ردود الفعل على ما جاء في المؤتمر الصحافي للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله
ـ صحيفة 'الديار'شارل أيوب: نصرالله يضع إسرائيل في قفص الإتهام عِبْـرَ الأدلة والمعطيات/التحقيق قبل مؤتمره الصحافي شيءٌ وبعده شيءٌ آخر
العيون كانت شاخصة أمس لساعتين من الزمن أمام المحطات التلفزيونية لمشاهدة وسماع السيد حسن نصرالله، وما سيقوله للبنانيين وللعالم أجمع عن فرضية إتهام اسرائيل، التي غابت عن مسار لجان التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. السيد نصرالله كان سيد الكلام، المؤمن بقضيته، قضية المقاومة للعدو الإسرائيلي، وبأسلوب واضح وبسيط وغير معقد، قدّم أدلة ومعطيات تضع اسرائيل في قفص الإتهام، فالشرح كان مختصراً ومسهباً في الوقت ذاته، فالإختصار في الكلام كان مشبعاً بالأدلة والقرائن، ولم يدّعِ انها قناعة جرمية، بل ليشير الى فرضية الإتهام لإسرائيل، ليصبح التحقيق قبل المؤتمر الصحافي شيئاً وبعد المؤتمر الصحافي شيئاً آخر. السيد نصرالله الذي كان واثقاً في ما يقدّمه للرأي العام، لم يخرج عن هدوئه، فالثقة بالنفس لديه تمنطقت بالحجة الدامغة، والتواضع الذي لمسه الفريق الصحافي الذي حضر المؤتمر قاربه السيد نصرالله بعنفوان المقاومة وقوتها ورصدها للعدو وإفشال مخططاته، وكانت لوقع كلامه أبعادٌ ومعانٍ كثيرة، من دون مطالعات ومرافعات، فهو سمّى الامور بأسمائها، وجردةُ بعض العملاء بالصور والعمليات والتواريخ وإظهار السيطرة على تقنيات العدو الإسرائيلي، كانت كافية ليعرف الرأي العام ان هذه المقاومة القريبة من الناس هي صادقة في ما تقوم به الى حد بذل الدماء والشهادة &laqascii117o;ماذا يقول الحرف للشفتين إن قال الدم". غيض من فيض كان كلام السيد نصرالله أمس، فهو وَعَدَ بتقديم المزيد من الأدلة والقرائن فيما لو استمر التحقيق في انحرافه عن الحقيقة، إلا أنه طالب باستدعاء الضباط الاسرائيليين مشغّلي العملاء للتحقيق معهم في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وبذلك وضع النقاط على الحروف، ووضع لجنة التحقيق الدولية في موقف حرج وأمام مسؤولياتها، وبالتالي فإنه أحرج إسرائيل المتمادية في اعتداءاتها، وكأن يوم حسابها بعيد جداً، فيما هو أقرب مما يتصوره البعض. وضع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس في مؤتمر الصحافي حداً للمزاعم الاسرائيلية باتهام حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا بل وجّه اتهاماً بالصور والوثائق الى العدو الإسرائيلي، عارضاً على مدى سنوات ماذا كانت تفعل اسرائيل من خلال عملائها على الساحة اللبنانية من اغتيالات ومن تصوير اهداف، وارسال عملاء لدرس المواقع ميدانياً على الارض لتنفيذ العمليات بدقة. (...)
- صحيفة 'السفير': قال السيد حسن نصرالله: بُهت الذي كفر. نعم، يستحيل أن يكفر العاقل، أي عاقل، بكل هذه الحقائق، التي أدلى بها الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله"، على مدى مئة وخمس وخمسين دقيقة، تسمّر خلالها معظم الرأي العام اللبناني والعربي، أمام الشاشة الصغيرة، مستمعاً الى هذا التسلسل المنطقي الذي قدّمه &laqascii117o;حزب الله"، في معرض اتهام اسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أكثر من مئة وخمسين شاباً وشابة في &laqascii117o;حزب الله" وصلوا لياليهم بنهاراتهم، طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وهم ينقبون في ثنايا أرشيف حزبي، يضمّ مئات آلاف الأوراق والصور والقرائن والخرائط والمعلومات، فيما كان فريق تلفزيوني، من &laqascii117o;المنار" يتولى إخراج الجزء الذي تقرر إخراجه، فيما بقي الكثير، في الملفات والأدراج، في انتظار التوقيت المناسب.
لم يصدر الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" قراره الظني وحسب بكل التحقيق الدولي ـ الاسرائيلي الهادف للوصول الى سلاح المقاومة، بل رمى سراً يكاد يشكل فضيحة للوسط الأمني والاستخباراتي الاسرائيلي، عبر استخدام الصور الجوية للطيران الحربي الاسرائيلي، وهي مسألة سيكون لها أكبر التداعيات في اسرائيل، فيما ينتظر أن تبرز مؤشرات تفاعل الوسط السياسي اللبناني مع القضية في الساعات المقبلة، ولو أن المؤشرات الأولى، أظهرت تشكيك فريق الأكثرية، وحماسة فريق المعارضة ومعه النائب وليد جنبلاط... إلا اذا أعطى التصدع في الداخل الاسرائيلي، مفاعيله لبنانياً، في الأيام القليلة المقبلة! بلغة هادئة وواثقة، وبالصوت والصورة والقرينة والمحضر والخريطة الجوية والمعلومة القاطعة، قدم السيد حسن نصرالله، ما يملكه من معطيات تسمح له بأن يتهم اسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليس من خلال لحظة العام 1993، عندما حاولت اسرائيل الدخول على خط اشتباك الحريري ـ &laqascii117o;حزب الله"، على خلفية اطلاق النار على المتظاهرين تحت جسر المطار احتجاجاً على توقيع اتفاقية أوسلو، بل وصولاً الى يومنا هذا، وما يرميه الاعلام الاسرائيلي من اتهامات، مروراً بواقعة العميل غسان الجد الذي تمكن من الفرار في العام 2009، وتبين أنه كان موجوداً في مسرح الجريمة في 13 شباط 2005 وملفه بحوزة الأجهزة الأمنية منذ العام 2006! لم يكتف نصرالله بذلك، بل قدّم مسحاً أولياً لما وصل للمقاومة من صور جوية لأعمال مسح مناطق كان يرتادها رفيق الحريري من منزله في قريطم الى منزله الصيفي في فقرا، مروراً بالقصر الحكومي وكل الطرقات التي يسلكها موكبه في العاصمة كما في صيدا الخ... وصولا الى حركة &laqascii117o;الاواكس" الاسرائيلية في 13 و14 شباط 2005 في اجواء السان جورج. وهكذا فرض السيد نصرالله وقائع جديدة في مسار التحقيق، ووضع ما أسماها القرائن الظنية لا الأدلة القاطعة برسم التحقيق الدولي فاتحاً آفاقاً جديدة وموجهاً البوصلة نحو الاسرائيلي صاحب المصلحة في اغتيال الحريري، وبالتالي نجح في وضع التحقيق الدولي المطعون في مصداقيته امام فرصة تنزيه سمعته، والمحكمة، مما أصابهما في مصداقيتهما، ما يوجب سلوك الطريق الصحّ وجلب الاسرائيلي الى حيث كان يجب أن تكون البداية منذ خمس سنوات. ولعل القاعدة الاساس التي ارتكز اليها &laqascii117o;السيد" في مؤتمره الصحافي كانت تنبيه من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، واولياء الدم بالدرجة الاولى الى ان مفتاح الحقيقة يكمن في عدم ترك الاسرائيلي يضيّعها مرة ثانية...
