري على رفض التسليم برئيس النصف+1 مؤكدا على مواجهة اية محاولة لجر البلد الى الفتنة بالتصميم على التوافق والاستمرار فيه مهما كانت الظروف. انما في خلاصة الامر مخطىء من يعتقد ان الذهاب الى الفتنة وكأنها نزهة فكلفتها باهظة وغير عادية. بكل بساطة اقول بأننا لن نعود الى الوراء ابدا ومهما كلف الامر، واشار الى انه يستطيع ان يضمن عدم انفلات الامور سياسيا في حال عدم ذهاب فريق الاكثرية الى النصف +.1
في دمشق («السفير»)، التقى الرئيس السوري بشار الاسد، أمس، مبعوثي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود جيان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لافيت، وذلك في اول اتصال على هذا المستوى بين الرئاستين الفرنسية والسورية، بعد اللقاء الذي جمع وزيري خارجية البلدين منذ يومين في اسطنبول على هامش الاجتماع الوزاري الدولي الاقليمي المتعدد الأطراف حول لبنان.
وجاءت الزيارة بالتزامن مع انزعاج سوري نسبي من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بعد لقائه المعلم بشكل أوحى بمضمون سلبي لاجتماعهما، مما استدعى ردا سوريا بأن دمشق «استخدمت اللهجة ذاتها في التعبير عن رأيها في ضرورة حصول وفاق لبناني على الرئيس القادم ودون أي تدخل خارجي».
إلا أن الانطباع الذي تشكل بعد زيارة المبعوثين جيان ولافيت «كان إيجابيا»، و«يفتح آفاقا للعلاقات الثنائية بين البلدين» حيث اوحت اجواء اللقاء استنادا للاتصالات التي جرت بين باريس ودمشق خلال الشهرين المنصرمين بأنه «لم يتم التوقف عند مجريات الاجتماع السباعي الذي دعت إليه الولايات المتحدة في اسطنبول».
ووفقا للأجواء التي تشكلت في دمشق، بعد زيارة المبعوث الفرنسي الخاص جان كلود كوسران، ولقاء اسطنبول الثنائي، فإن «النقاط الست التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الأخير بين المعلم وكوشنير، «شكلت فاتحة جيدة وأساسا مناسبا للحديث بين الطرفين على مستوى أعلى».
وحسب المراقبين، فان الزيارة ستزيد من زخم الاتصالات الفرنسية السورية المتعلقة بلبنان، وفي ضوء معلومات عن رغبة «فرنسية في الانفتاح على دمشق بالتطبيع الكامل في حال حصلت الانتخابات الرئاسية دون اية معوقات» وفقا لمصادر دبلوماسية غربية في دمشق («السفير»).كما تناول الحديث بين الأسد والمبعوثين الفرنسيين بحضور الوزير المعلم، «الوضع فى لبنان وضرورة حث اللبنانيين للتوصل الى مرشح وفاقي يتم انتخابه وفق الاصول الدستورية». وكانت «وجهات النظر متفقة على أن يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيسهم المقبل بحرية ودون تدخل خارجي». كما تطرق الحديث الى الجهود المبذولة لاحلال سلام عادل وشامل فى المنطقة.
وقال ديفيد مارتينو المتحدث باسم ساركوزي ان اجتماع كلود جيان ولافيت بالأسد «هو جزء من الجهود التي تقودها فرنسا على مدى عدة اشهر للتوصل لحل للازمة التي يمر بها لبنان في الوقت الحالي»، واضاف «هذا الحل يمر عبر انتخاب رئيس قادر على جمع تأييد واسع قبل 24 تشرين الثاني على قاعدة التوافق بين اللبنانيين، في اطار احترام سيادة لبنان واستقلاله». وتابع «يجب ان يكون لدى اللبنانيين الامكانية لاختيار رئيسهم التالي بحرية وبدون ضغوط خارجية او تدخل وبصورة سلمية وفي ظل احترام كامل للدستور اللبناني».
كوشنير يحذر من اغتيالات
بدوره، قال الوزير كوشنير لاذاعة راديو اوروبا 1 «اذا جرت الانتخابات (الرئاسية) اللبنانية بصورة طيبة.. نعم.. سيتم تطبيع العلاقات بين فرنسا وسوريا».
