توالي ردود الفعل على المؤتمر الصحافي للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله
- صحيفة 'النهار':خليل فليحان
بلمار يعلن موقفاً من وثائق نصرالله في الساعات الـ 24 المقبلة
تتجه الانظار الى لايتشدام القريبة من لاهاي لمعرفة ما سيكون عليه موقف المدعي العام دانيال بلمار من احتمال ضلوع اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري استناداً الى القرائن والمعلومات الغزيرة والصور الجوية التي عرضها الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في مؤتمر اول من امس.ويذكر ان وزارة الخارجية اللبنانية كانت قد استدعت سفراء عدد من الدول الكبرى التي تسيّر اقماراً اصطناعية قبالة المجال الجوي اللبناني لمعرفة ما اذا كانت قد التقطت اي صورة اثناء وقوع الجريمة. وقد تبيّن ان القمر الاميركي وحده التقط صوراً. وامتنع السفير الاميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان عن تسليمها الى لبنان متذرعا بأنها قد تتسرب الى جهات ثالثة وان التعليمات التي تلقاها تقضي بتسليمها فقط الى المحكمة الدولية الخاصة التي لم تكن قد تشكلت بعد.ومن الوثائق المهمة التي طرحها نصرالله صور التقطتها طائرة استطلاع اسرائيلية للطرق التي كان يسلكها موكب الحريري في بيروت وصيدا وفقرا.ومن المتوقع ان يعلن بلمار موقفاً من القرائن التي عرضها السيد نصرالله خلال الـ 24 ساعة المقبلة مع العلم ان الامين العام اكد انه غير مستعد لتسليم المحكمة اي من هذه الوثائق وانه يضعها في عهدة الجهات اللبنانية المختصة التي سيتفق عليها لدى طرح الموضوع في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء التي ستنعقد بعد عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت من اجازته الصيفية.اسئلة عدة اثيرت بعد المؤتمر من بينها: هل سيشذ بلمار عن اسلافه من المحققين ويقتنع بالاتصال باسرائيل للتثبت من القرائن التي عرضها نصرالله قبل صدور القرار الظني المتوقع في الخريف المقبل؟ وهل سيلقى موافقة دولية على ذلك وخصوصاً من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا؟. اما على الصعيد الداخلي فقد افادت مصادر قيادية ان الاتصالات لم تتوقف منذ انتهاء المؤتمر الصحافي وارتفع منسوبها امس في بيروت ومع دمشق والرياض وباريس والقاهرة من اجل تحديد الآلية التي ستتبع لاستثمار تلك القرائن واحالتها على بلمار لانه وفقاً لمصادر قريبة من تيار 'المستقبل' و'قوى 14 آذار' فإن تلك المعلومات على اهميتها لا يمكن ان تطرح الا على المحكمة الدولية الخاصة وليس على اي محكمة اخرى وليس في وسع بلمار رفضها. واعربت عن املها في ان تساهم الدول الكبرى ولا سيما منها اميركا وفرنسا في ان يزور بلمار اسرائيل بعدما زار دولاً عربية في اطار البحث عن مرتكبي الجريمة. غير انها تميل الى الاعتقاد ان اللوبي اليهودي في اميركا سيتحرك لتعطيل اي تحرك للمدعي العام في اتجاه تل ابيب تماماً كما فعل بالنسبة الى تجميد مئة مليون دولار مقررة من برنامج التسليح الاميركي للجيش اللبناني لسنة 2011، بذريعة ان لـ'حزب الله' تأثيراً على الجيش ولان جنودا لبنانيين اطلقوا النار من اسلحة اميركية على جنود اسرائيليين في عديسة.
- صحيفة 'السفير': خلط المؤتمر الصحافي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاوراق في ملف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعدما فرض التعامل مع &laqascii117o;الفرضية الاسرائيلية" بجدية في أعقاب خمس سنوات من الإهمال المتعمد لها. ولم تنجح أصوات النشاز الداخلية التي تعاطت مع كلام نصر الله بخفة حينا، وبكيدية حينا آخر، في تعديل وجهة السير الجديدة لاتجاهات الريح الاتهامية، لا سيما ان بعض المواقف صدرت على قاعدة &laqascii117o;عنزة ولو طارت"، بل ان هناك من رفض ما طرحه نصر الله قبل ان يتكلم، استنادا الى &laqascii117o;محاكمة النيات". والمفارقة، ان ردود الفعل الدولية، كالفرنسية على سبيل المثال، ظهرت أكثر رصانة من بعض التعليقات المحلية الصادرة عن قوى وشخصيات في فريق 14 آذار استخدمت الشتائم في مواجهة القرائن، واستعجلت إصدار الاحكام المسبقة على كلام نصر الله مناقضة حرصها المعلن على كشف الحقيقة، ومختزلة رأي لجنة التحقيق والمحكمة. وقد التقت مصادر قضائية وقانونية على التأكيد لـ&laqascii117o;السفير" ان كلام نصر الله هو من النوع الذي لا يمكن القفز فوقه او تهميشه، وان لجنة التحقيق الدولية ملزمة بالتعاطي معه والتدقيق فيه، بمعزل عن تقييمها النهائي له، بحيث لم يعد ممكنا الاستمرار في استبعاد احتمال وقوف اسرائيل خلف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويبدو واضحا ان نصر الله نقل &laqascii117o;كرة الإحراج" من ملعب حزب الله الى ملعب لجنة التحقيق الدولية، بعدما وضعها امام الثنائية الآتية: &laqascii117o;الإخبار والاختبار". ذلك ان كلامه جاء بمثابة إخبار علني، يوجب على لجنة التحقيق الدولية التحرك فورا، من تلقاء ذاتها، للنظر في ما تضمنه من معطيات وقرائن تتهم اسرائيل، وبالتالي فإن الامين العام لحزب الله يكون بذلك قد وضع اللجنة امام اختبار جديد لمصداقيتها وموضوعيتها، سيتم الحكم على نجاحها او رسوبها فيه تبعا للخطوة التالية التي ستُقدم عليها. من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم المحكمة فاطمة العيساوي، لـ&laqascii117o;المركزية" تعليقا على كلام نصر الله ان مكتب المدعي العام ينظر في كل الادلة الموثوقة