- صحيفة 'صدى البلد'ديانا سكيني: جوهر المعارك واحدٌ في 'سيكولوجيا' حزب الله
البلد الذي يعيشُ على شفير 'مؤتمر صحفي' هو بلد يتحكم في مفاتيح سياسته رجل اسمه حسن نصر الله. معادلة تنهل من الحرب النفسية الذي نجح امين عام حزب الله في خوضها في المعارك مع الاعداﺀ والخصوم. وهي المعارك ذات الجوهر الواحد الذي يحكمه الصراع الوجودي بين الحزب واسرائيل، كما تحكمه في أحيان كثيرة علة وجود الحزب نفسه.هكذا هي معركة اسقاط 'القرار الظني المفترض'، تماما كما كانت معركة السابع من آيار، من المعارك التي حتمت اللجوﺀ الى حرب نفسية محكمة تربك خصوم وأعداﺀ وتحرق اوراق وتعوّد مخيلات الجماهير على استسهال الاعظم.. في رصده لأحد أبرز اوجه الحرب النفسية المتجسدة فــي معارك الرأي العام عبر الاطــلالات الاعلامية والجماهيرية لنصر الله، يرى الاستاذ المحاضر في علم الاتصال السياسي أسعد حجار أن السيد يتمكن من دمج اصول الخطابة الاسلامية مع مقومات الخطابة السياسية. وهو يستفيد من سنوات صراعه مع اسرائيل وما راكمه من خبرة في محاكاة الحرب النفسية ليسقطها على صراعاته السياسية داخل الساحة اللبنانية حيث وفي مكان ما لا يفصل نصر الله بين المعركتين في الجوهر، وسواﺀ كانت حربا اسرائيلية أو حربا من خلال محكمة دولية تصدر قــرارات تدين افــرادا من الحزب باغتيال الرئيس رفــيــق الــحــريــري، فـــان الــمــواجــهــة السياسية والاعلامية تخضع للحرب النفسية الذي يمنهج الــردود على العدو او الخصم بعد دراسة معمقة لنقاط قوته وضعفه. يــتــمــيّــز اســلــوب نــصــر الــلــه في المواجهة بعنصر الاستباق. يقرأ حــجــار عـــدة عـــوامـــل تــشــجــع قــائــد المقاومة لاسلامية على السير بهذا النهج، ففي الاستباق 'ثقة بالنفس واتكاﺀ على الصدقية التي تمكن من ترسيخها حين اعترف الاسرائيليون انهم يصدقونه اكثر من زعمائهم'. كما يشتمل الاســتــبــاق على رغبة فــي اربـــاك الخصم واعــاقــة خططه، بالاضافة الى 'تعويد الجماهير على الاعظم حتى يهون من خلال تدجين الذاكرة الجماعية وجعلها تستسهل الكبائر'، هكذا بادر نصر الله بنفسه الى استباق قرار ظني من المحكمة الدولية قد يتهم حزبه وقام باعلان الامــر بنفسه تحت شعار المؤامرة الــتــي تــســتــهــدف تــاريــخ وحــاضــر المقاومة الاسلامية. وهكذا أيضاً خرج الى الجماهير متبنيا 'بصدره العاري' مسؤولية حزبه عن عمل امني وعسكري على الاراضـــي المصرية هدف الى مساعدة حركة حماس في قطاع غزة في ما عرف بقضية 'خلية حزب الله' التي شرعت على اثرها وسائل اعلام مصرية وعربية بحرب اعلامية قاسية على الحزب. يعتمد نصر الــلــه أســلــوب حرق الاوراق التي يشهرها العدو او الخصم في وجهه. ومن الامثلة التي يضربها حجار على الامر 'مواجهة نصر الله لــورقــة الفتنة حيث كــان الخصم يستفيد مــن ضعف الــحــزب تجاه سمعته كحزب مقاوم وما يعكسه من حساسية في تعاطيه مع القضايا الانقسامية في الداخل وفي العالمين العربي والاسلامي، لكي يستفيد من ورقــة الفتنة في مواجهته. وجدنا ان نصر الله لا يستهيب التلويح بسواعد القوة في مواجهة 14 آذار قبل 7 ايــار الى ان نفذ وعيده بعد مؤتمرات صحافية عمدت الى رفع درجات الحرب النفسية، فتحول حدث اتخاذ حكومة فؤاد السنيورة للقرارين الشهيرين الى حجة قصمت ظهر البعير وجعلته ينفذ وعيده'. ويذكّر حجار بعدة جمل شهيرة تضمنتها تلك الاطلالات الاعلامية' في احدى الــمــرات قــال الــســيــد نحنا مــا بقى ننقتل بالشارع ونسكت '، مستخدما لغة تحاكي هيجان الشارع المعارض حينها والذي كان يطالب نصر الله باستخدام اذرعه للاجهاز على الحالة السياسية الامنية المواجهة. ويضيف بأن تجربة 7 أيــار قد لا تكون مــن المحطات المشرفة في تاريخ المقاومة الاسلامية لكن الحزب يرى فيها 'سلاحا استراتيجيا في صراعه الوجودي حين اثبت بالدليل الحي انه قادر في لحظة ما على كسر العديد من الخطوط التي كان يظن البعض انها تقع ضمن المحظور'. فــي قــراﺀ تــه لتكتيك نصر الله فــي اعتماد المؤتمرات الصحفية المتسلسلة فــي مــعــركــة اســقــاط قرار ظني مفترض قد يدين بعض عناصر الــحــزب بالضلوع باغتيال الرئيس رفيق الحريري، يرى حجار ان السيد يرغب في مخاطبة الرأي العام كجزﺀ مــن الــرد العملاني وبالمثل على معركة اتهام الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري وما يشتمله من هدف بتشويه سمعته. ويضيف حجار بان 'الحزب يعتقد بأن اسرائيل باسقاطها المعنوي لحزب الله في مخيلة الجماهير العربية والاسلامية انما تقضي على فكرة تجسدت في انجاز مقارعتها العسكرية'. اما عامل 'المسرحة' خلال الاطلالات الاعلامية فيحاكي 'حس التفاعل مع الجماهير واستدراجهم الى قناعة الخطيب'. يقول حجار أن نصر الله يجيد استخدام فن الــهــدوﺀ الحاسم في الخطابة، يتمكن متى ما اقتضت المناسبة ان يتحول الى خطيب يطلق المواقف الجماهيرية الحماسية التي تلبي الحاجة الى اضفاﺀ اهمية خاصة على خطاب يلقى في زمن سياسي هادىﺀ. تماما كما يتمكن من خلال خطاب هــادىﺀ منضبط الانفعالات ا ن يفجر قنبلة سيا سية وا منية من شبيه الاعلان عن عملية اعتقال الضابط الاسرائيلي الخنان تننباوم، او الاعلان عن عملية اسر الجنديين في تموز 2006. ومــن الثوابت في خطابات نصر الله التوجه الى الداخل والخارج بتشعباتهما. يخلص حــجــار الـــى ان الــتــاريــخ السياسي في لبنان لم يعرف رجلا تمكن من احتلال الشاشات كما فعل امين عام حزب الله الــذي لا يحتاج الى دليل للاثبات انه الحاكم المؤثر على مساحة لــلـــ 10425 التي قلما تمكنت من استيعاب حقيقة الصراع الــنــدي بين بلد 'صــغــيــر' تتنازعه الطوائف وبين دولة نووية محمية بفعل القرار الدولي الحاسم ماضيا وحاضرا.. ويضيف ان جوهر الحروب والمعارك كان على الدوام واحدا في سيكولوجيا الحزب. لا يختلف اثنان على ان التاريخ سيسجل للسيد حسن نصر الله بأنه من اكثر الرجال الذين كتبوا تاريخ لبنان المعاصر. الرجل الــذي كتب له أن يخوض حروبا في السياسة والأمـــن، في الــداخــل والــخــارج، بقي وفــيــا فــي حــضــوره الــقــوي لمحاكاة مخيلة الجماهير الموالية والمعارضة و 'الــعــدوة'. نجح في كتابة فصول حرب نفسية اربكت الاعداﺀ والخصوم. ذلك ان المعركة كانت دوما واحدة في جوهرها الدائر في فلك الصراع الوجودي بين الحزب واسرائيل.
- صحيفة 'الأخبار': إسرائيل تهاجم &laqascii117o;الأدلّة"...
المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أمس، كان مثار اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي حاولت قبل بدء المؤتمر احتواء وتوهين ما سيرد فيه من وقائع تضع إسرائيل في دائرة الشبهة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتولّت القناة الأولى الإسرائيلية، قبل بدء المؤتمر الصحافي، الادّعاء أن نصر الله &laqascii117o;سيفبرك أدلة ووثائق وصوراً، يمكن أن نقول قبل أن تُعرض إنها مفبركة، في محاولة منه لربط إسرائيل بعملية الاغتيال". ورأى معلّق الشؤون العربية في القناة أن &laqascii117o;المؤتمر الصحافي يأتي في إطار جهد مستمر منذ أشهر عدة، كي يتملّص نصر الله من نار المحكمة الدولية، حيث كشفنا هنا من على هذه الشاشة أن قادة رفيعي المستوى في حزب الله هم من اغتالوا الحريري"، مضيفاً أن &laqascii117o;المؤتمر الصحافي لنصر الله سيكون محاولة يائسة وجاهدة مع فبركة لأدلة ضد إسرائيل، ويمكن أن نقول ذلك حتى قبل بدء المؤتمر".
من جهته، قال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية، إيهود يعري، &laqascii117o;ليس لدى نصر الله أدلة حالياً بشأن اتهام إسرائيل باغتيال الحريري، لكن قد تكون لديه أسباب تعطي صدقية للاشتباه فيها". وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد واكبت المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله، لحظة بلحظة. وكان معلّقو الشؤون العربية يُجملون ما يرد فيه من معطيات، إلا أن التغطية توقفت تماماً لدى بدء عرض الأشرطة التسجيلية لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، في دلالة واضحة على الصدمة وعدم القدرة على مواصلة التعليق رداً على هذه المعطيات. صمت ما بعد المؤتمر الصحافي لم يكن إسرائيليّاً فحسب، فلم يخرج أي موقف دولي للتعليق على ما عرضه نصر الله من قرائن للاشتباه في إسرائيل.
ـ صحيفة 'اللواء': نصر الله يتهم إسرائيل بإغتيال الحريري &bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ولا يثق بالمحكمة الدولية/ إلتزام الصمت في لاهاي &bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ولا دور للحكومة اللبنانية مع المدعي العام
السؤال الكبير الذي ارتسم في اذهان الناس والمهتمين بمن فيهم السياسيين، بعد المؤتمر الصحافي للامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله، وهو الحلقة الخامسة من مسلسل الرد على القرار الاتهامي المنتظر صدوره عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ وهو: ما هو موقف لجنة التحقيق الدولية مما طرحه الامين العام للحزب من معطيات مصورة وموثقة تشير الى اتهام اسرائيل بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد؟ وهل ستكون هذه المعطيات موضع متابعة من اللجنة ومن المدعي العام الدولي دانيال بيلمار؟ واستطراداً، كيف يمكن للبنان الرسمي ان يتعامل مع هذا الاتهام الصريح والمعطيات التي وفرها، من دون ان تصل الى حد القرائن والادلة بلغة القضاء، وهل يستطيع القضاء اللبناني ان يتحرك من ذاته من دون تكليف، في ضوء الاتفاقية المعقودة بين لبنان والمحكمة الدولية؟!.الجواب السريع الذي توفر لـ<اللواء> ليلاً اشار حسب مصدر قضائي رفيع، الى ان القضاء اللبناني يمكنه ان يأخذ هذه المعطيات التي عرضها نصر الله ويحولها الى لجنة التحقيق الدولية لتتابع التحقيق فيها، وفق المسار الذي طرحه، واثبات صحة هذه المعطيات وعلاقتها بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري&bascii117ll; واضاف المصدر انه يمكن للقضاء ان يتحرك تلقائياً، وبالتالي يمكن للمؤتمر الصحافي وما ورد فيه من مستندات وصور أن يعتبر بمثابة <إخبار> يتحرك على أساسه القضاء، موضحاً أن الحكومة كسلطة تنفيذية ليست جهة قضائية، وبالتالي ليس لها صلاحية لأن تتعامل مع معطيات نصر الله،
- 'الأخبار': عون لفتح تحقيق وعلّوش يرفض &laqascii117o;الاتهامات الواهية"
