صحيفة 'السفير':علي هاشم
يوميات مراسل حربي 2.. أنظروا إليها تحترق
كان الجميع ينتظرون رد المقاومة، الصواريخ التي كانت تنهمر على المستعمرات الصغيرة لم تكن تشفي غليل الجنوبيين ولا تسمو إلى ما ينتظرونه من المقاومين. في ليل الرابع عشر من تموز، كان الخطاب الأول للسيد، الجميع متسمرون أمام شاشة &laqascii117o;المنار" التي تبث الكلمة عبر الهاتف. شوارع صور كانت قبل ساعة فقط تعج بمن لم يستوعبوا بعد أن حرباً اشتعلت على بعد كيلومترات قليلة منهم، لكنها في لحظة الخطاب خاوية إلا ممن تجمعوا حول شاشة تلفاز في دكان هنا أو مقهى هناك. كان الجميع ينتظرون ما سيقوله السيد، أوليس هو قائد الحرب هذه. وكان السيد في خطابه ينقل الناس من مكان إلى آخر شارحا لهم الوضع والحال والمنتظر والمتوقع. لحظات فقط قبل الختام، كانت الجملة الشهيرة: &laqascii117o;المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن. الآن، في عرض البحر البارجة الحربية الإسرائيلية التي .....". كانت العيون تتنقل في أجزاء الثانية بين بعضها والتلفاز، والأيدي تفرك كما يفرك يديه الأب الذي ينتظر مولوداً. ما من شيء يصف اللحظات هذه التي أحيت القلوب وسلبت الألباب. لحظات اختصرتها عبارة واحدة اخترقت جدران الصمت، ووحدت الحناجر: &laqascii117o;الله أكبر". ازدحمت الشوارع من جديد، وانطلقت السيارات تسبقها أصوات أبواقها، فيما الشبان يتجمعون على مفارق الطرق في المدينة التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة. ما من أحد يعير الآلة الإسرائيلية أي اهتمام، الفرح سيد الموقف، المقاومة دمرت بارجة، إنها المفاجأة الأولى التي ساهمت في إعلاء الروح المعنوية لدى المواطنين بشكل ساعدهم على تلقي الصدمات المقبلة بصدورهم، وشجعتهم على الصمود أكثر أو ربما إلى الحد الذي يقدرون عليه. على الجانب الآخر من الوطن، وتحديدا في بيروت، كان السيد حسن نصر الله يشاهد البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية تحترق في عرض اليم. كانت كلمة السيد في بدايتها عندما أطلقت الوحدة البحرية في &laqascii117o;حزب الله" صاروخي أرض ـ بحر من طراز c802 على البارجة &laqascii117o;حانيت" المتمركزة أمام شاطئ العاصمة اللبنانية. بضع دقائق، وتم تأكيد الإصابة. بعدها، ترك للأمين العام توقيت الإعلان عن المفاجأة التالية، فاختار أن يختم الكلام بكلام يفوق دفقه المعنوي أي كلام. لحظة الإطلاق، كان أحد الزملاء المصورين في &laqascii117o;المنار"، يتخذ من منطقة بعبدا قاعدة له، بحيث يصور الحمم التي تلقيها طائرات إسرائيل على الضاحية. &laqascii117o;كنت معتادا على الجلوس في السيارة بحيث أترك الكاميرا على سطحها، وعندما أرى الغارة لا أحتاج سوى لأجزاء من الثانية لأبدأ بالتصوير"، يقول عمار الذي يشعر بالفخر لتسجيله هذه اللحظات. &laqascii117o;كنت أستمع إلى كلمة السيد وفجأة رأيت شعاعا ظننت أنه غارة، فسارعت إلى كبس زر التصوير وفجأة رأيت ما رآه الملايين في ما بعد... البارجة تحترق، لم أفهم شيئا حتى سمعت السيد يقول أنظروا إليها تحترق، عندها علمت أن بين يدي ما يجب أن يصل بأسرع وقت إلى مبنى المنار". تقدم عمار من مدير الأخبار محمد عفيف، وأعطاه الشريط قائلا: &laqascii117o;هذه مشاهد للبارجة وهي تحترق". لم يتردد محمد عفيف، وهو من أبطال الحرب الإعلامية في &laqascii117o;حزب الله" ضد إسرائيل، إلى جانب كونه المستشار الإعلامي للسيد حسن نصر الله، في بث الشريط على الهواء، مزامنا ذلك مع مجموعة من الاتصالات مع شخصيات ومواطنين وكل من أمكن أن يصل صوته إلى &laqascii117o;المنار". لم يكن أحد ليشكك بكلام السيد نصر الله، لكن النفي الإسرائيلي عبر شاشات التلفزة لإصابة البارجة &laqascii117o;ساعر"، كان بحاجة لمشهد كهذا. وعلى الجانب الإسرائيلي، وتحديدا شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، كان صديقي الصحافي الدانمركي يغطي الحرب. لحظة بث خطاب السيد نصر الله، كان يجلس في مقهى مع مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين الكبار، على حد وصفه، وكان هؤلاء يستمعون إلى الخطاب باهتمام شديد. لكنهم، ولدى إشارة السيد إلى إصابة البارجة، بدأوا الضحك بصوت عال ثم قال أحدهم: &laqascii117o;لقد خسر نصر الله الحرب، إنه يكذب!". إلا أن ما ظهر بعد قليل على شاشة &laqascii117o;تلفزيون المنار"، وشاشات القــنوات الإسرائيلية والعالمية، من مشاهد لحريق البارجة، جــعل للــصمت سطوة على المكان. سطوة لم يتجرأ عليـها سوى أحد الصحافيين الذي تمتم بصوت يجرجر الكلمات: &laqascii117o;إذا لم أكن مخطئا، فالحرب تأخذ اتجاهاً آخر".
العلاقة بين 'حزب الله' والرئيس سعد الحريري على ضوء الوضع الداخلي
- 'السفير': لن تعبّر صورة المجلس النيابي، اليوم، وكيفية تفاعل هيئته العامة مع مشروع قانون النفط ومع المشاريع المطروحة حيال قضية الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، عن كيفية تفاعله مع القضايا العامة، وطنية أو اجتماعية، بل سنشهد، على الأرجح، فصلاً جديداً من فصول النكايات السياسية و&laqascii117o;الخطاب العنصري"، بحيث لن يكون واضحاً لماذا سقط مشروع وليد جنبلاط، وخاصة ما يتعلق بحق العمل للاجئين الفلسطينيين ولماذا تقدم مشروع بطرس حرب، مثلما لن يكون واضحاً أي مشروع يناقش مجلس النواب في موضوع النفط، هل هو مشروع الحكومة الذي أشبع درساً في اللجنة الوزارية ولم يغادر السرايا الحكومية أم &laqascii117o;مشروع الخليل" الذي صار أمراً واقعاً، ولو أن النقطتين الأبرز فيه لم تحسما بعد: &laqascii117o;هيئة إدارة الموارد" هل هي هيئة استشارية أم ملزمة و&laqascii117o;الصندوق السيادي" برئاسة من؟ ولن تعبر صورة مجلس الوزراء، غداً، في بيت الدين، عن حقيقة ما ينتظره اللبنانيون من حكومتهم التي طالت إجازتها منذ تأليفها حتى الآن، وها هو وعد الصيف الكهربائي والبواخر المحملة بالنور مثل وعد حل أزمة السير وكل ما اندرج في سياقه بيان &laqascii117o;أولويات الحكومة أولويات المواطنين". من السهل القول إن احتجاجات الناس الكهربائية منظمة، على طريقة &laqascii117o;السادس من ايار 1992". لكن، بمعزل عن ذلك، هل يمكن للحكومة أن تقدّم شرحاً واضحاً وبسيطاً يجعل أغلبية اللبنانيين تتضامن معها، فيبادر من تصله الكهرباء ولو دقيقة واحدة في النهار أو الليل، الى طلب الاستغناء عنها أو التبرع بها في سبيل المصلحة الوطنية العامة؟ ولن تعبر صورة مؤتمر الحوار الوطني بعد غد، وفي بيت الدين، عن الواقع الحقيقي للمخاطر التي تقلق اللبنانيين، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ذلك أن مشروع الفتنة الذي يطل برأسه من خلال النسخة الاسرائيلية لـ&laqascii117o;القرار الظني" للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لن يبقي بلداً حتى يكون هناك متسع للعصف الفكري حول أية استراتيجية دفاعية يجب أن نضعها في مواجهة عدو، لا ينام لا في الليل ولا في النهار، خشية ما ستنتجه تلك الأفكار الحوارية تحت عنوان الدفاع عن لبنان، فيما كل أبواب البلد مشرعة على الخارج، الى حد العجز وعدم القدرة على إقفال أبواب الفتنة ونوافذها. وعلى الرغم من هذا الواقع السلبي، ظلت حركة التواصل بين رئيس الحكومة سعد الحريري وقيادة &laqascii117o;حزب الله"، مدعاة للتفاؤل، أقله خبراً وصورة، بمعزل عن المضمون التي يتكتم عليه الطرفان، ولكن اللقاء الذي عقد، منتصف ليل الأحد ـ الاثنين الماضي، بين الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" الحاج حسين خليل، بحضور مستشار رئيس الحكومة مصطفى ناصر ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، واستمر حتى ساعات الفجر الأولى، تميز بعدم رغبة الجانبين في تظهير صورته للإعلام، فيما اقتصر الحديث عن مضمونه بقول أوساط رئيس الحكومة لـ&laqascii117o;السفير" ان اللقاء &laqascii117o;كان ايجابياً ومفيداً للغاية"، وان عدداً من الأمور قد استجد في الأسبوعين الماضيين من معركة العديسة وصولاً الى جدول أعمال جلسة مجلس النواب (اليوم) ومجلس الوزراء غداً &laqascii117o;وكلها استوجبت التواصل الذي لم ينقطع أبداً في الآونة الأخيرة بين الجانبين". وكان لافتاً للانتباه، أن خطاب رئيس الحكومة الرمضاني، أمس، في قريطم، غداة الاجتماع الذي عقد في منزله في وسط العاصمة، اتسم بلغة هادئة جداً، وقال &laqascii117o;إن الحوار لا يستقيم مع أي اتهام بالخيانة، ومع المحاولات المتكررة لدعوة فئات منا إلى إجراء فحوصات وطنية وقومية". وأضاف الحريري أن وجود دولة معتدية كإسرائيل على حدود لبنان، &laqascii117o;يشكل نافذة لهبوب العواصف، غير أن لبنان استطاع أن يصمد في النهاية، وهو نجح في أن يقطع العاصفة تلو العاصفة، ليعيد بناء نفسه من جديد.. ونحن شعب حائز على شهادة تفوق عليا في مواجهة الأزمات، وهذا التفوق لم يكن من الممكن أن يحصل، لو لم يكن لبنان صاحب رسالة حقيقية في الشرق". ونقل زوار الحريري عنه قوله أمس إنه كان أول من قال منذ البداية إنه يتمنى دائماً أن تكون اسرائيل هي من اغتال رفيق الحريري، واضاف، كما نقل عنه الوزير السابق عمر مسقاوي وجوب الأخذ في الاعتبار الأفكار الجديدة التي طرحت في شأن إمكان أن تكون اسرائيل هي المسؤولة عن الجريمة، وأكد الحريري أن اسرائيل هي عدوة للبنان وهي الاحتمال الأبرز لكل ما يمكن أن يصيب بلدنا من ضرر. في هذه الأثناء، كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ&laqascii117o;السفير" ان ملف المعطيات والقرائن التي قدمها مؤخراً السيد حسن نصرالله، &laqascii117o;يحظى باهتمام كبير من قبل المملكة العربية السعودية التي تتواصل بشكل دائم مع القيادة السورية"، وقالت إن مستشار العاهل السعودي نجله الأمير عبد العزيز بن عبدالله، &laqascii117o;أصبح يمسك بملف المحكمة وهو نقل كلاماً واضحاً باسم قيادة المملكة الى المسؤولين اللبنانيين بأن الفتنة في لبنان خط أحمر، ويجب أن يعمل الجميع تحت هذا السقف، لأن المطلوب حماية الاستقرار في لبنان". وقالت المصادر إن الرئيس الحريري &laqascii117o;فاتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في موضوع تأجيل القرار الظني، على قاعدة أن لا أحد بمقدوره أن يطالب لا في لبنان ولا في أي دولة في العالم بإلغاء القرار، وسمع موقفاً فرنسياً متفهماً، وأعقب ذلك مشاورات بين باريس وواشنطن وبين باريس التي تمسك بملف المحكمة سياسياً وبعض العواصم في المنطقة، وكانت النتيجة إعطاء التحقيق المزيد من الوقت، واستبعدت بالتالي صدور القرار الظني قبل آذار أو نيسان 2011". واشارت المصادر الى أن الحكومة اللبنانية &laqascii117o;معنية بوضع خارطة طريق للتعامل مع موضوع المحكمة الدولية والمسارات الجديدة التي فتحت بحيث يمكن تشكيل لجنة وزارية أو أكاديمية برئاسة شخصية موثوقة من الجميع تأخذ على عاتقها رسم التصورات الافتراضية المحتملة ويتم في ضوء كل منها تحديد طريقة تعامل الدولة اللبنانية بمعزل عما سيكون المسار الدولي، وبهذه الطريقة يمكن البحث عن السبل الكفيلة بحماية الاستقرار اللبناني". ورفضت المصادر الخوض في موضوع القمة الثلاثية واكتفت بالقول إن التفاهم السعودي السوري &laqascii117o;رسم سقفاً سياسياً وحدد أرضية آمنة وثابتة للتفاهم اللبناني ـ اللبناني وعلى اللبنانيين ألا يفوتوا هذه الفرصة نهائياً". يذكر أن وزراء المعارضة اللبنانية الذين سيعقدون اجتماعا تنسيقيا في الساعات المقبلة، سيطرحون بشكل مشترك في جلسة مجلس الوزراء غدا موضوع محاكمة شهود الزور أمام القضاء اللبناني.
ـ صحيفة 'اللواء' معروف الداعوق: دعوة الحريري للتهدئة إلتزام جدّي بمفاعيل القمة السعودية – السورية.. المرحلة المقبلة محطة إختبار حقيقية لمعرفة موقف <حزب الله> من القمة
لا شك أن امتناع رئيس الحكومة سعد الحريري عن الرد على المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله خلال الأسابيع القليلة الماضية في ما يتعلّق بالقرار الظني المرتقب في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودعوته جميع الأطراف السياسيين لاعتماد الخطاب السياسي الهادئ في مقاربة كافة المواضيع والمسائل المطروحة، قد خفّف كثيراً من أجواء التشنج التي سادت البلاد مؤخراً وقطع الطريق على كل محاولات إشعال التصادم السياسي من جديد على خلفية ما يمكن أن يتضمّنه القرار المذكور، ومهّد الطريق لإعادة تنشيط أقنية الحوار بين مختلف الأطراف حول المسائل والمواضيع المختلف عليها في أجواء أكثر ملاءمة، بالرغم من الآثار السلبية التي تركتها حملة التصعيد السياسي المنظم لحزب الله على الواقع السياسي الداخلي والأوضاع في البلاد عموماً&bascii117ll; فموقف الرئيس الحريري هذا وضع الأطراف السياسيين وخصوصاً <حزب الله> أمام خيارين، لا ثالث لهما، فإما تجاوبها مع دعوة رئيس الحكومة لتخفيف لغة التصعيد السياسي والتخاطب الحاد ووقف أساليب التخوين وغيرها واعتماد الحوار في مناقشة كل الهواجس المطروحة بانفتاح وصراحة تمهيدا لتبديد هذه الهواجس تدريجياً وإرساء أجواء ثقة متبادلة، أو تجاهل دعوة الرئيس الحريري لتهدئة الخطاب السياسي والحوار باتجاه الاستمرار في حملة التصعيد السياسي القائمة ضد كل ما يمكن أن يتضمنه القرار الظني المرتقب من معطيات لا تزال مجهولة بالرغم من كل يشاع ويروج بشأنها&bascii117ll;(...)إما اللجوء الى اساليب مغايرة للخطاب السياسي الهادئ، والامعان في خطة التهجم والاستهداف المنظم والتهديد باللجوء الى القوة المسلحة على غرار الاعتداء على بيروت في السابع من أيار عام 2008 اذا لم يتم تجاوب الحكومة الحالية مع مطالب <حزب الله>، فهذا يعني التملص من نتائج هذه القمة والخروج على التفاهمات التي نتجت عنها من قبل الحزب واتباعه، مع ما يترتب عن هذا التوجه من مضاعفات وتداعيات خطيرة، لا بد وان تنعكس سلباً على الاوضاع العامة في لبنان، وعلى الواقع السياسي برمته، خصوصاً اذا حصلت بإيعاز من خارج اطار القمة السعودية - السورية&bascii117ll;ولا بد من إنتظار بعض الوقت لإستكشاف النوايا الحقيقية من نتائج القمة السعودية - السورية، قبل معرفة تعامل <حزب الله> معها وعما إذا كان ملتزماً سقفها أم غير راضٍ عن هذه النتائج، في حين يبقى موقف رئيس الحكومة الداعي للتهدئة والحوار عاملاً إيجابياً في مواجهة التصعيد من الصعب على خصومه السياسيين تجاهله مهما كانت ذرائعهم&bascii117ll;
ـ 'اللواء': (...) خلافاً لبعض التسريبات التي تحدثت عن مبادرة بشأن التهدئة السياسية، يتحضر رئيس الجمهورية ميشال سليمان لطرحها على هيئة الحوار الوطني في جلستها يوم 19 آب 2010، قالت اوساط بعبدا أن لا مبادرة لدى سليمان في هذا الاتجاه. وأوضحت المصادر أن الرئيس سليمان سيفتتح مناقشات هيئة الحوار بجولة على معطيات الواقع السياسي التي استجدت منذ إنعقاد آخر إجتماعات هيئة الحوار الوطني في 17 حزيران الماضي، لا سيما السجال حول تطورات ملف المحكمة الدولية في ضوء المؤتمر الصحفي الاخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وكشفت المصادر أن رئيس الجمهورية سيمهد لهذا المناخ خلال كلمة إفتتاحية يوم الاربعاء المقبل خلال جلسة مجلس الوزراء.واستبعدت مصادر وزارية ان يطرح اي من العناوين المتصلة بالمحكمة الدولية من خارج جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء إذ <لا مصلحة بنقل الخلاف الى داخل الحكومة في ظل التباعد المعترف به بين الافرقاء حول المحكمة>. وأوضحت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري <أجرى مجموعة من الاتصالات السياسية للدفع في هذا الاتجاه ترجمة للمعادلة التي طرحها الاسبوع الماضي وعنوانها <حان وقت العمل>، مع ما يعنيه ذلك من حاجة الى العمل خلف الكواليس لتقريب المسافات البعيدة بين الاطراف>.