كما انه دعا سابقا ولا يزال يدعو كل من لديه ادلة ذات علاقة باعتداء 14 شباط 2005 الى ان يقدمها اليه. وهو دوما يؤكد ان اي افادة تستند الى عناصر موثوقة يتم تقديمها اليه تؤخذ بجدية ويتم فحصها بعناية. وفي سياق متصل، قال الوزير السابق بهيج طبارة لـ&laqascii117o;السفير" ان من واجب لجنة التحقيق ان تدقق في المعطيات والقرائن التي قدمها السيد نصر الله وان تنظر اليها بجدية، فيما أبلغ المدعي العام للتمييز القاضي سعيد ميرزا &laqascii117o;السفير" ان لجنة التحقيق ملزمة من حيث المبدأ بأن تتابع المؤشرات والقرائن التي قدمها السيد نصر الله، واوضح ان العمل جار على جمع معلومات حول العميل غسان الجد، مشيرا الى ان الامر قد يحتاج الى بعض الوقت. ولعل من المفارقات المدوية في هذا الاطار، ان يكون &laqascii117o;الشاهد الحقيقي" في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري العميل غسان الجد قد هرب او هُرب في ظروف غامضة وغير مفهومة في العام 2009، في حين يتلهى التحقيق منذ عام 2005 بروايات شهود الزور التي ضللت العدالة وشوهت الحقيقة طيلة السنوات الماضية. وإذا كان حزب الله قد امتنع عن وضع معطياته بتصرف لجنة التحقيق لعدم وثوقه بها، إلا ان الحكومة اللبنانية تبدو قادرة على ان تبني جسرا جانبيا بين الجانبين، من خلال مبادرتها بشكل او بآخر الى الدخول على الخط، وتسليم القرائن التي كشفها نصر الله للجنة التحقيق الدولية، كما ان بإمكان المدعي العام دانيال بيلمار ان يطلب رسميا من السلطات اللبنانية الحصول على الوقائع المستجدة، من خلال آلية سيكون القضاء اللبناني بموجبها مساعداً لمكتب بيلمار، وذلك استناداّ إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين &laqascii117o;الحكومة اللبنانية ومكتب النائب العام" في حزيران 2009. ومن المتوقع ان تظهر مؤشرات حول الطريقة التي ستتعامل بها الحكومة مع ما طرحه نصر الله في جلسة مجلس الوزراء التي يفترض ان تنعقد في الايام القليلة المقبلة بعد عودة الرئيس سعد الحريري خلال الساعات المقبلة الى بيروت في ختام إجازته، علما بأنه التقى امس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقر إقامة الرئيس الفرنسي الصيفية في جنوب فرنسا. وإزاء العنصر الدراماتيكي الذي طرأ على مسار قضية اغتيال الرئيس الحريري بعد المؤتمر الصحافي لنصر الله، بدأت بعض الاوساط السياسية والقضائية المطلعة تتداول في إمكان تأجيل صدور القرار الظني الى ما بعد نهاية السنة الحالية، فيما ذهبت بعض التقديرات الى استبعاد صدور القرار قبل شهر آذار المقبل، وهو التاريخ الذي سيضع المحكمة امام استحقاق آخر يتمثل في تأمين التمويل لها لسنة إضافية. تجدر الاشارة الى ان مراجع أمنية أبلغت &laqascii117o;السفير"، تعليقا على ما أورده نصر الله حول عبوتي الزهراني اللتين كانتا تستهدفان الرئيس نبيه بري في 18 كانون الثاني 2005 ، ان التحقيق الذي أجراه الجيش أظهر لاحقا ان هناك تشابها فنيا بينهما وبين نوعية العبوات التي استعملت في تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري.
بري: ما بعد المؤتمر غير ما قبله
وفي ردود الفعل الداخلية على كلام الامين العام لحزب الله، قال الرئيس نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" ان ما بعد المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله هو غير ما قبله، موضحا انه وضع كل المواقع الحركية في أجواء هذا الموقف. ودعا السلطات اللبنانية الى ان تتخذ الخطوات المناسبة حيال ما كشفه نصر الله، من دون ان يحدد محتواها، معتبرا ان المعنيين هم أدرى بما يجب ان يفعلوه. وفي موضوع تسليح الجيش اللبناني، أكد بري ان &laqascii117o;من حق الجيش الحصول على السلاح من أي مكان في العالم، وإذا شاؤوا فأنا مستعد أن أساعد في تسليحه. المهم هو الحفاظ على عقيدته القتالية والوحدة الوطنية". واستغرب ان تشترط واشنطن على لبنان مقابل منحه فتات الاسلحة عدم استخدامها ضد اسرائيل في حين انها لا تشترط على تل ابيب عدم استعمال السلاح المتطور الذي تحصل عليه ضد لبنان. واعتبر ان إصرار الولايات المتحدة على ألا يوجه الجيش اللبناني سلاحه نحو الجيش الاسرائيلي المعتدي يعني بكل بساطة انها تريد ان يُوظف هذا السلاح في الداخل ضد بعضنا البعض. وقال الرئيس عمر كرامي لـ&laqascii117o;السفير" ان السيد نصر الله كان كعادته صادقا وواقعيا ومنطقيا، لكنه استبعد ان تتجاوب المحكمة الدولية مع ما طرحه، لأن ما تقوله اميركا واسرائيل في امر المحكمة هو الذي سيمر. ولفت الرئيس نجيب ميقاتي الانتباه الى ان المعطيات والمعلومات التي قدمها السيد نصر الله دقيقة ومهمة، ولا يجوز ان &laqascii117o;نضبّها في الأدراج". ورأى ان على الرئيس سعد الحريري ان يأخذ ما ادلى به السيد نصر الله بعين الاعتبار ويحيله على الخبراء والمختصين لدرسه. ورحبت كتلة &laqascii117o;المستقبل" النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بـ&laqascii117o;كل جهد بالمطلق يسهم في تقديم أي معلومات أو معطيات أو قرائن أو دلائل تؤدي إلى كشف المجرمين". واعتبرت ان &laqascii117o;المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان هي الجهة الصالحة والمخولة التحقيق والملاحقة والبحث عن الأدلة". ورأت ان &laqascii117o;يصار إلى وضع كل المعطيات والملفات المتوافرة والوثائق بما في ذلك ما عرضه السيد حسن نصر الله والتحليلات التي قدمها في يد المدعي العام الدولي".
إسرائيل مرتبكة
خارجيا، ردت اسرائيل بأشكال مختلفة على كلام نصر الله، إذ عمدت وزارة الخارجية إلى الاستخفاف به واعتبار ما ورد فيه &laqascii117o;أكاذيب تثير السخرية"، فيما أنكر الجيش الإسرائيلي القرائن التي عرضها. لكن خلافا للموقف الإنكاري الذي اتخذه الجيش الإسرائيلي إزاء قرائن نصر الله بخصوص اغتيال الحريري، أشار الجنرال غابي أوفير الذي ترأس لجنة التحقيق في كمين أنصارية الذي سقط فيه 12 من جنود وضباط وحدة الكوماندوس البحري، إلى أن أقوال نصر الله &laqascii117o;قد تكون صحيحة". وأوضح أوفير في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لا ينبغي إنكار احتمال أن تكون صور طائرات إسرائيلية من دون طيار قد وصلت الى &laqascii117o;حزب الله" وأتاحت له الاستعداد لنصب كمين للجنود، كما قال نصر الله. وأعلنت فرنسا عن تمسكها بالمحكمة الخاصة بلبنان &laqascii117o;كجهة وحيدة لمحاكمة الجناة"، مشددة على &laqascii117o;استقلاليتها"، بينما نأت ايران بنفسها عن السجال الحاصل حول كلام نصر الله، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، ان متابعة ملف اغتيال الحريري &laqascii117o;قضية لبنانية بحتة".
- صحيفة 'الشرق الأوسط': ليال أبو رحال
خبراء عسكريون لـ &laqascii117o;الشرق الأوسط": الرابط بين الصور الجوية واغتيال الحريري &laqascii117o;ضعيف جدا".. أشادوا بإمكانيات المقاومة التقنية وقدرتها على اختراق تكنولوجيا إسرائيل
من المؤكد أنه لم يكن الهدف من المؤتمر الصحافي الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكشف عن معلومات عسكرية تتعلق بالمقاومة أو بقدراتها اللوجيستية والاستخباراتية في مواجهة العدو الإسرائيلي، لكن كثيرين توقفوا عند مقاطع الأفلام والصور المستقاة من طائرات التجسس الإسرائيلية، لا سيما ما يتعلق منها بعملية أنصارية، جنوب لبنان عام 1997، ورصد الطرق والشوارع في أكثر من منطقة لبنانية. ولم تقتصر الدهشة على الداخل اللبناني فحسب، إنما أحدثت المقتطفات المصورة صدمة لدى الإسرائيليين أنفسهم.في بيروت أشاد خبراء عسكريون بالقدرة التقنية للمقاومة، من دون أن يرقوا إلى مستوى اعتبار القرائن التي قدمها السيد نصر الله بمثابة أدلة. وتوقف البعض عند افتقادها &laqascii117o;للدقة من الناحية التقنية"، معتبرين أنها &laqascii117o;تتوجه إلى رأي عام ليس ملما بالقدرات التقنية".وأشار الخبير العسكري، العميد المتقاعد نزار عبد القادر، في اتصال أجرته معه &laqascii117o;الشرق الأوسط"، إلى أن السيد نصر الله &laqascii117o;أراد عبر إظهار هذه المعلومات إعطاء قرائن تصلح لتحويل التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري من حزب الله إلى إسرائيل، عبر سيناريو له منطقه وقرائنه، وبهدف تصحيح المسار والشطط اللذين أصابا لجنة التحقيق الدولية بعد أن ذهب تحقيقها في اتجاه خاطئ".وأوضح أن &laqascii117o;مجموع القرائن المقدمة من عملية رصد طائرات التجسس قد لا ترتبط بصورة مباشرة بعملية اغتيال الحريري، وما قاله عن العملاء الذين عرضت صورهم واعترافاتهم، والربط فيما بينهم، لم يؤد إلى قرينة ترتبط بدورها بالاغتيال". وأشار إلى أن &laqascii117o;اعتراف العميل أحمد نصر الله الأمر الوحيد الذي قد يكون له علاقة من بعيد باغتيال الحريري"، لافتا إلى أن &laqascii117o;الموضوع يعود إلى 9 سنوات سابقة وتولى النظام الأمني السوري برئاسة اللواء غازي كنعان التحقيق فيه، وبالتالي فإن نتائج هذا التحقيق على ذمة النظام السوري وكنعان".وتوقف العميد عبد القادر عند الأسئلة التي طرحها بعض الصحافيين لناحية إشاراتهم إلى أن الأشرطة قد تكون خضعت لعملية مونتاج، لافتا إلى أن &laqascii117o;الأشرطة في حد ذاتها لم تصور معالم معينة يمكن الجزم بأنها استخدمت للتحضير لاغتيال الحريري، وبالتالي فإن الربط بينها وبين الجريمة ضعيف جدا". وأكد في الوقت عينه أن السيد نصر الله بدوره فسّر كلامه بقوله &laqascii117o;إن ما قدمه قرائن وليس أدلة دامغة على ضلوع إسرائيل".أما الخبير العسكري، العميد المتقاعد هشام جابر، فبدأ حديثه من حيث انتهى عبد القادر، وقال لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، إن &laqascii117o;الناس ربما كانت تنتظر معلومات أكثر مما أفصح عنه السيد نصر الله، وهو قال بأن لديه أسرارا أخرى يكشف عنها في حينه"، داعيا إلى أن &laqascii117o;ننتظر ونرى".ورغم إشادته بالقدرات التقنية لحزب الله، فإنه أوضح أن &laqascii117o;اعترافات العملاء وكشف شهداء الزور والصور الجوية لا يمكن اعتبارها دلائل حسية بل قرائن"، مفسرا بأن &laqascii117o;القرينة في القانون الجنائي ليست دليلا، ولكن مجموع القرائن الموجودة يمكن أن تشكل منطلقا يؤخذ به في التحقيق".وتوقف عند كشف السيد نصر الله سر طائرة الـ&laqascii117o;MK"، التي صورت عملية أنصارية، جنوب لبنان، وقال: &laqascii117o;لا شك في أن الكشف عن قدرات المقاومة التقنية منذ عام 1997، لناحية تلقي غرفة عمليات حزب الله ما تتلقاه غرفة العمليات الإسرائيلية من طائرة التجسس أحدث إرباكات في إسرائيل، لأن التحقيقات لم تقفل على أساس كمين من قبل حزب الله".ولفت إلى أن &laqascii117o;حزب الله معتاد على ترك إسرائيل في حيرة من أمرها"، وذكر بتأكيد نصر الله &laqascii117o;أننا تطورنا كثيرا على الصعيد التقني منذ عام 1997"، جازما بأن &laqascii117o;حزب الله بات لديه على الصعيد البشري قدرات متخصصة بما فيه الكفاية، وتزود من الناحية التقنية بأجهزة ومعدات تقنية متطورة تمكنه من المراقبة".وعما إذا كان يمكن الاعتماد على الصور التي تظهر رصد إسرائيل للطرق التي كان يسلكها الرئيس الحريري، أجاب جابر: &laqascii117o;مما لا شك فيه أن الطائرات الإسرائيلية تستطلع كل يوم المناطق اللبنانية ولكنني لا أستطيع الإجابة على تاريخ التقاط هذه الصور، قبل الاغتيال وبعده". وشدد على أن &laqascii117o;يمكن استنتاج أهمية الموضوع من خلال رد الفعل الإسرائيلي، لا سيما رد الخارجية الإسرائيلية العنيف والبعيد عن الأسلوب الدبلوماسي، وهو ما يعكس مدى الصدمة التي أصابتها".
