حول 'حزب الله' ورئيس الحكومة سعد الحريري
ـ صحيفة 'السفير': داود رمال
لبنــان لــم يعــد أولويــة مصريــة
الحريري عند عتبة موقف تاريخي: هـل يبـرئ &laqascii117o;حزب الله" سـياسـياً؟
تتجه الأنظار في المرحلة المقبلة إلى ما يمكن أن يصدر من مواقف من شأنها أن ترسم خارطة الطريق للأزمة السياسية المتمثلة بالقرار الاتهامي السياسي الذي سيصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان، &laqascii117o;والذي سيكون أشبه بتقرير وليس قراراً" على حد تأكيد مصدر دبلوماسي، فيما هناك من يترقب رئيس الحكومة سعد الحريري لكي يستكمل ما بدأه في &laqascii117o;الشرق الأوسط" من تبرئة سياسية لسوريا باعتبار ان اتهامها كان سياسياً، عبر نزع الاتهام السياسي أيضا عن &laqascii117o;حزب الله"، بما يضع إطارا واقعياً لمعالجة اي تداعيات للقرار الاتهامي بروح المسؤولية الوطنية وضمن منطق المؤسسات الدستورية، وبما يؤدي عمليا الى تعطيل المفاعيل اللبنانية للمحكمة الدولية.
ويدعو مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى الى &laqascii117o;وجوب التوقف عند الحركة العربية والاقليمية التي قام بها الحريري مؤخرأً والتي شملت ثلاث دول وازنة ومؤثرة في لبنان بشكل او بآخر، وهي السعودية ومصر وتركيا والتي اعقبت بدء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتصديه المباشر للقرار الاتهامي المعروف المضامين، مما استدعى قمة سعودية سورية في دمشق استكملت بقمة سعودية سورية لبنانية في بيروت ما زالت حتى الآن تشكل بنتائجها المظلة الحقيقية للاستقرار في لبنان والحاضنة لأي حوار قد يؤدي الى معالجة التوتر السائد على خلفية المحكمة والقرار الاتهامي".
ويوضح المصدر انه أبعد مما اصطلح على تسميتها &laqascii117o;هدنة نجاد" في اشارة الى التزام الاطراف بالتهدئة خلال زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان وفي الوقت الذي كان ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز يسعى الى حماية لبنان عبر استباق اي توتر من خلال القمتين الثنائية والثلاثية، كان هناك آخرون في المملكة وخارجها ينطقون بكلام آخر، مناقض للموقف الملكي، في محاولة واضحة لقطع الطريق على هدنة الشهر التي طلبها الملــك عبداللــه لإنجاز الاتصالات والمشاورات الدولية لتجنـيب لبنان تجرع الكأس المرة وابعاد التسييس عن القرار الاتهامي".
ويكشف المصدر &laqascii117o;ان المستشار الملكي السعودي الامير عبد العزيز بن عبدالله ابلغ من يعنيهم الامر في لبنان بوجوب التفاهم مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الاسد وكذلك مع السيد حسن نصرالله لأن قيادة المملكة فوضت دمشق معالجة الأزمة اللبنانية، كونها الاقدر على التعاطي مع التفاصيل اللبنانية بتعقيداتها وتشعباتها، وهذا الموقف ابلغته ايضاً تركيا بلسان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى مسؤولين لبنانيين ابرزهم الحريري نفسه اذ ان اردوغان الذي انتصر لحركة &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله" وسوريا وواجه اسرائيل والعالم كله من اجل قضية القدس والحقوق العادلة لشعوب المنطقة، لا يجد بداً لتدارك الاسوأ في لبنان الا من خلال تفاهم الجميع مع القيادة السورية".
ويضيف المصدر &laqascii117o;ان الموقف المصري، وخلافاً لما يشاع، ليس بعيداً عن هذا التوجه لأن مصر ليست في وارد ارسال جيشها للقتال في لبنان دفاعاً عن هذا الطرف او ذاك وهي ليست في وارد اعادة تجربة تدخلها في اليمن، فلدى مصر من المشاكل السياسية والاقتصادية الداخلية وفي الجوار، وخاصة السودان المهدد بالانقسام، بما سيكون لذلك من تداعيات على مستقبل مصر، ما يجعلها تركز على اولويات لم يعد لبنان من ضمنها، كما ان البيان الذي صدر في أعقاب لقاء وزيري خارحية السعودية الامير سعود الفيصل ومصر احمد ابو الغيط والذي تحدث عن دعم المحكمة الدولية، قد ازعج القيادة السعودية، ليس لأنها ضد المحكمة، انما كونه جاء في توقيت يهدف لوضع العصي في دواليب التهدئة ومساعي التفاهم المستمرة التي تقودها دمشق والرياض.
ويعيد المصدر التأكيد ان القاهرة تواجه تحديات مصيرية تتمثل بما ينتظر السودان من تقسيم بين شمال فقير على حدودها وهذا سيرتب عليها مسؤوليات كبرى تجاه بلد شقيق تترابط معه بمصالح ووشائج مشتركة، وجنوب غني سيفتح العين لأحد عشر مليون قبطي مصري للمطالبة بوضع خاص لهم &laqascii117o;وهذا تحد يجب التحسب له، وبالتالي لم تعد الاهتمامات المصرية في لبنان والسبيل هو التفاهم ايضاً مع سوريا وحزب الله".
ويقول المصدر &laqascii117o;ان هذه الصورة الواضحة امام الحريري تجعله امام خيارين: اما السير في الحل وفق ما سبق وبدأه مع سوريا ويفترض استكماله مع حزب الله، او عدم السير بهكذا حل مما يرتب تداعيات ظروفها لن تكون في صالحه، من هنا فإن الاسبوعين المقبلين هما بمثابة التمهيد لرئيس الحكومة ليحدد مسار الامور، فالكرة ما زالت في ملعبه، ولا بد من قراءة مشاركة النائب وليد جنبلاط في الفطور الذي أقامه الرئيس الايراني في الفينيسيا على شرف 40 شخصية لبنانية، بمعزل عما اذا كان جنبلاط قد أحب الصورة أم لا، والاحتمال الثاني هو الأرجح، لكن ما حصل يؤشر الى تموضع جنبلاطي بدأ يرجح أكثر كفة قوى المعارضة حتى ولو حافظ على تمايز بشأن العلاقة مع الحريري وتيار المستقبل، فالحرص الجنبلاطي على استمرار الحريري على رأس الحكومة لا يقل عن الحرص السوري وحزب الله أيضا".
ويلفت المصدر الانتباه الى &laqascii117o;وجود ضغوط هائلة على الحريري لمنعه من استكمال خطواته الايجابية، والمستغرب هو مرور التهديد الاسرائيلي العلني المباشر له عبر صحيفة يديعوت احرونوت مرور الكرام لا سيما وانه تضمن تهديداً علنياً له بملاقاة مصير والده نفسه، وهذا يستدعي ايضاً احتضاناً وطنياً للحريري يمكنه من مجابهة هذه الضغوط بما يفضح النوايا والمخططات الاسرائيلية التي لا تريد للبنان الا الاستمرار في ذروة الازمة، وشبكاتها التجسسية خير دليل على الدخول الاسرائيلي المباشر على خط هذه الازمة وسعيها الدائم لمنع سيادة الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي في لبنان".
في الختام، يسأل المصدر الدبلوماسي عن موعد المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصرالله، والذي سيكون مخصصا لعرض وقائع جديدة في موضوع شهود الزور.. ثم يجيب &laqascii117o;يبدو أنه ينتظر بعض نتائج الاتصالات والمشاورات الاقليمية قبل أن يعلن جديدا ما".
آخر مستجدات الأزمة
ـ 'السفير': فيلتمـان يتدخـل للتعطيـل محـذراً مـن أي رد فعـل علـى القـرار الظنـي
لا بد من انتظار الساعات والايام القليلة المقبلة لتبيان النتائج الحقيقية والعملية لقمة الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد التي عقدت في الرياض أمس. ولعل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بعد غد الاربعاء، التي ستناقش ملف شهود الزور ستكون مؤشرا ليس فقط الى حصيلة القمة، على المستوى اللبناني، لكنها قد تعكس أيضا بصمات الزيارة الخاطفة التي قام بها الى بيروت أمس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، بعدما تردد انه أوحى على طريقته بوجوب عدم البت في ملف شهود الزور قبيل صدور القرار الظني.
ويبدو ان قمة عبد الله ـ الاسد ركزت على تعقيدات الملف العراقي، وسط انزعاج سعودي من المسار الذي يسلكه ومن زيارة نوري المالكي دمشق. وإذا صحت المعطيات الاولية التي توافرت لدى بعض الاوساط المطلعة حول عدم تجاوز التباينات المتعلقة بالوضع العراقي، فهذا يعني ان زخم المسعى المبذول لحماية لبنان من تداعيات أزمة القرار الظني والمحكمة الدولية قد يتأثر سلبا بشكل او بآخر.
ولعل &laqascii117o;التحفظ المسائي" للنائب وليد جنبلاط ، كما شعر المتصلون به، بعد تصريحاته النهارية المتفائلة، شكل دافعا الى الترقب، في انتظار تلمس معطيات محسوسة، فيما تردد ان جنبلاط التقى ليلا الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وبدا واضحا من الحراك الاقليمي والدولي المكثف في الساعات الاخيرة ـ الذي كانت الرياض أحد أبرز محاوره ـ ان خلطا للاوراق يحصل، وان شيئا ما استجد واستدعى هذا الاستنفار الدبلوماسي الذي تجلى في لقاء الاسد ـ عبد الله، والمشاورات السعودية ـ المصرية، وزيارة الرئيس الايراني للبنان، والقمة القريبة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس الاسد، وصولا الى الجولة التي قام بها فيلتمان على القاهرة والرياض مرورا ببيروت التي وصلها بعد ظهر أمس بشكل مفاجئ.
وقد ظهر من مواقف فيلتمان المتشددة ومن مضمون الرسالة التي نقلها الى الرئيس سليمان، ان واشنطن سارعت الى الدخول على خط الجهد الاقليمي المبذول للتهدئة، من أجل تعطيل أي إمكانية لفتح ثغرة في جدار الازمة السميك، الامر الذي عكسه تحذير فيلتمان من تبعات أي رد فعل على القرار الظني، في موازاة اعلانه عن تمسك بلاده بالمحكمة الدولية ورفض أي تدخل في عملها.
وخلافا للميل الاميركي التقليدي الى دعم رئاسة الجمهورية، اقتصر الدعم السياسي الذي عبّر عنه فيلتمان باسم باراك أوباما على لبنان، من دون الرئيس سليمان، وبدا ان هذا التجاهل ينطوي على رسالة مبطنة لرئيس الجمهورية على خلفية مواقفه، سواء في موضوع العقوبات على ايران، أو في موضوع المقاومة، وصولا الى مسألة المحكمة والاستقبال المميز للرئيس الايراني في القصر الجمهوري.
قمة لبنانية ـ سورية
الى ذلك، قال مصدر موثوق لـ&laqascii117o;السفير" انه من المرجح عقد قمة بين الرئيس سليمان والرئيس الاسد إما غدا الثلاثاء وإما الخميس المقبل، لارتباط سليمان بترؤس مجلس الوزراء الاربعاء وسفره الى سويسرا الجمعة للمشاركة في القمة الفرنكوفونية.
واشار المصدر الى ان نتائج اللقاء بين الرئيس الاسد والملك عبد الله والمساعي المبذولة لمعالجة ملف القرار الظني والمحكمة الدولية وآخر المستجدات في المنطقة، ستشكل محور المحادثات اللبنانية ـ السورية المرتقبة.
ـ صحيفة 'اللواء':أوضحت مصادر مطلعة أن مضمون رسالة فيلتمان هي أن المنطقة قد تدخل في مرحلة من اللااستقرار، وعلى لبنان ان يحمي نفسه من خلال القرارات الدولية، وهو أكّد أن المحكمة الدولية باقية، مبلغاً هذا الأمر إلى الدول المعنية بالأمر.
وقالت المصادر ان ثمة اتصالات ناشطة لترتيب لقاء بين الرئيس الحريري وقيادة <حزب الله> في إطار توفير المناخ لمعالجة القضايا المتفرعة من المحكمة الدولية، سواء إحالة شهود الزور إلى القضاء أو معالجة تداعيات القرار الظني، في وقت كشف اللواء جميل السيّد عن استعداده لاسقاط الدعوى التي أقامها امام القضاء السوري، إذا ما أقرّ مجلس الوزراء، الأربعاء، طرحه بإحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي ووافق على تنحي مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن عن مهماتهم طوال مدة النظر في القضية.
وتوقعت مصادر مطلعة أن يتم التوصل الى مخارج لمسألة شهود الزور ومذكرات التوقيف الغيابية السورية قبل جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، أو من خلالها، مستفيدة من أجواء التهدئة التي أرستها زيارة الرئيس الإيراني الى لبنان، ونتائج القمة السعودية - السورية، لافتة الى احتمال تجدد المشاورات بين السراي الحكومي ودمشق، من خلال زيارة قد يقوم بها مستشار رئيس الحكومة نادر الحريري للقاء المستشارة السياسية للرئيس الأسد الدكتورة بثينة شعبان.
ـ صحيفة 'الديار': اللافت كان في زيارته &laqascii117o;الملتبسة" الى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حيث زاره بعيدا عن وسائل الاعلام، اضافة الى ان المتصلين بجنبلاط لمعرفة فحوى اللقاء لم يحصلوا على اي جواب. لكن اوساط في المعارضة تؤكد بأن فيلتمان حذر جنبلاط بالقول: إياكم ان توافقوا على تحويل ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، لان ذلك يسقط القرار الاتهامي المتوقع صدوره قريبا، فرد جنبلاط &laqascii117o;شوفوا الرئيس سليمان".
وقال فيلتمان لجنبلاط: موقعك في 14 اذار، ولماذا الاخلال بالتوازنات السياسية، فأنت اول من عمل للمحكمة وساهم في إنشائها، وان الولايات المتحدة الى جانبكم ولن نساوم عليها.
وفي هذا الخصوص يعتبر المطلعون ان فيلتمان زار لبنان ليجتمع مع فريق &laqascii117o;الوسطية" منعاً لإسقاط المحكمة الدولية بالتصويت داخل الحكومة بعد موقف وزير الدولة عدنان السيد حسين الداعم للمعارضة ولكي يشد ازر 14 آذار، فبالنسبة للوسطية يدرك فيلتمان جيدا انها تمسك ببيضة القبان في القرارات المصيرية وان امام مجلس الوزراء استحقاقين هما : تحويل ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، ومحاولات المعارضة الحثيثة لالغاء المحكمة، وهذا ما تحاول زيارة فيلتمان ان تمنع حصوله.
اعلام المعارضة
ولوحظ ان اعلام المعارضة روج في عدد من نشرات الاخبار جملة واحدة تليت في وسائله ومضمونها: ان العاهل السعودي هو الذي دعا الرئيس السوري لابلاغه بقرار سعودي بالسعي الى الغاء المحكمة وان السعودية ستبلغ القرار الى الرئيس الحريري وعليه ان يترجم موقفه كما صرح لصحيفة الشرق الاوسط ويسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة وعند ذلك يصبح طريق الشام سالكا امامه.
المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية
وفي هذه الاجواء، حذرت المعارضة من المحاولات للعب على عامل الوقت، وتأخير الامور من جلسة الى اخرى، فالمطلوب احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي في أسرع وقت، لان ذلك سيؤدي الى تجميد القرار الظني حتى الانتهاء من التحقيق مع شهود الزور. واعتبرت المعارضة ان زيارة فيلتمان هدفها التشويش على القمة السعودية - السورية وان كلامه في المطار يحمل دلالات سلبية خصوصا في ما يتعلق بالمحكمة الدولية.
امانة 14 اذار
اما الامانة العامة لـ 14 اذار فرأت ان التطورات الاخيرة اكدت ان لبنان ما زال على خط المتابعة والاهتمام في الولايات المتحدة الاميركية، وليس متروكا مطلقا، وانه منذ الان وصاعدا لن توافق 14 اذار على طرح موضوع سلاح حزب الله على طاولة الحوار لان هذا السلاح اصبح ايرانيا ويتم التداول فيه من دولة الى دولة وليس على طاولة الحوار.
واضافت المصادر ان 14 اذار ومنذ الان وصاعداً لن توجه مواقفها الى حزب الله لانه فصيل ايراني وبالتالي فإن الكلام سيكون مباشرا للدولة الايرانية، لان قرار حزب الله بيد ايران وليس بيده، وان ايران هي المعطلة للقرارات وليس هناك اي شيء اسمه حزب الله بل هو من ضمن المنظومة الايرانية لانها مسؤولة عن اي تحرك لحزب الله.
المواقف السياسية الدولية
الى ذلك تواصلت المواقف السياسية الدولية واعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الغرب وظف كل ما لديه للسيطرة على لبنان غير انه لم ينجح في تحقيق غاياته. ولفت الى ان ما حدث في لبنان اثناء زيارته الاخيرة له اربك جميع المعادلات في الشرق الاوسط والاوساط الدولية.
واكد احمدي نجاد ان رسالة الشعب الايراني هي الدفاع عن لبنان ومكافحة الاحتلال والتصدي للمهيمنين على العالم، معتبرا انه ان لم يستمع الغرب لنصائح الشعوب ولم يتخل عن المنطقة، فإن الشعوب سترميهم في قمامة التاريخ.
نتنياهو
اعلن رئيس حكومة العدو نتنياهو ان اسرائيل تلاحظ تحول لبنان الى دولة تسير في فلك ايران، معتبرا الوضع في لبنان مأساوياً، مؤكدا ان اسرائيل تدرك كيفية الدفاع عن نفسها.
هآرتس
ذكرت صحيفة &laqascii117o;هآرتس" الاسرائيلية ان الاوساط الامنية الاسرائيلية عبرت عن قلقها من توطيد التحالف اللبناني، في الوقت الذي اكدت فيه مصادر عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة ان الجهة المقابلة للحدود الشمالية مع لبنان اصبحت قاعدة عسكرية ايرانية حقيقية.
واشارت الصحيفة الى ان زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد تشبه مناورة لشد الحبل دون قطعه، وانها الجولة التي تسبق الانقلاب في لبنان وتحويله الى عضو اخر في المحور الراديكالي الذي تقوده طهران، مشيرة في الوقت نفسه الى ان ذلك لن يحدث غدا او بعد غد انما يسير لبنان في هذا الاتجاه بشكل واضح، فهذه جولة نصر لاحمدي نجاد في دولة يعتبر حزب الله فيها اكثر الجهات اهمية.
قمة عبد الله ـ الاسد
ـ 'السفير': في ما خص محادثات الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري الأسد، فهي تناولت التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وكان لافتا للانتباه انها عقدت في الصالة الملكية في مطار قاعدة الرياض الجوية وانها اقتصرت على الرئيس الاسد من الجانب السوري وعلى الملك عبد الله وابنه (مستشاره) الامير عبد العزيز من الجانب السعودي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية ان الجانبين بحثا في &laqascii117o;مجمل التطورات على الساحتين الإسلامية والعربية وموقف البلدين الشقيقين منها، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية"، مضيفة انّ &laqascii117o;مباحثات الزعيمين تناولت مستجدات الأحداث على الساحة الدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين".
وقالت وكالة &laqascii117o;سانا" السورية ان المباحثات تناولت &laqascii117o;العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين وحرص الجانبين على مواصلة تطويرها. وأكد الرئيس الأسد والملك عبد الله في هذا الإطار عزمهما على مواصلة التشاور والتنسيق والعمل معا لما فيه مصلحة الأمة العربية وإرساء الاستقرار في المنطقة".
اضافت: &laqascii117o;كما جرى بحث آخر المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية وخاصة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تم التأكيد أن ما تقوم به إسرائيل من أجل يهودية الدولة ومواصلتها حصار غزة يقوض أي مسعى لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة".
&laqascii117o;وتناولت المحادثات أيضاً تطورات الأوضاع في العراق والجهود المبذولة لتشكيل حكومة عراقية وضرورة تضافر جهود الكتل البرلمانية كافة وتغليب المصلحة الوطنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي وتكون قادرة على الحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره.
&laqascii117o;وحول الوضع في لبنان، أكد الجانبان مجدداً ضرورة استمرار نهج التهدئة والحوار بما يعزز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي وتغليب مصلحة لبنان العليا لحل كل الخلافات ودرء الأخطار الخارجية &laqascii117o;.
ونقلت صحيفة &laqascii117o;الوطن" السعودية عن مصدر حكومي سعودي قوله إن زيارة الأسد هي &laqascii117o;رد لزيارة خادم الحرمين إلى دمشق"، مشدداً على أنّ &laqascii117o;التعاون السعودي السوري مهم في هذه المرحلة لمواجهة التحديات المصيرية التي تتعرض لها المنطقة، والتي تتطلب تكاتف جميع القادة العرب لتفادي تأثيراتها السلبية".
وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الأسد للسعودية، بعد زيارته الرياض في كانون الثاني الماضي، فيما زار عبد الله دمشق في تموز الماضي، استتبعت بزيارة مشتركة للرئيس السوري والملك السعودي إلى بيروت.
ـ صحيفة 'الحياة': لبنان يتوقع من قمة الرياض إعادة التواصل بين الأسد والحريري
عاد لبنان بقوة الى دائرة الاهتمام العربي والدولي وهذا ما عكسته القمة السعودية - السورية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الأسد مساء امس في الرياض والتي واكبها عن كثب رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي انتقل الى العاصمة السعودية مساء أول من امس. وحظيت القمة السعودية - السورية باهتمام خاص من القيادات الرئيسة في &laqascii117o;قوى 14 آذار" والمعارضة سابقاً باعتبارها محطة أساسية يمكن ان تضيء على ما سيكون عليه الوضع في لبنان في ظل استمرار الخلاف في شأن المطالعة التي أعدها وزير العدل ابراهيم نجار بخصوص ملف شهود الزور في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والتي ستكون البند الوحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء.
وفي هذا السياق، رأت مصادر وزارية في القمة محاولة لإعادة الأمور في لبنان الى مسارها الطبيعي وتحديداً الى ما كانت عليه بعد التفاهم السوري - السعودي في شأن دعم الجهود الرامية الى التهدئة في لبنان للحفاظ على الاستقرار العام فيه، اضافة الى مفاعيله التي أفرزتها القمة الثلاثية التي استضافتها بيروت في نهاية تموز (يوليو) الماضي.
ورفضت المصادر استباق ما ستؤول إليه القمة، لكنها أملت بأن تعيد قنوات الاتصال بين الحريري والقيادة السورية &laqascii117o;باعتبارها المدخل لتزخيم الحوار اللبناني - اللبناني للوصول الى مخرج يتعلق بملف شهود الزور الذي لا يزال عالقاً في مجلس الوزراء امام اللاقرار للحكومة الذي يترتب عليه إدارة النقاش بالاتجاه الذي يضمن عدم الوصول الى التصويت على إحالة الملف على المجلس العدلي بغية قطع الطريق امام جولة جديدة من التأزم داخل حكومة الوحدة الوطنية".
واعتبرت المصادر عينها ان القمة السعودية - السورية &laqascii117o;يمكن ان تحقق خطوة كبيرة باتجاه إحداث اختراق جديد يعيد التواصل بين القيادة السورية والحريري"، فيما أمل جنبلاط في خطاب ألقاه في جولته أمس على عدد من القرى في الجبل، بأن يخرج اللقاء &laqascii117o;التاريخي والاستثنائي" بين الرئيس الأسد والملك عبدالله بنتائج إيجابية، وقال إنه يعتقد ويجزم بأنه &laqascii117o;سيخرج بنتائج إيجابية في النهاية لمصلحة الوطن العليا فوق بعض الجروح لو كان بعضها صعباً".
لذلك، لم تستبعد المصادر الوزارية عقد القمة بين سليمان والأسد في أي لحظة قبل غد الأربعاء، &laqascii117o;خصوصاً ان التواصل بينهما مستمر وكانا اتفقا على لقاء قريب في اتصالهما في نهاية الأسبوع الفائت".
ـ 'السفير': جنبلاط وقمة الرياض
وفي سياق متصل، قال النائب وليد جنبلاط خلال جولة له على قرى المتن انه يعول كثيرا على لقاء الرئيس بشار الاسد والملك عبد الله، لان هذا المحور السعودي السوري هو الضمانة للاستقرار في لبنان ولمنع انزلاق المقاومة والعدالة الى الازقة، واتمنى ان تخرج من هذا اللقاء نتائج ايجابية، وانا اجزم بانها ستكون ايجابية.
وحذر من ان لعبة الامم اكبر منا، فإذا ما رأت ثغرة في الصف اللبناني دخلت اليه وحرضت اللبناني ضد اللبناني كما فعلوا منذ العام 1975 الى العام 1991، لذلك علينا ان نتنبه، وان نرص الصفوف. ورأى ان كبار القوم من الرئيس سعد الحريري الى السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري وغيرهم سيمكنون البلد من ان يجتاز فترة التوتر هذه.
ونوه بزيارة الرئيس الايـــراني التي كــانت موفقة جدا، وهذا هو الدعم الاــساس عبر المحور السوري من اجل حصانة لبنان.
زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان إلى لبنان
ـ 'السفير': قام مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان أمس بزيارة خاطفة ومباغتة للبنان، فاجأت المسؤولين الذين لم يكونوا مسبقا على علم بها.
وفي المعلومات، ان فيلتمان بدأ بطلب المواعيد عند وصوله الى بيروت، حيث اتصل برئاسة الجمهورية مبديا رغبته في لقاء الرئيس ميشال سليمان، فقيل له ان الموعد المتاح هو السابعة مساء في القصر الجمهوري، إلا ان فيلتمان اعتبر ان التوقيت غير مناسب لانه سيغادر مطار بيروت عند السادسة مساء. وعندها، جرى إبلاغه بان الرئيس سليمان موجود في منزله في عمشيت وانه سيستقبله هناك، وهكذا كان.
وحاول فيلتمان أيضا الاتصال بالرئيس نبيه بري لترتيب لقاء عاجل معه بعد الظهر، لكن تضارب المواعيد حال دون حصول الاجتماع. وعُلم ان اتصالا هاتفيا جرى مساء بين سليمان وبري الذي استوضح من رئيس الجمهورية حقيقة ما حمله معه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الى بيروت في زيارته المفاجئة.
والتقى فيلتمان النائب وليد جنبلاط، واتصل هاتفيا بالرئيس أمين الجميل.
رسالة إلى سليمان
ونقل فيلتمان الى سليمان رسالة من الرئيس الأميركي باراك اوباما تجدد دعم الولايات المتحدة للبنان واستقراره وسلامة أراضيه، وتؤكد استمرار واشنطن في برنامج مساعدة الجيش اللبناني والقوى الأمنية للحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي.
وكررت الرسالة الموقف الأميركي الداعم للقرارات الدولية بما فيها القرار المتعلق بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وشكر الرئيس سليمان للرئيس أوباما دعم بلاده للبنان، مشددا على أهمية المحافظة على الاستقرار والوحدة الوطنية والحؤول دون أي محاولة لزرع بذور الفتنة على الساحة الداخلية.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;السفير" ان فيلتمان حذر امام سليمان من أي رد فعل عند صدور القرار الظني، وشدد على وجوب ان تستكمل المحكمة عملها وعدم إعاقته وصولا الى صدور الاحكام المناسبة عنها، كما استوضح خلفيات زيارة الرئيس الايراني الى لبنان، حيث سأل عن مضمونها متوقفا عند المواقف التي أطلقها ضد اسرائيل، وكان الرد ان كلام نجاد في الجنوب قال أكثر منه في نيويورك وهو يعبر عن مواقف إيراني معروف، أما في الشأن الداخلي، فان نجاد لم يسع الى ممارسة أي تأثير سلبي، بل على العكس دعا الى التوافق والوحدة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في المطار قبيل مغادرته، أكد فيلتمان ان الرئيس أوباما يدعم بشكل حازم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كما بقية المجتمع الدولي، مشيرا الى ان المحكمة هي منظمة مستقلة غير سياسية ويجب أن يُسمح لها بأن تقوم بإنجاز عملها ضمن المهلة القانونية المعطاة لها من دون أي تدخل خارجي، نافـــيا وجود أي صفــقة على المحكمة. وأضاف: لا نعلم متى سيـــصدر القرار الظني ولا يجــب أن نعلم متى سيــصدر، نحن ندعم المحكمة لكننا لسنا داخلها.
وأكد التصميم على أن نستخدم تأثير قيادة الولايات المتحدة ونفوذها للتخفيف من حدة التوتر داخل لبنان، داعيا كل الأطراف في لبنان والمنطقة إلى العمل لخفض التوتر.
وتابع: لقد وصلت للتو من جولة زرت فيها مصر والمملكة العربية السعودية وسمعت من المسؤولين الرسميين السعوديين والمصريين الكلام نفسه الذي يقوله المسؤولون الاميركيون والذي يصب في خانة دعم لبنان.
ـ 'السفير': دخل لبنان من قاعة الوصول كأي مسافر والتقى سليمان وجنبلاط فقط
فيلتمان: حملت رسالة دعم من أوباما للبنان... وللمحكمة الدولية
لم يكن أحد من المسؤولين اللبنانيين على علم مسبق بموعد وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى بيروت، آتيا من الرياض، قبل أن يكمل جولته في المنطقة. وحدها، كانت في استقباله في المطار السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي، يحيط بها عــدد مـن الموظفـين فـي السـفارة الأميركية، حيث دخل، كما يدخل أي مسافر، ليبدأ بعد ذلك من السيارة التابعة للسفارة، باجراء اتصالات، أولها مع القصر الجمهوري، حيث جاءه الجواب أن الرئيس ميشال سليمان، موجود في دارته في عمشــيت، واذا كان يرغب بلقائه فأبواب المنزل مفتوحة، ورد فيلتمان بالتوجه مباشرة الى كليمنصو، بعدما أبلغه جنبلاط أنه في انتظاره، واستقبله بحضور زوجته نورا وكونيللي.
وبعد انتهاء اللقاء توجه الى مسقط رأس رئيس الجمهورية، حيث استقبله سليمان، فيما جاءه الجواب من عين التينة سلبياً بسبب تضارب في المواعيد، ولم يكن هناك من داع للاتصال برئاسة الحكومة لأن فيلتمان كان على علم بسفر رئيس الحكومة سعد الحريري الى الرياض في اجازة عائلية.
وفيما لم تصدر تصريحات عن زيارة فيلتمان لجنبلاط الذي بدا غير مرتاح لنتائجها، بحسب المصورين الصحافيين الذين تواجدوا في كليمنصو.
وعلمت &laqascii117o;السفير" ان لقاء فيلتمان مع الرئيس سليمان تمحور حول ثلاثة مواضيع أساسية:
الأول، نقل رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما الى سليمان يجدد فيها &laqascii117o;دعم الولايات المتحدة للبنان واستقراره وسيادته واستقلاله وحريته وسلامة أراضيه، واستمرار برنامج المساعدات الدعم الأميركي للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية للحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي"، وهي العبارة التي تم توزيعها رسميا عن اللقاء.
الثاني، كررت الرسالة الدعم الأميركي المستمر &laqascii117o;للقرارات الدولية بما فيها القرار المتعلق بانشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، كما جاء في المعلومات الرسمية، وبالتالي يجب أن تستكمل عملها، وأن تتخذ القرارات اللازمة وعدم إعاقة عملها بأي شكل من الأشكال، بحسب مصادر رسمية لبنانية.
الثالث، زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاح حيث سأل فيلتمان عنها وعن المواقف التي أطلقها خلالها ضد إسرائيل، وكان الرد أن نجاد قال في نيويورك أكثر مما قال في الجنوب.
وأوضحت المعلومات الرسمية ان سليمان شكر لأوباما دعم بلاده للبنان وشدد &laqascii117o;على أهمية المحافظة على الثوابت الوطنية اللبنانية لجهة الاستقرار والوحدة الوطنية والحؤول دون أي محاولة لزرع بذور الفتنة على الساحة الداخلية، مجددا التزام لبنان بالعمل لتحقيق هذه الأهداف الوطنية.
وعلمت &laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o;أبرز ما نقله فيلتمان هو التحذير من أي رد فعل عند صدور القرار الظني، وسياق مواقفه وكلامه جاءت للحد من التأثيرات الايجابية لزيارة نجاد عبر الايحاء المباشر بأن التأثير الأميركي لا يزال فاعلاً على الساحة اللبنانية".
ووفق بيان عن السفارة الاميركية قال فيلتمان إنه سلم سليمان رسالة من اوباما أكدت التزام الولايات المتحدة الاميركية الثابت بتطور لبنان مستقل وذي سيادة مع مؤسسات دولة قوية وفعالة. وأعرب عن قلق بلاده إزاء أي عمل من شأنه أن يقوض هذه السيادة والاستقرار في لبنان. وتابع: &laqascii117o;يدعم اوباما بقوة عمل المحكمة الخاصة بلبنان، اسوة بالمجتمع الدولي. وهي مؤسسة غير سياسية ومستقلة وقد تم تشكيلها بموجب اتفاق بين الأمم المتحدة وحكومة لبنان لوضع حد لحصانة الاغتيالات السياسية في لبنان. يجب أن يسمح للمحكمة بأن تستكمل عملها بحسب توقيتها من دون تدخل خارجي الى أن يمثل المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وغيره من الشخصيات أمام العدالة".
واستهل فيلتمان المؤتمر بالقول: &laqascii117o;نقلت لسليمان رسالة من اوباما تؤكد دعم الولايات المتحدة المطلق والكامل لسيادة لبنان واستقلاله في وجه أي انقسام للدولة.
وتابع: &laqascii117o;ان أوباما يدعم بشكل حازم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما بقية المجتمع الدولي. المحكمة هي منظمة مستقلة غير سياسية تم إنشاؤها بموجب اتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة بهدف وضع حد لحقبة غير مستقرة من الاغتيالات في لبنان. نحن نؤمن بأنه يجب أن يسمح للمحكمة بأن تقوم بإنجاز عملها ضمن المهلة القانونية المعطاة لها دون أي تدخل خارجي لمعرفة المسؤولين عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات الأخرى التي حصلت".
وقال فيلتمان إنه كان في السعودية في سياق زيارة ثنائية عادية بينما القمة السعودية - السورية هي مسألة تخص كلا من السعودية وسوريا.
وحول المحكمة الخاصة بلبنان قال: نحن ليس لدينا أدنى فكرة عما يجري داخل المحكمة وهكذا يجب أن تكون الأمور. لكن فكرة مساعدة لبـنان في التحقيق في الجريمة هي أمر يدعمه مجلس الأمن. ولأجل ذلك قام مجلس الأمن في أيار 2007 بتحويل المحكمة الدولية الى واقع من أجــــل وقـــف سـلسـلة الاغتيالات. نحن لدينا ثقة بأن المحكمة ستنجز عملها، لا نعلم متى ولا يجب أن نعلم متى لأن كل شيء مرتبط ومتوقف على المحكمة نفسها. نحن ندعم المحكمة، لكننا لسنا داخل المحكمة".
وعن سبب توقيت الرسالة قال فيلتمان: &laqascii117o;نظرا لأن هناك توترات داخل البلد وجدنا أنه من الضروري إعادة تأكيد هذا الالتزام تجاه لبنان من خلال رسالة اوباما الى سليمان. اللبنانيون قلقون من انعكاس الوضع في المنطقة على الداخل اللبناني، وتحديدا في ما يتعلق بعملية السلام. عملية السلام في المنطقة ستنعكس ايجابا على لبنان والمنطقة. كلنا نريد أن نرى سلاما في الشرق الأوسط، لكن كلنا نريد سلاما في الشرق الأوسط، سلاما يحمي لبنان ونريده أن يكون جزءا من عملية سلام ناجحة في المنطقة. لكننا أيضا نعلم أننا بحاجة لتفعيل المفاوضات على المسار الاسرائيلي ـ الفلسطيني والمسار السوري ـ الاسرائيلي ونريد لبنان أن يدخل هذه المفاوضات".
وحول القرار الظني نفى علمه بموعد صدوره مضيفاً: ويجب الا نعلم متى يصدر القرار الظني عن المحكمة.
وحول قلقه من حدوث أي اشتباكات أو توترات في الداخل، في خضم تركيز الاميركيين الدائم على &laqascii117o;الخطر الذي يمثله" حزب الله، أجاب: &laqascii117o;نحن مصممون على أن نستخدم تأثير قيادة الولايات المتحدة ونفوذها للتخفيف من حدة التوتر داخل لبنان. ندعو كل الأطراف في لبنان والمنطقة إلى العمل لخفض التوتر وأن يكون لديهم الالتزام نفسه للتخفيف من حدة التوتر في لبنان".
وردا على سؤال عن المحكمة الدولية وإمكان وجود صفقة، قال: &laqascii117o;لا يوجد أي صفقة على المحكمة، المحكمة أقرها مجلس الأمن وهي جسم مستقل، تقوم المحكمة بعملها، تم إنشاؤها من قبل مجلس الأمن، وبالتأكيد استمعتم الى الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث في هذا الموضوع الأسابيع الفائتة، قال: &laqascii117o;ان عمل المحكمة لن يتوقف وعملها سوف يستمر". أعتقد أنه يجب علينا التعود على فكرة ان المحكمة الخاصة بلبنان ستقوم بعملها في إطارها المستقل".
وبعد المؤتمر الصحافي توجه فيلتمان إلى صالون الشرف مع دبلوماسيين اميركيين في السفارة حيث انتظر موعد اقلاع الطائرة المتوجهة إلى كازابلانكا في المغرب لأكثر من ساعة بعيداً عن الاعلام إلى أن غادرت الطائرة عند الثامنة والثلث متأخرة ثلث ساعة عن موعدها.
ـ صحيفة 'النهار'لم تكن الزيارة المفاجئة والخاطفة التي قام بها أمس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان لبيروت سوى انعكاس مباشر للقفزات السريعة والكبيرة التي سجلتها الأزمة الداخلية في لبنان والتي رفعتها مجدداً الى مستوى متقدم في أولويات الدول المعنية بالوضع فيه.
واذ استرعى الانتباه توقيت الزيارة بعد أيام قليلة من الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان، اكتسبت مواقف المسؤول الاميركي ذي الخبرة العريقة في الملف اللبناني أهمية مزدوجة إن من حيث نقل الالتزامات الصارمة لبلاده حيال استقرار لبنان وسيادته ودعم المحكمة الخاصة بلبنان، أم من حيث الطابع الاستثنائي الذي أضفي على مجيء فيلتمان موفداً للرئيس الاميركي باراك أوباما لنقل هذه الالتزامات مباشرة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
واعربت مصادر وزارية بارزة عن اعتقادها لـ'النهار' ان زيارة فيلتمان بدت بمثابة اعادة تصويب لمسار الامور وتبديد للانطباع الذي ساد في المرحلة الاخيرة وخصوصاً في ضوء زيارة الرئيس الايراني للبنان، من ان الولايات المتحدة قد تخلت عن الوضع في هذا البلد الذي بات يدور في فلك آخر. ولفتت الى ان الزيارة الخاطفة للمسؤول الاميركي اكدت عدم حصول مثل هذا الانقلاب في التعامل مع الملف اللبناني، خصوصاً ان فيلتمان لم يخف ان مشاوراته واتصالاته مع الدول العربية التي زارها ضمن جولته ومن ابرزها مصر والمملكة العربية السعودية 'اسوة بالمجتمع الدولي' أدت الى 'الكلام نفسه الذي يقوله المسؤولون الاميركيون والذي يصب في خانة دعم لبنان'.
ولوحظ في هذا المجال ان فيلتمان كرر مرات عدة في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار بيروت الدولي قبيل مغادرته بيروته مساء انه نقل 'رسالة الرئيس اوباما الذي يقدر الرابط بين لبنان والولايات المتحدة وهو شعر انه من الواجب والمناسب في هذا الوقت بالتحديد نقل رسالة دعم الى لبنان'.
وخلال الساعات القليلة التي امضاها فيلتمان في بيروت، اقتصرت لقاءاته على الرئيس سليمان ورئيس 'اللقاء الديموقرطي' النائب وليد جنبلاط.
وتبين انه اجرى جولة واسعة من الاتصالات الهاتفية شملت الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ورؤساء احزاب وشخصيات سياسية في فريق 14 آذار.
وعلمت 'النهار' من اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان زيارة فيلتمان لم تكن مقررة سابقا. ذلك ان الذين التقوه أنفسهم تبلغوا خبر وصوله امس. واشارت الى انه قبل مغادرة المسؤول الاميركي بيروت بساعتين طلب عقد لقا ءمع الرئيس بري ولكن تعذر عقد اللقاء بسبب تضارب المواعيد بينهما. وقد حصل اتصال هاتفي بين الرئيسين سليمان وبري على هامش الزيارة اطلع فيه رئيس الجمهورية رئيس المجلس على اجواء لقائه وفيلتمان والذي فهم منه ان المسؤول الاميركي حضر خصوصاً للتشديد على التمسك بالمحكمة.
وقد توقف بري في مجالسه عند لقاء فيلتمان والنائب جنبلاط ونقل عنه قوله: 'على كل، وليد بك سيخبرني بكل شيء'، ملمحاً الى انه يرى ان 'الهدف الرئيسي للزيارة هو الوقوف على رأي جنبلاط في المواضيع المطروحة'.
وسألت 'النهار' رئيس المجلس مساء عن رأيه في توقيت زيارة فيلتمان بعد زيارة الرئيس الايراني، فاجاب: 'حضر السفير فيلتمان ليقول نحن هنا لمن يعنيه الامر'.
ـ 'السفير': بري: واشنطن ترد على نجاد
من جهته، قال الرئيس نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" ان زيارة فيلتمان تبدو ردا على زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، كأن واشنطن تريد ان تقول: نحن هنا أيضا.
وأشار الى انه يعول الكثير من الأهمية على القمة السورية ـ السعودية التي عقدت أمس في الرياض، معتبرا ان من شأنها ان تساهم في تفعيل معادلة &laqascii117o;س. س." التي تشكل ضمانة للاستقرار في لبنان، من دون ان يعني ذلك تخلي اللبنانيين عن مسؤولياتهم وواجباتهم في انتاج الحل المطلوب للأزمة الراهنة، مستفيدين من المظلة السورية ـ السعودية.
وإذ لاحظ بري ان هناك عملية خلط أوراق تجري في المنطقة، دعا الى ترقب المواقف والاتجاهات السياسية في مرحلة ما بعد قمة الاسد ـ عبد الله، متوقعا ان تنعكس مزيدا من التهدئة على الساحة الداخلية.
وتوقع ان تسري مفاعيل التهدئة على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، لكنه أكد في الوقت ذاته ان النقاش في الجلسة سيبدأ من نقطة المجلس العدلي وضرورة إحالة ملف شهود الزور اليه، معتبرا ان هذا البند يجب ان يكون هو الاول على جدول الاعمال.
وانتقد بري الاجتزاء والتشويه في تطبيق اتفاق الطائف، مشددا على وجوب تنفيذه كاملا ومتسائلا عما إذا كان البعض يسعى الى عقد اجتماعي جديد.
زيارة بري إلى فرنسا
ـ 'الحياة': باريس ـ رندة تقي الدين
باريس تتوقع من بري دوراً وسطياً: المحكمة الدولية لا تلغى بمجرد طلب
يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره اللبناني ميشال سليمان في مدينة مونترو السويسرية يوم السبت المقبل، على هامش القمة الفرانكوفونية، ويتناول معه الوضع في لبنان قبل بضعة ايام من لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يصل الى العاصمة الفرنسية في 26 الجاري في زيارة رسمية تلبية لدعوة ساركوزي.وأوضحت مصادر فرنسية مطلعة ان باريس استاءت من تصريحات رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي انتقد فرنسا قائلاً &laqascii117o;ليتها تعود الى ما مضى"، مؤكدة خيبتها من مثل هذه المواقف.
إلى ذلك، تولي فرنسا اهمية لزيارة بري &laqascii117o;لكونه يرأس مؤسسة ديموقراطية وهي البرلمان وتريد الأوساط الفرنسية التحدث في هذا الإطار لأن بري حرص على ان يمثل رؤية &laqascii117o;الوسط" فهو ليس لديه قوى مسلحة ولكنه اتخذ دائماً دوراً اذ حرص على ألا تكون المواجهة بلغة القوة، وقدّم نفسه كالسياسي الذي تلجأ إليه القوى المتنازعة، لذا عليه في نظر باريس ألا يفعل مثلما قام به قبل اتفاق الدوحة عندما اخذ مفتاح البرلمان وكانت الأزمة المؤسساتية، مسبباً بذلك اعاقة اي قرار. والآن ترى باريس انه ينبغي ان يلعب دوره الوسطي وألا يكون في المعارضة ويسحب وزراءه من الحكومة، إذا لم يكن هناك مناقشة حول شهود الزور لأنه يخرج من دوره الوسطي. وباريس تريد التحدث مع الرجل الذي يعمل من اجل التسوية وهو في مركز أساسي إذ لديه المفتاح على الصعيد المؤسساتي، إضافة الى ان المنطق وروح المؤسسة التي يرأسها عليهما ان يقوداه الى البحث عن الوفاق والتسوية".
ومن المتوقع ان تبلغ باريس بري ما قالته خلال اتصالاتها الأخيرة التي أجرتها مع مسؤولي دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية: السعودية وقطر والإمارات والكويت ومصر وسورية، عن موقفها من المحكمة &laqascii117o;لتوعيتهم بمسؤولياتهم أمام القرارات الدولية؛ ويتلخص هذا الموقف بأن أولاً هذه المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري أُنشئت كي لا يفلت المجرمون من العقاب وكي لا تزيد الجرائم في لبنان وهذا العنصر الأخلاقي لإنشائها، فهي ايضاً في قانونها تمنع حدوث المزيد من الجرائم؛ وثانياً هناك قرار دولي صدر عن مجلس الأمن وليس فقط من الولايات المتحدة وفرنسا وهو قرار مسؤول عن تنفيذ عدالة دولية هي خارج سيطرة الدول وكانت منذ البداية النية ان تنشأ هذه العدالة من دون سيطرة الدول، والآن لا احد بإمكانه القيام بأي شيء بالنسبة للقرار الظني ولا بالنسبة للمحكمة".
وأضافت المصادر: &laqascii117o;باريس ستقول ذلك لبري، إضافة الى التذكير بأن الحكومة اللبنانية منبثقة من انتخابات تشريعية وتمثل غالبية ربحت الانتخابات ولو انه في الإمكان اعتبار ان النائب وليد جنبلاط ومجموعته في الحكومة خرج من هذه الغالبية ولكن الأمر مفتوح للنقاش، فهذه الحكومة وافقت على بيان السياسة العامة وتأييد المحكمة. وليس لفرنسا ان تتدخل وتقول من المتهم، فمن قال ان حزب الله متهم؟ وستقول باريس ايضاً لبري ان لديه دوراً مهماً في لبنان وإذا اراد القيام به فينبغي ان يقوم به كمالك مفتاح مؤسسة البرلمان الديموقراطية حيث ينبغي العمل على الوفاق والتفاهم، والقول إما الحرب أو إزالة المحكمة فهذا غير مقبول لأنه قرار دولي".
وتابعت المصادر: &laqascii117o;باريس تعتبر ان بإمكان بري وجنبلاط لعب دور من اجل التفاهم بين الأطراف في لبنان"، مبدية تخوفاً من &laqascii117o;وضع على وشك الانفجار، وهوة وشديد التوتر". ورأت انه &laqascii117o;عندما قال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في صحيفة &laqascii117o;الشرق الأوسط" ان اتهامه سورية كان سياسياً، كان ذلك ليقول ان ليس له ان يقول من المتهم، فعلى المحكمة ان تقول من المتهم، وكانت هذه رسالته، فربما كان هناك بعض الخطأ في الاستراتيجية لأنه اعتقد ان هنالك اختلافاً بين حزب الله وسورية ولكن كان له هامش للتحرك محدود مع تدخل قوى إقليمية حليفة، ولم ير ان سورية عادت كلياً الى سياستها الماضية في لبنان. لكن باريس تتفهم وتدعم الحريري بقوة على رغم بعض الخطأ في الحسابات، فهو رئيس غالبية انتخبت شرعياً وعملت على تشكيل حكومة وفاق تضم كل الأحزاب وحكومته معترف بها دولياً وتعطيلها بالتلويح بالحرب غير مقبول. وترى فرنسا في إصدار مذكرات التوقيف القضائية السورية تشدداً في موقفها ورغبة بقتل المحكمة الدولية".
ورأت المصادر انه &laqascii117o;خلال سنتين بقيت سورية صامتة على المحكمة ثم استيقظت واعتبرت ان المحكمة تحولت الى خطر مجدداً لأنها اعتقدت في وقت معين ان المحكمة الدولية ماتت وأنها لن تصل الى اي نتيجة ثم منذ مقال الصحيفة الألمانية &laqascii117o;در شبيغل" اعتقدوا انه لن يكون هناك اتهام لسورية وأنه سيتوجه الى مكان آخر".
واعتبرت المصادر ان &laqascii117o;لا أحد يعرف من سيكون المتهم. وباريس تتساءل باستمرار حول سياسة سورية في لبنان على رغم انها حتى الآن لم تعد النظر بعلاقتها معها، ولكن هنالك اسئلة مطروحة بقوة إزاء نهجها، فهي قضية حساسة يجرى البحث فيها".
وتتوقع المصادر ان &laqascii117o;الأحداث في لبنان والتطورات فيه ستفرض نفسها في اعادة الت