رسالة إلى الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله
- صحيفة 'السفير'جمال عميرات (والد أحمد عميرات الذي سقط ضحية اشتباكات برج أبي حيدر): رسالة إلى سيد المقاومة حسن نصر الله
لم أكن أحسب يوما من الأيام انني سأحمل قلمي لأكتب رسالة لك انت يا صاحب إنجاز التحرير عام 2000 وصاحب انتصار آب 2006... نعم لم يكن يخطر على بالي أنني سأخط لك رسالة أوجهها عبر وسائل الإعلام أنعى فيها ابني الذي بلغ التاسعة عشرة من عمره، الذي كان ينتظر موعد بدء عامه الدراسي الجامعي الأول، والذي سال دمه في شوارع برج أبي حيدر على مقربة من منزله حيث كانت أمه تنتظره على مائدة الإفطار. أكتب لك هذه الرسالة لا لأخبرك قصة حياة ابني أحمد، بل لأخبرك قصة هاتفه الخلوي الذي كان يحمله في جيبه حين سقط مضرجا بدمائه. هذا الهاتف يختصر القصة كلها، بل ويختصر رسالتي هذه ومشاعري التي أحملها. إن ابني اليافع ابعد نفسه عن كثير من المغريات وتعلم بعض أمور الدين... كان مواظبا على الصلاة والصيام والتردد إلى المساجد، هو كسائر أقرانه من الشباب الصاعد الحالم المتطلع إلى غد يصبح فيه رجلا يخدم وطنه وأمته. وقد كان ابني أحمد يتطلع يوما ان يصبح واحدا من أبناء المقاومة، فإن تعذر عليه ذلك كان يطمح ان يصبح جنديا في الجيش اللبناني، وقد وعدته ان حصل هذا، أي ان أصبح واحدا من رجال الجيش اللبناني، ان أسعى لتكون خدمته العسكرية في جنوب وطننا الحبيب لبنان... هناك حيث المقاومة تسجل بطولاتها ويسقط ابطالها في وجه الاعتداءات والأطماع الاسرائيلية... هناك حيث العدو الصهيوني متربص تارة يقتلع شجرة، كما في العديسة، وتارة يدشن موقعا، وتارة يختطف راعيا، وتارة يزرع ألغاما، وتارة يغير بطائراته، وأطوارا أخرى ينشئ شبكات تجسس وعمالة وخيانة... أحمد عميرات كان يريد ان يصبح من الشباب المدافع عن وطنه سواء في صفوف المقاومة أو في صفوف الجيش اللبناني... كان يحلم بذلك في ليله ونهاره... كان يتمنى ذلك... كان يخطط لذلك... ولكن المنية قد وافته قبل ان تتحقق تلك الأحلام وقبل ان يرى أمانيه واقعا ملموسا... ونحن راضون بقضاء الله وقدره. بعد استشهاد أحمد انطفأ جهازه الخلوي... انطفأ لساعات طويلة... انطفأ لوقت امتد زمنا لا أعرف قدره، وفي لحظة بكاء اشتقت لسماع رنين هاتفه فعمدت إلى وصله بالتيار الكهربائي... ثم فتحته وفتشت فيه فوجدت فيه أناشيد المقاومة الحماسية التي تبث العنفوان والقوة في نفوس الشباب... كما وجدت فيه صور شخص كان وما زال يلهب الحماسة نحو قتال العدو... إنها صورك أنت يا سيد المقاومة... يا صاحب التحرير... ويا صاحب الانتصار. ماذا أقول اليوم وقد خسرت ابني... أبحث عن الكلمات... أبحث عن الأسباب... أفكر... أحيانا أجد أجوبة... أحيانا لا أجدها... وفي الحالين الدموع تنهمر كما دموع الأم الثكلى. وكما دموع إخوته وأحبابه من أهل بيروت الذين خسروا شابا كان يمكن ان يكون في يوم من الأيام عنصرا في المقاومة أو جنديا في جيش لبنان المقاوم. لقد تعلمت منك يا سيد المقاومة ان المعادلة هي: المقاومة والجيش والشعب... هذه المعادلة الثلاثية هي التي حققت الانتصارات، فإذا سقط الشعب هل تبقى المعادلة؟ أنا واحد من اللبنانيين الذين يريدون ان يكون لبنان قويا، وأن يكون لبنان مقاوما، وأن يكون لبنان محررا من العدوان الصهيوني... أنا واحد من اللبنانيين الذين يريدون ان يبقى علم المقاومة مرتفعا خفاقا... أنا واحد من الشعب ولكنني خسرت واحدا آخر من الشعب... إنه ابني أحمد. ان جرحي عميق وحزني كبير كما هو حزنك حين رحل ابنك هادي... الا ان هادي رحل وسقط وهو يقارع الأعداء... أما ابني فقد أسكتته رصاصات لم يكن يحسب يوما أنها ستتجه إليه... رصاصات ضلت الطريق وليتها لم تضل. ورغم كل هذا أقول لك يا سيد المقاومة إنني قد دفنت ابني وقرأت عليه الفاتحة... ولكنني لا أريد ان أدفن معه أحلامه وأمنياته... ولا أريد ان تسقط معادلة الثلاثة معادلة المقاومة والجيش والشعب... أما هاتفه فسأعطيه لأخيه من أجل ان يبقى الصوت عاليا والرنين مسموعا.(* ملاحظة: الرسالة منشورة أيضاً في صحيفة الأخبار).
محاولات لترتيب لقاء بين الأمين العام لـ'حزب الله' ورئيس جمعية المشاريع الشيخ حسام قراقيرة
- صحيفة 'الأخبار': نصر اللّه وقراقيرة
بدأت اتصالات بين قيادتي حزب الله وجمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش)، بمساهمة أصدقاء مشتركين، لترتيب لقاء قريب بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الجمعية الشيخ حسام قراقيرة، في سياق معالجة ذيول الاشتباك الذي وقع في منطقة برج أبي حيدر، علماً بأن قيادتي الطرفين كانتا قد اتفقتا قبل أسابيع على زيارة تقوم بها قيادة الجمعية إلى نصر الله.
تداعيات أحداث برج أبي حيدر
- أسرار صحيفة 'النهار':
لم تؤكد التحقيقات الجارية في ما إذا كان مسؤول حزب الله محمد فواز قتل قنصاً.
- 'الأخبار': أكّدت مصادر القصر الجمهوري أنّ الرئيس ميشال سليمان سيبدأ تحركات واتصالات لمعالجة ذيول إشكال برج أبي حيدر، تشمل حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري، ولا سيما أنه منزعج للغاية من التجييش غير المبرّر. ويُتوقع أن تمثّل جلسة مجلس الوزراء المقبلة في قصر بعبدا محطة مهمة سيحاول من خلالها رئيس الجمهورية وضع الأمور في نصابها، علماً بأن رئيس الجمهورية سيُنهي إقامته في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين ليل غدٍ الثلاثاء.