ما إن أنهى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤتمره الصحافي، حتى ازدحمت محطات التلفزة اللبنانية والفضائيات العربية بالسياسيين اللبنانيين للتعليق على القرائن التي ساقها نصر الله. تعليقات عكست توجّهات أصحابها ومواقعهم السياسيّة، بين من رأى في القرائن أنها &laqascii117o;تفتح الباب لتحقيق جديد"، وآخر وصفها بأنها &laqascii117o;واهية".ورأى رئيس تكتّل &laqascii117o;التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون أن المعطيات التي قدّمها نصر الله مهمة، مشيراً إلى أن هذه المعطيات تصلح لانطلاق تحقيق جديد. ولفت، في مداخلة عبر تلفزيون &laqascii117o;المنار"، إلى أن تحديد الممرات الإجبارية للتنقل تمثّل أهمية كبرى عند التخطيط لاغتيال.وفي تعليق على قناة &laqascii117o;المنار" أيضاً، رأى رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أن القرائن التي تقدّم بها نصر الله فتحت باباً عريضاً في ما يتعلق بكيفية حصول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مشيراً إلى أنه يجب &laqascii117o;أن نتذكر أن ما أدى إلى هذه الكارثة كان القرار 1559، ولحصوله كان لا بد من اغتيال الحريري".ورأى أنه بعلاقته المباشرة مع رئيس الحكومة سعد الحريري &laqascii117o;لا بد من وقفة تأمّل كبيرة في هذا الأمر"، مشدداً على &laqascii117o;أننا نريد جميعاً الوصول إلى الحقيقة، ولا نريد تحوير مسار المحكمة الدولية إلى غير الحقيقة". وتوجّه إلى أولياء الدم والأمانة العامة لقوى 14 آذار للوقوف لحظة تأمّل لعدم جرّ البلاد إلى فتنة".أما رئيس حزب &laqascii117o;الكتائب" أمين الجميّل، فرأى أنه إذا كان لدى المحكمة الدولية إثباتات في ما يتعلق بقتلة الرئيس الحريري، فعليها أن تبرز الإثباتات وتعلن القرار الظني، وإذا لم تتوافر لديها إثباتات كافية، يصبح بالتالي من الضروري أن يُتوقّف عند ما قدّمه نصر الله".وأشار الجميّل، في حديث إلى &laqascii117o;الجزيرة"، إلى أن نصر الله من جهة حاول أن يعطّل بالكامل عمل المحكمة الدولية، إلا أنه من ناحية ثانية فتح ثغرة في الجدار، لكونه أوضح أنه سيتقدم بهذه الإثباتات إلى الحكومة اللبنانية وبالتالي على الحكومة أن تقوم بما تشاء بهذه المعلومات، أي رفعها إلى المحكمة الدولية. بدوره، علّق النائب السابق عن تيار &laqascii117o;المستقبل" مصطفى علوش على خطاب نصر الله بالقول: &laqascii117o;إنه يجب أن تكون هناك أسماء، وما هي وسيلة الاغتيال، وكيف حصلت العملية، وما إلى هناك".
ولفت علوش، في حديث إلى &laqascii117o;العربية"، إلى أنه &laqascii117o;غير مقتنع بالمعلومات التي قدّمها السيد نصر الله". وفي حديث آخر إلى قناة &laqascii117o;الجزيرة"، رأى علّوش أن الأدلة &laqascii117o;ظرفية يجب أن تعطى للمحكمة الدولية". وقال &laqascii117o;نحن ننتظر (من المحكمة الدولية) بياناً اتهامياً معلّلاً، ولن نقبل باتهامات واهية كالتي خرج بها السيد نصر الله".
وأشار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، في حديث إلى المنار، إلى أنه للمرة الأولى منذ اغتيال الحريري تظهر دلائل تثبت أن إسرائيل متهمة بقتله. أما رئيس تيار التوحيد وئام وهاب فرأى أنه &laqascii117o;إذا كان هناك قضاء دولي عادل، فحتماً سيأخذ بالاتهامات التي قدّمها نصر الله". وأشار في حديث إلى OTV إلى أن &laqascii117o;الفتنة في الداخل هي الحل الوحيد لدى الإسرائيلي من أجل تشويه صورة حزب الله".
- 'الأخبار' إبراهيم الأمين: سلّم إنقاذ من نصر اللّه للحريري... فهل ينزل؟
.. في مكان ما، وبالاضافة الى سعي حزب الله لتقديم ما يفرض على المحكمة الدولية النظر جدياً في احتمال تورط إسرائيل في الجريمة، فإن ما أورده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في مؤتمره الصحافي مساء امس، يمكن تحويله الى السلّم الذي يحتاج إليه سعد الحريري على وجه الخصوص للنزول عن شجرة التحقيق المسيّس. وهو السلم القابل للاستخدام الآن، وليس في أي وقت. بمعنى أنه يتمتع بصلاحية محدودة الزمن، لأن أي محاولة لتجاوز وقائع نصر الله، وعدم التعامل معها كأساس يفترض التعامل معه كواقع، تعني أن الطرف الآخر ماض في قناعات تخص عمل التحقيق الدولي، وهذا يعني بالضبط، دعوة نصر الله الى عقد مؤتمر صحافي آخر، يعرض فيه ما أجّله من وقائع وإثباتات تخص التحقيق وفرق التحقيق الدولية بالاضافة الى ملف شهود الزور، وساعتها، فإن نصر الله يكون كمن يدعو الى تحقيقات تطال هذه المرة قسماً من شخصيات فريق الحريري السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية، وهو أمر إذا حصل، فسوف يقود البلاد الى انقسام قد يكون أشدّ قساوة من الذي شهدناه في الاعوام السابقة. فماذا سيفعل الحريري؟ردود الفعل الاولية من جانب مقربين منه، لا تشير الى أنه سيأخذ بيد المساعدة، ومجرد تجاهل وسائل الإعلام المملوكة منه للمؤتمر الصحافي، وبروز تعليقات معلنة وأخرى مكتومة تحاول تجاهل ما أعلنه نصر الله، يدل على أن الامور قد تتعقد، برغم أن مناصرين للحريري توقفوا جدياً أمام الوقائع وأمام واقعة أن أي إسرائيلي لم يخضع للتحقيق المفتوح منذ عام 2005. لكن الاهم في لعبة الرأي العام، مراقبة الخرق الذي أحدثه نصر الله على صعيد الجمهور العام في لبنان والعالم العربي، خصوصاً أن من يرفض وقائع نصر الله عليه إثبات عدم صلاحيتها، وهذا الرافض ليس في لبنان فقط، بل في إسرائيل وفي عواصم القرار بالإضافة الى من هو في لاهاي.