وتوقعت المصادر نفسها أن يشهد مجلس النواب اليوم تظهيراً للخلاف بين القوى السياسية بشأن قانون النفط في ضوء فشل المساعي في التوصل الى إتفاق بعد إجتماعين الاول بين الرئيس بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والثاني إجتماع المتابعة الذي ضم كلاً من وزير الطاقة جبران باسيل والمعاون السياسي لبري علي حسن خليل والنائب في كتلة المستقبل غازي يوسف. في غضون ذلك، استمر الرئيس سعد الحريري في التعبير عن الالتزام بالتهدئة والبعد عن السجالات السياسية، وإبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وفق ما دعا إليه خلال إفطارات قريطم التي بدأها فور عودته من المملكة العربية السعودية بعد ظهر السبت الماضي، ولا سيما وفق ما أعلنه أمام الهيئات والمراجع الدينية، حيث أعرب عن عدم خشيته على لبنان من أي ضجيج سياسي، آملاً لهذا الضجيج أن يهدأ وأن يتحوّل الى خطاب هادئ ليدخل غرفة العناية الديمقراطية أو الحوار الديمقراطي، لافتاً النظر الى أن هناك أشياء كامنة في روح لبنان اقوى من الضجيج السياسي والاعلامي، وهي التي نراهن عليها في حماية وجودنا الوطني، وفي مواجهة التحديات مهما اشتدت، هذه الروح تنبض بالوحدة والانفتاح والحوار والعيش المشترك والاعتدال وبالقدرة على إنتاج حياة ديمقراطية سليمة، يجب أن تبقى وسيلتنا لحل الخلافات في ما بيننا، ومعالجة كل ما يتعلق بإدارة الشأن العام. وقال: دعوتي إلى اللبنانيين في شهر رمضان المبارك أن نحافظ على هذه الروح، وان نعطي انفسنا فرصة جديدة لالتقاط الانفاس، لنعالج قضايانا بهدوء وروية بعيداً عن التوتر والضجيج والمزايدات. اضاف: <لقد قلت في افطار الأمس (الأحد) أن الحوار لا يستقيم مع أي اتهام بالخيانة، ومع المحاولات المتكررة لدعوة فئات منا إلى اجراء فحوصات وطنية وقومية، واليوم اجدد الدعوة إلى الكف عن هذه الأساليب وتنزيه الخطاب السياسي عن توجيه الشتائم وكيل الاتهامات يميناً ويساراً، بالهدوء نستطيع أن نفتح أبواب الحوار، بالهدوء نستطيع أن نسمع بعضنا بعضاً وبالحكمة يمكن أن نحمي لبنان>.وفي المقابل، بدأ حزب الله يميل تقريباً الى التهدئة، من دون ان يحسم قراره بالنسبة الى تسليم الوثائق والمعطيات التي عرضها نصر الله في مؤتمره الصحافي يوم الاثنين الماضي رسمياً الى المدعي العام الدولي عبر مدعي عام التمييز.مجلس الوزراء أما بالنسبة إلى مجلس الوزراء غداً في بيت الدين، فقد استبعدت مصادر وزارية أن يتم طرح موضوع المحكمة الدولية وتشكيل لجنة لملاحقة شهود الزور من خارج جدول الأعمال، إفساحاً في المجال أمام المساعي التي يقوم بها الرئيس بري لترطيب الأجواء وتقريب المسافات بين تيار <المستقبل> و<حزب الله> لنزع فتيل أي نكسة حكومية في المدى المنظور.وقالت المصادر أن الرئيس سليمان يميل إلى عدم طرح الموضوع بإعتبار أنه في الإمكان أن يؤدي إلى أزمة حكومية، خصوصاً وأن فريق الأكثرية يعتبر أن الموضوع هو من خارج اختصاص المحكمة، وتوقعت أن يلجأ الرئيس سليمان إلى استعمال صلاحياته، بطلب تأجيل البحث في الموضوع في حال أصرّ وزراء المعارضة على طرحه. وكشفت المصادر أن وزير الدفاع الياس المرّ سيطرح موضوع إنشاء صندوق تبرعات لتسليح الجيش في سياق بحث قضية الاعتداء الإسرائيلي على الجيش اللبناني في العديسة.وقالت مصادر عليمة أن موضوع تسليح الجيش سيكون أحد الموضوعات الرئيسية التي ستبحث في طاولة الحوار بعد غد الخميس، من دون أن يتقرر بعد مكانها في بعبدا أو في بيت الدين.
- صحيفة 'الأخبار': عشية الاستحقاقات التشريعية والتنفيذية والحوارية الثلاثة: مجلس النواب اليوم، ومجلس الوزراء غداً، وهيئة الحوار الخميس، كان النقاش حول المحكمة وقرائن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لا يزال يراوح مكانه، ما رفع حجم التوقعات بحصول نقاشات حامية تنتقل من ساحة النجمة إلى قصر بيت الدين فطاولة الحوار. لكن مصادر وزارية أعربت عن تفاؤلها بالتهدئة، ورجحت أن لا يطرح موضوع المحكمة وقرائن نصر الله في جلسة الحكومة، مؤكدة أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا ينوي طرحه، ومشيرة إلى أن جدول أعمال الجلسة طويل، وسينال موضوع تسليح الجيش نقاشاً واسعاً، &laqascii117o;بما هو قضية وطنية جامعة، وهناك ضرورة لتسليحه"، كما يقول أحد الوزراء، فيما يلفت آخر إلى أن الاتصالات لإبقاء حالة التهدئة لا تزال قائمة، لأن طرح الموضوع سيؤدي إلى خلافات يمكن أن تضع الحكومة في مهب الانفجار. وفي هذا الإطار، رأت مصادر أخرى أن حزب الله سيعتمد صيغة الغموض في شأن ما يثيره حلفاؤه عن تغيير حكومي، من دون أن ينفي الأمر أو يؤكده، في انتظار أن يحكي رئيس الحكومة سعد الحريري.. ورغم انتقاد قوى 14 آذار لما تسمّيه استباق التحقيق، والتنصل من التسريبات، فإن الوزير ميشال فرعون، حدّد موعد محاكمة شهود الزور بأنه &laqascii117o;قد يأتي لاحقاً بعد القرار الاتهامي وبداية المحاكمة وبعد الاطلاع على المستندات والشهادات". أما النائب عاطف مجدلاني فقال: &laqascii117o;سمعنا أنه بعد عيد الفطر سيكون هناك تحقيقات تقوم بها لجنة التحقيق مع أفراد من حزب الله كشهود"، ورأى أن أي لجنة لبنانية &laqascii117o;لا يمكن أن تقوم لأن كل معطيات التحقيق أصبحت في عهدة المحكمة الدولية"...
تعليقات على المؤتمر الصحافي لنصرالله وكلام الحريري
- 'الأخبار'إبراهيم الأمين: لماذا يصرّون على رفض اتهام إسرائيل؟
قد يكون مفهوماً رفض الفريق القريب من الرئيس سعد الحريري لإطلالات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وما قدّمه من قرائن ومعطيات تشير إلى احتمال تورّط إسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وذلك من زاوية أن هؤلاء يرون أن ما يقوم به حزب الله إنما هو لتضييع عمل المحكمة ولتشتيت جهودها ولمنع صدور القرار الظني.لكن ما هو غير مفهوم في ردّ فعل هؤلاء أنهم لا يريدون الاكتفاء بتجاهل ما أعلنه نصر الله أو العمل على تسخيفه، بل العمل على تفنيده من زاوية أنه لا يمثّل أدلة تصلح للمتابعة. والغريب في هذا الأمر هو النشاط المتفاني للماكينة الإعلاميّة للحريري، وخصوصاً الشق غير الرسمي منها، في اعتبار ما قدّمه السيد نصر الله من دون قيمة. لعل ذلك يوجب طرح أسئلة غير بريئة:
ـــــ هل يرفض هؤلاء مجرد اتهام إسرائيل بالتورّط في الجريمة؟ وإذا كانوا لا يرفضون، فلماذا لا يرحّبون بفتح تحقيق مع مسؤولين فيها؟
ـــــ هل هؤلاء الذين طُلب إليهم تكرار ثابتة مفادها أن لا أحد يعرف مضمون القرار الاتهامي، يرون ما يقوم به حزب الله مضرّاً بالحقيقة، وبالتالي يجب منعه بأي شكل من الأشكال؟
ـــــ هل هؤلاء يملكون مؤهلات علمية وغير علمية للقيام بتحقيق مضاد لنفي أو إثبات ما قدّمه حزب الله كي يقولوا ما يقولون؟
ـــــ هل هؤلاء ملزمون بالرد على نصر الله، كأن هذا هو عملهم، أم هم يخشون فعلاً ألا تتجه الأمور نحو ما يأملون سياسياً؟
ـــــ كيف لهؤلاء الذين كتبوا وصرّحوا وقالوا بمسؤولية سوريا عن الجريمة أن يتوقفوا نهائياً عن اتهام سوريا وتراهم الآن يركزون على معارضة أي محاولة لاتهام إسرائيل؟
ـــــ ألا ينتبه هؤلاء إلى أنهم يناقضون أنفسهم، فهم الذين يصرّون على ترك الأمر للمحكمة الدولية، ولكنهم في الوقت نفسه يعمدون إلى تولّي أدوار يفترض أنّ متخصّصين يعملون عليها ويتقاضون لقاء ذلك ملايين الدولارات شهرياً؟
ـــــ ألا ينتبه هؤلاء إلى أن جهدهم لنفي أي قيمة لما قدّمه حزب الله إنما هو عمل يفترض بإسرائيل أن تجهد للقيام به، أم هم لا يريدون لها العناء فيما هم يقولون لنا إنهم لا يؤيّدون إسرائيل وإنهم يتمنون لو أنها هي من قتل الحريري؟
ـــــ ما الذي يدفع هؤلاء إلى المبادرة ورفض القرائن التي قدّمها السيد نصر الله حتى قبل إبرازها، إلى حدّ أن أنطوان زهرا قال قبل المؤتمر الأخير لزعيم حزب الله إن ما سيعلنه ساقط مسبقاً. هل كان يعلم بما سيعلنه نصر الله أم ماذا؟
واضح أن نصر الله عمل على كسب الرأي العام. نجح هو في جعل عشرات الملايين من اللبنانيين والعرب يستمعون إلى مؤتمره الصحافي، وشغل الرأي العام وقادته لساعات عدة. وقد ترك أثراً كبيراً، بمعزل عن تقويم الآخرين لما قدّمه. وإذا كان الفريق الرافض له ولمعطياته يعمل على محو ما قدّمه من ذهن الرأي العام، فإن ذلك يحتاج إلى ما يوازيه من حيث القوة ومن حيث المعطيات. وحتى اللحظة، ليس هناك من أحد قادر على القيام بالدور المقابل سوى سعد الحريري إذا قرر الرد بالرفض، أو دانيال بلمار إذا قرر إذاعة قراره الاتهامي المعدّ الذي يتهم أفراداً من حزب الله بالتورّط في الجريمة. لكنّ الفرق بين الإطلالات هذه، هو أن السيد نصر الله ألقى كرة النار في حضن الآخرين، فإذا أعادوها إليه يحرقون بلداً في الطريق، وإذا ألقوا بها في بئر بلمار غير السحيقة، يكونون قد أفسحوا في المجال أمام هدوء من شأنه أن يطول. لكنّ المشكلة أنّ ملفاً بهذه الحساسية، لا يمكن التعامل معه بتجاهل أو صمت.
ـ 'اللواء': نصر الله وعبوة الزهراني
لفتت مصادر أمنية الى وقوع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطأ فادح خلال مؤتمره الصحفي الاخير بشأن تاريخ إكتشاف العبوة الناسفة على طريق عام الزهراني، والتي يُعتقد أنها كانت تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري&bascii117ll; ففي حين اعتبر نصر الله أنّ العبوة وُضِعَت أواخر العام 2005 وكانت تستهدف خلق فتنة سنية شيعية بعد فشل إشعال هذه الفتنة نتيجة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تبيّن أن عبوة الزهراني قد عُثر عليها في 15 كانون الثاني 2005 أي قبل نحو شهر من جريمة الرابع عشر من شباط 2005&bascii117ll; وذكرت المصادر الأمنية أن العبوة، وخلافاً للاعتقاد باستهدافها الرئيس بري كانت معدة لاغتيال أحد قادة حزب الله المُعمَّمين&bascii117ll;
- 'النهار'راجح الخوري: ذهبُ الصمت من أجل الحقيقة والاستقرار!
إختار سعد الحريري ذهب الصمت لا فضة الكلام في مسألة المحكمة الدولية، التي سمع اللبنانيون من السيد حسن نصرالله عرضاً لقرائن قيل إنها من الفضة التي يسعى المدعي العام بلمار الآن الى الحصول عليها لفحصها جيداً، في إطار التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما سبق ان سمع اللبنانيون دائماً كلاماً من التنك وما هو أدنى من التنك على ألسن طفيليات من المتسيسين الذين يوظفون أنفسهم شتّامين بمقابل أو من دون مقابل!في الواقع، عندما يعود الرئيس سعد الحريري من عطلته ليقول: 'لن يدفعني أحد الى الكلام وسأتكلم عندما أرى أنه يجب أن أتكلم'، فلأنه يحرص شديد الحرص على ان لا يتدخل من قريب أو بعيد في عمل المحكمة الدولية، لأن أي محاولة للحديث ستبدو تدخلاً سيواجه بالرفض، لكنه سيوحي لكثيرين بأن رياح التسييس أو التأثير في عمل المحققين والقضاة هو أمر ممكن، بما يؤدي تالياً الى اشتعال نار التشكيك المتأججة أصلاً حيال المحكمة !. وإذا كانت فرضية التورط الاسرائيلي في جريمة العصر لم تغب سابقاً عن سياق الاحتمالات التي تطرق اليها التحقيق الدولي، كما قيل، فإن المطالبة السريعة من بلمار بالحصول على القرائن التي عرضها أمين 'حزب الله' في مؤتمره الصحافي تؤكد، على الأقل في انتظار فحصها قانونياً وتقنياً انطلاقاً مما لدى عناصر التحقيق والادلة المتوافرة، أن المحكمة وبلمار يعملان وفق قواعد الحرص على كشف الحقيقة بعيداً من اي تأثير أو تسييس أو تدخل، وخصوصاً أن سمعة الامم المتحدة وعدد كبير من الدول، التي يشارك قضاة ومحققون منها في عمل المحكمة، مرتطبة بهذه المحكمة التي لم تُشكَّل من أجل رفيق الحريري ورفاقه الشهداء فحسب، بل من أجل قطع دابر الجريمة السياسية المتوحشة في العالم. أما في ما يتعلق بشهود الزور الذين طال الحديث عنهم، فمن الضروري ان نتذكر أمرين:
أولاً: لو كانت المحكمة 'مؤامرة أميركية – اسرائيلية'، كما يقول البعض، لم تكن المحكمة لتوصي بتخلية من أخلتهم رغم كل ما قيل من أن تخليتهم هي مناورة لتأكيد نزاهة المحكمة !
ثانياً: لأن هؤلاء الشهود، أياً تكن الجهات التي دسّتهم على عمل التحقيق، باتوا مع شهاداتهم خارج سياق مسار التحقيق، وخصوصاً عندما قيل تكراراً إن التحقيق أسقط كل ما قالوه ولم يأخذ بأي من إفاداتهم، وان لدى التحقيق أدلة حسية صلبة وملموسة لا يمكن في الأصل تركيبها أو تزويرها.
وعندما يطلب بلمار من الحكومة اللبنانية الحصول على القرائن وعناصر الاشتباه التي عرضها السيد حسن نصرالله، الذي يقول انه يملك المزيد منها، فإن ذلك يعني أن المحقق الدولي سيقوم عملياً بالتعامل معها من موقع الحرص على التدقيق في كل عنصر مساعد، كما قال. وفي النهاية سنعرف جميعاً بأي جدية تم التعامل مع هذه القرائن!. وسط كل هذا التطور المتدحرج كان من المثير أو من غير المنطقي أن يفترض البعض ان على سعد الحريري أن يبادر فور عودته من إجازته الى الادلاء بدلوه حيال ما أعلنه نصر الله. وهذا عملياً أمر غير عادل وغير صحيح، فالمسألة ليست مسألة لعبة 'بينغ – بونغ' بالتصريحات والردود، ولأن سعد الحريري ولي الدم، بما يعني أنه حريص أشد الحرص على الحقيقة، ولأنه رئيس حكومة كل لبنان، بما يعني انه حريص أشد الحرص على الاستقرار، لم يكن غريباً ان يوجز موقفه بتأكيد تمسكه وحرصه على الحقيقة وعلى الاستقرار.وفي الاساس، وبعيداً عن كل الغبار الذي أثير حول التحقيق والمحكمة حتى الآن، لا يمكن ارساء الاستقرار في لبنان أو في غيره، وحتى في البلدان التي لم تعرف الجرائم المزلزلة، إلاّ على أساس الحقيقة ومداميكها. نعم، كل اللبنانيين يريدون الحقيقة ويريدون الاستقرار، كما قال سعد الحريري، الذي حرص على التأكيد ان أحداً لن يدفعه الى الكلام الآن وانه سيتكلم عندما يجد أن عليه ان يتكلم.... ربما لأن 'ذهب الصمت' الآن يخدم الحقيقة، وخصوصاً أن القصة ليست في قريطم أو السرايا بل عند بلمار الذي ينتظر الحصول على قرائن نصرالله.
تصريحات ومقالات تنتقد 'حزب الله'
ـ صحيفة 'المستقبل': الوطني لثورة الأرز: حزب الله وحلفاؤه يحضّرون لـ7 أيار جديد لقلب الأمور
تخوف 'المجلس الوطني لثورة الأرز' من 'عملية استباقية تحت عنوان 7 أيار جديد يحضر لها 'حزب الله' وحلفاؤه لقلب الأمور، بينما تفقد عملياً الحكومة اللبنانية سيطرتها على تهدئة مخاوف الرأي العام الداخلي والدولي من حوادث أمنية داخلية ستنعكس سلباً على الوضع العام'.وأبدى في بيان أمس، بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام طوني نيسي، وحضور جميع أعضاء المكتب السياسي الذين يمثلون أحزابهم، قلقه 'إزاء الوضع السياسي المأزوم في البلد وانعكاسه السلبي على الوضع الأمني الهش'، مبدياً أسفه لـ'تصاعد المواقف المتدرجة التي يطلقها سماحة الأمين العام لـ'حزب الله' (السيد حسن نصرالله)، كونها تمهد فعلياً لخطوات سلبية ستؤخذ على أرض الواقع، وتتزامن مواقفه مع الكلام التصاعدي لمستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي سعيدي والذي أعلن أن بلاده تعتبر لبنان كما فلسطين والعراق خطاً متقدماً للمواجهة الإيرانية'. واعتبر أن المؤتمر الصحافي لنصرالله 'أتى بشكل مخرج لأزمة على الحزب باتت عبئاً عليه والتي تحيطه من كل النواحي وعلى كل الصعد السياسية والقانونية وحتى الميدانية'، مبدياً خشيته من 'عدم قبول 'حزب الله' التعاون مع المدعي العام للمحكمة الدولية، سيما وأنه أعلن علناً أنه لا يثق بالمحكمة ولا بمقرراتها'.وطالب العدالة الدولية بـ'اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسليط الضوء على الحقيقة وكشف كل الفاعلين والمتورطين مهما كانوا'.ورأى أن 'حماية السلم الأهلي هي مسؤولية السلطة التنفيذية مجتمعة وبمعية رئيس الجمهورية والجيش اللبناني، وعليهم أن يكونوا مضطلعين بأدوارهم بأكمل وجه، فقوة الوطن هي في قوة حكامه وفي قوة جيشه الذي هو رمز وحدة البلاد، والذي يجعل الكل يلتف حوله لضمان ديمومة الوطن وازدهاره'.
- صحيفة 'الشرق الأوسط' غسان الإمام:
التحليل الطائفي يودي بلبنان إلى نتائج كارثية
... في تحليل سياسي ذكي للحركة السعودية السورية المشتركة، أدرك حسن حزب الله أن من غير المسموح، عربيا ودوليا، له وللحزب ولإيران، بـ&laqascii117o;خربطة" لبنان، في حالة اتهام المحكمة الدولية له بالمسؤولية عن اغتيال الحريري. لكن في تفانيه في دفع الاتهام عن الحزب، فقد وقع السيد في خطأ تكتيكي كبير. في إصداره &laqascii117o;قراره الظني" بتحويل الاتهام من الحزب إلى إسرائيل، لم يدرك السيد حسن أنه بات هو الآخر مدعيا عاما لدى المحكمة الدولية التي يرفضها ويحاربها، في حين عجز عن تقديم أدلة ومستمسكات دامغة لإسرائيل، في رأي معظم خبراء وفقهاء القانون والقضاء. المدعي العام دانييل بلمار سارع إلى الترحيب بقرائن ومعطيات السيد الاتهامية. ومن المنتظر أن يجري تسليمها إلى المحكمة، من خلال الحكومة اللبنانية. أيضا، في &laqascii117o;القرار الظني" للحزب ثغرات لم يسدّها ديكور الإخراج الذي ظهر فيه السيد ممثلا. مخرجا. كاتب سيناريو. معلقا راويةً. بل مصورا لمشاهد مليئة بالحركة والإثارة. لكن لم يقل لماذا تأخر إخراج الفيلم. ألح على محاسبة &laqascii117o;شهود الزور". لم يفصح، بعد رفضه للمحكمة، عما قاله شهود حزب الله الذين مثلوا أمام المحقق الدولي، تلك الأقوال التي يبدو أنها باتت من الأسباب التي حولتهم من شهود إلى متهمين، كما يتوقع السيد نفسه في &laqascii117o;القرار الظني" الآخر الذي سيصدره بلمار. أسهب السيد في شرح أسباب عداء إسرائيل للراحل الحريري. لكن لم يشرح أسباب عداء الحزب للحريري، كرجل دولة. كرئيس للحكومة. كرجل سلام وإعمار. لم يذكر السيد أسباب منع الحزب للحريري من مد شبكة إعماره إلى المناطق المأهولة بالشيعة، وعن غيرة إيران للحريري، كزعيم للسنة، يقف بشبكة علاقاته الدولية والعربية الواسعة، سدا أمام اختراقها لبنان والمنطقة العربية. من هنا، فالسيد حسن يرتكب خطأ آخر في التحليل السياسي، عندما يعتبر إيثار الحريري الابن الصمت، بمثابة استعداد منه للاستغناء عن المحكمة، حرصا على الحكومة. من اطلاعي على تعقيب الحريري سعد العائد من الخارج، أستطيع اختصار موقفه بالقول إنه، كرئيس حكومة مسؤولة عن أمن واستقرار لبنان، يريد تجنيب بلده الفتنة، من دون أن يُسقط دور العدالة. فدم أبيه ليس ماء مستباحا. لعل من الحكمة في التحليل السياسي، أن يتمهل معسكر الحريري في اتهام حزب الله، في انتظار القرار الظني الدولي، للتأكد من قوة الأدلة فيه. بل ربما لا بد من انتظار أحكام المحكمة، للتأكد من حيادها، وعدم تسيّسها وانحيازها، كما يتهمها سلفا سيد الحزب.. وإلا، فستظل الصحافة اللبنانية تدور في منطق عميدها طلال سلمان الذي ارتقى بـ&laqascii117o;السفير" حرفيا. لكن التحليل السياسي لم يبارح قوله في افتتاحيته، قبل نحو أربع سنوات (23/9/2006): &laqascii117o;إذا قال السيد فصدقوه..."! كم علينا أن نصدق، من دون أن نملك جرأة النقد والتكذيب.
- 'النهار'علي حمادة: لا تعديل ولا تغيير حكومياً
كثرت التسريبات المعروفة المصدر عن احتمال سقوط الحكومة مع اعلان القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو قبل صدوره، وذلك في حال رفض سعد الحريري التفاعل ايجاباً مع المعطيات التي ادلى بها الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله وتبرئة الحزب سلفا، واتهام المحكمة بأنها اسرائيلية وقطع العلاقة معها كليا. وثمة حملة مزدوجة المصدر تروج بتغيير حكومي يخرج بموجبه الحريري من الحكم وتحل مكانه شخصية سنية مستعدة للبيع والشراء في قضية المحكمة كمحمد الصفدي، وربما غيره ايضا ممن لم يعلن موقفا بوضوح، موقف الصفدي الذي يتموضع للتسابق مع نجيب ميقاتي منصب رئاسة حكومة بديلا من سعد الحريري. ثمة من يرمي في السوق ان المطلوب هو تعديل حكومي يبقى بموجبه الحريري على ان يحصل تغيير في حقائب اساسية كالدفاع والداخلية والعدل لمصلحة 'الوسيط' سوريا، باعتبار ان للحفاظ على الاستقرار ومنع 'حزب الله' من تفجير البلد ثمناً يجب ان يدفع على مستوى السلطة التنفيذية، بعدما صار في الامكان القول ان الاكثرية صارت اقلية، والاقلية صارت اكثرية بعد انتقال النائب وليد جنبلاط بشكل حاسم الى الصفوف المقابلة.في المعطيات المتوافرة حتى الآن، لا يوجد غطاء اقليمي ولا دولي لتغيير حكومي. لا على مستوى الحريري ولا على مستوى توزيع المواقع داخلها. وجنبلاط لا يملك غطاء عربيا كاملا لتلبية كل مطالب 8 آذار والسوريين وشروطهم. كما ان 'حزب الله' في مأزق كبير كونه بنسفه الاستقرار في البلد يبدد كل فرصة لتغيير حكومي، ويغرق الصفدي والآخرين في رمال الصدام المذهبي المتحركة. ثم ان الحكومة الحالية هي افضل ما يستطيع 'حزب الله' تحصيله في المرحلة الحالية. والتغيير وفق تقاطع للمعلومات ممنوع من الآن الى آخر السنة وربما الى الصيف المقبل في انتظار ان تتبلور صورة النزاع بين المجتمع الدولي وايران، والعرب جزء اساسي منه بقيادة السعودية ومصر. وسوريا وحدها لا تستطيع تغيير الحكومة.
لن تكون هناك حكومة لبنانية تنقلب على المحكمة الدولية. ولن يكون هناك تغيير حكومي تحت النار. ولن تحوز اي شخصية سنية مُشغلها 'حزب الله' الشرعية التي تمكنها من التحليق عاليا في أجواء الحياة السياسية اللبنانية. يستطيع كثيرون ان يعرضوا 'مراجلهم' على الشاشات، ولكن حتى إشعار آخر، لا تغيير ولا تعديل حكوميا وفق مصادر عربية ودولية معنية مباشرة بالملف اللبناني. لذلك يبقى الحوار الهادئ الخيار الوحيد المتاح.
- صحيفة 'الشرق' ميرفت سيوفي: لا ثقة إلاّ... بالمحكمة الدولية
بالأمس ردّد نائب حزب الله نواف الموسوي هذه اللازمة بقوله: 'حزب الله لا يثق بالتحقيقات الدولية أو المحكمة الدولية، معتبراً أن تشويه صورة الحزب وضرب صورة المقاومة من خلال المحكمة الدولية هو مشروع فيلتمان، محذراً من أن ما يتربص بلبنان جرّاء الاتهامات هو أمر خطير. ما يسوّقه نواب حزب الله والناطقين بلسانه ليلاً ونهاراً ليس أكثر من تقنية تعميم التشكيك وغسل العقول بالشك، فيطلون يومياً معلنين أنهم 'لا يثقون بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية' وهذا ليس 'كوبليه' أغنية جديدة يسمع اللبنانيون موالها من الحزب منذ صدور التقرير الشهير في مجلة دير شبيغل فقط، أو منذ أطلق بعض 'حلفائهم' الجدد مساعي الالتقاء بالصدفة في محاولات هي إما فردية وإما مطلوب منهم بذلها من ضمن ثمن الملف الذي يتوجب عليهم ضمه إلى أوراق الاعتماد، بل ما نسمعه قديم وعمره من عمر زلزال 14 شباط العام 2005. وللتذكير فقط فإن دير شبيغل نفسها كانت قد قدمت تقريراً آخر في العام 2009 وقبل أسبوع واحد فقط من التقرير الذي يتكأ عليه حزب الله لتكرار 'لازمة' عدم الثقة، ولأن ذاكرة اللبنانيين قصيرة جداً من شدة ازدحامها بالأحداث نقول:منذ اللحظة الأولى لمطالبة اللبنانيين بلجنة تحقيق دولية كان أول الرافضين لقيامها حزب الله، وقام في نيسان العام 2005 باقتراح لجنة تحقيق عربية، ولأن هذا الموّال عمره من عمر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن عمر التهديدات التي تلقاها اللبنانيون في خطاب 8 آذار الشهير، ولأن موضوع سلاح حزب الله عمره من صدور القرار 1559 منذ العام 2004، ولأن الحوارات بين أمين عام حزب الله - التي كشف عنها السيد حسن نصر الله بنفسه مع الرئيس الشهيد كان تدور حول 'سلاح حزب الله'، وهذا أمر لم يتنبه له معظم اللبنانيين يومها، قد يكون الوقت الآن مناسباً لإجراء مراجعة دقيقة لتلاحق الأحداث وموقف حزب الله من موضوع سلاحه، وموقفه الرافض للجنة تحقيق دولية أولاً، وللمحكمة الدولية لاحقاً، وبعدها سيناريو محاولة إسقاطه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لمنع إقرار المحكمة، وكل ما سبق يجري محاولة استعادة سيناريوهاته اليوم وتحت عناوين من نوع 'إسرائيلية المحكمة، تآمرها على حزب الله ومحاولات تشوية صورته'، وكأننا أمام حزب يفترض في نفسه صورة من اثنتين، إما أنه حزب لا يضم بين صفوفه إلا 'الملائكة' المخلوقات النورانية الإلهية المتعالية عن جنس البشر، وإما أن الحزب يفترض ويريد من اللبنانيين أن يصدقوا أنه 'الله' تجلى في صورة حزب!! أما التقرير الذي سبق ونشرته دير شبيغل كان تحقيقاً لنفس الكاتب الألماني إيريك فولاث، والذي امتلأت الصحف عام 2009 بمقالات التدليل على 'عمالته' فكان قد نشر تقريراً قبل أيام قليلة من تقريره الثاني الشهير، كشف فيه أن الموساد الإسرائيلي كان وراء اغتيال رئيس اللجنة النووية السورية اللواء محمد سليمان في عام 2008، وكانت تلك ثاني واقعة اغتيال معلنة منذ اغتيال الحاج عماد مغنية القائد العسكري لحزب 'الله'، الذراع الطولى لإيران وحرسها الثوري في لبنان والمنطقة... وفي تقرير فولاث المنشور عن اغتيال سليمان 'أن قناصاً أطلق من على سطح يخت في مياه البحر المتوسط رصاصة من بندقية كاتمة للصوت على رئيس اللجنة النووية السورية بينما كان على احد شواطئ طرطوس، وربط التقرير وقوع حادثة القتل في العام التالي لتدمير الطيران الحربي الإسرائيلي لمنشأة 'الكبر' النووية السورية... يومها صمتت كل الأصوات بما فيها أصوات 'الموساد الإسرائيلي' وأصوات المسؤولين في دولة العدو، ولم يصدر تعليق واحد يلقي شبهة 'موسادية' أو 'مُعادية للسامية' في وجه إيريك فولاث، ومازال الصمت سيّد الموقف... ثمة عملية 'بلف كبيرة' يتم عبرها الالتفاف على ذاكرة اللبنانيين المحتاجة إلى إنعاشها بالتصاريح وتواريخها والمواقف وأصحابها، على الرغم من أن هذا لن يغيّر شيئاً من خطة حزب الله الموضوعة والتي يجد صعوبة كبيرة في تنفيذها في محاولة أخيرة لكربجة عجلات المحكمة الآتي قطارها بسرعة الأشهر المتبقية من هذا العام، والوقت الأسرع في النفاد، وليس من عاقل يفكر في مسابقة الزمن، ولا في مسابقة 'عدالة الله' الآتية، بعد محاولات عرقلة وتعطيل استمرت خمس سنوات.
- 'النهار'راشد فايد: رهائن في وطنهم
الحزب وقادته يعرفون كل شيء. في السياسة والاقتصاد والاجتماع. يعرفون الحقيقة والكذبة. يعرفون خفايا الماضي وأسرار الآتي. يعرفون من هرطق، ومن أدى الصلوات في أوقاتها. يميزون، دون غيرهم، الخطأ من الصواب. هم ميزان الحكمة، ونبراس العدل والصمصام القاطع بين النور والظلمة.ليس هذا ما يحاولون إيحاءه. بل هو ما يطبقونه يومياً: يعرّضون البلاد والعباد لعملية غسل للذاكرة من جهة، وتغذيتها بما يتقرر في غرفهم المغلقة من جهة أخرى. قبلهم، لا أحد انتصر ولا واجه ولا قاوم، وبعدهم لا أحد يدافع عن الأمة (أي أمة؟) ويحمي الحدود ويحفظ الوطن.يقولون اليوم بأمر، فإن لم يقع لا يتورعون عن قول نقيضه. و'أصدق الناس' معصومون. إن اخطأوا ننسى خطأهم، فيمحى. يريدون لبنان على إيقاعهم، والحياة السياسية رد فعل لمواقفهم وتقييماتهم.بالأمس قالوا إنهم ينتظرون كلاماً من رئيس الحكومة. وحين لم يقل ما ينتظرون نفوا أن يكونوا انتظروا. فأساس صورة القادر أن يعرف ما سيأتي به الغد. ما فعله الرئيس سعد الحريري أنه لم يعزز هذه الصورة. الرد عليه كان انه عاجز عن توحيد مواقف تياره السياسي وكتلته النيابية، ودعوة بادحة له ليقدم استقالته.الحزب وقادته يريدون العالم طبق الأصل عن تصوّراتهم. يذكروننا بمراهقتنا السياسية في الستينات مع البعث والناصرية، وفي السبعينات والثمانينات مع المقاومة الفلسطينية. كان خصمنا الأميركي والإسرائيلي يلعب معنا الشطرنج، بينما كنا نلعب معه الدامة. ومع ذلك، كنا نأمل أن ننتصر، بل كنا نريد أن ننتصر.كنا نرى النصر أمراً عسكرياً فقط. لا يعنينا النصر في التقدم العلمي والاجتماعي والاقتصادي، وفي صناعة الإنسان، قبل كل ذلك وبعده.انقضى الق