لكن الوزير الفرنسي وخلال مقابلة معه في اطار برنامج تلفزيوني واذاعي فرنسي أبدى خشيته من حدوث اغتيالات سياسية جديدة، وقال «تلعب سوريا دورا خاصا لان انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية يجب ان يحصل خلال ايام. ويجب ان لا تحصل تدخلات وخصوصا اغتيالات، لانه في كل مرة (يوجد فيها استحقاق) هناك اغتيالات». وتابع «اخشى الاغتيالات لان اصدقائي اللبنانيين يخشونها، لان هناك 51 نائبا محتجزين في فندق قرب البرلمان لا يمكنهم العودة الى منازلهم خوفا من التعرض للاغتيال».

اما صحيفة النهارفقالت:
رفعت فرنسا امس وتيرة اتصالاتها الديبلوماسية مع سوريا على نحو غير مسبوق منذ عام 2004 عاكسة تعاظم الضغوط الدولية على دمشق لحملها على تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، من غير ان تخفي هذه الضغوط المخاوف من الاحتمالات الخطرة التي تهدد لبنان في حال اخفاق الجهود المبذولة.
وقالت مصادر بارزة في قوى 14 آذار مساء امس لـ"النهار" ان معظم المعنيين اللبنانيين تبلغوا الفحوى التفصيلية للرسالة التي وجهها اللقاء الوزاري للولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية منها خصوصا مصر والسعودية على هامش المؤتمر الوزاري الخاص بالعراق في اسطنبول السبت والتي تولى الموفدان الفرنسيان الى دمشق ابلاغها امس الى الرئيس السوري. واضافت ان الرسالة كانت بمثل المغزى والتشدد اللذين صيغ بهما بيان اسطنبول ومفادهما ان اي ضرب للاستقرار في لبنان او اي تدخل لمنع اجراء الانتخابات سيجر الى موقف دولي متشدد من سوريا وربما ادى الى دعم دولي لكل الجهود التي ستبذل لمنع حصول فراغ دستوري في لبنان. واوضح ان الرسالة تضمنت "ممنوعات" واضحة يتمسك بها المجتمع الدولي وهي منع حصول اي واقع غير دستوري بعد24 تشرين الثاني (اي بقاء الرئيس اميل لحود في قصر بعبدا)، ومنع قيام حكومة ثانية، ومنع التدخل في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وكشفت المصادر ان زيارة الموفدين الفرنسيين لدمشق امس كانت مقررة قبل لقاء اسطنبول، وقد اخذ الاميركيون علما بها حين زار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش باريس الاسبوع الماضي. وقالت انه خلافا لما ذكر عن بعض الوقائع المتصلة بلقاء اسطنبول، فان المجتمعين لم يقرروا دعوة وزير الخارجية السوري اليه بل قرروا بعد انتهاء الاجتماع اعلامه بما تم التفاهم عليه، وحين اجري الاتصال به تبين انه توجه الى المطار. واكد مصدر حكومي ان الاستحقاق الرئاسي سيتم في موعده الدستوري منطلقا من "الاستنفار الدولي الذي لم نشهد له مثيلا حتى عام 2005 عندما تألفت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي اجرت الانتخابات النيابية في موعدها بدفع من المجتمع الدولي آنذاك". ولم يستبعد التوصل الى تسوية في رعاية دولية تؤدي الى انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة وان تترجم هذه التسوية خلال اسبوعين على الاكثر.
ووصفت مصادر مطلعة الموقف الذي اعلنه امس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظة الاحد بأنه يشكل التقاء موضوعيا مع معظم الجهود الدولية والعربية لاحلال تسوية تنقذ لبنان من الفراغ الدستوري ومن الخيارات السلبية الاخرى. وقد ساوى البطريرك صفير في عظته بين تخلف النواب عن حضور الجلسة والانتخاب بغالبية النصف زائد واحد، فدعا الى "التقيد بمنطق الدستور وخصوصا في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "هو عمل يجب الا يتفرد به فريق دون فريق او يتخلف عنه جماعة دون جماعة والتفرد في هذا المجال كالتخلف لهما عواقب وخيمة على الوطن بأكمله".

أبرز الاخبار من صحف اليوم
ـ صحيفة السفير/ على صفحة أولى :
اتهمت طهران واشنطن وإسرائيل، أمس، بالضغط على الانتربول الدولي، لإصدار مذكرات توقيف دولية بحق لبناني وخمسة إيرانيين مطلوبين في تفجيرات مركز ثقافي يهودي في بوينس آيرس في العام ,1994 أسفر عن مقتل 85 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين، وذلك قبل يوم من مناقشة مزمعة في هذا الشأن، خلال افتتاح الجمعية العام للانتربول في مراكش اليوم. وقال رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأرجنتين محسن بهارفند، لـ«أسوشييتد برس»، إن الأميركيين والإسرائيليين «يحاولون تسييس المنظمات التقنية في كل زاوية في العالم ضد إيران»، في هذه القضية. وهو ما نفاه رئيس التحقيقات الأرجنتينية ألبرتو نيسمان، مؤكداً أن «إيران (هي التي) تحاول باستمرار تسييس هذه القضية».
ومن المزمع أن يدعو نيسمان أعضاء الجمعية العامة لوكالة الانتربول، اليوم، إلى التصويت على طلب أرجنتيني بإصدار مذكرات توقيف بالمشتبه فيهم الستة، بعد تصويت على طلب إيراني بإرجاء المسألة إلى العام المقبل.
والمشتبه فيهم هم اللبناني عماد مغنية ورئيس جهاز الاستخبارات الإيراني السابق علي فلاحيان، والملحق الثقافي السابق في الأرجنتين محسن رباني، والدبلوماسي السابق أحمد رضا أصغري، وقائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق محسن رضائي، والجنرال في الحرس الثوري أحمد فهيدي. يذكر أن مغنية مطلوب أيضاً في قضايا اختطاف أجانب وتفجيرات السفارة والقاعدة الأميركيتين في لبنان خلال الثمانينيات.

ـ صحيفة الديار :
لقد حصل تطور نوعي وبارز هو الانفتاح الواسع الفرنسي على سوريا فبعد اجتماع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع وزير الخارجية الفرنسي كوشنير تم اجتماع المعلم مع وزيرة الخارجية الاميركية رايس , وصل مستشار الرئيس الفرنسي مع شخصية فرنسية عالية الى دمشق واجتمعا الى الرئيس بشار الأسد حيث تم البحث في انتخابات لبنان الرئاسية وضرورة اجراءها على قاعدة رئيس توافقي ويبدو ان ترشيح العماد عون وبطرس حرب ونسيب لحود بات في حكم الالغاء وان موفدا فرنسيا سيأتي يوم الخميس الى بيروت لابلاغ الاطراف المعنية القرار . في المقابل ستجري سوريا اتصالات مع حلفائها من اجل تأمين انتخابات وفاقية . الانفتاح الفرنسي الواسع يذكر بما حصل عشية الانتخابات الرئاسية والتي كان يتم التوصل فيها الى رئيس توافقي, ويبدو ان طبخة الحل قد بدأت تنضج .
الجديد البارز في الموضوع هو ان الرئيس الفرنسي ساركوزي جهز ملفه للقمة مع الرئيس بوش حيث سيجتمعان في واشنطن ف 6 ت2 وسيطلب ساركوزي من بوش القبول باجراء الانتخابات وفاقيا في لبنان ومنع النصف زائد واحد على ان يتم الاتفاق اميركيا فرنسيا سعوديا وايرانيا وسوريا , لكن المحور الرئيسي للاتفاق هو التفاهم الفرنسي السوري ذلك انه على مستوى من فرنسا جاء موفدون الى دمشق بعدما كان التجاهل التام من قبل فرنسا لدمشق هو سيد الموقف فاذا بالانفتاح الفرنسي السوري يشق طريقه ويصبح هو الاساس لانتخاب رئيس جديد في لبنان .
وعقد لقاء امس الاول بين السيد حسن نصرالله ورئيس المردة سليمان فرنجية وروت اوساط مطلعة سبب اللقاء الى حتمية تنسيق مواقف المعارضة في المرحلة المقبلة لا سيما اذا ما قامت الاكثرية بانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد حيث ستكون المعارضة امام استحقاق من نوع آخر وهو تنظيم رد بحجم هذا التحدي واضافت الاوساط ان بحثا معمقا جرى بين نصرالله وفرنجية في هذا الموضوع .

ـ صحيفة الحياة:
قالت مصادر فرنسية لـ «الحياة» ان ساركوزي «رغب في إرسال أقرب شخصين اليه في فريقه الرئاسي لاعطاء الرئيس السوري رسالة قوية وواضحة ومباشرة بأنه إذا لم يتم انتخاب رئيس للبنان في الموعد الدستوري، اي قبل 24 تشرين الثاني، فسيحمل سورية مسؤولية ذلك مع ما يعنيه من موقف للأسرة الدولية إزاء سورية، وان الرسالة ايضاً تتضمن طبيعة هذا الانتخاب وان يكون الاختيار بعيداً من الضغوط السورية». واضافت المصادر ان «الجانب الاميركي على علم مسبق بزيارة المبعوثين، اذ ان ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اجتمع مع ليفيت الذي أحاطه علماً بها». ورأت مصادر فرنسية مطلعة ان «ارسال شخصيتين رفيعتي المستوى من قصر الاليزيه يعني ان الملف اللبناني ليس محصورا بيد وزير الخارجية برنار كوشنير».
