المقتطف الصحفي » المقتطف اليومي من الصحافة اللبنانية لهذا اليوم الثلاثاء 6 تشرين الثاني2007

صحيفة السفير:
ـ دمشق ترفض البحث بالأسماء والرياض تشدّد على التوافق ... وكوشنير يقرّ بالاختلاف مع واشنطن
ـ أوسع إجراءات أمنية في بيروت الكبرى حتى 24 ت2

قالت "السفير" انه اذا كان مناخ الزيارة الفرنسية المفاجئة الى دمشق، أمس الأول، قد أزاح الصورة المتشنجة التي ارتسمت في أعقاب اجتماع وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والأميركية كوندليسا رايس في اسطنبول، فإن مناخ التحريض الأميركي لفريق الرابع عشر من آذار، بالمضي في خيار انتخاب رئيس غير توافقي يتبنى القرار 1559 أولاً، ولو بالنصف زائداً واحداً، كما عبّر عن ذلك صراحة، أمس، السفير الأميركي في مجلس الأمن زلماي خليل زاد، طرح علامات استفهام في أوساط بارزة، عربية وأوروبية، ذلك، أن هذا "التطرف" في الخيارات، إنما بدا مخالفاً لكل المخاطر التي بات يستشعرها كل مواطن لبناني، والتي سيعبر عنها بشكل واضح مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الشهري يوم غد.
وفيما تحولت الأنظار الى الفاتيكان وواشنطن وشرم الشيخ لمتابعة ما يمكن أن ينتج عن هذه اللقاءات الدولية والإقليمية، فإن زيارة مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف الى بيروت، اليوم، وغداً، لن تتعدى العناوين العامة، من دون أن يحمل مبادرة أو أفكاراً محددة.
غير أن نقاشات المشاركين العرب، ومنهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وكذلك وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير في الاجتماع المتعدد الأطراف، في اسطنبول، أظهرت تمايز الموقفين العربي والأوروبي، عن الموقف الأميركي، لجهة التأييد الحاسم لنصاب الثلثين ورفض دعوة المجلس النيابي إلا عن طريق الرئيس نبيه بري طالما هو يدعو بصورة منتظمة وبالتنسيق مع جميع الأطراف الى الجلسات، لا بل هو دعا إلى أول جلسة قبل أشهر من موعد الاستحقاق.
وهذا الأمر، عبرت عنه القيادة السعودية مجدداً، حيث تبلغ النائب سعد الحريري، في آخر زيارة له قبل توجهه إلى العاصمة المصرية، رغبة من أعلى المسؤولين في المملكة بوجوب بذل كل ما يستطيع في سبيل تحقيق التوافق بين اللبنانيين وأن المملكة لا تملك مرشحاً محدداً بل تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون.
كما عبر عن ذلك، الفرنسيون بشكل واضح حيث أقروا باختلافهم مع الأميركيين أحياناً في مقاربة الملف اللبناني، وأكدوا أنهم يريدون "رئيساً مقبولاً من أكبر عدد ممكن من اللبنانيين"، بخلاف الأميركيين الذين يفضلونه حصراً من الرابع عشر من آذار، على حد تعبير الوزير كوشنير، وقال "لدعم أي رئيس منتخب بأكثرية النصف زائداً واحداً أن تسبق جلسة انتخابه جلسة تنعقد بأكثرية الثلثين".
وقال كوشنير لمراسل "السفير" في باريس محمد بلوط "إذا انتمى الرئيس المنتخب إلى الرابع عشر من آذار سيكون ذلك شرعياً لانتماء عدد من الموارنة إلى هذا التكتل، وإذا لم يكن من الرابع عشر من آذار ويحظى بتأييد أكبر عدد ممكن من اللبنانيين فذلك أمر جيد"، لكن كوشنير كان حاسماً في احتفال معهد العالم العربي في باريس،
أمس، بقوله "لا أريد أن أكون أنا من يختار كما في الماضي القريب رئيساً لبنانياً من لائحة المرشحين لكن لا أريد في المقابل أن تفعل سوريا ذلك بأي حال".
وأكد كوشنير للصحافيين "إذا ما انتخب لبنان رئيساً له وفق الأصول الدستورية سيعطي دفعاً للمفاوضات التحضيرية للقاء أنابوليس بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لذا طالبت بإلحاح أن ينعقد لقاء أنابوليس بعد الانتخابات في لبنان".
وقال رداً على سؤال ل "السفير" إن الحديث عن الفراغ الدستوري "كان جوهر اللقاء بينه وبين الوزير المعلم وإنه إذا ما وقع فراغ دستوري في لبنان فسيجري ملؤه بطريقة بشعة بحكومتين ورئيسين، ولن يعود ذلك بالفائدة على أحد بل سيؤدي إلى إشعال التحديات والتوترات والمواجهات ولا مصلحة لسوريا في ذلك".
في هذه الأثناء، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية بارزة في بيروت ل "السفير" أن القمة الأميركية الفرنسية التي ستعقد في الساعات المقبلة في واشنطن "ستكون محطة حاسمة في مسار الاستحقاق الرئاسي في لبنان"، وقالت إن زيارة "الموفدين الشخصيين" الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان ومستشاره الدبلوماسي جان دافيد لافيت الى دمشق واجتماعهما المطول بالرئيس السوري بشار الأسد "لم تترك انطباعاً إيجابياً في الاتجاهين وحسب، بل تركت مناخاً مساعداً لرسم مسار جديد في العلاقات الفرنسية السورية".
واستدركت المصادر بالقول إن هذا المسار "يبقى رهن اختبار جدي اسمه الاستحقاق الرئاسي، حيث يعول الأوروبيون، وخاصة فرنسا واسبانيا وايطاليا والمانيا، على أن تتلقف دمشق جيداً الرسالة الأوروبية بمرونة، وأن لا تتكرر الأخطاء السابقة".
وتابعت المصادر "أن الموفدين الفرنسيين نقلا إلى الأسد حرص الرئيس نيكولا ساركوزي على تطبيع العلاقات الفرنسية السورية، وأن مفتاح ذلك يبدأ بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خاصة وأن فرنسا تحرص على انتخاب رئيس جديد غير معاد لسوريا، ونحن ندرك حيوية العلاقات اللبنانية السورية للجانبين".
وقالت المصادر "إن الفرنسيين حملوا أسئلة محددة وسمعوا أجوبة سورية محددة كانت في معظمها ايجابية، غير أن السوري رفض الدخول في البحث بأية أسماء، مبدياً استعداده للتعامل بصورة ايجابية مع كل ما من شأنه حفظ استقرار لبنان، لأن سوريا مصلحتها رؤية لبنان مستقراً ومعافى، وبالتالي سنقبل ما يقبله اللبنانيون ويجمعون عليه".
