صحيفة الأخبار:
ـ مصير لبنان بين يدي بوش وساركوزي
ـ موفد فرنسي لمواكبة الانتخابات وموسى إلى دمشق والرياض قبل بيروت... والجيش سيخرج ولن يعود إلى الثكن
كتبت 'الأخبار' تقول انه فيما ارتفعت أصوات السياسيين في بيروت منذرة بموجة تصعيد خلال ما تبقّى من أيام فاصلة على انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، بدا أن القوى المحلية على اختلافها تسير على خطين في الوقت نفسه، خط الاستعداد لمواجهات متنوعة إذا تعذّر التوافق، وخط انتظار آخر المساعي الخارجية المفترض أن يقوده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مباشرة بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب مصادر متعدّدة، فإن ساركوزي قرر إيفاد المدير العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان إلى بيروت خلال الساعات المقبلة، حيث من المقرر أن يبقى هذا المسؤول في لبنان حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وسوف يعقد لقاءات مع جميع المعنيين بالاستحقاق ساعياً إلى توافق اللحظة الأخيرة، علماً أن زميله المستشار الدبلوماسي دافيد ليفيت انتقل إلى الولايات المتحدة بعد اجتماعه مع الملك السعودي عبد الله في أوروبا، وهو سيكون على تواصل مع زميله غايان ومع الوزير برنار كوشنير قبل اتخاذ الأخير قراره النهائي بالسفر إلى بيروت أو لا.
وكان الموضوع مدار بحث بين وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما المتوقع أن يزور بيروت أواخر الأسبوع ونظيره السعودي سعود الفيصل في روما أمس. وقال داليما إن الوضع اللبناني يمرّ في مرحلة 'دقيقة'. لكنه أضاف 'لا أريد أن أقول نحن متفائلون، لكن الأمور، بحسب اعتقادي، تسير صوب الاتجاه الصحيح'. وشدّد على أن إيطاليا 'تدعم جهود الحل التوافقي، الذي يرتكز على قبول واسع للخروج من الأزمة الراهنة' المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي.
وكان قد وصل الى بيروت أمس هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والتقى الرئيس فؤاد السنيورة ونواباً من المعارضة والموالاة، وقال إنه في مهمة تحضيرية لزيارة موسى إلى بيروت، وهي زيارة مرتقبة بعد زيارتين لموسى إلى دمشق والرياض.
وفي ما بدا أنه استنفار سياسي، عقد أركان من المعارضة أمس اجتماعاً في منزل الرئيس عمر كرامي وجرى التباحث في الأوضاع القائمة ودرس خطة مواجهة حيال جدية قيام فريق 14 آذار بانتخاب رئيس من دون توافق. وهو ما تولّت القوات اللبنانية تسويقه من خلال القول إن البطريرك الماروني نصر الله صفير لم يعد لديه أي دور في الموضوع، وإن الكرة في ملعب الرئيس نبيه بري والمعارضة.
في هذا الوقت كان صفير يبحث في الأمر مع موفد الرئيس فؤاد السنيورة الدكتور رضوان السيد. ونقل عن صفير أنه 'غير متشائم وسيعطي المساعي التوافقية الجارية فرصة حتى الاثنين المقبل موعد الجلسة الانتخابية المقررة ،آملاً أن يتوصل فريقا الموالاة والمعارضة إلى اتفاق على شخص الرئيس العتيد خلال الأيام المقبلة، لكن إذا لم يحصل هذا الاتفاق 'فسيكون بعد 12 الجاري لكل حادث حديث' ملمحاً بذلك إلى احتمال الدخول في تسمية مرشحين يعتقد أنهم توافقيون.
أمّا زوّار بري فقد نقلوا عنه تعلّقه بالفرصة الأخيرة المتمثلة بزيارة الرئيس الفرنسي إلى واشنطن، وقال إن حواره مع الحريري ينتظر نتائج هذه الزيارة والقرار النهائي للبطريرك صفير.
من جانبه، حذّر العماد ميشال عون من انتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً، وقال إنه 'انقلاب على الدستور وعلى الأعراف الدستورية اللبنانية'، ورأى أن بقاء حكومة السنيورة في حال عدم حصول انتخاب رئيس جمهورية في الموعد الدستوري 'هو فراغ في الحكم'. وأكد أن المعارضة سيكون لها ردّ مشترك على الحالتين، لكنه لم يكشف طبيعة هذا الرد. واتّهم رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط بإقامة 'مخيمات تدريب على السلاح في إقليم الخروب'.
من جهة ثانية، وفي الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من حصول الفراغ، تقدمت الهموم الأمنية على غيرها. وخصص مجلس الأمن المركزي جلسته أمس للبحث في ما يمكن أن يؤول إليه الوضع، وطلب وزير الداخلية حسن السبع من ممثلي الأجهزة الأمنية اتخاذ التدابير الكفيلة بتعزيز سلطة الحكومة على مختلف الوزارات والمؤسّسات العامة، وضبط الوضع الأمني في مواجهة أي ردّ فعل يمكن أن تلجأ إليه المعارضة إذا تقرّر القيام بنوع من الاحتجاج الشعبي أو أي شكل من أشكال الرفض لسلطة حكومة السنيورة.
وفيما أكد القادة الأمنيون أن الإجراءات الأمنية معروفة، وقد سبق للجيش أن اتخذها في مناسبات عدة، لفت بعضهم إلى أن الخشية الحقيقية هي من توسّع ردود الفعل الرافضة لتشمل كل المناطق، متسائلاً: كيف يمكن القوى أن تضبط الوضع في ظل الانقسام والفرز السياسيين.
وعُلم أن الجيش استجاب لطلبات عدّة بأن يكون حاضراً على الأرض. وقالت مصادر معنية إن قرار سحب الجنود إلى الثكن لم يعد قائماً والمشكلة التي قد تواجهها قيادة الجيش تقوم إذا تألّفت حكومة ثانية وبات مضطراً لأن يأخذ بقرار هذه الحكومة أو تلك. غير أن الجيش سوف يقوم بعمليات انتشار في كل النقاط الحساسة، وثمة نقاش معه بشأن نصب دوائر أمنية حول كل الوزارات والإدارات العامة لمنع التعرض لها.
غير أن التحرك الأكبر بدأته قوى الأمن الداخلي من خلال نشاط لافت لمخبري فرع المعلومات داخل الإدارات الرسمية حيث يجري فرز الموظفين بين موالين ومعارضين، إضافة إلى مسح أمني للمناطق كلها مع تكثيف للدوريات المعلنة وغير المعلنة في أكثر من منطقة في بيروت الكبرى.
صحيفة السفير:
ـ موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت ... والجامعة العربية تدرس إمكان إرسال وفد وزاري
ـ هل ينجح ساركوزي في 'خطف' التسوية في واشنطن؟
ـ بكركي تدرس آلية تسمية المرشحين ... وجنبلاط يطلب حضور 'شهود' أميركيين لـ 'النصف + 1'
كتبت 'السفير' تقول انه في انتظار ما ستفضي اليه قمة الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن، في الساعات المقبلة، لا سيما لجهة بلورة تصور مشترك للبلدين في مواجهة الملف الرئاسي اللبناني، تأثر المناخ العام، بالدينامية الايجابية التي ولّدها لقاء موفدي ساركوزي بالرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق، وساعد ذلك في توسيع دائرة التفاؤل الضيقة جدا، وذلك على بعد خمسة أيام من موعد جلسة الاثنين التي باتت في حكم المؤجلة.
واذا كانت المسافة الزمنية تضيق يوما بعد يوم، فان الجهود الدبلوماسية تكثفت وتيرتها لكسب الوقت قدر الامكان، وفي هذا السياق، من المتوقع أن يصل الى بيروت في الساعات القليلة المقبلة، الأمين العام لقصر الرئاسة الفرنسية كلود غيان، في زيارة عاجلة، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين، ولا سيما الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة وربما النائب سعد الحريري اذا قرّب موعد عودته الى بيروت خلال الساعات المقبلة بالاضافة الى البطريرك الماروني نصرالله صفير.
واذا نجح ساركوزي في 'خطف' انجاز دبلوماسي في لبنان، في محاولة منه لتكرار النموذجين 'الليبي' و'التشادي'، وبتكليف أميركي، فان قمة شرم الشيخ المقررة يوم السبت المقبل بين العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك، قد تولّد دينامية عربية موازية للدينامية الأوروبية، تعبر عن نفسها في أعقاب انتهاء القمة مباشرة، حيث تجري عملية تقييم للموقف في لبنان، وما اذا كانت هناك ضرورة لقيام اللجنة الوزارية العربية بزيارة بيروت بمشاركة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
ولعل المهمة الاستطلاعية التي يقوم بها مساعد الأمين العام السفير هشام يوسف الى بيروت، منذ يوم أمس تصب في هذا الاتجاه، لا مجرد تأكيد الحضور أو رفع العتب. ونقل عن يوسف قوله لبعض من التقاهم ومنهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والمعاون السياسي للأمين العام لـ'حزب الله' الحاج حسين خليل والنائب علي حسن خليل، أن موقف واشنطن في اجتماعات اسطنبول بدا منسجما مع موقف باقي المشاركين لجهة تشجيع التوافق في لبنان، مستغربا بالتالي بعض المواقف الأميركية التي جاءت مخالفة لهذا المنحى.
وبينما وضع بعض المراقبين رفع السقف الحاصل من جانب بعض الأطراف الداخلية بتحريض أميركي واضح، في خانة مرحلة ما قبل الجلوس على 'مأدبة التسوية الكبرى'، فان الريبة من ذهاب الأمور نحو التصادم أو الفراغ ظلت حاضرة في حسابات الأكثرية والمعارضة، مع بروز تطور جديد تمثل في طلب رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط من أحد كبار المسؤولين في الادارة الأميركية السعي لارسال عدد من نواب الكونغرس الأميركي الى بيروت، حتى يكونوا شهودا على جلسة قد تدعو اليها الأكثرية بالنصف زائدا واحدا. كما جرت اتصالات مع بعض الأحزاب الأوروبية للغاية نفسها!
وعشية صدور البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، برزت حركة موفدين علنية وصامتة باتجاه بكركي التي استقبلت ممثلين للنائب سعد الحريري ولرئيس الحكومة فؤاد السنيورة و'القوات' وعدد من موفدي المعارضة المسيحية، في اطار الاستفسار عن مضمون البيان الذي سيصدر اليوم أو محاولة التلميح الى 'اضافات ضرورية'.
وفيما أكد احد الاساقفة الموارنة لـ'السفير' ان 'البيان الشهري سيعكس بعضا من القلق الذي يعيشه اللبنانيون في هذا الظرف المصيري' أوضح أن البيان 'سيتمنى على المسؤولين التلاقي في الوسط'، كما سيشدد 'على دعوة النواب للمشاركة في الجلسة النيابية لانتخاب رئيس خصوصا ان الوقت حتى يوم الاثنين المقبل غير قصير اذا صفت النوايا وعزمت الارادات'.
ونقل زوار صفير عنه أن البيان سيتضمن معظم ما صار معروفا من مواقف وطنية للكنيسة لجهة التأكيد على أهمية حضور النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وأن التخلف عن ذلك يوازي خطر عقدها بالنصف + واحد أو بمن حضر. ونقل عنه أيضا قلقه مما آلت اليه الأمور، مجددا التحذير من أن مخالفة الدستور من جهة ستجر الطرف الآخر للمخالفة ونكون أمام رئيسين وحكومتين وربما أخطر من ذلك.
وأكد مطارنة معنيون بالملف الرئاسي ل'السفير' ان 'الكنيسة عاكفة بكل جدية على دراسة آلية تسمح بالوصول الى اوسع توافق حول اسم او اسمين. لكن حتى الآن لم تتبلور هذه الآلية وبكركي لا تملك لائحة مرشحين حتى الآن'.
وأضاف المصدر الكنسي انه 'في حال توصلت بكركي الى مثل الآلية المذكورة فسيتم اخراجها بشكل لا يحرج سيد الصرح. فالبطريرك لن يكتب لائحة ولن يسمي مرشحين. فاذا فعل لمن يرسلها وبأي صفة... بكركي التي تعرف دورها وتدعو الى احترام المؤسسات لن تكون الا محركا للتشاور ومحرضا على التلاقي والتوافق وجسرا للوصول الى اسماء تلقى الحد الاعلى الممكن من التوافق'.
ونفى المصدر ان 'تكون الاسماء المطروحة للتوافق من خارج النادي السياسي'، وقال 'نحن لا نضع 'فيتو' على احد، لا من هذا الفريق او ذاك. والاسماء التي قد تنتجها الآلية المفترضة هي التي سيجمع عليها السياسيون، او معظمهم. فالاجماع على موقع الرئاسة التي تتمناه بكركي، لن يكون سهلا'.
واللافت للانتباه، أن بكركي ستشهد ابتداء من يوم الاثنين المقبل وحتى يوم الخميس، اجتماع بطاركة واساقفة لبنان الكاثوليك. وقال مصدر كنسي مسؤول 'ان للعناية الالهية تدبيرها الخاص. فالموعد مقرر سلفا. وقد جاء في موعده تماما ليواكب الاستحقاق الرئاسي في ايامه القليلة المقبلة'.
في هذه الأثناء، ظل واقع الانتظار الثقيل يظلل عين التينة التي زارها أمس السفير الأميركي جيفري فيلتمان، ناقلا الى الرئيس نبيه بري أجواء اجتماع اسطنبول الدولي الخاص بلبنان وكذلك لقاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس بنظيرها السوري وليد المعلم. وتردد أن اللقاء سادته أجواء عتاب من جانب الرئيس بري، على خلفية المواقف الأميركية الأخيرة التي تدعو بشكل واضح الى مخالفة الدستور اللبناني.
وفيما لم تصدر أية اشارة توحي بأن ثمة تبدلا في الموقف الأميركي، بدا الرئيس بري في حالة تفاؤل مستمرة، معولا على نتائج قمة واشنطن خاصة في ضوء المهمة الفرنسية العاجلة في دمشق قبيل قمة بوش ساركوزي. وتبلغ الرئيس بري أن فرنسا ستكثف 'نشاطها' على خط الاستحقاق وربما يكون هناك أكثر من زائر فرنسي الى بيروت في الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، اكد رئيس تكتل 'التغيير والإصلاح' العماد ميشال عون أن الولايات المتحدة تخطت شرعة الأمم المتحدة عبر تدخلها في لبنان، وكشف لفضائية 'الجزيرة'، عن تعرضه لتهديدات وإغراءات من اجل التخلي عن تفاهم مع 'حزب الله'.
واتهم عون النائب وليد جنبلاط بامتلاك 'مخيمات تدريب على السلاح في إقليم الخروب'، وقال 'من مدة وجه الرئيس السنيورة كتابا للأمم المتحدة تحدث فيه عن التسلح ولكن التسلح هو يدعمه والتسلح للميليشيات التابعة للسلطة ويتهموننا باننا نتدرب ونتسلح وهم لم يجدوا اي قطعة سلاح في منازل ناشطينا. السلاح الفردي موجود وبالامس اكد على ذلك النائب جنبلاط وانا اقول اكثر من ذلك فعند وليد بك هناك السلاح الفردي ومخيمات التدريب ايضاً. فمن يتدرب في اقليم الخروب وفي غير اقليم الخروب'؟
وشدد عون على إمكان التوافق وانتخاب الرئيس، وقال 'نحن نعتبر بقاء الرئيس السنيورة وحكومته في الحكم وانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا أمرين مماثلين، نحن نعتبرهما انقلابا على الدستور اللبناني وعلى الاعراف اللبنانية'، محذرا من أن ذلك يؤدي الى امكان التصادم وأن المعارضة ستتخذ خطوات رفض الكشف عنها.
وعندما سئل عون هل يمكن أن يعني ذلك اقتحام السراي، أجاب 'عندما يكون هناك حركة شعبية تقتحم كل شيء. ليس من المنطق ان يعتبروا ان خيم الاعتصام هي سبب المشكلة اللبنانية، لا فالازمة اللبنانية تكون في مواقع الحكم، الازمة في السراي وليس في موقف السيارات في ساحة رياض الصلح'.
ومن باريس، نقل مراسل 'السفير' محمد بلوط عن مصادر فرنسية إنه بالرغم من كثافة الاتصالات لتسهيل الاستحقاق الرئاسي إلا أن الشروط الضرورية لانعقاد الجلسة (في 12 الجاري) ليست متوفرة ولا توجد حتى الآن أي ضمانات إقليمية أو دولية بإجراء انتخابات كما لا توجد لدى فرنسا والولايات المتحدة خطة بديلة أو مبادرة واضحة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.
وقالت المصادر الفرنسية ان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار الدبلوماسي في الإليزيه جان دافيد لافيت نقلا رسالة خامسة الى الرئيس الأسد 'لا يختلف مضمونها عن الرسائل السابقة التي كان السفير جان كلود كوسران والوزير برنار كوشنر قد توليا نقلها إلى وزير الخارجية وليد المعلم ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع'.
وقالت المصادر إن غيان ولافيت طلبا من الرئيس السوري العمل على تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان قبل انقضاء المهلة الدستورية لقاء تطبيع سياسي كامل للعلاقات مع فرنسا واوروبا يشمل إعادة المفاوضات حول الشركة الأوروبية السورية المجمدة منذ العام 2004 والعمل على فك العزلة الأوروبية عن سوريا.
وقالت المصادر الفرنسية أن العلاقات السورية الفرنسية لا تزال سالكة في قنوات أخرى لا سيما الأمنية باستمرار احتفاظ المخابرات الفرنسية بمقرها الإقليمي في الشرق الأوسط في دمشق حتى اليوم وقيام رئيس المخابرات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت بزيارات عدة خلال العام الحالي إلى باريس.
في موسكو، نقلت وكالة أنباء 'نوفوستي' عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين دعوته 'جميع الزعماء السياسيين اللبنانيين الى بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى وفاق'، مشيرا إلى أن محاولات الاتفاق بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة على مرشح لهذا المنصب 'لم تأت بأية نتيجة حتى الآن'.
في روما، رأى وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أن الوضع في لبنان 'دقيق' ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح، مشدداً في الوقت نفسه على أن حضور سوريا للمؤتمر الدولي للسلام بواشنطن يعتبر أمراً 'هاماً'.
ونقلت وكالة 'آكي' الإيطالية للأنباء عن داليما أن الوضع في الساحة اللبنانية يمر بمرحلة 'دقيقة'. لكنه أضاف 'لا أريد أن أقول نحن متفائلون، ولكن الأمور، بحسب اعتقادي، تسير صوب الاتجاه الصحيح'. وشدد داليما خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في روما، امس، على أن إيطاليا 'تدعم جهود الحل التوافقي، الذي يرتكز على قبول واسع للخروج من الأزمة الراهنة' المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي.
صحيفة الديار:
ـ جواب نهائي للبطريرك صفير : لن أسمي أي مرشح
ـ انفراج الجمعة في موضوع الاستحقاق الرئاسي وكلمة السر نهاية الأسبوع
ذكرت معلومات لـ 'الديار' بان انفراجا سيتم الجمعة على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية وستأتي كلمة السر نهاية الاسبوع .
المعلومات تحدثت ان كلمة سر ستأتي من طهران والسعودية واسطنبول ودمشق ومصر تؤدي الى توافق حول انتخاب رئيس من بين ثلاثة اسماء وهي العماد عون والنائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود , وتضيف المعلومات ان العماد عون سيستمر في ترشيح نفسه كما سيستمر النائب بطرس حرب فيما سينسحب النائب السابق نسيب لحود بطلب من السعودية حيث سيبقى هناك مرشحان اثنان سيعطي اسماءهم البطريرك صفير وسيتم انتخاب احدهم في المجلس النيابي .
وفي هذا الاطار , تشهد الساحة الداخلية اللبنانية هذا الاسبوع حركة ناشطة سياسية هدفها الوحيد الاستحقاق الرئاسي .
فعلى الصعيد المحلي تتكثف الزيارات الى بكركي لاستمزاج رأيها حول ما قد تسرب اول امس عن لائحة اسماء نفاها زوار الصرح البطريركي اليوم وبان لا علاقة لبكركي بها لا من قريب ولا من بعيد , كما وان المطارنة الموارنة سيكون لهم موقف واضح في العموميات والمبادىء من دون التطرق الى التفاصيل , كما سيعرض بيان المطارنة لمصير مبادرة بكركي مع العلم ان مصادر قريبة من الصرح لم تستبعد ان يدعو البطريرك الاقطاب الموارنة في الموالاة والمعارضة الى اجتماع للبت في موضوع الاستحقاق الرئاسي .
اضافة الى عودة النائب الحريري قريبا الى لبنان حيث من المفترض ان يعاود اللقاءات مع الرئيس بري لبلورة المواقف , من دون ان ننسى الاجتماع الموسع في الاونسكو الذي سيحضره الفريقان في الموالاة والمعارضة الجمعة .
اما على الصعيد العربي والدولي , فقد ذكر مصدر مطلع في جامعة الدول العربية ل 'الديار' بان زيارة السفير هشام يوسف تهدف الى القيام باستطلاع مبكر لامكان قيام امين عام الجامعة عمرو موسى بزيارة الى لبنان , واضاف المصدر ان هناك نية لدى موسى للقيام بجولة عربية وزيارة للبنان , وانه ينتظر نتائج زيارة يوسف ليقرر تاريخ هذه الزيارة .
وفضلا عن قمة ساركوزي - بوش توقعت مصادر مطلعة ان يستكمل الرئيس الفرنسي ما بدأه في دمشق ويرسل الموفدين الرئاسيين الى لبنان نهاية الاسبوع , حيث عبرت المصادر عن اجواء ايجابية وجيدة نتجت عن اللقاء الفرنسي السوري .
اما بخصوص تسريب لائحة اسماء على لسان النائب غسان التويني , فقد ذكرت اوساط مطلعة ان ما جرى في اليومين الماضيين عكس وجود مناورة متقنة عنوانها وجود نية لصياغة محرقة اسماء رئاسية , فالرئيس بري لم يكن مرتاحا الى الاسماء التي تم تداولها كاسماء يمكن ان يسميها البطريرك , وخصوصا الاسمين الجنوبيين , قطار وكرم , خصوصا وان احد الاسمين يعتبر مقربا من الرئيس السنيورة , لذلك حاول تسريبها عبر اعلانها لحرقها , فيما تولى النائب غسان تويني اعلان هذه الاسماء في اشارة الى عدم رضاه عن بكركي لانها تحفظت على اسم زكاه تويني وهو المرشح روبير غانم.
وتنقل الاوساط ايضا عن الرئيس بري بانه خشي ان تصل لائحة الاسماء هذه فقام باعلانها لانها اذا وصلته ولم يكن راضيا عنها فلا يمكنه وهو الذي يقول انه خلف البطريرك ان يرفضها وخلق ازمة وطنية خصوصا انها آتية من بكركي والبطريرك صفير .
وتضيف الاوساط ان البطريرك صفير يريد ضمانة من الرئيس بري كما يريد بري ضمانة من البطريرك , فالرئيس بري يريد ضمانة بان لا تصل اليه اسماء لا يرضى عنها فيما البطريرك يريد ضمانة من بري بان في حال قدم لائحة بالاسماء بان يتم الانتخاب خلال 24 ساعة , في حين يفضل بري ان يتوافق مع سعد الحريري على اسم توافقي على ان يبارك البطريرك صفير هذا التوافق .
وفي سياق يوميات التسمية من بكركي والتي يتسابق ويتهالك الكثيرون من مختلف الاطراف وحتى الاجناس المحلية والعربية والدولية على معرفة موقف البطريرك الحقيقي من قضية اعطاء اسماء مرشحين وان كان يعتزم القيام بهذه المهمة المستحيلة والصعبة وهو الموقف بين السندان والمطرقة من هذه القضية بالذات نظرا لما تحمله ردات فعل منتظرة ناهيك عن اتهامات البعض للبطريرك بانه ان اعطى اسما لاي مرشح فلن تقبل به هذه الجهة , او تلك , وتساءل البطريرك صفير في سره وحتى امام زواره عن الالحاح المتواصل من قبل بعض الفرقاء بضرورة تسمية مرشحي الرئاسة الاولى مع ما تحمله هذه التسمية من مخاطر حقيقية يعرف البطريرك تجاربها ونتائجها سلفا .
من يدفش البطريرك لتسمية مرشحين ؟
سؤال يتطلب تشريح الداعين وتسميتهم كالتالي :
1- الرئيس بري لطالما وقف خلف البطريرك كي لا يتجرع هو هذا الكأس مطالبا غبطته بتسمية مرشحين للرئاسة الاولى مع العلم ان سؤالا كبيرا تم طرحه من قبل اوساط مقربة من البطريرك حول امكانية بري في تمرير من يطرح اسمه سيد بكركي , وهل لديه القدرة على السير بهذا الاسم مع حلفائه واقرب المقربين اليه .
2- النائب سعد الحريري ايضا يقف خلف البطريرك ان طرح اسما للرئاسة ولطالما قال الرئيس بري انه والنائب الحريري بانتظار الدخان الابيض من بكركي .
3- النائب وليد جنبلاط الذي ردد الكثير في هذا المعنى وهو لا يخالف البطريرك ان اعطى اسم مرشح للرئاسة .ولكن كيف بالامكان تصريف هذا الاسم الى عملة صالحة في ظل عدم حسم خيارات 14 آذار لمرشحيهم النهائيين الذين سيزيد عددهم عن مرشح او اثنين خلال الايام القليلة المقبلة .
4- نائب رئيس المجلس الاسلامي الشسعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الذي يؤيد ما تقترحه بكركي في هذا الخصوص .
كل هذا الوقوف خلف البطريرك صفير امر جيد وفيه الكثير من الثقة برأس الكنيسة المارونية في اختيار الرئيس الماروني تقول هذه الاوساط المقربة من البطريرك , واذ ابدى سيد الصرح شكره الكبير لكل ما تقدمه هذه الزعامات ولكنه في الوقت عينه سيشاهد بام عينه ان الطابة اصبحت فجأة في الملعب المسيحي وتحديدا الماروني الذي تتقاذفه جملة تناقضات ان لم يكن اختلاف عميق في التطلعات والرؤى نحو شخصية الرئيس مع ان الزعامات المارونية يبدو انها متفقة على عدم اقدام البطريرك على تسمية مرشحين , وهذا العجب تقول هذه الاوساط بل هنا التناقض الفعلي في مطالبة الشريك المسلم في الوطن بتسمية الرئيس من قبل البطريرك فيما المسيحيون والموارنة يعارضون ذلك .
فالعماد عون يعارض بشكل واضح تسمية البطريرك للمرشح الرئاسي لاعتبارات اقلها طرح نفسه للرئاسة الاولى مع العلم ان عون له نظرته الخاصة في الفصل بين السياسة والدين .
اما الدكتور جعجع فهو يعارض بدوره ان تسمي بكركي المرشح - الرئيس ويدعو للنزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس.
وما لم يوضحه جعجع افصح عنه نائبه النائب جورج عدوان من على درج بكركي بان دور بكركي انتهى من هذه الناحية بل ذهب ابعد من ذلك عندما قال : ان اجتماعات بكركي انتهت ولكن لا يمنع من لقاءات ثنائية وكانه اراد القول بان اللعبة الاساسية انتقلت الى المجلس النيابي وهو الذي يقرر , اما بالنسبة لباقي القوى المسيحية فهي يؤيد التسمية بمقدار قربها منهم وهي ان ابتعدت تصبح تسمية المرشح غير صالحة من اية جهة جاءت .
ازاء يوميات 'التسمية ' التي تجتاح كافة المرجعيات المحلية والعربية والدولية وفق الاهتمام الدولي الزائد برئيس اصغر بلد في العالم , ازاء كل ذلك يقف رأس الكنيسة المارونية صلبا تجاه الدعوات القائمة لتسمية مرشح للرئاسة على اساس انه هو الذي يجب ان يختار الرئيس الذي ينتمي الى طائفته حسب ما يدفعه الاخرون نحو هذا الخيار , ولكن البطريرك مع علمه اليقين بان دعوته سوف لن تستجاب فهو اعلن انه لن يرفع اسماء مرشحين للرئاسة الاولى وقال :جواب نهائي لن اسمي مرشحين وهذا ما عكسه زوار الصرح ايضا اضافة الى موقفه الواضح بان البطريرك اتخذ قرارا بعدم الدخول في لعبة الاسماء وسوف يشكل خيارا تاريخيا يريح نفس البطريرك ويبعد عنه هذه الكأس , ولكن الاوساط القريبة منه ونائبا سابقا من كسروان يؤكد ان البطريرك يحمل في جيب جبته ورقة سوف يكشف عنها في الوقت الملائم وقال للنائب السابق ما حرفيته : سوف نقرأ هذه الورقة عندما يكون الامر قد انقضى , وهنا تفسر كافة المصادر هذا الكلام بان البطريرك لن يقدم على اية تسمية الا اذا احس بان الرماد انكشف عن الجمر وبدأت الشرارة , وفي ما عدا ذلك فان جوابه النهائي : لا تسمية ولكنه لن يتفرج على الأسوأ .
صحيفة المستقبل:
ـ 'حزب الله' يساوي بين الانتخاب الأكثري والفراغ و'المعارضة السورية' تهدّد وعون يقول ان 'الأزمة في السرايا'
ـ التحرّك العربي يسعى إلى استثمار الدعم الدولي للاستحقاق
ـ قوى 14 آذار تؤكد أن الانتخابات ستحصل.. وبيان هام لمجلس المطارنة اليوم
كتبت 'المستقبل' تقول انه في خطوة تأتي في سياق الحركة الدولية والإقليمية التي يشهدها موضوع الاستحقاق الرئاسي، يتكثف التحرك العربي الهادف إلى تمرير أزمة الاستحقاق والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وأول غيث هذا التحرك بدأ أمس بوصول رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف إلى بيروت موفداً من الأمين العام عمرو موسى في مهمة حدّدها مصدر مسؤول في الجامعة على انها ستتركز على 'استشراف الآفاق الحالية والمستقبلية في ما يخصّ كيفية استثمار الأجواء الحالية للدفع باتجاه الوفاق اللبناني والعمل على تمرير أزمة الاستحقاق الرئاسي والتحضير لزيارة مرتقبة سيقوم بها الأمين العام للجامعة إلى بيروت'.
وهذا الأمر أكده يوسف اثر لقائه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالقول 'جئت لإجراء مشاورات ومباحثات مع بعض قيادات الغالبية والمعارضة ومختلف القوى على الساحة السياسية للتشاور حول تطورات الأوضاع في لبنان، حيث بدأ العد التنازلي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي والموقف منه واضح ومحدّد بأن هناك ضرورة قصوى لأن يتم هذا الاستحقاق تبعاً للقواعد الدستورية اللبنانية وفي الموعد المحدد لذلك، ونأمل ان يتم التوصل إلى توافق بانتظار المشاورات الجارية في هذه المرحلة'، مشدداً بعد لقائه الرئيس عمر كرامي على أن 'الوقت يداهمنا والأمور لا تحتمل مزيداً من التأخير ونأمل أن تساهم الجهود العربية والجهود التي تقوم بها الدول الصديقة في تحقيق هذا الهدف.
وفي اطار الحركة الدولية والعربية حضر موضوع الاستحقاق في لقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ونظيره الايطالي ماسيمو داليما في روما.
وقال داليما ان 'الوضع في لبنان يمر بمرحلة دقيقة.. ولكن الامور تسير صوب الاتجاه الصحيح'.
وشدد خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه الفيصل على ان 'ايطاليا تدعم جهود الحل التوافقي، الذي يركز على قبول واسع للخروج من الازمة الراهنة المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي'، معتبراً ان 'حضور سوريا مؤتمر انابوليس المزمع عقده بشأن الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني سيكون عنصراً هاماً جداً'.
وفي الاردن دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى انتخابات رئاسية حرة وفقاً للدستور اللبناني.
وقال في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية امس: انه 'في ما يتعلق بالازمة السياسية التي يمر بها لبنان، فاننا نود التأكيد على اننا ندعم الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية اللبنانية، التي نرى انه من الضروري ان تكون حرة وان تجري وفقاً للدستور اللبناني(..)'.
ومع التحرك العربي الواضح المرامي، وفي مواجهة الدينامية الدولية والعربية الضاغطة باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، سجل أمس إحياء فريق 'المعارضة' على إيقاع سوري ل'اللقاء الوطني' الذي عقد اجتماعاً برئاسة الرئيس عمر كرامي الذي جدّد التهديد ب'اللجوء إلى كل الوسائل إذا تمّ تجاوز الدستور' وبخاصة ان 'التوافق لم ينجح حتى الآن'، مشدّداً على ان 'كل الوسائل ستتخذ بالتنسيق مع كل أطياف المعارضة.. والرئيس لحود على رأس الجميع'.
من جهته، تحدّث لحود خلال استقبالاته عن 'مشاكل ستقع إذا استمرت الأكثرية في خياراتها'، مؤكداً انه 'إذا عمدوا إلى الاجتماع خارج المجلس النيابي لانتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً، فعندها سيعمد الطرف الآخر إلى الانتخاب بالنصف ناقصاً واحداً'.
وفي السياق نفسه رأى عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب أمين شري ان 'الانتخاب بالنصف زائداً واحداً أو الذهاب إلى الفراغ سيان في هذا الموضوع'.
بدوره اعتبر رئيس تكتل 'الاصلاح والتغيير' النائب ميشال عون في حديث الى فضائية 'الجزيرة' ان 'الأزمة تكمن في السرايا، لا في موقف سيارات رياض الصلح' رافضاً في الوقت نفسه بقاء حكومة السنيورة، معلناً عدم الاعتراف بسلطتها وملوّحاً 'بتحرك شعبي يقتحم كل شيء'. وقال: 'بقاء حكومة السنيورة دون انتخاب رئيس يعني الفراغ في الحكم، وانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، هو الآخر خرق دستوري.. و(انقلاب)'.
ورداً على سؤال عن الرد على 'الانقلاب' قال عون: 'ان الرد يأتي بقرار مشترك للمعارضة'.
وأكد عون الاتفاق مع رئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري 'على المحكمة الدولية وعلى تحرير كامل الاراضي اللبنانية وتحرير الأسرى.. اما الخلاف فيبقى قائماً على تطبيق القرارات الدولية'، مؤكداً دعمه 'لأي شيء يقدم حلاً على ان يأتي هذا الحل بالتفاهم مع حزب الله'.
في مقابل ذلك وفي انتظار البيان الشهري المهم لمجلس المطارنة الموارنة اليوم، أمل البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير 'أن تمرّ أيامنا الصعبة التي نعيشها بخير وأن يطمئن اللبنانيون إلى غدهم ومستقبلهم'.
وبعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالبطريرك صفير مساء أول من أمس لوضعه في جو الاتصالات الجارية والمساعي للخروج من الأزمة، زار الصرح البطريركي أمس المستشار السياسي للرئيس السنيورة الدكتور رضوان السيد للتشاور وتبادل المعلومات حول المساعي والجهود المبذولة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري وبالطرق الدستورية، كما استقبل صفير مدير مكتب رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، نادر الحريري.
ومع استمرار التهديدات ومواقف فريق 'المعارضة' المعطل للانتخابات الرئاسية، اتهم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح من مكة المكرمة 'من يتحدثون عن مفاجآت بالتهديد والوعيد في حال حصول فراغ في رئاسة الجمهورية بأنهم هم الذين سيتسببون بالفراغ في حال عدم مشاركتهم في انتخاب رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية'.
وإذ حذر من تسلح اللبنانيين رفض المفتي السماح 'بأيّ خرق لسلطة الحكومة اللبنانية تحت ستار ملء الفراغ في حال عدم انتخاب رئيس لأن الحكومة هي المؤسسة الدستورية الناظمة للدولة ولأجهزتها وهي الضامن الوحيد لأمن البلاد واستقرارها ويجب الالتفاف حولها ودعمها(..)'.
في غضون ذلك، جدّدت قوى 14 آذار التأكيد على تعزيز الجهود للوصول إلى انجاز الاستحقاق.
وفي حين رأى رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع بعد لقائه في معراب مدير شؤون الشرق الأوسط موفد وزير الخارجية الايطالي ان 'كل الجهود تبذل للوصول إلى توافق معين، لكن الفريق الآخر لم يتجاوب وأصر على مرشحين، إما من الحقبة السابقة وإما لا يتمتعون بمواصفات رئيس الجمهورية'، جدّد التشديد على 'تعزيز الجهود للتوصل إلى تفاهم ما مع فرقاء 8 آذار'، وقال 'لكن في نهاية المطاف، ومهما كانت الظروف، لن نقبل بأن يمر موعد 25 تشرين الثاني من دون انتخاب رئيس جديد للبنان'.
وعلى خط مواز، سجل عضو 'اللقاء الديموقراطي' النائب أكرم شهيب اندفاعاً ل 'تقويض التوافق على المستوى الاقليمي'، ورأى ان 'من الواضح ان نظام دمشق أراد فرض معوقات على جدول الأعمال الاقليمي ـ الدولي لدعم التوافق الحقيقي في لبنان، وذلك عبر تأكيد 'حزب الله' بسلوكه وخطابه انه يعمل في لبنان لحماية نظام الممانعة وبالتالي الدفاع عن نظام دمشق'.
بدوره، أكد وزير الشباب والرياضة عضو كتلة 'المستقبل' أحمد فتفت 'ان أي فراغ في موقع رئاسة الجمهورية مرفوض لأنه يخل بالتوازن الداخلي'، مشدداً على ان 'موقع رئاسة الجمهورية هو رمز لسيادة لبنان وعنصر أساسي للتوازن الداخلي'.
وإذ أكد فتفت انفتاح 'تيار المستقبل' 'على جميع الأطراف في خدمة مصلحة البلد' قال 'اذا استمرت المعارضة في أخذ البلاد نحو الفراغ الرئاسي فسنكون مضطرين مع حلفائنا إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية النصف زائداً واحداً'، محذراً من ان 'التسلح سيؤدي إلى فتنة داخلية يتحمل 'حزب الله' مسؤوليتها'، مشدداً على 'ان الجيش لن يقف على الحياد بل سيقف حيث يجب ان يقف، بجانب الشرعية المتمثلة في الحكومة'.
من جهته قال وزير الاتصالات مروان حمادة 'لا نزال نبحث عن اتفاق ولا شيء يدعونا حالياً إلى التفاؤل'، مشيراً إلى ان 'جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني ستؤجل على الأرجح إلى الرابع عشر من الشهر نفسه(..)'.
صحيفة الأنوار:
ـ تهديدات متبادلة بين 8 و14 اذار عشية الجلسة المتوقع تأجيلها
ـ صفير يرفض تسمية مرشحين ويشدد على المشاركة بالانتخاب
قالت 'الأنوار' انه مع الاقتراب من الموعد المحدد لجلسة انتخاب الرئيس، سجل امس تصعيد في المواقف عكس التعثر في المشاورات التوافقية. وفيما بدأ موفد الجامعة العربية مهمة استطلاعية في بيروت، نفى زوار بكركي ان يكون البطريرك صفير وضع لائحة باسماء مرشحين وقالوا انه لن يدخل في تسمية مرشحين وشدد على مشاركة النواب في جلسة الانتخاب، وفي ضوء الجمود المسيطر على الوضع توقعت مصادر سياسية ان يتم تأجيل الجلسة الانتخابية مرة جديدة.
وقد توقع عدد من الرسميين والسياسيين تأجيل جلسة 12 الجاري اذا لم يتم التوصل الى توافق. وقال المرشح الرئاسي نسيب لحود (اعتقد ان الجلسة ستؤجل والاوضاع لم تنضج بعد). وقال الوزير مروان حمادة (نحن لا نزال نبحث عن اتفاق ولا شيء يدعوننا حاليا الى التفاؤل).
واضاف: ان جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني ستؤجل على الارجح الى الرابع عشر من الشهر نفسه، الا اننا في هذا اليوم ندخل في ما يسمى (المرحلة الرمادية) التي تتيح للغالبية اتخاذ مبادرات بمعزل عن رئيس البرلمان). وقال النائب بطرس حرب: معلوماتي الرئيس بري يتجه الى الاتفاق مع القوى السياسية الى تأجيل جلسة 12 تشرين الثاني. الا ان مصدرا مقربا من الرئيس بري اعتبر ان امكانية التوافق كبيرة. من جهته قال انطوان نصر الله المسؤول الاعلامي في التيار الوطني الحر (نتوقع ان تؤجل الجلسة مع ابقاء الباب مفتوحا لامكانية عقدها في الثاني عشر من تشرين الثاني). تهديدات متبادلة ومع تعثر محاولات التوافق واقتراب موعد الجلسة الانتخابية صعد طرفا الموالاة والمعارضة من مواقفهما، وكان تلويح من الاكثرية بالانتخاب بنصاب النصف زائد واحد، وقابله رد من المعارضة بالمواجهة.
فقد قال الوزير احمد فتفت ان لديه معلومات اكدها مسؤولون امنيون في مجلس الوزراء مفادها ان (حزب الله) يقوم بتسليح افراد من المعارضة لتكون هي الواجهة بدلا منه في اي مواجهة محتملة. واعتبر ان هذا التسلح سيؤدي الى فتنة داخلية يتحمل حزب الله مسؤوليتها. وقال النائب جورج عدوان ان بعض وسائل الاعلام تناول امر تأجيل جلسة 12 من الجاري الى تاريخ اخر، نحن نؤكد انه عند تحديد جلسة يجب على النواب ان يحضروها، وفي اخر جلسة تحدد، وهي في 12 الحالي او 13 منه، اذا توافر عدد اكثر من النصف، تعقد الجلسة ولا تجرى الانتخابات في الدورة الاولى اذا لم يتوافر نصاب الثلثين، انما تكون الجلسة قد عقدت.
وردا على سؤال اخر قال النائب عدوان: (اذا لم ينزل الفريق الثاني الى المجلس في الايام العشرة الاخيرة فسيجتمع نواب الاكثرية لانتخاب رئيس).
واضاف عدوان بعد زيارته بكركي: ان البطريرك صفير لم ولن يدخل في قضية التسميات ولا الاسماء، وهذا الموضوع يجب ان يكون واضحا ونهائيا، واي كلام لا يتوافق مع هذا الموضوع يكون غير صحيح. فغبطته يعرف تماما دور المجلس النيابي والنواب في اختيار رئيس الجمهورية.
وفي المقابل قال العماد ميشال عون امس: نحن نعتبر بقاء الرئيس السنيورة وحكومته في الحكم وانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد امرين مماثلين، نحن نعتبرهما انقلابا على الدستور اللبناني وخرقه، وعلى الاعراف اللبنانية وبقاء الحكومة يعتبر مخالفا للدستور وسنعتبره بالتأكيد انقلابا.
واضاف: وفي هذه الحال سيأتي الرد من المعارضة مجتمعة.
وقال: من لا يريد تطبيق الدستور، يرحل بوسيلة اخرى. لن نعترف فيه ولن ندعه يمارس سلطته علينا.
واضاف عون: لا يحق لأي كان ان يرفض ترشيحي من دون ان يذكر الاسباب الحقيقية لذلك، خاصة ان اولئك لم يكتفوا بأن يكونوا زعماء في طوائفهم، بل يريدون التدخل في كل شيء دون ان يقدموا صيغة تفاهمية.
اما الرئيس عمر كرامي فقال بعد اجتماع (اللقاء الوطني) امس: ان اللقاء سينسق مع كل اطياف المعارضة من اجل التصدي لكل الامور غير الدستورية التي يمكن ان تفرض على اللبنانيين وبكل الوسائل... نقول ان كل الوسائل ممكن اللجوء اليها اذا تم تجاوز الدستور.
بدوره قال الوزير المستقيل محمد فنيش: سنعطي الوفاق الفرصة حتى اللحظة الاخيرة ولكن في المقابل لا يمكن لنا ولا يمكن لأي لبناني ان يقبل باستيلاء مجموعة على السلطة بغير وجه حق وبغير مشروعية دستورية.
وقد بدأ مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف امس لقاءاته في بيروت بالدعوة الى انتخاب رئيس في الموعد الدستوري. وقد التقى يوسف الرئيس فؤاد السنيورة والنائب علي حسن خليل والرئيس عمر كرامي، ثم زار الوزيرة معوض مساء بحضور العميد كارلوس اده ودوري شمعون.
وقال بعد زيارته السراي: بدأ العد التنازلي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، والموقف العربي منه واضح ومحدد بأن هناك ضرورة قصوى لأن يتم هذا الاستحقاق تبعا للقواعد الدستورية اللبنانية وفي الموعد المحدد لذلك. ونأمل ان يتم التوصل الى توافق بانتظار المشاورات الجارية في هذه المرحلة.
وسئل عن موعد زيارة الامين العام للجامعة العربية لبيروت فاجاب لم يتحدد اي موعد للزيارة بعد.
وقال يوسف بعد زيارته الرئيس كرامي: نحن نشعر بالقلق الشديد تجاه التطورات الحالية، وكلنا امل في ان يتمكن لبنان من تجاوز المحنة التي يمر بها في الوقت الحالي، ويتم التوصل الى مواقف في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وان يتم الاستحقاق في موعده طبقا للقواعد الدستورية القائمة.
وان كان متفائلا بحصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري قال: لا شك اننا نشهد في الوقت الحالي بعض التقدم.
صحيفة اللواء:
ـ باريس لم تلمس تبدلاً بالموقف السوري ·· والملف اللبناني بند أول على قمة بوش - ساركوزي
ـ بكركي تعيد الإستحقاق إلى المجلس اليوم ·· والمعارضة والموالاة تستعدان للأسوأ
ـ عون يلوّح بتحرك شعبي وتحضيرات للقاء جعجع ·· وموفد موسى يبدأ مهمته الإستطلاعية
كتبت 'اللواء' تقول , لقد دخل لبنان مرحلة 'حبس الأنفاس' على إيقاع القمة الأميركية - الفرنسية التي جمعت الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي في البيت الابيض، والتي كان الملف اللبناني على رأس بنودها الأولى· وتنتظر كل الأطراف السياسية في الموالاة والمعارضة نتائج هذه القمة التي ستقرر مصير الاستحقاق الرئاسي توافقاً أو تباعداً بين الاكثرية والمعارضة· وترقبت الأوساط اللبنانية تظهير نتائج المسعى الفرنسي لدى دمشق في اليومين الماضيين من خلال ما سيتم التوافق عليه بين بوش وساركوزي حول الاستحقاق الرئاسي، وهل الانتخاب بالتوافق في حضور الثلثين، أم على قاعدة النصف زائداً واحداً، كما أشار الى ذلك السفير الاميركي في الامم المتحدة خليل زلماي زاد أمس الاول·
وبحسب معلومات قليلة وصلت الى بيروت، فإن موفدي الرئيس ساركوزي اللذين التقيا الرئيس السوري بشار الاسد قبل يومين لم يلمسا أي تبدل في الموقف السوري·
وفهم أن الجانب السوري أبلغ الموفدين الفرنسيين أن دمشق تدعم أي توافق بين اللبنانيين، وأنها ترحب بأن يسمي البطريرك الماروني نصر الله صفير شخصية الرئيس أو المرشح الذي يتوافق عليه اللبنانيون امس·
وفي تقدير هذه الاوساط، أن هذه النتائج، وبالتالي الموقف النهائي، لن يظهر قبل يوم واحد، حيث ينتظر أن تتحدد في ضوئها مصير جلسة الانتخاب المقررة اليوم الاثنين المقبل، علماً أن كل الاطراف تستعد وكأن الاستحقاق الرئاسي سيأتي غداً، وهي تشحذ عدتها لمواجهة كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال حصول فراغ رئاسي، في حال نجحت جهود المعارضة وتهديداتها بنسف نصاب النصف زائداً واحداً·
وإذا كانت الخيارات بدأت تضيق، وبالتالي بدأت ساعة الحقيقة تقترب، مع التسليم بأن جلسة 12 الشهر الحالي ليست نهاية المطاف، فأن المرحلة الراهنة حتى بدء مهلة الايام العشرة الاخيرة، حسب مصدر دبلوماسي مطلع ستتسم بالغموض والضبابية، في انتظار مجموعة من التطورات المحلية والإقليمية، منها:
- نتائج القمة الأميركية - الفرنسية ومآل العلاقة مع دمشق في ظل اتجاه اميركي واضح للابتعاد عن اللين واعتماد نظام مركب عن العقوبات السياسية والاقتصادية·
- الموقف السوري حيال الضغوط الدولية، ومغزى إعادة إحياء دمشق 'اللقاء الوطني' المعارض برئاسة الرئيس عمر كرامي في هذا التوقيت، وإن كان هذا اللقاء لا يضم في صفوفه ممثلين لـ 'حزب الله' و'اللقاء الوطني الحر'، لكن التنسيق معهما بدا جيداً·
- مآل المفاوضات بين النائبين سعد الحريري وميشال عون، في ظل عودة السجالات بين حلفائهما، وأعلان الاخير رفضه بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لملء الفراغ الرئاسي ملوحاً بتحرك شعبي يقتحم كل شيء بما في ذلك السراي الكبير، خلافاً للتفاهمات التي حصلت بين الرجلين في باريس·
- الموقف الذي سيكون عليه 'حزب الله'، الذي يظهر أنه الوحيد بين الافرقاء الذي يقرأ بجدية المناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة، وخصوصاً وأن الخمسين ألف جندي الذين شاركوا فيها لا يزالون في مراكز قتالية عند الحدود·
- الشكل الذي سيكون عليه الضغط الاميركي على قيادات في المعارضة مع بدء تطبيق الإجراءات التنفيذية الرئاسية، أولاً عبر لائحة لبنانية - رباعية، ضمت خصوصاً متمولين قريبين من قيادات مارونية في المعارضة، وثانياً عبر لائحة الاموال المجمدة التي أصدرتها وزارة الخزانة، بناء على الاجراءات التنفيذية، اضافة الى ما يحكى عن لوائح سوداء قيد الاعدا