وتراقب مصادر ديبلوماسية أجنبية وعربية في بيروت ما سيصدر من دمشق من رد فعل على البيان الصادر عن الاجتماع الدولي - العربي في شأن لبنان الذي عقد أول من امس في اسطنبول على هامش اجتماع دول جوار العراق، نظراً الى أنه سيترتب على الموقف السوري رد فعل يتجاوز المجتمعين الى المجتمع الدولي والعربي، خصوصاً ان المشاركة العربية في الاجتماع تجاوزت الدول الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي أيد البيان الصادر عن المجتمعين وكان أمس موضع تشاور بينه وبين رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، عشية وصول موفده هشام يوسف غداً الى بيروت للتشاور مع كبار المسؤولين في الأوضاع الراهنة في ضوء ما ورد في البيان من دعم لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ومن تحذير لسورية بعدم التدخل.
وفيما يترقب المجتمع الدولي والعربي ما سيصدر عن دمشق من رد فعل، كشف مصدر فرنسي مسؤول لـ «الحياة» ان وزير الخارجية برنار كوشنير كان «واضحاً وقاسياً» مع نظيره السوري وليد المعلم في محادثاته معه في اسطنبول الجمعة الماضي.وقال المصدر نفسه ان هدف اللقاء كان إبلاغ كوشنير المعلم «ضرورة عدم عرقلة سورية مسار الانتخابات الرئاسية في لبنان وأنه في حال حصول فراغ سياسي فيه فإن فرنسا ومعها المجموعة الأوروبية والأسرة الدولية تعتبر ان المسؤولية تقع على سورية».
وعلى صعيد اللقاء الذي سيعقد قريباً بين بري والحريري في إطار عودتهما الى التشاور بشأن الاستحقاق الرئاسي، نقل زوار رئيس المجلس عنه قوله: «أنا لا أتوقف عند الكلام التصعيدي الذي صدر على هامش اللقاءات التي عُقدت أثناء اجتماع دول جوار العراق، وأعتبر هذه المواقف أشبه بمن يحمّي الحديد قبل تصنيعه، خصوصاً أنني ما زلت على تفاؤلي وسأقاتل من اجل التوافق وبالتالي ارفض الدخول في سجال مع أحد حول البدائل أو الخيارات السياسية التي ستلجأ إليها المعارضة في حال تعثر التفاهم وبادرت الأكثرية الى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً». وأمل بري كما نقل عنه زواره، بأن لا تفلت الأمور في لبنان. وأكد الزوار انه لا يزال يراهن على الحوار مع النائب الحريري والاتفاق معه بدعم من البطريرك صفير «الذي سيكون له موقف في الوقت المناسب من شأنه ان يشكل دعماً للحوار، خصوصاً أننا سنأخذ موقفه في الاعتبار». وأضاف بري: «أنا حاضر للتفاهم مع الحريري من دون ان نتخطى بكركي، وأنا على استعداد لأتحمل تبعات أي موقف اتفق عليه مع الحريري، مهما كان الثمن لأن البدائل لعدم الاتفاق لن تكون لمصلحة أحد».
وفي هذا السياق، كشفت مصادر وزارية ان السنيورة سيوفد قريباً وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الى الفاتيكان «للتشاور مع كبار المسؤولين فيه في الاستحقاق الرئاسي والخطوات المطلوبة لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري لقطع الطريق على من يراهن على جر البلد الى الفراغ».
وأوضحت المصادر عينها لـ «الحياة» أن عدم عقد جلسة الانتخاب في 12 الجاري «لن يدفع الأكثرية الى البحث عن بدائل قد تكون جاهزة للتطبيق في جلسة تعقد في هذا التاريخ نفسه وفور عدم توافر النصاب لجلسة الانتخاب التي دعا إليها بري». وتابعت: «الأكثرية ليست في وارد انتخاب رئيس في جلسة تعقدها في اليوم نفسه وبالنصف زائداً واحداً وإنما ستتريث لبعض الوقت قبل ان تلجأ الى مثل هذا التدبير الذي لا مفر منه لضمان عدم حصول فراغ في سدة الرئاسة الأولى ريثما تتوضح جميع المواقف بصورة نهائية لجهة استحالة التوصل مع المعارضة الى توافق على الرئيس».