وبينما تحدثت مصادر فرنسية عن "أمر محدد" نقل من الجانب الفرنسي وأن الجانب السوري تعامل معه بإيجابية، أكدت المصادر الأوروبية أن نتائج زيارة الموفدين الشخصيين لساركوزي، وبينهم مسؤول ملف العلاقات الأميركية الفرنسية، ستظهر جلية في "الكلمة الأخيرة" التي ستصدر عن قمة واشنطن.
من جهة ثانية، يعقد المجلس العسكري اللبناني اجتماعه الدوري، اليوم، برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان وعلى جدول أعماله سلسلة قضايا عسكرية وأمنية، أبرزها مناقشة الخطة التي ستواكب موعد جلسة الاثنين المقبل التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي لن يقرر تأجيلها إلا بعد استئناف اجتماعاته برئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري قبل نهاية الأسبوع الحالي، فإذا توافقنا على اسم الرئيس "يمكن أن أقرّب موعد الجلسة وإذا واصلنا البحث نؤجل الجلسة لمدة أيام قليلة"، كما قال الرئيس بري ل"السفير".
ووفق المعلومات المتوافرة ل"السفير"، فإن قيادة الجيش أجرت تقييماً على صعيد المؤسسة العسكرية، وسلسلة مشاورات مع القيادات الأساسية في الموالاة والمعارضة، وأبلغت خلالها جميع المعنيين أن حيادها الإيجابي إزاء أي اشتباك سياسي لا يعني أنها ستسمح بالنيل من المؤسسات الشرعية، بل على العكس ستسعى لحماية كل المؤسسات وستحاول من خلال حيادها الايجابي الحيلولة بكل ما أوتيت من إمكانات من أجل منع الفتنة أو محاولة أخذ الأمور الى الفوضى.
ووفق الإشارات التي تلقتها أكثر من جهة سياسية، فإن قيادة الجيش وضعت خطة أمنية لحماية كل المؤسسات خلال الفترة الممتدة من الآن وحتى تاريخ الرابع والعشرين من تشرين الثاني، آخر مهلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما رسمت سيناريوهات لكيفية التعامل مع واقع بلوغ الأمور حافة الفراغ الدستوري من زاوية حفظ وحدة المؤسسة العسكرية وعدم إقحامها في التجاذبات السياسية.
ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذه الخطة التي تقضي باتخاذ تدابير أمنية مشددة يواكبها استنفار لكل الألوية والأفواج خاصة المتمركزة في نطاق بيروت الكبرى (من الدامور جنوباً وحتى نفق نهر الكلب شمالاً صعوداً نحو طريق الشام شرقاً)، على أن يتولى الجيش بشكل أساسي الأمن في هذه البقعة الجغرافية حيث سيتم توزيع المهام بالتنسيق مع باقي المؤسسات الأمنية.
ومن المتوقع أن تتصاعد وتيرة الإجراءات والتدابير مع اقتراب العد العكسي لتاريخ الرابع والعشرين من الجاري.

صحيفة النهار:
ـ نحو تأجيل ثالث للموعد الانتخابي و14 تشرين الثاني بداية الجلسات المفتوحة على المفاجآت
ـ إحجام صفير عن التسمية يطلق موجة مشاورات جديدة
ـ كوشنير العائد: لا حل الاّ بمرشح يتوافق عليه الجميع

كتبت "النهار" تقول انه قبل اسبوع من الموعد الثالث لجلسة مجلس النواب في اطار المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد موعدي 25 ايلول و23 تشرين الاول، بات هذا الموعد مرشحا بدوره للتأجيل ولكن هذه المرة ليومين على الاكثر تبدأ بعدهما الجلسات المفتوحة على المفاجآت، على ما افادت معلومات ل"النهار" امس.
ذلك ان "التوافق" الحقيقي الذي يسود الاوساط السياسية والقوى المعنية بالاستحقاق الرئاسي لم يتحقق منه حتى الآن سوى حال انتظار شاملة لما ستؤول اليه التحركات الدولية والاقليمية والعربية الجارية بكثافة غير مسبقوة وكأنها في سباق مع نهاية المهلة الدستورية. واهم هذه المحطات وابرزها القمة الاميركية - الفرنسية التي ستعقد اليوم وغدا في واشنطن والتي سبقتها زيارة الامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان - دافيد ليفيت لدمشق، علما ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني يتصدر جدول اعمال القمة بين الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي.
وكشفت مصادر سياسية ل"النهار" أن مسؤولين وزعماء سياسيين تبلغوا في الساعات الاخيرة، عبر حركة للسفراء المعنيين بالتحركات الخارجية الاخيرة، ان مضمون الرسائل الحازمة التي وجهت الى سوريا لا يعني في شكل من الاشكال الاعتراض على التوصل بين القوى اللبنانية الى مرشح توافقي شرط الا يحصل ذلك بضغوط من أي قوة خارجية. وافادت هذه المصادر ان الايام المقبلة ستشهد عودة للمشاورات الداخلية الناشطة، وخصوصا بعد ان يصدر مجلس المطارنة الموارنة بيانه الشهري غدا، والذي تنتظره الاوساط السياسية كمؤشر نهائي للموقف الذي سيلتزمه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حيال موضوع تسمية المرشحين. وبناء على هذا الموقف، ينتظر ان تعاود المشاورات المباشرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري الذي زار باريس امس والتقى غيان وليفيت واطلع على نتائج محادثاتهما مع الرئيس السوري بشار الاسد. وفي انتظار عودة الحريري الى بيروت، وضع المسؤولون اللبنانيون في جو زيارة جديدة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بيروت عقب القمة الاميركية - الفرنسية.
اما بالنسبة الى موقف بكركي، فأبلغت اوساط وثيقة الصلة باللقاءات التي انعقدت في الايام الاخيرة بين البطريرك صفير وعدد من الشخصيات السياسية، الى "النهار" ان بيان مجلس المطارنة الموارنة سيتضمن شرحاً للاسباب التي تجعل بكركي تمتنع عن تسمية مرشح او مرشحين لرئاسة الجمهورية. وقالت ان البطريرك لا يرغب اساسا في اختزال دور مجلس النواب، ثم انه اطلع على مواقف قادة موارنة ومسيحيين رأوا انه لا يتعين على البطريرك ان يسمي مرشحين، فكيف يمكنه ان يقدم على خطوة كهذه اذا كان المسيحيون غير متفقين عليها بدرجة اولى؟ وتشير الاوساط نفسها الى ان البطريرك صفير لا يتردد في ابداء تخوفه من خطورة الفراغ الدستوري، كما يخشى حصول اقتتال في حال انتخاب رئيس بالغالبية المطلقة، لذلك يرى ضرورة ان يكون الانتخاب بالتوافق.
ولفت المراقبين في هذا السياق ما ادلى به النائب غسان تويني عقب زيارته امس الرئيس بري من ان "الاتفاق (على الرئيس الجديد) لا يحصل قبل 15 يوما بل يحصل دائما في الساعة الاخيرة". وشكك في امكان حصول انتخابات في جلسة 12 تشرين الثاني.
وتزامن ذلك مع معلومات عن اتجاه الى تأجيل جلسة 12 تشرين الثاني الى 14 منه، اي موعد بدء فترة الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية التي يصير فيها انعقاد الجلسات الانتخابية حكميا. ولم تستبعد اوساط نيابية ان يعمد الرئيس بري بعد 14 تشرين الثاني الى ملازمة مجلس النواب باستمرار "لقطع الطريق على اي ذريعة قانونية ودستورية قد تتخذها الغالبية" لعقد جلسة خارج المجلس والانتخاب بغالبية النصف زائد واحد، وذلك من خلال تحديده مواعيد متعاقبة للجلسات الى حين انتخاب الرئيس الجديد.
في غضون ذلك نقل مراسل "النهار" في باريس عن مصادر ديبلوماسية ترجيحها عودة كوشنير الى بيروت في نهاية الاسبوع الجاري.
وتحدث الوزير الفرنسي عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني على هامش افتتاح معرض "متوسط الفينيقيين من صور الى قرطاجة" في معهد العالم العربي بباريس، فأكد انه لم تجر اي صفقة مع سوريا وليس هناك اي اتفاق بين باريس ودمشق بل تم تذكير السلطات السورية بالامور الاساسية.
وقال: "في الواقع نتمنى ان يجري المسار الانتخابي الدستوري في لبنان خلال المدة المحددة له ووفق نصوص الدستور... ان كل تدخل خارجي يجب ان يتوقف والا يحصل ابداً. ويعود الى اللبنانيين، كل اللبنانيين، ومنهم الذين شاركوا في لقاء سيل سان - كلو ان ينتخبوا رئيساً للجمهورية وفق الطريقة المعتمدة" التي حددها بالآتي: "قائمة يقدمها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، تليها مشاورات بين الاكثرية والمعارضة اي بين النائب سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري من اجل اختيار اسم او اسمين" من لائحة البطريرك "لعرضها على البرلمان اللبناني للاقتراع... ان هذا ما ينبغي احترامه وهذا ما قلناه".
وسئل عن مصير العلاقات السورية - الفرنسية فأجاب: "اذا احترمت دمشق العملية الديموقراطية، من البديهي ان العلاقات بين باريس ودمشق ستتحسن ايجابياً وعندها يمكن اقامة علاقات طبيعية... هذه هي الرسالة الذي بعثنا بها للمرة الخامسة الاحد الماضي الى سوريا وكانت المرة الرابعة في اسطنبول".
وعما صرح به نظيره السوري وليد المعلم، قال: "لم نجر اي صفقة. لقد ذكّرنا بالبديهيات التي عرضها المعلم بست نقاط ولم نعقد اي اتفاق، وقلنا لهم عليكم احترام الانتخابات وعلينا نحن احترامها واحترام الاقتراع ومكان انعقاد الجلسة دون اي تدخل، وقد اكد المعلم انه سينفذ ذلك... هل يجب ان اصدقه؟... انني اتمنى ذلك".
وتعليقاً على اصرار وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على انتخاب رئيس ينتمي الى 14 آذار، قال كوشنير: "لا يمكن القول ان ثمة اختلافاً في وجهات النظر بين باريس وواشنطن بل هناك تطور في الموقف الاميركي ومن المفيد تطوير هذا الموقف. وعلى رغم علاقتنا والصداقة التي تربطنا فلسنا دائماً على اتفاق مع اميركا، وعندما يحصل تباين نبينه، وكل حوار مفيد من اجل لبنان". واضاف: "اريد هنا ان اذكر انه عندما دعونا ممثلين عن طاولة الحوار الوطني اللبناني الى لقاء سيل سان - كلو وكان هدفنا جمع كل الطوائف لان فرنسا لا تفضل طائفة على اخرى وشارك حزب الله في هذا اللقاء، فإن واشنطن لم تكن مسرورة. ولكن الآن نقترب شيئاً فشيئاً من موقف موحد".
وذكّر بالاجتماع الذي عقد في اسطنبول في نهاية الاسبوع الماضي وضم وزراء الخارجية لكل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر والامارات العربية المتحدة و الاردن، الى ممثل جامعة الدول العربية، وقال: "لو كان المعلم هناك، وكان قد توجه الى المطار، لكان وافق على الورقة التي صدرت عن الاجتماع والتي تؤكد ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية وفقاً للدستور مع احترام اتفاق الطائف وفي المهلة المحددة". وحذّر من انه "لم يبق سوى قليل من الوقت بين 14 و23 تشرين الثاني".
ثم قال: "من المحتمل ان تروني من جديد في بيروت. في المرة الاخيرة كنا ثلاثة مع وزيري خارجية ايطاليا واسبانيا وكانت فرصة لزيارة قواتنا التابعة لليونيفيل والتي تؤمن سلامة جنوب لبنان، للتعبير عن صداقة بلدان المحيط المتوسطي مع لبنان والتي تريد بكل عزمها ان يخرج من محنته وللتعبير عن دعمنا لسيادته ووحدته وعن ديموقراطيته ولرفض كل انواع التدخل الخارجي في شؤونه".
واعلن انه "قلت لوزير الخارجية السوري اذا حصل فراغ فسيتم، تعويضه بطريقة شنيعة: "حكومتين ورئيسين، وهذا لا يخدم احداً وسيؤدي الى تصعيد التوتر والى التحدي والى اشتباكات، وهذه الاحداث ليست من مصلحة سوريا ايضاً".
وسئل عن موقف بلاده من الانتخابات بالغالبية المطلقة فأجاب: "بعد ان تتم المرحلة الاولى، أي الاجتماع بالثلثين، يمكن التصويت بالاكثرية زائد واحد... إنني اتمنى واكرر ما قلته. يجب ان تكون عملية يتوافق عليها الجميع مع مرشحين يحصلون على موافقة الغالبية والمعارضة لانه ليس هناك حل آخر، وعدم احترام ذلك سيؤدي الى الفوضى... اريد رئيساً مقبولاً لدى اكبر عدد ممكن، ويناسبني اذا كان من 14 آذار، وهذا شرعي لان في هذا الفريق عدداً من الموارنة، واذا لم يكن (من 14 آذار) وهو مقبول لدى اللبنانيين بناء على عملية انتخابية محترمة، فهذا يناسبني أيضاً، لكنني لا اريد اختيار احد كما كان يجرى في الماضي بين المرشحين، ولا أريد أيضاً ان تختار سورياً أحداً".
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس ان لندن ستفتح الابواب امام دمشق وتطور العلاقات معها اذا لعبت الاخيرة "أدواراً ايجابية" في لبنان وفلسطين والعراق.
وصرح الناطق باسم الوزارة باري مارستون في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال": "(...) ان امام سوريا اختياراً مصيرياً، فاما ان تجلس في معسكر ايران وتلعب دوراً غير ايجابي في منطقة الشرق الأوسط، واما ان تلحق بركب البلدان الاخرى من اجل انجاح جهود السلام في فلسطين والعراق ومساعدة الشعب اللبناني على تحقيق المصالحة الوطنية واجراء انتخابات رئاسية ناجحة".
وعن زيارة المبعوث البريطاني مايكل وليامس لبيروت حديثاً قال: "ان في رأس الأولويات للحكومة البريطانية بالنسبة الى لبنان في هذا الوقت مساعدة جميع الاطراف على اجراء حوار بناء، والعمل على انجاح الانتخابات الرئاسية".
وشدد على "حل لبناني بحت من دون تدخل من اطراف من جوار لبنان وغيرها".

صحيفة الديار:
ـ البطريرك يطيح بالديموقراطية وبالمجلس النيابي بتقديمه لائحة أسماء
ـ التحرك الفرنسي مستمر وموفدان إلى بيروت وفتيل التفجير بعدم التوافق
‏ـ 17 يوماً ويدخل لبنان الفراغ و"المسؤولون" ينتظرون الاجتماعات في الخارج
تساءلت "الديار" , هل يقدم البطريرك صفير في سابقة لم يعرفها الصرح البطريركي على الغاء الديموقراطية في لبنان بالغاء المجلس النيابي عبر تقديمه لائحة بأسماء مرشحين الى رئاسة الجمهورية ؟
هل ما كنا نسمعه من البطريرك انه لن يسمي مرشحا كان كلاما في الهواء لا بل كان كلاما سياسيا بامتياز وهو راعي الكنيسة الذي من المفترض ان يبتعد عن السياسة والاعيبها ؟
المعلومات الواردة عن تقديم البطريرك لائحة بأسماء المرشحين هي اول ظاهرة في التاريخ حيث اصبحت المؤسسات الدستورية مشلولة لا تقوم بدورها وما يزيدها شللا وتغييبا لدورها هو تدخل رجال الدين في السياسة والغاء الدستور والمظم الديموقراطية في البلاد بحيث تصبح هذه الظاهرة عرفا مع الايام وتقليدا يرفضه المجتمع المدني المتمسك بالمؤسسات والاصول الدستورية .
ومن قال انه لا يأتي المفتي قباني عند تشكيل اية حكومة جديدة ويسمي الوزراء فيها او ان يأتي المفتي عبد الامير قبلان ويشكل اللوائح الانتخابية في المناطق ويعين النواب بدل انتخابهم من الشعب ؟
صحيح ان مرشح الرئاسة يجب ان يكون مارونيا حسب الدستور اللبناني لكن الصحيح ايضا ان على مجلس النواب اختيار الرئيس الماروني وليس البطريرك الماروني .
وفي هذا الاطار , يبدو ان المسؤولين اللبنانيين غير موجودين وكل التحركات التي تجري انما تجري بين دول غربية وعربية تبدي اهتماما بلبنان .
فالتحرك الفرنسي الذي بدأ من اسطنبول ثم في دمشق عبر موفدين رئاسيين فرنسيين الى الرئيس الأسد سيستمر , وحسب المعلومات فان الموفدين الرئاسيين سيأتيان الى بيروت قريبا للقاء المسؤولين انما المشكلة ستبقى في الاسماء حيث سيقدم البطريرك لائحته فيما تدعو فرنسا ودول اخرى الى اعتماد الدستور في الانتخابات الرئاسية عبر المؤسسات .
يبقى ان لبنان سيدخل بعد 17 يوما في الفراغ لان المسؤولين اللبنانيين لن يستطيعوا الاتفاق على اسم الرئيس التوافقي خصوصا وان التهديد بالانتخاب بالنصف زائدا واحدا لم يتوقف حتى اليوم .
اذا قبل ستة ايام من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بدا ان الامور تسير نحو التأجيل مرة اخرى بسبب عدم التوافق.
واذا كانت الحركة الخارجية ناشطة بوتيرة عالية , فان الحركة الداخلية شبه ساكنة ولا تتناسب ابدا مع دقة المرحلة خصوصا مع الضغط الناجم عن ضيق الوقت بالنسبة للاستحقاق .
ويسدجل في هذا المجال استمرار وجود زعيم الاكثرية النائب سعد الحريري في الخارج منذ اكثر من عشرة ايام .
وحسب المعلومات فانه من المتعذر معرفة موعد عودته الى بيروت حيث يفترض ان يجتمع مجددا مع الرئيس بري , وقالت المصادر انه لا يستبعد ان يعود في اليومين المقبلين اي قبل موعد الجلسة , وهو وقت غير كاف عمليا للتوصل الى اتفاق حول المرشح الوفاقي للرئاسة .
اما الرئيس بري الذي واصل اتصالاته ولقاءاته في اطار السعي الى تدارك الوقت فكان قد ذكر انه اذا لم يكن بالمستطاع انتخاب رئيس وفاقي في جلسة 12ت2 فان هناك فرصة اخرى لذلك بعد بضعة ايام من هذا الموعد باعتبار ان هناك مهلة اضافية بين الموعد المذكور ونهاية المهلة الدستورية تبلغ 12 يوما .
واذا كان رئيس المجلس ينتظر عودة النائب الحريري من الخارج فانه يتابع باهتمام ايضا ما يمكن ان تتوصل اليه بكركي في خصوص الاسماء المرشحة للتوافق لا سيما في ضوء الحديث عن اسماء مرشحة من اللجنة وهي اسماء غير تلك المتداولة سابقا كما عبر النائب غسان تويني بعد زيارة بري امس .
والمعلوم انه تردد الحديث عن ستة اسماء هي : النائب فريد الخازن , بيار دكاش , السفير سيمون كرم , جوزف طربيه , الوزير السابق دميانوس قطار ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي .
من جهته فان حزب الله الذي حرص على الاعلان عن ترحيبه باللقاءات والحوارات وابدى موقفا ايجابيا مع اي وفاق , فانه انصرف حسب مصادره الى زيادة الانتباه الى الجنوب في ضوء المناورات الاخيرة التي اجراها الجيش الاسرائيلي في الجنوب وارتفاع وتيرة التصعيد الاسرائيلي والخروقات الاسرائيلية لا سيما الجوية للاجواء الجنوبية التي شهدت غارات وهمية كثيفة للطيران المعادي في الساعات الاربع والعشرين الماضية مع القاء قنابل مضيئة .
واذا كان الرئيس السنيورة قد قلل من اهمية المناورات التي نفذتها المقاومة منذ ايام في الجنوب والمناطق الحدودية واعتبرها نظرية فان مصادر الحزب لم تنف وقوعها بل اكدت جهوزية المقاومة بدرجة عالية نظرا لارتفاع وتيرة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية .
وعلى جبهة فريق 14 آذار فان تصريح النائب وليد جنبلاط لمجلة "الأنباء" غاب عنه هذه المرة الكلام عن حزب الله او عن الاستحقاق الرئاسي بل اقتصر على استمرار الهجوم على سوريا واثارة موضوع المخيمات الفلسطينية وخطر حصول احداث مشابهة لنهر البارد في برج البراجنة .
وسجل ايضا ارباك في بعض صفوف هذا الفريق حيث اكد النائب غسان تويني انه لن يشارك في جلسة نصابها النصف زائد واحد , بينما اضطر المرشح بطرس حرب الى توضيح تصريحه الذي كان تحدث فيه عن احتمال اللجوء الى عقد جلسة في بيت الدين , ووضع مضمون التصريح في خانة التحذير .
في ظل هذا الجو الداخلي الذي لا يتلاءم مع خطورة المواقف بسبب الضغط المتزايد جراء ضيق الوقت بالنسبة للاستحقاق الرئاسي يبرز التحرك الخارجي الذي تقوده بالدرجة الاولى فرنسا حيث يلتقي رئيسها اليوم بالرئيس بوش وعلى جدول اعمالهما مواضيع عديدة ومنها الملف اللبناني .
وعشية هذا اللقاء جاءت زيارة موفدي ساركوزي لدمشق ولقاؤهما الرئيس الاسد حيث ستكون نتائج هذا اللقاء مادة مهمة للبحث بين الرئيسين الفرنسي والاميركي .
وحسب المعلومات المتوافرة من مصادر مطلعة ل "الديار" فان نتائج لقاء الموفدين الفرنسيين مع الرئيس الأسد وصفت بانها جيدة وايجابية , بالنسبة للملف اللبناني .
وتقول المصادر ان باريس التي تقود التحرك الاوروبي تعتبر ان زيادة وتيرة جهودها ومساعيها لاخراج لبنان من أزمته واجراء الاستحقاق الرئاسي بشكل طبيعي ومن دون عواقب تفرضه ليست فقط العلاقة التاريخية والخاصة التي تربطها بلبنان بل ايضا حرصها على قوات اليونيفيل في الجنوب والحضور الاوروبي فيها باعتبار ان اي خيار خارج التوافق بين اللبنانيين قد يؤدي الى مضاعفات واخطار كبيرة ستؤثر على مجمل الوضع في لبنان .
من جهة ثانية وعلى خط المساعي التي تقوم بها بكركي , تستمر الكنيسة بالقيام بمحاولة جس نبض لتحضير لقاء مسيحي , ويقوم عدد من المطارنة باستمزاج رأي القيادات لعقد اللقاء .
وقالت اوساط معارضة ل "الديار" ان المعارضة تطالب بان يكون هناك توازن في موضوع الدعوات بحيث تتمثل كل الاحزاب ولا تحصر الامور فقط باحزاب 14 آذار .

صحيفة المستقبل:
ـ "لبنان خصوصاً" في القمة الأميركية ـ الفرنسية اليوم وواشنطن تعتبر أن الدستور يجيز رئيساً بالأغلبية
ـ مجلس الأمن: انتخابات رئاسية بلا تدخل خارجي
ـ السنيورة و"اليونيفيل" ينفيان "المناورات" في الجنوب و"حزب الله" يقول: خالية من الظهور المسلح

كتبت "المستقبل" تقول , انه عشيّة القمة المنتظرة بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن اليوم، التي ستتناول ملفات المنطقة "وخصوصا لبنان"، دعا مجلس الامن إلى "عقد انتخاب رئاسي حرّ ونزيه ووفقا لاحكام الدستور اللبناني ومن دون تدخل أو تأثير خارجي"، مشددا على "الحاجة الى ان يشارك جميع الاطراف في حوار وطني للتوصل الى الاتفاق على اجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد". واعتبر السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زالماي خليل زاد ان الدستور اللبناني يسمح بانتخاب رئيس بالغالبية.
وجدد مجلس الامن، في بيان تلاه رئيسه مندوب اندونيسيا مارتي ناتا ليجاوا في ختام الجلسة التي عقدها لمناقشة تقرير الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول مجريات تطبيق القرار 1559 "دعمه لسيادة لبنان وسلامة ووحدة اراضيه واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دوليا وتحت السلطة الوحيدة والحصرية لسلطة حكومة لبنان (..)".
وقال خليل زاد: "هذه الانتخابات يجب ان تحصل في وقتها ومن دون تدخل أجنبي". أضاف: "البعض يتحدث عن إجماع، البعض يتحدث عن الثلثين. لكنني أعبر عن وجهة نظر بانه في العديد من الديموقراطيات يتم انتخاب الرئيس بالغالبية والدستور اللبناني يسمح بذلك".
السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار جعفري رد على كلام خليل زاد قائلا: "هذا تفسير ملتو للدستور".
في هذا الوقت، أكد مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية طوم كايسي، في ايجازه الصحافي اليومي امس، ان الرئيس الأميركي جورج بوش يعتبر لقاءه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي فرصة لبحث قضايا ذات اهتمام مشترك، بما فيها ايران والوضع في الشرق الأوسط وخصوصا لبنان، الذي يعتبر الوضع فيه من اولويات الاهتمامات الفرنسية، وكذلك الوضع في دارفور.
وجدد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير التأكيد على وجوب ان "تتم العملية الديموقراطية في لبنان وفق القواعد الدستورية في موعدها المحدد وفي المكان الجيد ويجب إبعاد أي تدخل وعدم السماح بأي تدخل".
وردا على سؤال لوكالة "اكي" الايطالية للانباء حول زيارة امين عام قصر الاليزيه كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس ساركوزي جين ديفيد ليفيت الى سوريا ولقاء الرئيس بشار الاسد، قال كوشنير ان "هذه الاتصالات شددت على التذكير بموقف فرنسا بشأن ضرورة احترام الانتخابات اللبنانية وعدم التدخل فيها". واشار الى انه "سيذهب بكل سرور الى دمشق اذا تمت الانتخابات وفق القواعد الدستورية وفي موعدها اي قبل ال 24 من هذا الشهر"، مؤكدا انه "لم يجر أي صفقة مع نظيره السوري (وليد المعلم)، بل ذكّر بالأمور الاساسية".
وقال "اللبنانيون وحدهم بجميع طوائفهم هم من يحددون مرشحهم للرئاسة بحسب القائمة التي يعدها البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، والتي قد تخضع للنقاش بين الاكثرية والمعارضة عبر محادثات زعيم الاغلبية النيابية النائب سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليتم التوافق على مرشح او اثنين يعرضان على جلسة البرلمان". اضاف "لا أريد ان اعرف الاسماء ولا أريد الاختيار بين المرشحين ولا اريد ان تقوم سوريا بذلك، واذا تم احترام هذه الطريقة ستكون العلاقات جيدة مع سوريا". ولفت الى ان علاقات بلاده "ليست دائما على توافق مع الاميركيين بشأن الازمة اللبنانية، لكننا الآن وشيئا فشيئا نقترب نحو موقف موحد (..)".
وكشف كوشنير انه "اقترح خلال اجتماعات اسطنبول ان يتم عقد اجتماع انابوليس للسلام الذي دعت اليه الولايات المتحدة، بعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية، لأن تخطي لبنان لمحنة الانتخابات الرئاسية، سيعطي مؤشرا ايجابيا في المنطقة وللمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وفي سياق متصل بزيارة موفدي الرئيس الفرنسي الى دمشق، كشف مكتب ساركوزي ان "هذه الزيارة اعقبت جهودا فرنسية على مدى أشهر لحل الازمة اللبنانية"، مشددا على ان "الانتخابات لا بد ان تجري قبل 24 تشرين الثاني ويتم اختيار الرئيس اللبناني من خلال البرلمان وليس عن طريق التصويت الشعبي".
بدوره، قال المتحدث باسم قصر الاليزيه ديفيد مارتينيون انه "لا بد وان تتاح للبنانيين امكانية اختيار رئيسهم المقبل بحرية ومن دون ضغوط او تدخل خارجي، وبأسلوب سلمي وباحترام تام للدستور اللبناني (..)".
وعلى خط مواز، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان "لندن ستفتح الابواب امام دمشق وتطور العلاقات معها ان لعبت الاخيرة ادوارا ايجابية في لبنان وفلسطين والعراق". ودعا المتحدث باسم الخارجية باري مارستن دمشق الى "مساعدة الشعب اللبناني على تحقيق المصالحة الوطنية واجراء انتخابات رئاسية ناجحة". واكد ان "على رأس الاولويات للحكومة البريطانية بالنسبة الى لبنان في هذا الوقت، هو مساعدة جميع الاطراف على اجراء حوار بناء والعمل على انجاح الانتخابات الرئاسية"، مشددا على ان بلاده "تعتبر ان الحل الامثل للازمة السياسية في لبنان هو حل لبناني بحت من دون تدخل من قبل اطراف من جوار لبنان وغيرها (..)".
وسط هذه الاجواء، وفيما كشف المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد على حسيني عن لقاء بين وزير خارجية بلاده منوشهر متكي ونظيره السعودي سعود الفيصل بخصوص لبنان خلال مشاركتهما في مؤتمر اسطنبول، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه سيوفد رئيس مكتبه هشام يوسف الى بيروت اليوم لاجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين. وقال مصدر مسؤول في الجامعة ان يوسف "سيبحث الفرص المتاحة لتحقيق تقدم في قضية الاستحقاق الرئاسي وضمان الترتيب الجيد لنجاح مهمة موسى القريبة الى بيروت".
وكان موسى اكد قبيل مغادرته الى لشبونه لحضور اجتماعات المؤتمر التاسع للشراكة الاورو متوسطية ان "الموضوع اللبناني سيكون من بين الموضوعات التي سيركز عليها الجانب العربي في المؤتمر من اجل دعم الوفاق الوطني اللبناني حول الاستحقاق الرئاسي (..)".
في غضون ذلك، وغداة الحديث عن المناورة التي نفذها "حزب الله" في الجنوب على مدى الايام الثلاثة الماضية، وفيما رفض الحزب التعليق على خبر هذه المناورة، نفى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة علمه بأي مناورات عسكرية أجراها الحزب. وإذ انتقد المناورات الاسرائيلية الاخيرة على الحدود مع لبنان معتبرا اياها "عملا استفزازيا يهدف الى توتير الأجواء وهي لن تحمي إسرائيل ولا تؤدي إلى أي نتيجة على الإطلاق"، قال "استطلعنا المعلومات من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وقيادة قوات الطوارئ، لم تجر أي مناورات على الأرض ولا أي حركة غريبة أو غير معتادة لعناصر مدنية كانت أم عسكرية حسب ما حصلنا عليه فإن ما جرى كان محاكاة على الورق داخل غرف".
وفي اطار متصل، قالت الناطقة الرسمية باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان ان "السلطات اللبنانية نفت هذا الخبر، وان اليونفيل تؤكد ما ورد عن السلطات اللبنانية وتدعمه، وللقوات المسلحة اللبنانية المسؤولية الاولى في حفظ الامن في جنوب لبنان، ومنها ضمان خلو المنطقة الواقعة بين الخط الازرق ونهر الليطاني من اي عناصر مسلحة او سلاح غير مرخص"، مشددة على "استمرار اليونيفيل بالعمل، في شكل وثيق، لمساندة القوات المسلحة اللبنانية".
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حصول المناورة، حيث كشف في مقابلة مع برنامج "حديث خاص" من محطة "او. تي. في" ان "المناورة التي قام بها الحزب كانت خالية من اي ظهور مسلح"، لافتا الى انها (المناورة) "تبقى في اطار الاستعداد الدفاعي ضد المناورات الضخمة التي تجريها اسرائيل".
وقال "انا لا اقول ان الحرب حالية وآنية، لكن هذا المستوى من المناورات هو لتأكيد الجهوزية التامة للمقاومة"، مشددا على ان "لا بد لحزب الله ان يكون على استعداد وجهوزية تامة كي لا يباغت، وأيضا كي يكون على قدر كبير من المسؤولية في الدفاع عن لبنان". اضاف "لم يكن في المناورة اي ظهور مسلح لأي قطعة سلاح، وبالتالي يستطيع من يشاء ان يراجع تقارير القوات الدولية والجيش اللبناني الذين أحسوا بحركة الشباب (..)".
في هذه الأثناء، حذر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي الى جريدة "الانباء" من "نهر بارد جديد في مخيم برج البراجنة". وقال "هل نحن اليوم على مشارف تكرار تجربة نهر البارد مرة ثانية انما في مخيم برج البراجنة ما سيضع الجيش مرة جديدة امام تجربة صعبة تلحق به خسائر كبيرة من الممكن تفاديها؟". اضاف "هل سيكون ثمة شاكر عبسي جديد يتولى تنظيم وتنفيذ هذه المهمة التخريبية على مشارف الانتخابات الرئاسية؟".
ورأى ان "من الواضح ان القوى التي التزمت على طاولة الحوار معالجة السلاح الفلسطيني خارج ثم داخل المخيمات قد تخلت عن وعودها، كما تخلت عن التزاماتها الاخرى لان تنفيذ تلك الالتزامات يفقد حليفها النظام السوري الاوراق التخريبية التي يملكها في لبنان".
وتساءل "عن الاجتماع الذي عقد في احد قصور خلدة وقيل انه لبحث الاوضاع السياسية". وقال "هل كان هدفه كذلك فعلا؟، ام انه بحث في سبل السيطرة على الطريق الساحلي بالتوازي مع ما أشير له من تخريب مرتقب في بعض المخيمات التي يراد على ما يبدو تحولها الى مستنقعات؟". ورأى ان "التوقيت المشبوه قبيل الاستحقاق الرئاسي أهدافه واضحة، وهي تعطيل هذا الاستحقاق لا سيما مع بلوغ الضغط الدولي اوجه على النظام السوري". ونوه "بالموقف الذي صدر عن قيادة الجيش والذي اكد احترام قائد الجيش للدستور واحكامه وانه غير مرشح لأي منصب (..)".

صحيفة الأنوار:
ـ التداول بأسماء مرشحين جدد في لائحة لجنة بكركي
ـ كوشنير: لسنا دائما على اتفاق مع الأميركيين بشأن لبنان
ـ مجلس الأمن يؤكد ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بلا تدخل خارجي

كتبت " ألانوار " تقول انه قبل اسبوع من الموعد المحدد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لم تظهر أي بوادر على مخارج محتملة، وظلت الاتصالات في اطار التمنيات. ويبدأ اليوم موفد الجامعة العربية جولة اتصالات مع القيادات السياسية في حين دعا مجلس الأمن الدولي مساء أمس الى انتخابات حرّة ونزيهة دون تدخل أو تأثير خارجي.
وفي هذا الوقت بدأ التداول أمس بلائحة مرشحين جدد تردد ان لجنة بكركي وضعتها. وسيصل الى بيروت اليوم موفد الجامعة العربية السفير هشام يوسف للتحضير لزيارة الأمين العام عمرو موسى، وسيلتقي الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة لوضعهما في نية الأمين العام عمرو موسى الحضور الى بيروت للقيام بمسعى الفرصة الأخيرة قبل دخول البلاد فترة الأيام العشرة الأخيرة من الاستحقاق. وبالانتظار تستمر المشاورات التوافقية، وقالت معلومات أمس ان اجتماع العماد عون والنائب جنبلاط وارد في أي لحظة وان درس مكان اللقاء وزمانه من النواحي الأمنية للرجلين هو الأساس. وكذلك اللقاءات مع قيادات اخرى كالعماد عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع موضوعة على نار التحضير هي الاخرى، وان العاملين على خطها يضعون النقاط التي يفترض أن تتم مناقشتها بين الطرفين. اجتماع اللقاء الوطني وتنتظر الاكثرية عودة النائب سعد الحريري لتحديد موعد لقاء لقوى 14 اذار يصار في خلاله الى اعلان موقفها من الاستحقاق الرئاسي، في وقت تجتمع قوى اللقاء الوطني في منزل الرئيس عمر كرامي اليوم لتحديد اطر التحرك في المرحلة المقبلة. وقد نقل زوار بكركي عن البطريرك صفير امتعاضه الشديد من الحالة التي وصلت اليها الأمور والتشرذم الحاصل في القيادات المارونية غير انه يؤكد استمراره في مبادرته لإنقاذ الاستحقاق. لائحة مرشحين وأمس قال النائب غسان تويني بعد لقائه الرئيس نبيه بري: يبدو ان لائحة بكركي فيها اتجاه نحو الخروج من طبقة سياسية معينة. ثم أوضح (ليست بكركي هي التي أعدت الأسماء بل اللجنة). وأضاف عن موقف بري من اللائحة: قال انها جيدة لكنه لاحظ فيها خروجا على الأسماء التي كانت متداولة).
وقالت محطة (المنار) الناطقة بلسان (حزب الله) ان الرئيس بري ينوي توجيه دعوة الى النائب سعد الحريري للقاء في 10 الجاري اذا لم تعلن بكركي توصلها الى انفراج. واذا ما توافقا على اسم أو اسمين توافقيين، فان النائب تويني سيتولى تسويتهما.
وذكرت مصادر الرئيس بري ان الأمين العام للجامعة العربية أبلغه ان اجتماع اسطنبول أكد على مبدأ التوافق بين اللبنانيين، لكنها استغربت عدم تضمين البيان الختام هذا المبدأ.
وقد طالب مجلس الامن الدولي أمس بتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة خلال الشهر الجاري في لبنان، بدون تدخل خارجي.
وفي ختام مشاورات حول الموضوع، تبنى المجلس اعلانا غير ملزم يؤكد (ضرورة اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تماشيا مع الدستور اللبناني وبدون تدخل او تأثير خارجي).
وتلا سفير اندونيسيا لدى الامم المتحدة مارتي ناتاليغاوا رئيس مجلس الامن خلال تشرين الثاني الاعلان الذي يؤكد (ضرورة ان تحل كافة الاطراف خلافاتها السياسية على قاعدة المصالحة والحوار الوطني). وتم تبني الاعلان باجماع الاعضاء الخمسة عشر لمجلس الامن بعد الاستماع الى تقرير من الموفد الخاص للامم المتحدة حول تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن.
وقال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد بعد الجلسة ان واشنطن تعتبر انه في (الانظمة الديموقراطية يمكن انتخاب الرئيس بالاغلبية)، دون الحاجة الى التوصل الى تسوية.
وقال خليل زاد للصحافيين (نأمل ان يحظى الرئيس الذي سينتخب بأكبر تأييد ممكن، لكن الانتخابات يجب ان تتم خلال المهلة المحددة وبدون تدخل خارجي).
وذكر خليل زاد ان الولايات المتحدة تشارك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه الذي عبر عنه الاربعاء، من ان (لحود قد لا يغادر منصبه في الوقت المحدد (في نهاية ولايته) او ان يتم تشكيل حكومة ثانية وغير شرعية).
وكانت مصادر دبلوماسية فرنسية ذكرت أمس ان وزير الخارجية كوشنير قد يزور لبنان قبل بدء مهلة العشرة أيام في محاولة أخيرة لانقاذ الاستحقاق، وقد يلاقيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال كوشنير أمس إن بلاده ليست دائما على توافق مع الأميركيين بشأن الازمة اللبنانية وأعلن أنه يزور دمشق بكل سرور إذا جرت الانتخابات الرئاسية اللبنانية وفق الاصول الدستورية.
وقال كوشنير ردا على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عما إذا كانت بلاده على الخط نفسه مع الأميركيين بشأن حل الأزمة اللبنانية: الأميركيون تطوروا في موقفهم، وكان مثيرا للاهتمام دفعهم لتغير موقفهم، ولسنا دائما على اتفاق مع الأميركيين. فمثلا عندما دعينا ممثلي الكتل النيابية اللبنانية الـ 14 إلى اجتماع لا سيل سان كلو، بمن فيهم وفد من حزب الله، لم يكن الأميركيون سعداء. ولكن الآن وشيئا فشيئا نقترب نحو موقف موحد.
وذكر بالاجتماع الذي عقد في اسطنبول آخر الأسبوع وضم وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، إضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والجامعة العربية، وأكد على ضرورة إجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها، ومن دون تدخل خارجي. ولفت الى ان وزير خارجية سوريا دعي إليه ولكنه كان في طريقه إلى المطار، وقال لو عرض البيان النهائي على سوريا لكانت وافقت.
وتعليقا على إصرار واشنطن، على لسان وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، على انتخاب رئيس لبناني ينتمي إلى قوى الأغلبية النيابية، قال أما أنا فأريد رئيسا مقبولا من أكبر عدد ممكن. وأضاف إذا كان من 14 آذار كما هو شرعي، باعتبار أن مجموعة 14 آذار تضم عدداً من الموارنة. فهذا جيد، ولكن إذا كان المرشح من خارج 14 آذار ومقبول من اللبنانيين بحسب العملية الانتخابية فهذا يناسبني، وأضاف لا أريد الاختيار بين المرشحين كما كان يتم في الماضي، ولا أريد أن تقوم سوريا بذلك.
وأشار كوشنير إلى زيارة أمين عام قصر الإليزيه كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي جان - ديفيد لافيت دمشق ولقائهما الرئيس بشار الأسد أمس الأول، وقال إن هذا الاتصال مع السوريين هو الخامس بعد زيارة الموفد جان كلود كوسران إلى دمشق، ولقاء كوشنير نظيره السوري وليد المعلم في اسطنبول.
وشدد على أن هذه الاتصالات ذكرت بموقف بلاده بشأن ضرورة احترام الانتخابات اللبنانية وعدم التدخل فيها. وقال إنه سيذهب بكل سرور إلى دمشق إذا تمت الانتخابات وفق القواعد الدستورية وفي موعدها، أي قبل 24 من هذا الشهر.
وأكد أنه لم يجر صفقة مع نظيره السوري بل ذكّر بالأمور الأساسية، مشيرا إلى ضرورة إجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها ودون تدخل خارجي، ومع احترام طريقة ومكان الانتخاب.
بيدرسون ونواب الأكثرية
هذا وزار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون مساء أمس، نواب الأكثرية في فندق (فينيسيا) وعرض معهم تطورات الأوضاع السياسية وخصوصاً موضوع الاستحقاق الرئاسي وأهمية حصوله في موعده الدستوري.
الشيخ قاسم
وقد تحدث نائب الأمين العام لـ(حزب الله) الشيخ نعيم قاسم عن موضوع الاستحقاق مساء أمس في حديث تلفزيوني، وسئل: هل التزامكم بمنطق التوافق يعني ايضاً تنازلكم عن مرشحكم الرئاسي?
أجاب: من قال ان مرشحنا ليس مرشحاً توافقياً? المسألة عندما تدخل في الأسماء، يكون هناك نقاش تفصيلي ونعطي مبرراتنا ونقول ما عندنا، وبالتالي ليس هناك لدينا مرشح معلن حتى الآن لأننا لا نريد أن نطرح مرشحاً تنافسياً مقابل المرشحين الآخرين، ثم نأتي الى الحل عن طريق تنازلوا عمن عندكم فنتنازل نحن عمن عندنا، ونفتش عن آخرين. نحن الآن بعدم اعلان مرشح رسمي للرئاسة، يعني نحن نحتفظ بشكل كامل بكل حظوظ التوافق لمرشحنا، وهذه نقطة ايجابية لأننا لم نتمسك في العلن بشخص أو بأشخاص كي يكون هناك بازار سياسي في هذا الأمر.. وحاضرون في اللقاءات الخاصة أن نناقش في التفاصيل.
على صعيد آخر استأثر بالاهتمام أمس ما نشر عن مناورة ضخمة أجراها (حزب الله) في الجنوب من دون سلاح. وقد قال الرئيس السنيورة في هذا الصدد: ما حكي عن موضوع مناورات أجراها (حزب الله). استطلعنا المعلومات من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وقيادة قوات الطوارئ، لم تجر أي مناورات على الأرض ولا أي حركة غريبة أو غير معتادة لعناصر مدنية كانت أو عسكرية. حسب ما حصلنا عليه فإن ما جرى كان محاكاة على الورق داخل غرف، وهذه عمليات تحصل عادة في أي بلد في العالم لحالة معينة في ما يجب ان تكون الإجراءات فيها. ونحن لم نتلق أي بيان من حزب الله، ولم يصدر أي بيان منه أصلا بهذا الشأن بل كل ما قرأناه في هذا الشأن كان في الصحف. ما حصل إذا ليس إلا عملية محاكاة داخلية لم تترجم على الأرض

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد