تشهد سوق النشر الصحافي الإلكتروني حالة من الترقب مع طرح جهاز 'آي باد'، الابتكار الأحدث لشركة 'آبل'، حيث يعلق الكثير من مالكي دور النشر والصحف آمالهم على التغيير المتوقع في السوق اعتقاداً منهم بأن 'آي باد' يمثل فرصة حقيقية لجهاز غير تقليدي يعرض المحتوى الإلكتروني بشكل جيد مقابل المال، ما يعني وضع نهاية لعصر الصحافة الإلكترونية المجانية.
ودفع ذلك مؤسسة 'نيوز إنترناشيونال' البريطانية، المالكة لصحيفتي 'التايمز' و'الصنداي تايمز'، للإقدام على اتخاذ خطوة جريئة تجاه الحد من التصفح المجاني لمواقعها الإخبارية على الإنترنت، برغم اعترافها بأن تلك الخطوة تعد مغامرة، لكنْ لديهم أمل في تكرار سيناريو شركات صناعة الموسيقى، عندما بدأت سياسة تحميل الملفات الموسيقية مقابل اشتراكات، الأمر الذي أدى لانتعاشة تلك الصناعة مرة أخرى بعد أن تضررت من التحميل المجاني للمقاطع الموسيقية عبر مواقع الإنترنت.
وكانت صحيفة 'المصري اليوم' قد ذكرت أمس الثلاثاء أنه بالنسبة للمؤسسات الصحافية المصرية فيتسم موقفها من 'آي باد' بالترقب لانتظار نتائج تجارب الصحف الغربية، أملاً في نجاح التجربة لتطبيقها في مصر، وحتى يحين هذا الوقت يجب على مطوري مواقع الصحف المصرية التفكير في جعل مواقعهم متوافقة مع أجهزة 'آي باد'؛ نظراً لأن معظمها يعتمد بشكل أو بآخر على تقنية الفلاش غير المدعمة في أجهزة 'آبل'، ما سيتسبب في عدم إمكانية ظهورها على جهاز الـ'آي باد' بشكل مثالي.
لذا يجب البدء بتطوير مواقع هذه الصحف وفقاً لأحدث التقنيات البرمجية مثل HTML و JavaScript، إضافة إلى توفير إصدارات خاصة لزوارها من مالكي 'آي باد' و'آي فون'، نظراً لاختلاف أسلوب التصفح في 'آي باد' و'آي فون' عنه في أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
ويشار إلى أن الصحافة الإلكترونية 'المجانية' كانت سبباً في تراجع مبيعات الصحف الورقية في العالم أجمع، وبالتالي أصبح لابد من إيجاد بدائل لزيادة العائدات من جديد، ولذا أدى ظهور الـ'آي باد' لتسابق الجميع في إبداء الآراء والتوقعات حول التغيير الذي سيحدثه في سوق النشر الإلكتروني.
(عن 'العربية نت')