المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات ومقالات من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 31/8/2010

حول إطلالة الأمين العام لـ'حزب الله' في يوم القدس

- أسرار صحيفة 'النهار':

تتحدّث أوساط في قوى 8 آذار عن إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يكشف فيها أسماء من كانوا وراء شهود الزور قبل صدور القرار الاتهامي.


معلومات لصحيفة 'الأخبار' حول ما دار في لقاء السيد حسن نصر الله والشيخ حسام قراقيرة

- 'الأخبار':

... إذا كانت زيارة الحريري لدمشق لم تفتح أمامه باب حارة حريك، فإن هذا الباب فتح أمس لقيادة جمعية المشاريع &laqascii117o;الأحباش"، حيث استقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، رئيس الجمعية حسام قراقيرة يرافقه رئيس فرع الجمعية في البقاع أسامة السيد، في حضور عضو المكتب السياسي في الحزب عبد المجيد عمار ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا. وقد أكدت مصادر مطلعة، أن اللقاء الذي استمر ساعات، ساده جو من الود المتبادل وتصفية للقلوب وطرح كل الامور التي ربما تراكمت خلال الفترة الماضية. وقد عرض قراقيرة المرحلة الماضية، مشيراً الى أن جمعية المشاريع لطالما كانت ظهيراً للمقاومة ولخط المقاومة، وهي تعرّضت لما تعرّضت له من عسف واعتقالات وغيرها نتيجة موقفها المبدئي هذا، وهي لم تبخل بما تملك في هذا الاتجاه، وقد تعرضت لضغوط هائلة كما تعرّضت لمغريات ضخمة لتغيير موقفها ولكنها بقيت محافظة على موقعها المبدئي. وأضاف &laqascii117o;لطالما اعتبرنا أنفسنا ظهيراً للمقاومة، ولن نكون إلا كذلك، ونحن نفتخر بأننا جزء من البيئة الحاضنة للمقاومة وسنبقى نعمل بالاسلوب نفسه، مهما حصل وبغض النظر عما وقع". وقال نصر الله إن حزب الله والمقاومة الاسلامية يعتبران أنهما خسرا ثلاثة شهداء في هذه الاشتباكات، مشيراً الى أحمد جمال عميرات بصفته أحد شهداء المقاومة ايضاً. وطرح نية الحزب التعويض عن الأضرار المادية التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في المنطقة، سائلاً عما تملكه المشاريع في هذا المجال، فأجاب قراقيرة فوراً: &laqascii117o;مالكم هو مالنا ومالنا مالكم، فأما المسجدان فقد تكفل متبرعون بإصلاح ما تضرر، وأما الجمعية فهي جاهزة للمشاركة في التعويض عن الأضرار والممتلكات" وهو الموقف الذي نوّهت به قيادة حزب الله، واتفق على تأليف لجنة مشتركة لإحصاء الأضرار والتعويض على المتضررين من المواطنين والاطراف كافة. واتفق المجتمعون على ضرورة استكمال ومتابعة تحقيقات الجيش الى النهاية، ومعاقبة المرتكبين من أي طرف كانوا والى أية جهة انتموا، والحرص على توفير كل ما يطلبه الجيش من معلومات ومعطيات تفيد التحقيق بالحادثة. كما اتفقوا على تأليف لجان مشتركة دائمة في الأحياء لضبط الوضع بالكامل والتنسيق في منع أية ردود فعل أو استغلال من أي طرف متهور لما حصل، وتبادل المعلومات حول أي شخص يحاول الاستفادة مما جرى إن كان ينتمي الى اي من الحزب او الجمعية، او ابلاغ استخبارات الجيش إن لم يكن ينتمي الى اي من الطرفين، كذلك اتفق على لجان مشتركة بين الطرفين للتواصل السياسي والاهلي في المنطقة المعنية والمناطق المحيطة، وعدم ترك الامور للحالات الطارئة بل اعتبار هذه اللجان لجان عمل يومية. كذلك اتفق الطرفان على تطوير العلاقة سياسياً بين القيادتين، وعلى مواجهة محاولات الاستغلال السياسي لما حصل، وعلى الاصرار على ملف شهود الزور الذي حاول البعض طرح شعار &laqascii117o;بيروت مدينة منزوعة السلاح" للتعمية عليه وطمسه. وتناول الحديث أيضاً موضوع المحكمة الدولية، حيث جرى تبادل للآراء &laqascii117o;بما يحضر للبنان والتحديات التي يواجهها البلد"، وكان تفاهمٌ على سبل العمل المشترك. وتخللت اللقاء اشارات اولية وغير مباشرة الى ان محاولة اطلاق النار على الجيش في برج ابي حيدر قد تكون رداً على دور الجيش وموقفه الاخير في العديسة، خصوصاً ان الطرفين ينفيان استهداف الجيش بالنيران، كما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة دقائق مقتل الكادر في حزب الله محمد فواز الذي أدى مقتله الى اشتعال الامور بطريقة غير قابلة للضبط.وقد رفض أسامة السيد (البقاع ـ أسامة القادري) وصف اللقاء بأنه لقاء مصالحة &laqascii117o;لأنه لم يكن هناك قطيعة بيننا وبين حزب الله، لذا هذا اللقاء لقاء مصارحة، حتى العتاب بين الطرفين لم يكن موجوداً"، وكان ثمرة للقاءات عديدة حصلت على أثر الحادثة، دون أن ينفي ان للقيادة السورية دوراً كبيراً في إرساء عامل التهدئة. ونفى أن يكون المجتمعون تطرقوا الى مسألة تحميل المسؤولية الى أي طرف منهما.وذكر مصدر في المشاريع، ان الجمعية كانت قد طلبت موعداً للقاء مع نصر الله، قبل حصول الاشتباك، واتُفق على ذلك إلا أن الموعد النهائي لم يحدد، لافتاً إلى أنه اتُفق في لقاء القيادتين على تبادل للزيارات في إطار تقديم التعازي بضحايا الطرفين. وتوقع انتهاء مسح الأضرار خلال أيام معدودة، والمباشرة فوراً بدفع التعويضات، مع الإشارة إلى أن لجنة مشتركة من الجانبين، عقدت لقاءً أمس لتنسيق قضية التعويضات.وأعلن المصدر أن الأموال اللازمة لترميم مسجد البسطة الفوقا، تبرع بها &laqascii117o;عدد من أهالي المنطقة ومن أحباب الجمعية"، وأن الجمعية كلفت شركة خاصة باشرت العمل أمس لإزالة آثار الحريق الذي أصابه، مضيفاً إن الجمعية ستتولى ترميم مبنى الديوان والأضرار التي لحقت بمركزها الرئيسي على نفقتها الخاصة.وفي أول ترجمة عملية لإعادة العلاقة إلى طبيعتها بين الطرفين، يتوقع أن يشارك مسؤولون من حزب الله، في إفطار تقيمه الجمعية غروب غد، لـ&laqascii117o;عدد من أصدقائها وشخصيات من أحزاب وجهات حليفة لها"، كانت قد دعت إليه منذ ما قبل الحادثة.وكان قد صدر عن اللقاء بيان مشترك، تضمّن عناوين ما أكدته المصادر بالتفصيل، إضافة إلى تأكيد &laqascii117o;دور الجيش في حفظ الأمن وعدم القبول باستهدافه أو الإساءة إليه واتهامه"..


- صحيفة 'الشرق الأوسط':
وصف مسؤول الإعلام في 'جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية' عبد القادر الفاكهاني، في وقت لاحق، الاجتماع الثنائي(بين السيد نصرالله والشيخ قراقيري) بـ'الإيجابي جدا'. وقال: 'كان هناك خطاب للقلوب وجرى التأكيد على عدة ثوابت، أبرزها فردية الحادث ومساعدة التحقيق'. واستغرب ما يقال عن أن 'الجماعة' تصرفت 'بطريقة منظمة'، نافيا 'حصول تقنيص من قبل الجمعية من على المباني'. وشدد على أهمية 'اعتماد أسلوب الهدوء والحوار الذي يوصل إلى نتيجة'، داعيا لأن 'يكون الأمن تحت سلطة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي'.


ـ صحيفة 'اللواء':

لقاء نصرالله-قراقيرة يشكل بداية لاقفال ملف حادث برج أبي حيدر
أكد مصدر مسؤول في 'حزب الله' لـ'اللواء' أن اللقاء الذي حصل بين الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله ورئيس جمعية المشاريع حسام قراقيرة يُشكّل بداية لاقفال ملف الحادث الذي حصل في برج أبي حيدر، مشيراً إلى انه تمّ الاتفاق على عدم السماح لأي فريق سياسي باستغلال ما جرى، والعمل على اخراجه من البازار السياسي حيث حاول البعض استثماره وتوظيفه في إطار المشروع الرامي لتضييق الخناق على المقاومة وسلاحها.وجدد المصدر التأكيد على أن ما جرى لا يخرج عن إطار كونه حادث فردي لا خلفيات سياسية أو مذهبية له، وانه حصل بين فريقين يجمعهما الخندق الواحد، مشدداً على أن الجانبين اتفقا على احتواء ما جرى واتخاذ الإجراءات الآيلة لمنع تكراره او السماح لأي فريق في الدخول على خط تغذية الخلافات والنعرات الطائفية، كاشفاً عن أن اللقاء الذي جمع نصر الله والشيخ قراقيرة سيتابع من خلال الاتصالات المتبادلة والاجتماعات على مستوى المسؤولين في كلا الفريقين.


حول كلمة الأمين العام لـ'حزب الله' في حفل إفطار لعوائل الشهداء

- 'الأخبار':

... ومساء أمس، وفي حفل إفطار مغلق لعوائل الشهداء، تطرق نصر الله إلى حادثة برج أبي حيدر، التي وصفها بـ&laqascii117o;الأليمة، ولكنها أظهرت أن هناك نوايا مبيتة"، وأن هناك أطرافاً بدت أنها تتحيّن الفرص لمهاجمة المقاومة وسلاحها. وهاجم &laqascii117o;الاستغلال الرخيص لما حصل". وقال إنه سيعلن موقفاً في خطابه يوم الجمعة المقبل.


'حزب الله' والصراع مع إسرائيل

- 'الأخبار':