من جهة ثانية، واستعداداً للجلسة النيابية الاثنين المقبل، بدأت قيادة الجيش تتحضر لتكثيف الإجراءات والتدابير العسكرية الاحترازية في بيروت الكبرى بدءاً من اليوم الاثنين، بحسبما أكد مصدر وزاري رفيع لـ «الحياة»، مضيفاً ان هذه الإجراءات ستشمل محيط مطار رفيق الحريري الدولي. ورأى المصدر ان تكثيف وجود الجيش اللبناني في بيروت الكبرى، يأتي في إطار رغبة قيادة الجيش في الحفاظ على الاستقرار وضبط الوضع في ظل مخاوف لدى اطراف سياسية عدة من لجوء البعض الى تهديد التهدئة السائدة في البلد قبل موعد الجلسة النيابية الاثنين المقبل.وأضاف ان وحدات الجيش الموجودة في بيروت الكبرى ستبادر الى تعزيز وجودها وتكثيف انتشارها من اجل الحفاظ على النظام العام تحسباً لما يمكن ان يترتب من تداعيات في حال عدم توافر النصاب القانوني لعقد الجلسة. واعتبر ان تكثيف حضور وحدات تابعة للجيش اللبناني الى جانب قوى الأمن الداخلي يأتي انسجاماً مع إصرار غالبية الأطراف على عدم اللجوء الى الشارع في حال تعذر انتخاب الرئيس وأن يبقى الاحتكام الى المؤسسات هو السائد، مشيراً الى ان لا مصلحة للقوى الرئيسة في جر البلد الى الفوضى.

وأضاف المصدر ان «حزب الله» من القوى الرئيسة المنادية بعدم الانجرار الى الفوضى، عازياً السبب الى انه «لن يكون لديه من مبرر للجوء الى الشارع ما دامت جميع القوى تؤكد ان سلاح المقاومة سيبقى خاضعاً للحوار الداخلي وأن لا نية لأحد لتطبيق القرار 1559 الرامي الى جمع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية بالقوة».
ورأى ان مجرد لجوء «حزب الله» الى الشارع والتلويح باستخدام سلاحه «سيدفع بقوى الأكثرية الى رد فعل تصر من خلاله على تطبيق القرار 1559 خصوصاً ان موقفها سيلقى دعماً عربياً ودولياً وهذا ما لا يريده الحزب الذي لديه الكثير ليخسره بخلاف بعض الأطراف غير الفاعلة التي قد تضغط باتجاه المزيد من الخطوات التصعيدية ضد الأكثرية».

ـ صحيفة الحياة / على صفحة أولى :
ذكرت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية أمس، أن الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما «حزب الله» في تموز (يوليو) العام الماضي فارقا الحياة، مشيرة إلى أن «المسؤولين الإسرائيليين صاروا على قناعة بأن الجنديين لم يعودا على قيد الحياة». وأوضحت المجلة أن «أي إشارة في شأن بقائهما على قيد الحياة، لم تصدر عنهما، على عكس الجندي جلعاد شاليط الذي اختطفه مسلحون من «حماس» في قطاع غزة». كما لفتت إلى أن «منظمة الصليب الأحمر الدولي لم يسمح لها بزيارة الجنديين في لبنان، كما لم يتم استلام أي رسالة منهما».

ـ صحيفة اللواء:
قبل أسبوع من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 12 تشرين الثاني الحالي، ظل الترقب سمة الوضع السياسي المحلي المنشغل باستقصاء حقيقة ما دار في الاجتماع الدولي - العربي حول لبنان في اسطنبول السبت الماضي، واللقاءات الثنائية التي جرت على هامشه، ولا سيما اللقاء النادر بين وزيرة الخارجية الاميركية راعية الاجتماع ونظيرها السوري وليد المعلم الذي لم يدع اليه، حيث تبلغ رسالة واضحة مؤداها عدم التدخل في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية•
الى ذلك، حمل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، في اول كلام علني له، بعد عودته من فرنسا، حيث التقى النائب سعد الحريري، على تصريحات الوزيرة الاميركية رايس، ووصفها بأنها "لا تشجع كثيرا"، مؤكداً ان "الحل بيد اللبنانيين"• واعلن ان لقاءه النائب الحريري اظهر "بوادر تفاهم" وقال: "لقد وجدنا ان هناك اموراً عديدة لسنا مختلفين حولها"• واوضح ان مفاوضاته مع الحريري لم تكن بمبادرة اجنبية، مشيراً الى ان تعذر اللقاء كان لاسباب عديدة منها التشويش والخلل الامني والضغط الاعلامي•• فهربنا الى فرنسا•وحمل عون، على هامش توقيعه كتابه الجديد "رؤيتي للبنان" على ما وصفه بالتواطؤ المثلث الاضلاع• وقال: "هناك تواطؤ اسرائيلي، سوري، اميركي• اما الوكيل الوصي فهو السوري الذي اخذ الغلة ولم ينفذ الاتفاق فطردوه اخيراً، ولذلك نرى المسؤولية الاولى ستقع على الوصي الكبير (اميركا) الذي سيب الارض والشعب•• واعتبر انه كانت لديه الشجاعة، وتخطيتهم عدة مرات، لكنني دفعت الثمن لأنني كنت لوحدي، ولكن اليوم لا احد يمكن ان يدفعنا الثمن في حال صمدنا نحن الاثنين معاً، اذا جمد الفريق الآخر (الحريري) في موقعه• وقال: "التوافق اللبناني - اللبناني ينقذ لبنان، وانما مؤمن ان الشعب مهما كان صغيراً، اذا كان متحداً لا يمكن لاي قوة مهما كانت كبرى ان تضربه او تؤذيه"•
ومن جهته، حمل "حزب الله" بقوة على السياسة الاميركية تجاه لبنان وخصوصاً تصريحات وزيرة الخارجية كوندواليزا رايس في اسطنبول• ورأى الوزير المستقيل محمد فنيش ان "الادارة الاميركية تسعى الى اخضاع اللبنانيين للقبول بسلطة مرتهنة، وخاضعة لحساباتها بعيداًِ عن حسابات الوطن، مشدداً على ان ما نشهده ما ازمة على ساحتنا سببه الاول هو الاهتمام الاميركي بهذه الساحة• وقال: "ان هدف السياسة الاميركية هو الامساك بالقرار السياسي واذ تعذر ذلك من خلال الرسائل الدستورية فليكن الامر بالانقلاب على الدستور"•
واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ان ما فعلته رايس في تركيا فضيحة كاملة لحقيقة السياسة الاميركية في لبنان بأن التوافق ممنوع وبأن اميركا لا تريد للبنان ان يكون متوافقاً او متحداً• مشيراً الى ان الايام القليلة الباقية هي فرصة من اجل انقاذ هذا البلد والحفاظ على صيغة التوافق والتعايش، لان الاميركي من اجل مصالحه لا يتورع عن ضرب لبنان كما ضرب العراق والمنطقة كلها.

ـ صحيفة المستقبل:
يبقى الاستحقاق الرئاسي في دائرة احتمالين، أولهما التوافق، اذا أفضت المواقف الدولية والعربية الى انتاج دينامية لبنانية توافقية، وثانيهما ترحيل الاستحقاق الى الأيام العشرة الأخيرة التي تبدأ في الرابع عشر من تشرين الثاني. وفي ظل هذين الاحتمالين، يبقى الاستحقاق اللبناني في دائرة الاهتمام، دولياً مع القمة المنتظرة للرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي يوم غد الثلاثاء في واشنطن، ومع جلسة مجلس الامن الدولي اليوم المخصصة لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول مجريات تطبيق القرار 1559 حيث علمت "المستقبل" ان مشروع بيان صحفي قد اعد وسيطرح امام اعضاء المجلس في الجلسة المغلقة وهو يركز ويدعو الى اجراء الانتخابات الرئاسية في اطارها الدستوري.
دعا الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية، الرئيس أمين الجميل الى "التوافق قبل خراب البصرة" مجدداً، في احتفال وضع حجر الأساس لبيت الكتائب في ترشيش، تأييده مبادرة بكركي ومبادرة الرئيس بري المكملة لمبادرة بكركي ومشدداً على "اننا نريد رئيساً يؤمن بلبنان، ويعلن جهاراً وصراحة ان لبنان أولاً، قبل كل المصالح الأخرى" ومؤكداً ان "من هنا، من لبنان سينبع الرئيس اللبناني" و"لبنان باق وهو باتجاه السيادة والحرية والكرامة.. ولن نسمح أن يدفعنا البعض الى مزيد من الارتهان والانتهاك لسيادتنا للعودة الى عهد الهيمنة ومصادرة القرار اللبناني(..)".

ـ صحيفة النهار/ مقال بقلم برنار كوشنير (وزير خارجية فرنسا)- ماسيمو داليما (وزير خارجية ايطاليا) - ميغيل انخل موراتينوس (وزير خارجية اسبانيا) :
تتحمل بلداننا الثلاثة مسؤولية خاصة الى جانب لبنان. فايطاليا واسبانيا وفرنسا هي اهم الدول المساهمة في القوة الموقتة للامم المتحدة "اليونيفيل"، وهي لعبت دورا حاسما في الجهود التي بذلها المجتمع الدولي دعما للجيش اللبناني بغية ضمان الامن في جنوب لبنان بعد نزاع صيف 2006. ونحن ندفع ثمن ذلك، اذ قتل ستة من الجنود الاسبان في 24 حزيران الماضي. لكننا عازمون على العمل من اجل استقلال لبنان وسيادته ووحدته.(...) الامل لا يزال حيا. لقد تم تحديد موعد جديد لاجتماع النواب في 12 تشرين الثاني لاجراء الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية. ان التفاهم بين اللبنانيين من اجل انتخاب رئيس له صفة تمثيلية يمثل تجمعا واسعا ضمن المهل المنصوص عليها ليس ضروريا فحسب بل هو ايضا ممكن. رئيس يعيد السلطة لهذا المنصب ولا يبدو انتخابه موجها ضد اي طرف او اي بلد. هذا الامل يتعزز بالشعور الذي استمددناه من مقابلاتنا مع الشخصيات الرئيسية في لبنان. ثمة ارادة ليس فقط لمتابعة الحوار الذي استؤنف في لبنان منذ لقاء الاحزاب السياسية كافة في "لا سل سان كلو" في فرنسا، انما لايصاله الى نتيجة. ان الزعماء الذين عاشوا جميعا لحظات الحرب الاهلية المظلمة يدركون انه لا يمكن كتلة ان تتغلب على الكتلة الاخرى. هم يعرفون جميعا ان فراغا في الرئاسة قد يحول حال الجمود الحالية في المؤسسات الى فوضى والى صراع دام.
اليوم وللمرة الاولى منذ فترة طويلة جدا، ثمة فرصة سانحة امام اللبنانيين وامام كل الطوائف اللبنانية ليقرروا مصيرهم بانفسهم. يجب عليهم ان يتحملوا هذه المسؤولية التاريخية كاملة وبروح المسؤولية. ويتعين على المجتمع الدولي وعلى شركائهم وجيرانهم مساعدتهم في ذلك.انها لحظة امل، ويطيب لنا ان نتصور الزخم الهائل الذي يمكن ان يحمله التفاهم في لبنان للسلام في الشرق الاوسط وبخاصة للحوار الاسرائيلي - الفلسطيني.

أبرز ما ورد في المقالات والتعليقات :
ـ صحيفة النهار/ غسان تويني :
(...) ان الحرب المذهبية تسيء الى ايران والى تطوير برنامجها النووي (الذي نؤيده جميعنا). ذلك ان الحرب المذهبية في لبنان ستشعل حروباً مماثلة في العالم العربي الاسلامي بكليته، مما يفوّت على ايران المعزولة اذذاك التضامن الذي هي في أمسّ الحاجة اليه، فيما اذا واجهتها اميركا بالحرب التي بها تهوّل. فحذار، ولنترك السعودية تستمر في فتح الآفاق الجديدة في ديبلوماسيتها "المكية"، كمثل مفاوضاتها النووية مع ايران. فرحمة بالعباد، اطلق يا سيد حسن نصرالله سراح اتباعك الذين تأسرهم ببلاغة كلمتك. ولنحمل معاً، كلنا أي العائلات الروحية الثماني عشرة التي لا يضم مثلها وطن سوانا في الدنيا. ولننجح في اقامة وحدة على صورة وحدة الله الواحد الأحد، الأبدي السرمدي، علّنا نجعل هذا الوطن حقاً عاصمة السلام في ديارك وديارنا كلنا، معاً. ولا يغرّنك او يغرّر بسواك من هم على نهجك سراب. لا احد لا هنا، ولا في العالم الخارجي سيسمح بتحويل لبنان، واستطراداً سوريا، الى مجموعة "كردستانات"، شيعي من هنا وماروني من هناك وربما فلسطيني من هنالك الخ... وربما علوي كذلك، لمَ لا؟لا. لا... لا احد سيسمح، ولا احد يظن ان اسرائيل واحدة لا تكفي العالم شر الهموم "الاقلية". مفهوم؟

ـ صحيفة الديار/ حسن سلامة:
رجحت مصادر بارزة أن تحصل الانتخابات الرئاسية قبل 42 تشرين الثاني، مشيرة إلى أن أكثرية المعطيات تخدم مصالح التوافق، وأن الأميركي قد يراجع حساباته خوفاً على حلفائه وحتى لا يفلت الجنوب.

ـ صحيفة الديار/ جوني منير:
أشار منير في مقاله إلى أن أحد أسباب التحرك الفرنسي باتجاه دمشق مرده إلى خوف فرنسا من الفراغ والمواجهات التي قد تنجم عنه، خصوصاً بعدما وصل إلى مسامع فرنسا بالتواتر، أن حزب الله يعتزم إبلاغ قيادة قوات الطوارئ بأنه في حال عدم وجود رئيس للجمهورية وفاقي بعد 24 تشرين الثاني فسيعتبر نفسه في الجنوب في وضع غير طبيعي وهو ما يعني أنه سينتقل من وضع المتعاون أمنياً مع قوات الطوارئ إلى وضع المراقب عن بعد. وهو ما يعني بتفسير أدق أن حزب الله لن يبادر إلى مواجهة أي فصيل فلسطيني مسلحى ولا حتى خلية إرهابية تنوي إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل أو ربما استهداف قوات الطوارئ. وصحيح أن حزب الله لن يقوم بأي بعمل عسكري أو أمني، لكنه في الوقت نفسه لن يبادر إلى المساعدة في ضبط الوضع الأمني كون الواقع سيكون أكبر وأقوى من قدرة حزب الله. كما أشار منير إلى أن المعلومات تؤكد أن المعارضة ستباشر تحركاً شعبياً محدوداً وعلى شكل رسائل ميدانية معبّرة بعد جلسة 12 تشرين الثاني. وستعمد هذه المجموعات إلى قطع كافة الطرق المؤدية إلى فندق فينيسيا وبشكل سلمي، على أن تتولى مجموعات أخرى تضم موظفين في الوزارات بالاستيلاء على الوزارات والمرافق الأساسية مثل المطار ومرفأ بيروت، وعند هذا الوضع ستدخل الأزمة منعطفاً جديداً، لا مجال معه للعودة إلى الوراء، وتصبح كل السيناريوهات ممكنة الحصول، حتى تلك الأكثر تشاؤماً. أما في حال حصول الفراغ وترك الأمور تذهب إلى 24 تشرين الثاني من دون حصول انتخابات بالنصف + واحد، فإن رئيس الجمهورية سيعتبر هذه الحكومة مستقيلة في 23 تشرين الثاني، وسيطلب من الجيش اللبناني استلام السلطة في البلاد. والمحافظة على المؤسسات. وهذا الوضع الذي باتت ترجح حصوله العواصم الغربية. وهذا الوضع الشاذ ترجح أوساط دبلوماسية أن يستمر حتى شهر شباط المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية وسبب الانتظار حتى شباط هو تمرير موضوع المحكمة وأعضائها من القضاء وكامل ترتيباتها قبل انتخاب رئيس توافقي بحيث لن يعود له تأثير على هذا الملف. (...) وتساءل أحد السفراء الأوروبيين :" ألا يفكر هؤلاء الأميركيون بشيء من العقل، بأن الصواريخ باتت ملك الجميع، وقد امتلكها تنظيم فتح الإسلام، فماذا لو استهدفت فندق الفينيسيا حيث جمعت "قيادة" الأغلبية أربعين نائباً في مكان واحد وبقرار لا يخلو من الغباء؟ (...)

ـ صحيفة الأخبار/ نقولا ناصيف :
ما يبدو جلياً حتى الآن أن لحود صرف النظر كلياً عن تأليف حكومة ثانية. ومع أنه لمّح إلى ذلك تكراراً، فإن معارضيه في قوى 14 آذار قاربوا موقفه باعتباره مناورة الساعات الأخيرة. بيد أن المطّلعين عن كثب على موقفه يبرزون الملاحظات الآتية:
ـ أن لحود سيكون أول رئيس يُستبعد عن الاضطلاع بدور مباشر في انتخاب خلف له. لا هو شريك ولا هو ناخب كبير. ولم تكن هذه حال أسلافه بمن فيهم الأكثر عداوة لخلفائهم في الرئاسة، فاضطلعوا دوماً بدور حاسم في انتخاب هذا الخلف وإن رضوا به على مضض.
ـ أن لحود وجّه إلى عدد من نظرائه في دول عربية فاعلة تأكيدات أنه لن يؤلف حكومة ثانية عند نهاية ولايته. وحرص على إبراز هذه التأكيدات عبر القنوات الدبلوماسية الرفيعة على أنها تعهّدات قاطعة.
ـ أنه لم يعد مقتنعاً بجدوى تأليف حكومة ثانية في الأيام القليلة الباقية من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، من غير أن يُسقط اقتناعه بالحاجة إليها، لكن قبل هذا الوقت بكثير. وهو بذلك أضحى ع

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد