المقتطف الصحفي » مقتطفات من حديث رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى صحيفة الوطن القطرية

- صحيفة 'النهار'
سليمان: لست ممن تمارس عليه ضغوط خارجية.. لن نسمح بأي أذى للمقاومة ويمكن مراجعة أي اتفاق

جدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان تعهده حماية المقاومة من أي أذى قائلاً 'لا احد في لبنان سيسمح بان يجلب الأذية للمقاومة'. وأوضح انه لن يستبق موقف اللجان النيابية من الاتفاق المثير للجدل بين الحكومة والسفارة الأميركية و'حين يرفع الأمر الى مجلس الوزراء 'سيكون لنا الموقف المناسب'. واكد ان الاتفاق 'خضع للطريقة الدستورية والقانونية المعتادة وعندما تضع السلطة التنفيذية يدها على موضوع فاننا ننتظر التقرير الذي سترفعه لنبني على الشيء مقتضاه'.
وقد جاءت ملاحظاته في حديث أجراه معه المدير العام لصحيفة 'الوطن' القطرية أحمد علي اثناء زيارته للدوحة الثلثاء الماضي، وتنشره اليوم. وفي ما يأتي أبرز المقتطفات من هذا الحديث:
&bascii117ll; هناك قضية ضاغطة على الساحة اللبنانية وهي صلاحيات الرئيس. ما هو موقفك من هذه القضية، وهل ترى ان الوقت حان لتغيير بنود اتفاق الطائف الذي قلص صلاحيات الرئيس؟
- ليست القضية ضاغطة كما أوردت في سؤالك. الأمر الضاغط على لبنان هو الاصلاحات. نحن بدأنا الاصلاحات ونسير في هذا الطريق وهو طويل وقد يستغرق 3 سنوات ولا يتوقف لعشرات السنين. نحن بدأنا عملية الاصلاح بعد أن تم الاصلاح السياسي على مستوى المؤسسات الدستورية. هذه العملية تتطلب في بعض الأحيان النظر في اصلاح صلاحيات المسؤولين وخصوصاً على مستوى رئاسة الجمهورية.
هناك مواضيع لا يمكن ان تسير بدون اصلاح وعندما نجد أن الحاجة اليها كانت ملحة وهي موجودة سندخل عليها ونعالجها. وهي ليست في اطار تجاذب سياسي او خلافات سياسية وعلى العكس انها تأتي في اطار اصلاحي للوضع اللبناني.
&bascii117ll; ولكن من زاوية الاصلاحات لا بد من صلاحيات اوسع للرئيس. وصلاحيات اوسع للرئيس تعني تعديل اتفاق الطائف. هل انت تسعى الى تعديل هذا الاتفاق ليكون منسجماً مع التحديات الجديدة؟
- انظر. التعديل دائماً يتناول أمرين: تعديل الروح او التعديل الجوهري، والأخير ليس مطروحاً. ولكن تعديل بعض البنود وهذا أمر بسيط يمكن القيام به. وأنا اعتبر هذه المسألة توازناً بين المسؤوليات والصلاحيات وبطبيعة الحال فان على المسؤول مسؤولية وكي يمارس مسؤوليته بشكل جيد يجب ان تكون له بعض الصلاحيات وهناك ثغر ظهرت خلال الممارسة وهي كثيرة. يجب درسها واعادة النظر فيها.
&bascii117ll; بعيداً من الاصلاحات دعنا نسألك عن مسألة هي في صميم صلاحيات الرئيس وهي قضية أشار اليها السيد نصر الله في حديثه الأخير. ما هو موقفك من الاتفاق الموقع بين الحكومة من جهة والسفارة الاميركية من جهة أخرى في شأن تقديم منحة قيمتها 50 مليون دولار لتطوير اجهزة الأمن وكوادرها مشروطة بعدم مشاركة أي عناصر تعتبرها واشنطن ارهابية مما يعني استهداف 'حزب الله'المصنف كذلك على القائمة السوداء الاميركية؟
- أتى الرد على استهداف 'حزب الله مني شخصياً قبل أسبوعين عندما قلت اننا نحمي المقاومة من أية أذية وهذا يعني اننا سنحميها من الأذى ولن نسمح ولا أحد في لبنان سيسمح او يريد خصوصاً على مستوى المؤسسات والمسؤولين أن يجلب الأذية للمقاومة. ولذلك فموضوع الاتفاق خضع للطريقة الدستورية والقانونية المعتادة وعندما تضع السلطة التنفيذية يدها على موضوع فاننا ننتظر التقرير الذي سترفعه هذه السلطة لنبني على الشيء مقتضاه.
&bascii117ll; ولكن بصفتك رئيس الجمهورية ما هو موقفك بكل صراحة من هذا الاتفاق؟
- قلت لك أنني لن استبق النتيجة التي ستتوصل اليها اللجنة النيابية واذا استبقت النتيجة أكون قد خالفت مبدأ فصل السلطات. عندما تنتهي اللجان النيابية من درس هذا الاتفاق وترفعه الى مجلس الوزراء سيكون لنا الموقف المناسب الذي يخدم مصلحة لبنان.
عموماً أي اتفاق موقع بين الحكومة اللبنانية واي جهة خارجية يمكن مراجعته واعادة البحث في بعض بنوده اذا ما كانت هناك شوائب.
&bascii117ll; ولكن تطبيق هذا الاتفاق يعني اعتراف لبنان بالقائمة الاميركية للارهاب التي تستهدف 'حزب الله'.
- يعلم اللبنانيون انه عندما وقع هذا الاتفاق فهو لم يكن لهذا الهدف ولكن تبين انه توجد عبارة يمكن تفسيرها بهذا الشكل وهذا ما تعكف اللجان النيابية على معالجته.
&bascii117ll; تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة استهدفتك شخصياً، ما هو سببها في رأيك وهل صحيح انك تلقيت تأكيدات من سوريا بأن دمشق لا تقف وراءها؟
- لا لزوم لتطمينات من سوريا لأن الاتصال بيني وبين الرئيس السوري مستمر والانتقادات التي تناولت الرئيس هي أمر معهود في الانظمة الديموقراطية وخصوصاً في لبنان حيث هناك حرية اعلامية يعرفها الجميع.
&bascii117ll; ولكن البعض رأى ان دعوتك الى عقد طاولة الحوار الوطني جاءت بناء على ضغوط خارجية. فالى متى سيبقى لبنان خاضعاً لمثل هذه الاعتبارات؟
- القول ان الدعوة جاءت بناء على ضغوط خارجية فهو مردود شكلاً، لأنني لست ممن تمارس عليهم الضغوط. والقول أيضاً إن الدعوة جاءت رداً على قمة دمشق غير صحيح، اذ كيف يمكنني ويمكن القيادات التي توافقت معي على استئناف طاولة الحوار ان تفكر ولو للحظة بربط هيئة الحوار بقمة دمشق، علماً أن الهدف الرئيسي لهيئة الحوار هو تعزيز قدرات لبنان في خدمة ثوابته الوطنية وليس اضعافها، مما يعني ان قرار الدعوة جاء في سياقه الطبيعي شكلاً وتوقيتاً بعد انجاز كل ما يلزم لاستئناف الاجتماعات أخيراً. أوليست قرارات الدوحة هي أيضاً نصت على اعادة اطلاق الحوار. وهل يعتبر هذا ضغطاً؟
&bascii117ll; ما هي أسباب الحملة، التي استهدفتك، هل هي شخصية ام سياسية ام استهداف لمنصب الرئاسة ام الاثنين معاً؟
- التعرض لمقام الرئاسة يندرج في سياق الحيوية السياسية وضمن النظام الديموقراطي. فالانتقاد يعبر عن رأي سياسي لشخص او فريق وعلى الافرقاء الآخرين ان يعبروا عن رأيهم وللشعب في النتيجة الحكم على اداء المسؤولين والمنتقدين.
&bascii117ll; يقال ان اتصالات تجرى مع لبنان الآن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.... ما هو موقفك من هذه القضية؟
- سمعت بهذا الخبر اليوم (الثلثاء الماضي)... ولكنني اؤكد ان ليس له اي أساس على الأرض اللبنانية... فالدستور اللبناني ضد التوطين وهو مرتكز على اتفاق الطائف الذي أصبح وثيقة معترفاً بها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لذلك هناك وثيقة دستورية لبنانية ووثيقة دولية لا يمكن تجاوزها ولا يمكن احداً ان يقبل بتوطين الفلسطينيين وهم أيضاً لا يريدون ذلك.
&bascii117ll; لكن انت تطالب بتعديل هذا الاتفاق في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس فكيف ترفض ذلك في ما يتعلق بالتوطين؟
- قلت لك منذ البداية ان التعديل اما ان يكون في الجوهر او في بعض البنود الدستورة التنفيذية. هذه البنود المتعلقة بموضوعات المهل وطريقة تنفيذ بعض القرارات يمكن ان تعدل. اما روح اتفاق الطائف فلا احد يريد تعديله.
&bascii117ll; عاد الحديث مجدداً بتسريبات شارك فيها اطراف عدة، عن عمل المحكمة الدولية واستدعاء افراد من 'حزب الله' كشهود. من يقف خلف هذه التسريبات وهل تخشون أن يؤدي استمرارها الى فتنة داخلية؟
- نحن لا نتدخل على الاطلاق في عمل المحكمة، ولكننا نبهنا دائماً الى ضرورة رفض التسييس في اي اتجاه كان، لان ذلك يفقدها صدقيتها ولا يؤدي تالياً الى وصولها الى الهدف الذي انشئت من اجله وهو كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وما يقال عن تسريبات يبقى في اطار التشويش، وفقاً لما جاء على لسان المشرفين على التحقيق انفسهم، في وقت يجب انتظار ما يصدر عن المحكمة بشكل رسمي وعلني. ولن اسمح ولن يسمح معي اللبنانيون لأي أمر بأن يوصلهم الى فتنة، فوحدة الصف هي المعيار الأساسي.
&bascii117ll; البعض يرى أن لبنان يعيش على خط زلزال سياسي اقليمي خطير. هل تتوقع صيفاً أو ربيعاً حاراً تشن من خلاله اسرائيل عدواناً واسعاً على لبنان؟
- ليس لبنان وحده على خط زلزال، وانما المنطقة كلها تعيش على هذا الخط بسبب رفض اسرائيل الانصياع لارادة المجتمع الدولي والانخراط في التسوية السلمية ورفضها المبادرة العربية التي تنص على اعطاء الفلسطينيين حقوقهم والحؤول دون توطينهم وسلبهم حقوقهم غير القابلة للتصرف في تغذية الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني لتوحي انهم غير جاهزين للتفاوض ولتستمر في موازاة ذلك في بناء المستوطنات وتهويد القدس، وكذلك في اطلاق التهديدات ضد لبنان.
اسرائيل يمكنك ان تتوقع منها اي عدوان او مكيدة وفي أي وقت، ولكن بات عليها ان تحسب حساباتها جيداً في حال ارادت القيام بمغامرة عدوانية جديدة، لأنها باتت تدرك، وخصوصاً بعد عام 2006 ان العدوان على لبنان ليس نزهة، بل أصبح ضربا من ضروب الحماقة وخصوصاً ان اللبنانيين موحدون جميعاً خلف الجيش ويشاركون مع المقاومة في صدّ اي عدوان والدفاع عن ارضهم وكرامتهم. كما أنهم لن يسمحوا بايذاء المقاومة او الايقاع بها.
&bascii117ll; عاد الازدحام السياسي الى طريق بيروت – دمشق فهل هذا يعتبر انتقاصاً من دور الرئيس التوافقي، وكيف تصف علاقاتك حالياً مع سوريا واتصالاتك مع الرئيس الأسد؟
- العلاقة مع سوريا منذ القمة بين الرئيس الأسد وبيني في آب 2008 علاقة ثقة وصداقة وتعاون وتنسيق واحترام متبادل، والاتصالات بيني وبين الرئيس الأسد دائمة، نتبادل الآراء بودّ وصراحة متناهية وهذا أمر مهم في علاقة الدولتين، بدءاً من مستوى رئيسيهما، وهو أمر بدأ ينسحب على العلاقة مع رئيس الحكومة والقيادات السياسية وليس في ذلك اي انتقاص من دور الرئيس التوافقي اللبناني، بل على العكس فذلك يشكل عاملاً مساعداً في التوافق بين القيادات اللبنانية التي باتت على اقتناع بأن لبنان لا يحكم إلا بين ابنائه على الثوابت الوطنية والاساسية، على ان تبقى أي تباينات في المواقف في بعض المواضيع او الملفات الداخلية ضمن اللعبة السياسية التي تغني الحياة الديموقراطية والنظام الديموقراطي القائم.
&bascii117ll; ماذا تنتظر من الزيارة المقرر ان يقوم بها سعد الحريري للعاصمة السورية قريباً، وما هي الآمال والنتائج التي تعلقها عليها؟
- بالنسبة الى زيارة رئيس الحكومة بعد ايام، فهي تأتي في سياق التعاون الحكومي المتفق على قيامه مجدداً بين البلدين على قاعدة الثقة والاحترام، ونتوقع ان تنتج ايجابيات وتفعيل اتفاقات في عدد من المجالات، وهناك تنسيق مستمر بيني وبين رئيس الحكومة، لا بل هناك تكامل في الأدوار في سبيل مصلحة لبنان.
&bascii117ll; لبنان مقبل على انتخابات بلدية، فهل ستجرى هذه الانتخابات في موعدها؟ وهل سيكون للرئيس اللبناني حصة وسطية؟
- لا شيء يمنع اجراء الانتخابات في موعدها وخصوصاً ان هناك قانوناً للانتخابات البلدية في حال لم يستطع المجلس النيابي اقرار التعديلات المحالة عليه من الحكومة او في حال وجد ان درسها واقرارها قد يستوجب وقتاً يسقط المهل القانونية.
اما السؤال عن الحصة الوسطية فليس في محله، لأن الرئيس لا يسعى الى اي حصة في البلديات التي لها واقعها الخاص وخصوصاً في القرى والبلدات حيث النفوذ العائلي يغلب على التوجهات السياسية وبالتالي اي كلام على حصص هو غير ذي معنى، فحصة الرئيس الاساسية تكمن في حسن تطبيق النظام الديموقراطي الذي يتميز بتداول السلطة، مما يعني حصول الانتخابات من دون تأجيل.
&bascii117ll; هل معنى ان يكون الرئيس توافقياً التخلي عن الحزم والسعي لارضاء الفئات السياسية اللبنانية؟
- ليس اسهل من أن يكون طرف في هذه الجهة او تلك، وهذا شأن المسؤول الذي ينقاد الى هذا الطرف او ذاك، ولكن ليس أصعب من ان يكون توافقياً جامعاً، والتوافق هو الذي يتطلب شجاعة القرار والحزم لتحصين الموقع التوافقي اولاً والوفاق بين الافرقاء ثانياً.
وليس صحيحاً ان التوافق يكون بالسعي لارضاء الافرقاء، بل بالعمل على اقناعهم بالاعتدال والحوار وقبول الآخر والتعاون معه، ومثل هذا الأمر لا يكون بالتردد او الاسترضاء، بل بالقرار الواضح والرؤية الصحيحة الواقعية للأمور، واذا كان المظهر التوافقي يشير الى الهدوء في التعاطي، فهذا هو الاسلوب الخاص بالرجل المسؤول والدليل على ذلك ان أموراً كثيرة استدعت الحزم والحسم في القرار ونتائجها ظاهرة في شتى المجالات.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد