افتتاحيات الصحف
ـ صحيفة 'السفير'يتقدم اللبنانيون، أو أنهم يدفعون دفعاً، نحو الفتنة، بعيون مفتوحة وكأنهم ذاهبون إلى عرس الدم... بإرادتهم الحرة والمستقلة! نتيجة لعوامل بعضها دفينة ومتمكنة من نفوسهم، وبعضها الآخر طارئة وبفعل ضغوط وإغراءات بعضها أجنبي خالص، ضمنه الإسرائيلي طبعاً، وبعضها الآخر عربي مموّه، يندفع هذا الشعب العبقري والمفتون بنفسه نحو إحراق ذاته على مذبح الصراع على السلطة الذي لم يتورع 'أبطاله' عن استخدام الشهداء وقوداً لأغراضهم. وهكذا يجد اللبنانيون عموماً، والمسلمون منهم بالذات، أنفسهم في مواجهة عبثية حول حكم مشلول في دولة فاشلة. ألغيت السياسة، وتفجرت الاتهامات مباشرة إلى حد الفجاجة: الشيعة يريدون الاستيلاء على الحكم، وإخراج السنة من جنته... بقوة السلاح! دخل أهل السلطة بفروعها المختلفة، سياسية وحزبية، قضائية وأمنية، حلبة الصراع، متسببين في تعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة التي لم تكن في أي يوم قادرة على الفعل. صار الكلام عن شهود الزور الذين احتلوا مساحة هائلة في توجيه الاتهامات للخصوم، والإدانة المسبقة للعديد من الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية في لبنان، فضلاً عن سوريا، شعباً وقيادة، استهانة بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري... كأنما من استخدم هؤلاء المزورين والنصابين إنما كان يكرّم الكبير الذي يفتقده لبنان اليوم، أكثر من أي يوم مضى، ويحفظ رصيده لأهله كما للبنانيين جميعاً، الذين تناسوا خلافاتهم واجتمعوا في الحزن عليه في حالة إجماع نادرة في تاريخ هذا الوطن الصغير. ... وحتى حين اعترف 'ولي الدم'، متأخراً، بالدور التخريبي الذي استخدم لأدائه شهود الزور هؤلاء لتضليل التحقيق واستخدامه كأداة هدم للروابط الأسرية من قرابات ومصاهرات فضلاً عن المصالح المشتركة، قبل التوافقات السياسية، فقد وجد من 'يزايد' على 'ولي الدم' ويتجاوزه إلى تأجيج الصراع حرصاً على المنافع والعطايا والدور. ارتفعت أصوات دعاة الفتنة تسفّه الاعتراف الشجاع لولي الدم بخطأ الاعتماد على شهود الزور، وبالمقابل لم تتخذ أية خطوة جدية لإعلان براءة الأبرياء الذين اتهموا بقصد مقصود، ولوقف خطة تدمير الوطن الصغير ـ من قلب السلطة ـ والتي أسهمت في الفصل بين العين والعين وبين العقل والقلب في الجسد الواحد. يكفي أن تلك الخطة قد أطلقت سراح بعض من أدينوا بالقتل العمد وبقصد الاستيلاء على السلطة، ولو بتقسيم الوطن الصغير إلى كانتونات، ومن ضمنها مسؤوليتهم المباشرة عن تهجير مسيحيي الجبل وشرقي صيدا... وبين جرائمهم اغتيال بعض الرموز الوطنية المضيئة كالرئيس رشيد كرامي والعديد من الشخصيات السياسية كداني شمعون وكبار الضباط، ناهيك بالمسؤولية عن مجازر جماعية في أكثر من جهة بقصد 'التطهير' الطائفي والحزبي والسياسي!
ويكفي أن تلك الخطة قد أعادت الاعتبار لمن 'استأجر' المدمرة الأميركية نيو جيرسي لدك الجبل وبعض العاصمة والضاحية، واشترى أسلحة للجيش ليس لتعزيز قدراته وإنما لقبض عمولته شخصياً عليها، وكاد يدفع لبنان إلى أحضان إسرائيل، عبر اتفاق 17 أيار... ومن المفارقات أن يكون بعض من خطبوا وهتفوا ضده وأدانوه وخوّنوه من فوق المنابر قد اكتشفوا أمس أن اسمه يتصل أو يذكّر بالنبي العربي الأكرم. لقد وقع، بالفعل، انقلاب خطير، في موقع السلطة ومنطقها.. فنصف الحقيقة هو نقيضها، وها هم بعض من صيّرهم الاتجار بدم الشهيد رفيق الحريري زعماء وقادة ووزراء ونواباً يواصلون استرهان اللبنانيين بشائعاتهم المغرضة واستنتاجاتهم المدروسة لتخدم أغراضهم السياسية، يوجهون التهمة بإعداد انقلاب إلى 'ضحايا' إرهابهم السياسي على امتداد السنوات الخمس، وهو الإرهاب الذي استخدموا فيه كل الأسلحة، فدمروا العلاقات بين الإخوة، إذ صيّروا بعضهم 'قتلة' أو 'متسترين على القتل'، وبعضهم الآخر عملاء لسوريا ورهائن عند إيران. هدف الانقلاب المزعوم: إخراج السنة من موقعهم السامي في السلطة.
ولكن، أي مجنون هو هذا الذي يفكر بتعديل أو تغيير في مواقع السلطة، من دون أن يلغي ذلك حق المعارضة والمساءلة، شعبياً لأطراف هذه السلطة جميعاً، وبينهم المتهمون بإعداد الانقلاب المزعوم؟! أي مجنون يفترض أن بوسعه، مهما امتلك من السلاح، وبغض النظر عن أن الهدف الفعلي للسلاح هو العدو الإسرائيلي، أن يبدّل أو يعدّل في صيغة السلطة القائمة باللجوء إلى القوة؟! وما العلاقة بين المطالبة بمحاسبة شهود الزور والمتسترين عليهم ممّن أساءوا أبلغ الإساءة إلى الرئيس الشهيد، وبين الإعداد لانقلاب يمس بموقع السنة في السلطة؟ بل من هو الذي استخدم وما يزال يستخدم التحقيق الدولي أداة إرهاب لإحداث انقلاب في موازين السلطة، مستعيناً بقوى خارجية، بعضها عربي، مما ليس له علاقة بمواقع الطوائف في الحكم، بل بتوجهات الحكم سياسياً، لا سيما في ما يتصل بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، خصوصاً أن آثار الحرب الإسرائيلية على لبنان، قبل أربع سنوات، ما تزال واضحة في بنيانه كما في طريقة السلطة ـ آنذاك ـ في معالجة هذه الآثار؟! ليس لمن خطّط ونفذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دين أو طائفة..
إنه مجرم محترف، يحظى بتغطية هائلة، بحيث أنه نفذ جريمة مهولة وانصرف تاركاً لأصحاب الأغراض والطموحات والمصالح أن يوجهوا الاتهام بما يخدم 'الانقلاب' الذي تم تنفيذه فعلاً بعد الجريمة المروعة، والذي ما زلنا نعيش في تداعياته حتى اليوم، ويمنع علينا الخروج من إساره الخانق. وتوجيه تهمة الإعداد لانقلاب بالسلاح، إلى 'حزب الله'، بعد تهمة مشاركة بعض العناصر غير المنضبطة في الجريمة، هي محاولة لتثبيت ركائز ذلك الانقلاب الذي حدث فعلاً قبل خمس سنوات. .. والفتنة هي السلاح الأمضى لتثبيت أركان ذلك الانقلاب المحصن بالتحقيق الدولي وما لفق خلاله من اتهامات سياسية لأطراف سياسيين هم في طليعة المتضررين من الجريمة. يبقى أن المشروع الجديد لإثارة الفتنة لا يخدم السنة ولا الشيعة ولا المسيحيين، بل هو يفيد في تدمير الوطن الصغير على رؤوس الجميع... فالنظام الفريد يستعصي على الإسقاط كما على التغيير الجذري. ومن نافل القول إن أية طائفة لا تستطيع حكم البلاد بمفردها، ولو دعمتها كل دول الأرض... وتاريخ لبنان حافل بالشواهد، لقد جرت محاولات معدودة، ولكنها انتهت جميعاً بكوارث دفع الوطن ضريبتها الدموية من استقراره وهناءة عيش أبنائه فيه. ومن يروّج للانقلاب إنما يدعو من تبقى من اللبنانيين في وطنهم إلى تدميره على رؤوسهم، أو الخروج منه إلى أي مهجر يقبلهم، حيث 'لا عين تشوف ولا قلب يصيبه الوجع'. والكارثة مقبلة على لبنان، إذا لم يتداركها الطرفان اللذان تعهدا برعاية التسوية في السلطة التي لا تكون إلا بالتسوية: أي سوريا والسعودية. ويتمنى اللبنانيون أن 'يتدخل' عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد لمنع الكارثة التي تظلل البلاد بالأسود، قبل فوات الأوان.
ـ صحيفة 'النهار'اتخذ التصعيد السياسي والاعلامي غداة 'الاستقبال' الذي نظمه 'حزب الله' وبعض حلفائه للواء الركن المتقاعد جميل السيد في مطار بيروت الدولي، وجهاً بالغ الخطورة ينذر بمضاعفات واسعة، اذ عُدّ هذا الاستقبال بما انطوى عليه من رسائل مباشرة الى رئيس الحكومة سعد الحريري وفريق 14 آذار بمثابة رفع لوتيرة التحدي الى ذروة غير مسبوقة. وبدا واضحاً ان انفجار السجالات المباشرة بين نواب 'تيار المستقبل' و'حزب الله' وضع المؤسسات والمراجع الاخرى والحكومة تحديداً امام الاستحقاق الاصعب منذ تأليفها، فقد استعادت هذه السجالات، الاعنف بين الفريقين، كل مناخ الاحتقان المعتمل بينهما، بينما طرحت مخاوف كبيرة من الخلفية الاقليمية التي قد تكون متحكمة بهذا التدهور الواسع. كما اثيرت مخاوف مماثلة على الوضع الحكومي الذي سيكون مساء غد امام اختبار حاسم مع انعقاد مجلس الوزراء عقب العودة المرتقبة للرئيس الحريري قبل موعد الجلسة.
ـ صحيفة 'المستقبل' في وقت ينتظر فيه انعقاد مجلس الوزراء غداً الثلاثاء في جلسة هي الأولى منذ بدء التصعيد الإنقلابيّ الميليشياويّ على مؤسّسات وأجهزة الدولة، تمادى 'حزب الله' أمس في التهديد والوعيد محذّراً من 'حفلة جنون إضافية' ومن 'نتائج كارثية' ومن أمور 'لا يحمد عقباها' وممعناً في حماية التمرّد على العدالة اللبنانية، فيما كان اللواء المتقاعد جميل السيّد الملاحق قضائياً يتابع تفسير القانون على هواه رافضاً المثول أمام القضاء. وفي المقابل، تواصلت حالة الإشمئزاز الوطنيّ والشعبيّ من مشهد استباحة أمن مطار 'رفيق الحريري الدوليّ' من قبل العناصر الميليشياوية اللابسة ثياب زبانية المافيا.