- 'السفير': تفاقمت تداعيات أحداث برج أبي حيدر تحت وطأة الاستثمار المتعدد الأوجه، وتحول الإشكال الامني الموضعي الى أزمة سياسية حادة، تبدو مفتوحة على مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، إذا لم يتم تداركها. ولعله سيكون من المفيد في هذا المجال انتظار نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى دمشق ليل أمس تلبية لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى مأدبة سحور، وأجرى معه مباحثات كان الوضع الداخلي اللبناني المتوتر أحد أبرز مواضيعها. وقد تجلت أبرز مظاهر تطور الأزمة بتصدع العلاقة بين الرئيس الحريري وحزب الله الذي شن أمس هجوما عنيفا على رئيس الحكومة، &laqascii117o;بعدما طفح الكيل، ولم يعد بالإمكان السكوت على الحملة المنظمة التي ترمي إلى إثارة الفتنة واستهداف سلاح المقاومة"، كما قالت أوساط الحزب. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن قرار حزب الله بشن هجوم مضاد على رئيس الحكومة سعد الحريري ليس ارتجاليا، وستكون له تتمة خلال الايام القليلة المقبلة، إذا لم يبادر رئيس الحكومة الى تصويب مواقفه، فيما شدد الحريري أمس على أن القانون فوق الجميع وأن الدولة هي المسؤولة، من دون سواها، عن إدارة الشأن العام، رافضا أي شكل من أشكال العبث بأمن البلد وسلامة المواطنين، ومن أي جهة أتى. ومن المرجح أن ينعكس التوتر السياسي على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، في حال لم يتم تطويقه، وسط اتجاه لدى حزب الله للانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم داخل الحكومة بعدما شعر أن حرصه على الاحتواء والتهدئة والذي عبر عنه وزيرا الحزب في الجلسة الماضية لم يلق الصدى المطلوب. وفي حين لم ينج الجيش من الرصاص السياسي الطائش الذي انطلق من مواقع قوى 14 آذار، خرج قائده العماد جان قهوجي عن صمته، مؤكدا ان الجيش لم يقصر في واجباته، بل هو من أخمد نار الفتنة، وكان حاسما على الارض، متسائلا عما إذا كان المطلوب ان يُقتل العسكريون والمدنيون ليعتبر البعض ان الجيش غير مقصّر. وبينما تعقد لجنة معالجة تفشي السلاح اجتماعا لها اليوم برئاسة الحريري وعضوية وزيري الدفاع والداخلية، أكد الوزير زياد بارود لـ&laqascii117o;السفير" ان اللجنة ستبحث في تنظيم وضبط تراخيص حمل الاسلحة، وليس مطلوبا البحث في نزع سلاح المقاومة ولا حتى في بيروت، فيما أفادت بعض المعلومات ان حزب الله يعتبر نفسه غير معني بعمل اللجنة، في ظل الاجواء الحالية واستمرار الحملة عليه. في هذه الاثناء، يستمر التحقيق في ملابسات أحداث برج ابي حيدر، مع الاشارة الى ان عدد الموقوفين لدى مخابرات الجيش ارتفع الى عشرة اشخاص. كما يواصل حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية العمل على لملمة ذيول الاشتباكات، وعلم ان الطرفين يدرسان إمكانية الإقدام على خطوات مشتركة في هذا الاتجاه، ستفضي الى سحب البساط من تحت أقدام المصطادين في الماء العكر، وفق ما أبلغته مصادر متابعة لـ السفير...
حزب الله: هجوم على الحريري
في هذا الوقت، دخلت العلاقة بين الرئيس الحريري وحزب الله في مرحلة من التوتر الشديد، مع ارتفاع نبرة الردود المتبادلة. وقالت أوساط قيادية في الحزب لـ&laqascii117o;السفير" ان الرئيس الحريري لم يتصرف مع إشكال برج ابي حيدر وتداعياته كرجل دولة وكرئيس للحكومة، بل كرئيس لتيار المستقبل وكزعيم لفئة من اللبنانيين، مشيرة الى ان خطاباته في إفطارات قريطم خلال الايام الاخيرة تتناقض مع الدعوات التي يطلقها هو نفسه من أجل التهدئة. واعتبرت أن طريقة تعامله مع أحداث برج أبي حيدر هزت صورته ومصداقيته كرئيس لحكومة كل لبنان، وكرئيس لحكومة الوحدة الوطنية. وأوضحت الاوساط ان حزب الله حاول في الايام الاولى التي تلت احداث برج ابي حيدر احتواء المواقف الحادة التي صدرت، واعتبارها رد فعل موضعيا، لكن تبين من خلال الإصرار على استخدام لغة متوترة ان هناك عملية استغلال منظمة لما حصل وأن هناك من كان يتحيّن الفرصة للانقضاض على حزب الله وسلاحه. واستغربت التسرع في تلبيس حزب الله عملية إحراق مسجد البسطة الفوقا قبل ان ينتهي التحقيق، لافتة الانتباه الى ان الذين اتهموا حزب الله هم أنفسهم سارعوا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى اتهام سوريا قبل أن يعمدوا لاحقا الى تبرئتها. واستهجنت المزايدات التي تحصل في حين ان حزب الله وجمعية المشاريع تجاوزا ما جرى. وهاجم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الرئيس الحريري من دون أن يسميه. وقال في احتفال تأبيني في كفرفيلا لعلي محمد كامل الجواد الذي سقط في برج ابي حيدر ان الحريص على الهدوء والأمن في بيروت كيف لا يحرص على إسكات الأفواه التي تعمل على بث الفتنة في الليل والنهار. واعتبر أن من رحب باستئناف المفاوضات المباشرة لتصفية قضية فلسطين بين نتنياهو والفلسطينيين، يريد ان يغطي على دخان هذه التصفية عبر توظيف الانقسامات والتوتر في لبنان. وتابع: نحن لم نشهد جولة من قبل هؤلاء لتفقد الأضرار بعد حرب تموز لا في الضاحية ولا في الجنوب، فما معنى ان يجول هؤلاء اثر الحادث المؤسف الذي رفضناه جميعا. هذا من باب الهدوء والتروي أم إنه لإذكاء الانقسام وللدخول على صف الاصطفاف المذهبي النتن الذي يروّجون له. ودعا النائب حسن فضل الله خلال حفل تأبيني في تبنين لمسؤول الحزب محمد فوزي فواز، &laqascii117o;من هم في سدة المسؤولية ومن معهم من جهات داخلية وخارجية الى ان يصلوا الى مرحلة تكون فيها أذهانهم منزوعة من كل وهم، أن في مقدورهم ان يحققوا ما عجز عنه القرار 1559، والحرب الإسرائيلية في تموز 2006 بالنيل من المقاومة وسلاحها". وسأل: ألا يتناقض هذا التحريض مع كل ما سمعناه في تلك الموائد والخطابات الرمضانية حول التهدئة. أليس هذا التحريض هو الهدية التي تقدم للعدو الإسرائيلي وأحيانا من على الموائد الرمضانية.
الحريري: القانون فوق الجميع
ومساء، قال الرئيس الحريري في كلمة ألقاها خلال حفل الافطار الذي أقامه في السرايا الحكومية ان اللبنانيين قادرون على معالجة خلافاتهم مهما اشتدت، وبالوسائل التي تمنع الفتنة من النفاذ الى حياتنا من جديد. المهم، أن نعرف نحن، كيف ندير أمورنا، وأن نرأف ببلدنا وبالمواطنين، ونوقف أي إفراطٍ كلامي في تأجيج النفوس، واستخدام لغة القدح والذم والاستفزاز. وأضاف: القانون فوق الجميع والدولة هي المسؤولة، دون سواها، عن إدارة الشأن العام، وإن الأمن الوطني يجب أن يكون في رأس اهتمامات الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية. قبل يومين تحدث الرئيس العماد ميشال سليمان، ووضَعَ حداً فاصلاً بين ما جرى مؤخراً في أحياء بيروت، وبين ما يمكن أن يجري في المستقبل. ونحن بدورنا نؤكد على التزام هذا الحد، وعلى رفض أي شكل من أشكال العبث بأمن البلد وسلامة المواطنين، ومن أي جهة أتى. وشدد على ان لبنان لن يكون ساحة مواجهة بين أبنائه، ونحن في موقعنا في رئاسة الحكومة سنرفض بشدة أي محاولة أو دعوة أو توجه في هذا الشأن.
- 'السفير':غاصب المختار
الموقوفون 10 وخطة أمنية للعاصمة وتقسيمها قطاعات صغيرة لسرعة التدخل.. قهوجي لـ&laqascii117o;السفير": منعنا الفتنة ولم نقصّر.. وقرار سحب السلاح بيد الحكومة.. بارود لـ&laqascii117o;السفير": ليس مطلوباً البحث بنزع سلاح المقاومة.. ولا حتى في بيروت
أثارت الحملة التي يتعرض لها الجيش بعد احداث منطقة برج ابي حيدر بحجة التقصير، استغراب جهات رسمية وعسكرية، لأنها انطلقت من مشكلة ظرفية لتشكل برنامج عمل مدروساً وبتوجهات محددة تضرب على وتر واحد هو نزع السلاح من بيروت، وكشفت اوراقاً مستورة ترتبط بما تريده بعض القوى السياسية من دور معين للجيش، في ظل الصراع السياسي القائم حول موضوع السلاح، وليس أي سلاح، بل تحديداً سلاح المقاومة كهدف حقيقي، على اساس ان الجيش هو البديل للسلاح في الداخل، وإلا ما معنى هذه الحملة التي تتهم الجيش بالتقصير في الداخل، وقد سبقتها حملة من القوى السياسية ذاتها تشيد بالجيش وبتصديه البطولي للعدو الاسرائيلي في بلدة عديسة، وبَنَت على ذلك مدائح ومواقف، ترتبط ايضاً بالموضوع الأساس، وهو نزع سلاح المقاومة على اساس ان الجيش هو البديل للدفاع عن الوطن؟ ومرد استغراب الاوساط السياسية والعسكرية هو ان الجيش يتحمل فعلا مسؤولياته الوطنية سواء في الداخل او عند الحدود مع فلسطين المحتلة أو في مواجهة الارهاب المتمثل ببعض مجموعات &laqascii117o;فتح الاسلام" وغيرها، وان القرار السياسي الذي غطاه في العديسة يجب ان يغطيه ايضاً في برج ابي حيدر او سواها من المناطق اللبنانية، التي تكتظ بالمسلحين المعروفي الانتماء وغير المعروفين، عدا عن &laqascii117o;المرتبطين بألف جهاز مخابراتي خارجي".
وتضيف الأوساط نفسها، ان أي اشتباك داخلي يتطور بسرعة كما حصل في برج ابي حيدر، يجب ان يطرح لدى القوى العسكرية والأمنية الأسئلة حول توقيته وأهدافه والجهات المشاركة فيه، خاصة أن التحقيق ما يزال مستمراً لمعرفة مطلقي النار والمتسببين، وسط معلومات يجري التثبت منها، تشير الى ان إطلاق النار على عنصري &laqascii117o;حزب الله" جاء من مكان آخر غير الذي كان يحصل فيه التلاسن والتضارب بالأيدي، وعزز هذه المعلومات اعتقال منفذي إحراق مسجد البسطة الذين تفيد المعلومات الرسمية انهم كانوا مدفوعين للقيام بهذه المهمة. وتفيد المعلومات ان مئات المسلحين نزلوا الى شوارع المنطقة وجوارها خلال الدقائق الأولى للاشتباك ووصل الجيش بعد دقائق الى مكان الحادث ووجد امامه وخلفه عشرات المسلحين بين الأزقة والأبنية السكنية وقناصة على السطوح، وتبين أن الرد عليهم يحتاج الى قوة عسكرية كبيرة مجهزة ومدربة، والأهم يحتاج الى قرار سياسي للتصدي لهم مهما كلفت العملية، ولكن القرار لم يتوافر. وتسأل الأوساط: من يتحمل المسؤولية السياسية والمعنوية اذا تصدى الجيش لكل المسلحين في معركة قد تحرق بيروت ويسقط نتيجتها عشرات القتلى والجرحى ويحصل فيها دمار كبير؟ وهل يريد البعض جعل الجيش رهينة مزاج سياسي معين يعتبره بطلاً في مكان ومقصّرًا في مكان آخر وفق الأهداف السياسية لهذا الطرف او ذاك؟ بل هل يريد البعض معاقبة الجيش على وقفته التاريخية الشجاعة المشهود لها في العديسة وعلى عدم ارتكابه مجزرة في برج أبي حيدر تورّطه وتورّط البلد والدولة في المصير المجهول؟
قهوجي: الجيش لم يقصّر ومنع الفتنة
وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ&laqascii117o;السفير" في هذا الصدد &laqascii117o;ان الجيش لم يقصر ابداً في معالجة أحداث منطقة برج ابي حيدر، بل قام بواجباته وتدخل منذ الدقائق الاولى للاشتباك، &laqascii117o;لكن كانت تعليماتي الشخصية للضباط ان أي مسلح لا يمتثل للأوامر تطلق عليه النار، وهكذا حصل في النويري حيث اشتبك الجيش مع مجموعة من المسلحين سرعان ما فرّت، وقد تمكن الجيش من فصل منطقة برج ابي حيدر عن محيطها لمنع تدفق المسلحين ومن أجل حصر بقعة التوتر، وهو الذي اوقف الاشتباكات فعلياً لا الاجتماعات أو المشاورات السياسية التي كانت تجري بشكل موازٍ بهدف تهدئة النفوس وضبط العناصر على الارض". وأضاف أن عمليات الجيش في المنطقة ما تزال مستمرة كما عملية ملاحقة المتورطين &laqascii117o;وقد اوقفنا حتى الآن عشرة أشخاص لا أربعة فقط، وسنتابع هذه القضية حتى النهاية". وتابع قائد الجيش: &laqascii117o;العمليات العسكرية في المدن تكون صعبة عادة ويسقط خلالها عدد كبير من الضحايا، لذلك أجرينا الإجراءات والمتطلبات العسكرية اللازمة على الارض في مثل هذه الحالات من انتشار وتمركز، فهل المطلوب ان يُقتل العسكريون والمدنيون ليعتبر البعض ان الجيش غير مقصّر؟ المطلوب ألا ينفخ احد بالنار ثم يطالب الجيش بإخمادها، والجيش بإجراءته وتصديه للمسلحين اخمد الفتنة وحسم الوضع وأي كلام آخر هو غير دقيق نهائياً". وعن المطالبة بسحب السلاح من مدينة بيروت، قال قهوجي لـ&laqascii117o;السفير" &laqascii117o;إن هذا الأمر بيد الحكومة مجتمعة فهي تضم الاطراف التي تحمل السلاح، والقرار السياسي عندها، فحياة العسكريين والمدنيين ليست بيد احد، هذه مسؤولية وطنية يتحملها الجميع. نحن كنا حاسمين على الارض والا لكانت &laqascii117o;فلتت الامور اكثر، والحملات السياسية على المؤسسة العسكرية مردها الى ان بعض السياسيين لا يعلمون ربما طبيعة الاجراءات العسكرية الميدانية في حالات كهذه، وعلى السياسيين ان يعملوا من أجل تهدئة الاوضاع السياسية ودرس احتياجات الجيش العسكرية والمالية واللوجستية من طبابة ونقل ومحروقات وسواها، وتلبيتها حتى يتمكن الجيش من تلبية القرار السياسي. وبغض النظر عن القرار السياسي فإن الجيش يقوم بواجباته على أكمل وجه برغم ظروفه الصعبة، وهو يعلم حدوده ولن يسمح بأي فتنة لا في بيروت ولا في سواها من المناطق اللبنانية". في كل الاحوال، يبدو ان الجيش بدأ عملياً تنفيذ خطة امنية لبيروت ستتضح تفاصيلها في ضوء اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم باللجنة الوزارية المختصة بمعالجة الوضع الناشئ عن اشتباكات برج ابي حيدر، والتي تضم وزيري الدفاع والداخلية، وعلم في هذا الصدد ان الجيش عزز وحداته في بيروت، ويميل الاتجاه الى إبقاء قوى عسكرية ثابتة في المناطق ذات الاختلاط السياسي ضمن بيروت الادارية كلها، لمنع أي احتكاكات حزبية او مسلحة او حتى شخصية. وسيتم تقسيم بيروت الى قطاعات صغيرة حتى يسهل التدخل السريع فيها وبقدرة افعل.
بارود: الجيش ليس بحاجة لفحص دم
وقال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لـ&laqascii117o;السفير" &laqascii117o;ان الاجتماع الوزاري بعد ظهر اليوم عند الرئيس الحريري يفترض ان يتخذ تدابير معينة لا استنكار ما حدث في منطقة برج أبي حيدر، وبالتالي اعطاء اجوبة للناس حول ما جرى، وبالحد الأدنى البحث في تنظيم وضبط تراخيض حمل الاسلحة لوضعه على هذا الموضوع على السكة الصحيحة، وكذلك قمع عصابات المسلحين، لأن المسلحين الذين انتشروا في الشوارع بالتأكيد لا يحملون أية تراخيص والى هؤلاء يجب ان نتوجه بالملاحقة، وليس مطلوباً البحث في نزع سلاح المقاومة ولا حتى في بيروت، لأننا نعرف حساسية الموضوع ويمكن ان نتفق مع المقاومة على صيغة خصوصية سلاحها في بيروت". أضاف بارود: &laqascii117o;المطلوب من اللجنة الوزارية المختصة توضيح الخيط الرفيع بين سلاح المقاومة وبين السلاح الفوضوي، وموضوع تنظيم وضبط السلاح لا يمكن ان ينتظر انتهاء الصراع مع العدو الاسرائيلي، وشعار بيروت منزوعة السلاح لا يعني المقاومة لأن الموضوع مطروح على طاولة الحوار الوطني"، وأكد انه من غير الممكن ان تسمح الحكومة باستمرار انتشار السلاح تحت اي عنوان من العناوين، &laqascii117o;لأنه يهدد الاستقرار في لبنان". وقال إنه يفترض تكثيف الحواجز والدوريات والقيام بالمداهمات لتجنب تكرار ما حصل، وأعرب عن خشيته من ان يتكرر ما حصل في أي منطقة أخرى اذا لم يتم وضع حدّ له.
ورفض بارود الانتقادات الموجهة الى الجيش وقوى الامن الداخلي بحجة التقصير، وقال لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;سمعت احدهم يقول انه كان على مخفر البسطة القيام بكذا وكذا، فكيف يواجه عشرة عناصر درك غير مدربين المئات من المسلحين؟ كما ان الجيش قام بواجبه وزيادة، وهو اشتبك مع مسلحين في النويري وأجبرهم على الانسحاب من الشارع. ولا ننسى ان الجيش مكلف ضبط الامن بقرار من مجلس الوزراء منذ التسعينيات ولا يزال هذا القرار ساري المفعول، وهو تمكن من معالجة الأمور بحكمة ومسؤولية عالية وهدوء وحزم في آن معاً، كما أنه يمكن لعناصر الطوارئ في قوى الامن الداخلي القيام بمهام امنية محددة وهم يقومون بواجباتهم... وفي كل الأحوال قلت وأكرر إن المؤسسات العسكرية والأمنية ليست بحاجة الى فحص دم لتبيان استعدادها للتضحية في سبيل الوطن، وبالتالي من غير الجائز الاستسهال بالتشكيك بقدرات الجيش او ضرب معنويات المؤسسة العسكرية أو أية مؤسسة أمنية أخرى". ورأى بارود في حديث آخر لـ&laqascii117o;المركزية" ان ملف السلاح &laqascii117o;لم يعالج في الشكل المفترض والجدية اللازمة منذ عام 1991 عندما شكلت لجنة وزارية لجمع سلاح الميليشيات، يومها وقع الخطأ عندما لم يصر الى جمع السلاح الثقيل واقتصر الأمر على السلاح الخفيف والمتوسط". وأضاف: ان ما جرى في برج أبي حيدر يفترض أن يشكل مناسبة للانتقال الى معالجة الموضوع بكل جرأة وصراحة وموضوعية، وعلى كل جهة أن تتحمل مسؤوليتها لتتم المقاربة الموضوعية للملف.
- صحيفة 'الحياة': ... ومع أن زيارة الحريري دمشق مقررة قبل الصدام الذي شهدته بيروت بين &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;الأحباش"، فإن تداعياتها ستكون حاضرة في محادثاته التي يجريها مع القيادة السورية من زاوية ان الأخيرة ملتزمة دعم الجهود الرامية الى تثبيت الاستقرار العام ويمكن ان يكون لها دور سياسي ضاغط ومساعد باعتبار أن التفاهم السوري – السعودي يشكل &laqascii117o;القبة الفولاذية"، كما قالت مصادر وزارية لبنانية لـ &laqascii117o;الحياة"، لحماية لبنان من كل أشكال الفوضى ودعم السلطة الشرعية في مواجهة أي إخلال بالأمن.وجاءت زيارتا وفدين من &laqascii117o;حزب الله" برئاسة المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، و &laqascii117o;الأحباش" برئاسة النائب السابق عدنان طرابلسي لدمشق بعد ساعات من الخلل الأمني الذي هز الاستقرار العام في العاصمة، لتشكلا مناسبة للوقوف على رأي القيادة السورية التي أبلغت الطرفين بلسان عدد من كبار المسؤولين فيها، استياءها الشديد من كل ما حصل وعدم ارتياحها الى ردود الفعل، وبالتالي لا بد من تطويق المضاعفات الأمنية والسياسية الناجمة عن الاشتباكات، لا سيما انها تعتبرها مرفوضة ولا ترى مبرراً لها.وفي هذا السياق، كشفت لـ &laqascii117o;الحياة" مصادر سياسية مواكبة لمحادثات وفدي &laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;الأحباش" في دمشق ان سورية لم تكن مرتاحة إزاء ما حصل ليس لأنها وقعت بين طرفين حليفين فحسب وإنما لأنها تشكل خرقاً للاستقرار والتهدئة في لبنان. وقالت ان القيادة اسورية ليست في وارد الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك وهي شجعت الطرفين على الإسراع في استيعاب الوضع والتعاون مع الحكومة لترسيخ التهدئة، خصوصاً انها ضد الفتنة المذهبية وترى ان لا مصلحة لأحد في العودة بالوضع الى الوراء.واستبعدت مصادر أخرى ان يكون للاشتباكات خلفية سياسية، موضحة ان ما حصل بدأ بإشكال فردي تبعته ردود فعل &laqascii117o;ميليشيوية" تمثلت في حجم انتشار المسلحين ونوعية السلاح الذي استُخدم بين قوتين حليفتين، &laqascii117o;وما زاد في حجم المأساة استمرار الاحتقان الدفين في بيروت من دون أي علاج ناجع له يبدأ في البحث عن كيفية استيعابه لا سيما انه موجود منذ أحداث أيار (مايو) عام 2008، ومن غير الجائز ان ندير ظهرنا لهذه المشكلة وأن نتصرف وكأنه إشكال طارئ يمكن السيطرة عليه في الإبقاء على الوضع على حاله".ولفتت الى ان ما حصل من ردود فعل على الاشتباك &laqascii117o;يدعم الرأي القائل بأن الاحتقان المذهبي والطائفي يجب ان يواجه لاستيعابه بخطوات ملموسة على قاعدة استعداد جميع الأطراف بلا استثناء على مراجعة مواقفهم وأخذ العبرة مما حدث للتفاهم على آلية لتوفير الحلول بدلاً من ان تقتصر على تجميد الاحتقان".واعترفت المصادر نفسها بأن رئيس الحكومة &laqascii117o;بادر الى رفع السقف وهو يتحدث في المآدب الرمضانية عن ان ظاهرة تفشي السلاح لا تعالج إلا بتحويل العاصمة الى مدينة منزوعة السلاح وخالية من أي سلاح غير شرعي". وقالت ان &laqascii117o;هذا الكلام صحيح لكن لا خيار لدى الحكومة إلا بإشهار سلاح الموقف للضغط من اجل الوصول الى تفاهم غير قابل للنقض يمنع تكرار اللجوء الى السلاح للعبث بأمن المواطنين وسلامتهم".وأضافت هذه المصادر أن &laqascii117o;ليس في وسع الحريري إلا ان يقول ما قاله في مواقفه الرمضانية انطلاقاً من المواقع التي يشغلها في الحياة السياسية العامة، وبالتالي لا يريد أن يدفع جميع الأطراف من دون استثناء الى اتخاذ موقف من كلامه وكأنه يريد ان يربح هذا الطرف أو ذاك في وجه الطرف الآخر، فيما هو يبحث عن دعم مشروع الدولة الذي يُلزم الجميع تقديم تنازلات للحفاظ على الاستقرار العام".وأكدت أن الحريري لم يتوجه من قيادة &laqascii117o;حزب الله" بمواقف تدعوها الى القلق على سلاح &laqascii117o;المقاومة" أو إلى الحذر من وجود نيات مبيتة لاستهدافه في مكان ما، وهو سارع الى طمأنته أخيراً بقوله: &laqascii117o;نحن اتفقنا في مجلس الوزراء على معادلة الجيش والمقاومة والشعب تحت مرجعية الدولة وهذه المعادلة تحتاج الى وجود حقيقي وفعلي للدولة ولن تقوم على حساب الجيش ولا على حساب الشعب ولا على حساب مقاومة إسرائيل".ورأت ان الحريري بقوله هذا &laqascii117o;أراد ان يطلق حواراً باتجاه كل الأطراف وتحديداً حزب الله باعتباره المستفيد الأول من معادلة الجيش والشعب والمقاومة، على ان يتلازم مع بدء اجتماعات اللجنة الوزارية".وعلى رغم ان المصادر أحجمت عن الدخول في تفاصيل ما يدور في ذهن الحريري وأعضاء اللجنة الوزارية لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح في بيروت والمدن، والذي لا علاقة للمقاومة به ولا يستهدف دورها في التصدي للاحتلال ومقاومته، أكدت أوساط سياسية ان الحكومة محاصرة في إيجاد خطة أمنية لمعالجة هذه الظاهرة تبدأ من بيروت وتتمدد باتجاه المدن والبلدات الأخرى خارج منطقة الجنوب ولا تستطيع الهروب الى الأمام باعتبار كل هذه المدن تشكل حاضنة للمقاومة التي يطلب منها التعاون لحماية خاصرتها وعمقها اللبناني.ولم تستبعد المصادر احتمال طرح معالجة تفشي ظاهرة السلاح بالتوافق على تجميعه والاحتفاظ به شرط عدم استخدامه في الداخل تحت أي اعتبار سياسي، وذلك خطوةً أولى لإعادة الاعتبار للاستقرار ومنع تكرار الاشتباكات، مشيرة الى ان تداعيات خطوة كهذه ستكون موضوع اللقاء الموسع المرتقب بين قيادتي &laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;الأحباش"، &laqascii117o;لكن لقاء المصالحة المرتقب لا يغني عن التفاهم على إجراءات عملية لحماية السلم الأهلي التي تقع في شقين الأول استعداد جميع الأطراف لرفع الغطاء السياسي عن المخلين بالأمن، والثاني يقضي التسليم بمرجعية الدولة من خلال الجيش وقوى الأمن الداخلي في التدخل في الوقت المناسب لحسم الخلاف".وأوضحت الجهات نفسها ان اللجنة الوزارية ومن خلفها مجلس الوزراء لن تجترح الحلول لحماية السلم الأهلي في بيروت، وأنه لا بد من التوافق عليها، وأن لا مانع لو كانت &laqascii117o;بالتراضي" شرط ان يجمع الجميع على ان لا أمن بالتراضي وأن المرجعية لحفظه تبقى محصورة بالدولة في ضوء إصرار الحريري على التمييز بين سلاح المقاومة وبين أي سلاح آخر منتشر في بيروت أو في غيرها من المدن والقرى، ورغبته في طمأنة &laqascii117o;حزب الله" الذي شن حملة إعلامية على مستغلي أحداث &laqascii117o;برج ابي حيدر" وإصرارهم على توظيفها.لذلك يفترض ان يساهم كلام الحريري عن معادلة الجيش والمقاومة والشعب في مواجهة إسرائيل في تبديد القلق لدى &laqascii117o;حزب الله"، ليأتي اجتماع اللجنة الوزارية اليوم مثمراً، ويفترض ان تسبقه مشاورات بين القيادات الرئيسة وسط توقعات بأن يعقد لقاء في أي لحظة بين رئيس الحكومة والمعاون السياسي للسيد نصرالله.
- صحيفة 'الشرق الأوسط': لا تزال الأحداث الأخيرة التي شهدتها محلة برج أبو حيدر بين عناصر من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) وحزب الله محور المواقف السياسية الصادرة في بيروت أمس. ومن المقرر أن تستهل اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وعضوية وزيري الدفاع إلياس المر والداخلية زياد بارود أول اجتماعاتها لوضع خطة معالجة انتشار السلاح في الأزقة والشوارع، على خلفية مواجهات الأسبوع الماضي. واستبق الحريري انعقاد اللجنة بالتأكيد على 'أننا لن نسمح أن تحرق بيوتنا ويقتل أولادنا وتدمر أرزاقنا، لأن سيارة لم تجد لها موقفا مناسبا أو ممرا سالكا ساعة الإفطار'. وشدد على أن 'الحكومة ستتحمل مسؤولياتها إزاء هذه القضية'، موضحا أن 'معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي اتفق في مجلس الوزراء على أن تكون تحت مرجعية الدولة، تحتاج إلى وجود حقيقي وفعلي للدولة، وهي معادلة لا تقوم ولن تقوم لا على حساب الجيش ولا على حساب الشعب ولا على حساب مقاومة إسرائيل'. وأكد الوزير بارود أن 'المواطن يريد أجوبة ويسأل أين الدولة وهي لا تستطيع أن تقف متفرجة على ما حصل'، معتبرا أن 'الحكومة قامت بالحد الأدنى المطلوب منها من خلال تشكيل اللجنة الوزارية لمعالجة ملف انتشار السلاح بين الناس'. وأشار إلى أنه 'لا يمكن أن تسمح الحكومة باستمرار انتشار السلاح تحت أي عنوان من العناوين لأنه يهدد الاستقرار في لبنان'، موضحا أن 'اللجنة الوزارية المكلفة معالجة الموضوع لا يمكنها أن تجترح العجائب، والعنوان الأبرز المطروح هو ضبط السلاح وتنظيمه وتنظيم التراخيص وأمور أخرى تمنع تكرار ما حصل'. ولفت إلى أن 'سلاح المقاومة غير مطروح لأن هناك اتفاقا على أن يعالج على طاولة الحوار'، مشددا على أن 'الجيش ليس بحاجة إلى امتحان أو فحص دم لتبيان استعداده للتضحية في سبيل الوطن، ولا يجوز أن يستسهل أحد التشكيك بقدراته أو ضرب معنويات المؤسسة العسكرية'.وجدد حزب الله على لسان قيادييه أمس التأكيد على وضع اشتباكات برج أبو حيدر في إطار الطابع الفردي. وانتقد الحزب على لسان نائبه حسن فضل الله 'مسارعة بعضهم إلى محاولة التوظيف السياسي الرخيص من خلال امتهان لعبة استثمار الدم'. وأشار إلى أن 'المقاومة التي تستطيع أن تفكك مشروعا إسرائيليا أميركيا لن تكون عاجزة عن تفكيك أوهام وأحلام بعض الانتهازيين الذين تعودوا الرقص على الدماء ولم يتصرفوا بلياقة وطنية أو بمسؤولية أخلاقية تجاه الحادثة المؤلمة التي وقعت في برج أبو حيدر والتي انتهت من خلال المعالجة'. وكشف 'أننا مقبلون على خطوات على المستوى القيادي لاستكمال معالجة آثار وذيول هذه الحادثة الفردية الموضعية التي كانت خارج أي سياق، وستستكمل بخطوات تعزز الثقة والتلاقي والتعاون وتعالج كل الذيول من أجل أن نوصد الأبواب أمام كل من يحاول أن يصطاد في مثل هذه الحوادث'. وأوضح أن 'الشهيد محمد فواز بدأ بمعالجة هذه الحادثة وقضى شهيدا فيها ومع ذلك استكملنا المعالجة'، معتبرا أنه 'عندما كان يتحرك في بيروت من أجل حل مشكلة فردية وقعت كان يقوم بمسؤوليته الشرعية والوطنية وهو أعزل من السلاح لأنه لم يكن يذهب إلى مكان ليخوض مواجهة مع أحد بل كان يحاول أن يعالج وأن يقوم بالدور الطبيعي كوجه من وجوه بيروت، وكفاعلية من فاعلياتها'. ورأى نائب حزب الله علي عمار أن 'الحزب هو المتضرر الأساسي من أشكال برج أبو حيدر، لأنه سيستمر كما هو حاصل اليوم ضد الحزب'، لافتا إلى 'أننا ننتظر من القوى المعنية أن تقوم بدورها كاملا لمعرفة من هو المسؤول عن الحادث'. واستغرب 'الحملة على الجيش اللبناني الذي يشكل حصن الوطن'، مؤكدا أنه 'يقوم بواجبه كاملا وتصرف بحكمة باعتبار أن هؤلاء هم أولاد الوطن الواحد والمنطقة'. وأكد المسؤول الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الشيخ عبد القادر الفاكهاني أن 'جمعية المشاريع الخيرية ليست واحة وليست خلفية لأي مشروع ولأي مخطط لافتعال أي مشكلة بين السنة والشيعة'، لافتا إلى 'أنها لن تنجر إلى الفتن ولن تقبل بأي فتنة، خاصة أن الطرف الذي وقع معه الإشكال هو طرف حليف'. وأوضح أن 'التحقيق بدأ منذ يومين وأنهم سلموا أشرطة الفيديو للجيش'، مؤكدا 'التعاون مع الطرف الآخر لوضع الأمور في مكانها الصحيح وإعادة المياه إلى مجاريها'. وفي إطار المواقف من إعلان بيروت مدينة 'منزوع السلاح'، رأى عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق أن 'المطلوب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوة مجلس الحوار للبحث في بيروت منزوعة السلاح، باعتبار أن ذلك لا يقل أهمية عن غيره من العناوين'، مؤكدا أن 'لا أحد ينكر دور سلاح المقاومة، لكن السلاح الذي يستخدم في بيروت يستبيح كرامة الناس'. وقال: 'الفريق الآخر يعتبر نفسه ضحية'، معتبرا أنهم 'ضحايا قراراتهم الخاطئة وسلاحهم المستخدم في الداخل'. وأبدى النائب عن القوات اللبنانية النائب جورج عدوان تأييده لـ'شعار لبنان منزوع السلاح وليس فقط بيروت، باستثناء سلاح الدولة'، معتبرا أن 'حادثة برج أبو حيدر خطيرة جدا والمعالجة لم تكن كافية، والأمن بالتراضي لا يستوي، وهناك وقت قليل جدا أمام الدولة للمعالجة'. وسأل: 'لماذا تأخرت المعالجة وترك الأمر من دون حزم من القوى الأمنية لمدة أربع ساعات'. وأشار إلى أن 'سلاح المقاومة مطروح للنقاش على طاولة الحوار، ولكن مكانه ليس في زواريب بيروت، فهذه العمليات المنظمة بسلاح المقاومة في شوارع العاصمة مستغربة كما أن من المستغرب كيف أن جمعية مثل (المشاريع) لديها كل هذا السلاح'.
-'الأخبار'نادر فوز: الحريري في دمشق والهدنة في خطر
هدنة القمة الثلاثية في خطر. هذه هي النتيجة الأبسط للسجال القائم منذ حادثة برج أبي حيدر، وسط احتقان قائم في الشارع، حيث تتواصل تحقيقات الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني مع عدد من الموقوفين. سباق محموم قائم بين الاتصالات السياسية والتوتر القائم سياسياً والمنعكس مزيداً من الاحتقان في الشارع. ولعل البارز هو الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري ليل أمس إلى دمشق، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، حيث التقى الرئيس بشار الأسد للتباحث في الأوضاع اللبنانية ومتابعة نتائج القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت بين الأسد والرئيس ميشال سليمان والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قبل شهر من الآن. ويبدو أن النتيجة السياسية الأبرز لاشتباك برج أبي حيدر، يجري صرفها خارج جدول أعمال طرفي النزاع. إذ أظهرت المواقف والاتصالات والمواقف البارزة خلال الأيام القليلة الماضية، أن ما عرف بـ&laqascii117o;تهدئة القمة الثلاثية" قد تعرضت لاهتزاز عنيف أطاحها، أو هكذا تتجه الأمور، مع تصاعد السجال بين &laqascii117o;حزب الله" وحلفائه من جهة، وتيار &laqascii117o;المستقبل" وحلفائه من جهة ثانية. ولو أن الأمر لم يلامس حدود إعلان سقوط التهدئة رسمياً، وسط معلومات عن نية الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري العمل بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط على منع حصول الانفجار. في هذه الأثناء، الوضع في شوارع بيروت بشع. وما يزيد بشاعة مشاهد العاصمة بعد اشتباكات برج أبي حيدر، هو السجال السياسي الحاصل، فيما أهالي العاصمة يترنّحون بين اللعب السياسية وحروبها الصغيرة. تحولت أحداث الثلاثاء الماضي الى منصة للهجمات المتبادلة. فيما واصلت الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني تحقيقاتها مع خمسة من أصل 13 شخصاً أوقفوا على خلفية أحداث برج أبي حيدر، وأخلي سبيل ثمانية منهم، وأبقي مشتبهون في علاقتهم بالاعتداء على مسجد البسطا. وكان لافتاً لمصادر سياسية في بيروت أن الموقوفين ليسوا من عناصر &laqascii117o;أمل" أو &laqascii117o;حزب الله".وفي الشق السياسي، بدا أن شخصيات وقوى من فريق 14 آذار اتخذت من حادثة الثلاثاء الماضي، باباً لإثارة ملف السلاح من جديد. ويتكل هؤلاء على أن مطلب نزع السلاح من بيروت محل ترحيب سياسي وشعبي عام، لكن المشكلة هي في إطار هذه المطالب وخلفيّاتها، التي تخفي الكثير. وإذا كان هؤلاء يرفعون شعار &laqascii117o;بيروت منزوعة السلاح" بعيداً من تسمية حزب الله وأنصاره، فإنّ النقاشات الجارية في المجالس البيروتية التابعة أو القريبة من &laqascii117o;المستقبل" تعكس أجواءً شبيهة بما قبل 5 أيار 2008. حيث يردد نواب ومسؤولون من &laqascii117o;المستقبل"، أن أحداث برج أبي حيدر &laqascii117o;بروفا لما يمكن أن يحصل في الشوارع في حال صدور القرار الاتهامي".التحليلات والتوصيفات التي تعزز حالة الاحتقان تترافق مع مواقف، منها إعلان الرئيس سعد الحريري &laqascii117o;أنّ الحكومة واللجنة الوزارية الأمنية ستعملان على إيجاد الحلول اللازمة لانتشار السلاح"، وأن الوزير زياد بارود العضو في اللجنة يؤكد أن &laqascii117o;ليس بإمكان اللجنة أن تجترح العجائب". ويركز نواب &laqascii117o;المستقبل" على أمرين: السعي للتوصل إلى صيغة لإدارة الوضع في المدينة، والإمساك بورقة نزع السلاح لتحقيق بعض المكاسب السياسية. وهذه المكاسب تُرجمت تلقائياً عبر تغيير المسار السياسي والاهتمام الإعلامي والشعبي، من قضيتي شهود الزور واتهام حزب الله إسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى ملف نزع السلاح في العاصمة. إذا كان خطاب المستقبليين موجهاً في هذا الإطار، فثمة حول الرئيس سعد الحريري عدد من الشخصيات الواعية التي درست تفاصيل ما جرى وترى في خطة سير التيار تعزيزاً للفتنة. ويقرّ هؤلاء بأن &laqascii117o;لا شيء جدياً ولا شيء يجري إعداده على الأرض، ما يساهم في تعزيز الاحتقان والقلق". ويقرّون بضرورة حصول لقاء بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله. لكن قلق مصادر المستقبل يكمن في ما يسمّونه &laqascii117o;دفتر شروط نصر الله" للجلوس مع الحريري وغيره. وهو ورد في خطابه يوم 25 حزيران، عندما رفض الجلوس مع &laqascii117o;أي أحد في هذه الدنيا إذا أراد أن يجلس معنا ليناقشنا على قاعدة أن أحداً من عندنا متهم ونريد أن نبحث عن مخرج". من جانب &laqascii117o;حزب الله"، فإن التركيز قائم على أداء الحريري وفريقه &laqascii117o;حيث يظهران أنهما هواة مواجهة"، وأنّ &laqascii117o;تصرّف الحريري لا يدلّ على أنه يريد أن يحكم، بل يريد استمرار الصراع والتحدي". ويؤكد المقربون من الحزب أنه لم يصدر بعد قرار بشأن &laqascii117o;كيفية التعاطي مع موضوع نزع السلاح من العاصمة"، مشيرين إلى أنّ البحث لا يزال مركزاً على أحداث برج أبي حيدر والاستغلال الذي يجري لهذا الموضوع. ومن الأجواء التي يعكسها عدد من المطّلعين على نقاشات الحزب، أنّ &laqascii117o;الفريق الآخر لم يتصرّف بمسؤولية وطنية لتصفية ذيول الحادثة، إنما ثمة سعي لتعميق الجروح". وتسير أجواء الحزب إلى أكثر سلبية عبر الشعور الذي يعكسه المطّلعون: &laqascii117o;يريد الفريق الآخر التخلي عن الصيغة الحالية والعودة إلى ما قبل حكومة الوحدة الوطنية".
ـ صحيفة 'اللواء': عشية اجتماع اللجنة الوزارية الذي سيعقد في الرابعة بعد الظهر لمعالجة الوضع الأمني في بيروت، أوضح وزير الداخلية زياد بارود، أن اللجنة لن تجترح العجائب، بل ستقوم بالحد الأدنى المطلوب من الدولة، وان ما تقوم به يبقى أفضل من الا تعمل شيئاً، مشدداً على ضرورة العمل على تنظيم ملف السلاح وضبطه، متسائلاً عمّا إذا كان من استخدم السلاح المتوسط في برج أبي حيدر، يحمل ترخيصاً؟ معرباً عن خشيته من أن يتكرر ما حصل في اي منطقة أخرى إذا لم يتم وضع حدّ للسلاح وإيجاد حل له من خلال مقاربة جدية للموضوع وصولاً إلى حل شامل. ولفت بارود الانتباه إلى أن ملف السلاح لم يعالج بالشكل المفترض والجدية اللازمة منذ العام 1991 عندما شكلت لجنة وزارية لجمع سلاح الميليشيات عندما لم يُصار الى جمع السلاح الثقيل واقتصر الامر على السلاح الخفيف والمتوسط.واوضح ان <لا جدل حول سلاح المقاومة الذي هو خارج النقاش المطروح، طالما ان سلاح المقاومة مطروح على طاولة الحوار ويناقش بموضوعية ومسؤولية، علماً ان المقاومة هي متضررة من اشتباكات برج ابي حيدر لان السلاح عندما يستخدم في غير مكانه الصحيح يعطي نتائج عكسية.على صعيد التحقيقات، نقلت محطة MTV عن مصادر وزارية قولها ان التحقيقات في حادثة برج ابي حيدر شارفت على نهايتها، وان الصورة اصبحت واضحة امام التحقيق الذي تتولاه الشرطة العسكرية، مؤكدة ان عدد الموقوفين اصبح 12 شخصاً بينهم حارق مسجد البسطة، كما تم رصد 50 شخصا بالصورة.وكشف مصدر نيابي للمحطة المذكورة ان الموقوف والمتهم بحرق المسجد هو من المقربين من مسؤول حزب الله محمد فواز الذي قتل في الحادث، لافتا الى ان الحوادث بدأت على خلفية فردية وتطور الاشكال ليصبح ذا طابع سياسي بحت.لكن محطة OTV الناطقة بلسان العماد ميشال عون نفت ان يكون الموقوفون الاربعة الذين تم الكشف عنهم ليل الجمعة ينتمون الى حزب الله ووصفتم بأنهم شبان من شلل الخندق الغميق الذين تربطهم بالاحباش علاقة اشكالات مزمنة.من جهته اكد مصدر قضائي ان التحقيق الذي تجريه الاجهزة القضائية والامنية والعسكرية في احداث برج ابي حيدر توصل الى معلومات مهمة تتعلق بأسباب الحادث وخلفياته وتداعياته، وكشف بأنه تم تحديد اسماء الكثير ممن اطلقوا النار والقذائف الصاروخية وتسببوا بسقوط ضحايا وشاركوا في الاعتداء على مسجدي برج ابي حيدر والبسطة وعدد من المنازل، واحراق وتكسير محال تجارية، بناء لافادات شهود وصور كاميرات مراقبة وتحريات تولتها الاجهزة الامنية التي تشارك في جمع المعلومات تنفيذا لاستنابات قضائية.
ـ 'اللواء': التقت <اللواء> النائب نهاد المشنوق وأجرت معه حواراً حول أحداث الأيام الماضية وخطورة تداعياتها&bascii117ll;
كانت أحداث الثلاثاء الماضي أليمة جداً، كيف قرأت أبعادها؟ ومن هو المستهدف؟
- ان احداث الثلاثاء الماضي هي احداث عائشة بكار نفسها قبل سنة، وهي احداث 7 أيار نفسها قبل سنتين&bascii117ll;&bascii117ll; اي انها استباحة واستهوان استباحة المدينة وإهانة كرامات أهلها وتخريب ارزاقها وممتلكاتها وخراب بيوت الناس&bascii117ll;ماذا تفعل <المقاومة> وسلاحها في المناطق التي حدثت فيها الاشتباكات؟!! فهناك لا وجود للمربعات الأمنية ولا لقيادات أمنية وليس هناك مناطق حدودية مع اسرائيل&bascii117ll; وإذا المقاومة مستهدفة في برج ابي حيدر اقول بأنها هي التي تستهدف نفسها&bascii117ll; فهم لا يعرفون التفريق بين استهداف نفسهم وبين استهداف غيرهم لهم، فهذه مشكلتهم وليست مشكلة المدينة&bascii117ll; المدينة، ليست <مكسر عصا>، حتى يقرروا متى يشاؤون هم وسلاحهم ان يقوم بما يريد تحت شعار انهم يقاتلون اسرائيل!! فهذا كلام ليس له علاقة بالمنطق ولا بالفعل ولا بمصلحة حزب الله ولا لمصلحة احد&bascii117ll;هذه المدينة، ليست مدينة