- 'الأخبار'صباح أيوب: &laqascii117o;المستقبل" تفضّل بولا!
في وقت حجزت فيه أمس معظم القنوات اللبنانية وأبرز فضائيّتين عربيّتين هواءها للمؤتمر الصحافي الذي عقده السيد حسن نصر الله، اختارت &laqascii117o;المستقبل" في قناتيها العادية والإخبارية أن تتجاهله كلّياً! السبب؟ مجرّد &laqascii117o;قرار" بعدم بثّ المؤتمرات الأخيرة للأمين العام لحزب الله. لكن، أن لا تُطلع محطة ذات صفة &laqascii117o;إخبارية" مشاهديها على ما يجري في مؤتمر صحافي مرتقب على الصعيدين المحلي والإقليمي، وأن تكون قناتا &laqascii117o;المستقبل" هما الوحيدتين اللتين لم تواكبا الحدث الذي سيفرض عليهما متابعته منذ لحظة انتهائه، هو أمر مثير للاستغراب على المستوى المهني. أمس، فضّلت قناتا &laqascii117o;المستقبل" و&laqascii117o;أخبار المستقبل" أن تستكملا برامجهما كالمعتاد، إذ حلّ البرنامج الفكاهي &laqascii117o;لا يُمَلّ" تلاه &laqascii117o;سيرة وانفتحت" على قناة &laqascii117o;المستقبل". أما &laqascii117o;أخبار المستقبل"، ففضّلت إطلالة بولا يعقوبيان على إطلالة نصر الله، في حلقة من برنامج &laqascii117o;إنترفيوز" عن القضية الفلسطينية، علماً بأن يعقوبيان وجّهت في مقابلة إذاعية، منذ أيام، لوماً وعتباً كبيرين للسيّد نصر الله لكونه &laqascii117o;لا يطلّ على شاشتها ولا يعطيها مقابلة تلفزيونية، ويبقى حبيس قناته فقط". لكنّ &laqascii117o;أخبار المستقبل" ما لبثت أن اضطرّت إلى &laqascii117o;الاعتراف" بانعقاد المؤتمر الصحافي الذي أظهر صوراً ومعلومات، فبثّت مقاطع منه ضمن إحدى فقرات &laqascii117o;استوديو 24" من تقديم نديم قطيش الذي انبرى محلّلاً مضامين المؤتمر ونتائجه قبل انتهائه. &laqascii117o;رواية حزب الله حول اغتيال الحريري" كانت التسمية التي اعتمدت في نشرات أخبار &laqascii117o;المستقبل" لما ورد في المؤتمر الصحافي. نشرات الأخبار المسائية في المحطات المحسوبة على الجبهة المعادية لحزب الله مثّلت أمس نافذة لتوقّع كل جهة سياسية موقفها مما سيقوله السيّد في المؤتمر، بغض النظر عمّا سيرد فيه من معلومات: قناة &laqascii117o;إم تي في" رأت في مقدمة نشرتها &laqascii117o;أن الوضع اللبناني الهشّ لا يحتمل قيد شعرة توتراً، وخصوصاً إذا طلب نصر الله من الحكومة اعتماد قراره الظني". وسألت في الختام: &laqascii117o;بين عدالة المحكمة الدولية المرفوضة وعدالة حزب الله المفروضة، لبنان إلى أين؟". من جهتها، ربطت &laqascii117o;المؤسسة اللبنانية للإرسال" قبل نصف ساعة من انعقاد المؤتمر &laqascii117o;إصدار حزب الله قراره الظني في اغتيال الحريري" بتصريحات كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. أما فضائية &laqascii117o;العربية" السعودية، فبعد أن نقلت المؤتمر الصحافي مباشرة، عقدت حلقة نقاش أبدى خلالها الضيف المصري استهجانه لما ورد في مضمون المؤتمر قائلاً: &laqascii117o;نحن ضد إسرائيل، لكن مجرّد وجودها في المكان لا يعني أنها قتلت الحريري". ختام السهرة، كان مع صوت النائب السابق مصطفى علّوش الذي تنقّل بين المنابر الإعلامية بعد لحظات من انتهاء المؤتمر. علّوش عبّر عن &laqascii117o;عدم رضاه" عن &laqascii117o;الحجج الواهية" التي قدّمها حزب الله، والتي من شأنها فقط أن &laqascii117o;تفتح المجال للإعلام لتشويه المحكمة والتحقيق"، خاتماً بأن &laqascii117o;الأدلة التي عرضت علينا لا نقبل بها لندين أيّاً كان".
- 'الأخبار'يحيى دبوق: يوم تحوّلت إسرائيل إلى مشتبه فيه
يمكن القول، بلا مخاطرة، إن قدرة القرار الظني كأداة لتحقيق النتائج المأمولة ضد حزب الله سقطت من اليوم الأول الذي أعلنت فيه المقاومة بنوده وعدم استسلامها أمامه. كذلك سقط في اللحظة التي أدرك فيها أعداء المقاومة وخصومها أن لديهم كنزاً غير قابل للصرف في ساحة المواجهة القائمة مع حزب الله. وأمس، سقط القرار أيضاً، بعد كلام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. كلام الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله، أمس، خلط الأوراق وأعاد تصويب البوصلة إلى الوجهة التي كان يفترض بالتحقيق الدولي أن يبدأ بها. لم يوجّه الاتهام إلى إسرائيل استناداً إلى &laqascii117o;لاشيء"، ولم يحاكِ الأسلوب الذي اتبع في اتهام سوريا طوال السنوات الماضية. إنها سلسلة من القرائن والأدلة، موثّقة ومبيّنة، تشير إلى مصلحة إسرائيل وفرصتها وإمكانياتها في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. رغم ذلك، قد لا يضيف كلام السيد نصر الله شيئاً لدى البعض، رغم كل ما ورد فيه من حقائق وأدلة وإمكانيات لتغيير مسار التحقيقات في جريمة اغتيال الحريري، إذ تعجز الأذن المحكومة بالعداء والخصومة عن السمع. فالحافز والدافع وأولوية الإضرار بحزب الله، تفوق لدى هؤلاء أي اعتبارات أخرى، حتى وإن كانت اعتبارات ملتصقة بالمصلحة الوطنية ذاتها. رغم ذلك، وفي أقل تقدير، يمكن القول إن القرار الاتهامي قد تحول، في أعقاب المؤتمر الصحافي أمس، إلى رواية أخرى لا أكثر، رغم استمرار التقدير بأن يُطبّل لقدومها أطراف معادون لحزب الله. باتت رواية المحكمة معيبة مقابل رواية أخرى، يفترض أنها باتت في نظر اللبنانيين أصدق من الأولى، ومن اتهام حزب الله. حتى قبل المؤتمر الصحافي، كان لدى غالبية اللبنانيين شبه تسليم بأنه لا علاقة لحزب الله باغتيال الحريري، وأن المحكمة الدولية ليست إلا أداة يتحكّم فيها أعداؤه ضمن سياقات المواجهة القائمة ضده، والهادفة إلى ضربه والإضرار به. وترى الغالبية أيضاً أن المحكمة الدولية وقراراتها مجرد سلاح يصطف إلى جانب أسلحة ووسائل قتالية أخرى تملكها تل أبيب وواشنطن ويمكن استخدامها في المعركة القائمة، مثلها مثل طائرات &laqascii117o;أف 16" و&laqascii117o;أف 15"، و&laqascii117o;ساعر 5"، ومثلها مثل لواءيْ غولاني وجفعاتي، وبالتالي هي إحدى الوسائل الموجودة في أيدي العدو، ولا تهدف إلى إحقاق الحق والعدالة والحقيقة. لدى من بقي من اللبنانيين المشكّكين نظرة نقيضة مع المفارقة. يصدّق جزء ما سيرد في القرار الاتهامي، أو أي قرار آخر، وتلقائياً، إن كان موجهاً ضد حزب الله، ومهما كانت القرائن والأدلة المضادة، لكن من منطلقات التعصّب لدى البعض، ومن منطلقات العداء لحزب الله لدى البعض الآخر، بينما يعاني جزء ثالث من مرض عمى الألوان، فهو غير قادر على سماع أي حقائق من الطرف الآخر، كما وردت في المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله. لكن ما يجمع هذه الشرائح من الشعب اللبناني أنها باتت تدرك منذ يوم أمس، إن لم تكن مدركة في الأسابيع الماضية، أن خيار المحكمة الدولية ضد حزب الله لم يعد مجدياً، وفقد مفاعيله المأمولة، كما خُطّط له منذ البداية، وأن اتهام إسرائيل ليس رواية من روايات ألف ليلة وليلة، كما حاول البعض تصويرها، طوال السنوات الماضية.مع ذلك، قرار اتهام حزب الله وإمكان صدوره أو تأجيله أو إلغائه، ليس صناعة لبنانية، ويمكن اللبنانيين أن يلمسوا نتائجه وتداعياته، لكنهم غير قادرين على صناعته، حتى مع اقتناعهم بالنقيض، ما يعني أن اقتناعهم وتقديراتهم وخشيتهم وقلقهم، لن تجدي الكثير من النفع حيال إلغاء القرار أو سحبه من التداول. وبحسب غالبية اللبنانيين، فإن قرارات المحكمة، كانت ولا تزال، في أيدي لاعبين أساسيين في الطرف الآخر، وتحديداً إسرائيل والولايات المتحدة. أما ما يبقى من هذه الجهات، في الساحة الداخلية اللبنانية تحديداً، فلاعبون هامشيون، يتلقون القرارات ولا ينتجونها. اقتناع اللبنانيين وخشيتهم وقلقهم قد تكون كافية بذاتها لتأجيل القرار الاتهامي ضد حزب الله، وعلى أكثر تقدير لإلغائه، وخصوصاً بعدما قدّم حزب الله حججه المستندة إلى حقائق موثّقة عن مصلحة إسرائيل وإمكانياتها لاغتيال الرئيس الحريري. لكنّ القرار، كما هو معروف، ليس قرارهم، بل قرار اللاعب الأميركي، أي اللاعب المركزي في المحور الآخر. وإذا اقتنع بأن القرار الاتهامي لحزب الله لم يعد يحقق الهدف الذي يريده، فإن القرار لن يصدر. لكن ما تجب الإشارة إليه أيضاً هو أن تشخيص مصلحة العدو أو الخصم لما ستؤول إليه الأمور بناءً على تقدير مصلحته، لا يعني دائماً أن العدو أو الخصم سيصل إلى النتائج نفسها، بل قد يخطئ ويقرر الإقدام على ما لا يخدم مصلحته من منطلق الخطأ في المقدّمات. أي إن أخطأ الأميركي في تشخيص الظروف وفي تقدير النتائج، فسيصدر القرار الاتهامي ضد حزب الله، حتى وإن كان من ناحية واقعية لا يتساوق مع المصلحة الأميركية، وللأميركي باع طويل في مسائل مشابهة. قبل المؤتمر الصحافي لنصر الله، جرى الحديث، باستفاضة لافتة، عن قدرة حزب الله الدفاعية ـــــ الهجومية، التي لن يكون متواضعاً في استخدامها في صدّ الهجوم عليه، إذ يدرك الجميع معنى أن يقول حزب الله إنّ &laqascii117o;ما لم تأخذه إسرائيل بالحرب، لن تأخذه بالسياسة"، لكن أن تتركز الهواجس على مآلات متطرفة على شاكلة &laqascii117o;سبعين أيار مقبل"، ليس إلا نوعاً من أنواع الاستخدام المبكر للقرار الاتهامي، وتصويب مسبق على سلاح المقاومة، رغم أن حزب الله لن يبخل على نفسه وعلى ناسه، باستخدام كل ما يمكّنه من درء الخطر المقبل عليه. دون علاقة بنظرية المؤامرة، التي تحوّل الحديث عنها إلى نظرية مؤامرة جديدة، يظهر المؤتمر الصحافي لنصر الله، وما ورد فيه، أن من المعيب ألا يفكر أحد في قدرة إسرائيل وامتهانها بثّ التفرقة وتعزيز أسباب الفتنة، وصولاً إلى الاحتراب الداخلي في الساحات التي تشخّص أنها تحمل تهديداً أو خطراً تجاهها.ومن المعيب القول أو الظن بأن إسرائيل ستعاين من بعيد، ودون حراك، فرصة ترى فيها إمكانات كبيرة جداً لاحتواء حزب الله، من خلال الفتنة المقدّرة في أعقاب اغتيال الحريري، من دون أن تتحرك لتلقّف هذه الفرصة وترجمتها عملياً، وإخراجها إلى حيّز التنفيذ. في الوقت نفسه، يجب التوقف كثيراً أمام فقدان إسرائيل حالياً الأمل في قدرة المحكمة الدولية وقراراتها الاتهامية على الإضرار الكامل والمأمول بحزب الله، وخصوصاً أنها كانت تعدّها حتى الأمس القريب خياراً بديلاً من الحرب المتعذرة في هذه المرحلة ضد حزب الله. ومن دون شك، يصعب أن تبقى ساكنة دون حراك، كي تقوّم ما أفسده نصر الله من اتجاهات كانت مقدّرة ومخططاً لها للمحكمة الدولية، ولا سيما أنها تملك من الأدوات ما يكفيها ويمكّنها من فعل الكثير، وبأساليب عنفية لن تتردّد في استخدامها ضد اللبنانيين.
إذاً، المرحلة المقبلة، لجهة التحقيق الدولي والقرار الاتهامي، وبعد المؤتمر الصحافي تحديداً، تحمل إمكانات واتجاهات مختلفة، وسيناريوهات متعددة:
ـــــ أن تتحرك المحكمة الدولية للعمل على الفرضية الإسرائيلية، التي لم تلحظها تقارير لجان التحقيق الدولية إلى الآن، الأمر الذي يفتح التحقيق على آفاق أخرى، مع الإدراك المسبق أن هذا الاتجاه، نتيجة لتسييس المحكمة ووظيفتها ضد حزب الله، يبقى في إطار الفرضيات النظرية.
ـــــ أن يفهم اللاعب الأميركي إمكانيات المحكمة الدولية في ظل الظروف والتطورات القائمة حالياً، وأن يعمد إلى ترحيل القرار الاتهامي لحزب الله إلى آجال تكون أكثر راحة مع ظروف أمثل، من شأنها أن تمكّن من إعادة تحريك هذا الملف من جديد، بنجاعة.
ـــــ أن يخطئ اللاعب الأميركي في فهم مآلات القرار الاتهامي ويقدم عليه، رغم كل ما ورد في المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله، ورغم كل هواجس اللبنانيين وقلقهم أو اقتناعهم. وهنا، بحسب قراءة البعض، سيدخل البلد في مسار خطير، ومن غير المستبعد أن يصل إلى الاحتراب الداخلي، ونتيجة هذا الاحتراب معروفة مسبقاً للجميع. بينما يرى آخرون أن أصل القرار قد فقد إمكانياته، في أعقاب نجاح الحرب الاستباقية التي شنّها حزب الله، وبالتالي ما ستصل إليه الأطراف المعادية لحزب الله، مع صدور هذا القرار، لن يتعدى مستوى محدداً من مستويات الإزعاج الممكن احتواؤها، لكن في الوقت نفسه ستخسر هذه الجهات أداة المحكمة الدولية التي عوّلت عليها كثيراً.
الجميع مدعوون إلى قراءة مستفيضة لظروف المرحلة ومعطياتها، وتحديداً من يهتم بالوصول إلى الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري، إذ إن ما عرضه السيد نصر الله، أمس، يحمل في أقل تقدير من المقوّمات والقرائن التي تكفي تماماً لإصدار قرار اتهامي جديد، وهذه المرة ضد إسرائيل. صحيح أن السيد نصر الله لم يقدّم دليلاً قاطعاً على أن إسرائيل هي من قتلت الرئيس الحريري، لكنّه قدّم دليلاً قاطعاً على أن إسرائيل مشتبه فيها.
- صحيفة 'النهار': توّج الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله اطلالاته المتعاقبة منذ اكثر من شهر، والمخصصة لحملته التصعيدية على القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان، بمؤتمر صحافي استأثر باهتمام اعلامي وسياسي واسع ليطلق عبره مضبطته الاتهامية لاسرائيل في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري.واذ اتسم هذا المؤتمر الاستثنائي بمادة توثيقية كثيفة من حيث استجماع كل ما ادرجه السيد نصرالله في خانة 'القرائن والمعطيات الظنية' لاتهام اسرائيل، برزت مسارعة السيد نصرالله نفسه الى استخلاص ما قدمه في المؤتمر بقوله: 'انا لا ادعي انني اقدم دليلاً قطعياً بل قرائن ومعطيات تفتح آفاقاً جديدة للتحقيق للمرة الاولى مع اسرائيل'. اما الجانب اللافت الآخر في المؤتمر فتمثل في تعمّد 'حزب الله' عرض صور من طريق الفيديو لأشرطة استطلاع جوي قامت بها طائرات استطلاع اسرائيلية ورصدت عبرها الامكنة الاساسية التي كان يتنقل بينها الرئيس الحريري، عقب كشف نصرالله 'لسر تمكن المقاومة من التقاط بث طائرة 'ام ك' الاسرائيلية عام 1997' قبيل عملية انصاريه واحباطها بمكمن.وبدا واضحاً من المؤتمر ان السيد نصرالله حرص على تخصيصه كاملاً لتفنيد اتهامه اسرائيل وتجنب الخوض في الشق السياسي اللبناني وحتى في الشق المتعلّق بموقفه من لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الخاصة بلبنان، مع انه لامس هذا الموقف في محطات سريعة بتأكيده عدم ثقته بالمحكمة واللجنة. ومع ان الاهتمامات ستتركز على رصد ردود الفعل الداخلية والخارجية على هذا الاتهام ومعطياته، فإن أوساطاً مراقبة لاحظت ان السيد نصرالله قرن مضبطته الاتهامية الاوسع والاشمل حتى الآن لاسرائيل بواقعية سياسية على المستوى القانوني والسياسي، اذ بدا كأنه يقطع الطريق على التشكيك في متانة الاتهام بقوله انه يقدم 'قرائن ومعطيات وليس دليلاً قطعياً'، ولكنه في المقابل سعى الى ان يقرن اتهاماته بمادة تحقيقية ومحاضر تستند الى تحقيقات قضائية وأمنية رسمية لبنانية مع العملاء لاسرائيل من جهة، وأشرطة وصوَر ملتقطة للاستطلاع الجوي الاسرائيلي من جهة اخرى. وهو ما قاده الى التلميح الى امكان تعاون مع اي جهة لبنانية رسمية تكلّف النظر في هذه المعطيات، مما يعني تالياً تركه الباب مفتوحاً على تطورات اخرى في هذا الملف في ضوء رصد ردود الفعل عليه. اما في الجانب السياسي، فإن الاوساط نفسها اعتبرت ان المؤتمر قد يشكل مؤشراً لاستمرار مفاعيل التهدئة الداخلية عشية شهر رمضان، مما يترك الباب مفتوحاً ايضاً امام مزيد من التحركات والمساعي والاتصالات التي تصب في اطار تحصين هذه التهدئة.قد اعتمد السيد نصرالله في مؤتمره تجزئة الاتهام لاسرائيل الى اربعة اقسام اساسية.وفي القسم الاول كشف ملف العميل احمد نصرالله.. ثم تولى السيد نصرالله في القسم الثاني تفنيد اسباب اتهامه اسرائيل بالاستناد الى ملف المتعاملين معها والعملاء الذين 'تم اعتقال غالبيتهم في عامي 2009 و2010'، مبرزاً نماذج من اعترافاتهم لدى الاجهزة الامنية الرسمية التي تم تحويلها الى النيابة العامة.. ثم تناول في القسم الثالث موضوع الاستطلاع الجوي الاسرائيلي الذي وصفه بأنه 'حجر الزاوية في كل ما تقوم به اسرائيل على الساحة اللبنانية'. وكشف ان 'المقاومة تمكنت عام 1997 من التقاط بث طائرة 'أم ك' وهي تقوم بالتصوير وترسله الى غرفة العمليات في فلسطين المحتلة وأصبح هناك امكان ان تصل الصور في اللحظة نفسها الى غرفة عمليات المقاومة'. وروى وقائع عملية انصاريه وجرى بث شريط يظهر صور طائرة الاستطلاع ومطابقتها مع صور صناعية بعد التقاط بثها من جانب 'حزب الله'. وتحدث في القسم الرابع عن التحقيق الذي أجراه 'حزب الله' في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، بعد قيامه بزيارة لمنزل العائلة التي طلبت منه ذلك. وقال انه جرت دراسة لمسرح الجريمة وقدمت معطيات بعد تشكيل لجنة مثّل فيها العقيد وسام الحسن العائلة آنذاك وأعدت دراسة أولية عن العملية ثم حصلت تطورات أنهت الأمر عند هذا الحد. وعرضت بعد ذلك صور جوية للاستطلاع الاسرائيلي لكل من قصر قريطم والطرق التي كان يسلكها موكب الرئيس الحريري اليه، وتم التركيز على صور التقطت 'من زوايا متعددة وفي أوقات مختلفة'، كما عرضت صور جوية لطريق موكب الحريري الى منتجعه في فقرا وكذلك الى منزل شقيقه شفيق الحريري في صيدا...
- 'الأخبار': القدرة، الدافع، أسلوب العمل، اعترافات العملاء، سرّ عملية أنصارية، صور جوية التقطتها طائرات الـ&laqascii117o;أم ك" الإسرائيلية، حركة الطيران الإسرائيلي يوم 14 شباط 2005، العميل غسان الجد... هذه كانت أبرز القرائن التي قدّمها السيّد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي أمس كإشارات إلى تورّط إسرائيل في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، داعياً من يريد الوصول إلى الحقيقة أن يفتح الباب للتحقيق مع إسرائيل على مدى ساعتين ونصف ساعة استفاض الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" حسن نصر الله، أمس، في تقديم القرائن التي تتيح توجيه الاتهام إلى إسرائيل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. المؤتمر الصحافي كان من جزءين. الأول أضاء على الاتهام الإسرائيلي لحزب الله الذي بدأ منذ عام 1993 مع تلفيقات العميل أحمد نصر الله وصولاً إلى عام 2005، فيما تضمن الثاني القرائن التي تسمح باتهام حزب الله لإسرائيل. ولم يخل المؤتمر من إجابة على تعليقات البعض عن التوقيت &laqascii117o;لماذا الآن وليس قبل سنوات" بالقول إن التوقيت مرتبط بالمعطيات التي وفّرها اعتقال العملاء الإسرائيليين في العامين الأخيرين.
- 'الأخبار'
غسان سعود: السيد في الطريق الجديدة
يحب أبو كمال &laqascii117o;السيّد" ويثق بأن إسرائيل اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكنّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله &laqascii117o;خرب لنا بيتنا"، يقول أبو كمال ويضع إبريق القهوة على الأرض ليحرر يديه فتنطلقان في التعبير يميناً ويساراً عن فراغ الكورنيش قرب عين المريسة من روّاده الذين شُغلوا بخطاب السيّد.يتذكر أبو كمال مغيب الشمس في المكان نفسه قبل أربع سنوات، حين كان أهل الكورنيش يغادرونه لسماع السيّد في أمسيات حرب تموز. وقبل أن يمضي ملاحقاً رزقه، يوقّع أبو كمال: &laqascii117o;نحبه شيء ونثق به شيء آخر. تواصلي مع الناس يجعلني أجزم بأن الثقة بنصر الله عمياء، وإن قال هو إن إسرائيل فعلتها، فإسرائيل فعلتها". يمضي هو أما الفرنسيون المبتهجون بالتقاط الصور فيشغلهم سؤالان عن احتمال إعلان &laqascii117o;نصغلله" الحرب وإقفال طريق المطار.على بعد خطوات، في مرفأ الصيادين حيث تتكدّس لافتات الإشادة بالرئيس سعد الحريري، تغفو المراكب وحيدة. وبعد بحث وتقصٍّ، يشير عسكري يحرس ثكنة قريبة للجيش إلى إن أهل المرفأ غادروه باكراً اليوم لمتابعة نصر الله. أما مدينة ملاهي بيروت، فخفضت موسيقاها ليعلو بين أرجائها الفارغة إلا من الموظفين، صوت السيّد، فيما كان أحد الموظفين في مقهى الروضة يعتذر من الزوار فور دخولهم عن عدم عرض المقهى المؤتمر الصحافي لنصر الله نتيجة عدم وجود أية تجهيزات لمناسبات كهذه. ويوضح أن غالبية الزبائن استوضحوه عن الأمر وغادروا ملاحقين رغبتهم في متابعة المؤتمر.ومن مسبح النادي الرياضي إلى الطريق الجديدة، صوت نصر الله ينتقل من سيارة إلى أخرى. الطريق الجديدة التي عدّت نفسها منذ 14 شباط 2005 أكثر المناطق المعنية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شُغلت أمس بخطاب نصر الله الذي ينقل الاتهام بالتخطيط وتنفيذ الجريمة إلى الملعب الإسرائيلي. أولى المفاجآت في مقهى الزعيم، قبالة المدينة الرياضية، هي أن الموجودين يتركون الكلام لأبو هادي. يوضح الشاب أنه ابن المنطقة ومن آل الشامي، و&laqascii117o;سمّيت ابني هادي، قبل تسع سنوات، تقديراً لاستشهاد هادي نصر الله ابن الأمين العام". وعلى مسمع من أصدقائه، يقول أبو هادي: &laqascii117o;كل الظواهر تؤكد أن إسرائيل اغتالت الحريري، هكذا يخرب البلد". لكن ألم يتهم أبو هادي سوريا بالجريمة قبل 4 سنوات؟ &laqascii117o;كان الدم على الأرض وكنّا غضبانين. اليوم، نكتشف أن لا مصلحة لسوريا في أن ترتكب جريمة كهذه تخرجها من لبنان. فهي كانت هنا تستفيد". يثني الموجودون في مقهى &laqascii117o;الزعيم" على كلام الشاب الذي يعمل سائقاً عند إحدى الشخصيات، ويقترب أحدهم من طاولته، يتناول &laqascii117o;نبريش" النرجيلة ويقول: &laqascii117o;الله خلق لنا عقل، فلنستخدمه قليلاً، لماذا يغتال حزب الله الحريري؟". &laqascii117o;نحن نسألكم؟". فيأتي الجواب من شاب آخر يسترخي عند الزعيم: &laqascii117o;الحريري في حرب عن