الحريري لا يفهم الرسائل سريعاً
دمشق راغبة في البت سريعا بملفي المحكمة الدولية وفرع المعلومات
مصدر دمشقي : إذا أصرّ الرئيس الحريري على التمسك بالمحكمة الدولية فليغرق معها
لا يستطيع الحريري أن يوافق على وجود شهود زور ويبقي سعيد ميرزا نائباً عاماً تمييزياً
ـ صحيفة 'الأخبار'جميل السيّد معنيّ بشهود الزور وبتركيبات فرع المعلومات وبأداء سعيد ميرزا وبتذاكي سعد الحريري. لكنّ المعني أكثر منه هو القيادة السورية التي يريدها سعد الحريري أن تقنع حزب الله بالتبسّم للقرار الظني، ويخبرها وسام الحسن أن حزب اللّه مجموعات منها الخيّر ومنها الشرير تصرّفت القيادة السورية مع الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري باحترام فائق. خصّتهما باستقبال لم يعهده لبنانيّ رسميّ قبلهما. نفّذت بعض طلباتهما، وحاولت بدبلوماسية مهذبة إعلامهما برغباتها. رغم ذلك، واظب الرئيس سليمان على ممارسة 'السياسة الذكية'، متوهماً أن سكان دمشق بسطاء، يصدّقون 'نيّاته الحسنة'. فكان أن أطلّ وئام وهاب من الرابية قائلاً بحق الرئيس الأول ما لم يقله اللواء جميل السيّد أخيراً بحق الرئيس الثاني. وهكذا، أخذ السوريّون سليمان إلى 'طريقة عملهم' في علاقتهم معه. يومها، قيل إن سوريا بريئة من كلام وهّاب، وإن الوزير السابق يثور 'من عنده'. تماماً كما يحاول البعض اليوم نزع الغطاء السوري عن جميل السيّد والتوهّم أنّ مشكلة اللواء المتقاعد شخصيّة، لا علاقة لسوريا بها. في دمشق، يمثّل العراق بوّابة المسؤولين السوريين للدخول إلى الملف اللبناني. يوجزون القول إن سوريا تلعب دون ثوابت مقدسة في العراق، مقابل تمسّكها بالتزامين مطلقين في لبنان هما حزب اللّه وميشال عون. وبالتالي، فإن 'لدى السوري ما يبيعه في العراق، حين يضطر. أما في لبنان، فهو يشتري، ولا يبيع'. وبالنسبة إلى الشام، فإن مصلحة السعودية هي في العراق أولاً و... أخيراً. فضلاً عن أن 'الوطن المصيَف' لم يأت للسعودية إلا بوجع الرأس. وتجزم دمشق بأن السعودية لا ولن تملك دنانير عراقية، لكنها تواظب على الشراء بالدَّيْن من السوريين في العراق. أما اللبنانيون، فمشكلتهم الأساسية هي اعتقادهم أنّهم حقاً محور الكون. العلاقة بين الحريري وسوريا، خلافاً لما يشاع، لم تصل يوماً إلى مستوى مقبول على صعيد تبادل الثقة. تقول دمشق إنها قدّمت مبادرات إيجابية عدّة لإثبات نياتها الحسنة، من موقفها في الانتخابات النيابية الأخيرة إلى ترحيبها بإعادة النظر في الاتفاقيات المشتركة بين البلدين. في المقابل، واظب الحريري على قول الشيء في دمشق وفعل عكسه في بيروت. والتقارير التي تشير إلى كلام الحريري عن لقاء الضرورة مع دمشق مكدّسة عند الضباط السوريين المتابعين للملف. بقيت الأمور على حالها بين مناورات الحريري وتبسّم دمشق، إلى أن بدأ رئيس الحكومة التلميح أمام القيادة السورية إلى إمكان تدخّلها عند حزب الله ليقبل بالقرار الظني. في هذه اللحظة، تيقّنت القيادة السورية بوضوح من 'الحجم الحقيقي لمن ينامون في أسرّة الكبار السوريين'. لكن مرّة أخرى، لم ينفعل الرئيس بشار الأسد، وأبلغ ضيفه بشتى اللغات السياسية موقف سوريا من المحكمة الدولية ورأيها بالعدالة التي تديرها الدول الكبرى بحسب مصالحها السياسية. وتوقعت القيادة السورية من الحريري عملاً إيجابياً، أقلّه بعد الكلام السعودي الواضح أمامه بضرورة تجنيب لبنان الفتنة. لكن، يتابع المصدر الدمشقي، يبدو أن رئيس الحكومة آثر عدم الفهم، فعاد بعد أسابيع عدّة ليناقش في صفحة كان يفترض أنها طُويت، مجدِّداً القول أمام من يعنيهم الأمر إن تجاوز الفتنة لا يكون بسحب غطائه عن المحكمة الدولية، بل بتدخّل سوريا لدى حزب الله حتى يسلِّم ظهره للجلاد. وفي النتيجة، ضاق ذرع دمشق بالحريري كما سبق أن ضاق ذرعها بسليمان. وفي المحصلة يبدو أنّ دمشق راغبة البت سريعا بملفين عالقين من المرحلة الماضية هما: المحكمة الدولية وفرع المعلومات. في البند الأول، يشرح أحد المطّلعين أن الحريري يقول اليوم إن المحكمة باتت شأناً دولياً لا يستطيع الوقوف في وجهه، فيما دمشق تراه المعني الوحيد بهذا 'الشأن الدولي'، وهو قادر على قطع حبل الكذب، إن رغب في ذلك. ويؤكد المصدر نفسه أن كلام الوزير السابق وئام وهاب، الجمعة الماضي، على قناة 'المنار' ووجود الوزير السابق ميشال سماحة في منزل اللواء جميل السيّد، السبت الماضي، يسهمان في تلوين الرسالة السورية لرئيس تيار المستقبل، وخصوصاً أن الحريري لن يستطيع هذه المرة أخذ وقته في الالتحاق بالنائب وليد جنبلاط الذي رأى أخيراً أن 'إلغاء المحكمة الدولية يحصل بقرار مشترك لوأد الفتنة'. ويبدو في هذا السياق أن القرار السوري جازم في مساندة اللواء السيّد على المستويات كافة، ليكون 'شهود الزور' مجرد البداية في الطريق إلى إلغاء المحكمة الدولية وضرب كل صدقيّتها. وترددت في هذا السياق عبارات لافتة من حيث مقاصدها مثل القول 'إذا أصرّ الرئيس الحريري على التمسك بها، فليغرق معها'. ويؤكّد أهل السياسة في الشام أن دمشق معنية بـ'بهدلة' المحكمة الدولية، لا لأن القرار الظني يقلق حزب الله، بل للتأكيد أنها منذ البداية 'مكذبة دولية'. وعلى هامش المحكمة، يستغرب المسؤولون في سوريا كيف ينادي الرئيس الحريري بأحسن العلاقات مع سوريا، فيما لا يزال يحتضن دون أية محاسبة قضاة لبنانيين تفرّجوا على الانحراف في عمل المحكمة الدولية. وفي أكثر من صالون سياسي وأمني، يتكرر التأكيد نفسه أن الحريري 'لا يستطيع أن يوافق على وجود شهود زور ويبقي في الوقت نفسه سعيد ميرزا نائباً عاماً تمييزياً'، مع تأكيد المتحدثين أن لدى تيار المستقبل شخصيات مميزة عديدة قادرة على مساعدة الحريري لإثبات نيّاته الحسنة. أما في موضوع فرع المعلومات، فثمة إجماع في دمشق على أن هذا الفرع كان المحرك الأساسي لكل الحالة الأمنية - اللبنانية المعادية لدمشق. وطوال أربع سنوات، كان هو المحرّك للأصابع التي تشير إلى دمشق بالاتهام في ارتكاب جريمة 14 شباط، ناهيك بأن لهذا الجهاز 'طابع سياسي وسلوك مذهبي' لا يريح سوريا 'العلمانية'. يتوقع السوريون، وفق ما باتوا يعرفونه عن الحريري، أنه لا يفهم الرسائل سريعاً، وخصوصاً أن بعض المقرّبين منه 'أذكياء' إلى حدّ إقناعه بمحاولة التآمر مع سوريا على حزب الله. كما يتوقعون أن يعاند الحريري كثيراً، وذلك رغم وجود حدّ أدنى من التناغم السوري - السعودي في هذه المسألة.
ردا على المطالبة بإلغاء المحكمة : إلغاء معادلة الجيش والشعب والمقاومة
سوريا تدعم المؤسسات والرئيس سليمان والخلل على الساحة اللبنانية يقمع بالقوة
ـ صحيفة 'الشرق'رداً على المطالبة بإلغاء المحكمة الدولية ارتفع امس نداء يطالب بإلغاء المقاومة في المقابل، وقد طالب نواب من محافظتي طرابلس وعكار بإسقاط فوري للمعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وجاءت المطالبة هذه بنبرة عالية توازي، في ارتفاعها، النبرة التي تطالب بإلغاء المحكمة الدولية، مع وضوح الاصطفاف المذهبي الخطير الذي أخذ يتصاعد في غير منبر سياسي وديني وحتى اجتماعي. هذا في الشأن اللبناني الداخلي، وفي الشأن السوري المتعلق بالوضع اللبناني، نقلت 'وكالة الانباء المركزية' من زوار دمشق خلال الأيام القليلة المنصرمة قولهم ان سورية أبلغت موقفاً دقيقاً بالغ الأهمية الى زوار لبنانيين 'مميزين' في دمشق يتلخص بالنقاط الآتية: 1 - إن أي خلل أمني على الساحة اللبنانية هو خط أحمر لبناني وإقليمي ودولي يقمع بالقوة، والقوى العسكرية والأمنية لديها التعليمات اللازمة في هذا الشأن. 2 - هناك تفاهم سعودي - سوري وضع سقفاً للاستقرار لا يزال قائماً وعلى كل القوى ان تتحرك تحته وتحترم كل موجبات هذا التفاهم. 3 - إن سورية تدعم الرئيس ميشال سليمان وهي على تواصل دائم معه وتساند المؤسسات الدستورية الشرعية وتدعم سياسة الوفاق والتوافق التي يرعاها سليمان الذي تقوم بينه وبين دمشق علاقة احترام وصداقة متينة تساهم في معالجة كل الملفات العالقة، خصوصاً وان الرئيس سليمان فوق السجالات والخلافات وهو الحكم. 4 - إن السياسة السورية حول الثوابت الأساسية قائمة على دعم المقاومة ومحاربة إسرائيل.
رئيس الحكومة يعود إلى لبنان قبل جلسة الغد ومخاوف من استحضار 7 أيار جديد
قوى 14 آذار : حزب الله استباح المطار عسكريا وأمنيا
ـ 'النهار': أبلغت مصادر معنية 'النهار' في هذا الاطار ان الحريري سيعود الى بيروت قبل الجلسة، من غير ان تحدد الموعد. ولم تستبعد ان يكون له موقف من كل المجريات والتطورات التي حصلت اخيراً، علماً ان الدعوة وجهت الى الوزراء امس لعقد جلسة مجلس الوزراء في الخامسة مساء غد في قصر بعبدا وعلى جدول اعماله 59 بنداً ابرزها مشروع موازنة 2011 ومشاريع القوانين المتعلقة بقطع حسابات السنوات السابقة. وقالت مصادر وزارية بارزة لـ'النهار' ان تصاعد الاحتقانات والسجالات بين 'حزب الله' و'تيار المستقبل' ارخى بظلال قاتمة على اجواء المعالجات التي كان عدد من المراجع والقوى الوسيطة، وخصوصاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ينخرطون فيها كل من جانبه. ولفتت الى ان الساعات الثماني والاربعين الاخيرة اتسمت بانكفاء واضح لهذه المراجع والقوى، الامر الذي اوحى بأن الموجة التصعيدية لم تترك مجالاً لأي محاولة جدية لاحتواء التوتر. لكن الساعات الفاصلة عن موعد جلسة مجلس الوزراء غداً ستشهد تكثيفاً لمحاولات التبريد بدءاً بوقف الحملات الاعلامية الحادة التي تبادلها الطرفان على نطاق واسع امس واثارت مخاوف من استحضار مناخ 7 ايار. ومع ان المصادر لم تشاطر القائلين بأن هذا التصعيد اطاح اتفاق الدوحة ومفاعيل القمة العربية الثلاثية الاخيرة في بيروت، فإنها لم تكتم خوفها من ان ينذر عدم التوصل الى احتواء التوتر المتصاعد بهذا الاحتمال. واستدلت على بلوغ التوتر درجة خطيرة بثلاثة عوامل: الاول سقوط السقوف التي التزمها فريقا 'المستقبل' و'حزب الله' في تراشقهما امس بالحملات والحملات المضادة. والثاني ما بثته قناة 'اخبار المستقبل' مساء امس من ان 'حزب الله' استبق ما قام به في المطار 'بخطة لتعطيل مجلس النواب عبر تمييع اقرار الموازنة ومحاصرة السرايا الحكومية بتسريبات وتهديدات مباشرة وغير مباشرة وجهت الى رئيس الحكومة وبعض الوزراء'. والثالث انعقاد الامانة العامة لقوى 14 آذار في اجتماع طارئ مساء امس واصدارها بياناً مقتضباً جاء فيه: 'في ضوء التطورات الخطيرة التي حصلت في الساعات الاخيرة ولا سيما قيام 'حزب الله' باستباحة مطار رفيق الحريري الدولي عسكرياً وامنياً، عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعاً طارئاً تدارست فيه الانقلاب المتمادي على الدولة ومؤسساتها وقررت متابعة البحث في اجتماعات اخرى'. وفهم ان هذا الاجتماع جاء عقب مشاورات بين القوى المعنية في 14 آذار.
النائب كبارة من يتعرض لزعيم السنة سترد عليه الطائفة السنية
وكل من يعتبر المحكمة عدوا له سنعتبره عدوا لنا
ـ 'النهار':
مع ان الردود على خطوة 'حزب الله' شملت نواباً من 'كتلة المستقبل' من معظم المناطق، فإن اعنفها جاء من الشمال وتحديداً على لسان النائب محمد كبارة في طرابلس ونواب كتلة 'المستقبل' في عكار. وقال كباره ان 'من يتعرض لزعيم السنة او مقام رئاسة الوزراء بالتهديد سواء بيده او بغيرها سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه ولن يكون التهذيب بيدها حتماً'. وذهب الى ان 'ما حصل يجعلنا في حل من اي التزام آخر تضمنه البيان الوزاري للحكومة الحالية واول هذه الالتزامات ما يسمى معادلة الجيش والشعب والمقاومة (...) وكل من يعتبر ان المحكمة هي عدوة له نحن نعتبره عدواً لنا'. وشن نواب عكار في كتلة 'المستقبل' هجوماً حاداً على 'حزب الله' والعماد ميشال عون واللواء جميل السيد واعتبروا ما حصل في مطار بيروت 'عملا ميليشيوياً وشكلا من اشكال العصيان والتمرد'، ورأوا ان الحزب 'انتقل الى حزب ميليشيوي بدل ان يكون حزباً مقاوماً'.
دعا قيادة المستقبل إلى المبادرة وإطفاء حديث الفتنة
حزب الله : أكبر عملية تزوير في تاريخ لبنان ولضرورة محاسبة شهود الزور
العماد عون : نحاول إعادة الاجهزة الى ممارسة شرعيتها عبر احترام القوانين
ثورة فكرية وسياسية لنعيد الامور الى نصابها ونحمل المسؤولية لرئيس الحكومة
ـ 'النهار': اصدر 'حزب الله' رداً بلسان مسؤول العلاقات الاعلامية ابرهيم الموسوي اتهم فيه 'تيار المستقبل' بانه 'يمارس اكبر عملية تزوير في تاريخ لبنان الحديث ويمارس فعل الانقلاب على مؤسسات الدولة من داخلها عبر تجييرها بالكامل لمصلحته وادارة البلاد على طريقة المزرعة السائبة'. واعتبر ان 'الاخطر قيام بعض رموز هذا التيار بشحن الاجواء وتوتيرها مذهبيا و طائفياً من خلال جر البلاد نحو حديث الفتنة المذهبية'. ودعا قيادة 'المستقبل' الى 'التعقل والحكمة والمبادرة الى اطفاء حديث الفتنة'، مؤكدا ان 'كل هذا الصخب لن ينفع في ابعاد الانظار عن ضرورة محاسبة شهود الزور ومصنعيهم كمدخل الى الحقيقة وعن اتهام اسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري'. وحذر عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله بدوره من ان 'تصاعد الخطاب المذهبي لفريق رئيس الحكومة بات يشكل تهديدا جوهريا لبنية النظام السياسي ودعوة مبطنة لاستبدال النظام البرلماني الديموقراطي الذي توافق عليه اللبنانيون بنظام الامارة'. وقال لوكالة 'رويترز' ان 'اطلاق المواقف العدائية المذهبية وضع البلاد امام منزلق خطير سيكون من الصعب تدارك آثارة الكارثية'، محملا 'هذا الفريق وعلى رأسه رئيس الحكومة المسؤولية الكاملة عما يأخذون اليه البلد'. اما العماد عون، فقال: 'اننا لا نقود انقلاباً سياسياً بمعنى الانقلاب على الشرعية ولكننا نحاول ان نعيد الاجهزة القائمة حاليا الى ممارسة شرعيتها عبر احترام القوانين'. لكنه صرح في مقابلة اجرتها معه قناة 'الجزيرة': 'نعم، نحن نقوم بثورة، ولكنها ثورة فكرية وسياسية لنعيد الامور الى نصابها واحترام القوانين من جانب الاجهزة المختصة في السلطة'. ووصف المحكمة الدولية بانها 'اكثر من مسيسة ونشك في صدقيتها'.
الجميل: إذا لم تصدر المحكمة حكمها يكون ذلك إذنا بالقتل في المستقبل
ـ 'النهار': في المقابل حذر الرئيس امين الجميل من انه 'اذا لم تأخذ المحكمة الدولية مجراها ولم تصدر حكما يكون ذلك اذنا بالقتل في المستقبل'. واكد خلال الجولة التي قام بها في زحلة 'ان على 'حزب الله' ان يتعامل مع اللبنانيين دولة وشعبا ومؤسسات على اساس انه حزب تحت سلطة القانون لا على اساس انه حزب خارج كل السلطات والقوانين'. وتساءل: 'لماذا يصر حزب الله على ابعاد اللبنانيين عنه وعلى تخويفهم منه'. ودعاه الى 'الانخراط في مسيرة الدولة فهي حمايته الحقيقية لا سلاحه الذي بات خطراً عليه وعلينا'. اما عن الملاحقة القضائية للواء جميل السيد، فتوقعت اوساط سياسية ان يطرح الامر في جلسة مجلس الوزراء غداً التي ينتظر ان تطغى التطورات الاخيرة على مناقشاتها. ورأى أنّ 'هناك من يدفع بالبلاد نحو الانتحار الجماعيّ' وأن 'الكيان اللبناني يواجه امتحان الوحدة، والدولة تواجه امتحان السيادة'، وذكّر 'حزب الله'
اللواء السيد: لم أبلّغ بموعد المثول وأنا تحت القانون
كل الإجراءات الصادرة عن ميرزا بحقي لم تعد جائزة لوجود الخصومة الشخصية
ـ 'النهار': افاد السيد في حديث الى 'وكالة الصحافة الفرنسية' امس انه 'لم يبلغ بعد' اي موعد للمثول امام القضاء في شأن تهمة التهديدات التي وجهها الى رئيس الحكومة والتهجم عليه وعلى القضاء واجهزة الدولة. وقال: 'انا تحت القانون ولكن باعتبار انني كنت في الماضي اقمت دعاوى. على المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا في موضوع تورطه في قضية شهود الزور تكف يد هذا القاضي تلقائياً عن اي اجراء يتعلق بي لوجود خصومة شخصية بيني وبينه، هذا موجود في القضاء اللبناني والدولي'. وخلص الى ان 'كل الاجراءات الصادرة عن ميرزا بما فيها التبليغ لم يعد جائزاً حكماً بحسب القانون'.
النقيب درباس للواء السيد: القاضي الذي تطلب تنحيته ليس طرفا في الدعوى
ـ صحيفة 'المستقبل': تولّى النقيب السابق للمحامين في طرابلس رشيد درباس تقديم مطالعة قانونية للردّ على تمرّد جميل السيّد على القضاء، فأوضح 'ان من يريد أن يسخّر القانون لمصلحته يصل إلى نتائج مضحكة، فأياً كان يحق له أن يطلب تنحية قضاة النيابة العامة وفقاً لأصول حدّدها القانون ولكن يفترض هنا لمن تطلب ردّه وتنحيته أن يكون هو طرفاً في الدعوى'، ليخلص إلى أن طلب السيد 'واقع في غير محله القانوني لأن النائب العام التمييزي سعيد ميرزا ليس طرفاً في هذه الدعوى' وخاطب درباس السيد بالقول 'انك تريد أن تُخرِج قاضياً من الدعوى إذا كان فيها ولكن سعيد ميرزا ليس في هذه الدعوى وليست له أي صلاحية بالإدعاء'.
مواقف تيار المستقبل ونوابه
مشيدا بالمواقف الناضجة للرئيس بري والوزير فرنجية والطاشناق
حوري : حزب الله والتيار الوطني الحر يتمردان على المظلة العربية
شطح : قد تعقد جلسة وزارية بحال وجود رئيس الجمهورية في البلاد
ـ 'المستقبل': أكّد مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الخارجية محمد شطح أنّ 'الرئيس سعد الحريري سيعود قريباً إلى لبنان وقد تعقد جلسة للحكومة في حال كان رئيس الجمهورية موجوداً في البلاد قبل زيارته المرتقبة إلى نيويورك لحضور اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة'، ونفى شطح 'ما تداولته وسائل الإعلام عن اعتكاف الحريري في الخارج'، ونبّه إلى أنّ 'أحد الأطراف الأساسية في البلاد تسبب بالجرح الموجود اليوم ولا يزال يغرز فيه سكينه ويعمّقه أكثر وهو قادر أن يجرّ البلد إلى ما هو أكبر بكثير من مجرّد جرح'. أمّا عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمّار حوري فاعتبر أنّ 'تيّار المستقبل وقوى 14 آذار يدافعان عن منطق الدولة في وجه حالات ميليشياوية تحاول الاعتداء عليها وتنفيذ انقلاب، واستغرب كيف ان 'الفريق الآخر يتهمنا بالتصعيد في المواقف لكن لم يلاحظ هذا الفريق ما قام به هو من مواقف وتجاوز لخطوط تمسّ السلم الأهليّ والعيش المشترك'، ونبّه إلى وجوب 'أن نأخذ في الاعتبار ان كثيراً من المكوّنات السياسية في لبنان والتي تنتمي تاريخياً إلى الفريق الآخر تأخذ اليوم مواقف ناضجة ووطنية ومهمة في هذه المرحلة كموقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والوزير سليمان فرنجية، وموقف حزب الطاشناق'. ورأى حوري انّ 'حزب الله والتيار الوطني الحرّ يتمرّدان على المظلة العربية، ولكن في النهاية هذه المظلّة أقدر على إعادة الأمور إلى نصابها'، وأضاف 'لقد حاول هذان الفريقان الإيحاء وكأن هناك إرادة سوريّة في هذا الإطار، لكن سوريا خارج هذا الإطار وهي ملتزمة بالهدوء في لبنان وعلى مسافة واحدة من الجميع ولا تحتاج إلى أي وسطاء في لبنان ليتحدّثوا باسمها'.
واعتبر عضو الكتلة نفسها النائب رياض رحال 'ان طريقة العصابات التي عاد بها جميل السيد الى لبنان وحمايته من قبل عناصر من حزب الله ونوابه ونواب التيار الوطني الحر على أرض المطار يدل من جديد عن مؤامرة جديدة للاستيلاء على مؤسسات الدولة وإعلان دويلة الأمر الواقع ضمن الدولة اللبنانية لانه كان من واجب الأجهزة الأمنية اعتقاله وسوقه الى الاستجواب بدلاً من أن ينصَّب أميناً عاماً ثانياً لحزب الله'. وشجب عضو الكتلة النائب خالد زهرمان 'الأبوة التي يحيطها حزب الله بجميل السيّد بما يشكل تأييدها لاتهاماته ودعما للانقلاب ولإهانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري'، وقال 'ما هكذا يكافأ المقاوم الأول الذي لف بلاد العالم دفاعاً عنكم وسخّر كل إمكانياته في سبيل تفاهم نيسان الذي كان الخطوة الأولى على طريق التحرير'. وأكّد 'ان جميع المؤتمنين على دماء الشهداء لن يسكتوا بعد اليوم لأن سكوتهم على الوحدة الوطنية والاستقرار فُسّر تنازلاً وتراجعاً لكننا نقسم لجميل السيد ومن وراءه أن دم الشهداء لن يذهب هدراً بسبب أمثاله'.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط': رأى مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق محمد شطح أن 'المشهد الأمني لاستقبال المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد من قبل حزب الله في المطار كان مشهدا سورياليا ولا يمكن أن يراه اللبنانيون في أي بلد آخر في العالم'. وقال: 'ما نراه هو فريق واحد يبرهن عمليا على أنه فريق قوي وقادر ولديه القدرة المادية على فرض رأيه وقد بعث رسائل واضحة في هذا الإطار، وما حصل في المطار يظهر أن هناك استباحة لكل شيء وانتهاكا للمعايير وصل إلى درك غير مسبوق'، معربا عن 'خوف الناس من أن تؤدي هذه الاستباحة في الكلام وبعض الأفعال إلى جرف كل شيء وليس فقط إلى أزمة عابرة'. وسأل: ماذا نستفيد من ذهاب البلد وبقاء المقاومة وخصوصا أنه لا يوجد منطق لأخذ البلد رهينة وجره إلى الهاوية بهدف وقف المحكمة ومهاجمة سعد الحريري لأن أي شخص آخر غير قادر على أن يوقفها.
معلومات عن زيارة الرئيس الحريري دمشق قبل عودته إلى لبنان
ـ صحيفة 'الديار':
يعود اليوم الرئيس سعد الحريري من الخارج، بعد غياب وصل الى حدود الاعتكاف، لان ما حصل خلال الايام الماضية على الساحة اللبنانية اعتبرته اوساط الاكثرية بأن المعارضة تجرأت على القيام بالانقلاب على الدولة بعدما اعتبرت ان اعتذار رئيس الحكومة بشأن شهود الزور علامة ضعف وليس كافيا، وطالبت بالمزيد وكأنها تريد إلحاق الهزيمة ومحاكمة معظم اعضاء فريقه اضافة الى محاكمة المرحلة السياسية ما بين 2005 و2009 ونتائجها. لذلك اطال الحريري اقامته في الخارج لاجراء المزيد من الاتصالات خصوصا مع الراعيين الاساسيين سوريا والسعودية. وترددت معلومات انه ربما سيزور دمشق قبل عودته الى بيروت، كذلك سيزور نجل العاهل السعودي الامير عبد العزيز دمشق ايضا لاعادة ترسيخ اتفاق الدوحة الذي اصيب في اكثر من مفصل.
يغادر إلى نيويورك منتصف الأسبوع
سليمان أجرى سلسلة اتصالات شملت معظم الأطراف
ـ 'الديار': اكدت مصادر مقربة من بعبدا ان رئيس الجمهورية قام باتصالات شملت معظم الاطراف، ولكن يبدو ان لا احدا يستمع الى لغة المنطق والعقل، وهذا لا يفيد لا الدولة ولا المؤسسات والبلد. علما ان رئيس الجمهورية يغادر الى الامم المتحدة منتصف الاسبوع، وقد استكمل ملفاته مع فريق عمله حيث سيكون لرئيس الجمهورية سلسلة لقاءات على هامش اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة. وذكرت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري انه سيعود الى بيروت اليوم، ولا نية له بالاعتكاف، واشارت المصادر الى ان كل ما يحصل هو اشاعات لا اساس لها من الصحة، وكشفت المصادر ان الرئيس الحريري وفور عودته ربما يعلن موقفا من التطورات الحاصلة.
متوافق كليا مع رؤية الوزير سليمان فرنجية من أنّ الأمور ذاهبة لاضطرابات محدودة قبل التسوية
الرئيس بري يبدي خشيته لأنّ بعض الأطراف لا تقرأ جيدا التطورات السياسية
ـ 'الديار': نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه انه يتوافق كليا مع الكلام الذي قاله النائب سليمان فرنجية وهذا الكلام يوصف الحالة في البلاد بشكل دقيق وصحيح. واضاف الزوار ان الامور وكما قال فرنجية ستذهب باتجاه الاضطرابات المحدودة قبل الوصول الى التسوية. وابدى بري امام زواره خشيته لان بعض الاطراف لا تقرأ جيدا التطورات السياسية علما ان الرئيس بري نأى بنفسه عن الحشد الذي حصل في مطار بيروت وتبين انه يتمايز عن المعارضة في هجومها العنيف وذلك لاسباب العلاقات المتردية مع اللواء السيد خصوصا ان السيد اخطأ في الاشارات الهادفة الى الرئيس بري فيما الاخير قدم مداخلة قانونية هي الابرز والاهم في ملف شهود الزور في مهرجان تغييب الامام الصدر في صور وكان على السيد ان يتلقفها ويشير اليها في كلامه بدل ان يتجاهلها ويستبدلها بالرسائل &laqascii117o;المرمزة وقد اعلن المدير العام للامن العام الاسبق اللواء جميل السيد ان الملاحقات القضائية بحقه بتهمة توجيه تهديدات الى رئيس الحكومة سعد الحريري لم تعد جائزة قانونا، ووصف الاستقبال الذي حظي به في مطار بيروت خصوصا من جانب &laqascii117o;حزب الله' بأنه دعم سياسي وشعبي.
مصادر الأكثرية مستغربة القول أنّ ريفي تجاوز الصلاحيات
اللواء علي الحاج ما زال في السلك ويدلي بتصريحات عنيفة يوميا
ـ 'الديار': استغربت مصادر في الاكثرية اثارة فريق المعارضة لتصريح اللواء ريفي الاخير، وبأنه تجاوز للصلاحيات ولم يأخذ الاذن من وزير الداخلية زياد بارود واعتبرت المصادر ان ريفي تحدث في عز المعمعة السياسية دفاعا عن قوى الامن الداخلي وبعد التعرض الشخصي له من اللواء السيد، علما ان اللواء علي الحاج ما زال في سلك قوى الامن الداخلي وموضوع بالتصرف ويدلي بتصريحات عنيفة يوميا. وسألت المصادر، لقد اعتذر الحريري في تصريحه للشرق الاوسط ولكن لماذا نبش الماضي مع الاعتذار؟ في حين ان المعارضة لم تطالب غيره بالاعتذار ونبش الماضي عن ممارساته، ولماذا لا يعتذر الرئيس السابق اميل لحود عن الممارسات التي حصلت في عهده.
اللواء ريفي: لا تعليق على القول بتجاوز الصلاحيات ولا يمكن أن ننسى الشهداء ونذهب إلى ملف شهود الزور
ـ 'الديار': ردّ اللواء اشرف ريفي في حديث تلفزيوني (المنار) على سؤال وجه اليه عن تجاوز صلاحيات الوزير فقال: لا تعليق لكن لا تتوقفوا عند الشكليات البسيطة ولا يمكن ان ننسى الشهداء ونذهب الى ملف شهود الزور.
أوساط فرنسية: رهان على بلمار أن يكون فهم تعقيدات الوضع في لبنان وأنه ينبغي تأخير القرار الظني
ـ صحيفة 'الحياة': في باريس قالت أوساط فرنسية مطلعة على الوضع الإقليمي انه &laqascii117o;على رغم عدم إمكان تدخل أي دولة في عمل المدعي العام الدولي دانيال بلمار، فإن هناك رهاناً على ان الأخير فهم تعقيدات الوضع في لبنان وخطورة القرار الظني وأنه قد يكون فهم انه ينبغي نظراً الى الأوضاع الهشة وجوب تأخير القرار الظني لبعض الوقت.
الصور التي نشرت لقيت ردود فعل من اللبنانيين في الخارج
مصادر وزارية: ما ظهر في المطار إشارة إلى أنّ الفريق الآخر بأن عليكم توقع أي شيء ولا حدود له
ـ 'الحياة': قالت مصادر وزارية ان الوزراء تسلموا مساء امس جدول اعمال جلسة الثلثاء، في حين ذكرت مصادر القصر الرئاسي ان الرئيس سليمان ينتظر عودة الرئيس الحريري من زيارته للسعودية المتوقعة اليوم. لكن مصادر وزارية قالت ان الافتراض بأن مجلس الوزراء وعاء لاستيعاب التأزم الحاصل لا يعني بالضرورة أن الأزمة قابلة للحل. وأضافت المصادر: &laqascii117o;ما حصل في المطار من ظهور أمني ومسلح ليس مجرد حادث عرضي. هو إشارة الى الفريق الآخر بأن عليكم أن تتوقعوا أي شيء ولا حدود لما يمكن ان يقوم به &laqascii117o;حزب الله. وقالت المصادر ان &laqascii117o;الصور التي نُشرت لقيت ردود فعل من اللبنانيين المقيمين في الخارج ومخاوف كثيرة. والصور أقوى من الكلام الذي يقال.
اقتحام عناصر مسلحة من حزب الله حرم المطار من دون إذن إدارات الدولة
14 آذار: مطار بيروت تحول إلى مربع أمني من مربعات حزب الله
المقاومة نحرت نفسها وتحولت إلى ميليشيات، ولكن لا أحد يتوهم بأن قوة آنية يمكن أن تبقى وتدوم
ـ 'الشرق الأوسط': قضية اقتحام عناصر مسلحة من حزب الله بأكثر من 15 سيارة رباعية الدفع، حرم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، من دون الحصول على إذن مسبق من إدارات الدولة المسؤولة عن أمن المطار، لتوفير المواكبة الأمنية للمدير العام السابق للأمن العام، اللواء المتقاعد جميل السيد، طرح الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مصير أمن المطار كأحد أهم المرافق اللبنانية حيوية. وهذا ما عبر عنه مصدر سياسي في قوى 14 آذار ل 'الشرق الأوسط' بحيث رأى أن 'مطار بيروت تحول أول من أمس، إلى مربع أمني من مربعات حزب الله، مع ما يستتبع ذلك من انكشاف خطير لأمن هذا المطار، وآثار ذلك السلبية على صورة لبنان الدولة والمؤسسات'، مشيرا إلى أن 'هذا التطور وضع لبنان على مفترق خطير، وعلى الجميع، وتحديدا حزب الله، التنبه إلى محاذير إسقاط البلاد في الهاوية'. وفي هذا الإطار، أكد مصدر أمني بارز لـ'الشرق الأوسط'، أن 'مسلحي حزب الله اقتحموا حرم مطار بيروت الدولي وصالون الشرف بالقوة، ومن دون الحصول على إذن، لا من وزارة الخارجية ولا من وزارة الداخلية ولا من جهاز أمن المطار'، وسأل: تحت أي مبرر جرى اقتحام المطار بأكثر من 20 سيارة لا تحمل لوحات وبداخلها العشرات من الأشخاص المدججين بالسلاح، الذين اقتحموا بأسلحتهم أيضا وعلى مرأى من وسائل الإعلام التي نقلت صورهم، صالون الشرف الذي لا تفتح أبوابه إلا لكبار الضيوف والمسؤولين وموظفي الفئة الأولى إذا كانوا بمهمات رسمية؟، وقال: 'لا شك أن من يراهن على الدولة آذاه مشهد المطار، لكن أكبر المتضررين مما حصل ليس الدولة ومؤسساتها، إنما حزب الله وصورة المقاومة'. وأضاف 'من سخرية هذا الزمن أن يتطاول اللص على الشرطي والمتهم على القاضي والدويلة على الدولة، وهذا بعكس الطبيعة ولن يدوم، وبهذا الأسلوب فإن المقاومة نحرت نفسها وتحولت إلى ميليشيات، ولكن لا أحد يتوهم بأن قوة آنية وقوة أمر واقع يمكن أن تبقى وتدوم، لأن الدولة هي الأقوى على المدى الطويل'.
تمايز بين موقفي حزب الله وحركة أمل في خصوص ملف السيد
مصدر قضائي: اللواء السيد يعتبر متبلغا حكما
ـ 'الشرق': أكد مصدر قضائي أن اللواء المتقاعد السيّد يعتبر متبلغاً حكماً، وما 'الهمروجة' التي شهدناها على طريق المطار سوى انطلاق من التبلغ، وصرّح المصدر بالمعادلة الآتية: يمثل السيّد أمام القضاء أو تتحوّل المذكرة الى توقيف. الى ذلك، توقف المراقبون عندما اعتبروه تمايزاً في المواقف بين 'حزب الله' وحركة 'امل' في ملف جميل السيّد، إذ ان الحركة لم تصدر أي موقف مباشرة أو عبر نوابها بدعم اللواء السيّد، بل أعلنت على لسان وزيرها محمد جواد خليفة رفضها لمنطق التصعيد والسجال عبر الإعلام ودعوتها الى اعتماد لغة الحوار من داخل مؤسسات الدولة إن عبر مجلس الوزراء أو الحكومة أو هيئة الحوار الوطني.
مصادر عين التينة: القادة الروحيون اتفقوا على عقد قمة في بكركي في القريب العاجل
ـ صحيفة 'الأنوار':ذكرت مصادر عين التينة انه في ظل هذا المشهد القائم وتعثر الإتصالات السياسية في التوصل الى مخرج للأزمة، اتفق القادة الروحيون من رؤساء الطوائف اللبنانية، بعد مشاورات على عقد قمة إسلامية - مسيحية في بكركي في القريب العاجل، في محاولة لتدارك الأسوأ، تجنبا لأي صراعات تهدد الإستقرار والسلم الأهلي.
ـ 'الأخبار': الحريري يعقد اجتماعا لكتلته اليوم يحدد فيه السقف السياسي
ذكرت صحيفة 'الأخبار' أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيعقد اجتماعاً لكتلته النيابية اليوم، يحدّد فيه السقف السياسي للمعركة بينه وبين فريق المعارضة السابقة، وخاصة أن أوساطه تحدّثت عن سقف سوري-سعودي يمنع ملامسة الانفجار الأمني، 'على أن يكون الحل للمشاكل السياسية لبنانياً صرفاً'.
ـ 'الأخبار': أي تواصل جدي لم يحصل بين دمشق والرياض بشأن الأوضاع بلبنان
ذكرت صحيفة 'الأخبار' أن رئيس الحكومة سعد الحريري عاد من إجازته في السعودية، ناقلة عن أوساطه أنه لم يحمل معه حلاً للمشاكل السياسية في البلاد. ونقلت الصحيفة عن غير مصدر معني بالاتصالات السياسية أن أي تواصل جدّي لم يحصل بين سوريا والسعودية بشأن الأوضاع المستجدة في لبنان
ـ 'السفير': وماذا عن جوني عبدو؟
إذا كانت مواكبة &laqascii117o;حزب الله" السياسية والأمنية للواء السيد من المطار حتى منزله قد استفزت قوى 14 آذار التي وجدت فيها استباحة لمنطق الدولة ومؤسساتها، فإن أوساطاً في المعارضة تلفت الانتباه الى ان هناك واقعة لم يمر عليها الزمن بعد، تبين ازدواجية المعايير المعتمدة من قبل هذه القوى في التعاطي السياسي.
وتلفت الاوساط الانتباه الى ان فريق 14 آذار لم يحرك ساكنا عندما قامت سرية من حرس رئاسة الحكومة بالدخول الى مدرج المطار واصطحاب السفير السابق جوني عبدو من أمام سلم الطائرة خلال زيارته الى بيروت مؤخرا، ثم إيصاله الى الطائرة بالطريقة ذاتها عند سفره، علما ان هناك مذكرة توقيف صادرة بحق عبدو في الدعوى المقامة ضده من الرئيس إميل لحود، وليس مذكرة تبليغ كما هي الحال مع اللواء السيد.
ـ 'الحياة': جنبلاط: نريد دولة بأي ثمن
شدد رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط على &laqascii117o;أهمية الاستقرار والعيش المشترك حفاظا على لبنان التنوع". وذكر خلال جمعية عمومية للحزب التقد