- 'الشرق الأوسط': تكذيب إسرائيلي رسمي لاتهامات نصر الله: إذا كانت لديه هذه المعلومات فلماذا لم يستخدمها لمنع اغتيال الحريري؟.. الجنرال بن يسرائيل: منذ &laqascii117o;تشفير" رسائل الطائرات عام 1997 لم يحصل نصر الله على شيء
دحضت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان رسمي، أمس، اتهامات الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وقالت في بيان رسمي إن &laqascii117o;أقوال نصر الله سخيفة لا تستحق الرد".وفي الجيش الإسرائيلي اعتبروا خطابه نوعا من الدفاع عن النفس أمام الهجوم عليه في لبنان واتهامه بقتل الحريري. وفي الشارع السياسي والإعلامي الإسرائيلي، هاجمه الكثير من السياسيين والعسكريين في جيش الاحتياط، ولكنهم اختلفوا حول مدى صدقه. وكان هناك من صدق اتهاماته أيضا.وبرز من بين مصدقي نصر الله، البروفسور يتسحاق بن يسرائيل، رئيس لجنة الطاقة النووية السابق وأحد مخترعي الطائرة بلا طيار، التي قال نصر الله إن أجهزة حزب الله تمكنت من رصد وتسجيل رسائلها الموجهة إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية. فقال في حديث للإذاعة الرسمية إن هذه الطائرات كانت توجه رسائل غير مشفرة في البداية ولا يستبعد أن يكون حزب الله التقطها واتخذ احتياطاته ونصب كمينا للكوماندوز البحري عام 1997 على أساسها. ولكنه أضاف أن الجيش استخلص النتائج في حينه وأصبحت كل رسائله مشفرة. والشفرة تتغير باستمرار. ولم يعد بمقدور حزب الله تفسيرها. ولكنه تساءل في الوقت نفسه: إذا كان حزب الله يعرف التقاط الرسائل، فلماذا لم يقم في حينه بالتقاط الرسائل من الطائرة التي حطت على أرض المعركة وسحبت جثث الجنود الإسرائيليين القتلى وسحبت الجرحى وغادرت لبنان من دون أن يعترض طريقها أحد؟ كما برز من بين مصدقي حسن نصر الله والد أحد الجنود القتلى، جال رودوفسكي، الذي قال إنه سمع في حينه من داخل الجيش أن حزب الله نصب كمينا ناجحا وأنه يخترق الجيش الإسرائيلي. وقال لصحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" أمس: &laqascii117o;أنا نقلت تلك الشكاوى للمسؤولين في الجيش وعندما لم يعطوني ردا شافيا نشرت اتهاماتي في الصحف، والآن يأتي حسن نصر الله ليثبت أقوالي. فهناك إهمال لم يحاسب عليه أحد وتجب المحاسبة".وأعاد الخبير العسكري انشيل بيبر إلى الأذهان، في صحيفة &laqascii117o;هآرتس"، أن الجيش لم يعط إجابات واضحة حتى يومنا هذا لذوي 11 قتيلا في العملية حول سبب نجاح حزب الله في نصب الكمين ولماذا قتل هذا العدد الكبير من الجنود؟لكن الغالبية الساحقة من ردود الفعل في إسرائيل على خطاب حسن نصر الله جاءت متفاوتة، وحتى المعلقين الذين كانوا يعترفون لحسن نصر الله باستقامته ويعتبرون أنه يتمتع بمصداقية عالية، رفضوا مضمون خطابه وقالوا إنه غير مقنع. فهناك من استخف به وراح يحلل حالته النفسية، بالقول: &laqascii117o;بدا واضحا أنه يتكلم من خلال ضائقة نفسية حقيقية وأنه يدافع عن نفسه في وجه الاتهامات له باغتيال الحريري" وهناك من راح يذكر بأن نصر الله &laqascii117o;يتكلم من داخل الخندق الذي يختبئ فيه منذ حرب 2006 ولم يغادره إلا فيما ندر".وعلى المستوى المهني من الرد على نصر الله، برز عدد من الخبراء الذين طرحوا تساؤلات عينية، مثل:
- المحرر العسكري في &laqascii117o;يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الذي قال: &laqascii117o;إذا كان حزب الله يمتلك مثل هذه المعلومات عن نشاط إسرائيلي لاغتيال الحريري، فلماذا احتفظ بها كل هذه المدة؟ لماذا لم يسلمها إلى المحكمة؟ بل لماذا لم يسلمها إلى الحريري نفسه في حينه فينقذه من الموت أو يسلمها إلى المخابرات اللبنانية فتتخذ الاحتياطات اللازمة وتتصل بأصدقائها الفرنسيين ليتدخلوا لدى أصدقائهم الإسرائيليين فيمنعوا هذا الاغتيال؟".
- عيران زينجر، مراسل الشؤون العربية في الإذاعة الرسمية قال: &laqascii117o;واضح أن حسن نصر الله كان في عملية دفاع عن النفس لا أكثر ولم يقدم أي برهان على أن إسرائيل متورطة فعلا في اغتيال الحريري".
- آفي سخاروف، محرر الشؤون العربية في &laqascii117o;هآرتس" الذي كتب: &laqascii117o;حسن نصر الله فقد بريقه. فالخطاب الذي يعتبر أحد أهم خطاباته لأن عليه يتوقف الكثير بالنسبة لمستقبل حزب الله في لبنان، كان بائسا وغير مقنع بشيء. وبدا صاحبه غير مركز وغير حازم".
- 'الشرق الأوسط': نقاش قانوني في لبنان حول وثائق نصر الله يركز على حق المحكمة الدولية المطلق في النظر في قرائنه.. أدمون رزق يشدد لـ &laqascii117o;الشرق الأوسط" على توفير الرابط بين الصور والتفجير
ما أثاره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي ليل أول من أمس، وقدم فيه ما لديه من صور ووثائق تشكل في رأيه قرينة على تورط إسرائيل في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، فتح الباب أمام نقاشات وتعليقات قانونية اعتبرت ما عرضه نصر الله من صور جوية قال إن طائرات تجسس إسرائيلية التقطتها لموقع الجريمة وللطرقات التي كان يسلكها موكب الحريري، لا يشكل &laqascii117o;دليلا كافيا" إلا إذا توفر الرابط بين الصور والتفجير، مع عدم إسقاط فرضية ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة. وأجمعت الآراء على أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي المرجع الوحيد الصالح للبت في صحة هذه الفرضية أم لا.وفي هذا الإطار أكد الخبير القانوني (وزير العدل الأسبق) والمحامي أدمون رزق لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، أنه &laqascii117o;لا يمكن التكهن بمدى فعالية المستندات والمعلومات المعروضة، لأن ثمة ارتباطا وثيقا بين أي سبب وأي نتيجة، وبالتالي لا يمكن بناء استنتاجات نظرية على أدلة لا يتأكد فيها هذا الارتباط المباشر بين السبب والنتيجة"، وقال &laqascii117o;المطلوب عرض جميع هذه الوثائق والمستندات والأدلة على المرجع الصالح وهو المحكمة الدولية، التي لها الحق المطلق في ضمّ أي دليل جدي وموضوعي إلى الملف، أما الاحتكام إلى الرأي العام فهو شأن سياسي لا علاقة له بمجريات المحاكمة". أما لجهة الإثبات القانوني، فشدد رزق على &laqascii117o;ضرورة إظهار الارتباط بين الصور التي عرضت وبين التفجير الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري"، علما أن &laqascii117o;هذا لا ينفي فرضية ضلوع إسرائيل في الجريمة، إلا أن الفرضية شيء والإثبات شيء آخر، وبالتالي لا يمكن الانطلاق من هذه الوثائق وحدها لتكوين رابط بينها وبين التفجير".وإذ اعتبر إطلالة نصر الله &laqascii117o;تلقي مزيدا من الظلال على موضوع الجريمة"، دعا رزق حزب الله إلى &laqascii117o;تقديم ما لديه من أدلة ووثائق إلى المرجعية الصالحة وهي المحكمة الدولية، وأن يقدم دليلا على الربط بين الصور والتفجير، وألا يكون كل من مر على الطريق أصبح مشتبها به"، لافتا إلى &laqascii117o;أهمية الاعتراف بالمحكمة الدولية والتعامل معها كمرجعية قضائية وحيدة لكشف حقيقة جريمة اغتيال الحريري وغيرها من الجرائم، ولا يمكن التسليم بمقولة أن السلم الأهلي أهم من العدالة، لأن السلم الأهلي من دون عدالة يجعلنا إما تحت الاحتلال أو في الدولة الأمنية".بدوره أوضح مرجع قانوني متخصص في المحاكم الدولية، رفض ذكر اسمه لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، أنه &laqascii117o;إذا كانت الوقائع التي أدلى بها نصر الله قوية ومرتكزة إلى قرائن مهمة، يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، ويفترض بالمحكمة الدولية أن تأخذ ما قيل وتقارن بينه وبين ما لديها من أدلة، فإذا كانت معلومات حزب الله جديرة بالعناية من وجهة نظر المحكمة يمكن عندها أن تؤثر في مسار التحقيق الدولي"، ورأى المرجع القانوني &laqascii117o;أن بطء التحقيق الدولي وتأخره في تقديم القرار الاتهامي أفسح المجال أمام البعض في التشكيك في صدقيته، وهذا ما يجب أن يحسم في أسرع وقت ممكن عبر تقديم قرار اتهامي مثبت بأدلة وقرائن لا يرقى إليها الشك".واعتبر وزير العمل بطرس حرب أن &laqascii117o;المعلومات التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يجب ألا تهمل بل على العكس يجب أن تؤخذ في الاعتبار"، وقال &laqascii117o;هذا الكلام برسم النيابة العامة التمييزية التي عليها أن تعتبر ما ورد في المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله إخبارا يجب أن تودعه قلم المحقق الدولي لكي يأخذ في الاعتبار ما ورد من معلومات يمكن أن تنير التحقيق وتلقي الضوء على بعض الجوانب التي يمكن أن يكون التحقيق الدولي قد غاب عنها أو أن يبين صحة هذه المعلومات أو عدمها". وشدد حرب على &laqascii117o;عدم الاختلاف على كيفية الوصول إلى الحقيقة، وعلينا أن نتعاون في الوصول إلى هذه الحقيقة، مع الأخذ في الاعتبار أن عملية التحقيق والمحكمة خرجت على صلاحية المحاكم اللبنانية والقضاء اللبناني، وأصبحت في عهدة القضاء الدولي، ما يستدعي أو يفرض على السلطات اللبنانية الأمنية والقضائية، أن تضع المعلومات التي توافرت من خلال المؤتمر الصحافي في تصرف التحقيق الدولي لكي يتخذ الإجراءات المناسبة فيما يتعلق بمتابعة التحقيق وإنارته، الذي لم ينته بعد، بغية معرفة حقيقة الاغتيالات التي حصلت في المرحلة السابقة".إلى ذلك طالب رئيس لجنة الإدارة والعدل في البرلمان اللبناني النائب روبير غانم، المحكمة الدولية بأن تأخذ &laqascii117o;بعين الاعتبار طروحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، ودعا إلى &laqascii117o;انتظار القرار الظني وما يتضمنه من أدلة وإثباتات، ليتم بعد ذلك الحكم على عمل المحكمة الدولية".
- صحيفة 'النهار': كل الدروب تؤدي الى المحكمة الخاصة بلبنان. تلك هي الخلاصة لمعظم ردود الفعل الداخلية والاقليمية والدولية التي صدرت أمس على المؤتمر الصحافي للامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله وما طرحه من 'قرائن ومعطيات' تجعل اسرائيل في دائرة الاتهام باغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وحدها ايران اعتبرت ان متابعة ملف اغتيال رفيق الحريري 'قضية لبنانية بحتة'.وسألت 'النهار' الناطقة باسم المحكمة الخاصة بلبنان فاطمة عيساوي عما اعلنه الامين العام السيد نصرالله في مؤتمره الصحافي أول من امس من صور و'قرائن ومعطيات' رأى انها 'تفتح آفاقاً جديدة' في التحقيق، فاجابت: 'اريد ان اشدد في البداية على انني لا اتحدث باسم مكتب المدعي العام باعتباري المتحدثة باسم المحكمة. ما استطيع ان اقوله هو ان اكرر ما سبق لمكتب المدعي العام ان اعلنه مرارا، ومفاده انه ينظر في كل الادلة الموثوق بها، كما ان مكتب المدعي العام دعا سابقا ولا يزال يدعو كل من لديه ادلة ذات علاقة باعتداء 14 شباط 2005 الى ان يقدمها اليه، وهو دوما يؤكد ان اي افادة تستند الى عناصر موثوق بها يتم تقديمها اليه تؤخذ بجدية وتفحص بعناية'.وهل يمكن ان تعتبر المحكمة ان ما ادلى به السيد نصرالله يشكل اخبارا للمدعي العام؟ اجابت: 'لست في موقع التعليق عليها. كما ان النهج المعتمد لدى مكتب المدعي العام كان دوما عدم التعليق على كل ما يتعلق بالتحقيقات التي يجريها والوجهة التي تتخذها هذه التحقيقات'.وابلغ مصدر مسؤول لـ'النهار' انه 'لا يمكن لبنان على الاطلاق ان يدخل في موضوع المحكمة التي هي الوحيدة بموجب قرار مجلس الامن استناداً الى الفصل السابع التي لها صلاحية النظر في اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات التي تلته'. وقال: 'ان للمحكمة نوعاً من الملاحقة الآنية المستمرة يومياً وما حصل (أول من) أمس من عرض صور ومستندات تراقبه المحكمة وتدرسه وتترجمه وتمحصه ولن يكون خارج نطاق عملها. اما القرائن او الادلة التي تكلم عنها السيد حسن نصرالله، فلا نعلم حتى الآن ما اذا كان المدعي العام الدولي دانيال بلمار قد تطرق اليها، لأن ذلك مغطى بسرية التحقيق، وتالياً لا نعرف ما اذا كان اخذ بهذه الفرضية ام لا. ومن المؤكد ان ما ذكره السيد نصرالله سيكون موضع اهتمام المراجع المشرفة على التحقيق. هو تكلم عن بعض الجواسيس، بعضهم حوكم وجاهياً ولا يزال بعضهم الآخر قيد المحاكمة، ولا يمكن اعتبار ان احكاماً نهائية قد صدرت في حقهم. وتقنيا، سيكون ما طرح في المؤتمر الصحافي موضع تدقيق. واللافت انه في الماضي كان يقال ان اصوليين ارتكبوا الجريمة وابو عدس وشوهد شريط عنه واليوم اصبح الامر في غير اتجاه.هذه كلها ملاحظات في النتيجة لن تؤثر على الموضوع القضائي، بل من المؤكد ان أي قضاء وخصوصاً القضاء الدولي يوليها الاهتمام، وشريط بهذه الخطورة سيكون موضع اهتمام'.ومن الناحية السياسية، راى 'ان من شأن انشاء لجنة تحقيق لبنانية ارباك عمل المحكمة من غير ان يؤثر عليها من الناحية القانونية البحتة'. وتوقف عند ما قاله نصرالله من ان لديه امورا اخرى 'وهذا كله برسم التمعحيص والتدقيق من المحكمة التي لديها وحدها الصلاحية'. وفيما لم يحدد بعد موعد لجلسة مجلس الوزراء التي ينتظر عقدها هذا الاسبوع، تتوقع مصادر وزارية ان تتناول هذه الجلسة مسألتين اساسيتين: الاولى، مبادرة تسليح الجيش اللبناني التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والثانية المعطيات التي قدمها السيد نصرالله في اتهام اسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقالت المصادر إن هذه المعطيات جديرة بأن تدرسها الكومة وخصوصا من حيث طريقة التعامل معها على الاقل في الداخل اللبناني وداخل الحكومة نفسها.اما في موضوع تسليح الجيش، فرأت ان خطة التسليح والتجهيز واطلاق مبادرة التبرعات، تحتاج الى لجنة او هيئة قد تكون وزارية او غير وزارية، موثوق بها في الشأن المالي وذات مرجعية ثقة. وأوضحت ان الجيش اللبناني هو الذي سيحدد حاجاته ويرفعها في تقرير الى مجلس الوزراء لاقرار خطة التسليح والتجهيز.واضافت ان المبادرة الرئاسية قد تكون مادة اساسية على طاولة هيئة الحوار الوطني المقرر عقدها في 19 آب الجاري، خصوصا ان تطورات عدة قد استجدت وهي تستوجب طرحها على القيادات السياسية.وأصدرت كتلة 'المستقبل' النيابية، بعد اجتماع برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، بيانا تلاه النائب عمار حوري وتضمن ترحيبا 'بكل جهد يسهم في كشف المجرمين الذين ارتكبوا أو وقفوا خلف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري'، ودعا الى 'وضع كل المعطيات بما في ذلك ما عرضه السيد نصرالله والتحليلات التي قدمها في يد المدعي العام الدولي توصلا الى كشف الحقيقة'. وقالت مصادر في الكتلة لـ'النهار' انه 'بات واضحا ان ثقة السيد نصرالله بالمحكمة الدولية مفقودة. وفيما يعلن السيد نصرالله انه لا يطلب شيئا من الرئيس سعد الحريري، فان الرئيس الحريري لا يملك شيئا تجاه المحكمة ولا اطلاع لديه على تفاصيل عملها'. وأفادت 'ان مناقشة جرت لما طرحه السيد نصرالله فكان اجماع على ان الامر بات في يد المحكمة التي يعود اليها التدقيق في الوثائق والمستندات وليست هناك من جهة لبنانية يمكنها التدخل بعدما تنازل لبنان عن الحق للمحكمة'. وخلصت الى 'ان البحث لا يدور بين فريقين داخليين. وتاليا فان كتلة المستقبل ليست معنية بالجانب التقني بل بما ستصل اليه المحكمة في اتجاه الحقيقة والعدالة'.ولدى سؤال رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس تكرارا عن رأيه في مؤتمر السيد نصرالله، قال: 'ان ما بعد المؤتمر ليس ما قبله'.وسألته 'النهار' ماذا ستفعل من موقعك بعد كل ما قيل عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما سيتضمنه القرار الظني؟ فأجاب بالعامية: 'أنا بدي اشتغل طبعا'.وستظهر هذه المواقف على لسانه مباشرة فضلا عن اعطائه التوجيهات المطلوبة في هذا المجال لوزرائه في الحكومة، فضلا عن اعضاء كتلته النيابية الى المسؤولين عن حركة 'أمل'.وما هي عدة الشغل التي تحدث عنها؟ أجاب رئيس المجلس: 'لن تأخذوا مني أكثر من الموقف حيال هذا الموضوع'.ويوافق بري الرئيس سليمان في الدعوة الى تسليح الجيش 'الساهر على أمننا بقيادة العماد جان قهوجي. وأنا على استعداد لتوفير السلاح له ولو من تحت الارض'.وافاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التقى أمس في مقر العائلة بكاب نيغر في جنوب فرنسا، حيث يمضي اجازته الصيفية، الرئيس سعد الحريري، وأفاد قصر الاليزيه في بيان له ان ساركوزي والحريري تناولا خلال اللقاء الذي استمر نصف ساعة 'العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الشرق الاوسط، في اطار الصداقة التقليدية التي تجمع بين البلدين'. واضاف ان الرئيس الفرنسي 'اكد في ضوء الاحداث الجسيمة التي وقعت على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية وجوب ان يفعل كل شيء من اجل تجنب حصول توترات جديدة'. واكد ساركوزي ان فرنسا 'ستواصل مع الاطراف الرئيسيين الاقليميين والدوليين مساندة السلطات اللبنانية والمؤسسات الديموقراطية والجهود الرامية الى تعزيز استقرار لبنان وامنه وسيادته'.ورفضت وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على اتهامات نصرالله لاسرائيل بانها مسؤولة عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.وصرحت مساعدة الناطق باسم الوزارة كريستين فاج 'بان المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت وبموجب قرار مجلس الامن رقم 1757، هي وحدها المخولة تحديد ومحاكمة مرتكبي حادث اغتيال الحريري في 14 شباط 2005، ومدبري هذا الحادث والمتواطئين معهم'. واكدت 'مساندة فرنسا الدائمة للعدالة الدولية وسعيها الى محاربة الهروب من العقاب'.واعربت عن أملها في ان يلقى كامل الضوء على هذا الحادث وكل الامور التي قد تكون متعلقة به، مكررة مساندة فرنسا الكاملة لعمل المحكمة الخاصة بلبنان وتمسكها بتمكينها من مواصلة العمل باستقلالية تامة.ورأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ان 'الأدلة والقرائن' التي قدمها السيد نصرالله في مؤتمره الصحافي والتي 'تؤشر لمسؤولية اسرائيل عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مهمة جدا ويجب أن تؤخذ في الاعتبار لدى الباحثين عن الحقيقة في هذه الجريمة الكبرى'.وقال لموقع 'الانتقاد' ان 'المحكمة الدولية لا تستطيع تجاهل هذه المعطيات'. مشيدا بـ'حجم الخرق الكبير الذي حققته المقاومة الاسلامية منذ سنوات طويلة في تكنولوجيا الجيش الاسرائيلي'.وفي طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست ان متابعة ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري 'قضية لبنانية بحتة'. ونقل عنه تلفزيون 'العالم' الايراني في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، ان 'الوثائق والادلة التي عرضها الامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله والتي تكشف التورط الاسرائيلي في هذه العملية جديرة بالاهتمام والدراسة'.واتهم اسرائيل بالعمل على 'إذكاء الفتنة والحرب في المنطقة' تعويضا لهزائمها في الشرق الاوسط.وفي القدس، قال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه لـ'وكالة الصحافة الفرنسية' ان 'العالم أجمع والدول الغربية واللبنانيين انفسهم يعرفون ان اتهامات (السيد نصرالله بتورط اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري) سخيفة'.وأضاف ان 'هذه الاتهامات جاءت نتيجة الشكوك الكبيرة للأسرة الدولية في تورط حزب الله في قتل رفيق الحريري'.ونقلت وكالة 'يونايتد برس انترناشونال' عن وسائل اعلام اسرائيلية ان وزارة الخارجية الاسرائيلية أصدرت بيانا امس وصفت فيه اتهامات نصرالله بأنها 'أكاذيب مثيرة للسخرية'.
- 'السفير':غاصب المختار
مراد: المعني الأول بكلام نصر الله هو سعد الحريري..كرامي: فتح مساراً جديداً للتحقيق.. ميقاتي: حاصر الفتنة الداخلية
عقد الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله مؤتمرا صحافيا كامل المواصفات من حيث التنظيم وتحضير المواد الاعلامية اللازمة، وحتى البروتوكول ليقدم بعض ادلته على اتهام اسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم 14 شباط 2005، واحتفظ بأدلة اخرى &laqascii117o;لأننا في زمن غادرماكر" كما قال، وهي ستُعرض في وقتها. فعل كلام السيد فعله لدى جميع المعنيين، حتى لدى اسرائيل التي واكبت وقائع المؤتمر، الا لدى بعض من لا يريد او لا مصلحة له، في ان يوجه الاتهام او الشك الى اسرائيل، فخصص وقته لمحاولة تسفيه ما قدمه السيد حتى قبل ان يسمع ما لديه، وأصر على مقولة &laqascii117o;الاتهام السياسي" او &laqascii117o;انتظروا القرار الظني ولا تستعجلوا". وما حاول بعض الاعلام حجبه عن جمهوره، وصل عبر وسائل اعلامية اخرى الى اسماع واذان جمهور الرئيس الشهيد في كل لبنان فتوقف عنده، وخاصة عند اعترافات العملاء بمراقبة مسالك مواكب الرئيس الشهيد، واخطر هؤلاء ربما غسان الجد، الذي تفيد بعض المعلومات ان تاريخ تعامله مع العدو قد يمتد الى الثمانينيات وليس التسعينيات. لكن هل يؤثر كلام السيد نصر الله على سير التحقيق، وما هو مطلوب من الحكومة حياله؟
كرامي: فتح مسارا جديدا
يقول الرئيس عمر كرامي إن السيد نصر الله كان كعادته صادقا وواقعيا ومنطقيا، وقال إن ما قدّمه قرائن لا ادلة قاطعة، وعليها يجب ان يفتح مسار جديد في التحقيق الدولي ولا يتم اقفاله عن ضلوع اسرائيل. لكن المشكلة اين المحكمة؟ وهل تتجاوب مع ما قدمه نصر الله؟ نحن لسنا مطمئنين الى انها ستتجاوب مع ما طرحه. وعما يجب ان يفعله الرئيس سعد الحريري حيال القرائن التي قدمها السيد؟ يجيب الرئيس كرامي: الرئيس الحريري يعلن انه سيرفض أي قرار ظني غير مبني على وقائع صلبة ودامغة وقوية، والمطلوب منه الالتزام بما يقوله، أي الا يكون القرار الظني مسيّساً وان تكون المحكمة حيادية ولا تنفذ مآرب سياسية، وليس مطلوبا من الشيخ سعد ان يكون قاضياً بل ان يحكم بموضوعية. الا ان كرامي اكد انه لا يعتقد ان ما عرضه السيد نصر الله سيغير شيئاً كثيرا في مسار التحقيق الدولي، لأن ما تقوله اميركا واسرائيل في امر المحكمة هو الذي سيمر.
ميقاتي: كرّس الاستقرار
الانطباع الاول والاهم عند الرئيس نجيب ميقاتي من كلام السيد هو &laqascii117o;ان الوضع الداخلي بخير وانه سيبقى مستقراً، لأن السيد نصر الله لم يوجه اتهاما الى أي طرف داخلي ولم يتهجم على أي طرف داخلي، باستثناء عملاء العدو الاسرائيلي وهو بذلك انما يتوجه للعدو"، وقال: دائما لا يوحد اللبنانيين الا مواجهة هذا العدو. واستقرار الوضع الداخلي يعني ان قمة بعبدا العربية الثلاثية فعلت فعلها ونتائجها تنعكس في اتجاهات ايجابية لبنانيا. واضاف الرئيس ميقاتي: نحن لسنا محكمة ولسنا قضاة لنتهم او نبرّيء، انما هذه المعطيات والمعلومات التي قدمها السيد نصر الله دقيقة ومهمة، ولا يجوز ان &laqascii117o;نضبّها في الأدراج"، والسيد حسن توجه بها الى الحكومة، والحكومة معلوم انها تعترف بشرعية المحكمة الدولية، يعني ان الحكومة يجب ان تتلقف هذه المعطيات وأن تتصرف بها حسب ما ترى ذلك مناسبا. وقال: هناك مختصون في الدولة ومن المفروض انهم على الحياد، عليهم ان يدرسوا الموضوع ويقرروا فيه الاقرار المناسب. وسعد الحريري هو رئيس وزراء لبنان والمنصب يفرض نفسه، وعليه ان يأخذ ما ادلى به السيد نصر الله بعين الاعتبار ويحيله الى الخبراء والمختصين لدرسه واتخاذ القرار فيه. لكن اهم نقطة واشارة في كلام السيد نصر الله هي ان لا فتنة داخلية ان شاء الله.
مراد: برسم الحريري
و يقول رئيس &laqascii117o;حزب الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد ان ما قاله السيد نصر الله هوبرسم شخص واحد اسمه سعد الحريري، لأنه ولي الدم ولأنه رئيس حكومة كل لبنان، فإذا اراد ان ينقذ لبنان ويكتشف حقيقة من قتل والده عليه ان يتخذ في الحكومة موقفا من هذه المحكمة التي باتت موصوفة بأنها محكمة شهود الزور. اضاف مراد: هل يريد الرئيس الحريري تهدئة موقتة لشهر ام شهرين او تهدئة دائمة؟ اذا كنا نريد تهدئة دائمة واستقراراً دائما يجب ان تقف الحكومة وكل الاطراف اللبنانية وقفة واحدة بوجه التدخل الخارجي في شؤون لبنان والمحكمة،ولتصحيح مسار المحكمة، لتصل الى الحقيقة المجردة في كشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، فلا نعطي شرعية لأي طرف كان داخلياً او خارجياً ليهدد استقرار البلد. فالخطر يكمن في محاولة الخارج &laqascii117o;لعرقنة" لبنان وإدخاله في اتون الاقتتال المذهبي كما الوضع في العراق، لذلك لا بد من موقف موحد ولا بد من عملية جراحية ولو كانت مؤلمة لاستئصال الخطر وانقاذ البلد من الدخول في دوامة لا يعرف احد كيف يمكن ان نخرج منها.
- 'السفير':دنيز عطا الله حداد
&laqascii117o;صورة طلعة يسوع الملك حديثة وعداوة إسرائيل وكشف العملاء ليسا اكتشافاً"!.. &laqascii117o;14 آذار" تقارب قرائن نصر الله: إما نتبناها أو نواجه كل الاحتمالات
قدم الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله ما اسماها &laqascii117o;قرائن" في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اتهم اسرائيل بـ&laqascii117o;التحليل المنطقي". اما &laqascii117o;الدليل القاطع" الذي ربما كان ينتظره بعض فريق 14 آذار، فلم يستطع نصرالله ان يقدمه، وفتحت المعطيات التي قدمها، الباب على مصراعيه للتشكيك بها في أوساط خصومه السياسيين. في جلسات ضيقة سجل نواب في &laqascii117o;المستقبل" &laqascii117o;ايجابية في المؤتمر تمثلت بحرص نصرالله على التهدئة وعدم التصعيد وتوتير الاجواء. اما ما تبقى من المعطيات فلم تقدم جديدا او تشير الى ما كنا نجهله من عداوة اسرائيل للبنان او مراقبتها لاجوائه او تشجيعها لاية فتنة فيه. لكننا لم نر ما يربط كل ما عرضه بالمباشر مع اغتيال الرئيس الحريري". ويقول نائب من &laqascii117o;المستقبل" ان &laqascii117o;استهداف اسرائيل لقادة ومسؤولين لبنانيين لم يكن ولن يكون يوما، مستبعدا. لكنني اذكر انه عند بداية التحقيق لم يضع الفريق الامني اللبناني الذي كان يدير البلد الاحتمال الاسرائيلي في اولويات تحقيقه". ويعتبر النائب ان &laqascii117o;السيد نصرالله أراد ان تتبنى الحكومة اللبنانية قراره الظني الذي اصدره امس وأن توجه المحكمة وفق رؤيته وقناعاته، وهذا ليس منطقيا لا في التحقيق ولا في السياسة". وترى مصادر في &laqascii117o;تيار المستقبل" أنها غير ملزمة بالرد. &laqascii117o;فنحن غير معنيين بتبرئة اسرائيل. ما يعنينا الوصول الى الحقيقة والعدالة. ونحن بانتظار ما يصدر عن المحكمة الدولية ونراهن ان الادلة التي ستقدم ستكون اكثر اقناعا مما سمعناه او شاهدناه او قرأنا عنه من اكثر من جهة". كلام مشابه يردده نائب &laqascii117o;القوات اللبنانية" انطوان زهرا الذي يقول &laqascii117o;اذا كان السيد ينتظر من اي لبناني ان يحاول تبرئة اسرائيل، سيخيب ظنه. انتظرنا ادانة دامغة منه فجاءنا باتهام مبني على التحليل وهناك م