- صحيفة 'الحياة':
رندة تقي الدين
تحدث مصدر فرنسي مطلع في باريس لـ &laqascii117o;الحياة" عن الأوضاع في لبنان قبل زيارة إليو ماري المنطقة، وقال: &laqascii117o;ان فرنسا قلقة من مزيج من عوامل تؤثر في الوضع في لبنان، من بينها مسألة المحكمة الدولية وأزمة الملف النووي الإيراني واحتمال تأثيرها في الوضع في لبنان"، مشيراً الى أن بعض ما يقوله المسؤولين الأمنيين في اسرائيل من أن حل مشكلة &laqascii117o;حزب الله" في لبنان يكون عملية عسكرية على الجنوب أو عودة احتلاله. إلا ان المصادر الفرنسية تعتبر ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لن يقوم بعملية عسكرية على لبنان لأنه مدرك أن العالم بأسره سيكون ضده من الولايات المتحدة الى أوروبا وأنه لن يخضع لآراء التيار الأمني في اسرائيل لهذا السبب.
إلا أن الأوضاع في جنوب لبنان، بحسب المصادر، هشة مع الخروق الإسرائيلية شبه اليومية في الأجواء اللبنانية وأيضاً الخطابات الشديدة اللهجة لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وأمين عام &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله وقمة الدعم للمقاومة التي عقدت في دمشق، وهذه الأوضاع الهشة تقلق باريس التي تتخوف من تأثير الملف الإيراني النووي والتوتر مع دول مجلس الأمن في الأوضاع في الجنوب.
- صحيفة 'الأخبار':
يحيى دبوق
الحرب والتسليم بالواقع: خيارات إسرائيل وكوابحها
...هل تشخص إسرائيل ما لدى المقاومة من إمكانات مادية ونيات لدى قيادتها، كخطر أو كتهديد؟ الإجابة عن هذا السؤال، يمكن أن يقود إلى ما يسمى حتمية الحرب على لبنان، أو أن يقود إلى تقدير إمكان &laqascii117o;معالجة" إسرائيلية أخرى، قد لا تكون حرباً بالضرورة. إذا شخصت إسرائيل أن لدى حزب الله قدرات عسكرية ضخمة، وقدرة تدميرية لا يستهان بها، وأن في نيته شنّ هجوم ابتدائي في الفترة الحالية أو القريبة، فإن الضربة الاستباقية ستكون مطروحة على طاولة القرار من دون أي مجادلة. لكن إذا كان أحد مكونات الخطر ناقصاً، كأن لا قدرة عسكرية لحزب الله، أو أن لا نية لديه لتفعيل هذه القدرة، أو أن توقيت تفعيلها سيكون بعيداً من ناحية زمنية، فلا مكان في هذه الحالة لتوجيه ضربة استباقية لانتفائها، وبالتالي سيكون القرار وقائياً ويهدف إلى منع تشكل الخطر لاحقاً، إذا ما تحقّقت ظروفه من ناحية حزب الله.وكما تشخص إسرائيل، فإن ما ينقص حزب الله، تحديداً، هو النية الفعلية المباشرة على توجيه ضربة ابتدائية، بمعنى المبادرة إلى شن هجوم على إسرائيل، أما عناصر الخطر الأخرى فهي متحققة بإقرارها: وجود قدرات عسكرية تدميرية، وإرادة لتفعيل هذه القدرات، في حال توافر النية لذلك. لكن ما هو معلن، وأصبح واقعاً معيشاً بين الجانبين، فإن قدرات حزب الله مخصصة لحالات الدفاع، ومنع إسرائيل من تنفيذ اعتداءات على لبنان. ورغم أن إسرائيل تتحدث عن أن هذه القدرات مخصصة أيضاً لرد فعل عسكري على تنفيذها (إسرائيل) اعتداءات خارج الأراضي اللبنانية، لكنها تبقى في الأساس، مركزة تحديداً للدفاع عن لبنان.وما دامت مبادرة الاعتداء متعلقة بإسرائيل نفسها، سواء أكان ذلك في الساحة اللبنانية أم في الساحات الأخرى المرتبطة بشكل أو بآخر بحزب الله (لبنان وسوريا وإيران وفلسطين)، فلا فائدة كبيرة من الحديث عن ضربة استباقية، إن لم تكن إسرائيل في وارد الاعتداء على هذه الساحات...ضمن هذه المعادلات، وانطلاقاً من ميزان القدرة والإمكانات العسكرية الموجودة والمتاحة أمام إسرائيل، وأيضاً انطلاقاً من إدراك إسرائيل لحجم القدرات الموجودة لدى المقاومة ونوعها، بما يشمل النيات والاتجاهات التي تحكم قرار قيادة حزب الله لتفعيل هذه القدرات ضد إسرائيل، بمعنى دفاعي عن لبنان، يمكن تشخيص توجهات إسرائيل ضد لبنان، باعتبارها توجهات وقائية، وهي تتركز على الآتي:
أولاً، تسعى إسرائيل إلى الحيلولة دون تراكم مزيد من القدرة العسكرية لدى المقاومة، وتحديداً قدرات نوعية خاصة من شأنها أن تغيّر ميزان القوى بين الجانبين، ويحلو لوزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أن يسمّيها &laqascii117o;الكاسرة للتوازن"...
ثانياً، ستسعى، وهي بالفعل تسعى منذ فترة غير قصيرة، إلى تفعيل قدراتها الاستخبارية للإحاطة بمكامن القدرة النوعية لدى المقاومة، التي أتاحت لها في هذه المرحلة (المقاومة) فرض معادلة ردعية من نوع جديد، لم تكن مسبوقة من قبل. وفي هذا الإطار، تجتهد إسرائيل في تفعيل أجهزتها الاستخبارية، وبالتالي شبكات العملاء لديها في لبنان، تفعيلاً واسعاً ومركّزاً، أملاً في الوصول إلى الإحاطة المطلوبة بما لدى حزب الله من قدرات جديدة...
