ـ صحيفة 'السفير':
دفعت الإدارة الأميركية، أمس، بأزمة الملف النووي الإيراني إلى حافة هاوية جديدة بعدما استصدرت في مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا بتشديد العقوبات على إيران، وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه رسالة واضحة إلى السلطات الإيرانية &laqascii117o;حول تصميم الأسرة الدولية على وضع حد لانتشار الأسلحة النووية"، لكنه &laqascii117o;لا يغلق الباب أمام الدبلوماسية"، فيما رد عليه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن القرارات التي يتخذها المجلس &laqascii117o;ليست سوى محارم قديمة تستحق أن ترمى في سلة المهملات"، وشددت طهران على أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم. وأقر مجلس الأمن القرار 1929 المقدم من الولايات المتحدة، بموافقة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بـ12 صوتا مقابل اعتراض تركيا والبرازيل وامتناع لبنان عن التصويت، بعكس القرارات الثلاثة السابقة بحق ايران التي صدرت بالاجماع. وسبقه بساعات إبلاغ واشنطن وباريس وموسكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحفظاتها على الاتفاق المتعلق بتبادل الوقود النووي الإيراني الذي عقدته طهران مع تركيا والبرازيل في أيار الماضي.
وقال نجاد إن &laqascii117o;هذه القرارات لا تساوي قرشا واحدا في نظر الأمة الإيرانية". وأضاف &laqascii117o;أبلغت أحدهم (ممثلو الدول الكبرى) أن هذه القرارات التي تصوتون عليها ليست سوى محارم قديمة تستحق أن ترمى في سلة المهملات". وأكد أن العقوبات الجديدة &laqascii117o;لن تستطيع الوصول إلى الإيرانيين"، مضيفا &laqascii117o;العقوبات تتساقط علينا من اليسار ومن اليمين. بالنسبة لنا هي نفس الشيء مثل الذباب المزعج لدينا صبر وسنتحمل حتى نجتاز هذا الامر". وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، في فيينا، &laqascii117o;لن يتغير شيء. سنواصل أنشطتنا لتخصيب (اليورانيوم) من دون أي توقف".
أما في واشنطن، فقال أوباما إن &laqascii117o;هذا القرار سيفرض أشد العقوبات التي عرفتها الحكومة الإيرانية، ويبعث برسالة لا لبس فيها حول تصميم الأسرة الدولية على وضع حد لانتشار الأسلحة النووية". لكنه اعتبر &laqascii117o;أن هذه العقوبات لا تغلق باب الدبلوماسية"، برغم تشديده على أن &laqascii117o;هذا القرار سيفرض اشد العقوبات صرامة بشكل لم تواجهه الحكومة الإيرانية من قبل"، مكررا احترام واشنطن لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية. واعتبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن &laqascii117o;العقوبات الجديدة ستبطئ طموحات إيران النووية وتؤثر عليها"، مشيرة الى دور برازيلي وتركي لحل الموضوع، لكن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم اعتبر انه ما من سبب يجعل للعقوبات الجديدة على إيران أي تأثير في الأزمة النووية الإيرانية، مضيفا انه غير واثق من أن البرازيل وتركيا ستستمران في القيام بدور في محادثات إيران.
ورحب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم بالعقوبات، لكنه اعتبر أنها &laqascii117o;لا تكفي، فينبغي التفكير سريعا في تدابير أخرى ضد إيران إذا لم يتخل هذا البلد عن مشاريعه النووية"، فيما سارعت موسكو إلى التحذير من تبني عقوبات إضافية وأحادية من قبل دول أخرى، مشددة على أن &laqascii117o;مثل هذه المحاولات لتجاوز مجلس الأمن غير مقبولة بالنسبة إلينا".
وأعربت أنقرة عن قلقها من &laqascii117o;احتمال أن يضر قرار مجلس الأمن بالجهود الدبلوماسية، وبالنافذة التي فتحت أمام تسوية سلمية لمسألة البرنامج النووي الإيراني" في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه مع إيران والبرازيل. وأعلنت بريطانيا وألمانيا وفرنسا أن القرار يوجه رسالة واضحة إلى طهران بأنه ينبغي ألا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكنها أبقت الباب مفتوحا أمام المفاوضات مع طهران.
واعتبر المندوب الروسي فيتالي تشوركين أن قرار العقوبات &laqascii117o;إجراء اضطراري وتطبيقه يستلزم أسلوبا محسوبا بعناية وحذر بحيث يخلو من الإفراط"، فيما اشار نظيره الصيني لي باودونغ، بعد التصويت، إلى إن &laqascii117o;الصين تدعو جميع أعضاء المجتمع الدولي لتطبيق القرار بصورة كاملة وبنية صادقة"، مشددا على أن الهدف من العقوبات الجديدة هو &laqascii117o;إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات".
التصويت على القرار
وفي نيويورك، (&laqascii117o;السفير") قالت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس إن القرار يتضمن عقوبات قوية ومحددة تتضمن للمرة الأولى فرض حظر على تصدير أسلحة تقليدية لإيران وكذلك إنشاء نظام يسمح للدول باعتراض السفن الإيرانية وتفتيش محتوياتها. كما يطالب القرار الدول بتوخي الحذر عند التعامل مع البنوك الإيرانية، ويضم ملاحق تتضمن أسماء 40 شركة وفرد واحد سيتم تجميد أرصدتهم، ومنها شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني وشركة النقل البحري المملوكة للدولة.
وكانت عملية التصويت على القرار قد تأجلت لنحو ساعة ونصف ساعة عن الموعد المحدد وذلك في انتظار مندوب البرازيل وتركيا للتعليمات من عاصمتيهما بشأن طريقة التصويت، وإذا ما كانا سيقومان بالاعتراض أو الاكتفاء بالامتناع عن التصويت، وهو الأمر الذي كانت ترغب فيه الولايات المتحدة بشدة لمنح مصداقية أكبر للقرار. ولكن مصادر البعثة البرازيلية قالت إن خطابا سلمته الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكدت فيه رفضها لما يعرف &laqascii117o;بإعلان طهران" وهي المبادرة التي تبنتها تركيا والبرازيل بالاشتراك مع إيران للتوصل لحل دبلوماسي، دفع حكومتيهما لاختيار الاعتراض على القرار.
وعبر المندوب التركي أرطغرل أباكان، ومعه مندوبة البرازيل، عن إحباطهما من رفض الدول الغربية للمبادرة التي تقدما بها باعتبارها كانت ستخلق جوا من الثقة يسمح بالمضي قدما في المزيد من المفاوضات للتوصل لحل دبلوماسي بدلا من فرض المزيد من العقوبات. وقال &laqascii117o;إن إعلان طهران خلق حقائق جديدة في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي. والإعلان الذي تم تصميمه كإجراء لبناء الثقة كان من الممكن أن يساهم، لو طبق، في حل القضايا الجوهرية المرتبطة ببرنامج إيران النووي بطريقة إيجابية وفي جو بناء".
ولكن على الرغم من هذا الإحباط التركي، دعا أباكان إيران إلى عدم التخلي عن مبادرتها الأخيرة لتصدير نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب للخارج مقابل تلقي يورانيوم أعلى تخصيبا لاستخدامه في أغراض البحث العملي. وبرغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المجلس استخدموا كلمات دبلوماسية في الترحيب بالجهود التركية ـ البرازيلية، فلقد أعلنت رايس في قاعة مجلس الأمن رفض مبادرتهم. ولكن مندوب بريطانيا مارك غرانت ألقى بيانا باسم الدول الخمس الدائمة العضــوية وألمانيا حمل فيه مسؤولية فرض جولة جديدة من العقوبات لإيران بسبب رفضها للتعاون الكامل مع الوكالة وتنفيذ ما ورد في قرارات مجلس الأمن السابقة وتحديدا وقف تخصيب اليورانيوم. ولكن بيان الدول الست أشار إلى أن باب التــفاوض مـع طهران يبقى مفتوحا.
أما مندوب إيران محمد خزاعي فبدأ خطابه بممازحة نظيرته الأميركية، قائلا إن الحضور المكثف في قاعة مجلس الأمن ذكره بأجواء مباراة كرة القدم بين بلاده والولايات المتحدة في كأس العام في العام 1998. ثم شن هجوما مطولا على ازدواجية معايير الغرب في التعامل مع بلاده منذ خمسينيات القرن الماضي. وطالب الدول الغربية بتفسير سلوكها ومعاييرها المزدوجة خاصة عندما يتعلق الأمر بالملف النووي الإيراني مقابل تجاهل المخاطر التي تمثلها إسرائيل وعدوانها المتواصل على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وتشير مقدمة القرار إلى أن مجلس الأمن &laqascii117o;يلحظ بقلق بالغ دور الحرس الثوري الإيراني" كما انتقد قيام إيران ببناء منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم في قم وتمسكها بمواصلة تخصيب اليورانيوم حتى درجة 20 في المئة. وفي محاولة لاسترضاء تركيا والبرازيل، أشار القرار إلى أن المجلس &laqascii117o;يلاحظ جهود تركيا والبرازيل في سبيل التوصل لاتفاق مع إيران بشأن مفاعل أبحاث طهران ويمكن أن يعتبر تدبيرا لبناء الثقة. وتضمنت مقدمة القرار ما يمكن اعتباره بذورا لجولة جديدة من العقوبات في المستقبل في حال استمرار المواجهة ومع إيران.
ومن ضمن الفقرات التي اعتبرتها أميركا إنجازا مهما في القرار تلك الداعية للدول إلى تفتيش كل الشحنات المتجهة من وإلى ايران، بما في ذلك السفن والطائرات. وتسمح تلك الفقرة لدول مثل إسرائيل والولايات المتحدة باعتراض السفن الإيرانية في أعالي البحار، ولكن من دون استخدام القوة كما هي الحال مع نظام العقوبات المفروض على كوريا الشمالية.
ـ 'السفير':
كلمة لبنان: لا موقف نهائياً لحكومتي.. لذلك قررنا الامتناع!
القى مندوب لبنان في مجلس الأمن الدولي، السفير نواف سلام، كلمة في جلسة مجلس الامن الخاصة بقرار العقوبات على ايران، أمس، وقال فيها إن الجواب الانجع، &laqascii117o;على اية مخاوف او تساؤلات بشأن ملف ايران النووي يكون بالمزيد من الحوار وليس بسلوك نهج العقوبات، وأوضح أن &laqascii117o;هذه هي مواقف لبنان المبدئية، والثابتة والمعروفة. وقد قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض امامنا اليوم (أمس)، ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع بها، لذلك فان لبنان قد امتنع عن التصويت".
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة لبنان:
&laqascii117o;سيدي الرئيس،
إن لبنان الذي كان من اوائل الدول التي انضمت الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية، يهمه ان يؤكد بداية ان هذه المعاهدة، في التوازن والترابط بين مكوناتها الثلاثة، نزع السلاح ومنع الانتشار والحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، تمثل بالنسبة له، ولسائر الدول العربية، الركيزة الاساسية من اجل تحقيق آمال شعوبها في بناء عالم خال من الاسلحة النووية.
وهذا ما كان لبنان باسمه، ونيابة عن المجموعة العربية، قد عاد وأكد عليه في مؤتمر المراجعة لهذه المعاهدة الذي عقد الشهر الماضي في نيويورك اذ وضع بين الاولويات المطلوبة من المجتمع الدولي تحقيق عالمية هذه المعاهدة. وفي سعينا نحو تحقيق الهدف النبيل لاخلاء العالم، كل العالم، من الاسلحة النووية، فان شعوبنا العربية تحلم بذلك اليوم الذي سوف ينعم فيه سكان الشرق الاوسط بامكانية العيش في منطقة منزوعة السلاح النووي على غرار سكان مناطق اخرى عدة في العالم.
وننوه في هذا الصدد باهمية الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشارالاسلحة النووية الاخير الذي عاد وتبنى الدعوة الى تحويل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية استنادا الى القرار الصادر عن مؤتمر عام 1995 لتمديد ومراجعة هذه المعاهدة ووضع آلية لتنفيذ ذلك. وهذا انما يفرض انضمام اسرائيل، وهي الدولة الوحيدة في منطقتنا التي تمتلك اسلحة نووية، الى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير نووي واخضاع كل منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يهم لبنان التشديد على أن معالجة مسائل عدم الانتشار النووي يجب أن تكون شاملة وغيرانتقائية. بيد أن التركيز على عدم انتشار السلاح النووي يجب بدوره الا يطغى على تأكيد الحق الاصلي وغير القابل للتصرف لكل الدول الاطراف في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية، بما في ذلك جمهورية ايران الاسلامية، في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق القواعد والمعايير الموضوعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظام الضمانات الشاملة التابع لها. من هنا اعتبر لبنان أن التفاهم الذي حصل في طهران في ايار الماضي في شأن تبادل اليورانيوم المخصّب بمبادرة مشكورة من البرازيل وتركيا، هو خطوة مهمة على طريق الحل الدبلوماسي لملف ايران النووي. لذلك كرر وفد بلادي في اكثر من جلسة امام هذا المجلس ان تفاهم طهران إنما يشكّل فرصة علينا جميعا التقاطها والتعامل معها بايجابية.
ورغم ان هذا التفاهم لم يعط العناية التي يستحق، ولم يمنح الوقت الكافي ليعطي الثمار المرجوة منه، فان عناصره لا تزال تشكل مدخلا صالحا لعملية بناء الثقة المطلوبة. وان لم ينجح هذا التفاهم في تبديد الكثير من المخاوف والتساؤلات لدى العديد من اعضاء هذا المجلس، فإن الجواب الانجع، في رأينا، على اية مخاوف او تساؤلات بشأن ملف ايران النووي يكون بالمزيد من الحوار وليس بسلوك نهج العقوبات. هذه مواقف لبنان المبدئية، والثابتة والمعروفة. وقد قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض امامنا اليوم، ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع بها، لذلك فان لبنان قد امتنع عن التصويت.
بيد ان لبنان، انطلاقا من مواقفه الثابتة التي ذكرت بها، فهو يرى ان قرار العقوبات الجديدة اليوم يمثل نكسة أليمة للجهود الدبلوماسية، لكنه يرفض أن يستسلم لهذا الواقع ويدعو الجميع، رغم كل الصعاب التي تختزنها هذه اللحظة، الى الاستئناف الفوري للجهود الدولية بل وتكثيفها لا سيما من قبل مجموعة الدول الست التي نقدر كل الجهود التي بذلت على امتداد السنوات الماضية، وذلك بهدف التوصل من خلال الحوار المسؤول والمرونة الضرورية الى حل كل المسائل العالقة بالنسبة الى برنامج ايران النووي، على قاعدة من الاحترام المتبادل والتعاون البناء انطلاقا من حق كل الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية والحصول عليها وتطوير تقنياتها مع التقيّد بضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظام الضمانات الشاملة التابع لها".
ـ 'النهار':
'حزب الله' و'أمل' ينتقدان الموقف الحكومي
أصدر 'حزب الله' ليل أمس بيانا وصف فيه قرار مجلس الامن فرض عقوبات جديدة على ايران بأنه 'قرار جائر' وحيا 'الموقف المنصف لتركيا والبرازيل' وأمل لو ان موقف 'لبنان الممتنع عن التصويت' عكس 'صورة أكثر بهاء وقوة وتعبيرا عن قدرة اللبنانيين على التوافق وخصوصا ازاء رفض التجني والظلم اللذين ذاق لبنان مرارتهما طويلا'. كما أصدر المكتب السياسي لـ'حركة أمل' بيانا مماثلا ندد فيه بقرار مجلس الامن واستغرب 'اللاقرار الصادر عن الحكومة'.
ـ صحيفة 'الحياة':
... وسبقت امتناع لبنان عن التصويت مداولات واتصالات طوال يوم أمس، عكست الانقسام اللبناني بين إصرار &laqascii117o;حزب الله" ورئيس البرلمان نبيه بري وحلفائهما على التصويت ضد العقوبات وبين حرص رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أجرى مشاورات واسعة خلال الأيام الماضية شملت سورية والأردن والسعودية ومصر وتركيا، مع حلفائه على الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن تحت عنوان ما وصفته مصادر سياسية بحفظ الموقف الداخلي وضمان المناعة الدولية للبنان إزاء المخاطر التي تتهدده نتيجة التجاذبات.وقالت مصادر مطلعة إن &laqascii117o;ابتداع" هذا الحل اللبناني أدى الى إبلاغ وزير الخارجية علي الشامي أثناء عقد مجلس الوزراء وقبل دقائق من التصويت في مجلس الأمن السفير سلام بالانقسام مناصفة فامتنع عن التصويت على هذا الأساس.
وفي مقابل توزيع سلام المواقف التي تضمنها خطابه بين التركيز على سلاح إسرائيل النووي وحق إيران بتطوير النشاطات النووية للأهداف السلمية فقط تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبين اعتبار اتفاقية المبادلة التي أطلقتها تركيا والبرازيل مع إيران حلاً للمشكلة النووية الإيرانية، فإن أوساط المعارضة احتفظت لنفسها عبر قناة &laqascii117o;المنار" التابعة لـ &laqascii117o;حزب الله" بالاعتراض على الامتناع اللبناني معتبرة أن مندوب لبنان خالف تعليمات وزير الخارجية بأن هناك انقساماً لبنانياً على التصويت في مجلس الأمن. وقالت &laqascii117o;المنار" إنه طُلب الى السفير سلام أن يقول أمام مجلس الأمن إن لبنان لم يتمكن من التوصل الى قرار &laqascii117o;وبالتالي سيفسر موقفه بأنه امتناع عن التصويت لا مع ولا ضد القرار، وأن رفع يده بالامتناع عن التصويت &laqascii117o;شكل صدمة"...وذكرت مصادر سياسية مطلعة أنه في كل الأحوال فإن انضمام وزراء الرئيس سليمان الى التصويت ضد القرار يعطيه صدقية معالجة الموقف لاحقاً.
ـ 'النهار':
... واوضحت اوساط متابعة لموقف الفريق الحكومي للرئيس سليمان ليلاً لـ'النهار' ان ما انتهى اليه الموقف من العقوبات 'هو الافضل للبلد اذ جنبه الظهور مظهر غالب ومغلوب. وفي الوقت عينه كان موقف لبنان في مجلس الامن الامتناع عن التصويت على العقوبات ولم يكن مماثلاً للموقف التركي والبرازيلي الذي كان ضد العقوبات'. واكدت التواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة في متابعة هذه القضية.
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فلم يكن مرتاحا الى القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء. وقال لـ'النهار': 'انا ما زلت مصرا على رأيي الذي أعلنته في القصر الجمهوري على أساس ان يتخذ لبنان موقفا ضد فرض عقوبات على ايران، تلك الدولة الصديقة والتي وقفت ولا تزال الى جانب لبنان. وكان تصويت الوزراء أشبه بلا قرار. وسؤالي كيف تحول هذا الامر وصار امتناعا'. وأضاف: 'مرة اخرى تثبت تركيا انها دولة قوية وثابتة وصديقة وتحترم خياراتها والبرازيل لم تقصر في هذا المجال ايضا'.
ـ افتتاحية 'السفير':
انقسم لبنان على نفسه وتصدع وفاقه الهش، في لحظة تاريخية كان يفترض أن تشكل مناسبة لتظهير موقف وطني جامع حول ثوابته المفترضة، وبدل ذلك طبع الإرباك والتخاذل الأداء الرسمي اللبناني في التعاطي مع اختبار مجلس الامن، وهو الاختبار الذي سقط فيه لبنان سقوطا مدويا، بعدما اكتفى بالامتناع عن التصويت على قرار فرض العقوبات على إيران. لقد قرر نصف مجلس الوزراء ان يختار الموقف الهزيل واللون الرمادي في التعامل مع قضية شديدة الوضوح في عدالتها وتستوجب عدم الحياد حيالها، مهما تم تزيينه بضرورات المصلحة التي تبيح المحظورات الوطنية! قرر نصف مجلس الوزراء ان يتجاهل 200 رأس نووي اسرائيلي حربي تقبع الى جانبنا في فلسطين المحتلة، وأن يساير المعايير المزدوجة المعتمدة من الولايات المتحدة ومجلس الامن في التعامل مع المسألة النووية، قافزا فوق الاتفاق الايراني ـ التركي ـ البرازيلي، وفق حق ايران المبدئي في امتلاك الطاقة النووية السلمية. وقرر نصف مجلس الوزراء ألا يأخذ بعين الاعتبار أن مصدر الخطر الحقيقي والثابت هو الكيان الاسرائيلي، وأن هناك عدوا مشتركا يلزم بيروت بأن تقف وقفة مبدئية الى جانب طهران، بمعزل عن اي حسابات او تكتيكات أخرى. كثيرة هي الاسباب التي كانت تستوجب من لبنان الرسمي ان يتخذ قرارا منسجما بالدرجة الاولى مع نفسه ومع مقاومته وإنجازاته، وإذا كانت كل هذه الاسباب السياسية والوطنية لا تكفي، فقد كان المعيار الاخلاقي وحده كفيلا بأن يدفع لبنان الى أن يحسم خياره في اتجاه التصويت ضد العقوبات، لا سيما أن ايران قدمت الكثير في مجال إعادة اعمار ما هدمته اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة، ناهيك عن دعمها الكبير للمقاومة.
لقد اضاع لبنان فرصة وجوده بين الكبار في مجلس الامن، فجعل من مروره في المجلس مرورا باهتا، وقرر ان يكون الصوت النشاز الوحيد في اللاموقف، تاركا لتركيا مجد اتخاذ القرار التاريخي الذي تحرر من حسابات التوازن مع إيران والتنافس على الدور الاقليمي، فوقفت أنقرة ضد فرض العقوبات على طهران، مستكملة الرحلة التي بدأها اسطول الحرية، في وقفة عابرة لكل الاصطفافات المذهبية التي تفتت المنطقة، غير آبهة بالمخاطر التي قد تطال مصالحها الاستراتيجية، وهي العضو الفاعل في الحلف الاطلسي والطامح الى عضوية الاتحاد الاوروبي. كما ان لبنان لم يكترث لموقف البرازيل الرافض للعقوبات، وهو البلد الذي وضعته الجغرافيا في أميركا الجنوبية بعيدا عن الشرق الاوسط، ولكنها لم تستطع ان تبعده عن مناصرة الحق.
اما التداعيات الداخلية للانقسام في مجلس الوزراء حول قضية العقوبات على ايران فمن المرشح ان تعبر عن ذاتها على المديين القصير والمتوسط من خلال الملفات المحلية المفتوحة، والتي قد يتم تنفيس الاحتقان عبرها، بحيث تصبح من جديد مادة للاصطفافات الحادة، بعدما عاد خط التماس السياسي بين ما كان يعرف بالموالاة والمعارضة الى الظهور من جديد في جلسة مجلس الوزراء أمس. واللجوء الى التصويت أمس كان واحدا من اكثر الاختبارات صعوبة وحراجة التي مرت بها حكومة الوحدة الوطنية منذ تشكيلها، خصوصا انه يتعارض مع التفاهم الجانبي الذي رافق ولادة الحكومة، والقائل بأن المسائل الاساسية تخضع الى التوافق خارج مجلس الوزراء ثم يؤتى بها الى الطاولة لتثبيتها، وإن يكن التعادل في الاصوات أمس ساهم نسبيا في حصر الخسائر.
أما الرابح الاكبر على المستوى الوطني فهو رئيس الجمهورية الذي أثبت مرة أخرى ان لا مجال للمساومة على مواقفه في المحطات المفصلية، وأنه في القضايا الكبرى ينبذ التوافقية السلبية، ولا يتردد في الانحياز الى جانب الموقف الصح والخيار المبدئي. في المقابل، بدا موقف وليد جنبلاط متمايزا عن المسار الجديد الذي بدأ بسلوكه منذ خروجه من فريق 14 آذار، والمباشرة في تطبيع العلاقات بينه وبين حزب الله وسوريا، علما انه كان حريصا ليل أمس على تأكيد التزامه بمعادلة &laqascii117o;الدولة والشعب والمقاومة" وعدم تأثرها بقرار الامتناع عن التصويت على العقوبات. تردد ان السفارة الاميركية في عوكر دخلت بقوة على الخط، وتولت السفيرة العائدة من الاجازة ميشيل سيسون القيام بجولة بعيدة عن الاضواء على عدد من قيادات 14 آذار، وتوجتها بزيارة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا في محاولة للضغط عليه في اتجاه دعم العقوبات.
ـ 'السفير':
قال النائب وليد جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" انه كان في الاساس مع الامتناع عن التصويت على العقوبات، &laqascii117o;وقبل ذلك كنت من غير المتحمسين لوجود لبنان في عضوية مجلس الامن، أما وإن هناك أمرا واقعا قائما فإن الموقف الذي عبّر عنه السفير نواف سلام باسم لبنان هو الانسب، لاننا لسنا دولة كبرى مثل تركيا والبرازيل، وما فعلناه يجنبنا غمار لعبة الامم". وأضاف: الاساس هو المحافظة على معادلة الدولة والشعب والمقاومة، والقرار المتخذ لا يلغي هذه المعادلة ولكنه يوفر علينا في الوقت ذاته خسائر جانبية في العلاقات الدولية، وعلينا ان نستعد لمواجهات أخرى سياسية او غير سياسية، من خلال الحوار والوحدة الوطنية والالتزام بثوابت اتفاق الطائف.
ـ 'السفير':
قالت أوساط قيادية في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" إن ما جرى في مجلس الوزراء اظهر حالة من الانقسام المثير للريبة حول قضية يفترض ان تكون جامعة، مشيرة الى انه كان يجب ان تراعى المصلحة اللبنانية المجردة بعيدا عن أي مصلحة خارجية. ورأت ان التصويت ضد فرض العقوبات هو أضعف الايمان تجاه ايران التي ساعدت لبنان على تحرير أرضه وإعمار ما هدمته اسرائيل ووقفت الى جانبه في المحافل الدولية وفي مواجهة كل الاستحقاقات، وبالتالي فليس هكذا يرد لها الجميل. وتوقعت الاوساط ان يترك ما حصل آثارا جانبية على العلاقات بين القوى السياسية ولكن من دون ان تنكسر الجرة.
ـ 'السفير':
انعقد مجلس الوزراء في قصر بعبدا بغياب وزيرين هما محمد الصفدي وعدنان القصار، وسبقته خلوة مطولة بين الرئيسين سليمان والحريري الذي كان يحاول ترجيح كفة اتخاذ قرار بالامتناع عن التصويت، &laqascii117o;لان لا مصلحة لنا في معاداة المجتمع الدولي، عدا عن ان قرار فرض العقوبات يحظى مسبقا بعدد كبير من الاصوات في مجلس الامن، وبالتالي فإن صوت لبنان لن يقدم ولن يؤخر في هذا المجال".
وفور انطلاق أعمال مجلس الوزراء، بدا انه يخوض سباقا مع الوقت، بفعل تزامن انعقاده مع بدء جلسة مجلس الامن، الامر الذي لم يتح المجال امام النقاش، وتولى سليمان في مستهل الجلسة طرح موضوع الموقف من فرض العقوبات على التصويت، وكانت البداية مع الرئيس سعد الحريري الذي كان متشنجاً للغاية ثم أدلى كل وزير بموقفه تباعا، فصوّت 14 وزيرا الى جانب الامتناع و12 وزيرا ضد العقوبات، وتوجهت الانظار نحو الوزيرين الياس المر وزياد بارود اللذين أعلنا عن التزامهما بما يطرحه رئيس الجمهورية، ولكن الرئيس طلب منهما التصويت الواضح فوقفا الى جانب معارضة فرض العقوبات، لتصبح النتيجة النهائية 14ـ14.
وتقرر تكليف مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة ابلاغ مجلس الامن بأن الحكومة اللبنانية لم تتوصل الى قرار بشأن مشروع القرار الخاص بالعقوبات على ايران بسبب تعادل الاصوات بين الموافقين على الامتناع عن التصويت والمعترضين على مشروع القرار المذكور، كما جرى التشديد على شرح الموقف اللبناني بعد التصويت لا سيما في عدم موافقة لبنان على السير في نهج العقوبات، وهذا ما أدلى به سلام فعلا في كلمته.
وكان لافتا للانتباه ان المندوب الايراني في مجلس الامن بادر بعد انتهاء الجلسة الى مصافحة رئيس وأعضاء الوفد اللبناني، شاكرا إياهم على الموقف المتخذ، فيما أفادت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تحادث هاتفيا مع سلام وأبلغه أن تركيا تتفهم موقف لبنان.
ـ 'النهار':
هدى شديد
علم من مصادر وزارية انه عندما طرح الموضوع على التصويت في ربع الساعة الاول من الجلسة وتحت ضغط الوقت، وصل التصويت الى الوزير زياد بارود فقال: 'متل ما بدو الرئيس'، وتلاه الوزير الياس المر الذي قال ايضا: 'متل ما بدو الرئيس'، وأضاف: 'انا ضد العقوبات'. فقال بارود: 'وانا ايضا متل الياس ضد العقوبات'. وهكذا تم الفرز، 14 ضد و14 مع الامتناع. وبعد الجلسة تحدث الوزير فنيش فقال: 'نحن ضد سياسة العقوبات، لأن من يشكل خطرا في الشؤون النووية هي اسرائيل، والحكومة لم تتخذ قرارا لأن نصفها مع الامتناع ونصفها الآخر ضد القرار، مما يعني ان لا قرار. وكان يجب على مندوبنا في مجلس الامن ان يقول إن قرار حكومة لبنان هو 'لا قرار'، واذا خالف سلام هذه التعليمات فسوف يتحمل المسؤولية'، نافيا علمه بالكلمة التي القاها حول هذا الموقف 'لأننا في الجلسة لم نبلّغ ذلك'...
ـ 'السفير':
مارلين خليفة
أصاب الذهول كثيراً من اللبنانيين، أمس، بعد اتخاذ لبنان موقفا متمثلا بالحياد السلبي تجاه العقوبات الدولية ضدّ إيران على خلفية ملفها النووي، خاصة وأنه العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي، فيما اتخذت تركيا والبرازيل موقفا متقدما فاق موقف لبنان ممثل المجموعتين العربية والآسيوية، عبر معارضتهما العقوبات ضدّ إيران.
وإذا كانت فئة لبنانية، في مقدمها رئيسا الجمهورية ومجلس النواب و&laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;التيار الوطني الحرّ" وتيار &laqascii117o;المردة" وحزب الطاشناق، تبنّت موقفا ساطع الوضوح بالوقوف ضدّ العقوبات، فإن فئة أخرى ممثلة بتيار المستقبل وبالحزب التقدمي الإشتراكي والقوات والكتائب أيدت الإمتناع عن التصويت. وتظهّر هذا الانقسام في مجلس الوزراء أمس، إلا أنه لم يتظهّر في مجلس الأمن الدولي وسط معلومات بأن رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية علي الشامي والسفير ناجي أبي عاصي طلبوا، بعد انتهاء التصويت مباشرة، وانقسام مجلس الوزراء مناصفة بين الامتناع والضد، من رئيس البعثة في نيويورك، السفير نواف سلام أن يدلي بعبارة قبل التصويت تفيد بأن &laqascii117o;مجلس الوزراء اللبناني اجتمع ولم يتوصل الى نتيجة حول كيفية تصويته وبالتالي لا موقف ولا قرار للبنان في شأن العقوبات"، لكن السفير سلام لم يدل بهذه العبارة. إلا أنه قال في كلمته ما مفاده:&laqascii117o; (...) وقد قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض امامنا اليوم، ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع بها، لذلك فان لبنان قد امتنع عن التصويت".
وقبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن عصر أمس بتوقيت بيروت، كثرت الاتصالات والمشاورات والطروحات والنقاشات حول الموقف اللبناني خصوصا بعد الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الذي طلب خلاله الحريري من نصرالله تبني قرار الامتناع، لأن لبنان محرج ويخشى أن تفرض العقوبات عليه من الأميركيين وغيرهم (حجب المساعدات العسكرية وغيرها)، غير أن نصرالله طلب مهلة للتشاور مع المعارضة، على مستوى قيادة &laqascii117o;حزب الله"، وفي اليوم التالي، وبينما كان الحريري يتنقل بين عمان وجدة، جاءه الجواب مشتركا من كل من &laqascii117o;حزب الله" والرئيس نبيه بري، مفاده أنه على لبنان أن يصوّت وفقا للموقف الذي ستتخذه تركيا، فاذا صوت الاتراك ضد العقوبات نقف ضدها واذا صوتوا بالامتناع نمتنع، ولا يجوز أن يكون سقف لبنان البلد العربي الصديق والعضو في منظمة المؤتمر الاسلامي أقل من سقف دولة مثل تركيا.
إلا أن الأخيرة مع البرازيل صوتتا ضد العقوبات على إيران فيما امتنع لبنان في موقف أثار ذهولا في دوائر وزارة الخارجية التي كانت قد بادرت ليل الثلاثاء الأربعاء الى إرسال تعليمات خطية الى رئيس بعثة لبنان في الأمم المتحدة الدكتور نواف تطلب فيها بأن يصوّت لبنان وفقا لما ستصوت عليه تركيا: فإن صوّت الأتراك ضد العقوبات يلتزم لبنان بهذا الموقف وإن امتنعت تركيا يمتنع لبنان، وإن صوتت تركيا مع العقوبات يصوت لبنان ضدها. ثم اتصل الوزير علي الشامي بالرئيس سعد الحريري وابلغه بهذه التعليمات، فلم يعجب هذا التدبير الحريري وقال للوزير بأن هذه التعليمات تحتاج الى مزيد من التشاور وأنه سيرحّل الموضوع الى مجلس الوزراء، ثمّ عاد الحريري من شرم الشيخ وطلب على عجل الاجتماع بالرئيس نبيه برّي وتقرر طرح الموضوع على جلسة أمس .
(…) يجيب أستاذ القانون الدولي والخبير القانوني الدكتور شفيق المصري عن السؤال الأول بقوله:&laqascii117o; في المبدأ لا يحتاج قرار مماثل الى انعقاد مجلس الوزراء لأن التعليمات للسفراء تأتي تقنيا من قبل وزارة الخارجية والمغتربين كترجمة للسياسة العامة للدولة بعد أن يكون وزير الخارجية قد بحثها مع مجلس الوزراء وهو بالأساس وفقا للدستور اللبناني يتولى السياسة العامة للدولة في المجالات كافّة"، يستطرد المصري:&laqascii117o; ولكن في هذه الحالة الاستثنائية لم يكن وزير الخارجية قادرا بمفرده على بتّ القرار لذلك استدعى الأمر مناقشة هذا الموضوع في مجلس الوزراء".
بالنسبة إلى تعادل التصويت يقول المصري: &laqascii117o;وفقا للمادّة 65 من الدستور اللبناني يمكن بتّ الأمور كلها في مجلس الوزراء بالتوافق، وإن تعذّر الأمر فبالتصويت. وأضافت المادة 65 بأن بعض المواضيع ينبغي بتّها بأكثرية ثلثي مجلس الوزراء". يضيف:&laqascii117o; كان يمكن من خلال ما حدث أمس أن تأتي أكثرية ما لصالح الامتناع أو الرفض لأن القبول غير وارد، أما تعادل الأصوات فيعني بأن الحكومة اللبنانية عجزت عن اتخاذ موقف، وجاء تبليغ السفير سلام على هذا الأساس وبالتالي اعتبر السفير بأن الامتناع يعبّر عن هذه الأصوات المتساوية أي اللاموقف لمصلحة الرفض أو لمصلحة الامتناع"...
ـ 'السفير':
محمد نور الدين
شكل موقف لبنان الممتنع عن التصويت على قرار العقوبات على ايران علامة فارقة ليس في علاقات لبنان تجاه ايران فقط بل اساسا تجاه علاقاته مع تركيا. لقد كان واضحا ان قرار فرض العقوبات على ايران جاء ردا على اتفاق طهران النووي الذي نجحت تركيا في اقناع القيادة الايرانية بتوقيعه مع تقديم تنازلات ايرانية مهمة فيه. ومع ذلك لم تعط القوى الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة الفرصة حتى لمعرفة نص الاتفاق وخرجت تعارضه وتعتبره تهربا ووفقا لاسرائيل &laqascii117o;خدعة". واذا كان قرار العقوبات يستهدف ايران مباشرة فإنه في الأساس يستهدف تركيا. واذا كان الاعتداء الاسرائيلي على قافلة &laqascii117o;سفينة الحرية" واستشهاد تسعة اتراك هو الردّ الدولي - الاسرائيلي الأول على الدور التركي المتنامي وتنطحها للعب ادوار اقليمية ودولية كبيرة فإن قرار مجلس الأمن امس بفرض عقوبات على ايران هو الردّ الثاني من التحالف الدولي - الاسرائيلي على الدور التركي. ان قرار مجلس الأمن بقدر ما يستهدف ايران فإنه يستهدف الأدوار المتنامية لقوى جديدة على الساحة الدولية وفي مقدمها تركيا. ان موقف لبنان في بعده التركي من قرار فرض العقوبات على ايران كان يجب ان يأخذ في الاعتبار، أولا العلاقات المتنامية بين لبنان وتركيا وثانيا الموقف التركي المشرف من القضية الفلسطينية وثالثا الهجمة الشرسة التي تتعرض لها تركيا في هذه المرحلة من جانب اسرائيل تحديدا.
ان قرار العقوبات يؤذي تركيا اكثر من غيرها كما يقول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وقرار العقوبات يخلق حالات من التوتر في المنطقة تتعارض مع الدور التركي الداعي الى حل المشكلات من طريق الحوار. لذا صوتت تركيا بكل ثقة وتصميم ضد قرار العقوبات لأنها تعرف انه موجه ايضا ضدها.
ان تصويت لبنان بالامتناع عن التصويت ضد العقوبات يصيب بالأذى العلاقات مع ايران كذلك بالأذى العلاقات مع تركيا التي طالما وقفت الى جانب لبنان وساهمت ايجابا في الوصول الى حلول لصراعاته الداخلية والجميع يشهد على ذلك. وكان من &laqascii117o;أضعف الإيمان" ان ينتظر لبنان فرصة طرح قرار العقوبات على التصويت ليتضامن مع تركيا ويرد الجميل لها على كل ما قدمته الى لبنان وان ينسجم بالتالي مع الموقف الذي تتخذه انقرة من العقوبات. فإذا كان معارضا عارض معها واذا كان الامتناع عن التصويت امتنع معها. ان امتناع لبنان عن التصويت خلاف الموقف التركي أضاع فرصة تاريخية لتمتين العلاقات التركية اللبنانية. ومع ان تركيا لا تتحرك بعقلية التسرع والانتقام غير ان الموقف اللبناني الممتنع عن التصويت، بمعزل عن اية ظروف حكمته، سوف يترك اثره السلبي على التحرك التركي تجاه لبنان وعلى العلاقات التركية اللبنانية، ما يمثل برأينا خطأ استراتيجيا في طريقة تعامل لبنان مع الأوضاع الدولية بحيث لا يستطيع التمييز، للأسف، بين الأخ والشقيق والصديق والعدو.
ـ 'اللواء':
القرار ملزم حتى للدول التي عارضت&bascii117ll;&bascii117ll;
أكد مصدر مسؤول في الأمم المتحدة أن قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات الجديدة على إيران يُعتبر ملزماً لجميع الدول، بما فيها تركيا والبرازيل اللتين عارضتا القرار، ولبنان الذي امتنع عن التصويت&bascii117ll;وأشار المصدر إلى ان الفقرة 46 من القرار تنص على عقوبات للدول التي لا تلتزم تنفيذ بنود القرار الجديد، وذلك على غرار القرارات الأخرى المشابهة الصادرة عن مجلس الأمن&bascii117ll;
ـ 'الديار':
واشنطن
'الديار' تواكب جلسة الاستماع لريان كروكر في الكونغرس : حوار مباشر مع حزب الله وسفير الى سوريا ليسا تنازلاً
قال الدبلوماسي الأميركي السابق ريان كروكر وهو الذي كان سفيراً سابقا لبلاده في لبنان إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تتحدّث بشكل مباشر إلى حزب الله. وإقترح كروكر - الذي شغل أيضاً منصب السفير الأميركي في بغداد ان تتعامل واشنطن مع حزب الله وفق الطريقة ذاتها التي تعامل بها الاميركيون مع بعض المتمردين السنة السابقين في العراق. وكانت النتيجة أنهم تحولوا ضد القاعدة وساعدوا في وقف تيار الصراع الطائفي.
التعامل مباشرة مع حزب الله
موقف السفير كروكر جاء خلال جلسة إستماع للجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى ووسط آسيا التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي والتي خصصت جلستها لمناقشة دور حزب الله.
ويذكر كروكر اثناء هذه الجلسة التي تابعتها &laqascii117o;الديار" كيف أنه واكب مرحلة نشوء حزب الله في لبنان بعد الإجتياح الإسرائيلي العام 1982، وأنه عاد إلى لبنان في العام 1992 عندما تزامن ذلك مع دخول حزب الله إلى البرلمان اللبناني، وأنه كان سفيراً لبلاده في سوريا عندما ظهر حزب الله منتصراً في جنوب لبنان في العام ألفين، وأنه في صيف العام ذاته كان حاضراً عندما تابع ترؤس حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وفداً إلى دمشق لكي يضفي الشرعية على بشار الأسد بعد وفاة والده، وقال كروكر إن النزاع الذي إندلع في العام ألفين وستة أظهر أنه لا يمكن إزالة التهديد الذي يمثله حزب الله من خلال الطرق العسكرية، وإعتبر أن التحسن الحالي الذي تشهده العلاقة بين سوريا والسعودية أعاد تقوية يد سوريا في لبنان وعزز دور حزب الله من خلال ممارسته حالياً ضغطاً على رئيس الوزراء سعد الحريري، ولكنه إعتبر في المقابل أن يد حزب الله أو مؤيديه لم تعد مطلقة، مشيراً إلى أن هناك فرصاً كما يوجد أيضا تحديات.
وإنطلاقاً من هذا العرض الذي قدمه كروكر عن نشوء ودور حزب الله فإنه إقترح التحرك قدماً نحو عدد من الإتجاهات:
تقوية الدولة اللبنانية والجيش
وشدّد السفير كروكر على أهمية تقوية الدولة اللبنانية ولا سيما على وجه الخصوص الجيش اللبناني الذي برز من معمعة الحرب الأهلية باعتباره قوة متزايدة تتمتع بالقدرة والمهنية.
ولفت كروكر إلى أنه لا يعتقد أن من الواقعي توقع أن يلعب الجيش اللبناني دور حزب الله الميليشياوي حالياً أو في المستقبل، ولكنه أضاف أنه يمكن للجيش اللبناني القوي والقادر أن يصل إلى تغيير ما يفكر به حزب الله وذلك على مرّ الزمن، وهنا شرح السفير كروكر هذه النقطة بالإشارة إلى أنه إذا أصبح ينظر إلى الجيش اللبناني على نطاق واسع من قبل الشيعة اللبنانيين ومن بينهم أنصار لحزب الله باعتباره قوة مختصة ونزيهة فإن الدعم القوي الحالي لميليشيا يمكن أن يتحول.
إرسال سفير إلى سوريا
وفي شهادته المكتوبة إنتقل السفير كروكر من النقطة التي إقترح فيها إجراء حوار مباشر مع حزب الله مباشرة للحديث عن علاقة الولايات المتحدة مع سوريا وهو ذكر أنه للأسباب ذاتها التي أوردها لدى حديثه عن حزب الله ، ينبغي لنا تكثيف علاقتنا مع سوريا. معتبراً أن ارسال سفير إلى سوريا لا يعتبر تنازلا.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط':
الجميل لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": لبنان مخطوف.. ومصيره مرتبط بالملف النووي الإيراني
شكا من وجود نظامين تربويين ونشوء مجتمعين متوازيين
رأى الرئيس أمين الجميل أن الوضع في المنطقة غير طبيعي بسبب تعدد الأزمات، وهذه الأزمات متداخلة ومن الصعب معالجة كل أزمة على حدة، فالوضع في لبنان مثلا مرتبط بمشكلة الملف النووي الإيراني، وهذا ليس سرا في ظل الترابط بين حزب الله وإيران. من هنا القلق على مستقبل المنطقة لأن المعالجات ليست شاملة، هذا فيما لو افترضنا أن المعالجة الشاملة ممكنة.
وأضاف' أتأسف أن أقول إن لبنان بلد أسير، بلد مخطوف. السواد الأعظم من اللبنانيين لا يريد إلا السلام والاستقرار والتعايش الطبيعي بين كل فئات الشعب اللبناني. والعامل الذي يحفظ لبنان في الأيام الطبيعية هو هذا التعايش. لكن لبنان يدفع من قبل عناصر محلية لكي يصبح ساحة لصراعات أكبر وأبعد منه. لا نريد لتجارب التاريخ أن تتكرر، كما حصل عام 1958 حيث كان المد الناصري يحاول التأثير على الأوضاع في المنطقة من خلال لبنان، وكذلك العامل الفلسطيني في السبعينات الذي كان أساس تفجير الأوضاع اللبنانية.
* تقول إن لبنان بلد مخطوف، فمن هو الخاطف؟
ـ بمجرد أن على أرض لبنان سلطتين، فهو مخطوف. السلطتان كل منهما تمتلك مجموعة من القرارات السيادية المستقلة. من يمتلك قرار السلم والحرب في لبنان؟ ومن لديه قرار التفاوض الدبلوماسي؟ الأمثلة على الموضوعين موجودة فيما حصل من حرب في يوليو (تموز) 2006 والحرب الداخلية في 7 مايو (أيار) 2008 تظهر من لديه قرار السلم والحرب. أما قرار التفاوض فهو يتمظهر فيما حصل من مفاوضات بين إسرائيل وحزب الله لاسترجاع الرهائن، حيث كان لبنان الرسمي آخر من يعلم في هذه المفاوضات. وعندما يكون القرار السيادي المطلق معطلا يكون البلد مخطوفا.
* أتقول إن الخاطف هو حزب الله ومن خلفه إيران؟
ـ بسبب فقدان لبنان لقرار سيادي موحد أصبح لبنان مخطوفا.
* قد تكون الأمور مختلفة هذه المرة، فإذا كان العامل المحلي في الصراع متواضعا في عام 1975، فإن الوضع مختلف هذه المرة بوجود عامل محلي قوي هو فريق لبناني داخلي، وكنت شخصيا قد تحدثت عن خوفك من تكون مجتمعين في لبنان، فهل ما زالت مخاوفك قائمة؟
ـ لا تزال قائمة. أساس الكيان والوحدة الوطنية هو التربية، وهناك الآن على الأرض نظامان مختلفان من التربية، وهذا يبني مجتمعين متوازيين لا يلتقيان. هناك تربية معينة تنمو داخل مدارس في لبنان، حتى اللباس، بدأنا نرى مظاهر مختلفة. وحتى اللغة العربية دخلت عليها لهجات جديدة.
* بنكهة إيرانية؟
ـ هناك تطورات على هذا الصعيد. إنه واقع، إذا تحدثنا عنه يتعاملون معنا وكأننا نبشر بالتفرقة، بالعكس، نحن نقول بضرورة أن نتفاهم مع بعضنا. نحن لم نستطع التفاهم على قاسم مشترك في التربية المدنية وكتاب التاريخ ولا في بعض الأمور المتعلقة بالثقافة. وإذا لم يتم ضبط هذا الموضوع بسرعة فإن الأمور تتجه إلى مكان خطير. كانوا يتهمون المسيحيين بالتركيز أكثر على الروابط مع الغرب، اليوم أصبحت الأمور في مقلب آخر.
* إذا كان قرار السلم والحرب استراتيجيا ليس في يد الدولة، فهل من العبث التحاور حول الاستراتيجية الدفاعية؟
ـ مقاربتنا للسياسة الدفاعية هي مقاربة سياسية. فلنتفاهم أولا على الكيان اللبناني، وعلى كيفية التعاون فيما بيننا، وعلى ضوء ذلك نطل على الخارج وننسج علاقات وتحالفات وروابط مع الغير. ما يحصل في الوقت الحاضر، هو كما حصل في الماضي عندما أقيمت العلاقات مع منظمة التحرير على حساب الوحدة الوطنية، انقسمنا وطنيا على موضوع أساسي يتعلق بأمن البلد واستقراره. وكذلك الأمر اليوم حيث نختلف على علاقة لبنان مع بعض الجوار. من المفترض أن نتفاهم داخليا حول دور لبنان ورسالته، وعلى ضوء ذلك ننسج العلاقات مع الغير، وهذا لمصلحة الجميع. فلندع المسيحيين جانبا، هل نستطيع أن نقول بوجود تفاهم إسلامي – إسلامي حول العلاقات الخارجية؟ لا أعتقد.
* ستكون حاضرا في اجتماعات الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية في الجلسة المقبلة؟
ـ نعم.
* لا مشاريع سفر لديك؟
ـ كنت واضحا منذ البداية، إذ طالبت بأنه من المطلوب قبل الدخول في الاستراتيجية الدفاعية التي هي موضوع تطبيقي، بأن نذهب إلى الجوهر للتفاهم على كلمتي الولاء والسيادة. فبعد التفاهم على هاتين الكلمتين يصبح من السهل الوصول إلى استراتيجية دفاعية، إنما لسوء الحظ، فهناك اختلاف حول موضوع (القاعدة العسكرية الفلسطينية) في منطقة قوسايا (البقاع اللبناني) حيث اعتبر البعض أنها خرق للسيادة الوطنية، بينما يعتبرها البعض الآخر غير ذلك. كيف يمكن أن نفكر باستراتيجية دفاعية إذا لم يكن هناك نظرة واحدة إلى مبدأ السيادة ومبدأ الولاء.
* لماذا لم يتم تفعيل هذه القرارات في الحكومة؟
ـ لأن هناك فريقا في الحكومة يعتبر أنه من السابق لأوانه أن نتفاهم على هذه المصطلحات، فهو يعتبر أنه مرتاح. فله سيادة مستقلة عن الدولة، ولديه قرار مستقل في القضايا السيادية ومساحة ذاتية يبسط عليها سيادته الذاتية. البعض يتعامل على طريقة &laqascii117o;ما لي فهو لي وما هو لك، فهو لك ولي" هناك إدارة موازية كشبكة الهاتف المستقلة (شبكة حزب الله) وهناك شبكة الدولة، فشبكة الدولة له ولغيره وشبكته الخاصة له، ولا يمكن لأحد أن يتعاطى فيها أو أن يسأل إلى أين تصل وإلى أي الدول تمتد، وكيفية توظيف هذه الشبكة تجاريا أو غير ذلك فلا يوجد حق المراقبة.
* الحزب يقول إن شبكته هي لأمنه الخاص لا شبكة تجارية! ـ من يضمن ذلك؟ من سمح لمن بمراقبة من. ما هي صلاحيات من يقوم بالمراقبة على المواطنين؟ هناك دولتان، وزارتان للهاتف إحداهما لا علاقة لنا بها.
مناقشة الموازنة
ـ صحيفة 'ال