حول زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان
- صحيفة 'النهار': خليل فليحان
علقت مصادر ديبلوماسية ليلاً على خطاب نجاد في الضاحية بانه مختلف عن خطابه في القصر الذي كان 'هادئاً ومتزناً'. اما في الضاحية، فكان 'صاخباً وبعث برسائل تهديدية لاكثر من دولة من بينها اميركا واسرائيل ستكون موضع انتقاد من واشنطن ومن دول أخرى'. ورأت ان خطاب نجاد في الضاحية لا يختلف عن اي خطاب له يلقيه في ايران او في اي دولة أخرى. وتوقعت ان يتبلغ المسؤولون احتجاجات على تلك الرسائل. اما على صعيد المحادثات الثنائية، فاللافت ان قرار مدّ لبنان بأسلحة ايرانية لمواجهة اسرائيل اذا ما شنّت حرباً جديدة عليه لم يتخذ أمس لأن 'مذكرة التعاون الدفاعية' المعقودة بين وزارتي الدفاع في البلدين انتهى مفعولها في أيار الماضي بعد مرور خمس سنوات على توقيعها وتأجل تجديدها أثناء المحادثات في القصر، لاستكمال المشاورات بين الطرفين.
- صحيفة 'الديار': مع الاستقبال المنقطع النظير حصلت اخيرا زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد التي اثارت جدلا دوليا واقليميا. حصلت الزيارة، وازالت الهواجس التي حاول البعض في المجتمع الدولي بثها، والنفخ في نارها المذهبية عبر الادعاء بأن الرئيس الايراني سيحول الزيارة الرئاسية والبلد المضيف الى منصة يطلق منها المواقف ذات السقوف العالية، فيصاب لبنان بالاحراج خصوصا ان الجنوب خط التماس الافعل لناحية مقاومته سيشهد اليوم اوسع واضخم استقبال شهده، تكريما لرئيس زائر. لكن يوم امس، ازال الاحراجات اللبنانية، فكان مشهودا بضخامة حشوده عندما خرجت الجماهير بالكامل من مناطق البقاع والجنوب والضاحية تنتظر الرئيس المقاوم على طول الطريق الممتد بين المطار ومنطقة الحدث، فاستطاع الرئيس نجاد ان يسجل اول سابقة في الحشد الجماهيري غير المسبوق عندما استقبل كضيف رئاسي، ولبنان عبر تاريخه لم يشهد هكذا حشود في زيارات رئاسية سابقة، لكن المرة الوحيدة كانت اثناء استقبال البابا يوحنا بولس الثاني، لكن يومذاك كان الضيف مرجعية دينية، ولم تكن كما في الامس مرجعية سياسية رئاسية. اذا، كان امس يوما ايرانيا بامتياز، استطاعت خلاله الجمهورية الاسلامية ان تجد موطئ قدم على الساحة اللبنانية، حيث تبين ان النبض في الشارع كان مشتعلا في الترحيب. كذلك، حصل اجماع رسمي عبر مشاركة الجميع الغداء الذي اقامه رئيس الجمهورية تكريما لضيفه الايراني، وخصوصا ان الموالاة وضعت اكثر من علامة استفهام على الزيارة قبل حصولها واعتبرتها بأنها ستأتي تصب في صالح خصومها، لكن اللافت هو حضور جميع قيادات 14 اذار بما فيهم الدكتور سمير جعجع الذي اشاع عشية وصول نجاد بأنه سيقاطع الزيارة، خصوصا ان مصادر السفير المصري اكدت ان جعجع لن يحضر، فيما اعتبر جعجع بعد سماعه نجاد ان على اللبنانيين ان يقتدوا بخطاباته. وقالت اوساط مطلعة لـ&laqascii117o;الديار" ان الرئيس الايراني احمدي نجاد قدم ما يشبه المبادرة لرئيس الحكومة سعد الحريري لمحاولة منع الوصول الى الفتنة، ورجحت الاوساط ان يكون الرئيس الحريري تلقى دعوة لزيارة طهران من ضمن مسعى ايراني يهدف لاحتواء ما سينتج عن القرار الظني من مضاعفات. واضافت الاوساط ان نجاد الذي اجرى اتصالا بالملك عبدالله قبل وصوله الى لبنان هدف الى احاطة مبادرته بدعم عربي عبر التواصل مع كل من السعودية والاردن، وهذا المسعى الايراني قد تم تنسيقه مع سوريا.. اما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل فقال انه يأمل في ان يكون لزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان - والتي اثارت مخاوف غربية بشأن النفوذ المتنامي لايران في المنطقة - تأثير ايجابي على السلام الهش في لبنان وجاءت تصريحات الامير سعود الفيصل عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة. ويقول محللون ان بعض الحكومات العربية ايضا مستاءة بشأن الدور القوي لايران التي يغلب الشيعة على سكانها، في المنطقة لا سيما علاقتها مع جماعة حزب الله اللبنانية وامس الاربعاء وفي القاهرة اعرب وزير الخارجية السعودي عن امله في ان تدعم زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان الاستقرار في البلاد وقال الامير سعود الفيصل &laqascii117o;والله خليكي (متحدثا الى صحفية) في النتيجة. الزيارة عملت زخم كبير في لبنان، فإن شاء الله يكون النتيجة فيها نفس الزخم تجاه السلم اللبناني.
- صحيفة 'السفير': لا تشبه زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، زياراته إلى أي من الدول التي زارها من قبل. هو لبنان المقاومة التي غيّرت المعادلات. لبنان النموذج في عيشه المشترك ووحدته الوطنية، ولو أصابها بعض الوهن والاهتزاز. هو لبنان جار فلسطين، أصابته في نكبتها، وأعطاها نموذجا بتحرره من الاحتلال، ولو أن جزءا عزيزا من أرضه ما زال أسيرا. هو لبنان الذي انتصر أهله لكل ثورات العالم، بما فيها ثورة إيران، التي مهما قيل فيها وعنها، فإن مشروعها اليوم، هو مشروع كل اللبنانيين، كما قال السيد حسن نصر الله مرحبا بنجاد في الضاحية الجنوبية المقاومة. هو لبنان الذي ندر أن تجد فيه معادلة ذهبية أضلاعها الشعب والجيش والمقاومة، ولو تنكر لها البعض داخليا في خضم الاشتباك السياسي المفتوح. لبنان الذي قررت إيران أن تختصر المسافات بينها وبينه، فشرّعت ما لم تشرعه له، بالحبر والإرادة السياسية، فكانت ولادة 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في وقت قياسي، وضمن وجهة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، لم يسقط منها الا الاتفاق العسكري، بفعل إملاءات خارجية، جعلت لبنان ينضبط تحت سقف القرارات الدولية ويحرم من فرصة تسليح جيشه بالعتاد والسلاح الايراني. هو لبنان الغارق منذ سنوات في أزمة سياسية خطيرة، بفعل الجريمة ـ الزلزال التي ذهب ضحيتها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقرر فتح ذراعيه سياسيا وشعبيا لرئيس دولة أحيطت زيارته بدعوة من نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان، بسيل من التشكيكات الداخلية والخارجية، التي زادتها زخما واستثنائية وهدوءا وحولتها الى مناسبة لتأكيد الوحدة الوطنية، بدليل الاستقبال الذي اقيم على شرف الضيف وجاء عاكسا لكل الطيف السياسي اللبناني، من دون استثناء. دخل أحمدي نجاد الى كل مكان، في اليوم الأول من زيارته، بخطاب لبناني جامع، من خلال إشارته التحذيرية اللافتة للانتباه لما يحاك لمنطقتنا لإيجاد الخلافات والقلاقل، ولزرع الفتنة فيها، ولا سيما في لبنان، &laqascii117o;حيث امتدت يد الغدر الآثمة الى صديق عزيز (الرئيس الشهيد رفيق الحريري) لتترك بعدها الأفواه الباطلة لتوجيه الاتهام الى الأصدقاء الباقين" في اشارة واضحة الى رفض أي اتهام يوجه للمقاومة و&laqascii117o;حزب الله". أوصل أحمدي نجاد رسالة إيران إلى كل اللبنانيين &laqascii117o;سنبقى معكم أبدا"، فاتحا أبواب التعاون اللامحدود، من الدولة الى الدولة، بما يفضي الى استفادة كل لبنان من هذا التعاون، في شتى المجالات، وبلا استثناء وبلا لون سياسي او مذهبي او مناطقي. خاطب مسلمي هذا البلد كما مسيحيوه بلغة الوحدة والتحذير من ان الشياطين لا تستسيغ الوحدة والانسجام لأن فيهما قوة وصلابة، &laqascii117o;ولذلك فإن الشياطين تعمل دائما على التشويش". جاء باسطاً يد إيران الى الجميع، وإن كانت المقاومة تشكل ثابتة الثوابت، وأعلن ما يشبه التوأمة بين لبنان وإيران، فأكد للشعب اللبناني ان &laqascii117o;قضاياكم وقضايا الشعب الايراني واحدة، ونحن موجودون معكم في جبهة واحدة، وعزة لبنان وتطوره عزة وتطور لنا ايضا، وسنبقى معا الى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء". اختار منبر السيد حسن نصر الله في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، ليلقي خطابا فلسطينيا ولبنانيا وعربيا وإسلاميا وإيرانيا، وأعلن ما يشبه بيان النعي للمشروع الاميركي المتراجع، ومن خلفه للكيان الإسرائيلي الذي &laqascii117o;يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوة قادرة على إنقاذه"، محذرا من أن اسرائيل ربما تبادر الى شرور جديده، لكن أية شرارة جديدة تبدر من هذا الكيان، لن تجدي، ولن تؤدي إلا الى تقصير عمره". وأما الأكثر دلالة، فكان اعلان نجاد، تشكل جبهة مقاومة من فلسطين ولبنان وسوريا وتركيا والعراق وإيران، تمتلك رؤية مشتركة وحق الدفاع عن المنطقة وحقوق شعوبها.
اليوم الأول: لقاءات ... واتفاقيات
وفي التفاصيل، أقيم للضيف الإيراني استقبال سياسي في المطار تقدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية، فيما واكبته تظاهرة شعبية ضمت آلاف اللبنانيين والفلسطينيين على طول طريق المطار وصولا للقصر الجمهوري حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري. وحفل برنامج اليوم الاول للزيارة، بلقاءات رسمية أجراها نجاد مع الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري، وبمحادثات رسمية توجت بتوقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين لتطوير العلاقات والتعاون الثنائي في مجالات الزراعة والطاقة والنفط والغاز والتجارة والصناعات اليدوية والسياحة والتعليم العالي والصحة والبيئة والإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات والتقنيات. وقدم نجاد هدية الى لبنان، جهازا تقنيا يدعى &laqascii117o;نانو سكوب" يعمل على تطوير البرامج العلمية والتقنية موجود فقط في 6 دول في العالم ولبنان البلد السابع الذي يحصل عليه، وأكد نجاد أن هذا الجهاز هو من صنع إيراني كامل. وشدد الرئيسان سليمان ونجاد &laqascii117o;على أهمية صيانة الوحدة الوطنية اللبنانية وميثاق العيش المشترك ودعم الدولة ومؤسساتها وتعزيز دعائم الاستقرار والسلم الأهلي بما يساعد على مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تسعى الى زرع الفتنة بين اللبنانيين وإضعاف قدراتهم الوطنية الرادعة ونشر بذور الفوضى والتشرذم في المنطقة ككل". وبعد زيارة نصب تمثال الشهداء في وسط العاصمة، أقام حزب الله و&laqascii117o;أمل" احتفالا جماهيريا حاشدا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية. وألقى نجاد خطابا مطولا، وصف فيه لبنان بمدرسة المقاومة وحذر من &laqascii117o;إيجاد الخلافات في منطقتنا"، وقال: &laqascii117o;في لبنان امتدت يد الغدر الآثمة إلى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها، ثم نرى كيف تلفق الأخبار لتوجيه الاتهامات إلى بقية الأصدقاء سعياً للوصول إلى مرامٍ باطلة عبر زرع بذور التشرذم". انهم يريدون الإيقاع بين شعوب تتألف من فئات وأديان متنوعة عاشت مع بعضها بمحبة ووئام، يريدون إلحاق الأذى بالعلاقات الأخوية بين الشعوب، كالعلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري". وتوجه الى اللبنانيين قائلا : &laqascii117o;التفتوا، فالأعداء كلما احتلوا بلداً أو غزوا شعباً، لعبوا على وتر الحساسيات الطائفية والنعرات المذهبية"، فإيجاد التشرذم هو أسلوب مكشوف، والأعداء لا يريدون لشعب هذه المنطقة أن يكون موحداً، مستقلاً ومتطوراً، ولكن بفضل وعي الشعوب، فقد افتضح اليوم أمر فتن الأعداء، وشعوب المنطقة تدرك جيداً أن رمز العزة هو الوحدة، وهي تعي تماماً ماهية المفرّقين، وستفوت الفرصة على الأعداء". وعبر شاشة المنبر نفسه، أطل الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" ليعلن في الاحتفال الجماهيري الحاشد ان إيران تتطلع أن يكون لبنان حرا مستقلا موحدا سيدا عزيزا شامخا حاضرا في المعادلة الاقليمية، وأن &laqascii117o;ليس لدى ايران مشروعها الخاص ومشروعها للبنان هو مشروع اللبنانيين وما يريده الشعب اللبناني، الذي يتطلع إلى أن يكون شعباً مستقلاً سيادياً، حاضراً في المعادلة الإقليمية، وليس هناك مشروع إيراني آخر ومشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية وأنَّ ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الفلسطينيون في فلسطين، وهو أن تعود المقدسات الإسلامية والمسيحية وأن تعود الأرض من البحر إلى النهر وأن يقيم هذا الشعب المظلوم على أرضه المستقلة المحررة بالدم دولته". وحذر من أن &laqascii117o;هناك من يروج أن ايران مصدر الفتنة وتسعى لتمزيق الصفوف"، وقال: ايران هي من أهم الضمانات الكبرى اليوم لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين. وأقام الرئيس نبيه بري مأدبة عشاء على شرف الرئيس الايراني في عين التينة، شارك فيها الرئيسان سليمان والحريري وعدد من رؤساء الحكومات السابقين، وأكد بري ان &laqascii117o;المقاومة ما كانت لتستكمل مهمتها في تحرير أرضنا لولا مساعدة إيران". وشكر بري لإيران &laqascii117o;مبادرتها للإعلان عن استعدادها لتسليح الجيش". وأكد أن &laqascii117o;دعم إيران للمقاومة ومشروع المقاومة هو دعم لكل لبنان واللبنانيين، وليس تسليحاً للشيعة في لبنان، وقال: كلبنانيين وكشيعة لبنانيين وكشيعة عرب، نرفض وندين تزوير الوقائع التاريخية والسياسية والتلاعب بالحاضر عن طريق استبدال الأعداء، وجعل إيران هي العدو الأوّل للعرب بدل إسرائيل. ونحن نعتبر إيران حرزاً مانعاً لعدم الوقوع في الفتن. ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيراني الجنوب، حيث اكتملت الاستعدادات لاستقباله ولا سيما في بنت جبيل حيث يقام له استقبال جماهيري كبير، ويأتي ذلك في ظل استمرار التشويش الإسرائيلي على الزيارة بالتهديد والوعيد والتظاهرات والتحركات الاستفزازية على الحدود الجنوبية وبالتحليق المكثف للطيران الحربي في أرجاء المنطقة استباقا لزيارته الجنوبية المقررة اليوم.
- 'النهار': الزيارة التي أثارت جدلاً واسعاً داخلياً وخارجياً قبل حصولها، لم تكن أقل اثارة للجدل بعد يومها الاول. ذلك انه نادراً ما تسببت زيارة زعيم خارجي للبنان بتفاعلات واصداء كتلك التي اثارتها زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد منذ اللحظة الاولى لحلوله في بيروت ضيفاً على 'الدولة والشعب' أمس.ويمكن القول ان نجاد فاجأ الجميع بخطابي بعبدا والضاحية الجنوبية. خطاب بعبدا غلبت عليه نبرة الاعتدال ومراعاة التعامل 'من دولة الى دولة' الى اقصى الحدود. أما خطاب ملعب الراية فاستعاد النبرة المتشددة المعهودة للرئيس الايراني. ومع ذلك لم يفت متتبعي الزيارة بكل تفاصيلها الشكلية ومضامينها السياسية الاشارة الى ثلاثة أبعاد اساسية واكبت الزيارة في يومها الاول.
البعد الاول تمثل في حرص الجانب الايراني على اظهار وجه الانفتاح على مختلف الفئات اللبنانية مقرونا في الوقت عينه بالاحتضان الكامل لـ'حزب الله'. وهو ما فسره المتابعون بان ايران ارادت من هذه الزيارة اطلاق رسالة 'مدوية' على المستوى الاستراتيجي عن نفوذها في لبنان، لكنها اظهرت في المقابل ادراكا عميقا لخطورة تفجر الحساسيات اللبنانية، خصوصا ان الزيارة تزامنت مع لحظة اقتراب الوضع اللبناني من متاهة بالغة الخطورة بفعل ازمة المحكمة الخاصة بلبنان. وانعكس ذلك على خطابي نجاد اللذين جمعا تبعا لمكان إلقائهما وطبيعة 'الجمع' الذي توجه اليه نبرتين في التعبير عن الموقف الايراني.
البعد الثاني تمثل في انفتاح لبناني واسع على التعامل مع الزيارة من منطلق المصلحة اللبنانية الخالصة بعيداً الى حد كبير من المواقف الخارجية. فخطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان امام ضيفه كان لافتاً في التشديد على ثلاثة مرتكزات هي التزام القرار 1701 والحض على نبذ الفتنة وتأكيد اهمية التنمية الاقتصادية. كما ان توقيع 17 اتفاقا ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا مع ايران دلل على ادراك لبنان اهمية تطوير التعاون مع ايران حتى في عز العقوبات الدولية عليها، لكن لبنان تجنب المزالق والمحاذير الاخرى تفادي توقيع اي اتفاق عسكري معها.وعلى المستوى السياسي الواسع بدت الصورة الجامعة لكل التلاوين السياسية التي شاركت في غداء قصر بعبدا، انعكاساً لبراغماتية لبنانية عامة وادراكاً للتأثير الايراني لدى جهات لبنانية، الامر الذي شكل تطوراً ايجابيا ورسالة الى ايران وسواها عن ضرورة ممارسة دور ايجابي في منع اي صدام داخلي بين حلفائها والفئات الاخرى.
اما البعد الثالث فتمثل في ضخامة الحشود الشعبية التي استقبلت الرئيس الايراني على طريق المطار صباحاً وفي الضاحية الجنوبية مساء. ذلك ان هذه الحشود التي اضطلع 'حزب الله' بالدور المحوري والاساسي والتنظيمي في ابرازها تعتبر الاضخم في كل المناسبات التي تولى الحزب تنظيمها سواء في مناسبات داخلية أو خارجية. وشكلت الرسالة الواضحة التي اراد اطلاقها في شأن ارتباطه الوثيق بايران بلا اي تحفظ. الامر الذي عبر عنه بوضوح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته عبر شاشة كبيرة مرحبا بالرئيس الايراني في ملعب الراية، علما ان مهرجان الضاحية نظمته حركة 'امل' والحزب معا.
في بعبدا
وقد حفل اليوم الاول لزيارة نجاد بمجموعة محطات عكست الجانبين الرسمي والشعبي لزيارته. وبعد استقبال تميز بمشاركة الالوف من قواعد 'امل' و'حزب الله' على طريق المطار، استمرت محادثات نجاد ولقاءاته في قصر بعبدا زهاء ست ساعات، توزعت بين المحادثات بين الوفدين والخلوات بين نجاد وكل من الرؤساء سليمان ونبيه بري وسعد الحريري والغداء الرئاسي الحاشد الذي جمع مختلف ممثلي القوى السياسية والكتل النيابية والشخصيات.وابرز المؤتمر الصحافي للرئيسين سليمان ونجاد 'توافقهما على اهمية تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات من دولة الى دولة بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين ومقتضيات المرحلة الراهنة'، كما شددا على 'اهمية صون الوحدة الوطنية اللبنانية وميثاق العيش المشترك ودعم الدولة ومؤسساتها وتعزيز دعائم الاستقرار والسلم الاهلي'.وحدد الرئيس سليمان ثلاث نقاط رئيسية 'لصون لبنان وحدته وتعزيز صموده في مواجهة اسرائيل' هي 'التزام القرار 1701 والزام اسرائيل تطبيقه بكل مندرجاته مع ابقاء الحق في استرجاع ما لا يزال محتلاً من ارضه بأي وسيلة مشروعة، ومنع الفتنة والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتنمية الاقتصادية'. وأكد نجاد من جانبه 'ان هذه النقاط الثلاث كاملة وصحيحة'، مبدياً استعداد بلاده 'للوقوف الدائم بجانب لبنان حكومة وشعباً'. واعتبر ان 'لبنان الآن غيّر المعادلات التي اتت من جانب واحد من الاعداء لمصلحة المنطقة وشعوبها'. واذ ابرز 'ضرورة تمتين الوحدة بين اللبنانيين'، قال: 'انا ضيف فخامة الرئيس والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ورسالتنا الى الشعب اللبناني هي الوحدة والتضامن والتآزر المشترك من اجل البناء وعزة لبنان الشقيق'.
في الضاحية
ثم كانت لنجاد عصراً لقاءات اقتصادية في مقر اقامته في فندق 'فينيسيا'، قبل ان ينتقل مساء الى الضاحية الجنوبية. وافادت محطة 'الجزيرة' القطرية ان نجاد التقى سراً الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله قبل انتقال الرئيس الايراني الى ملعب الراية حيث اقيم مهرجان ضخم في استقباله دعت اليه حركة 'امل' و'حزب الله'. وغص الملعب ومحيطه بحشود كبيرة، كما شارك في المهرجان ممثلون لاحزاب وفصائل فلسطينية ورجال دين. واطل السيد نصرالله عبر شاشة ملقياً كلمة ترحيبية بالرئيس نجاد 'اخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً وحبيباً غالياً وسنداً عظيماً للمقاومين والمجاهدين والمظلومين'. وتوجّه في كلمته 'الى العرب واللبنانيين' اولاً ثم الى الرئيس الايراني. ورد على القائلين 'بوجود مشروع ايراني من موقع سلبي' قائلاً: 'ايها العرب ما تريده ايران هو ما يريده العرب (...) وما تريده ايران هو ما يريده الشعب اللبناني (...) واشهد امامكم ان ايران لم تطلب منا في يوم موقفاً ولم تصدر الينا امراً ولم تتوقع منا شكراً'. واضاف: 'مع اننا نفتخر بايماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع، ليس لدى ايران مشروعها الخاص ابداً'. وفي خطاب استمر اكثر من ساعة، توجه نجاد الى الحشد حاملاً بشدة على 'المتغطرسين والمهيمنين (...) الذين اتخذوا منطقتنا منصة نحو اخضاع العالم برمته'. وقال: 'انعموا النظر جيداً فهل تجدون في سجل الصهاينة شيئاً سوى الجرائم والجنايات؟'، لافتاً الى 'اجماع الدول المتغطرسة على تقديم الدعم المطلق لشذاذ الآفاق هؤلاء'. واضاف: 'يريدون الايقاع بين شعوب تتألف من فئات واديان متنوعة (...) ويريدون الحاق الاذى بالعلاقات الاخوية بين الشعوب كالعلاقة الموجودة بين الشعبين السوري واللبناني'.وتطرّق الى قضية المحكمة الدولية ضمناً فقال: 'في لبنان نجد ان يد الغدر الآثمة قد امتدت الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها، ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الاخبار وكيف تستغل المجامع الحقوقية التابعة لانظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام الى بقية الاصدقاء سعياً للوصول الى المرامي المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة والتشرذم'.وحذّر 'الصهيونية الجوفاء' من ان 'اي شرارة جديدة تبدر من هذا الكيان الصهيوني لن تجدي نفعاً الا بتقصير عمر هذا الكيان المغتصب (...) اعلن بصوت عال ان الكيان الذي اوكلت اليه مهمة السيطرة من النيل الى الفرات لصالح النظام الرأسمالي قد حبس خلف جدران بناها بنفسه (...) لقد تشكلت جبهة مقاومة الشعوب في فلسطين ولبنان وسوريا وتركيا والعراق وايران وكل هذه المنطقة واعلن بكل ثقة ان الكيان الصهيوني يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط'. ويشار الى ان الرئيس الايراني سيلقي قبل ظهر اليوم محاضرة في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدت حيث يمنح شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية. ثم يلبي ظهراً دعوة الرئيس الحريري الى غداء يقيمه على شرفه في السرايا. ويتوجه بعد الظهر الى جولة في الجنوب ويعود مساء الى قصر بعبدا لوداع الرئيس سليمان قبل انهاء زيارته مساءً.
- 'النهار': هشام ملحم
واشنطن 'تراقب بدقة' زيارة نجاد لجنوب لبنان.. الفيصل ينتظر 'النتيجة' وإسرائيل تراها 'استفزازية'
انتقدت الولايات المتحدة امس زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان. ورأى البيت الابيض انها تعكس استمراره في اعتماد 'الاساليب الاستفزازية'، كما شكك في ولاء 'حزب الله' للبنان. بينما رفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اي اعمال او تصريحات تصدر عن الرئيس الايراني يمكن ان تؤدي الى 'تأجيج التوترات' في لبنان. وبعدما اكدت خلال زيارة لكوسوفو دعم الولايات المتحدة لحرمة لبنان وسيادته اضافت 'نأمل في ألا يفعل اي زائر أو ان يقول شيئا يمكن ان يتسبب بتوتر اكبر او اثارة اضطرابات في تلك البلاد'. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان احمدي نجاد يواصل اساليبه الاستفزازية' وقت يترك بلاده في ضائقة مالية وفوضى نتيجة لاعماله التي ادت الى عقوبات دولية لها تأثير كبير'. واضاف ان الزيارة 'تبين ايضا ان حزب الله يثمن ولاءه لايران اكثر من ولائه للبنان وهذه نقطة اخرى مهمة'.وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي رداً على سؤال عما اذا كان لبنان الان يدور في الفلك الايراني'. هذا يفسر لماذا الولايات المتحدة ملتزمة امن لبنان وسيادته. نحن ندرك ان هناك دولاً مثل ايران وتنظيمات مثل حزب الله تحاول تقويض فاعلية الحكومة الوطنية وسيادة لبنان... لدينا شكوك قوية في نيات ايران والتنظيمات التي تدعمها والتي لا تهمها مصلحة لبنان على المدى البعيد'.وسئل عن احتمال لقاء احمدي نجاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فاجاب كراولي بانه يأمل في ان يوصل اردوغان الى الرئيس الايراني 'رسالة قوية تقول ان ايران ليست لاعبا بناء في المنطقة وعليها تعديل اتجاهها والتحاور مع المجتمع الدولي في شأن القضايا المقلقة وليس اقلها الطبيعة الحقيقية لبرنامجها النووي'.وشدد على ان اي محاولة ايرانية لتسليح لبنان ستثير 'قلقاً عميقاً' في واشنطن، مجددا في هذا السياق التزام واشنطن 'بناء المؤسسات الحكومية في لبنان بما في ذلك دعم الجيش اللبناني'. ولاحظ ان لبنان يواجه التحدي عندما يوفر لاعبون خارجيون القدرات العسكرية لتنظيمات مثل 'حزب الله'، وخلص الى ان اي سلاح ايراني سيؤدي الى تعزيز الحزب الذي لا يقوض سيادة لبنان ذاته فحسب، بل يشكل خطرا امنيا كبيرا على المنطقة كلا'. وهل يمكن زيارة الرئيس الايراني لجنوب لبنان ان تزيد التوتر في المنطقة؟ اجاب ان حكومته عبرت عن قلقها العميق من الدور الذي تضطلع به ايران في المنطقة و'سوف نراقب بدقة ما سيفعله الرئيس احمدي نجاد'. وكرر دعم حكومته للمحكمة الخاصة بلبنان مكررا انه يجب عدم تسييسها داخل لبنان وخارجه، ودعا الى مواصلة دعمها وهي تقترب من اصدار قراراتها. وذكر بان كلينتون اكدت خلال اجتماعها مع الرئيس ميشال سليمان في الامم المتحدة التزام الولايات المتحدة 'مواصلة دعم المحكمة وهي تواصل عملها المهم'.على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة في الكونغرس انها لا تتوقع قيام النواب الذين علقوا المساعدات العسكرية للبنان ومنهم النائبة نينا لوي والنائب هوارد بيرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية، بأي خطوة لالغاء التعليق وتسليم المبلغ المقرر للبنان والذي لم يصرف بعد والبالغ مئة مليون دولار في السنة المالية الجارية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثاني من الشهر المقبل، الامر الذي يسبب تعقيدات بيروقراطية للحكومة الاميركية في توفير المبلغ للبنان لاحقا. وقالت ان اعضاء الكونغرس سوف يتأثرون بمستوى الاستقبال الرسمي والودي للرئيس الايراني، وان ذلك سوف ينعكس على قراراتهم المتعلقة بدعم لبنان عسكرياً.
سعود الفيصل
&bascii117ll;في القاهرة (الوكالات)، صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي نقل رسالة من الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرئيس المصري حسني مبارك، بان زيارة احمدي نجاد للبنان 'أحدثت زخماً كبيراً في لبنان، لكن المهم هو النتيجة'.
إسرائيل
&bascii117ll; في القدس قال مسؤول حكومي اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه ان 'زيارة احمدي نجاد تكمل تحول لبنان تابعاً لايران'. واعتبر ان 'لبنان انضم بذلك الى محور الدول المتطرفة التي تعارض السلام وتدعم الارهاب'. واضاف ان 'الرئيس الايراني جاء قائداً عسكرياً يعرض قواته، ارهابي حزب الله الذين يستخدمون ذراعاً مسلحة لايران في المنطقة'.وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية يغال بالمور بانها 'زيارة استفزازية ومزعزعة للاستقرار. ان حضوره الى لبنان مالكاً يتفقد مزرعته يثير ايضاً المعارضة في لبنان'. واشار الى ان 'نياته واضحة العداء وهو يأتي للعب بالنار'.واعرب النائب الاسرائيلي اليميني ارييه الداد الذي ينتمي الى حزب الاتحاد الوطني المتشدد عن تأييده لتصفية احمدي نجاد خلال زيارته للبنان. وقال لصحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية: 'اذ وجد احمدي نجاد ولو لحظة واحدة في منظار (بندقية) جندي في الجيش الاسرائيلي فينبغي قطعاً منعه من العودة الى دياره حياً'. وقال الداد استاذ الطب والخبير في جراحة التجميل :'اؤيد الطب الوقائي الذي يتجنب الامراض الخطيرة. هذه التصفية ستخلص حياة كثيرين'. كان التاريخ ليأخذ منعطفاً آخر عام 1939 لو تمكن جندي يهودي من قتل هتلر، مشيراً الى ان الرئيس الايراني 'يستغل كل المنابر المتوافرة للتهديد بتدمير اسرائيل'. لكن النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم رفض في حديث اذاعي الدعوات الى تصفية احمدي نجاد، وقال: 'ان اسرائيل لا تقتل زعماء دول'. ... 'ان احمدي نجاد ظاهرة عابرة لكن اسرائيل أبدية'. واشار الى 'ان ايران تعتبر زيارة رئيسها للبنان خطوة أخرى نحو تشديد قبضتها على الشرق الاوسط'. اما زعيمة حزب 'كاديما' المعارض وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، فقالت: 'ان حزب الله وايران ينتميان الى الجماعة المتطرفة عينها التي تستغل النزاع في الشرق الأوسط سياسياً'. ونقلت عنها الاذاعة الاسرائيلية 'ان حفاوة استقبال احمدي نجاد في لبنان يجب ان تثير القلق وهي دليل على العلاقة الاشكالية القائمة بين ايران وحزب الله وهو شريك في الحكومة اللبنانية'.الى ذلك، تظاهر نحو 100 إسرائيلي قرب بوابة فاطمة عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية ضد زيارة أحمدي نجاد. وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن نائب الوزير أيوب القرا من تكتل 'ليكود' اليميني الحاكم، دعا خلال التظاهرة اللبنانيين إلى 'اليقظة ومنع سيطرة النظام الإيراني على دولتهم'. وأضاف إنه 'بدل أن يكون باريس الشرق الأوسط، فإن لبنان قد يتحول دولة مظلمة وقاعدة عسكرية أمامية لإيران من خلال طريق أحمدي نجاد إلى إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية'.
- صحيفة 'الشرق الأوسط': مصدر إيراني: التواصل السعودي ـ الإيراني يخدم لبنان.. مستشار الرئيس التركي: لا قمة تركية ـ إيرانية ـ لبنانية.. نجاد زار نصب الشهداء ولم يمر إلى ضريح الحريري المجاور له
بدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس زيارة رسمية للبنان تستمر يومين، وتحمل في طياتها الكثير من &laqascii117o;التحديات" الأمنية والسياسية التي سيتوجها اليوم بزيارة إلى جنوب لبنان حاملا معه شهادة &laqascii117o;دكتوراه" فخرية من الجامعة اللبنانية التي ستمنحه إياها في أعقاب محاضرة سيلقيها في قاعة المؤتمرات القريبة من ضاحية بيروت الجنوبية، مما سيعطيه دافعا إضافيا لزيارة هذه المنطقة المؤيدة سياسيا بقوة لطهران. أما التداعيات الإقليمية فقد كانت بارزة مع الحذر الإسرائيلي الشديد إزاء الزيارة، فيما كانت مصادر تركية تؤكد لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أنه لا قمة تركية - إيرانية - لبنانية في بيروت يوم الجمعة كما تردد في بيروت أمس. وقالت المصادر إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لن يشارك في لقاء مماثل، فيما قال كبير مستشاري الرئيس التركي أرشاد هورموزلو إنه &laqascii117o;لا مخططات للرئيس عبد الله غل لزيارة لبنان قريبا". وكان أمس يوم نجاد بكل ما للكلمة من معنى في لبنان، إذ تمحور كل شيء هناك تقريبا حول هذه الزيارة التي خطفت الأضواء، وحملت الكثير من الدلالات في أكثر من مناسبة. فقد بدأ نجاد يومه باكرا جدا مع وصوله إلى بيروت مع ساعات الصباح الأولى وانتقاله مباشرة إلى قصر بعبدا، ثم إلى وسط بيروت بعد انتهاء المحادثات الرسمية، حيث وضع إكليلا من الزهور على نصب الشهداء الذي يبعد أمتارا قليلة عن ضريح الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه، من دون أن يعرج عليه. بعد ذلك توجه الرئيس الإيراني إلى مكان إقامته، حيث عقد لقاء مع التجار والاقتصاديين في مقر إقامته، قبل أن يتوجه إلى الضاحية الجنوبية حيث أقيم له احتفال شعبي في ملعب الراية، بتنظيم من حزب الله وحركة أمل، لينهي يومه بزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الذي أقام على شرفه عشاء رسميا، علما بأن بري كان الوحيد الذي استقبله على أرض المطار بعد أن اختار الرئيس ميشال سليمان &laqascii117o;المعاملة بالمثل" وفقا للبروتوكول الإيراني الذي لا يلحظ استقبال الرؤساء على أرض المطار كما هو حال البروتوكول اللبناني. وكشفت مصادر قصر بعبدا، لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، أن الرئيس الإيراني أطلع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على فحوى اتصاله ليل أول من أمس بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وشدد على أن &laqascii117o;التواصل السعودي - الإيراني يخدم مصلحة واستقرار لبنان". ولفتت المصادر إلى أنه &laqascii117o;على الرغم من أن الشق الاقتصادي كان الطاغي على المحادثات اللبنانية - الإيرانية فإنه كان هناك تطابق في وجهات النظر في كل الملفات السياسية التي طُرحت". وأضافت &laqascii117o;أجواء اللقاءات اتسمت بالكثير من الإيجابية، ويمكن وصفها بالجيدة جدا. وقد شدد الرئيس الإيراني على ضرورة رص الصفوف، وعلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك وأهمية تدارك الفتنة".
من جهتها، أوضحت مصادر الوفد الإيراني لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أنه &laqascii117o;لم يجر توقيع اتفاقات بالمجال العسكري، لأن الفريق اللبناني لم يبادر لطرح ملف المساعدات"، مشددة على أن &laqascii117o;هناك مجالات عدة سيجري التواصل اللبناني - الإيراني بخصوصها في المستقبل، ومنها المجال العسكري والأمني". ولفتت المصادر الإيرانية إلى أن &laqascii117o;الرئيس نجاد أعلن أمام القادة اللبنانيين جهوزية إيران لتقديم الدعم المطلق للبنان بالسراء والضراء خاصة لمواجهة كل التحديات التي تواجهه عسكريا". ويتضمن برنامج الرئيس الإيراني لليوم، إفطار عمل يقيمه نجاد عند الساعة السابعة والنصف صباحا، في مقر إقامته، ويضم نحو 25 شخصا. وعند التاسعة، يعقد لقاء مع فاعليات ومرجعيات دينية في مقر الإقامة. ويلقي الرئيس نجاد محاضرة عند العاشرة والنصف من قبل الظهر، في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث، ويمنح شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية.
وعند الواحدة والنصف، يقيم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الإيراني في السراي الكبير. وعند الثالثة إلا الربع يتوجه الرئيس نجاد إلى الجنوب، على أن يعود إلى القصر الجمهوري عند الثامنة والنصف لوداع الرئيس ميشال سليمان. وعند التاسعة إلا الربع مساء، يغادر الرئيس الإيراني القصر الجمهوري إلى مقر الإقامة، لينهي زيارته إلى لبنان.
- 'الشرق الأوسط': قوى &laqascii117o;14 آذار" تطالب نجاد بإقناع حزب الله بالدخول في كنف الدولة وعدم الاستقواء به.. أعربت عن خشيتها من نشوء &laqascii117o;مسألة شيعية" على غرار &laqascii117o;المسألة الشرقية"
وجّهت قوى &laqascii117o;14 آذار" رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، أملت فيها أن تكون زيارته &laqascii117o;لدعم الدولة اللبنانية السيّدة المستقلة ولصيغة العيش المشترك فيها، مثلما كانت زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، التي تركت أطيب الأثر في نفوس جميع اللبنانيين دون استثناء".وخاطبت قوى &laqascii117o;14 آذار" نجاد قائلة: &laqascii117o;إن فريقا من اللبنانيين يستقوي بكم منذ مدة طويلة على الفريق الآخر وعلى الدولة، باستعادة رتيبة ومؤسفة لمغامرات عبثية أقدم عليها غير فريق لبناني، بالتزامن أو على التوالي، في مدى عقود. وهذا نصف الحقيقة المرّة. أما نصفها الآخر فهو أنكم تنسجون أيضا على منوال من سبقكم إلى التدخل في شؤوننا، حيث لم يكن التدخل الخارجي سوى استخدام للداخل اللبناني، وهو استخدام لم تنجح الشعارات الكبرى ولا حتى النيّات الحسنة في تزيينه أو حجب حقيقته الفعلية". وطالبت الرئيس الإيراني &laqascii117o;بفعل قربه من المقاومة، بمحاولة إقناع هذه المقاومة بالدخول في كنف الدولة"، وقالت: &laqascii117o;إننا نتمسك بشعار (لبنان أولا)، ليس في وجه أحد وإنما ردا على كل حماقاتنا السابقة بتقديم أي شيء في هذا العالم على مصلحة وطننا لبنان، ونتمسك بشعار (الدولة أولا) باعتبارها سبيلنا الوحيد إلى مستقبل آمن لجميعنا. ونتمسك أخيرا بكل التزاماتنا العربية والدولية، لا سيما مبادرة السلام العربية والقرار 1701، باعتبارها حجر الزاوية في حماية لبنان". وأعربت قوى &laqascii117o;14 آذار" عن &laqascii117o;خشيتها فعلا من نشوء (مسألة شيعية) في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، على غرار (المسألة الشرقية) أوائل القرن الماضي، جراء نزوعكم إلى وضع اليد على المكوّن الشيعي في بعض البلدان العربية، ومن بينها لبنان. والصراحة في هذا الصدد خير ألف مرة من السكوت عن أمر بات يستشعره كل إنسان في منطقتنا"، داعية نجاد إلى &laqascii117o;الكلمة السواء التي نستطيع أن نرسي عليها أفضل العلاقات بين بلدينا، من دولة لدولة". أما في المواقف المؤيدة فقد رحب وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والوفد المرافق إلى لبنان، وتمنى أن تساهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان &laqascii117o;في تعزيز مناخ التفاهم والوحدة بين اللبنانيين". كما رحب النائب الكتائبي إيلي ماروني بالزيارة &laqascii117o;إذا كانت منسقة مع رئيس الجمهورية، وحسب الأصول المتعلقة بالعلاقات بين دولتين، ومن هنا نقول أهلا وسهلا بالرئيس الإيراني"، متمنيا &laqascii117o;أن تكون فاتحة خير لتذليل عقبات تقف أمام الحل اللبناني والسلم الأهلي، وبالتالي بيد الرئيس اللبناني حلها لأن العقبات تنطلق من حلفاء إيران". واستغرب &laqascii117o;وجود الحرس الثوري الإيراني على الأرض، الذي كنا حذرنا منه"، متسائلا: &laqascii117o;أين الدولة اللبنانية والجيش اللبناني الذي يجب أن يتسلم وحده زمام الأمور في البلد؟". وعبّر عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجار، عن ترحيبه بزيارة نجاد للبنان، آملا منه ومن إيران أن &laqascii117o;تكون علاقتها مع الدولة اللبنانية مباشرة وليست مع فريق معين".
- 'المستقبل': اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع بعد مشاركته في مأدبة الغداء التي أقامها رئيس الجمهورية على شرف الرئيس الإيراني، أن زيارة نجاد 'هي زيارة رئيس دولة لرئيس دولة' ولفت إلى أن 'كلام نجاد جاء معتدلاً والمهم انه صدر من قصر بعبدا'. وتمنّى جعجع 'لو ان الجميع يقتدون به وبخطاباته' ووصف اتصال الرئيس الايراني بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عشية زيارته للبنان بـ'التصرف الحسن'، و'ما يجري حالياً ليس هدنة بل المطلوب هو ان نلتزم المؤسسات' متمنياً لو تتحلى الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء بايجابية الجلسة التي عقدت أمس الأول. واعتبر عضو كتلة 'المستقبل' النائب جمال الجراح 'ان المؤشرات السياسية المتوافرة تقول بأننا نعيش في فترة هدوء خلال الزيارة التي يقوم بها نجاد الى لبنان، الا ان قوى 8 آذار بقيادة حزب الله ستستأنف تصعيدها فور مغادرة نجاد، ما يعني العودة الى التوتير والتصعيد والتأزيم من جديد'. أما منسق الأمانة العامة لـ'قوى 14 آذار' النائب السابق فارس سعيد فقال 'ان لا اعتراض على زيارة نجاد في الإطار الرسميّ، انما الاعتراض هو على الجانب الشعبي والسياسي لهذه الزيارة' منبهاً الى ان 'الرسالة التي يريد ارسالها نجاد من خلال الجنوب اللبناني باتجاه اسرائيل قد تعطي ذريعة لاسرائيل التي تريد ان تتفلت من الضغط الدولي الذي يريد لها الانخراط في المفاوضات العربية الاسرائيلية'.
- 'الشرق الأوسط': أنهى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يومه الأول في لبنان بالمزيد من المواقف المثيرة للجدل بمطالبته بـ&laqascii117o;فريق مستقل وحيادي لتقصي الحقائق ولكشف حيثيات وعناصر أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001" التي استهدفت الولايات المتحدة. معتبرا أن الركون لهذا الأمر &laqascii117o;يشكل فرصة ومخرجا لائقا بالنسبة لهم"، مشيرا إلى أن &laqascii117o;كل نوع من أنواع الممانعة أمام هذا المطلب القانوني والإنساني يبين أن أحداث 11 سبتمبر قد نفذت بتخطيط مسبق ولأهداف معينة". واتهم نجاد من سماهم &laqascii117o;القوى المتغطرسة" بالسعي إلى &laqascii117o;إيجاد الخلافات في منطقتنا"، واضعا في هذا الإطار &laqascii117o;تلفيق الأخبار" لتوجيه الاتهامات لحزب الله في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري. وكان حزب الله وحركة أمل قد نظما ليل أمس احتفالا جماهيريا حاشدا لنجاد في ضاحية بيروت الجنوبية، خالف فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التوقعات بظهوره المباشر للترحيب بنجاد، مكتفيا بالإشادة فيه عبر شاشة عملاقة نصبت في المكان الذي تجمع فيه عشرات الآلاف من مناصريه. وبعد أن رحب نصر الله بنجاد &laqascii117o;باسم أشرف الناس وأطهر الناس"، قال له: &laqascii117o;أرحب بكم أخا عزيزا وسندا للمجاهدين والمظلومين، نشم فيك رائحة الخميني ونتلمس منك أنفاس قائدنا الخامنئي، ونرى في وجهك وجوه كل الإيرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه".وكانت ردة فعل &laqascii117o;ابن الإمام القائد" أن قاوم بخجل دموع ترقرقت في عينيه وهو يستمع إلى الخطيب وإلى مقدم الاحتفال الخطابي وإلى الفرقة الغنائية يتسابقون للإشادة بثورة بلاده وقائدها، فيما كان أحد أعضاء الوفد الإيراني يقول إن الحفاوة التي يلقاها نجاد تفوق تلك التي تقابله في طهران، مضيفا أن &laqascii117o;الرئيس يشعر هنا بأنه بين أهله فعلا بعيدا عن البروتوكول والرسميات".وكانت الساحة، التي كانت أصلا ملعبا رياضيا قبل أن تتحول إلى مركز لاحتفالات الحزب ومعارضه، قد امتلأت عن بكرة أبيها بجماهير أرادت أن ترى عن قرب ولو عبر الشاشة العملاقة التي نصبت في المكان &laqascii117o;أحد أصحاب الفضل في انتصار يوليو (تموز) 2006، كما قال يوسف، الشاب الأربعيني الذي أتى إلى المكان قبل ساعتين من بدء الاحتفال ليضمن موقعا يسمح له برؤية نجاد، فخاب أمله وارتضى الشاشة التي تقول له على الأقل إن الرجل قريب منه، فيما كانت الجماهير تردد العبارة التي أصبحت الأكثر شهرة بين اللبنانيين خلال الأيام الماضية &laqascii117o;خوش آمديد". في الساحة، غنت له فرقة من حزب الله نشيدا أعد له خصيصا باللغتين العربية والفارسية تلقبه بـ&laqascii117o;النسر" وترحب به في &laqascii117o;معقل الأمجاد". وتقول الأغنية معترفة بفضل الدعم الإيراني: &laqascii117o;بكم رسخت مقاومتي وشع بريق ألويتي"، متوجهة إليه كونه &laqascii117o;ابن القائد الأعلى (آية الله علي خامنئي) ووريث الراحل الأغلى (الخميني)" لتنتهي إلى وصفه بأنه &laqascii117o;خميني التقوى صدقا على الأعداء كالحمم"، ولا ينسى الشاعر أن يقول لنجاد في آخر الأغنية &laqascii117o;أهلا بالغد الواعد بلغ سلامنا السيد القائد، وأخبره أن النار باتت تصد النار، وأن المقاوم يحسم الأمر".وما أن نزل نجاد إلى الساحة للجلوس في الصفوف الأمامية، حتى هاجت الجموع محاولة قطع السياج الحديدي الذي أقامه المنظمون للفصل بين الجمهور والحضور الرسمي..
* أغان إيرانية - عربية نظمها حزب الله للترحيب بنجاد
&laqascii117o;أهلا وسهلا حامل البشرى، عمت بلادي فرحة كبرى. يا مرحبا بنجاد في معقل الأمجاد، في أرض نصر أثلج الصدر". بهذه الكلمات المغناة رحب حزب الله بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. فصدحت أصوات مستقبلي الضيف الإيراني على طريق المطار، وفي ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية ترددت هذه الكلمات باللغتين العربية والإيرانية، بالإضافة لأناشيد أخرى نُظمت للمناسبة. ولم تغب أناشيد حزب الله عن حرب 2006 عن الاحتفالات، فعمدت وسائل إعلام حزب الله إلى تكرارها مرارا مع لقطات وصول الرئيس نجاد والاستقبال الشعبي الحاشد الذي لاقاه.
- 'المستقبل':ربى كبارة
هدفه إنجاح زيارة الرئيس الإيراني.. إرجاء الملفات الخلافية لا ينزع فتيل التفجير
تتوقع مصادر سياسية متابعة ان تشكل جلسة الحكومة المقررة الاربعاء المقبل محطة حاسمة في مسار تصعيد حزب الله وحلفائه لحملتهم المتدرجة الهادفة الى إلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اذ ان موافقتهم على عدم بت ملف 'شهود الزور' في الجلسة السابقة تم خصوصا لإنجاح زيارة الرئيس ال