ثالثاً، تعزيز عامل الردع، الذي من شأنه، بحسب المنطق الإسرائيلي، أن يبقي خيار المقاومة دفاعياً، ويمنع تحوله إلى خيار هجومي، تخشاه إسرائيل بالفعل، نظراً إلى ما تحوزه المقاومة من قدرات عسكرية قادرة بالفعل على إلحاق الضرر والدمار بإسرائيل، بما يشمل منشآتها الحيوية ومستوطناتها وساكنيها، ما يفسّر مواصلة التهديد الإسرائيلي واستعراض القوة بين الحين والآخر، وإلى حدود غير مسبوقة ضد لبنان، كما يفسّر الاستراتيجيات &laqascii117o;التهديدية" الإسرائيلية المتنقلة من مكان إلى آخر، تبعاً لإفراغ هذه الاستراتيجيات من مضمونها بفعل المقاومة: الحرب السريعة البرية والساحقة والانتصار الذي لا لبس فيه ـــــ النظرية التي انتهت منذ زمن؛ ونظرية الضاحية وضرب المدنيين اللبنانيين والتهديد بضرب البنية التحتية للبنان، الذي تضعضعت ركائزه أخيراً، في أعقاب المعادلة الردعية الجديدة التي أرستها قيادة حزب الله. رغم ذلك، فإن عامل الردع ضروري وحيوي بالنسبة إلى إسرائيل، وبالتالي ستواصل تهديداتها حتى وإن كانت مجترّة، مع استخدام التهديدات القديمة أو إيجاد عناوين جديدة للتهديد حيال لبنان. بمعنى أن منطق التهديد سيتواصل ولن ينتهي، رغم ما أصابه من ثقوب، في الفترة الأخيرة.مع ذلك، يبقى العنصر الأميركي قائماً وحاضراً أكثر من ذي قبل، لجهة إمكان تحقق أي اعتداء إسرائيلي في هذه المرحلة. في هذا الإطار، من المفيد الإشارة إلى التباين الموجود والظرفي، لكن الثابت للأمد المنظور، بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحكومة بنيامين نتنياهو، وخاصة في ما يتعلق بأولويات الجانبين في المنطقة. وهذا التباين، أو حتى الاختلاف، هو مسألة حاضرة لدى الطرف الآخر، أي المقاومة، التي ستجد بطبيعة الحال، أن خلاف تل أبيب ـــــ واشنطن، يمنحها هامشاً واسعاً في الذهاب بعيداً، رداً على أي اعتداء إسرائيلي. فإمكان تدحرج اعتداءات تل أبيب إلى مواجهة، يتعارض بالتأكيد مع توجهات الإدارة الأميركية الحالية في المنطقة، ومن هنا، فإن واشنطن في مكان بين مكانين وستكون الغلبة بينهما لما يتوافق مع ما تراه مصلحة أميركية، حتى مع تعارضها والمصلحةَ الإسرائيلية.من هنا، فإن إرادة الرد لدى قوى المقاومة على اعتداءات إسرائيلية مفترضة، تحوّل الدور الأميركي رغماً عنه، إلى عامل كابح إجباري لإسرائيل. وفي هذا الإطار، قد يكون هناك لغط وشبهة لدى كثيرين، فالمبادرة الإسرائيلية لعمل عسكري اعتدائي في المنطقة، لا تتعارض مع السياسة الأميركية وتوجهات واشنطن في الأساس، وإذا وجّهت تل أبيب ضربة ما إلى حزب الله أو إلى سوريا أو حتى إلى إيران، ولم يستتبع ذلك رد فعل من قوى المقاومة، فمن الطبيعي أن يخدم ذلك توجهات واشنطن، لأنه سيكون عامل ضغط على هذه الأطراف، يمكّنها من توظيف الاعتداء خدمة لمصالحها، لكن إذا كان حاضراً، لدى الإدارة الأميركية، وجود توجه وقرار لدى قوى المقاومة بالرد على الاعتداءات، وهذا واقع موجود وبات ملموساً، لا يعود مقبولاً أصل الضربة أميركياً، خشية من تداعياتها. والواقع القائم في المنطقة هو كذلك، وهذا ما تدركه واشنطن وتل أبيب جيداً، كما تدركه قوى المقاومة أيضاً، ومن شأنه أن يزيد من ارتباك متخذ القرار في الدولة العبرية ويضغط أكثر باتجاه كبحه، هذا إضافة إلى حسابات الربح والخسارة القائمة بالفعل بين الجانبين، إسرائيل والمقاومة.
- صحيفة 'الأنوار':
... وفيما لا تزال التهديدات الاسرائيلية تشغل الدوائر الرسمية، بدأ الرئيس سعد الحريري اتصالات بالقادة الاوروبيين، وقد تلقى ردا من الرئيس الفرنسي ساركوزي يطمئن بأن فرنسا لن تسمح بأي اعتداء على لبنان. وقد اجرى الرئيس الحريري مساء امس اتصالا بالرئيس الفرنسي ساركوزي عرض خلاله للتهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان وسوريا بالتزامن مع اخفاق الجهود الدولية لدفع اسرائيل الى التقدم على المسار الفلسطيني من عملية السلام. وقد طمأن ساركوزي الرئيس الحريري الى ان فرنسا تراقب الوضع الاقليمي عن كثب والى انها لن تسمح بأي اعتداء على لبنان. مؤكدا تمسك بلاده بسيادة لبنان واستقلاله ووقوفها الى جانب الحكومة اللبنانية.
- صحيفة 'السفير':
مارلين خليفة:
... وكان لافتا للانتباه أن المصريين نزعوا أي بعد عاجل لزيارة أبو الغيط، خاصة بعدما أثير حولها من نقل رسائل معينة الى لبنان، وقال مقربون من الوزير المصري ان الزيارة مقررة منذ شهر لكن موعدها كان ينتظر اكتمال عقد الرؤساء الثلاثة في بيروت، ولكن رغم ذلك تعذر حصولها أثناء وجود رئيس الجمهورية. وإذا كان أبو الغيط في تصريحاته العلنية قد ركز على عناوين رئيسية أبرزها العلاقة مع سوريا وصواريخ &laqascii117o;سكود"، نافيا نقله اي تحذير للبنان، فإن أحاديثه الخاصة مع المسؤولين اللبنانيين لم تخرج عن هذا الإطار. وقال مصدر مقرّب من رئاسة الحكومة اللبناية لـ&laqascii117o;السفير" إن &laqascii117o;زيارة أبو الغيط لم تحمل رسائل معينة أو معلومات محددة، وإن التكهنات التي نشرت في شأنها لجهة حركة عربية ثلاثية غير صحيحة"، مضيفا &laqascii117o;من الواضح أن مصر تريد معاودة التحرك في المنطقة مواكبة لحركة المبعوث الأميركي جورج ميتشيل من جهة، وكون أبو الغيط يتجه إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين، من جهة ثانية، لذا كان حريصا على الاطلاع على الجو اللبناني، وسط محاولة أميركية لإعادة تحريك مسار التفاوض الفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي تجمد بفعل استمرار الاستيطان في القدس الشرقية. وأبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري بحسب المصدر عينه أبو الغيط بمواقفه المعلنة تجاه الاتهامات للبنان في ما يخص صواريخ &laqascii117o;سكود"، مشددا على أهمية الملف الفلسطيني الذي سيعرض أمام وزراء الخارجية الأوروبيين مع إبداء الحرص على &laqascii117o;أن ما يقرره الفلسطينيون لا يتدخل به أحد"، ومشددا على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد حيال هذه القضية ومشيرا الى الدور المهم الذي تلعبه لجنة المتابعة العربية في هذا الشأن. وقالت مصادر أخرى إن مصر كان موقفها واضحا أنها ضد أي اعتداء على لبنان وعلي أية دولة عربية وهي ليست في موقع المحايد عندما تتعرض أية دولة عربية لاعتداء إسرائيلي &laqascii117o;لكن الأهم أن يتفادى لبنان إعطاء أية ذرائع للحكومة الإسرائيلية".. ولوحظ أنه لم يسمح للصحافيين بالتقاط صورة للقاء بين أبو الغيط وجنبلاط في الفينيسيا على عكس ما حصل مع كل من الجميل وجعجع.
- صحيفة 'الأخبار':
حتى مساء أمس، كان من الصعب أن يتفق سياسيّان على تفسير موحّد للزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط إلى بيروت، حيث قضى فيها أقل من 10 ساعات، التقى فيها الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، ووزير الخارجية علي الشامي. وتمحورت الأسئلة التي شغلت الأوساط السياسية حول ما إذا كان أبو الغيط قد نقل رسالة إسرائيلية إلى الحكومة اللبنانية. لكن، ما اتفق عليه المختلفون هو المفاجأة التي خلفتها &laqascii117o;اللغة الجديدة" التي استخدمها أبو الغيط، سواء خلال حديثه عن إسرائيل واحتمال شن عدوان على لبنان، أو في الرسائل التي وجّهها إلى سوريا. وذكر سياسي مقرب من رئيس الحكومة سعد الحريري لـ&laqascii117o;الأخبار" أن أبو الغيط لفت خلال لقائه الحريري إلى احتمال أن تقوم إسرائيل بـ&laqascii117o;مغامرة عدوانية ضد لبنان وسوريا"، مؤكداً أن &laqascii117o;مصر لن تقف متفرجة على أي عدوان مماثل، لأنه قد يؤدي إلى تغيير خريطة المنطقة، ويمسّ الأمن القومي المصري والعربي، سواء في غزة أو الأردن أو لبنان". وبعد خروجه من لقاء الحريري، أكد أبو الغيط أن ما أثير بشأن تهريب صواريخ سكود من سوريا إلى المقاومة في لبنان هو &laqascii117o;كذبة كبرى". واستبعد حصول عدوان إسرائيلي على لبنان، مؤكداً &laqascii117o;أننا نرفض ذلك ونتصدى له". وأشار إلى أن مصر لا تنقل أي رسائل من إسرائيل إلى طرف عربي، لأن &laqascii117o;مصر هي الطرف العربي".وأشار مقربون من الرئيس بري إلى أن أبو الغيط أكد أن &laqascii117o;مصر ستكون إلى جانب لبنان وسوريا إذا ما أقدمت إسرائيل على شن عدوان عليهما".ولفتت مصادر سياسية متابعة إلى أن أبو الغيط أراد من خطوته &laqascii117o;توجيه رسالة إلى سوريا، من خلال تأييده للاستقرار الذي توفره دمشق في لبنان". ومن هذا المنطلق، كرر الوزير المصري القول إن الرئيس السوري بشار الأسد &laqascii117o;مرحّب به دوماً في القاهرة"، مذكراً بالإيجابية التي سادت اللقاء بين الأسد ورئيس الوزراء المصري في قمة سرت الليبية.من جهتها، رأت مصادر في المعارضة السابقة أن كلام أبو الغيط غير المسبوق منذ سنوات تجاه إسرائيل &laqascii117o;ليس أكثر من محاولة لإعادة تصوير الحكم المصري كحامل لقضايا العرب، بهدف تسويق خلافة الرئيس حسني مبارك، وخاصة أن النظام المصري يدرك جيداً المردود الإيجابي، شعبياً، لأي موقف في مواجهة إسرائيل". ولفتت المصادر إلى ضرورة مراقبة أداء النظام المصري على جبهتي حصار غزة والمصالحة مع دمشق لكي يتضح المسار الذي ستسلكه السياسة المصرية مستقبلاً.
- 'السفير':
طلال سلمان
عودة إلى مواجهة العدو الواحد
منذ أيام أدولف هتلر في ألمانيا النازية لم يسمع العالم تهديداً يماثل في وحشيته ذلك الذي أطلقته حكومة بنيامين نتنياهو بأنها &laqascii117o;ستعيد سوريا إلى العصر الحجري"؟ أما السبب فيتصل بأن تكون سوريا قد ساعدت أو سهّلت وصول بضعة صواريخ روسية من طراز &laqascii117o;سكود" إلى لبنان لتعزيز القدرات الدفاعية لمجاهدي &laqascii117o;حزب الله" في مواجهة الخطر الدائم باحتمال إقدام إسرائيل على مغامرة عسكرية جديدة على غرار حرب تموز 2006، أو أشد تدميراً وأعظم فتكاً بالبشر والحجر وبما لا يقاس. وبالتأكيد فإن المصنّعين الروس لهذا الصاروخ لم يفترضوا فيه القدرة على الإخلال بالتوازن الاستراتيجي القائم بين &laqascii117o;حزب الله" في لبنان وإسرائيل النووية، ولذلك استمروا يبيعونه لكل من يطلبه من الدول، مطمئنين إلى أن أحداً لن يحاسبهم على هذا الخرق الفاضح لتوازن الرعب السائد والذي يضبط إيقاع الدول والمنظمات جميعاً... توطيداً للسلم العالمي وتأميناً للغد الأفضل للإنسانية جمعاء! ... والحمد لله أن حكمة القيادات السياسية في لبنان قد جنّبته خطر الإبادة الشاملة لو أنه استمع إلى غواية الشيطان وقبل تلك &laqascii117o;الهدية الروسية المسمومة" ممثلة ببضع من طائرات الميغ 29، التي تستخدم الآن لجولات سياحية مكلفة في سماء موسكو، وإلا لكانت القيادة الفذة لبنيامين نتنياهو قد أمرت بالرد باستخدام بعض مخزونها من القنابل النووية لمسح لبنان عن خريطة الكون! على أن الأبشع من التصرف الإسرائيلي المتهوّر هي تلك التهديدات الخرقاء التي وجهتها الإدارة الأميركية إلى سوريا، عبر سفيرها في واشنطن، فلما غاب استدعت نائبه للتشديد على جدية تهديداتها، ثم أنها ذهبت بها إلى الكونغرس لتؤكدها على هامش &laqascii117o;التعليمات" التي سوف يأتي بها السفير الأميركي الجديد إلى دمشق! وسيكون مخبولاً من يمكن أن يصدق أن بضعة من صواريخ &laqascii117o;سكود" المهرّبة عبر الحدود السورية ـ اللبنانية (على فرض إمكان تهريبها وطول الواحد منها يصل إلى 12 متراً، ويحتاج إلى شاحنات يمكن رصدها ومتابعتها من لحظة انطلاقها)، ستكسر التفوق الإسرائيلي الكاسح، وستصيب الحكومة الإسرائيلية بالذعر فتدفعها إلى فتح مخزونها النووي في ديمونا لكي تسحب منه ما يكفي لتأديب سوريا ولبنان و&laqascii117o;حزب الله"، وكل من تسول له نفسه التفكير بإيذاء &laqascii117o;جيش الدفاع الإسرائيلي" في حروبه التدميرية المقبلة! سيكون مخبولاً من يصدق أن إسرائيل، وبوصفها أكبر تاجر سلاح في المنطقة، وهي قد باعت فعلاً الطائرات من دون طيار إلى روسيا، مصنعة صواريخ سكود ذاتها، وكذلك إلى تركيا، وحتى إلى الجيوش الأميركية، كما أنها تبيع كميات هائلة من دبابات الميركافا والصواريخ البعيدة المدى إلى بعض كبريات الدول الآسيوية (الهند مثلاً)، قد أصابها الرعب من صواريخ سكود التي يصعب إخفاؤها ويصعب أكثر إطلاقها قبل أن تكتشفها الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيار التي لا تغادر الفضاء اللبناني من التخم إلى التخم وعلى مدار الساعة... إنها حملة تهويل بطبول كثيرة ولكن لأسباب سياسية وليس لأسباب عسكرية، وبقصد استكشاف عمق التباعد بين الدول العربية، واحتمال الانفراد بسوريا مع لبنان ومقاومته في أي مواجهة مقبلة، بافتراض أن أي حرب إسرائيلية جديدة بذريعة &laqascii117o;استئصال خطر حزب الله" ستشمل سوريا قطعاً، بل ستدخلها سوريا حكماً، وبقرار مؤكد ومعلن، لأن ذلك بين أبسط شروط الدفاع عن التراب الوطني. لقد طلب العديد من أقطاب النظام العربي السلامة لأنفسهم، فأعلنوا خروجهم من ساحة المواجهة، تكريساً لما تمّ فعلاً في الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 والذي ثبت فيها &laqascii117o;حزب الله" بقيادته ومجاهديه الأبطال في مواقعهم معززين بالتضامن الوطني الذي لم يؤثر في تماسكه ظهور الإدارة الأميركية السابقة بشخص وزيرة خارجيتها السمراء كوندليسا رايس في موقع القيادة الفعلية، أو بروز بعض &laqascii117o;التواطؤ" العربي فيها... فالعراق، أعانه الله، خارج البحث... وأما دول الجزيرة والخليج فمشغولة بالخطر الإيراني الذي تراه ـ لوحدها ـ نووياً، وتستعد لمواجهته بالقواعد الأميركية والصفقات المهولة لأسلحة لن تجد من يستخدمها غير صانعها وهو هو بائعها، وأما دول ما خلف مصر فقد نأت بنفسها عن ساحة الحرب الإسرائيلية المفتوحة دائماً على شعب فلسطين في مساحة أرضه جميعاً من القدس إلى غزة، ومن القدس إلى الأغوار، وهي قد دللت في القمة العربية في ليبيا أنها لن تبقي المبادرة العربية على الطاولة إلى الأبد، بل أنها قد باتت مستعدة لتعديلها وفق الملاحظات القاسية لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون... لقد عادت سوريا إلى دورها الطبيعي، كقوة إسناد جدية للبنان في مواجهة الخطر الإسرائيلي الذي لا يموّه نفسه أبداً، متخففة من أعباء دورها &laqascii117o;الداخلي" الذي آذاها بقدر ما تسبب في أذية لبنان. إن الجبهة في مواجهة احتمالات الحرب الإسرائيلية واحدة الآن: لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، على ما أكد البيان الوزاري، وما يردده الرئيس ميشال سليمان دائماً، وسوريا لأنها تعرف ـ وبالمحسوس ـ أن مثل هذه الحرب سوف تستهدفها بقدر ما تستهدف لبنان كله بعنوان مقاومته المجاهدة التي أكدت قدرتها على المواجهة في حرب تموز 2006، والتي لا تخفي الآن أنها أكثر استعداداً وأعظم تجهيزاً، بمعزل عن حكاية صواريخ سكود التي يرصدها المندوب الإسرائيلي فوق العادة تيري رود لارسن من مكتبه في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، مستعيناً &laqascii117o;بعيونه" في لبنان التي تراقب الحدود الشرقية والشمالية بدقة حتى لترى الطيور وهي تعبر &laqascii117o;الحدود" من سوريا إلى لبنان وبالعكس... ولكنها لا ترى الطائرات الإسرائيلية التي تتنزه في سمائنا يومياً، أناء الليل وأطراف النهار. لقد آن أن يستعيد لبنان ذاته، وأن يتخفف من موجة الجنون التي عصفت به في السنوات الماضية، وأن يعود إلى حقائق حياته، وأن يعزز أسباب صموده في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتربص به دائماً والذي لا يستهدف &laqascii117o;حزب الله" ومجاهديه و&laqascii117o;ترسانته الحربية" فحسب، بل يستهدف لبنان كله، بكل أبنائه ومناطقه، ويستهدف معه سوريا بكل جهاتها وبكل قدراتها.
والتوحد في مثل هذه المواجهة المفروضة هو أبسط شروط منعها أو استبعادها، فإذا ما وقعت كان الكل شركاء فيها... وهذه ضمانة إضافية للانتصار مجدداً على الضعف العربي الرسمي كما على آلة التدمير الإسرائيلية بقيادتها النازية.
- 'السفير':
خضر طالب
... جاءت زيارة الوزير أبو الغيط إلى بيروت من خارج أي سياق معلن، لكن حيثياتها والمواقف التي أطلقها خلالها ساهمت على الأغلب في تعزيز الرأي القائل بثبات التفاهم السوري ـ السعودي، بل دفع ببعض المتفائلين إلى اعتبار أن هذا التفاهم نجح في ضمّ مصر أخيراً إليه بعد أن بقيت خارجه طيلة الفترة الماضية، وربما لم تكن مقتنعة حتى بجدواه أو حاولت عرقلته... لا بل ان جزءا من زيارة أبو الغيط الى بيروت بدا موجها الى سوريا عبر تبرئتها من قضية &laqascii117o;السكود"، علما أن الوزير المصري ألمح في أحاديثه مع سياسيين وإعلاميين التقاهم أن الرئيس السوري سيزور القاهرة وأنه ستترتب على الزيارة &laqascii117o;نتائج سحرية"! لكن زيارة أبو الغيط لم تحمل مغزىً واحداً فقط يمكن سبغه عليها، فالحراك المصري المستجد في لبنان يحمل أكثر من عنوان، خصوصاً أنه تضمّن دعوة رسمية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة القاهرة، بالتزامن مع المواقف التي أطلقها أبو الغيط نفسه من بيروت بشأن قصة الصواريخ والتي جاءت بشكل غير مباشر لتدافع عن سوريا و&laqascii117o;تبرّئ" حزب الله من &laqascii117o;تهمة" الحصول على صواريخ سكود، وهو ما ترك ارتياحاً كبيراً في أوساط حزب الله يسمح بفتح قنوات حوار غير مباشر بين القاهرة والحزب بعد فترة من التوتر الشديد والقطيعة التي ترجمتها مصر بتوقيف خلية الحزب بتهمة تهريب السلاح إلى حركة حماس في غزة... وثمة حديث عن مخرج ما لهذه القضية تولاه رئيس الحكومة سعد الحريري. لكن الحراك المصري نحو لبنان استبقته القاهرة من العراق عندما قام السفير المصري في بغداد بأول زيارة إلى المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، حاملاً رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك وبتكليف من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. من هنا، ثمة من يرى أن القاهرة تعيد ترتيب علاقاتها التي عرفت توتراً في المرحلة الماضية مع بعض الأطراف في لبنان، وأبعد من لبنان، في ما بدا أنه يصب في خانة إعادة تموضع مصرية في المنطقة، إلا إذا كانت القاهرة تبحث عن دور في لبنان.. ومنه أيضاً وعندها لنراقب الاستقبال الذي ستقيمه في العيد الوطني المصري لاصدار الأحكام...
- صحيفة 'الديار':
جوني منيّر
.. وحسب اوساط ديبلوماسية فان الملك الاردني قد يكون نقل كلاما وصله من بعض اوساط الادارة الاميركية والتي تبدو ميالة لحصول الحرب، كونها باتت السبيل الوحيد لفتح الباب امام تسويات نهائية في مرحلة لاحقة... وحسب مارتن انديك فإن الاستمرار في الضغط على الحكومة الاسرائيلية سيدفع باسرائيل للعمل على الخربطة واثارة الغبار بوجه واشنطن في الشرق الاوسط.وبدا للاوساط الديبلوماسية ان ما اثير حول صواريخ &laqascii117o;السكود" وتزويد سوريا لحزب الله بها، انما يدخل في هذا الاطار من التشويش على سياسة واشنطن القاضية بالتطبيع التدريجي مع سوريا وان هذا &laqascii117o;الغبار" ألزم واشنطن بإصدار مواقف تحذيرية ضد سوريا فيما كانت المرحلة تشهد التحضير لوصول السفير الاميركي الى العاصمة السورية...
- 'الديار':
هشام يحيى
...وعليه فإن توقيت وابعاد ومضمون التقرير(أي تقرير بان كي مون حول تنفيذ القرار 1559) السياسية والامنية والعسكرية تجعله يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحملة التي تبرر التهديدات العدوانية الاسرائىلية وهذه التبريرات توفر في مكان ما التغطية لاسرائيل لشن اعتداء جديد على لبنان خلف ذريعة ما تعتبره الدوائر الرسمية الاسرائىلية باختلال التوازن الاستراتيجي في المنطقة.في ظل هذا الواقع على الدولة اللبنانية الا تستكين كثيرا الى التطمينات التي تلقتها من دول كبرى ومؤثرة تربطها علاقة جيدة بها إزاء المخاوف من حدوث عدوان اسرائيلي كبير على لبنان لا سيما ان هذه التطمينات تأتي مشروطة بعدم إعطاء اي ذريعة لحكومة العدو لتنفيذ تهديداتها، وبالتالي فإن شن العدوان يبقى محتملا في اي لحظة ما دام ان حماية امن اسرائيل من اي مخاطر يبقى مبررا حاضرا لتغطية هذه الدول الكبرى اي عدوان اسرائيلي حتى ولو كان مستندا الى مجرد مزاعم وهذا ما اثبتته قضية صواريخاً لـ &laqascii117o;سكود" حتى إشعار اخر.
- 'الديار':
حسن سلامه
.. ويبدو من خلال المعلومات المتداولة لدى الاوساط الدبلوماسية ان افتعال الضجة الاميركية الاسرائيلية يراد منها التغطية على كثير من الارباكات والمآزق التي تواجه الحلف المشترك بين ادارة الرئيس اوباما وحكومة المتطرفين في اسرائيل على خلفية المعطيات التي يمر بها هذا التحالف انطلاقا من التالي:
1 - ان هذه الضجة هي للتهويل من جانب الادارة الاميركية نتيجة &laqascii117o;الكباش" الحاصل في المنطقة، انطلاقا من العجز الاميركي عن احداث خرق في عملية التسوية يحسن من وضعية هذه الادارة في العالم، بعد ان اظهرت الاشهر الماضية ان لا قدرة لها على تحقيق ولو خطوة صغيرة في مسار التسوية والمفاوضات.
2 - محاولة البعض في الادارة الاميركية تخفيف الاندفاع باتجاه سوريا والانفتاح عليها من جانب البيت الابيض وحتى وزيرة الخارجية خصوصا ان في هذه الادارة تيار محافظ يدعو لتبطيء الحوار الى ان تغير دمشق ببعض سلوكها في المنطقة.
3 - تيار اخر داخل هذه الادارة يطالب بالتشدد مع اسرائيل بأن تأخذ الاخيرة المصالح الاميركية بعين الاعتبار ولذلك حاولت حكومة نتانياهو فتح معارك جانبية مع سوريا وايران وصولا الى محاولة الضغط على ادارة اوباما للتراجع عن مطالبتها بالقيام ببعض الخطوات التي تفتح الطريق امام معاودة المفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي في وقت تتحدث الاوساط الدبلوماسية عن ان التيار المتشدد داخل الادارة الاميركية يطالب بمزيد من الضغوط على اسرائيل وتهديدات بإجراءات قاسية اذا لم تتجاوب مع وقف الاستيطان جزئيا في القدس الشرقية لان في ذلك تسهيل لمعاودة المفاوضات. وعلى ان المصادر الدبلوماسية تعتقد بان اثارة قضية صواريخ &laqascii117o;سكود" ليس بعيدا عن المحاولات الاميركية المتجددة لاستخدام الورقة اللبنانية على طاولة &laqascii117o;البازار" السياسي في الحوار مع سوريا خصوصا ان هناك تياراً داخل الادارة الاميركية يدعو لاستخدام كل الاوراق التي لدى هذه الادارة للضغط على سوريا في موضوع الملف العراقي بعد ان شعرت هذه الادارة ان الوضع داخل العراق بعد الانتخابات النيابية الاخيرة والنتائج التي انتهت اليها لم يعد يسير في الاتجاه الذي تطمح اليه الادارة الاميركية وبخاصة التيار المتشدد داخل هذه الادارة، وكل ذلك دفع بالاميركيين لافتعال ازمة الصواريخ لقبض اثمان في مواقع اخرى...
- 'السفير':
ساطع نور الدين
إجـازة الصيـف
لم تبدّد زيارة وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط جميع المخاوف اللبنانية من &laqascii117o;كذبة" صواريخ سكود، لكنها أزالت الكثير من مصادر القلق اللبنانية الأخرى التي حرّكتها تلك الحملة الاميركية الاسرائيلية المركزة على لبنان وسوريا، لا سيما حول احتمالات العدوان الاسرائيلي على لبنان، او اضطراب الوضع الداخلي اللبناني مجدداً نتيجة توتر الأجواء الاميركية السورية، واقتراب الجدل حول الملف النووي الإيراني من مرحلة حاسمة. الزيارة كانت مقررة قبل إطلاق كذبة الصواريخ بأسابيع، لكن الوزير المصري اضطر للتعامل معها باعتبارها هاجساً لبنانياً حاضراً في كل نقاش وفي كل سؤال يطرح حول الغرض السياسي الاميركي الاسرائيلي الذي يتخطى ربما ما ذكرته صحيفة &laqascii117o;هارتس" صراحة قبل ثلاثة أيام عن أن أحد بنود الاتفاق المفترض بين واشنطن وتل أبيب حول استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ينصّ حرفياً على تكثيف الضغط الاميركي على ايران وسوريا وحليفهما الرئيسي حزب الله. منذ اللحظة الاولى كان النقاش في بيروت ولا يزال يدور حول ما اذا كانت واشنطن التي تطلق وتنظّم مثل هذه الأكذوبة الكبرى يمكن ان تستهدف او على الاقل ان تتسبب بانهيار الهدنة الداخلية بين الفرقاء اللبنانيين، لأسباب سهلة جداً، ام ان الامر مجرد حملة نفسية اميركية على سوريا وايران، هدفها تطمين وتشجيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ الخطوة الأخيرة الهادفة إلى إحياء المسار التفاوضي الفلسطيني، الذي بات رهاناً حيوياً بالنسبة لإدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما. التركيز المصري على تفكيك كذبة السكود، يوحي بانها غير صالحة للاستخدام حتى في هذا السياق، ويبدو في المقابل وكأنه رسالة تطمين وتشجيع مصرية مضادة ليست فقط للبنان وإنما ايضاً لدمشق التي تستعد لقطع الشوط الأخير من عملية المصالحة السورية المصرية بقمة وشيكة بين الرئيسين بشار الاسد وحسني مبارك في شرم الشيخ، قال ابو الغيط ان وقعها سيكون مثل &laqascii117o;السحر" على الوضع العربي برمّته، وستفتح آفاقاً رحبة للتعامل مع الكثير من الملفات العالقة ليس فقط بين البلدين بل على مستوى الاقليم كله. لكن سؤال التوتر الأميركي السوري، حتى ولو كان مبالغاً به حسبما همس بعض المسؤولين الاميركيين في اذن القاهرة، ظل ضاغطاً برغم ان جوهر الجواب المصري هو أن واشنطن وتل ابيب تكذبان، لأن دمشق ايضاً هي أعقل وأكثر حكمة من ان تعرّض نفسها لمثل هذا الاستهداف المفضوح، وان تضع نفسها في خطر غير مبرر.. بخلاف ايران التي تستدعي المخاطر والتهديدات بدلاً من أن تبعدها، لا سيما في ضوء وضعها الخاص، وتراجع نفوذها العراقي وهو ما ظهر في نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. زيارة خاطفة لكل الأسئلة اللبنانية. ولكي يبدد أبو الغيط علامات القلق التي ظلت ظاهرة على وجوه محاوريه اللبنانيين، لم يجد بداً من الخروج على اللغة الدبلوماسية وبراهينها الصعبة، لكي يؤكد ان نجله الاكبر، المغرم بلبنان وفتياته الجميلات، مع أنه متزوج من امرأة جذابة، سيمضي اجازة فصل الصيف المقبل في ربوعه..
- 'اللواء':
... ليس مردّ الاهتمام الكبير بالمناورات الإيرانية، لبنانياً، إعلان حزب الله، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن أي هجوم اسرائيلي على إيران من شأنه أن يشعل عموم الشرق الأوسط (في إشارة التقطت باعتبارها إشارة واضحة على اهتمام الحزب بما يجري) في أقل احتمال، إن لم يكن المعني بالدرجة الأولى&bascii117ll;&bascii117ll; بل المسألة تتعدّى هذه النقطة الى ما هو أبعد، ويتصل بالمرحلة التي تلت صورة القمة الشهيرة في دمشق، والتي جمعت في الوسط الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد، في رسالة قُرئت جيداً في الأوساط المُرسلة إليها في واشنطن وتل أبيب وعواصم أخرى دولية وإقليمية، من أن في المنطقة <قوة كبرى>، تمتلك الإرادة والقرار والجغرافيا، والعسكر، والصواريخ والطيران، وكل ما له صلة بالحرب الميدانية، أرضاً وبحراً وجواً كما يُقال في الأدبيات الحربية..
- 'صدى البلد':
السنيورة: ما أثير حول الـ 'سكود' تهويل
اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة أن 'ما أثير من اتهامات إسرائيلية – أميركية حول تهريب سورية صورايخ سكود لحزب الله، يهدف إلى ممارسة الضغط على لبنان وسورية'. ولفت السنيورة خلال استقباله مرشح التزكية لرئاسة بلدية صيدا محمد السعودي إلى 'ضرورة التحلي بالوعي لكل أعمال التهويل التي تمارسها إسرائيل'. واعتبر السنيورة ان 'في هذه المرحلة يجب أن ننظر إليها على أنها من باب ممارسة الضغط على لبنان وسورية وعلى هذا الموقف اللبناني الموحد ضد التهديدات الإسرائيلية وضد الاعتداﺀات الإسرائيلية التي درجت إسرائيل على القيام بها'.
الإنتخابات البلدية
- 'المستقبل':
حزب الله يختار المواجهة البلدية مع المستقبل
في توجه يشكل انقلاباً على الأعراف، اتخذ 'حزب الله' سلسلة خطوات في عدد من المناطق الحساسة تؤكد انه اختار المواجهة البلدية مع تيار 'المستقبل' في ظل اتجاه بات واضحاً لدى الحزب لتسمية مرشحين سنة والتمسك بترشيح ما يسميه 'المعارضة السنية'. ففي بلدة الجية في ساحل الشوف التي يشكل مجلسها البلدي من 3 من المسلمين السنة و5 من الشيعة و7 من المسيحيين، تم التوافق مع 'حزب الله' على أن يترك تيار 'المستقبل' للعائلات السنية في البلدة تسمية مرشحيها ويسمي 'حزب الله' وحركة 'امل' المرشحين الشيعة.
وبعد تسمية الحركة والحزب لمرشحيهم فوجئ تيار 'المستقبل' بترشيح 'حزب الله' لمرشح سني لأحد المقاعد الثلاثة وهو ينتمي اليه، الأمر الذي أثار استياء كبيراً لدى العائلات السنية، ما دفعها الى التفكير الجدي بمقاطعة الاستحقاق البلدي في الجية ترشيحاً وانتخاباً. وفي مدينة صور، حيث يقضي العرف بأربعة مقاعد للسنة في المجلس البلدي، أبلغ مفتي صور محمد دالي بلطة المكلف من تيار 'المستقبل' التفاوض في المدينة، ان على العائلات السنية أن تختار مرشحاً واحداً على أن يختار تحالف 'أمل' 'حزب الله' المرشحين الثلاثة الآخرين، الأمر الذي رفضه تيار 'المستقبل' رفضاً قاطعاً وكذلك عائلات صور السنية. أما في بيروت، فعلمت 'المستقبل' ان 'حزب الله' أبلغ قيادة تيار 'المستقبل' في العاصمة أول من أمس، انه اختار المعركة بديلاً عن التوافق، متمسكاً بترشيح ما يسميه 'المعارضة السنية' في بيروت ومتمسكاً ايضاً بالشروط التعجيزية التي يفرضها 'التيار الوطني الحر'.
- 'صدى البلد':
علي الأمين
الجنوب: السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
سمة الخيبة والانكفاﺀ تطغى على مناخات الانتخابات البلدية في المدن والقرى والبلدات الجنوبية ذات السمة الشيعية. يمكن ملاحظة هذا الأمر في العديد من المناطق التي تبدو هادئة في موسم طالما كان مجالا للتنافس واستعراض القوة الانتخابية ومسرحا ضاجاً بترتيب اللوائح والترشيحات ورسم التحالفات، ومجالا لاستعراض البرامج الانتخابية وتظهير الطموحات والكفاﺀات الانتخابية بأبعادها العائلية والخدماتية والسياسية. المشهد الانتخابي يغلب عليه الطابع الاداري، اي قرار التعيين لمرشحي اللائحة التوافقية التي اسقطها الاتفاق المحكم بين 'حزب الله' وحركة 'امل'، وهوقرار توافقي بني، بحسب مضمونه، على المحاصصة القائمة على اساس النظام النسبي، اذ تحدد حصة كل فريق منهما في المجلس البلدي بناﺀ على ما ناله من نسبة تأييد المقترعين له في الانتخابات البلدية السابقة، علماان كلا الفريقين لم يخض الانتخابات منفردابل ضمن تحالف بلدي تشكل من عناصر متنوعة كانت العائلات ابرز عناصره، الى جانب التشكيلين الشيعيين الابرزين.لكنّ التوافق الحزبي رُسم من فوق وباغت الكثيرين من ابناﺀ البلدات والقرى، لانهم اكتشفوا انهم باتوا محكومين اما بالانصياع لما يتفق عليه الفريقان، او بالانكفاﺀ لان المواجهة مع هذا التحالف امر دونه صعوبات ومحاذير سياسية واجتماعية وصولا الى تلك الامنية. المتضررون من هذا التوافق لا ينتمون في غالبيتهم الى خيارات سياسية تخالف 'الثنائية الشيعية' او 'الاحادية' بصورة ادق. بل هم من الذين اقترعوا لهذا التحالف في الانتخابات النيابية عام، 2009 وهم يعتقدون انهم قاموا بواجب الاستفتاﺀ لخيار المقاومة حين طلب منهم ذلك، ويعتقد جلهم انهم من الذين وصفهم الامين العام لـ 'حزب الله' بـ 'أشرف الناس' غداة حرب تموز 2006. لذاتبرز تساؤلات لدى هذه الاوساط عن معنى ان يتم تعطيلهم ومنعهم من ممارسة حريتهم الانتخابية، والتعامل معهم وكأنهم قاصرون لا يستطيعون ان يمارسوا حرية التنافس والاقتراع وحسن الاختيار. علماان ابرز ما فرضه هذا التوافق هو منع الناخب من ممارسة حق محاسبة المجالس البلدية القائمة او إثابتها على ما انجزت. التوافق الفوقي بين 'امل' و 'حزب الله' يطبّق بوسيلة الفرض ومنع التنافس، ويتم ذلك عبر الزام العائلات، او سواها من قوى المجتمع الأهلي والعائلي والمدني، ضمن أطر العمل في المدن والبلدات، بمرشحين تختارهم 'الثنائية' نيابة عن هذه العائلات، وذلك عبر مطالبة الطامحين بدخول لوائح التوافق باعلان انتمائهم الى احد فريقي 'الثنائية' حتى يتم بحث امكانية ادخاله في اللائحة، لان الاستقلالية او الحيادية بين الطرفين لا مكان لها في اللوائح التوافقية، وبالتالي فمن يريدان يكون مرشحايجب ان يحدد خياره بين 'امل' و 'حزب الله'. ازاﺀ هذا الواقع القابض على خيارات المواطنين، وفي ظل الكلام المتنامي مجدداعن ان تأييدالتوافق هواستفتاﺀ للمقاومة كماقال الشيخ محمد يزبك قبل ايام، تحول مسؤولو 'امل' و 'حزب الله' في القرى الى مقررين وباتوا الجهة التي تفصل في هذا الشأن، فيما وجهاﺀ القرى والعائلات ينظرون بخيبة او بحسرة الى ماانتزعته الثنائية من آخر حيّز يمكن ان يظهروافيه حضورهم ودورهم الاجتماعي والبلدي. فبعدما كان هؤلاﺀ يعتبرون ان الانتخابات البلدية هي محطة تفرض على الحزبيين، او النواب والسياسيين عموما، طَرق ابوابهم أملاً بتحالف بلدي او تعاون انتخابي، يجد هؤلاﺀ انفسهم في ظل التوافق الفوقي مطالبين بان يبادرواهم الى طرق باب هذا المسؤول الحزبي اوذاك، فيما النواب هذه الايام يغلقون في وجههم الابواب ويحيلونهم الى مسؤولي الاحزاب في بلداتهم لبحث الشأن البلدي.الحيّز البلدي كان آخر مساحات التنافس والتفاعل التي تجري مصادرتها بقوة المحاصصة الحزبية، وبالشعارات الكبرى التي يتم ادخالها في مساحات يفترض ان تكون محصورة بتطوير العمل البلدي والانمائي، وفرصة أمام المواطنين ليتنافسوا ويختاروا بحرية ممثليهم في هذا الحيز. لكن على ما يبدو فإنّ شهوة الإستئثار والإلغاﺀ لا يمكن لجمها من داخلها، وهي شهوة تتضخم الى الحد الذي يمكن ان تلتهم اصحابها فضلا عن 'أشرف الناس'. السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، قال لورد أكتون في العام 1887. خصوصا حين تتوزّع على المئات والآلاف من المتناغمين، بلا حسيب أو رقيب.
- 'المستقبل':
نضال صلح
بريتال تحفظ الود لصبحي الطفيلي ولائحة العائلات ترفض عروض حزب الله
تقع بلدة بريتال - قضاء بعلبك من الجهة الجنوبية لمدينة بعلبك، يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة، وعدد الناخبين فيها فيبلغ 7478 سوف ينتخبون 18 عضوا للمجلس البلدي و13 للهيئة الاختيارية. المشهد الانتخابي لهذه البلدة البقاعية له نكهته الخاصة في بعده السياسي والرمزي، فالأب الروحي لأهالي البلدة في معظمهم هو الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي الذي يعيش صراعاً مزمناً مع 'حزب الله' بدأ سياسياً وتحول في بعض الأحيان ميدانياً. هذا الصراع تجسد في الاستحقاقات البلدية السابقة عامي 1998 و2004 عندما خسر 'حزب الله' معركتيه الانتخابيتين آنذاك وفازت لائحة الطفيلي. هذا الأمر ترك انعكاسا سلبيا لدى قيادة الحزب مما دفعها الى التقدم بطروحات عديدة لرئيس البلدية الحالي عباس زكي اسماعيل منها عرض لائحة توافقية تضم 9 أعضاء للحزب و13 عضواً يختارهم اسماعيل. هذا الطرح الذي أتى متأخرا من قبل 'حزب الله'، لاقى رفضا قاطعا من قبل اسماعيل الذي أكد أن لائحته أصبحت مكتملة العدد خاصة أن نواتها تم اختيارهم من قبل أهالي البلدة على قاعدة أن من يختار المجلس البلدي هو المواطن البريتالي وليس الأحزاب وعدم السماح بتحويل بريتال من طابع انمائي الى طابع يحمل في مضمونه نزوات سياسية لن تنتج عملا انمائيا وبالتالي سيعطل عمل البلدية ويزيد الطين بلة. ومما لا شك فيه ان التأييد الشعبي العام في البلدة هو للطفيلي ولرئيس بلديتها الحالي عباس اسماعيل الذي أثبت خلال تجربته في رئاسة البلدية لدورتين متتاليتين حرصه على العمل التنموي. اللائحة التي سيترأسها رئيس البلدية الحالي ستبقى متمسكة بمعظم أعضائها مع تغيير طفيف في بعض الأسماء التي ستعلن لاحقاً وقد أتى اختيار الأعضاء على قاعدة الاتفاق مع العائلات الأساسية بحسب الأصوات الناخبة في البلدة بحيث يكون لكل عائلة كبيرة 3 أعضاء وهي: مظلوم 1454، اسماعيل 1436، طليس 1230، ولكل من عائلتي يونس وصالح عضوان ويتوزع الأعضاء الخمسة على (الطفيلي، سيف الدين، شحادة، جعفر، وهبة، الأحمر، المصري، سلهب، مراد والعفي).الاعلان عن لائحة اسماعيل لم يتم رسميا انما شعبيا، وهذا ما دفع بحزب الله الى تكثيف اتصالاته واجتماعاته للبت بمسألة خوض المعركة أم عدم خوضها على ضوء نسبة الفوز ونسبة الخسارة خاصة وأن المعركة شيعية شيعية بامتياز.الأيام القليلة القادمة سوف تظهر الصورة الأولية حول خوض 'حزب الله' المعركة الانتخابية في بريتال أم تجنبها.
- 'الحياة':
... وفي شأن الانتخابات البلدية، يمكن ان تكون بيروت واحدة من كبريات المحطات الاستثنائية التي لن تنتقل إليها عدوى الائتلاف البلدي في حال أصر تحالف &laqascii117o;التيار الوطني الحر" و &laqascii117o;حزب الله" على إشراك الأطراف والشخصيات السنية التي ليست على وفاق مع تيار &laqascii117o;المستقبل" بقيادة الحريري في الصيغة الائتلافية اضافة الى تمسكه بإعطاء رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون حصة دسمة في مجلسها البلدي تتجاوز حجمه التمثيلي وتلقى معارضة من الشخصيات والقوى المسيحية في قوى 14 آذار التي كانت سجلت انتصاراً ساحقاً على لائحته النيابية في حزيران (يونيو) الماضي، معتبرة ان ما يطالب به ينم عن رغبته في البقاء خارج التوافق لاعتبارات سياسية. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مواكبة للاتصالات التمهيدية التي أجريت من اجل التوصل الى توافق في بيروت لا سيما في اليومين الأخيرين ان &laqascii117o;حزب الله" أبلغ حلفاءه في المعارضة السنية تمسكه بإشراكهم في المجلس البلدي.ونقلت المصادر عن القيادي في &laqascii117o;حزب الله" محمود قماطي قوله ان إشراك المعارضة السنية في الائتلاف البلدي يعتبر بمثابة خط أحمر لدى الحزب، يلتقي مع خط آخر يتمثل بمراعاة العماد عون وتفهمه الكامل لمطالبه.ولفتت المصادر الى ان الحريري لم يقفل الباب يوماً في وجه التواصل مع عون وهو على استعداد للقائه عندما يريد، لكنه على موقفه الرامي الى إطلاق يد حلفائه المسيحيين في التفاوض مع &laqascii117o;التيار الوطني" وعدم قبوله تحت أي اعتبار بأن يتجاوزهم. وسألت المصادر نفسها: &laqascii117o;لماذا يلقى التوافق قبولاً من قبل الأضداد من قوى وشخصيات سياسية بدأت معالمه تظهر رغبة لديهم في خلط الأوراق على رغم المنافسة المفتوحة في عدد من المدن والبلدات خلافاً لمحاولة البعض الدخول في تحد مع &laqascii117o;المستقبل" ليمنع التوافق من ان يخترق البوابة البيروتية، خصوصاً ان بعض من يشترط إشراك المعارضة السنية في ائتلاف بيروت لم يبادر الى إظهار النيات الحسنة بخصوص البلدات المختلطة بدءاً بمدينة بعلبك أولاً حيث ان التمثيل السني فيها خاضع لقرار حزب الله".كما سألت المصادر عينها عن خلفية الشروط المسبقة لإشراك المعارضة السنية في الائتلاف، خصوصاً انه