حول زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان
- صحيفة 'اللواء': ما كاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يغادر بيروت، منتصف الليل، عائداً الى بلاده، حاملاً معه انطباعات وافكاراً من التفاعل كونه من الضاحية الجنوبية الى بنت جبيل على بعد كيلومتر واحد من اسرائيل، حتى ساد انطباع بأن عاصفة من ردود الفعل من المتوقع ان تبدأ بالظهور تباعاً، نظراً للاشكالات والالتباسات التي رافقت زيارة اليومين، والتي حفلت بانشطة كبيرة، كادت ان تغطي محطات تشغل الاهتمام اللبناني، على الرغم من شح الفتنة التي تقض مضاجع اللبنانيين وقياداتهم على اختلاف مشاربها ومواقعها. في الشكل، جاءت دعوة الرئيس الايراني رسمية من رئيس جمهورية لبنان، وراعت هذا الشكل من الوصول الى قصر بعبدا وعين التينة والسراي الكبير، الى المغادرة، مروراً بتوقيع الاتفاقيات والتطلع الى تطويرها وتنظيم زيارات متبادلة للوزراء. وفي الشكل ايضاً، كانت الدكتوراه الفخرية الذي منحته الجامعة اللبنانية كتقليد دأبت عليه مع الرئيس السابق الاصلاحي محمد خاتمي قبل اكثر من ستة سنوات.وفي الشكل ثالثاً، خرج الرئيس نجاد عن شكل الزيارة ومضمونها ليتحول الى قائد ثوري، وليخاطب جمهوراً بعينه، وجغرافيا بعينها، من الملعب البلدي في جبيل الى اضرحة شهداء مجزرتي قانا، ليختم الزيارة بلقاء تجاوز الساعة والنصف مع الامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله في مقر السفارة الايرانية في بئر حسن، بعد ترويج معلومات ان عشاءً سيكون للجالية الايرانية قبل المغادرة، لتكشف قناة <المنار> ليلاً عن اللقاء الذي تميز بالحرارة، متوجاً اللقاءات الحارة مع جمهور المقاومة و<حزب الله> التي اختلطت فيه مشاعر العرفان بالجميل مع احياء شعارات الثورة الايرانية.وما اعلن عن اللقاء ان السيد نصر الله قدم هدية رمزية للرئيس نجاد هي عبارة عن بندقية لجندي اسرائيلي غنمتها المقاومة الاسلامية في حرب تموز 2006.على ان اللافت في الانشطة ذات الطابع الحزبي والشعبي للزيارة الايرانية، هو تكليف وزير الخارجية منوشهر متكي وضع اكليل من الزهر على ضريح الامين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي في بلدته النبي شيت في منطقة بعلبك.
اما على صعيد المضمون، فكادت الرسائل التي بعث بها الرئيس نجاد من جنوب لبنان هي التي تحتل الاهتمام وهي التي ستحظى بالتحليل والقراءة، ليس على خلفية المجابهة مع اسرائيل بل أيضاً على صعيد الدور الإيراني وشبكة الارتباطات القائمة بين إيران وحركات المقاومة ودول الممانعة في المنطقة. ومع أن اليوم الجنوبي مر بسلام، فان خطاب بنت جبيل، كاد يكون متطابقاً بالكامل مع خطابات قادة حزب الله، مطلقاً استنتاجات حول مصير إسرائيل، مشدداً فيها على أن لا خيار أمام الصهاينة اليوم الا الاستسلام للأمر الواقع والعودة إلى وطانهم الأصلية. معتبراً ان فلسطين سوف تتحرر من رجس الاحتلال بفضل المقاومة، وان العدالة قائمة لا محالة وان رجال الله سوف يأتون، مؤكداً الثبات الدائم في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني.
الخلوة مع الحريري اما في الدائرة الرسمية، فكان الأهم في الزيارة النجادية، الخلوة الثنائية التي جمعت الرئيسين نجاد وسعد الحريري قبل ا ينضم إليهما الرئيسان ميشال سليمان ونبيه برّي حيث كانت المحكمة الدولية أبرز المواضيع التي بحثت من زاوية كلام نجاد في ملعب الراية أمس الأوّل، وهو ما ألمح إليه السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن ابادي الذي شارك في الخلوة الثنائية كمترجم حيث اكد ان بلاده تبذل قصارى جهدها من اجل الحفاظ على وحدة اللبنانيين، موضحاً بأن اللقاء سادته أجواء إيجابية للغاية. وبحسب المعلومات الخاصة بـ <اللواء>، فانه طرحت في اللقاء أفكار لتجاوز القرار الاتهامي، وان هذه الأفكار كانت مدار بحث جدي، لكنها تحتاج إلى ما يشبه الإجماع اللبناني حولها، وهو الأمر الذي بحثه الرئيس نجاد لاحقاً مع السيّد نصر الله، تمهيداً لجمع الرئيس الحريري مع نصر الله للتفاهم على المخرج، على ان تستمر الاتصالات على مستوى إقليمي وعربي ودولي لانضاج هذه الأفكار أو بلورتها في صيغة حل. واعتبر مصدر نيابي قريب من الاتصالات أن زيارة نجاد ساهمت في تنفيس أجواء الاحتقان، في ما يتعلق بالتوتر القائم بين <حزب الله> وتيار المستقبل، على خلفية القرار الاتهامي، وهذا من شأنه أن يمهد لمواصلة البحث في الأفكار التي لم تصبح مبادرة بعد، على أن يتولى متابعتها السفير الإيراني في بيروت. إرتياح ومصارحة وقالت مصادر إيرانية مرافقة للرئيس نجاد إن الرئيس الإيراني خرج <أكثر من مرتاح من لقائه ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري> لافتاً الى إتفاق جرى بين الرجلين على زيارة للحريري الى طهران <في أقرب فرصة ممكنة>. وكشف المصدر لـ <اللواء> أن أحمدي نجاد أطلع الرئيس الحريري على <تطور الإتصالات السعودية الايرانية، كما وضعه في جو زيارات مرتقبة بين مسؤولي البلدين سيكون من شأنها المساعدة على المزيد من تهدئة التوترات في المنطقة>. ونقل المصدر عن أجواء اللقاء قول الحريري الى نجاد أنه <يريد لإيران أن تقف دائماً الى جانب لبنان>. وحول المحكمة الدولية كشف المصدر أن <الرئيس نجاد صارح الرئيس الحريري بان إيران تتفهم سعيه لمعرفة الحقيقة بشأن قتلة والده رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري بل وتشاركه هذا السعي، لكنه لفت عنايته الى المؤامرات التي تدبر من خلال هذه المحكمة وضرورة أن يلعب الحريري دوراً في تعطيل إستهدافات هذه المؤامرات>. وقالت المصادر إن الزيارة <تدخل في سياق تثبيت واقع السلم الأهلي في لبنان بحيث سيكون ممنوعاً اي حديث عن إشتباك سني شيعي أو مسلم مسيحي وهذا المنع نتيجة القرار السياسي ليس في لبنان وحسب وإنما في عواصم رئيسية على صلة بالملف اللبناني>. وفي المقابل، أشار مصدر وزاري مقرب من الرئيس الحريري لـ<اللــواء>، إلى انه من الطبيعي أن يستقبل الحريري بصفته رئيساً لحكومة كل لبنان، نجاد بصفته رئيس دولة صديقة، وهذا الاستقبال لا يعني التخلي عن الثوابت. ولفت المصدر إلى ان الحريري متمسك بالمحكمة الدولية وبعدم المساومةعليها لأنها خارج اطار البحث مع الدول الاقليمية، مؤكداً انه لا يوجد قرار لدى الحريري للتخلي عن المحكمة، وحتى ان وجد القرار فهو لا يستطيع أصلاً لأن الأمر في عهدة مجلس الأمن الدولي. ونفى المصدر أن يكون لدى الرئيس الايراني مبادرة في شأن المحكمة أو القرار الاتهامي المتوقع صدوره عنها، موضحاً أنه لا يمكن طرح إلغاء المحكمة وكل ما يمكن أن يبحث هو كيفية معالجة تداعيات القرار الاتهامي، معرباً عن اعتقاده بأن الطرف الآخر يبحث عن حل يقضي بإلغاء المحكمة، ملوّحاً بأنها أداة للفتنة السنية - الشيعية، وهو ما عبّر عنه بطريقة غير مباشرة الرئيس الايراني في خطاب ملعب الراية. لقاءات صباحية وإلى جانب محادثاته مع الرئيس الحريري في اليوم الثاني من زيارته، والتي توجت بلقاء رباعي مع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، وهو الثاني الذي يعقد على هذا المستوى، بعد اللقاء المماثل الذي عقد على هامش عشاء الرئيس بري في عين التينة أمس الأول، كان اللافت للانتباه، اللقاءات التي عقدها الرئيس الايراني صباحاً مع قيادات دينية وأخرى من المعارضة، وأبرزها العماد ميشال عون ورئيس تيار<المردة> النائب سليمان فرنجية، ورؤساء حكومات سابقين، أبرزهم الرئيسين عمر كرامي وسليم الحص، والتي حضرها أيضاً رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الذي دعاه إلى معالجة هادئة وبأعصاب هادئة لمفاعيل القرار الظني، متمنياً عليه إستمرار الإتصال بينه وبين المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية. لكن نجاد، وبحسب ما وزع عن اللقاء، لم يشر إلى هذا الموضوع، مكتفياً بالحديث عن موضوع العدالة على مستوى المنطقة، والذي بامكانه أن يكون محوراً للتآلف والتضامن والتفاعل ليس فقط بين القوى والأحزاب اللبنانية بل بين كل شعوب المنطقة. المهم أن الزيارة المثيرة للإهتمام على الصعيدين العربي والاقليمي والدولي، فضلاً عن اللبناني، انتهت وبقي ترقب نتائجها سياسياً، علماً أن النتائج الرسمية باتت معروفة، وهي تطوير العلاقات على مستوى الدولتين، فيما ساهمت الزيارة باعطاء <حزب الله> ومعه المعارضة، دعماً غير مسبوق، بحسب وجهة نظر الأكثرية التي توقعت أن تكون لهذه النتائج تداعيات قريباً. يشار إلى أن الرئيس نجاد غادر مطار بيروت منتصف الليل، وكان في وداعه وزير الخارجية علي الشامي ممثلاً الرئيس سليمان والنائب علي حسن خليل ممثلاً الرئيس بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ممثلاً السيد حسن نصر الله، ووزير الشباب والرياضة علي عبد الله بصفته رئيس البعثة الرسمية المرافقة، والسفير الإيراني على رأس وفد من السفارة. وكان نجاد زار قصر بعبدا في العاشرة ليلاً لوداع الرئيس سليمان، حيث عقد اجتماع بين الرئيسين في صالون السفراء، تم خلال تقييم الزيارة ونتائجها على كل الصعد، وتم الاتفاق على متابعة الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقعت بين البلدين. وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس نجاد عبر عن شكره لرئيس الجمهورية على الرعاية والحفاوة البالغة التي احاطه والوفد المرافق بها، مكرراً التأكيد على استعداد ايران لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه، ومجددآً توجيه الدعوة للرئيس سليمان لزيارة إيران.
- صحيفة 'الشرق الأوسط': ضخ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد &laqascii117o;جرعة تهدئة" في الوضع اللبناني، في ختام زيارته إلى لبنان، راسما خطين أحمرين في السياسة الإيرانية حيال لبنان هما &laqascii117o;السلم الأهلي والفتنة"، داعيا اللبنانيين إلى عدم &laqascii117o;الانقسام حول المحكمة الدولية". وأكد الحريري &laqascii117o;أن السعي لمنع الفتنة هو &laqascii117o;خبزنا اليومي". وبينما ترددت أمس شائعة عن تقديم أحمدي نجاد &laqascii117o;مبادرة" حيال المحكمة الدولية، بدا أن ملف المحكمة الدولية بند أساسي في زيارة نجاد. غير أنه تجنب خلال لقائه مع الحريري طرح &laqascii117o;أمور محددة"، مفضلا الدعوة إلى التوافق حولها. وقالت مصادر حكومية لبنانية لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أن نجاد تطرق إلى موضوع المحكمة الدولية من زاوية &laqascii117o;ضرورة عدم الاختلاف والانقسام حولها ومعالجة ما يتعلق بها من خلال النقاش الهادئ. ووفقا لمصادر حرص نجاد على تكرار دعوته للحريري لزيارة طهران أكثر من مرة. وقد لوحظ أمس أن سلسلة اللقاءات التي أجراها نجاد مع عدد من القيادات اللبنانية السياسية استبعدت أقطاب &laqascii117o;14 آذار". ويبدو أن أجواء التهدئة انسحبت على زيارة الرئيس نجاد إلى الجنوب، فقد تجنب نجاد الذهاب إلى خط الحدود الذي يبعد كيلومترات قليلة عن بلدة بنت جبيل التي ألقى فيها خطابا، ولم يزر بلدة مارون الراس الحدودية، ولا بوابة فاطمة في بلدة كفركلا كما تردد سابقا لافتتاح &laqascii117o;الحديقة الإيرانية" , ولم يلق حجرا كما تردد سابقا باتجاه إسرائيل.
- صحيفة 'الديار': لا مبادرة
علمت &laqascii117o;الديار" ان الرئيس نجاد لم يحمل اي مبادرة معه للخروج من الازمة اللبنانية. وذكرت المعلومات ان النقاش الذي جرى بين نجاد والحريري حول المحكمة الدولية جاء بشكل عام، حيث قال الرئيس نجاد للحريري ان اللبنانيين قادرون بوحدتهم ان يواجهوا اي شيء، وخصوصا ان المحكمة عامل من عوامل الفتنة على الساحة اللبنانية. وقد جرى الحديث حسب المعلومات حول المحكمة بالعموميات.
مصادر تيار المستقبل
من جهتها، قالت مصادر في تيار المستقبل لـ&laqascii117o;الديار"، انه وعلى عكس ما اشيع، فإن الرئيس نجاد لم يدخل في اي تفاصيل اثناء اجتماعه مع الرئيس الحريري، بل اقتصر الحديث على العموميات، والتمنيات بأن لا تحصل فتنة في لبنان، داعيا كل الاطراف للتحلي بالهدوء والروية كي لا يصل لبنان الى الفتنة. وقالت المصادر، ان نجاد وجه دعوة رسمية للرئيس الحريري لزيارة ايران، فوعده بتلبيتها في الوقت المناسب.
مصدر سياسي بارز
مصدر سياسي بارز اعتبر ان زيارة الرئيس الايراني هي استثنائية وتاريخية، واتت في سياق سياسة التعاون الصادق مع لبنان واللبنانيين، وهي دعم للبنان ولمقاومته. واضاف المصدر ان الاتصال الذي اجراه الرئيس نجاد بالملك السعودي قبل الزيارة كان على قدر كبير من الاهمية، وقد اطلع نجاد الرؤساء الثلاثة سليمان وبري والحريري على فحوى هذا الاتصال، الذي كان ايجابياً ومشجعاً. وقال المصدر ان هذا الاتصال لم يكن يتيماً، وان التواصل ليس مقطوعاً بين ايران والسعودية، ولو انه يحتاج الى خطوات لتعزيزه، مشيرا الى ان ما سمعه المسؤولون اللبنانيون امر مشجع ويبشر بالخير، وخصوصا ان نجاد ألمح امامهم الى تعزيز هذا التواصل في المدى القريب من خلال لقاءات ايرانية - سعودية.
14 اذار أيدت موقف سليمان
وقالت معلومات، بأن زياة منسق الامانة العامة لـ 14 اذار فارس سعيد الى بعبدا اتت في اطار تأييد موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي اكد فيه تمسك لبنان بالقرار 1701، بما معناه التمسك بالشرعية الدولية، وكذلك بأن لبنان ملتزم بالمبادرة العربية التي تهدف للسلام وحل المشاكل بهذا الاسلوب السلمي بعيدا عن الحروب التي جرّت المنطقة الى الدمار من العراق الى افغانستان والى غيرها من الدول.
- صحيفة 'الشرق الأوسط': لبنان لم يطلب مساعدات عسكرية إيرانية تجنبا لمواجهة محتملة مع المجتمع الدولي.. مصادر إيرانية: كنا مستعدين لتقديمها وبيروت لم تتجاوب
مع اختتام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته الرسمية إلى لبنان، يقف اللبنانيون متأملين ما أفضت إليه هذه الزيارة على الصعيد السياسي – الاقتصادي، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وهم بمعظمهم يجمعون على أن الفوائد الاقتصادية فاقت وبكثير النتائج السياسية الإيجابية الملموسة. إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الساعة تفهم استبعاد ملف المساعدات العسكرية عن القضايا التي طرحت، خاصة أنه كانت له الأولوية إيرانيا ولبنانيا قبيل إتمام هذه الزيارة.وكانت إيران قد عرضت رسميا، ومن خلال سفيرها لدى لبنان، في أغسطس (آب) الماضي، تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بعد الاشتباك الأخير الذي وقع على الحدود مع إسرائيل بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على خلفية قطع شجرة على الشريط الشائك. ورحب معظم الفرقاء حينها بهذا العرض، حتى فرقاء &laqascii117o;14 آذار"، معتبرين أن المساعدات مقبولة، من أي فريق أتت، ما دامت النية تقوية الجيش وبالتالي المؤسسات اللبنانية الرسمية.لكن وعندما أتت ساعة الحقيقة، سحبت الدولة اللبنانية يدها، أو اضطرت إلى ذلك، شاكرة الخطوة الإيرانية، راضخة للقرار الدولي 1929 الذي يفرض عقوبات على إيران مانعا أي دولة من التعامل معها عسكريا.ويكشف مصدر في الوفد الإيراني الزائر لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أن &laqascii117o;إيران أعلنت سابقا عبر سفيرها رغبتها في مساعدة لبنان عسكريا، وجددت استعدادها للقيام بهذه الخطوة أكثر من مرة وعبر أكثر من وسيط". وأضاف &laqascii117o;كنا مستعدين لتقديم مساعدات عسكرية، لكن لبنان لم يتجاوب".ولم تنف مصادر وزارية لبنانية مطلعة صحة هذه المعطيات، لكنها فضلت عدم التعليق على الملف تماما كعدد من الوزراء، مشددة على أن لوزير الدفاع إلياس المر ما يقوله في هذا السياق. ويوضح الأستاذ في القانون الدولي شفيق المصري، لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، أن &laqascii117o;ما وقعه لبنان من اتفاقيات مع إيران لا يشكل لا من قريب أو من بعيد خرقا للقرار 1929، فهو لم يأت شاملا للاقتصاد الإيراني ككل"، مشددا على أن &laqascii117o;أي تعامل عسكري مع إيران، سواء في إطار الاستيراد أو التصدير أو الهبات أو المساعدات، كان ليشكل مخالفة واضحة وصريحة لقرار مجلس الأمن تعرض الدولة اللبنانية نفسها لعقوبات دولية". وأضاف &laqascii117o;لبنان تجنب من خلال عدم تجاوبه مع العروض العسكرية الإيرانية مواجهة المجتمع الدولي".وكان مجلس الأمن الدولي في 9 يونيو (حزيران) 2010 قد أقر حزمة جديدة من العقوبات على إيران تحت إطار القرار رقم 1929، لإخفاقها في التجاوب مع مطالب دولية حول برنامجها النووي المثير للجدل. وحصل القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وآيرلندا على تأييد 12 دولة من أصل 15 دولة، ومعارضة البرازيل وتركيا وامتناع لبنان عن التصويت.واستهدف القرار الاستثمارات الإيرانية والنشاطات البحرية والمصرفية، كما حظر على إيران بيع ثماني فئات من الأسلحة الثقيلة هي الدبابات القتالية والعربات القتالية المصفحة والمدافع من العيار الثقيل والمقاتلات الجوية والمروحيات القتالية والبوارج والصواريخ وأنظمة الصواريخ، وطالب الدول &laqascii117o;بالحذر والتريث" قبل بيع أي نوع من الأسلحة إلى إيران. ورأى مدير &laqascii117o;مركز الشرق الأوسط للدراسات" العميد الركن المتقاعد هشام جابر أن &laqascii117o;لبنان امتنع عن طلب المساعدة العسكرية من إيران لأنه يخشى غضب الولايات المتحدة الأميركية التي حذرت الرسميين اللبنانيين مؤخرا من الموافقة على أي مساعدات بالأسلحة قد تعرضها إيران". وقال لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": &laqascii117o;هناك قرار واضح وصريح بأنه ممنوع تسليح الجيش اللبناني خاصة مدّه بالسلاح المضاد للطائرات، فبعد تجميد أميركا لمساعداتها العسكرية للبنان بقرار إسرائيلي، باتت اليوم تهدد الدول بتقديم هذه المساعدات للجيش اللبناني خوفا - كما تقول - من انتقال هذه الأسلحة لحزب الله، وهو ما يعد غير منطقي، لأن سلاح المقاومة معروف وهو لا يعتمد لا على الدبابات أو على الصواريخ".ويكشف جابر أن &laqascii117o;إيران اشترت في الربع الثاني من عام 2010 أي بين شهري أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) عتادا عسكريا وتكنولوجيا بما قيمته 2.5 مليار دولار من 18 دولة مختلفة"، متسائلا &laqascii117o;ألا يجب معاقبة هذه الدول التي تعاملت مع إيران عسكريا؟ لماذا التهديد يسري فقط على لبنان؟"..
- 'الشرق الأوسط': القرى الشيعية هللت لـ&laqascii117o;الضيف الكبير" والسنية والمسيحية ترقبت حجره باتجاه إسرائيل
ارتفعت على طول خط الحدود، في المناطق ذات الغالبية الشيعية صور نجاد ورايات حزب الله ولافتات الترحيب بـ&laqascii117o;ضيف لبنان الكبير" و&laqascii117o;سند المقاومة وحاميها"، لكن الصورة اختلفت بعض الشيء في مجموعة من القرى السنية المنتشرة على خط الحدود كبلدات شبعا والهبارية وكفرشوبا في القطاع الشرقي، والقرى السنية والمسيحية في منطقة الساحل الحدودي قرب الناقورة وفي عمق الجنوب حيث كان التحفظ سمة الموقف، بالإضافة إلى ترقب لمخاطر اندلاع العنف مجددا في الجنوب نتيجة زيارة الرئيس الإيراني.
- صحيفة 'المستقبل': إسرائيل وضعت زيارة نجاد في إطار 'التهيئة للحرب المقبلة'
توالت أمس ردود الفعل الإسرائيلية على زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لبيروت والجنوب وبقيت حالة الاستنفار العسكري موازية لتصريحات رأت في الزيارة 'سعياً لجعل لبنان برمّته امتداداً لإيران'، وتهيئة للمواجهة المقبلة مع إسرائيل. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن زيارة الرئيس الإيراني 'أفرغت لبنان من سيادته وقيادته وحوّلته الى حصن إيراني'، مشيراً الى أن القوات الإسرائيلية 'تراقب التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية وتواصل الاستعدادات لأي تطور في هذه المنطقة'.وأضاف أن 'زيارة أحمدي نجاد تعكس تبعية حزب الله الآخذة بالتزايد للإيرانيين، وتعكس حقيقة أن لبنان لم يعد تدريجياً دولة طبيعية يحكمها شعبها، وتتحول بقدر معين الى أداة تخدم جهات أخرى'، مشدداً على ضرورة 'أن تبدي إسرائيل رأيها في هذا الجانب'، وأكد 'أن أجهزة الاستخبارات تتابع هي الأخرى التطورات'، وقال: 'جيش الدفاع موجود، جهاز الاستخبارات موجود، وأعيننا يقظة'.وقال رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد إن إسرائيل 'تتقرب وتتابع عن كثب زيارة الرئيس الإيراني'. واعتبر في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية 'أن إيران تسعى لجعل لبنان برمته امتداداً لها، ومن الأهمية بمكان الحيلولة دون هذا المسعى'. وأضاف 'إن تحرك الرئيس اللبناني (ميشال سليمان) لشرعنة نظيره الإيراني المتشدد الذي يسعى للقضاء على لبنان من الداخل، ما هو إلا أمر مأسوي'.وبدوره، اعتبر نائب وزير الأمن متان فيلنائي 'أن أحمدي نجاد جاء لزيارة لبنان بهدف الوقوف عن كثب على الشبكة الصاروخية التي قام بإنشائها ما وراء الحدود اللبنانية الإسرائيلية والتي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم علماً بأنها مصوّبة برمتها باتجاه إسرائيل'.وقال: 'إن الرئيس الإيراني وصل الى بيروت للوقوف على ترسانة الأسلحة الإيرانية التي استثمر فيها مليارات الدولارات، وزيارة نجاد مثيرة للمشاكل والجدل في نظر العديد من اللبنانيين بالذات الذين يضطرون الى تأييد هذه الزيارة علناً ويلعبون بذلك اللعبة السياسية بحسب القواعد المتبعة'.
وفي السياق ذاته، بثّت إذاعة الجيش أن زيارة نجاد تأتي 'في إطار الاستعدادات للمواجهة المقبلة مع إسرائيل، وزيارة قريتي بنت جبيل ومارون الراس اللتين تعتبران لدى اللبنانيين رمز الصمود أمام الجيش الإسرائيلي، وسط استقبال شعبي حاشد، أكبر دليل على ذلك'.
وذكر مراسل الإذاعة للشؤون العربية أن الزيارة 'تكتسب أهمية خاصة حيث يسعى نجاد من خلالها الى إيصال رسالة الى الإسرائيليين مفادها أن إيران هنا على الحدود وليست بعيداً في قلب الخليج'.
- صحيفة 'السفير': أنهى الضيف الاستثنائي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته الاستثنائية الى لبنان، بعد يومين حافلين التقى خلالهما الرئاسات جميعاً &laqascii117o;من دولة الى دولة"، وتفاعل مع كل ألوان الطيف اللبناني معبرا عن الانفتاح الايراني على التركيبة المرهفة لهذا البلد، وأطل على شريحة كبرى من الجمهور بتواضعه المعروف وخطابه المبدئي، ليغادر ليلا الى طهران بعد وداع الرئيس ميشال سليمان، وقد استطاع ان يكسب احترام الجميع، بمن فيهم أولئك الذين يخاصمونه، متمكنا من &laqascii117o;استئناف" الأحكام المسبقة للبعض حيال نوايا إيران، مقدما إياها كدولة كبرى لا تخاصم ولا تتحزب، وإن كانت لها مواقفها الثابتة. وقد توّج نجاد زيارته التاريخية بلقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في مقر السفارة الايرانية في بئر حسن ليلا، حيث جرى البحث في التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة، في ظل الاستهداف الاسرائيلي ـ الاميركي لقوى المقاومة والممانعة، وما يواكبه من محاولات لإثارة الفتنة. وأفادت &laqascii117o;العلاقات الاعلامية" في الحزب انه تم خلال اللقاء استعراض الاوضاع العامة ونتائج الزيارة التاريخية للرئيس نجاد على مختلف الصعد. وقدم السيد نصر الله بندقية احد الجنود الصهاينة كانت المقاومة قد غنمتها في حرب تموز هدية للرئيس نجاد عربون وفاء وشكر. ومع اختتام نجاد لزيارته، يمكن القول إنها كانت ناجحة بكل المعايير وغنيّة برموزها، على الرغم مما سبقها من تشويش وتهويل، وبدا واضحا ان الضيف الكبير كان مطمئنا الى أنه موجود في بيئة آمنة ودافئة، فتمرد في كثير من الأحيان على الاجراءات الامنية ورفض إلقاء خطبه وملاقاة محبيه الكثر من خلف ستار مصفّح.
فيض ـ الدلالات
وقد اكتملت أمس أجزاء صورة الزيارة التاريخية للرئيس الإيراني، بعدما جمعت في يومها الثاني أبعادا مختلفة، تفيض بالدلالات: في بنت جبيل، حقق نجاد بعضا من حلمه، فعانق الجنوب المحرر في معظم أراضيه وأطل على فلسطين المحتلة في وقفة قد تكون الأعظم وقعاً خلال وجوده في لبنان، بعدما تجاوزت حدود إلقاء التحية، لتتصل بسنوات طويلة من الجهاد والتضحيات في الساحتين. وأمام آلاف من الجنوبيين المحتشدين، تحدى الرئيس الايراني التهديدات الاسرائيلية، مؤكدا أن الصهاينة الى زوال وأن المقاومة لن تقهر. قال كلمته بجرأته المعهودة على بُعد مسافة قصيرة من شمالي فلسطين المحتلة وتحت أنظار الطيارين الاسرائيليين الذين حلقوا بمروحياتهم فوق المنطقة الحدودية بالتزامن مع خطابه. عاين نجاد بأم العين مسرح الصراع الاستراتيجي بين المقاومة والاحتلال، وتلمس عن قُرب نتائج الدعم الايراني لخيار المقاومة وما حققه من إنجازات تجلّت بأبهى صورها في معركة بنت جبيل البطولية خلال حرب تموز. وإذا كان نجاد قد أمضى بضع ساعات في المنطقة الحدودية، إلا ان مفاعيل ودلالات جولته الجنوبية من بنت جبيل الى قانا ستؤرق لفترة طويلة الاسرائيليين، بعدما اقتحم طيفه مستوطناتهم ومراكز صناعة القرار لديهم، وأرهق أعصابهم المشدودة، منذ اللحظة الاولى لتحديد موعد وصوله الى بيروت. وضمن السياق ذاته، جاء توقفه للصلاة في قانا وقراءته الفاتحة على أرواح شهداء المجزرة الاسرائيلية، الذين وُلد على ضفاف دمهم تفاهم نيسان الشهير. وفي السرايا الكبيرة، كرّس نجاد مرة أخرى ما كان قد أكده في قصر بعبدا وعين التينة من التزام إيران بتعزيز العلاقة من دولة الى دولة. وخلال اجتماعه الثنائي مع الرئيس سعد الحريري، واصل الرئيس الايراني إرسال الاشارات الايجابية والودية تجاه رئيس الحكومة، كما كرر في لقائه مع الرؤساء الثلاثة استعداد بلاده للتعاون مع لبنان في كل المجالات. عرض نجاد امام المسؤولين كل ما تستطيع ان تقدمه الجمهورية الاسلامية مما يمكن للبنان ان يقبله (في مختلف المجالات، ما عدا الجانب العسكري). ولم يكن العرض نظريا، بل اتخذ شكل مشاريع اتفاقات ومذكرات تفاهم، وٌقع 16منها في القصر الجمهوري بين الحكومتين، وغطت الطاقة والزراعة والثقافة والصناعة والسياحة... وعلمت &laqascii117o;السفير" أن نجاد أكد للحريري عزمه على مواصلة الحوار مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من اجل تحصين الوضع في المنطقة وترسيخ الاستقرار فيها وفي لبنان، كما اكد على &laqascii117o;أهمية الحوار المباشر والسريع بين اللبنانيين، تجنبا لآثار القرار الظني والمحكمة الدولية التي يمكن ان تكون مسيّسة". وردّ الحريري مؤكدا انه يؤيد الحوار لانه الطريق الوحيدة لمعالجة المشكلات المطروحة، فيما قال مصدر مقرب من رئيس الحكومة لـ&laqascii117o;السفير" إن الحريري كان مرتاحا جدا لنتائج مباحثاته مع الرئيس الإيراني، وإن كلا منهما عرض وجهة نظره حيال المسائل المطروحة إقليميا ومحليا، إنما من دون الاستغراق في تفاصيل الوضع الداخلي اللبناني. ولفت المصدر الانتباه الى ان الحوار بين الحريري ونجاد تخلله نقاش صريح، وتوضيح متبادل للنقاط الغامضة او الملتبسة، مشيرا الى ان الكلام في الغرف المغلقة يختلف في نمطه عن الخطاب الإيديولوجي المعتمد في اللقاءات الجماهيرية. وإذ نفى المصدر معرفته بوجود مبادرة إيرانية لمعالجة الازمة الراهنة، أكد ان زيارة الحريري الى طهران ستحصل بالتأكيد ولكن لم يحدد لها موعد نهائي بعد. وقال السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي إن اللقاء بين الرئيس نجاد والرئيس الحريري سادته أجواء إيجابية وممتازة للغاية، موضحا ان الرئيس الإيراني أكد أن بلاده إلى جانب كل لبنان، في السراء والضراء. ورداً على سؤال عما إذا كان نجاد قد أبلغ الحريري موقف إيران من المحكمة الدولية، شدّد على ان &laqascii117o; هذا موضوع لبناني، وقد قلنا إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ على وحدة جميع اللبنانيين، والبحث تناول موضوع المحكمة وغيره من المواضيع الأخرى". وأقام الحريري مأدبة غداء تكريمية على شرف نجاد والوفد المرافق حضرها الرئيسان ميشال سليمان ونبيه بري، وعدد كبير من الشخصيات. وكانت لنجاد محطة أكاديمية بارزة في الجامعة اللبنانية في الحدث، حيث منحته الجامعة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية، بحضور حشد من عمداء ومديري وأساتذة الكليات وعدد كبير من الطلاب ضاقت بهم مدرجات قاعة الاحتفال. وأمام هذا الحضور النخبوي، تجلى بُعد آخر في شخصية نجاد الذي أطلق خطابا ثريا جمع فيه بين الاتجاهات الاكاديمية والفلسفية والسياسية والعلمية. فتح الرئيس الإيراني آفاقا واسعة وأعاد صياغة مفاهيم في العلم والسياسة كادت تصبح بديهيات، شارحا مقاربته للاقتصاد، والطاقة الذرية، والرأسمالية، وأسباب الازمة المالية العالمية. حاكم التجربة الاميركية وفنّد إخفاقاتها في ساحات اختبارها ولا سيما في أفغانستان، متمكنا من تشريح مضمون الهيمنة الأميركية واستهدافاتها. وشدّد نجاد على &laqascii117o;ان الاقتصاد يجب ان يكون في خدمة الانسان والعدالة والمحبة"، وتطرق الى علم الذرة، قائلا: ماذا فعلوا مع هذا العلم المفيد، جاؤوا وغيّروا مفهوم الطاقة الذرية بما يعادلها بالقنبلة الذرية، وأغلقوا طريق نشر العلم الذري الحقيقي على الشعوب، لافتا الانتباه الى إمكاينة تأسيس محطة للطاقة الكهربائية في لبنان، حيث ان انتاج الكهرباء يكون 7 أضعاف من الطاقة الذرية، مع تخفيف المصاريف الى 7/1 لكن هناك من يريد حرمان الاخرين من الطاقة الذرية. والتقى الرئيس الايراني صباحا في مقر اقامته، عددا من رجال الدين وكذلك حشدا من الشخصيات السياسية، من بينها الرؤساء: حسين الحسيني، سليم الحص، عمر كرامي، وزير الشباب والرياضة علي عبد الله، والنواب: ميشال عون، وليد جنبلاط، علي حسن خليل، محمد رعد، سليمان فرنجية، طلال ارسلان، اسعد حردان. وشهد اللقاء مداخلات لعدد من الحاضرين، فيما نبّه جنبلاط الى ان النقطة المركزية اليوم &laqascii117o; التي تهدد وحدة لبنان وتهدد ايضا كل الانجازات التي قدمتها إيران والمقاومة هي مفاعيل القرار الظني للمحكمة الدولية اذا ما صدر". واعتبر ان الاتصال الذي تم بين نجاد والملك عبد الله بن عبد العزيز له اهمية قصوى، متمنيا استمرار التواصل بين إيران والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية لمعالجة الوضع المتأزم في لبنان بين العائلات الاسلامية. وأشار الى ان المحكمة هي في يد اسرائيل واميركا اللتين تريدان تفجير لبنان، ولا بد من معالجة هادئة وبأعصاب جدا هادئة من قبل جميع الفرقاء كي لا نقع جميعا في فخ منصوب من اجل ضرب كل انجازات المقاومة والوحدة الوطنية. وردّ نجاد بالاشارة الى انه عندما نكون موحدين مع بعضنا سينهزم الاستعمار، والسبيل الوحيد لتحقيق اهدافهم هو الفرقة بين الشيعة والسنة، لافتا الانتباه الى ان مجلس الامن الدولي اعطى للكيان الصهيوني فرصة القرصنة والتدمير والاعتداء على دول المنطقة، وهم لا يفكرون لا في لبنان ولا في فلسطين ولا العراق لذلك عندنا مثل يقول &laqascii117o;لا يحك ظهري الا ظفري".
التوتر الاسرائيلي
في هذه الأثناء، كانت أصداء زيارة نجاد الى لبنان تتردد بقوة في الكيان الاسرائيلي الذي واكب محطتها الجنوبية باستنفار عسكري على الحدود وبسيل من المواقف المتوترة. واعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان &laqascii117o;تأسيس دولة اسرائيل وجميع ما حققناه طوال السنين يشكل أفضل رد على الشتائم التي سمعناها اليوم من جهة الحدود اللبنانية"، مؤكدا ان &laqascii117o;دولة اسرائيل تعرف جيدا كيف ستدافع عن نفسها". وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور &laqascii117o;إن أحمدي نجاد يحمل معه رسالة عنف وتطرف، وهذا من شأنه أن يثير الكثير من المخاوف بين أولئك المهتمين بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط". كما اتهم بالمور الرئيس الإيراني بالتصرف كما لو أن الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل ملكا له... وهذا يوضح نواياه في مهاجمة إسرائيل من لبنان"، مبديا أسفه &laqascii117o; لتحويل بلد ثورة الأرز إلى دولة طوع آيات الله &laqascii117o;. وقال رئيس دائرة الأمن السياسي في وزارة الحرب الإسرائيلية عاموس جلعاد إن إيران تريد أن تحول لبنان بشكل كامل إلى امتداد إيراني، ورأى ان سماح القيادة اللبنانية &laqascii117o;لرجل ليس عربيا وقائد متطرف بتدمير لبنان من الداخل بأنها مأساة". من ناحية اخرى وعلى صعيد الاتصالات السياسية المتعلقة بالوضع المتأزم في لبنان زار الوزير غازي العريضي دمشق امس بعدما كان قد زار قبل ايام المملكة العربية السعودية.
- صحيفة 'الأخبار': قبل أن يُغادر محمود أحمدي نجاد بيروت، بدا أن حقنة الهدوء التي سادت في اليوم الأوّل للزيارة اختفت، وبدأ سياسيّو 14 آذار بتوجيه الانتقادات، وخصوصاً لجولة الرئيس الإيراني في الجنوب ومهرجان الضاحية الجنوبيّة وخطاباته في تلك الأماكن، في ظلّ انزعاج أميركي.اختتم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته إلى بيروت، بزيارة وداعيّة ليل أمس، إلى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان. وكان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قد التقى نجاد مساء أمس في مقر السفارة الإيرانية &laqascii117o;حيث جرى عرض للأوضاع العامة ولنتائج الزيارة التاريخية للرئيس نجاد على مختلف الصعد" بحسب ما أعلنته العلاقات الإعلاميّة في حزب الله. وقد قدم نصر الله بندقيّة لأحد الجنود الصهاينة، كانت المقاومة قد غنمتها في حرب تموز، هدية لنجاد عربون وفاء وشكر. في هذه الأثناء، استمرّت الردود الأميركيّة السلبيّة تجاه الزيارة، فقالت وزيرة الخارجيّة الاميركيّة هيلاري كلينتون أمس، إن زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان &laqascii117o;خلقت وضعاً غير مستقر" في المنطقة. وأضافت، في مقابلة مع شبكة &laqascii117o;ايه بي سي" التلفزيونيّة الاميركيّة، أن نجاد أدلى بتصريحات ضد الولايات المتحدة وأوروبا رأت أنها &laqascii117o;لاذعة وضد الفلسطينيين والعديد من قادة الدول العربيّة الذين يقفون متّحدين ضد تصرفات الإدارة الإيرانيّة وسعيها إلى الحصول على أسلحة نوويّة إضافة إلى مساندتها الإرهاب". وتابعت: &laqascii117o;نحن على علم بأن إيران تُمدّ حزب الله بالمساعدات الماليّة ونعرف أن حزب الله موجود على الحدود المحاذية لإسرائيل، لذلك فإن هذة الزيارة تخلق حالة اضطراب في المنطقة". ورأت كلينتون أن لبنان تمكّن من إيجاد توازن من خلال تعايش السنة والشيعة والمسيحيين بسلام، وأن &laqascii117o;قدوم هذا الرجل وتصريحاته اللاذعة والمحرّضة تبيّن طريقته في خلق حالة من الاضطراب".. أمّا محلياً، رأى رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة أن زيارة نجاد &laqascii117o;تاريخيّة تدعو إلى الوفاق وتدعم المقاومة"، مؤكداً أنه يحترم المجتمع الدولي ولكن عليه بالمقابل أن يحترم سيادة لبنان واستقلاله. بدوره، أكّد النائب القواتي أنطوان زهرا أن القوّات اللبنانيّة رحّبت منذ اللحظة الأولى بزيارة دولة مفروض أنها دولة صديقة للبنان، و&laqascii117o;أبدينا استعدادنا للمشاركة بناء على دعوة رئيس الجمهوريّة في استقبال رئيس دولة يزور لبنان بدعوة منه". وأضاف زهرا أن القوات لاحظت أن في برنامج زيارة نجاد &laqascii117o;زيارتين، وهناك زيارة موازية إلى حلفاء إيران في لبنان، إلى حزب الله، وإذا أجرينا مقارنة بسيطة نرى أن في زيارة الدولة اللبنانيّة كان حزب الله موجوداً على المستوى التنظيمي والأمني حتى، وأنه في الشكل أدخل مدنيين إلى حرم مطار بيروت للمشاركة في استقباله، وهذه سابقة جديدة". ولفت إلى أن &laqascii117o;كلام الرئيس الضيف كان إيجابياً ومنطقياً وعاقلاً ويرسخ صورة الدولة الصديقة للبنان في الخطاب الرسمي في قصر بعبدا والمطار والعشاء الذي أقامه رئيس المجلس النيابي، أما في الزيارة الثانية فلوحظ غياب الدولة اللبنانيّة بمؤسساتها وحضور أتباع دولة حزب الله فقط. ولاحظنا كذلك أنه في الزيارة الثانية أي في ملعب الراية، كرّر الرئيس نجاد مواقفه السياسية المعروفة والثابتة، وأضاف شيئاً واحداً هو تبنّي وجهة نظر حزب الله في موضوع المحكمة باتهامها بأنها أداة سياسية تستهدف حزب الله تحديداً". أمّا عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري، فقال في حديث لـ&laqascii117o;المؤسسة اللبنانية للإرسال" إن كلام نجاد &laqascii117o;في النهار محاه الليل"، واصفاً خطابه خلال مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه رئيس الجمهورية بـ&laqascii117o;المعتدل"، والذي ألقاه خلال الحفل الجماهيري الذي أقامه حزب الله في ملعب الراية بـ&laqascii117o;المتشدد". وتحدّث حوري عن &laqascii117o;نمطين ظهرا في هذه الزيارة، فقد سمعنا أسلوباً خلال النهار محاه الليل، ورأينا اعتدالاً في بعبدا وتشدداً في ملعب الراية". وكشف عن &laqascii117o;أن هناك بعض الملاحظات الجزئية ولكن الآن ليس الوقت المناسب لطرحها"..في المقابل، رأى الوزير عدنان السيّد حسين أن الزيارة تأتي وسط بروز تكتلات إقليميّة وسبق أن تكلم رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان عن &laqascii117o;البحار الأربعة وقصد بذلك تركيا وإيران وسوريا والعراق، أما الرئيس الإيراني فخاطب أمس اللبنانيين وقال هناك جبهة أو كتلة أوسع تضم إضافة الى المذكورين الأربعة لبنان وفلسطين". ووصف خطاب الرئيس الإيراني السياسي بأنه &laqascii117o;كان حريصاً على وحدة اللبنانيين"، لافتاً الى &laqascii117o;الآفاق الرحبة التي رآها في زيارة الرئيس الإيراني التي تجري بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية ومع سوريا". ولم يجد السيّد حسين تشدداً في خطاب نجاد في بنت جبيل &laqascii117o;فهو يقول للعرب نحن معكم من أجل الحقوق الفلسطينيّة، وإيران لديها موقف إيديولوجي ومنطلقات دينية واضحة برفض التعامل مع إسرائيل وهذا شأنها. وأنا العربي اللبناني لم أحصل على حقوقي بعد فلماذا أفرّط بأوراق التطرف الإيراني". أمّا نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت فقال إن &laqascii117o;خطاب نجاد الهادئ تجاه الداخل اللبناني سينعكس إيجابيّة وهدوءاً على الوضع الداخلي بعد الزيارة". وأكّد أن خطاب الرئيس نجاد يتلاقى مع &laqascii117o;ثوابتنا المتعلقة برفض وجود الكيان الصهيوني ووجوب دعم القضيّة الفلسطينيّة".ووجد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي، رسالتين في خطاب نجاد &laqascii117o;الأولى رسالة دولة إلى دولة ترجمتها الاتفاقات الثنائية، والثانية إيجابية الخطاب الذي توجه به نجاد إلى أركان الدولة وشرائح المجتمع اللبناني كافة". ورأى النائب ياسين جابر أن زيارة نجاد الى لبنان &laqascii117o;استثنائية لرجل استثنائي".
- صحيفة 'النهار': أنهى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ليل أمس زيارته للبنان التي استمرت يومين حفلا بمحطات كثيفة من المحادثات الرسمية واللقاءات السياسية والجولات الميدانية الشعبية التي كانت آخرها زيارته أمس للجنوب. واذا كان بعض الاوساط السياسية رأى ان الزيارة حققت للرئيس الايراني 'الدوي' القوي الذي توخاه عبرها من منطلق أهمية الموقع اللبناني بالنسبة الى ايران على المستويين الاقليمي والدولي، فإن مجمل الاوساط السياسية الداخلية بدت في حال ترقب لما يمكن أن تخلفه هذه الزيارة من انعكاسات على الازمة الداخلية التي ستعود بقوة الى واجهة الاهتمامات اعتبارا من اليوم.وفي هذا السياق، كشفت مصادر بارزة واكبت المحطات الاساسية من زيارة الرئيس الايراني لـ'النهار' ان اليومين اللذين أمضاهما احمدي نجاد في بيروت شكلا فرصة مهمة لعقد لقاءات وخلوات جانبية بين عدد من الزعماء السياسيين كانت أجواء الاحتدام والاحتقان التي سادت قبل الزيارة قد أحدثت ما يشبه القطيعة بينهم. وأشارت الى ان سلسلة طويلة من هذه اللقاءات عقدت على هامش المحادثات الرسمية والمآدب التكريمية التي أقيمت للرئيس الايراني في قصر بعبدا وعين التينة والسرايا الحكومية، وتناولت ما يمكن القيام به لكسر الازمة المتصاعدة في شأن ملفات المحكمة الخاصة بلبنان و'شهود الزور' وتمويل المحكمة والقرار الظني. وأوضحت ان الفائدة التي أبرزتها هذه اللقاءات تمثلت في اذابة الجليد بين عدد من المسؤولين والزعماء وإن لم تكن حصيلتها قد توصلت الى نتائج ايجابية محددة حيال اي مخرج ممكن للأزمة.غير أن بعض الزعماء في فريق 8 آذار والمعارضة ردد أمس ان الاربعاء المقبل، وهو موعد انعقاد مجلس الوزراء لاستكمال البحث في تقرير وزير العدل ابرهيم نجار عن ملف 'شهود الزور'، مرشح لأن يشهد حلا لهذا الملف، الامر الذي لم يؤكده أي زعيم او معني في فريق 14 آذار حتى الآن. وعلمت 'النهار' في هذا المجال ان خلوة جمعت رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل بعد ظهر أمس في مكتب الحريري في السرايا عقب اقامة رئيس الحكومة مأدبة تكريمية للرئيس الايراني. وإذ لم ترشح أي معلومات عن هذا اللقاء، تردد أنه كان متوقعا ان يحضر المأدبة رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، لكن ذلك لم يحصل، وعقد اللقاء بين الحريري وخليل بما أوحى بوجود تبادل أفكار ووجهات نظر يتولى خليل نقلها بين الحريري و'حزب الله' بتكليف من الرئيس بري. وقد نفت الاوساط القريبة من الحريري ما تردد عن تبلغه 'مبادرة' من الرئيس الايراني في شأن الازمة الداخلية، بينما أفادت معلومات سياسية اخرى ان هذه الازمة لم تغب عن اللقاء الثنائي الذي عقداه في السرايا، ومن ثم عن اللقاء الموسع الذي عقد لاحقا وضم رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس الايراني والرئيسين بري والحريري. ونقل السفير الايراني غضنفر ركن أبادي، الذي حضر اللقاء، عن الرئيس الايراني ان موضوع المحكمة الخاصة بلبنان شأن لبناني لا تتدخل فيه طهران، مبرزا أهمية بذل الجهود من أجل الحفاظ على وحدة اللبنانيين على قاعدة ان الوفاق هو الأهم. ووصف السفير الايراني أجواء اللقاء بين احمدي نجاد والحريري بأنها كانت 'ايجابية وممتازة للغاية'.ولاحظت المصادر المواكبة لزيارة نجاد ان الهدنة التي أملتها زيارته على صعيد الازمة الداخلية ستكون امام محك النيات مجددا اعتبارا من اليوم وحتى الاربعاء المقبل، موعد جلسة مجلس الوزراء. واعترفت بأن أي تقدم فعلي لم يحرز على صعيد اختراق المأزق المرتبط بملف المحكمة بكل تفرعاته. وقالت في هذا السياق إن رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط يبدو مصمما على المضي في محاولاته للتهدئة وايجاد مخرج يحول دون أي مواجهة سياسية داخل الحكومة. وقد عقد لهذه الغاية امس اجتماعا لـ'اللقاء الديموقراطي'، في حين توجه الوزير غازي العريضي بعد الظهر الى دمشق.
اليوم الثاني
وكان الرئيس الايراني أقام صباح امس فطورا في مقر اقامته بفندق 'فينيسيا إنتركونتيننتال' ضم عددا من الزعماء السياسيين والشخصيات السياسية من أبرزهم الرؤساء حسين الحسيني وسليم الحص وعمر كرامي والعماد ميشال عون والنائب جنبلاط والنائب محمد رعد، ولم تدع اليه أي شخصية من قوى 14 آذار.
وبعد الظهر قام الرئيس الايراني بزيارته للجنوب التي شملت محطتين في بنت جبيل وقانا. وأمام حشد كبير في بلدة بنت جبيل القى خطاباً لاهباً توعد فيه اسرائيل مجدداً بالزوال. وقال: 'لقد استطاع ابناء بنت جبيل البررة أن يذيقوا العدو الاسرائيلي الغاشم طعم الهزيمة النكراء والمرة (...) كما استطعتم ان تدخلوا اليأس والقنوط الى قلوب الصهاينة وقلوب كل المستعمرين والمستكبرين'. وأضاف: 'ليعلم العالم برمته ان الصهاينة الى زوال. اليوم لم يعد هناك من خيار أمام الصهاينة المحتلين الا الاستسلام للأمر الواقع والعودة الى أوطانهم الاصلية... كونوا على ثقة أن فلسطين المحتلة ستحرر من رجس الاحتلال بفضل قوة المقاومة وايمان المقاومة'.ومن بنت جبيل انتقل أحمدي نجاد الى قانا حيث وضع اكليلاً من الزهر على ضرائح شهداء مجزرتي 1996 و2006. وقال بعدما قرأ الفاتحة قرب الضرائح متوجهاً الى أهل قانا: 'انتم منتصرون واعداؤكم هم الخائبون. انتم ستبقون راس