المقتطف الصحفي لهذا اليوم الثلاثاء 13/11/2007
افتتاحيات الصحف :
ـ السفير :
شكّل خطاب نصر الله محور جلسة حوار جديدة بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، عقدت ليل أمس في عين التينة وتخللتها مأدبة عشاء، وعكست أوساط الجانبين بعدها أجواء تفاؤلية. ونقل زوار بري عنه قوله ان كرة التوافق ستتدحرج ايجابا من الآن وحتى الحادي والعشرين من الجاري، مشددا على أن التوافق بخير &laqascii117o;وأنا والشيخ سعد بانتظار ما ستقرره بكركي"، وشدد على اجراء الانتخابات في موعدها. ورد بري بشكل غير مباشر على ردود بعض قيادات فريق الرابع عشر من آذار، على خطاب نصر الله، بالقول ان التوسع في تفسير الكلام على نحو يطال المساعي التوافقية هو توسعة في غير محلها، فقد تضمن هذا الكلام (نصر الله)، اصرارا على التوافق، مجددا القول لكل اللبنانيين &laqascii117o;لن تجدوا صديقا لكم الا الوفاق والتوافق ومن خلال ذلك نحافظ على الشراكة وصيغة العيش المشترك". وفور انفضاض اجتماع عين التينة، ترأس النائب الحريري اجتماعا استثنائيا لقيادات الرابع عشر من آذار في قريطم شارك فيه كل أقطاب الأكثرية، وتوقف المجتمعون &laqascii117o;عند المواقف المتشنجة والتهديدات المعلنة التي تعمل على تعطيل المبادرات الشقيقة والصديقة وتطويق مساعي بكركي والعودة بعقارب الساعة الى الوراء". وأعلنت قيادات الرابع عشر من آذار أنها اتفقت &laqascii117o;في ضوء ذلك على تكثيف المشاورات اليومية في ما بينها، وصولا الى اجراء الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية، ودائما بما يتوافق مع الارادة الوطنية الجامعة التي عبَّر عنها اللبنانيون في الرابع عشر من آذار. وفي موازاة الحركة المكوكية التي قام بها عدد من المطارنة الموارنة باتجاه الرابية (ميشال عون) ومعراب (سمير جعجع) وبكفيا (أمين الجميل) بتكليف من البطريركية المارونية للطلب منهم تسمية مرشحين توافقيين، فإن المحصلة أظهرت عدم حصول موفدي بكركي على اي اسماء توافقية، فيما برز اتجاه لدى الرئيس أمين الجميل لتسويق اقتراح تشكيل حكومة انقاذية انتقالية برئاسته اذا لم يتم انتخاب رئيس توافقي ضمن المهلة الدستورية.
وهذا الاقتراح كان مثار تداول بين الجميل العائد من باريس والوزير السابق سليمان فرنجية، في لقاء هو الأول منذ فترة بينهما، عقد في جامعة اللويزة في ذوق مصبح في كسروان. وصدر بيان عن الجانبين أكدا فيه التزامهما بمبادرتي بكركي والرئيس بري &laqascii117o;واتفقا على استكمال هذا اللقاء وتوسيعه لما فيه مصلحة الطائفة والوطن". وقالت مصادر كتائبية بارزة لـ&laqascii117o;السفير" ان العقدة الأساسية أمام اقتراح الجميل هي موقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من ترؤس ماروني للحكومة الانتقالية، علما بأن الجميل انما أراد من خلال طرحه تفادي الوصول الى حكومتين. وفي أول موقف له غداة نداء نصر الله، اكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود انه لن يتهاون في آخر لحظة ولن يترك كل شيء عرضة للاهتزاز والانهيار، &laqascii117o;فالامانة الدستورية تتطلب مني الحفاظ على وحدة المؤسسات الحكومية والامن الاهلي، وسوف اكون على مستوى هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها لبنان". بدوره، قال النائب ميشال عون لقناة &laqascii117o;المنار" ان احد خيارات الرئيس لحود القانونية أن يسلم السلطة لحكومة تكون مؤتمنة على الوحدة الوطنية، وتساءل &laqascii117o;لماذا يريدون ان يفرضوا على البطريرك صفير ان يختار الرئيس". وردّ عون على التهديدات الاميركية له بالقول &laqascii117o;تستطيع اميركا ان تجتاحنا عسكريا، لكنها لا تستطيع ان تسحق كرامتنا وحريتنا". وأكد أن الضغوط الاميركية &laqascii117o;لا يمكن ان تهزني او ان تدفعني لأغير قناعاتي"، ووصف الرئيس السنيورة بأنه &laqascii117o;امتداد اميركي"، معتبرا ان السياسة الاميركية الحالية &laqascii117o;تهدد وجودنا، ومن حقنا التصدي لها". (...) من جهته، رد النائب وليد جنبلاط على حديث السيد حسن نصر الله من دون ان يسميه، داعياً في عظته الأسبوعية، الى الكف عن &laqascii117o;نموذج &laqascii117o;حدائق الاحزان" (عنوان كتاب) لأننا لا نريد ان يتحوّل لبنان الى جنة لصوص وقتلة بقيادته".
وبينما كانت قد أوحت المهمة الفرنسية في دمشق بمناخات ايجابية، خاصة بعدما نسب الموفدان الشخصيان للرئيس نيكولا ساركوزي، تبني الجانب الأميركي لخيار الرئيس التوافقي، قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأميركية لـ&laqascii117o;السفير" ان التفويض الاضافي الذي منحته واشنطن للفرنسيين ينتهي في الحادي والعشرين من الجاري، واعتبارا من منتصف ليل 21ـ 22 ت,2 يصبح الملف بعهدة الأميركيين الذين حثوا حلفاءهم على اللجوء بعد ذلك الى خيار النصف + 1 أو بقاء الرئيس فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية الكبيرة. وأضافت المصادر أن &laqascii117o;التفويض التوافقي" الذي أعطي للفرنسيين كان مشروطا بنقطة أساسية تتمثل في التزام أي رئيس ينتخب بجدول اعمال الزامي يتضمن ثلاث نقاط: أولا، التعهد علنا بانجاز القرار 1559 (نزع سلاح &laqascii117o;حزب الله"). ثانيا، التعهد بتبني خيار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وثالثا، التعهد بتنفيذ كل بنود القرار الدولي .1701 وقبيل وصول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت، ليل أمس، أشاع الجانب الفرنسي المكلف بالملف اللبناني أجواء تفاؤلية، زاد من منسوبها تصريح السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة الذي زار عين التينة وقريطم، وأيضا موقف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي أمل أن يتحمل اللبنانيون مسؤولياتهم وأن يتفق زعماؤهم على رئيس توافقي لأن الحل لن يأتيهم على بساط الريح من الخارج. وقال موسى لـ&laqascii117o;السفير" انه سيتوجه مساء يوم غد الى دمشق حيث سيجتمع في اليوم التالي بالرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ويعود في اليوم نفسه الى القاهرة. واوضح موسى أن المحادثات ستتطرق للملف اللبناني، وأنه سيبحث مع القيادة السورية الدعوة الأميركية للقاء أنابوليس، فيما قال مراسل &laqascii117o;السفير" في العاصمة السورية زياد حيدر إن زيارة موسى تأتي في ظل انزعاج سوري من مشاركة موسى في الاجتماع السداسي الذي عقد في اسطنبول على هامش اجتماع دول الجوار العراقي وخصص لتوجيه رسالة الى سوريا مفادها &laqascii117o;عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان"، وهو الأمر الذي استدعى عتبا سوريا على موسى &laqascii117o;كونه غير مفوض عربيا بحضور مثل هذا الاجتماع".
وفيما أكد الجانب السوري عشية زيارة موسى أنه يدعم خيار التوافق في لبنان ويرفض الخوض في لعبة الأسماء وأن حضور لقاء أنابوليس لا يزال مشروطا بوضع قضية الجولان على جدول أعماله، فُهم أن الجانب السوري لم يرد حتى الآن، على الدعوة التي وجهتها اليه الجامعة العربية لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في السابع عشر من الجاري في القاهرة للبحث بموضوع مؤتمر أنابوليس. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة لـ&laqascii117o;السفير" ان موسى سيحاول اقناع السوريين بحضور الاجتماع العربي وأن تكون هناك اقتراحات في ما خص الموقف العربي من المؤتمر، خاصة أن التقييم الأولي للموقف الاسرائيلي يشير الى أنهم يحاولون اغراق الفلسطينيين بشروطهم الأمنية، وفي الوقت نفسه يواصلون بناء المستوطنات، فيما هم والأميركيون لا يريدون من المؤتمر الا التطبيع بين العرب واسرائيل. وفي انتظار ما سيحمله الوزير كوشنير من اقتراحات جديدة، فإن برنامج مشارواته سيشمل البطريرك الماروني ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والنائب الحريري وميشال عون وربما قيادات أخرى بينها الوزير فرنجية والرئيس الجميل وسمير جعجع، على أن يتوج مشاوراته بلقاء مع صفير قبل أن يعقد مؤتمرا صحافيا ختاميا في مطار بيروت في الثامنة والنصف مساء. وأجرى كوشنير قبل توجهه الى لبنان اتصالات مع نظيريه الإسباني ميغل انخيل موراتينوس والإيطالي ماسيمو داليما، فيما كان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان يطلع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على نتائج مهمته في لبنان، ويتفقان على ابقاء باب التشاور مفتوحا بينهما لمواكبة الملف الرئاسي اللبناني من دون بروز ترتيبات للقاءات جديدة، علما بأن مصادر فرنسية لم تستبعد احتمال توجه غيان والمستشار الدبلوماسي للإليزيه جان دافيد لافيت الى دمشق مجددا قبل الحادي والعشرين من الجاري، وكشفت المصادر نفسها لـ&laqascii117o;السفير" ان غيان بطلب من الرئيس ساركوزي قد التقى الملك السعودي عبد الله في الفاتيكان في الأسبوع الماضي وأطلعه على نتائج مهمة دمشق. وقال المصدر الفرنسي لـ&laqascii117o;السفير" إن زيارة غيان إلى لبنان &laqascii117o;لم تكن تقطيعا للوقت"، وتحدث عن لائحة تضم خمسة أسماء توافقية ستظهر قريبا، وتوقع انتخاب رئيس توافقي في جلسة الحادي والعشرين، وأكد أن باريس &laqascii117o;لا تضع نفسها في أي فرضية فراغ دستوري لكن الطريق إلى الانتخابات لا تزال مفتوحة ويجب انتظار.
ـ النهار : تواصلت فصول اعنف السجالات الكلامية التي فجّرها الخطاب الاخير للامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله والذي تعرّض امس لوابل حاد من ردود الفعل على ألسنة نواب قوى الغالبية وسياسييها، وارتفعت من جهة أخرى حمى اللقاءات والاتصالات ومنها لقاء مفاجئ عقد سراً ليلاً وضم الرئيس امين الجميل والنائب السابق سليمان فرنجيه في جامعة سيدة اللويزة بزوق مصبح.
واذ اكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لمراسل 'النهار' في باريس ان مهمة كوشنير ستتركز هذه المرة على الجانب الماروني خصوصاً باعتباره المعني بآلية الترشيحات التي حملها الامين العام لقصر الاليزيه كلود غيان الى بيروت الاسبوع الماضي، لم يحل انعقاد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في بكركي دون استمرار الصرح البطريركي الماروني نقطة الاستقطاب المحورية لمجمل التحركات والاتصالات واللقاءات العلنية والسرية الهادفة الى بلورة المخرج التوافقي لآلية الترشيح، فيما لا يزال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عند تحفظه المعهود عن تسمية المرشحين. لكن بكركي اطلقت آلية تشاور مع الزعماء الموارنة بواسطة اعضاء اللجنة الاسقفية التي واكبت عمل لجنة الاتصال المارونية المنبثقة من مبادرة بكركي. وقام لهذه الغاية امس المطران بولس مطر بزيارة العماد ميشال عون، فيما قام المطران رولان ابو جودة بزيارة رئيس الهيئة التنفيذية لـ'القوات اللبنانية' سمير جعجع. وتحدث المطران سمير مظلوم امس عن 'وجود نية لدى البطريرك لارسال موفدين الى القيادات المسيحية للوقوف على آرائها في الاسم التوافقي الذي تريده'، موضحاً ان صفير 'سيشرح لكوشنير هذه الآلية التي تجنّبه شخصياً التقدم بأسماء مرشحين للرئاسة'. وسط هذه الاجواء وصل كوشنير ليلا الى مطار بيروت الدولي يرافقه معاونه السفير جان - كلود كوسران ومدير شؤون الشرق الاوسط وافريقيا في الخارجية الفرنسية جان - فيليكس باغانو، ومستشار الوزير للشؤون الخارجية كريستوف بيغو. وكان في استقبالهم في المطار القائم بالاعمال الفرنسي اندره باران. ويبدأ الوزير الفرنسي محادثاته صباح اليوم مع البطريرك صفير في بكركي، ثم تشمل جولته تباعا النائب الحريري، فالرئيس بري، فالرئيس فؤاد السنيورة، ويعقد بعد ذلك سلسلة لقاءات مع الزعماء الموارنة ومرشحين في قصر الصنوبر، ويعود عصرا الى بكركي، على ان يعقد قرابة الثامنة والنصف مساء مؤتمرا صحافيا في صالة الصحافة التابعة لصالون الشرف في المطار قبل عودته الى باريس.
وافادت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني امس ان زيارة كوشنير 'تندرج في اطار التزام فرنسا المتواصل التوصل الى توافق بين الاطراف يسمح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بغالبية واسعة'. ورأت ان زيارة كوشنير لبيروت بعد زيارة غيان 'تعبر عن الالتزام الفرنسي' حيال لبنان، في اشارة الى ان باريس تتابع عن كثب التطورات الداخلية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وقدعرضت على الزعماء السياسيين خريطة طريق من ثلاث نقاط لتسهيل العملية الانتخابية. وسيتابع كوشنير المهمة التي قام بها غيان، ويسعى مع الافرقاء الى تذليل العقبات التي تواجهها هذه العملية وتقديم الضمانات اللازمة التي تساعد على التقدم نحو الحل. واوضحت اندرياني ان باريس 'تنتظر من سوريا ان تساهم في التوصل الى نتيجة كهذه بالامتناع عن وضع العراقيل بأي طريقة امام تحقيق توافق لبناني - لبناني'.
وعن موقف باريس من تصريحات السيد نصرالله الاخيرة قالت: 'تأمل باريس في استمرار الحوار بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين ولذلك تعتبر انه يجب تجنب التصريحات التي تتناقض مع هذا التوجه'. وعقد كوشنير ليلاً اجتماعا مع فريق عمله والقائم بالاعمال الفرنسي في قصر الصنوبر ووضع اللمسات الاخيرة على ما سيطرحه مع البطريرك والافرقاء السياسيين اليوم.
من جهة اخرى، عقدت قيادات قوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا مساء امس في قريطم وتداولت آخر التطورات ولا سيما منها ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وحضر الاجتماع، الى رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري، الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، والوزراء نايلة معوض ومحمد الصفدي ومروان حماده وغازي العريضي وميشال فرعون، والنواب غسان تويني وصولانج الجميل وبطرس حرب واكرم شهيب وجورج عدوان والياس عطاالله وانطوان زهرا ووائل ابو فاعور وانطوان سعد وايلي عون ومصباح الاحدب وسمير فرنجيه وباسم السبع وستريدا جعجع، ورئيس 'حركة التجدد الديموقراطي' نسيب لحود والنواب السابقون غطاس خوري ومنصور غانم البون وفارس سعيد، ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح ومروان صقر عن 'الكتلة الوطنية'، ونادر الحريري وميشال مكتف.
وجاء في بيان صدر عن المجتمعين انه 'تم تداول التطورات السياسية. وتوقف المجتمعون عند المواقف المتشنجة والتهديدات المعلنة التي تعمل على تعطيل المبادرات الشقيقة والصديقة، وتطويق مساعي بكركي والعودة بعقارب الساعة الى الوراء، واتفقوا في ضوء ذلك على تكثيف المشاورات اليومية في ما بينهم وصولا الى اجراء الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية، ودائما بما يتوافق مع الارادة الوطنية الجامعة التي عبر عنها اللبنانيون في الرابع عشر من آذار'.
وكانت ردود الفعل على خطاب السيد نصرالله، شملت عددا كبيرا من نواب كتلتي 'المستقبل' و'اللقاء الديموقراطي'، فيما تولى وزير الاعلام غازي العريضي الرد عليه باسم الحكومة. واعتبر العريضي ان الخطاب جاء 'ليضرب آمال اللبنانيين في التوافق'، متخوفا من ان يكون هدفه 'اطاحة كل شيء'. وتساءل: 'هل هذا الكلام رسالة الى ابعد من لبنان بكثير ولبنان سيكون الساحة لترجمة مضمونها؟ ولماذا لبنان يدفع الثمن؟ وهل وصلنا الى نقطة اللارجوع وعدم امكان التحاور والوصول الى اتفاق حول رئاسة الجمهورية'. أما أعنف الردود فجاء على لسان رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط الذي اعتبر ان 'اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا عن مقررات الحوار الاجماعية وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية وافتعلوا الحرب للتهرب من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية واحتلوا الساحات وحاصروا بيروت واقفلوا مجلس النواب'. واتهم نصرالله، من غير ان يسميه، بالتحدث 'بالنيابة عن الوكيل والحليف السوري ويوعز الى صغار حلفائه في لبنان بقيادة مشروع التعطيل والتخريب'، قائلاً: 'لا نريد ان يتحول لبنان جنة لصوص وقتلة بقيادته'.
ورغم هذا الجو المحموم حرص الرئيس بري على المضي في بث روح التفاؤل امام زواره، مشدداً على عمق اتفاقه مع النائب الحريري. وقال رئيس المجلس في اتصال مع 'النهار': 'انني مستمر في مبادرتي والاستحقاق الرئاسي في موعده، وسننتخب رئيساً للجمهورية'.وعن ردود الفعل على خطاب نصرالله قال بري امام زواره: 'ان التوسع في تفسير الكلام الصادر على نحو انه يطاول المساعي الوفاقية هو في غير محله، وبالعكس فقد كان هناك الحاح واصرار على التوافق'. وردد بري ان 'الرجل (نصرالله) ملتزم التوافق ولم يتنازل عنه وهو حريص عليه'. وقالت أوساط 'حزب الله' لـ'النهار' انها تحمّل النائب الحريري مسؤولية الردود التي اطلقها نواب كتلته على السيد نصرالله. واعتبرتها 'حملة مبرمجة للتشويش وتهدف الى الهروب من المتطلبات المتوجبة على فريق السلطة'. وأكد العماد ميشال عون ليل أمس ان 'المقاومة في وجه الحكومة ستولد في حال عدم الوصول الى حل دستوري وديموقراطي للأزمة الراهنة'، محذّراً من ان انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد او بقاء حكومة الرئيس السنيورة 'سيسبب مشكلة كبيرة'. وقال في حديث الى محطة 'المنار' التلفزيونية ان 'المعارضة ستردع الموالاة عن انتخاب رئيس دون نصاب الثلثين'.وأعلن 'ان الحكومة البديلة من حكومة السنيورة آتية ولن اشرح أكثر'. وكرر مطالبته بحكومة انتقالية تحمل برنامجاً كمخرج للأزمة الحالية. كما طالب البطريرك صفير بعدم الدخول في الاسماء، مشيداً بحكمته.
ـ الأخبار : حسم العماد ميشال عون الموقف من الجدال حول الملف الرئاسي، معرباً عن اعتقاده بأن الأجواء لا توحي بمناخ توافقي، وداعياً الرئيس إميل لحود الى تأليف حكومة إنقاذ انتقالية تتولى الإشراف على انتخابات نيابية ورئاسية. وحذر عون فريق السلطة من أن انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً أو بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة سوف تواجهه المعارضة من خلال الشرعية الشعبية.
وفيما بدا متناغماً مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أكد الرئيس لحود الذي دعاه عون ونصر الله الى خطوة إنقاذية، أنه لن يسلم الرئاسة الى حكومة غير شرعية أو الى رئيس ينتخب خلافاً للدستور. وأعلن أنه لن يترك الامور &laqascii117o;حتى اللحظة الاخيرة عرضة للابتزاز والانهيار وسوف أمارس مسؤولياتي في مواجهة هذا الوضع".
في هذه الأثناء أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل بالرئيس السنيورة وأكد له &laqascii117o;دعمه لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان من دون تدخلات سورية". وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بوش أكد للسنيورة دعمه لقوى 14 آذار بالقول &laqascii117o;يتعيّن عليهم أن يكونوا قادرين على انتخاب حكومة بمعزل عن أي تدخل خارجي ولا سيما من جانب سوريا. وأعاد التأكيد على موقفنا بأن الانتخابات يتعيّن أن تجرى في موعدها ووفقاً لدستور لبنان". ونقلت عن بوش قوله أيضاً إنه &laqascii117o;يتطلع الى العمل قريباً مع رئيس ينفذ التزامات لبنان الدولية".
ومساء أمس وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت، وتردّد أنه سيحاول أن يحصر اجتماعاته بالرئيسين نبيه بري والسنيورة والنائب سعد الحريري والبطريرك الماروني نصر الله صفير، علماً بأنه راجت معلومات امس عن نيّته عقد اجتماعات مع قيادات شاركت في لقاء سان كلو الحواري، وقد يعقد اجتماعاً هو الأول من نوعه مع الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكان صفير قد بعث أمس بالمطرانين رولان أبو جودة وبولس مطر وقابلا العماد عون والدكتور سمير جعجع لمناقشة فكرة الاجتماع التشاوري بين القيادات المارونية بشأن الاستحقاق الرئاسي. وفهم من مصادر مطلعة أن صفير أكد في الرسائل أنه متمسك بموقفه الرافض لتسمية مرشحين، وأنه يفضّل أن تتوافق القيادات المارونية في ما بينها على موقف من هذا الملف، وهو الأمر الذي عارضه الدكتور جعجع لناحية رفضه التخلي عن مرشحي 14 آذار نسيب لحود وبطرس حرب، فيما أكد العماد عون أن المطلوب إيجاد آلية ومعايير لاختيار المرشحين محمّلاً الآخرين مسؤولية رمي الكرة في ملعب بكركي. وقال عون: لا أحد يمكنه أن يمارس الضغط على بكركي لإلزامها بتقديم لائحة مرشحين.
الى ذلك تفاعلت أمس ردود الفعل على المواقف التي أطلقها السيد نصر الله، فيما أجرى النائب الحريري أكثر من مكالمة هاتفية بالرئيس بري تناولت مضمون الخطاب وأصداءه. وكان هذا الموضوع مدار اجتماع بري بالسفير السعودي عبد العزيز خوجة، إلا أن رئيس المجلس أبلغ &laqascii117o;الأخبار" أن حواره مع الحريري لم يتأثر بمواقف نصر الله وردود الفعل عليه، وقال إن الايام القليلة الفاصلة عن جلسة 21 تشرين الثاني فرصة ذهبية كي يصار الى الاتفاق على رئيس توافقي. وأمل أن ينجح والحريري في مساعدة بكركي في إخراج الاستحقاق الرئاسي كي يكون &laqascii117o;عيدية" ذكرى الاستقلال في اليوم التالي لموعد الجلسة العامة للانتخاب. وإذ وجد بري في بعض كلام نصر الله مبرّراً لقوله في ضوء ما يعلنه الفريق الآخر من تشنج وتصعيد في المواقف وتهديد بانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائداً واحداً، قال إن مواقف نصر الله لا تستهدف الحوار بدليل أنه أكد تمسّكه بالتوافق ولم يقل برفضه، ولكنه حذر من نتائج الفراغ الدستوري وعدم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال بري إنه يعوّل على تمسّك نصر الله بالتوافق. وإذ انتقد الحريري مناشدة نصر الله الرئيس إميل لحود اتخاذ خطوة إجرائية للحؤول دون فراغ دستوري، كان رأي بري أن هذا الموقف يلاقي سعي قوى 14 آذار إلى مخالفة الدستور بنصاب النصف زائداً واحداً. وقال رئيس المجلس لرئيس تيار المستقبل: كما أحمل حلفاءك، عليك أن تحمل حلفائي.
وكان العماد عون قد أعلن في مقابلة مع تلفزيون &laqascii117o;المنار" ليل امس أنه &laqascii117o;بقي أمامنا تأليف حكومة انتقالية إنقاذية لتحافظ على وحدة البلد ومؤسساته. ويمكن أن يكون هو الحل في الأيام المقبلة، وتكون مهمة هذه الحكومة إجراء انتخابات مبكرة، والأكثرية التي تنتجها تنتخب الرئيس والأقلية تؤمن الحضور". وقال &laqascii117o;إن سياسة الولايات المتحدة في هذه الفترة تهدد وجودنا، ولا يمكن أن ندعم سياسة من يهدّد هذا الوجود"، وأكد أن تكتل التغيير والإصلاح &laqascii117o;سيبقى متماسكاً بعد التهديد والإجراءات الاميركية، كما كان قبلها"، مردفاً: &laqascii117o;الضغوط الأميركية لا يمكن أن تهزني أو أن تدفعني لأغيّر في قناعاتي".وكرّر أنه مع السلّة الكاملة للحل ومع رئيس ضامن لهذا الحل وقال: &laqascii117o;إمّا رئيس توافقي وإما سنخرج من الواقع الذي نحن فيه عبر الشرعية الشعبية"، داعياً الى الاعتراض، ومعتبراً &laqascii117o;أن الفوضى يصنعها مَن يسلب حقوق الآخرين". ونفى وجود تفكير باقتحام السرايا الحكومية، وقال: &laqascii117o;لا أضمن عدم حصول فوضى" لافتاً إلى أن فترة السماح للحكومة انتهت. وشدّد على أن الجيش &laqascii117o;يحمي المواطنين والوطن ولا يحمي نظاماً جائراً لا يلتزم بالدستور". وأكد أن الموالاة لن تلجأ إلى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، قائلاً &laqascii117o;نحن الذين سنرد عليهم"، ومشيراً الى أنه يمكن الرئيس لحود &laqascii117o;تأليف حكومة ثانية للحفاظ على وحدة البلاد".
ـ الحياة : علمت &laqascii117o;الحياة" ان خوجة شجّع بري والحريري اللذين التقاهما على مواصلة الحوار، وأنه لمس منهما رغبة صادقة في متابعته وفي دعم المبادرات الهادفة إلى إيجاد المناخ المواتي للتوافق، خصوصاً ان الوقت المتبقي ضيق. وكان جرى اتصال بين بري والحريري أول من أمس اتفقا فيه على مواصلة مساعيهما. وقالت مصادر مواكبة للاتصال ان بري لم يكن على علم بالمواقف التي صدرت عن نصر الله وفوجئ بها مثل غيره وأنه ما زال مصراً على مواصلة اتصالات التوافق. (...) وأضافت المصادر الفرنسية ان الفكرة تقضي بأن يعقد البطريرك اجتماعات مع كل من سمير جعجع ورئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية والرئيس السابق أمين الجميل بحيث يقدم كل منهم أسماء مرشحين يحظون بتأييده، كي يستخلص البطريرك أسماء مرشحي توافق إضافة الى المرشحين الثلاثة المعلنين وهم نسيب لحود وبطرس حرب وعون. وتابعت انه بذلك ستكون لدى البطريرك لائحة تضم حوالى ستة أسماء، وأنه يفضل هذه الصيغة على ان يعد بنفسه لائحة يعرضها على المسيحيين. وزادت المصادر انه بعد ان تتكون اللائحة، يعمل البطريرك لعرضها على كل من الحريري وبري لاختيار مرشح توافقي منها.
وأشارت الى ان كوشنير سيحمل الأطراف المسيحية على تحديد أسماء مرشحيها مع الحرص على ان يكونوا من الشخصيات الجديرة بتحمّل المسؤولية. وأوضحت ان خريطة الطريق الفرنسية هي مسعى فرنسي بحت لكنه حاز توافق جميع الأطراف اللبنانية والدولية وأن سورية وافقت عليه، مشيرة الى ان &laqascii117o;الصوت الوحيد الذي شذ عن هذا التوافق صدر عن حزب الله".وفي وقت لم تستبعد مصادر متابعة للجهود الدولية في بيروت اتصالاً إيرانياً - فرنسياً للاستفسار عن موقف نصرالله، ربطت قراءة حكومية ووزارية لبنانية، ولدى بعض قادة الأكثرية، موقف نصرالله باعتراض إيراني على البحث عن تسوية للملف الرئاسي اللبناني في ظل تصاعد الضغوط الدولية على طهران في ملفها النووي. وذكرت مصادر وزارية ان دمشق التي كانت تخضع لاختبار مدى تجاوبها في تمرير الاستحقاق الرئاسي لن تستطيع معاكسة الاعتراض الإيراني بفضل التحالف بين الدولتين.وهاجم عدد من نواب الأكثرية وقادتها خطاب نصرالله، فيما رد نواب الحزب على هذا الهجوم. وقال النائب حسن فضل الله ان &laqascii117o;التصعيد الذي لجأ إليه فريق السلطة ضد خطاب الأمين العام هو ترجمة أمينة لالتزام هذا الفريق بتعليمات أميركية دائمة لاستهداف المقاومة ومحاولة النيل من رمزيتها وقائدها بعد فشل الحروب العسكرية الإسرائيلية". واتهم فريق السلطة بـ &laqascii117o;كيل الشتائم". وسعى فضل الله الى تخفيف المخاوف التي نشأت من ان يطيح خطاب نصرالله بجهود التوافق، فاعتبر ان المهلة الزمنية حتى موعد الجلسة النيابية المقبلة &laqascii117o;لا تزال تتيح إنجاز توافق على الرئيس وقدر اللبنانيين هو التوافق والتفاهم بعيداً من شروط (الرئيس الأميركي جورج) بوش والتزامات فريق السلطة حيال القرار 1559". واتصل قياديون في &laqascii117o;حزب الله" بعدد من الشخصيات السياسية للتأكيد على ضرورة &laqascii117o;عدم أخذ خطاب نصرالله على انه تصعيدي وأن الأمين العام خشي من وصول الأمور الى طريق مسدود مما يدفع في اتجاه خيارات لا أحد يريدها، فينشأ مناخ مؤات للفتنة وهذا ما لا نريده. ولذلك هو اراد من سقف خطابه العالي ان يضغط في اتجاه تسريع التوافق".
ـ المستقبل : (...) يصل الى بيروت قبل نهاية الاسبوع وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما في اطار الجهود الهادفة الى انتاج توافق لبناني يسمح بانتخاب الرئيس، في وقت كانت تطورات الأوضاع في لبنان محور اتصال هاتفي أجراه المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بالرئيس السنيورة.
وغداة مناشدة السيّد نصر الله له اتخاذ 'خطوة انقاذية'، تفتقت قريحة الرئيس الممددة ولايته قسراً اميل لحود على مخارج يستجيب بها الى استغاثة نصر الله ويمهّد للفراغ والفوضى، وهو أكد مجدداً انه لن يسلم الرئاسة في نهاية ولايته الى رئيس منتخب بالنصف زائدا واحدا أو الى الحكومة الشرعية برئاسة فؤاد السنيورة. ونقل الوزير السابق وديع الخازن عن لحود 'رفضه ان يتسلم مقاليد الرئاسة رئيس ينتخب بالنصف زائدا واحدا او حكومة تنتهك الدستور وتضرب عرض الحائط الميثاق الوطني الذي يحمي لبنان ووحدته(..)'. بالتوازي، موقف سوري داعم لتحريض نصر الله ومتلاق معه في تسويق سيناريو الفوضى. فصحيفة 'الثورة' السورية اعتبرت أن 'معيار الجدية في التوجه نحو حلحلة الملف اللبناني ومأزق مجمل المنطقة يكون بالاقتراب من الموقف السوري'. وقالت في افتتاحيتها إن 'الاقتراب من الموقف السوري هو معيار الجدية في معالجة المأزق اللبناني كما هو الحال بالنسبة لمأزق المنطقة ككل'، مؤكدة أن 'التفاهم مع وجهة النظر السورية هو الحل والمخرج(..)'. من جهتها، حذرت صحيفة 'تشرين' من أن 'الإدارة الأميركية لا يهمها ما يحدث للعرب من أخطار وكل ما تريده تنازلا وسكوتا عن العدوانية الإسرائيلية وغض النظر عن تدخلاتها في المنطقة وفي الشؤون الداخلية لبعض العرب (..)'.في غضون ذلك، ردود فعل مستنكرة لخطاب نصرالله الناسف للمبادرات. فوزير الاعلام غازي العريضي علّق باسم الحكومة على كلام نصرالله، فاعتبر أن كلامه 'وضع اللبنانيين في دائرة جديدة من القلق، وانعكس سلباً على نفسية المواطن وعكس قلقا على مصيره'، لافتاً الى أن هذا الكلام 'شكّل صدمة للبنانيين الذين كانوا يأملون خيراً من مساعي التوافق الجارية'، طارحا سلسلة تساؤلات فقال 'هل الكلام موجه ضدّ التوافق وقد أطاح كل شيء حتى الآن، وهل هو موجه للرئيس بري وقد قيل انه مفوّض من المعارضة، وهل هذا الكلام يعزز أجواء التوافق، وهل يستهدف الحركة العربية الدولية، ومن يخدم، وهل يستهدف ما هو أبعد من الساحة اللبنانية، وهل هو جزء من رسائل الى قمة بوش ـ ساركوزي التي تناولت السلاح النووي الايراني'، ليخلص الى تساؤل كبير 'لماذا يدفع لبنان الثمن، هل وصلنا الى نقطة اللارجوع الى اتفاق؟ (..)'.
وردّ رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط على نصرالله من دون أن يسميه. وقال في موقفه الاسبوعي لجريدة 'الأنباء' الصادرة اليوم 'بالأمس أطلّ علينا أحدهم مهدداً ومتوعداً كعادته، ناعياً سلفاً كل المبادرات السياسية لحل الأزمة التي كان سبباً في افتعالها، ومبشّراً اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل أن تغير وجه المنطقة، ودائماً من البوابة اللبنانية'.
واضاف 'لقد تحدث عن اللصوص والقتلة فقد يكون من المفيد التذكير بأن اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا من مقررات الحوار وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية بكل الوسائل وافتعلوا الحرب، وهم الذين احتلوا الساحات وحاصروا بيروت وأقفلوا المجلس النيابي، وهم الذين يطلقون الكلام التحريضي الذي يقال عند كل منعطف مصيري يواجه لبنان، وأصبحوا يدركون أن هذا الكلام يصدر بالنيابة عن الوكيل والحليف السوري الذي يبرع في تبييض صفحته مع المجتمع الدولي، ويوحي أنه لا يعطل الحلول في لبنان، وفي الوقت نفسه يوعز إلى صغار حلفائه بقيادة مشروع التعطيل والتخريب (..)'.
نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري وصف خطاب نصرالله بأنه 'جرعة مسمومة لأجواء التفاؤل التي سادت مؤخراً'، واعتبر أنه 'اطاحة لمبادرتي الرئيس بري وفرنسا'، ولاحظ أنه 'يريد رئيساً للجمهورية على قياس ومثال احمدي نجاد، ويريد تحديد مواصفات الحكومة ورئيسها وجدول اعمالها منذ الآن، ويريد معرفة اسم وهوية قائد الجيش وسائر قيادات الاجهزة الامنية قبل الاتفاق على رئيس جديد'، ليخلص الى القول 'انها يا سيد حسن وصفة قاتلة للتوافق، بل هي وصفة للفراغ وربما للفوضى السياسية والامنية (..)'. واعتبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض أن نصرالله 'يعرف جيدا من هم القتلة واللصوص، ويعرف ايضا من يحميهم'، وقالت انه 'لا يريد الاستحقاق ولا الدولة بل الفوضى ودولته الخاصة وهو يرفض الشراكة والمقررات الدولية (..)'.
وأعلن 'التكتل الطرابلسي' انه تفاجأ بهجوم نصرالله 'متعدد الاتجاهات'، معلنا أن كلامه 'تضمن تخوينا واتهامات واستفزازات مرفوضة لا يجوز طرحها أصلا'، ودعاه 'للتوجه إلى القضاء إذا كانت لديه اتهامات حقيقية لمسؤولين في الحكومة، أما إذا كان يريد محاسبة الحكومة سياسياً، فإن المكان الصحيح والوحيد هو مجلس النواب المقفل منذ سنة تقريباً بموافقة حزب الله (..)'. عضو المكتب السياسي لـ'الجماعة الاسلامية' النائب السابق أسعد هرموش رأى 'أن هناك تصعيدا مستغربا ومستهجنا على المستوى اللبناني والفلسطيني يستهدف نسف كل المبادرات الوفاقية'، معتبرا أن 'الطروحات الداعية الى الإنقاذ من الرئيس لحود، طروحات باطلة، لان رئيس التمديد رئيس باطل دستورياً، وما ينتج منه باطل أيضا، ولا يمكن ان يكون هذا الفعل انقاذيا في هذا البلد(..)'.
ـ الديار : بالرغم من زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان الذي وصل ليل امس , تبدو الأجواء متشائمة والامور كلها تدل على ان حكومة جديدة هي قيد التشكيل . فبعد مطالبة السيد حسن نصرالله للرئيس لحود باجراء دستوري طالب العماد عون الرئيس لحود بتشكيل حكومة وقدم العماد عون نفسه كمرشح للحل .
ـ اللواء : هل يتجاوز لبنان مأزق الاستحقاق الرئاسي؟&bascii117ll; السؤال أصبح مطروحاً على مختلف المستويات المحلية والخارجية، في ضوء الخطاب الناري الذي ألقاه الأمين العام 'لحزب الله' السيد حسن نصر الله بعد ظهر الأحد، وردود الفعل من العيار نفسه التي اثارها في الداخل، فضلا ًعن الشكوك التي طرحت حول مدى حقيقة التفاهم الفرنسي - السوري - الايراني بما يتعلق بآلية الاستحقاق الرئاسي التي حملها الموفد الرئاسي الفرنسي كلود غيّان قبل أيام&bascii117ll; وفي الوقت الذي حرص فيه كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري على التأكيد باستمرار الالتزام بمسعى التوافق، كانت المواقف الصاخبة من فريق الأكثرية والمعارضة تزيد من توتير الجو السياسي، خاصة ما أعلنه الوزير السابق وئام وهاب من بنشعي حول التمسك بترشيح العماد ميشال عون مرشحاً وحيداً للمعارضة&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; و'نقطة على السطر'، وكذلك قوله بأن المعارضة 'أعدت كل العدة' لمواجهة الانتخاب بالنصف زائداً واحداً أو 'استمرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة'، فضلاً عن تأكيده بأن كلام نصر الله هو 'تعبير عن موقف المعارضة كلها'&bascii117ll; فيما اكتفى الوزير السابق سليمان فرنجية بالقول ان 'فخامة الفراغ أقرب من فخامة التوافق'&bascii117ll; (...) وتردد ليلاً أن اللائحة التي يتم تداولها، تتضمّن حتى الآن ثلاثة أسماء من خارج فريقي 14 و8 آذار، وتضم رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ودميانوس قطار&bascii117ll;
في غضون ذلك ابلغ مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ'اللواء' ان انقلاب الامين العام لـ'حزب الله' على التفويض المعطى مسبقا لرئيس مجلس النواب والالتفاف على المساعي الفرنسية التوافقية، يعود في جزء منه الى عامل ايراني، نظرا الى ان طهران لم يرق لها ان تمضي دمشق في صفقة مع المجتمع الدولي، بمعزل عنها، فتضحي ايران وحدها عرضة للضغط الدولي الذي ينبئ بعملية عسكرية ضد منشآتها النووية&bascii117ll; ولفت الى ان هذا الانقلاب الذي طال اول ما طال الرئيس بري، يفترض بالمعارضة مراجعة موقفها واعادة ترتيب اوراقها، بحيث يصبح السيد نصر الله هوالمفاوض الأصيل باسمها، بدل أن يكون المفاوض الوكيل مكبلاً لا يحظى بالتفويض كامل الصلاحية، تعيقه في أي لحظة مواقف من مثل تلك التي حملها خطاب 'يوم الشهيد'&bascii117ll; وأكد أن المبادرة الفرنسية ماضية على الرغم من هذا التطور غير المتوقع، لافتاً الى أن القائم بالاعمال الفرنسي أندريه باران سارع ليل أمس الاول، إثر اطلاعه على ترجمة عن الخطاب، الى طلب مواعيد عاجلة مع عدد من الافرقاء وبينهم الرئيسان بري والسنيورة والنائب الحريري للوقوف على رأيهم فيه وفي الخلفيات التي قد تكون قادت اليه&bascii117ll; وكشف عن اتصالات فرنسية رسمية مع مسؤولين لبنانيين سبقت زيارة وزير الخارجية برنار كوشنير، جرى في خلالها تقويم مجمل الوضع في ضوء خطاب نصر الله، وما قد تصير عليه المبادرة والسبل الكفيلة في ايصالها الى مبتغاها&bascii117ll; إلى أن مصادر ديبلوماسية مطلعة اعتبرت أن بيان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد وولش أمام الكونغرس الاميركي كان بمثابة البداية التي خربطت التفاهم السوري - الفرنسي، ولا سيما إشارته الى أنه في الامكان انتخاب رئيس بالاغلبية، والذي اعتبرته دمشق بمثابة خروج عن الرئيس التوافقي الذي تفاهمت عليه مع باريس&bascii117ll; وأكدت هذه المصادر انها على قناعة بأن 'خريطة اقليمية ما' أدت الى الخربطة المحلية التي ترجمها خطاب نصر الله&bascii117ll; وكشفت مصادر مطلعة لـ 'اللواء' ان الرئيس لحود كان طلب قبل خمسة ايام اطلاق مناشدات من قوى المعارضة لمؤازرة موقفه الداعي الى تشكيل حكومة ثانية&bascii117ll;ونقلت 'المؤسسة اللبنانية للارسال' عن مصادر دستورية مطلعة ان بعبدا تدرس 3 خيارات قد يلجأ لحود الى احدها في حال حصل ما يعتبره فراغا&bascii117ll;(...) .
الى ذلك، استغرب قيادي بارز في قوى 14 آذار العودة الى تسريبات عن الخطوة التي قد يقدم عليها رئيس الجمهورية بطلب من المعارضة، قبل انتهاء ولايته&bascii117ll; ولفت الى ان العودة الى نغمة تسليم الجيش السلطة من باب جعل لبنان منطقة عسكرية واحدة تحكمها حال طوارئ وفق المادة الرابعة من قانون الدفاع الاعلى، هي هرطقة من هذه الهرطقات المطروحة، ذلك ان المادة 65 من الدستور تحصر بثلثي مجلس الوزراء اعلان حالة الطوارئ وإلغائها، وتاليا هي غير مرتبطة اطلاقاً باستنسابية رئيس الجمهورية او بصلاحياته، واوضح ان المادة الدستورية هذه لم تتغير كثيرا في الطائف، اذ حدد دستور الجمهورية الاولى اعلان هذا الامر بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء، واستطراداً لا يمكن رئيس الجمهورية في هذه الحال ان يستنسب او يفتي او يأوّل في هذا الصدد&bascii117ll;
مقالات وتحقيقات الصحف :
ـ السفير طلال سلمان : تُفسر الهجمة المحمومة على خطاب السيد حسن نصر الله، على مدار الساعة، أمس، دواعي ذلك الخطاب ذي النبرة العالية، بأوضح مما شرحه وأفاض في تبيانه الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" ذاته (...) . ثم إن هذا البعض من الطبقة السياسية قد بدّل موقفه جذرياً، وانتقل إلى النقيض تماماً، وصار همّه الأساسي محاربة هذه المقاومة وشطبها كقوة تأثير في القرار الوطني، برغم أن حزبها هو أقوى وأكبر حزب سياسي عربي، وبرغم التزامها بمنطق النظام الديموقراطي والانخراط في اللعبة السياسية عبر مشاركتها في الانتخابات التي أمّنت لأصحاب &laqascii117o;الأكثرية" أكثريتهم التي سرعان ما استخدموها ضدها..
وبالتالي، فطالما أن الأمر يتصل بعهد جديد فمن حق هذه المقاومة ـ كقوة سياسية ـ أن تناقش وأن تبدي رأيها وأن تضمن صياغة هذا العهد الجديد على قواعد وطنية صلبة، وليس عبر المفاضلة بين أشخاص: من حقها أن تطمئن إلى ضمانات تتجاوز سلاحها إلى دور لبنان وموقعه ممّا يدبّر له ولمنطقته.. وأن يتم تثبيتها في نهج الحكم المقبل، رئيساً وحكومة وبياناً وزارياً وفي إعادة بناء المؤسسات بما يمسح آثار المرحلة الماضية التي عوملت فيها وكأنها &laqascii117o;قوة تخريب وافدة" أو &laqascii117o;جالية أجنبية" أو &laqascii117o;قوة مغامرة" في أحسن الحالات.. في حين أن من مارسوا السلطة منفردين، في الفترة الماضية، لم يتورعوا عن الإعلان باسم بعض قيادييهم أنهم &laqascii117o;في قلب المشروع الأميركي" وأنهم ملتزمون به. لم يخرج السيد حسن نصر الله على الوفاق ومبادئه، وعلى رئيس ينتخب كتجسيد لهذا التوافق الوطني، وبالإجماع إذا أمكن وبالأكثرية الدستورية في كل الحالات. ولكن من حقه أن يطالب بأن يشمل التوافق الحكم كله، رئيساً وحكومة وبياناً ونهجاً، وإلا كان الاتفاق على شخص مجرد ملهاة لسوف تنقلب إلى مأساة وطنية بعد فترة وجيزة، وعند أول امتحان جدي للعهد الجديد.
ـ السفير غراسيا بيطار : حل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مادة دسمة لقراءات متعددة لزوّار الصرح. وفي هذا السياق تعطي البطريركية صفة &laqascii117o;غاية في الخطورة" للخطاب، على ما تقول الأوساط نفسها، كونه يجاري &laqascii117o;دقة المرحلة التي تقارب الموضــوعات السياسية الساخنة". وهي تتلمس في كل بنود الخطاب من المخيمات الى السلاح فالملف الأمني برمته &laqascii117o;قلقا لدى الحزب يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لأنه لن يعرف الراحة إلا إذا شعر بتضامن اللبنانيين حوله".
ولكنها تتابع: &laqascii117o;صحيح أن البطريركية تتفهم هذا القلق ولكنها تشدد من جهة أخرى على قلق مقابل تعاني منه شرائح مختلفة ويجب على الحزب أن يسعى الى طمأنتها بدوره".
أما مناشدة الأمين العام رئيس الجمهورية القيام بـ&laqascii117o;مبادرة إنقاذية" فلا ترى فيه بكركي &laqascii117o;عنوان اطمئنان في ظل جو الاصطفاف السائد" على ما تؤكد أوساط مقربة من الصرح ومعنية مباشرة بهذا الملف، وتقرأ أيضا في كلام السيد &laqascii117o;قلقا مشروعا".
أما لماذا ترفض بكركي حلا إنقاذيا فتجيب: &laqascii117o;لان الأفضلية بالنسبة الى البطريركية اليوم هي لإتمام الاستحقاق الرئاسي في جو من التوافق. فهذه المبادرة ليست هي القاعدة وإنما الاستثناء".
ـ السفير محمد بلوط :وصف مصدر دبلوماسي فرنسي خطاب نصرالله بأنه &laqascii117o;يقوم على فرضية الفراغ السياسي في لبنان وهي فرضية لسنا فيها ولا وقت لوضع الزيت على النار". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ&laqascii117o;السفير" إن زيارة الأمين العام للرئاسة كلود غيان إلى لبنان &laqascii117o;لم تكن تقطيعا للوقت"، ووصف النتائج بأنها إيجابية وتركت انطباعا أن تقدما ما قد حصل خصوصا أن لائحة بالأسماء التوافقية ستظهر عن قريب وتضم خمسة أسماء. وقال المصدر نفسه إن غيان حصل من صفير على أجوبة محددة وإيجابية &laqascii117o;لكننا لا نعتبرها موافقة نهائية على طرح أسماء للمرشحين ولكن المفاوضات مع البطريرك الماروني، والتي اتسعت لتشمل الفاتيكان وأطرافا إقليمية وعربية قطعت شوطا طويلا ومهما باتجاه انتخاب رئيس توافقي في جلسة الحادي والعشرين.
وقال المصدر إن فرنسا لا تملك خطة إحتياطية بديلة عن إمكان انتخاب رئيس وفاقي في الحادي والعشرين وهي لا تضع نفسها في أي فرضية فراغ دستوري بعد المفاوضات التي أجراها كلود غيان في بيروت لكن الطريق إلى الإنتخابات ما تزال مفتوحة ويجب انتظار المرحلة النهائية اي الأسبوع الأخير قبل إصدار حكم نهائي بالفشل على المبادرة الفرنسية. وأصر المصدر على وجود توقعات إيجابية متفائلة ببلوغ المبادرة الفرنسية غايتها وعقد انتخابات رئاسية في الحادي والعشرين. في هذه الأثناء، كشفت المصادر الدبلوماسية فصولا جديدة من زيارة الأمين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الدبلوماسي للإليزيه جان دافيد لافيت، الى دمشق واجتماعهما المطول بالرئيس السوري بشار الأسد عشية قمة واشنطن، وقالت لـ&laqascii117o;السفير" ان الجانب السوري خص المبعوثين الشخصيين للرئيس نيكولا ساركوزي بحفاوة بالغة. وأن اللقاء تخللته في بدايته توضيحات متبادلة قبل أن يدخل غيان ولافيت في صلب الموضوع بالتوجه مباشرة الى الرئيس الأسد &laqascii117o;جئنا نطلب منك الالتزام باجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان". وقالت المصادر الفرنسية ان الأسد أجاب متسائلا &laqascii117o;ومن قال لكم ان سوريا لا تريد اجراء الانتخابات الرئاسية.. نحن لسنا أصحاب مصلحة بوجود بلدين جارين في حالة فوضى (قاصدا العراق ولبنان)، لأن معنى ذلك أن الفوضى وحالة الاستقرار ستمتد تلقائيا الى سوريا ولذلك من مصلحة سوريا اجراء الانتخابات لكن يجب أن تسألوا الأميركيين عن موقفهم منها"؟. وتابعت المصادر أن الوفد الفرنسي ردّ بأن الأميركيين فوضوهم بمتابعة الملف الرئاسي، وأبلغاه أن فر