إسرائيل تنقل قوات إلى الشمال استعداداً &laqascii117o;للحرب الكبرى"
في ظل الصمت السياسي الإقليمي، والسعي إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسلطة محمود عباس لا يتوقع لها الوصول إلى شيء، برزت إلى السطح معطيات ميدانية تعيد الاعتبار إلى خطر الحرب مع سوريا ولبنان.قرر الجيش الإسرائيلي نقل لواء &laqascii117o;كفير" الذي يخدم تاريخياً في الضفة الغربية إلى الحدود الشمالية &laqascii117o;تحضيراً للحرب الكبرى"، وفقاً لما ذكرته صحيفة &laqascii117o;معاريف" أمس نقلاً عن مصادر عسكرية.وقالت الصحيفة إن القرار الذي وصفته بـ&laqascii117o;التاريخي" جاء في &laqascii117o;ظل الضغط الذي مارسه قائد اللواء، العقيد أورن أفمن، والرؤية الاستراتيجية لقائد المنطقة الوسطى، الجنرال آفي مزراحي"، اللذين أديا إلى تطوير اللواء وصدور أوامر عن مزراحي الذي يخضع اللواء لإمرته بضرورة إعداده &laqascii117o;استعداداً للحرب الكبرى التي قد تندلع في الشمال".وأضافت &laqascii117o;معاريف" أن التوجيهات تفيد بأنه تتعين الاستفادة من المهنية الكبيرة لمقاتلي لواء &laqascii117o;كفير"، كما تجلت في القتال داخل المناطق المبنية، وعلى طول الجدار الفاصل، &laqascii117o;وخصوصاً أن مؤشّر الإرهاب في الضفة الغربية في انخفاض مستمر".ونقلت &laqascii117o;معاريف" أن مزراحي أعلن في الآونة الأخيرة أن لواء &laqascii117o;كفير" سيتدرب في محيط يحاكي لبنان وسوريا، وأنه من الآن فصاعداً ستنضم إلى كل تدريباته قوات مدرعة ومدفعية، وسيُعَدّ مقاتلوه للمشاركة في نشاطات عملانية على الحدود الشمالية العام المقبل.ومن المقرر نقل اللواء على دفعات إلى الجبهة الشمالية، بحيث تنتقل في المرحلة الأولى كتيبة واحدة فقط بدءاً من العام المقبل، على أن تستغرق عملية دمج بقية الوحدات في البيئة الشمالية عدة سنوات، سيتحول اللواء في أعقابها إلى &laqascii117o;لواء مناوِر" على شاكلة ألوية المشاة الأربعة المعروفين في الجيش، وهي: غولاني، غفعاتي، المظليون وناحل.ومن المعلوم أن الجيش الإسرائيلي يخضع منذ حرب تموز 2006 لسلسلة من الخطط التدريبية التي تهدف إلى بناء الجهوزية وسط قواته في ظل حالة الترهل التي تكشفت فيها خلال الحرب. وليس سراً أن الجبهة الشمالية تحتل صدارة الاهتمامات في بناء هذه الجهوزية بوصفها الجبهة الأكثر خطورة بحسب التصنيفات الإسرائيلية، ما يفسر تعريف القوات المختلفة على طبيعة هذه الجبهة من خلال إرسالها إلى الخدمة فيها دورياً.ويتألف &laqascii117o;كفير" من ستة كتائب مشاة مختلفة تألفت في بداية التسعينيات لمساعدة قوات المدرعات في أعمالها في الضفة الغربية، وخلال الانتفاضة الثانية تقرر تحويلها إلى كتائب ذات هدف محدد للقتال في المدن الفلسطينية، وفي عام 2005 وُحِّدت الكتائب الستّ تحت إمرة لواء موحد ومستقل. واشتهر اللواء منذ إنشائه بممارساته القمعية وأعمال التنكيل بحق السكان الفلسطينيين، إضافة إلى إعلان مجندين فيه رفضهم تنفيذ أوامر إخلاء المستوطنات. وتشير الإحصاءات إلى أن اللواء مسؤول عن 70 في المئة من الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية. وأظهرت تحقيقات أعدها الجيش الإسرائيلي أخيراً، أن اللواء تصدر ألوية المشاة الأربعة في نسبة الانضباط الداخلي بين عناصره، وأنه يحتل المرتبة الأولى لجهة عدد الجنود الذين ينتقلون منه للدراسة في كلية الضباط.
ضرب حزب الله في سوريا؟
في هذه الأثناء، لفتت الانتباه التقارير الأمنية والإعلامية التي تتحدث عن تغييرات إضافية حاصلة على الجبهة الشمالية، وعن أن قوات الاحتلال تعمل الآن على نقل قوات كبيرة، بينها فرقة مدرعات إلى المنطقة الشمالية المقابلة للجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، وذلك ضمن مناورات ترتبط بعمل عسكري أو أمني ما، يمكن أن تفكر إسرائيل بالإقدام عليه.وبحسب المتداول، وما أوردته صحيفة &laqascii117o;الراي" الكويتية أمس &laqascii117o;فإن إسرائيل حشدت منذ أيام فرقة عسكرية مدرّعة دعماً لفرقة مماثلة موجودة أصلاً في مرتفعات الجولان وحول مزارع شبعا. وقد ترافق ذلك مع تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية من دون طيار. ونقلت الصحيفة عن مصادر أوروبية &laqascii117o;أن لدى إسرائيل نية منذ أمد لضرب المخازن الاستراتيجية التابعة لـ&laqascii117o;حزب الله" في سوريا، التي تحوي عدداً كبيراً من الصواريخ الاستراتيجية البعيدة المدى، والموجودة في مناطق نائية داخل سوريا، وأن الضربة الإسرائيلية المرجحة لن تقتصر على استهداف مخازن &laqascii117o;حزب الله"، بل ستشمل مصانع حديثة للسلاح تابعة له في سوريا ويصار إلى نقل &laqascii117o;إنتاجها" مباشرة إلى لبنان".وكانت إسرائيل قد أعدّت في أوائل العام الحالي خطة لتوجيه ضربة إلى مصنع قالت إنه أُقيم على الأراضي السورية، وإن إيران تولت تمويله مقابل تخصيص نصف إنتاجه من الصواريخ البعيدة المدى لمصلحة حزب الله، وإن كوادر ونشطاء من الحزب يعملون في هذه المنشأة الموجودة في منطقة سورية تقول إسرائيل إنها تملك معلومات تفصيلية عنها.والكل يذكر يومها مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحميل موفد أميركي رفيع المستوى رسالة إلى الإدارتين الأميركية والإسرائيلية تتضمن قراراً سورياً بالرد فوراً على أي هجوم إسرائيلي على أي موقع داخل الأراضي السورية. ثم أتبع ذلك وزير الخارجية السورية وليد المعلم بإطلاقه تصريحات تهدد بنقل المعركة إلى داخل المدن الإسرائيلية إذا اعتدت إسرائيل على سوريا.
حسابات إسرائيل والتوقعات
إلا أن الاستراتيجية الإسرائيلية تنطلق من حسابات وتقديرات غير واضحة تماماً. فمن جهة، يبدو أن أصحاب القرار في إسرائيل يدرسون الأمر من زاوية أنهم يضربون حزب الله داخل سوريا، وأن ضرب حزب الله خارج لبنان سيحرمه الحجة للرد عسكرياً. كذلك فإن توجيه ضربة إلى موقع يخص حزب الله يمكن أن يُعفي سوريا من واجب الرد. وبالتالي تراهن إسرائيل في جانب من حساباتها على أن الصمت سيكون هو الرد العملي على أي عدوان تشنه على سوريا. وفي حال حصول مواجهة ستعمد هي إلى توجيه رسائل نارية حادة إلى الجانبين السوري واللبناني بغية ردعهما ومنعهما من القيام بأي رد فعل.وإذا كانت إسرائيل تتحسب لاحتمال اندلاع المواجهة من خلال تعزيز جبهتها العسكرية ورفع مستوى الجهوزية لدى قواتها، فإن الصورة على الجبهة المقابلة ليست أقل وضوحاً لناحية أن جميع المعطيات تفيد بأن سوريا لن تسكت عن أي عدوان، وهي في حالة من الجهوزية التي تتيح لها الرد من خلال عمليات عسكرية واضحة المعالم، وهو الأمر الذي يعني في حال حصوله دخول المنطقة في مواجهة واسعة، لأن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي إزاء مواجهة بين إسرائيل وسوريا. ولدى الحزب أيضاً مستوى من الجهوزية العالية جداً التي تتيح له خوض معركة قاسية ومفتوحة بما يتجاوز تقديرات إسرائيل، وخصوصاً أن العامين المنصرمين شهدا نجاحات أمنية كبيرة للمقاومة في لبنان، تمثلت في جانب منها بعمليات مكافحة التجسس الإسرائيلي في لبنان، الأمر الذي أفقد العدو الكثير من الأهداف والمعلومات التي يحتاج إليها في أي حرب مع لبنان، بالإضافة إلى ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبات عدة، عن وجود قدرات عسكرية برية وبحرية وصاروخية تمكّن الحزب من جرّ إسرائيل إلى مواجهة أوسع بكثير مما تريد هي.


- 'الشرق الأوسط':
لواء &laqascii117o;الحرب داخل المدن" في الجيش الإسرائيلي ينتقل إلى الحدود مع لبنان بعد 20 سنة من العمل في الضفة..مراقبون يتساءلون: هل هي من علامات الإعداد للحرب؟
أثار سحب لواء &laqascii117o;الحرب داخل المدن" في الجيش الإسرائيلي، من الخدمة في الضفة الغربية، ونقله إلى الحدود الشمالية مع لبنان، تساؤلات لدى المراقبين الإسرائيليين إن كانت تلك من علامات الإعداد للحرب القادمة.وقالت صحيفة &laqascii117o;معاريف"، أمس، إن قائد لواء المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آفي مزراحي، سمع يقول أنه يجب نشر هذا اللواء على الحدود الشمالية لتتدرب هناك على الحرب الكبرى القادمة من الشمال. وأن قائد لواء &laqascii117o;كفير" (هكذا يسمى اللواء المختص بالحرب داخل المدن)، العقيد أورن آبمان، يمارس ضغوطا على رئيس الأركان غابي أشكنازي منذ فترة طويلة لينقل قواته إلى الشمال حتى يتاح له إجراء التدريبات اللازمة على هذه المنطقة المختلفة عن منطقة الضفة الغربية.ولواء &laqascii117o;كفير" هو من المشاة، وقد تأسس منذ مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، ونشر جنوده على مختلف مناطق الضفة الغربية. وهم يخدمون فقط في الضفة ولا يغادرونها خلال خدمتهم. ويعتبر أكبر ألوية الجيش الإسرائيلي على الإطلاق. ويشتمل على عدة سرايا مشهورة في شدة قمعها للفلسطينيين.واشتهرت هذه السرايا بالعديد من الفضائح الأخلاقية، مثل التنكيل بمدنيين فلسطينيين، والتقاط الصور للجنود والجنديات مع معتقلين فلسطينيين مكبلين أو معصوبي الأعين، واستخدام فلسطينيين دروعا بشرية، وقتل معتقلين فلسطينيين من دون محاكمة. وهم الذين نفذوا 70% من الاعتقالات في الضفة الغربية. وهو يعتبر من أكثر الألوية انضباطا في الجيش الإسرائيلي. وهو أكبر مصدر لتخريج المرشحين للعمل القيادي.وشكا ضباط وجنود هذا اللواء في السنوات الأخيرة من الملل والروتين. وتوجهوا إلى قياداتهم معلنين أن إشغالهم في عمليات الدورية في السنوات الأخيرة جعلت كثيرين منهم يتركون الخدمة في اللواء، وينتقلون إلى وحدات وألوية أخرى. وهم يقولون: &laqascii117o;نحن مشاة محاربون ويجب الإفادة من خبراتنا القتالية وليس من المعقول وضعنا في قفص الدوريات". وزادت المرارة لديهم، عندما أرسلوا لهدم منازل بنيت بلا ترخيص في المستوطنات، وبدأت تسمع تذمرات علنية واحتجاجات في صفوفهم.وفي الشهور الأخيرة، حاول قائدهم إرضاءهم بمباشرة تدريبات على احتلال بلدات لبنانية وسورية، واعدا بأن ينتقلوا إلى الحدود الشمالية في أسرع وقت. وحسب القرار الجديد، سينتشرون على طول الحدود اللبنانية، وستكون لهم قاعدة في هضبة الجولان السورية المحتلة. وسيتم شملهم في جميع التدريبات، التي تجريها الألوية الأربعة للقوات المدرعة في السنة القادمة، في منطقة الشمال.وستتولى موضوع &laqascii117o;حرب المدن"، التي تتفوق فيها، حيث ينتقل جنودها من بيت إلى بيت فيقاتلون من يواجههم، ويعتقلون ويقمعون أو يقتلون من يعترض طريقهم، وهم مزودون بأحدث البنادق وآخر صرعات القنابل.


'حزب الله' وشهود الزور والقرار الإتهامي للمحكمة الدولية

- 'الأخبار'

إبراهيم الأمين:
حزب اللّه يرفض ابتزاز الحريري: ماضون في ملف شهود الزور حتى النهاية

&laqascii117o;جلالة الملك يبذل كل الجهود للوصول إلى نتيجة، وأنا أريد التوصّل إلى تفاهم، فلا داعي لأي تصعيد، ولا داعي للتظاهرات بحجّة انقطاع الكهرباء ولا للحملات الإعلامية. نريد الهدوء والاستقرار".ردّد سعد الحريري هذه العبارات كثيراً على مسمع من حزب الله، وأمام آخرين يعتقد أنهم على صلة بحزب الله أو حتى بسوريا. كان الحريري يكرّر لازمة أنه صاحب مصلحة مركزية في عدم حصول أي تصعيد، سياسي أو في الشارع، وأنه عندما تبلّغ أن بعض نوابه يحرّضون أبناء مناطق شمالية ساحلية على قطع الطرقات، بادر إلى الضغط وسحب الناس من الشارع ووقف كل أشكال الاحتجاجات هناك.لكن الحريري الذي بادر إثر حادثة برج أبي حيدر إلى رفع الصوت، قال إنه فعل ذلك لاحتواء غضب &laqascii117o;الأهالي" من أنصاره، الذين لا يتحمّلون ما حصل في بعض أحياء العاصمة. وقال أيضاً إن دعوته لمعالجة ملف السلاح في العاصمة إنما تنطلق من سعيه إلى منع حصول أيّ فتنة، وإنه لا يمكنه السكوت عمّا حصل.حتى هذا الحد يبدو الكلام هادئاً، بريئاً، بل مقنعاً للبعض. لكن حقائق الأمور تقود فوراً إلى نتائج أخرى:
أولاً: إن طبيعة الاتصالات التي سبقت ورافقت وتلت القمة الثلاثية في بيروت، وبعض اللقاءات الخارجية، دلّت على أن الحريري يظهر خشية من موقف سياسي عالي السقف يصدر عن حزب الله يطيح حكومته، أو يجعلها مشلولة. وهو شعر أيضاً بأن النائب وليد جنبلاط صار أقرب إلى الفريق الآخر، ما يتيح إسقاط الحكومة دونما الحاجة إلى حركة في الشارع.
ثانياً: يعرف الحريري شخصياً، ومن خلفه السعودية وعواصم أخرى، أن خروجه من الحكم في هذا الوقت ستكون له آثار وخيمة على السياسات الكبرى للمحور الذي يعمل الحريري ضمنه، وهو المحور الذي يعيش مرحلة حصر الأضرار في كل المنطقة، وبالتالي فإن عليه العمل لمنع تفاقم الأمر، وصولاً إلى إخراجه من السلطة؛ لأن أي احتجاج لاحق، أو تحرّك سلبي يقوم على فكرة الإحباط، لن يؤدي إلى متغيّرات حقيقية، وأنه ليس بيد أحد في هذا العالم القدرة على تقديم العون النوعي له، وسينتهي الأمر به إلى صراخ وبكاء واحتجاج يضمر مع الوقت.
ثالثاً: وهي مسألة ذات حساسية خاصة عند الحريري، وقد يراها البعض غير واقعية، وهي تتصل بالوضع المالي الشخصي لرئيس الحكومة، وهو الوضع الفائق الصعوبة الذي يجعله اليوم في حالة استدانة كبيرة جداً (سيُصار قريباً إلى نشر أرقام عن حقيقة الوضع المالي الشخصي لرئيس الحكومة ومشكلاته المتصلة مع أفراد عائلته وواقع مؤسساته الإنتاجية أو تلك التي تقوم على الإنفاق فقط، وطبيعة الأعمال التي يقوم بها في السعودية وغيرها). ولهذه الأوضاع نتائج والتزامات توجب على الحريري البقاء في السلطة إلى خمس سنوات على الأقل. وهو مضطر في ظل غياب البدائل الحقيقية إلى أن ينتج تسويات تبقيه في موقعه الحالي.
رابعاً: قابل الحريري بكثير من الخيبة والأمل الجهود الإقليمية لاحتواء مسبق لأي خطوة تصدر عن المحكمة الدولية، لكنه تصرّف بواقعية، انطلاقاً من أنه ليس صاحب القرار. لكن الحريري يميّز بين تأجيل القرار الظني أو إلغائه، وما أثاره حزب الله بقوّة تحت عنوان &laqascii117o;ملف شهود الزور"، لأن الخطوة الأخيرة ستصيبه مباشرة من خلال إصابة أبرز مساعديه السياسيين والقضائيين والأمنيين والإعلاميين، وفي ذلك ما يجعله ضعيفاً، لا في ملف المحكمة نفسها فقط، بل في ملف العلاقة مع جمهوره أيضاً.
خامساً: اتخذ الحريري من حادثة برج أبي حيدر منصّة مناسبة للعودة إلى منطق الابتزاز، وهو هنا يذكّرنا بما بدأه قبل 4 سنوات، حين عرض على حزب الله مقايضة بأنه لن يتعرّض لملف سلاح المقاومة مقابل صمت حزب الله عن الإجراءات التعسفية التي رافقت الموجات الأولى من التحقيق الدولي، وهو يريد تكرار الأمر الآن من خلال العودة إلى إثارة ملف السلاح على أمل مقايضته بملف شهود الزور، آملاً أن تقنع سوريا، أو الوقائع، حزب الله بالامتناع عن ملاحقة هذا الملف الشائك.
سادساً: وجد الحريري في حادثة برج أبي حيدر مناسبة لإنعاش حملة التعبئة المذهبية والسياسية من خلال تصوير ما حصل على الأرض كأنه هجوم شبيه بما حصل يوم السابع من أيار عام 2008، علماً بأن الوقائع الميدانية لا تشير مطلقاً إلى ذلك، بل حتى إن قواعد حزب الله وأخرى قريبة منه خرجت من الحادثة محبطة لأنها حادثة أليمة، وقد وقعت مع حلفاء، وكانت نتيجتها خسارة كوادر من الحزب، ومن ثم تركت مضاعفات سلبية على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ما يجعل أي مراقب عاقل ينظر إلى ما حصل على أنه خسارة كاملة لحزب الله، ما يعني منطقياً أنه ليس صاحب مصلحة فيه، وبالتالي ليس مسؤولاً عن انطلاقة شرارة الحادثة يومها.
سابعاً: يعتقد الحريري، ومقرّبون منه، أنه يجب المسارعة إلى رفع خطاب التعبئة، لأن في الشارع السُّني مَن أظهر تعاطفاً مع جمعية المشاريع (الأحباش) وذهب القريبون من الحريري إلى حدود الادعاء أن الحادث دُبّر بقصد تعويم &laqascii117o;الأحباش" وتقديمهم في صورة القادر على استقطاب الجمهور السُّني.. وبالتالي وجد الحريري ومَن معه أن منع حصول ذلك يتطلّب المسارعة إلى الإمساك بالمبادرة من خلال قيادة الحملة على حزب الله وعلى سلاحه، وخصوصاً أن جهابذة من المقربين منه رأوا أن الإشكال ناتج من تباين سوري ـــــ إيراني، وأن دمشق تريد العودة إلى الأرض من خلال حلفاء لها لديهم حضورهم على الأرض.
ثامناً: أخطأ الحريري التقدير في شأن ما ستحقّقه حملة التعبئة؛ لأن حزب الله الذي أصابه الإحراج القوي جراء حادثة برج أبي حيدر بادر، بجهود حقيقية، إلى احتواء الأمر وإزالة آثار ما حصل، بما في ذلك إجراءات تأديبية داخلية لمنع تكرار أي ردّة فعل، برغم أن معطيات الحزب تشير مبدئياً إلى أنه جرى اغتيال كوادره، وأن الأمر لم يكن نتيجة اشتباكات عادية، وبالتالي فإن الحريري أخطأ في التمييز بين ما يمكن إثارته على صعيد الرأي العام وما يمكن إلزام حزب الله به.
ولأن الأمور سارت باتجاه مقلق جداً بالنسبة إلى حزب الله، فإن قيادة الحزب وجدت أنها أمام اختبار سياسي وأهلي وأمني حساس للغاية، لذلك يتّجه حزب الله نحو الآتي:
أولاً: إن الحزب يعمل على التدقيق في تفاصيل الحادثة، لمعرفة أمور تفيده في رسم الصورة الإجمالية، بما في ذلك درس احتمال الاختراق من جانب طرف استخباري، لبناني أو عربي، قصد إيصال الأمور إلى حد المواجهة الدموية.
ثانياً: يعمل الحزب بقوة لإعادة وصل ما انقطع مع &laqascii117o;الأحباش" ومع أبناء تلك المنطقة، ضمن برنامج متكامل يشمل التطبيع السياسي والتواصل الاجتماعي، وإنجاز ملف الأضرار التي وقعت جراء الحادثة، والعمل مع القوى الأمنية على تعزيز الانتشار منعاً لتكرار الأمر.
ثالثاً: يعي حزب الله خلفيات حملة الحريري وفريقه وأبعادها، وخصوصاً ما يتعلق بالملف الأساسي الخاص بالمحكمة الدولية والقرار الظني وملف شهود الزور. وهو قرّر رفض المقايضة والمضيّ قدماً في ملف الشهود إلى نهايته، ولو تطلّب الأمر التراجع عن التهدئة الإجمالية، أو العودة إلى قرار عقد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله المؤتمر الصحافي المتعلق بالمحكمة الدولية وبالشهود، وخصوصاً أن المساعي السعودية لم تثمر أي نتيجة حتى الآن.
رابعاً: يرى حزب الله أن الحريري نفسه تصرّف بخفّة، وبدرجة متدنّية جداً من المسؤولية العامة، وهو سعى إلى خطوات صغيرة بغية كسب وُدّ جمهوره في الأزمة، بأسلوب لا يفيد في حماية الاستقرار العام. وبالتالي فإن حزب الله يحمّل الحريري مسؤولية التصعيد القائم، وهو لن يقبل بتسوية جزئية معه، ما يعني أن حزب الله ينتظر من الحريري مبادرات للتراجع واحتواء الأمر، وسحب ملف السلاح من التداول دونما أية شروط.
خامساً: يبدو أن حزب الله في وضع لا يريد لأحد أن يحشره بزاوية كتلك التي أُريدت له في فترة ما بعد عدوان تموز 2006، حيث كان يسعى إلى لملمة الملفات من دون الوصول إلى الانفجار. وبالتالي فإن الحزب الذي يعرف حقيقة التعبئة وحجمها ومداها، قرّر عدم الخضوع لعناصر الابتزاز التي تحمّلها ضمناً، وهو يهتم أكثر بعلاقاته وتحالفاته في الساحة السُّنية، وخصوصاً أن تطورات العامين الأخيرين أظهرت تراجعاً حقيقياً لتيار الحريري، مقابل تقدم الآخرين، ومن بينهم حلفاء للحزب، من دون أن يتغاضى الحزب عن وجود حالة مذهبية تتجاوز الأطر السياسية.
بين الحريري وحزب الله ستحصل مداخلات سعودية وسورية، وسنكون أمام موجة من المساعي لإعادة الهدوء، لكن حقيقة الأمر هي أن المواجهة قائمة حكماً، لأن المفصل الرئيسي لا يتصل فقط بالقوى المحلية، حيث تتولى الولايات المتحدة مباشرة إدارة ملف المحكمة والضغط على المقاومة، في موازاة تحركات إسرائيلية تشي باحتمالات العدوان.


- 'الأخبار'

نقولا ناصيف:
القرار الاتّهامي أم سلاح المقاومة يقوّض الاستقرار؟

يشير أكثر من تصويب أدلى به الرئيس سعد الحريري مساء أمس بعد اجتماع اللجنة الوزارية، إلى محاولة استعادة الحوار مع حزب الله وتبريد الجدل الساخن المتبادل معه. لكن التصويب يصير ذا دلالة أكثر أهمية، إذ يلي زيارة الحريري دمشق فجر أمس الاثنين. كأن تردّي العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله كانت تعوزه أحداث برج أبي حيدر الأسبوع الماضي، كي تضاعف وطأتها بعد الخلاف المتنامي بين الطرفين على القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن خلاله على المحكمة الدولية. ولم يكن يعوز هذه العلاقة أيضاً الجدل الساخن بين نواب تيّار المستقبل ونواب الحزب، سواء حيال المناداة ببيروت مدينة منزوعة السلاح، أو معاودة الحملات على سلاح حزب الله، أو حتى تقليل أهمية حرب الشوارع الصغيرة التي دارت بين مسلحي الحزب ومسلحي جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية واختصارها بإشكال فردي، حتى يتأكد مقدار المأزق الذي يواجهه الحريري والحزب.على مرّ خطب الإفطارات اليومية، تجنّب الحريري، حتى اندلاع أحداث برج أبي حيدر، اتخاذ موقف من القرار الاتهامي، داعياً إلى ما راح يكرّره يومياً عن التهدئة والحوار و&laqascii117o;الكلمة الطيّبة". ترافق ذلك مع انكفاء تيّار المستقبل كذلك عن الخوض في القرار الاتهامي سوى تأكيد التمسّك بالمحكمة الدولية. كانا قد تفاهما في تلك الغضون على تبريد سجالهما حول شهود الزور مذ عُهِدَ إلى وزير العدل إبراهيم نجار، وكلاهما يعرف أن إحالة كهذه غير شافية له: لا حزب الله يتوقع من الوزير إعادة فتح ملف هؤلاء لدى القضاء اللبناني، ولا الحريري كان يرغب في إضفاء صدقية على وجود هذا الملف مذ أصبح على طاولة مجلس الوزراء بمواقفة رئيس الحكومة بالذات. وهكذا لم يجعلا من شهود الزور مشكلة، ولا سبباً للانقسام، لكن موضوع هؤلاء لم يصبح كذلك ـــــ وخصوصاً ـــــ موضوعاً قابلاً للتوافق والتفاهم. غداة الاشتباكات العنيفة، خرج رئيس الحكومة عن &laqascii117o;الكلمة الطيبة" ليوجه تلميحاً، ونواب تيار المستقبل جهاراً، انتقادات حادة إلى حزب الله وتحميله مسؤولية ما حدث في برج أبي حيدر، والخوض مجدّداً في سلاح حزب الله. كان انقطاع الحوار المباشر بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في صلب التشنّج المتنامي بين حزبي الرجلين. لا يستقبل نصر الله رئيس الحكومة ما لم يتخذ مسبقاً موقفاً سلبياً من قرار اتهامي يتردّد أنه يتهم أعضاءً في حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولا يجاري الحريري مطلب نصر الله هذا كي لا يقع في فخ التناقض بين دعمه غير المشروط للمحكمة الدولية، مهما تكن القرارات التي قد تتخذها، وبين تحفظه عن قرار اتهامي قبل أن يصدر. في ظلّ هذا التباعد، عقد رئيس الحكومة مع معاون نصر الله حسين الخليل في الأسابيع الأخيرة اجتماعين، أولهما بعد القمّة الثلاثية في قصر بعبدا في 30 تموز، وثانيهما بعد المؤتمر الصحافي الرابع للأمين العام في 9 آب. كلاهما لم يفضيا إلى نتيجة إيجابية تنبئ بمعاودة الحوار المباشر بين الحريري ونصر الله. لكن الاجتماع الأول كان الأسوأ، بسبب تمسّك كل من الحريري والخليل بوجهة نظره.بعدما عرض الخليل موقف حزب الله من السياق الذي سلكه عمل المحكمة الدولية بعد التحقيق الدولي، وإسهابه في العلاقة التي كانت قد جمعت نصر الله بوالده الراحل ومحطات توافقهما، متطرقاً أيضاً إلى اتهام سوريا باغتيال الحريري الأب، ومن ثم اعتقال الضباط الأربعة، انتهى إلى الخلاصة الأكثر تعبيراً عن الموقف الرسمي والمتشدّد لحزب الله، والشرط اللازم لحصول لقاء الحريري ونصر الله، وهو الآتي: لن يقبل حزب الله بالمسار الذي تسلكه المحكمة الدولية راهناً، ولن يقبل خصوصاً بأي اتهام يُوجّه إلى الحزب باغتيال الرئيس السابق للحكومة، وإن تلميحاً، وحضّ رئيس الحكومة على اتخاذ موقف صريح وواضح حيال ذلك.كان ردّ الحريري عرضاً آخر لوجهة نظره من عمل المحكمة الدولية، وتمسّكه بالوصول إلى العدالة والحقيقة، والرغبة في الحوار الداخلي وحماية الاستقرار، كي يختم في نهاية المطاف بالقول، مخاطباً الخليل: هل تريدني أن أنسى دم والدي؟عقّب معاون نصر الله: لا نريدك أن تنسى دم أبيك، ولا أيضاً البحث الجدّي عن القاتل الحقيقي له، الذي يُفترض مبدئياً أن يكون إسرائيل. نحن وأنت نريد معرفة قاتل أبيك، لكن المعادلة ليست في تلبيسنا جريمة القتل كي لا تنسى دم أبيك.لم يكن الاجتماع الثاني عاصفاً كالأول. إلا أن رئيس الحكومة بدا أكثر استعداداً للتفاهم. مع ذلك، بقي خيط الحوار المجدي مقطوعاً بين الطرفين، وخصوصاً أن حزب الله، تبعاً للمطّلعين عن قرب على موقفه، أجرى جولتي الحوار مع رئيس الحكومة بناءً على تمنٍّ مباشر من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي رغب إليه في إبقاء أبواب التواصل بين الطرفين مفتوحة.حصل ذلك كله قبل اشتباكات برج أبي حيدر التي أيقظت مجدّداً ـــــ وإن بين الحلفاء ـــــ الاحتقان السنّي ـــــ الشيعي الكامن.واقع الأمر أن تلك الاشتباكات انتقلت بالجدل المتشنج بين الحريري وحلفائه في قوى 14 آذار، وحزب الله وحلفائه في قوى 8 آذار، من القرار الاتهامي والمحكمة الدولية إلى إقحام سلاح المقاومة في نزاعات داخلية، واعتباره ـــــ على الأقل في اعتقاد أفرقاء قوى 14 آذار ـــــ الأكثر تهديداً للاستقرار وبثّ الفوضى، والأكثر استجلاباً لفتن مذهبية من القرار الاتهامي، على نقيض ما كان قد أشاعه الحزب تكراراً في معرض رفضه هذا القرار، لئلا يحدث كل ذلك. استخلص أيضاً أن الفريق الآخر يسعى إلى حجب الشكوك في المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، كي يضعها في سلاح حزب الله الذي لا يكتفي بالتعرّض لخصومه ومعارضيه فحسب، شأن ما حدث في 7 أيار 2008، بل يعمّمه على حلفائه وشركائه في الخيار السوري. التقط الحزب هذه الإشارة عندما لاحظ أن الحملة العنيفة على سلاحه اقترنت باتهامه بإثارة نعرات مذهبية من خلال التعرّض لتنظيم سنّي هو الأحباش، الأكثر استفزازاً من داخل السنّة لتيّار المستقبل، سواء بالنسبة إلى الخيار السياسي لهذا التنظيم واتهامه في أوقات شتى في الحقبة السورية بالارتباط المباشر بالاستخبارات العسكرية السورية، ولا سيما منها باللواء رستم غزالة، أو بالنسبة إلى خياره العقائدي الذي يجعله سنّياً نقيضاً من سنّية تيّار المستقبل. مع ذلك، أخذ حزب الله في الاعتبار توجّه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى مسجد البسطة الفوقا كي يؤم المصلين بعد يومين من الاشتباكات، ولم يذهب إلى مسجد محمد الأمين على جاري عادته، وكان يشترك في الصلاة فيه الحريري وسلفه الرئيس فؤاد السنيورة. لفتته تلك الإشارة التي قلّلت إلى حدّ تصعيد الاحتقان المذهبي، فلم ينضم المفتي إلى النبرة العالية التي طبعت مواقف نواب تيّار المستقبل، ولم يستعد ما قاله يوم 7 أيار 2008 بأن الشيعة يغزون بيروت السنّية. بيد أن حزب الله لم يفصل كذلك تصرّف قباني عن جهود كان يبذلها في أكثر من اتجاه: بعد لقائه نصر الله قبل أكثر من شهر وتأكيده له أن السنّة في لبنان لن يقبلوا باتهام حزب الله باغتيال الحريري الأب، يسعى إلى ترتيب زيارة لدمشق لطيّ صفحة الماضي في علاقته بها، المشابهة لعلاقة رئيس الحكومة بها حينذاك.وإذ تبدو سلسلة المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة في اتجاه حزب الله، على هامش اجتماع اللجنة الوزارية الثلاثية مساء أمس، مستعيداً &laqascii117o;الكلمة الطيّبة"، فاتحة استعادة الحوار معه من غير أن يكون واثقاً من الاجتماع بنصر الله، على أثر زيارته الرابعة دمشق ولقائه الرئيس بشّار الأسد وتأكيدهما معادلة دمشق التي تقرن الاستقرار الداخلي بحماية المقاومة، يتجه الحزب إلى إعادة توجيه الجدل الدائر مع معارضيه في المنحى الذي سبق اشتباكات برج أبي حيدر تبعاً للآتي:
1ـــــ عدم فصل موقفه من القرار الاتهامي عن موقفه من المحكمة الدولية، شأن عدم تمييزه التحقيق الدولي عن المحكمة الدولية. وهو بذلك، يقترب يوماً بعد آخر من خياره الحتمي: الخروج من الإجماع الوطني على المحكمة الدولية مذ تحقق لأول مرة في أول طاولة حوار وطني في 2 آذار 2006.
2ـــــ عزمه على عقد مؤتمر صحافي بعد عطلة الفطر لخبراء في الاتصالات من داخل الحزب، يظهرون خلل عمل التحقيق الدولي ثم المحكمة الدولية من خلال شهود الزور وقطاع الاتصالات. وهي إشارة إلى عدم اكتفائه بما أُنيط بوزير العدل القيام به. وينطلق الحزب من مقاربة تجعله يطابق بين خلل شهود الزور الذين قادوا إلى اتهام سوريا باغتيال الحريري الأب، وخلل الاتصالات التي ترمي إلى اتهام الحزب بجريمة الاغتيال. وكشأن ارتكاز التحقيق الدولي على شهود الزور، يرتكز القرار الاتهامي، في تقويم الحزب، على الاتصالات. إلا أنه يسعى إلى إبراز قرائن جديدة تكشف الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات اللبنانية وسبل استخدامها في وجهة تجريم الحزب.


- 'النهار':

جنبلاط: لنميّز بين المحكمة وقرار ظني يشعل الفتنة الداخلية
دعا  النائب وليد جنبلاط الى 'التمييز بين القرار الظني الذي قد يراد منه إشعال الفتنة الداخلية في لبنان، وعمل المحكمة الدولية التي كانت محل إجماع اللبنانيين من دون استثناء'.وقال في مقالته الاسبوعية  الى اسبوعية ' الانباء' التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي: 'بين خطابات التصعيد من هنا وخطابات التصعيد المضادة من هناك، لن يحصل سوى مزيد من التوتر الميداني في الشارع، ولن تنجح الجهود في وأد الفتنة والسعي الى تنفيس الاحتقان الكبير على أكثر من صعيد. فحادثة برج أبي حيدر، التي أجمع مختلف الاطراف السياسيين على أنها فردية، يفترض بها أن تشكل دافعا لاعادة النظر في سبل تفعيل قنوات التواصل والتقارب. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن ما حدث يذكر بحادثة مقتل لطفي زين الدين التي أصررنا خلالها، مع كل القوى السياسية الأخرى، على اعتبارها فردية بهدف وأد الفتنة، ومرّت تلك المرحلة بأقل الخسائر الممكنة'.أضاف: 'نذكر كيف أن الجيش استطاع آنذاك القبض على القتلة في وقت قياسي وسلّمهم الى الاجهزة الرسمية والقضائية المختصة لاجراء المقتضى، وانتهت المسألة عند هذا الحد بفضل الوعي التام لمختلف القوى السياسية المعنية. لعلّ اقتباس هذه التجربة يكون مفيدا في هذه المرحلة، ويكلف الجيش فعلا لا قولا المتابعة مع الاجهزة القضائية المختصة، لأن ذلك يوفر على البلد مزيداً من الخطابات التصعيدية التي لن تحل المشكلة بل ستعقّدها'.وأمل 'ألا تضاف الطروحات التي تطالب هيئة الحوار الوطني بمناقشة هذه الحادثة،  الى بنود هيئة الحوار التي يكفيها الاثقال السياسية الحالية، وهي في غنى عن أثقال جديدة لا حاجة اليها. فلتترك هيئة الحوار الوطني التي يترأسها رئيس الجمهورية موقعا متقدما للحوار بدل إدخالها في زواريب المدن والاحياء'.وجدّد التأكيد 'ان فكرة تأليف لجان أحياء تتولى متابعة القضايا المطلبية والاجتماعية والمعيشية ولا سيما في الاحياء الفقيرة تكون أكثر فائدة على مستوى التواصل المحلي المطلوب لتخفيف الاحتقان والتوتر بدل الدخول في الاستراتيجيات الوطنية الكبرى والنظريات العسكرية والسياسية التي لا تغير في الواقع وبين الناس'.وقال: 'لا شك في أن التهجّم المستمر على المحكمة الدولية غير مفيد، بل إنه أحد العناصر التي تؤجج التوتر، لذلك قد يكون من المطلوب التمييز بين القرار الظني الذي قد يراد منه إشعال الفتنة الداخلية في لبنان، وعمل المحكمة الدولية التي كانت محل إجماع اللبنانيين من دون استثناء (...)'.


- 'النهار'
روزانا بومنصف:
على رغم استحالة الفصل بينهما من الناحية القانونية التمييز بين القرار الظني والمحكمة 'علاج موضعي' لوقف التصعيد

أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ولاقاه فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري وركزت على التمييز بين القرار الظني والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الرئيس رفيق الحريري اهتماماً واستغراباً في آن لدى أوساط سياسية متعددة، وسألت ما اذا كان هذا التمييز ينطوي على رسالة مشتركة أو كلمة سر اقليمية، إذ لاحظت ان هذه المواقف صدرت بالعبارات نفسها تقريباً أكثر من مرة. وبالنسبة الى بعض السياسيين، فان هذا التمييز مفيد، إذ إنه يحد من الهجوم على كل ما له علاقة بالمحكمة، التي يمكن ألاّ تأخذ بالقرار الظني، لوجود أدلة غير قاطعة به. فالهجوم عليها أمر صعب وخصوصاً متى كانت فئات واسعة من المجتمع متمسكة بالعدالة ومعرفة الحقيقة ويتعين مراعاتها كما يتعين مراعاة المتخوف من القرار الظني لاعتباراته الخاصة. لكن عملياً، يبدو هذا التمييز صعباً، من منطلق عدم القدرة على الفصل بين القرار الظني والمحكمة، لأنه لا يمكن من دونه ان تجري محاكمة، فالمحكمة هي كل متكامل ولا يمكن الفصل بين مكوناتها وفق مراجع قانونية.وتقول مصادر سياسية معنية ان هناك فارقاً في الصيغة التي تستخدم لهذا التمييز. فقوى الأكثرية تقصد به أن المحكمة بنيت على أعلى المعايير في العدالة الدولية، على ثلاث درجات من المراجعة، الى وجود مكتب للدفاع جنباً الى جنب مع مكتب الاتهام بمعنى ان ثمة تكافؤاً بينهما فضلاً عن ان المحاكمة ستكون علنية وليست سرية. والتمييز بين المحكمة والقرار الظني يفيد بضرورة انتظار صدور هذا القرار من أجل امتحانه ومعرفة مدى ابرازه أدلة قاطعة سيكون للدفاع الحق والقدرة على دحضها بما لديه من معلومات مناقضة أو مغايرة. الا ان استخدام الفريق المقابل هذا التمييز لا يصب في المعنى نفسه، يعني اقله - بحسب المصادر السياسية نفسها - انه ليس ضد المحكمة مبدئياً انما شرط ان يأتي القرار الظني مناسبا للاتهام الذي يناسب هذا الفريق الذي يخشى ان يوجه الاتهام اليه. اي ان القرار الظني يكون مقبولا اذا كان في اتجاه معين ولا يكون كذلك في حال العكس. وهذا امر مفيد وفق ما تقول هذه المصادر، لعدم قدرة اصحاب هذا المنطق على القول انهم ضد العدالة لانها صارت مرتبطة ذهنيا ومعنويا بالعدالة من اجل رفيق الحريري وسائر الشهداء. لذا، فهم ينسجون هامشا لرفض القرار الظني اذا لم يكن يناسبهم، وهذا هو التفسير السياسي لهذا التمييز.وتقول مراجع قانونية ان القرار الظني افادة، ولا يقسم اليمين من يتقدم بافادته امام المحققين. لكن الشهادة تعتبر كذلك امام المحكمة بعد قسم اليمين. ويمكن المدعى عليه ان ينفي بالبراهين والادلة ما يكون قد تقدم به المدعي العام، لكن ما يجري تناوله لا يتصل بالجانب القانوني للامور بل بالجانب السياسي بحيث تدور الامور لتعود الى المكان نفسه اي عدم القدرة على الغاء المحكمة ايا تكن الاساليب التي تستخدم لذلك، أو ممارسة ضغوط لوقف تمويلها او سحب القضاة اللبنانيين منها وما الى ذلك.وتقول المصادر المعنية ان هذا التمييز قد يكون مخرجا شكليا موضعيا من اجل تخفيف التوتر ووقف التصعيد الخطابي في موضوع المحكمة في انتظار ان تتضح بعض الامور مع مرور الوقت. في حين ينبغي التوقف عند كلام قاله قبل ايام السفير السعودي علي عواض عسيري من 'انه يجب التعامل مع المحكمة الدولية وما سيصدر عنها بالاستناد الى قرار لبنان'، مقترحاً 'وضع اللبنانيين خطة للتعامل مع افرازات اي قرار يصدر عن المحكمة كي لا تكون آثاره سلبية على ارض الواقع'.وقد فهم ان هذا الكلام ينفي ما ذهب اليه كثيرون عن نية او وعود اطلقتها المملكة العربية السعودية للعمل على تأجيل القرار الظني او الغائه.ولذلك تنتظر المصادر المعنية ما اذا كانت وتيرة التصعيد الخطابي ستبقى على حالها على رغم ما ساهمت هذه الوتيرة في اذكائه من اشتباكات في الشوارع في وقت ينبغي ترقب موقفين هذا الاسبوع على الاقل، واحد لرئيس مجلس النواب نبيه بري مساء اليوم وآخر للامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد