- صحيفة 'السفير'
سالم زهران
تقاسم القيّمون على الدولة اللبنانية تراخيص وسائل الإعلام المرئي والمسموع، التي جاءت شبه &laqascii117o;منصفة" وفق التوزيع الطائفي، باستثناء خرق بسيط من هنا أو هناك.
وبات لكل طائفة - زعيم أكثر من وسيلة إعلامية، فيما حظيت الأحزاب السياسية الرئيسية بوسيلتين، واحدة مرئية، وأخرى إذاعية. وفيما تغيب التوأمة الكاملة بين الوسيلتين، يحضر التعاون في أمور أخرى، لعلّ أبرزها نقل الإذاعات لنشرات الأخبار الرئيسية، وهو ما أجازه قانون الإعلام المرئي والمسموع، وفق فقرة &laqascii117o;اتفاقات إعادة البث".
وفي رسم لخريطة نقل النشرات التلفزيونية، يمكن رصد التالي: تنقل إذاعة &laqascii117o;الرسالة" نشرة أخبار تلفزيون &laqascii117o;أن بي أن"، وتنقل &laqascii117o;النور" نشرة &laqascii117o;المنار"، أمّا &laqascii117o;الشرق" فتنقل نشرة أخبار &laqascii117o;المستقبل"، فيما تنقل &laqascii117o;صوت لبنان" نشرة أخبار &laqascii117o;أم تي في"، وتضيف إليها فقرة إخبارية مميزة هي &laqascii117o;أسعد الله مساءكم"، تتضمن إعادة بثّ كل مقدمات نشرات الأخبار التلفزيونية كما نقلتها الشاشات وبأصوات مقدميها، من دون نقل للتفاصيل.
وتتولّى &laqascii117o;صوت المدى &laqascii117o;المنضّمة حديثاً إلى قطار المسموع، نقل نشرة أخبار &laqascii117o;أو تي في" ودخلت &laqascii117o;إذاعة لبنان" على الخط ناقلة نشرة &laqascii117o;تلفزيون لبنان"، الناطق الرسمي باسم الدولة اللبنانية.
وتستمر إذاعة &laqascii117o;لبنان الحر" بنقل نشرة أخبار المؤسسة اللبنانيّة للإرسال، بالرغم من النزاع القانوني المستمر بين &laqascii117o;القوات اللبنانية" - الراعي المباشر للإذاعة - وبين المحطة المتنازع عليها مع رئيس مجلس إدارتها الشيخ بيار الضاهر.
وتبقى خارج دائرة &laqascii117o;التقاسم" والنقل المباشر، من بين إذاعات الفئة الأولى، أي التي لها حق بث الأخبار السياسية، محطّتا &laqascii117o;صوت الشعب" و&laqascii117o;صوت الحرية"، إذ لا محطة تلفزيونية للمرجعيّة السياسية لكل منهما. وفي المقابل، يجد تلفزيون"الجديد" نفسه وحيداً حتى الساعة من دون نقل مباشر لنشراته الإخبارية. وتتردد معلومات عن إمكانية تعاون بينه وبين &laqascii117o;صوت الشعب" في هذا الصدد.
وبالرغم من أن الغاية من النقل &laqascii117o;المسموع" للنشرات &laqascii117o;المرئية" هي &laqascii117o;تعميم الفائدة" والترويج، بكل السبل الممكنة، لأفكار أصحابها والقيمين عليها، إلا أن &laqascii117o;السفير" سألت زميلين عن رأي كل منهما المهني في الموضوع.
يعرب المحرر الإخباري في إذاعة &laqascii117o;لبنان الحر" الزميل طوني سليمان عن رضاه التام عن نقل نشرات الأخبار عبر أثير الإذاعات، مذكراً أن &laqascii117o;لبنان الحر" كانت الإذاعة الأولى التي اعتمدت تلك الوسيلة قبل خمسة عشر عاماً.
ويرفض سليمان تصوير الأمر على أنه توفير للجهد البشري والمادي، مشيرا إلى &laqascii117o;البروتوكول"الموقع بين الإذاعة وبين المحطة، الذي يشمل أيضا نقل وقائع برنامج &laqascii117o;كلام الناس".
ولا يعتبر سليمان أن السبب هو التعويض عن النقص في المحررين والمراسلين في الإذاعة، &laqascii117o;ففي المحطة كفاءات وقدرات عالية، بدليل أنها تستبق نقل النشرة التلفزيونية، ببانوراما إخبارية شاملة"، مشيرا إلى أن السبب الأساسي هو رغبة المستمع اللبناني، الموجود خارج منزله، في معرفة ومتابعة ما تقدمه النشرات التلفزيونية.
أما مهنياً، فلا يرى في النقل المباشر أي عيب، &laqascii117o;كون معظم النشرات التلفزيونية تعتمد على الكلام، ونادراً ما تأتي الصورة من دون كلام، أو من دون أي تدخل يملأ فارغ الأثير.
في المقابل، ينتقد مراسل &laqascii117o;الجديد" الزميل رياض قبيسي التعاون القائم بين المحطات التلفزيونية والإذاعات، مشيراً إلى &laqascii117o;الفارق الكبير في طرق التحرير المعتمدة في كل من الوسيلتين، بالإضافة للعيوب التي تتجلى من خلال التقارير والتحقيقات الخاصة حيث الاعتماد يكون على الصورة في التلفزيون".
وينتقد قبيسي بعض المحررين التلفزيونيين الذين يحررون بأسلوب الصحافة المكتوبة &laqascii117o;كما لو أن الصورة غير موجودة"، إذ بالإمكان الاستعاضة عن الكثير من الكلام بالصور الحيّة.
ويسأل قبيسي &laqascii117o;لماذا لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يشيع هذه الظاهرة؟" ثم يجيب قائلا &laqascii117o;ربما لأنه لا توجد في لبنان نشرات إخبارية تلفزيونية بكل ما للكلمة من معنى".