افتتاحيات الصحف
- صحيفة 'النهار'محطتان رسميتان بدأتا تجتذبان الأضواء: زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لسويسرا التي بدأت امس ليرئس وفد لبنان الى القمة الثالثة عشرة للفرنكوفونية في مونترو، والزيارة التي يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري للقيام بها لباريس ابتداء من الثلثاء المقبل. وعلمت 'النهار' من مصادر رفيعة المستوى في العاصمة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سيلتقي الرئيس سليمان بعد ظهر اليوم في مونترو سيبلغه 'دعم فرنسا للمؤسسات والاستقرار في لبنان وكذلك دعم استمرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بحثاً عن الحقيقة وتحقيقاً للعدالة'. كما تبدي فرنسا اهتماماً واضحاً بزيارة الرئيس بري الذي تعتبره 'عنصر اعتدال' وستبلغه ايضاً رسائل 'دعم للمؤسسة التشريعية والحرص على عمل المحكمة بعيداً من اي ضغط أو تسييس'.
- الحريري: وسأل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الصحة الدكتور محمد خليفة قبل توجهه في زيارة رسمية الى الرياض، عن اجواء الرئيس بري، فأجابه خليفة كما اوضح لـ'النهار' ان رئيس مجلس النواب 'لا يزال يعوّل على التواصل السعودي – السوري فضلاً عن السعودي – الايراني علّ هذا الامر يساهم في ايجاد. مخارج للملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء'...
ورأس الحريري اجتماع كتلة 'المستقبل'، وصرّح عضو الكتلة النائب عمار حوري لـ'النهار': 'اطلعنا دولة الرئيس على ما رشح من معلومات عن القمة السعودية – السورية التي تمحورت في الشق الخاص بلبنان على الاستقرار وتخفيف نسبة التوتر والتواصل وعدم تعطيل عمل الحكومة. كما اطلعنا على اجواء لقائه مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والذي جرى فيه بحث في موضوع المحكمة. فعرض الخليل هواجس حزب الله، وفي المقابل عرض الرئيس الحريري موضوع ما يسمى شهود الزور وتمسكه برفض احالته على المجلس العدلي. وثمنا الانعكاسات الايجابية للجهود السعودية – السورية. وتم التوافق على تطوير العلاقات والتواصل والحوار بين الرئيس الحريري وحزب الله والرغبة المشتركة في علاقة طيبة علما أنه ليس بالضرورة ان يشمل التوافق كل التفاصيل، ولكن يمكن التوافق على كثير من الامور'.
وأضاف: 'ناقشنا ككتلة الحملة العنيفة على مرحلة الرئيس الحريري في الاعوام الماضية وعلى كل ما له علاقة بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وجرى الاتفاق على عدم السكوت عن هذه الحملة الظالمة والرد على أي تفصيل بالوثائق والمنطق، خصوصا أننا أصحاب حق وقضية وتاليا من غير المقبول استمرار حملة شرسة كهذه دون الرد المناسب. ولذلك ستعقد وزيرة المال ريا الحسن الاثنين المقبل مؤتمرا صحافيا تشرح فيه كل التفاصيل. وسيكون ردها جزءا من رد شامل على كل ما طرح'....وقالت أوساط قيادية في قوى 14 آذار لـ'النهار' ان موقف الرئيس الحريري يتميز بـ'الصلابة من حيث عدم التخلي عن المحكمة، وأن أي ضغوط تمارس عليه لن تجدي نفعا. كما أن مرحلة اطاحة المحكمة والقرار الاتهامي الذي سيصدر عنها قد سقطت بالضربة القاضية ولم يعد في مقدور أي طرف التأثير على المحكمة، وتاليا فان الامر المتاح هو ايجاد التسوية المناسبة لتثبيت الاستقرار الذي يرتكز على نقطتين:
1 – ان القتلة لا هوية طائفية او سياسية أو حزبية لهم.
2 – اننا الآن في مرحلة الاتهام والظن وعلينا انتظار الحكم النهائي'.
ولفتت الى ان زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان كانت 'مفصلية، ولبنان بعد الزيارة ليس كما كان قبلها بدليل الحراك العربي والدولي الذي حصل بفعلها فعاد لبنان الى دائرة الاهتمام. وبما ان أمر المحكمة أصبح محسوما، فان الممنوع عربيا ودوليا هو ان يصبح لبنان قاعدة ايرانية على المتوسط'.
- صحيفة 'المستقبل'تتجه الأنظار إلى القمة الفرنكوفونية التي تفتتح أعمالها اليوم في مونترو في سويسرا ويشارك فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مترئساً الوفد اللبناني، على أن يلتقي على هامش القمة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويبحث معه العلاقات الثنائية وآخر تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ 'المستقبل'، أن الرئيسين سليمان وساركوزي سيبحثان الوضع اللبناني، وسيكون هناك تأكيد فرنسي على دور المحكمة واستقلاليتها وعلى الاستقرار في لبنان، وأهمية تطبيق القرارات الدولية وعدم التدخل في مسار عمل المحكمة. كما ينتظر أن يؤكد الرئيس سليمان على التزام لبنان القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701. وعلم أن البحث سيتناول أيضاً المساعدات الفرنسية للجيش اللبناني والعوائق أمام المفاوضات المباشرة على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي وما آل إليه التحرك الفرنسي حول المسار السوري الإسرائيلي...وعن لقاء مرتقب بين الرئيس الحريري والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله، قال فتفت إنَّ 'الأهم هو البحث عما سينتج عن هذا اللقاء قبل البحث في إتمامه'، وذكّر بأن 'الحريري قدم كل ما يستطيع تقديمه وحتى أكثر ويبدو أن الفريق الآخر اقتنع بأنه ليس في استطاعة أو في نية الحريري إلغاء المحكمة الدولية وهو قرار يعود للمجتمع الدولي والدول الأعضاء في مجلس الأمن(..)'
- صحيفة 'الاخبار'السعودية أبلغت دمشق تأجيل القرار الظنّي إلى آذار: لن تقبل دمشق بعد اليوم بالمواقف الرمادية، فهي تنصح حلفاءها بحسم الملفات المطروحة للنقاش داخل المؤسسات الدستورية. وهذا التوجّه يقتضي موقفين واضحين من رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط. كشفت مصادر مطلعة أن جهات لبنانية بارزة تبلغت خلال الأيام القليلة الماضية أن المدّعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، القاضي دانيال بلمار، بصدد تأجيل إضافي للقرار الاتهامي الأول المنوي إصداره، وذلك حتى الربيع المقبل. وقد تزامن ذلك مع تشديد الولايات المتحدة الأميركية لعدد كبير من حلفائها في لبنان والمنطقة على أهمية عدم الدخول في أي نوع من المساومة على ملف المحكمة الدولية. وقالت المصادر إن حزب الله من بين الجهات التي تبلغت الأمر، وإن الحديث يدور حول رسالة نقلتها السعودية الى دمشق بصورة شبه رسمية قبل فترة وجيزة تفيد بأن الأجواء في مجلس الامن وفي المحكمة الدولية تشير الى أن بلمار لن يصدر قراره الاتهامي قبل آذار المقبل، وأن مزيداً من الأبحاث التي سيجريها فريق التحقيق التابع له تتطلب وقتاً إضافياً. وتأتي هذه المعلومات وسط &laqascii117o;تسريبات هي الاولى من نوعها صادرة عن جهات استخبارية عربية وغربية بارزة، بينها الاستخبارات الأردنية، ترى أنّ فرضية وقوف أصوليّين مقرّبين من فكر &laqascii117o;القاعدة" خلف الجريمة أقوى بكثير من اتهام حزب الله، رغم أنّ جهات عربية وغربية أخرى ما زالت تصرّ على أن عناصر غير منضبطة من حزب الله قد تكون وراء العملية بعدما اخترقتها استخبارات دولة إقليمية بارزة".فيلتمان: حفظ المحكمة. وعلمت &laqascii117o;الأخبار" أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عقد اجتماع عمل مع الرئيس سعد الحريري خلال وجود الاخير في الرياض، وجرى التباحث في ملف الاتصالات الجارية بشأن المحكمة الدولية. وشدد فيلتمان خلال الاجتماع على أنه أبلغ المسؤولين في السعودية ومصر أن واشنطن لا ترى موجباً لأي نوع من التفاوض مع سوريا أو مع غيرها على ملف المحكمة الدولية، وأن من الافضل للجميع الصبر وانتظار المزيد من الوقت. وقالت المصادر إن فيلتمان الذي زار بيروت لساعات قليلة، أبلغ الامر نفسه لقيادات عدة من فريق 14 آذار، وشدّد على أنه لا وجود لأي ضغط يوجب التنازل والتراجع. كما أبلغ فيلتمان الرئيس ميشال سليمان إن بلاده &laqascii117o;تنظر الى المحكمة كجزء من الاستراتيجية العامة لتحقيق العدالة في العالم"، وان واشنطن &laqascii117o;تأمل أن يكون الرئيس سليمان الى جانب المحكمة وأن يدعم الخطوات الهادفة الى المحافظة عليها". أمّا بشأن الاجتماع مع جنبلاط، فقد أبلغت المصادر &laqascii117o;الأخبار" أن المسؤول الاميركي شدد على أمرين: الاول يتعلق بالمحكمة وشهود الزور، وأن على جنبلاط الاخذ في الحسبان أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعم المحكمة ولن تسمح لأحد بإدخال أي تعديل على مسارها. ونصحته بالتالي بعدم الذهاب في خيار من شأنه إيذاء المحكمة مباشرة أو من خلال ملف شهود الزور. أما الأمر الثاني، فيتعلّق بالوضع الإجمالي لفريق الغالبية النيابية، حيث شدد المسؤول الاميركي على أهمية أن يظل جنبلاط في موقعه الحالي وألّا ينتقل الى الموقع الآخر بصورة إجمالية، لأن واشنطن سوف ترى إلى أي تغيير في معادلة الاغلبية والاقلية في البرلمان على أنه أمر سلبي جداً.
- صحيفة 'الشرق'فاليرو لـ&laqascii117o;الشرق": باريس تدعم حكومة الحريري وتدعو للحوار والتفاهم قمة سليمان - ساركوزي اليوم في سويسرا بري في باريس قريباً وجنبلاط الى دمشق غداً واستبعاد لقاء الحريري - نصرالله
في حديث خاص الى 'الشرق' جدد الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو تأييد باريس حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، والتزامها وحدة واستقرار واستقلال وسلامة لبنان، ودعا الى أن يسود الحوار والتفاهم في لبنان، وحث كل القوى السياسية اللبنانية الى الامتناع عن أي عمل عدائي أو تصريح يمكن أن يؤجج الوضع. واعتبر فاليرو أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في باريس تأتي في إطار البحث في قضايا إقليمية من بينها الوضع في لبنان.
كلام فاليرو جاء رداً على اسئلة 'الشرق':
'الشرق': ماذا كان الغرض من وراء الاجتماع الذي عقد في الخارجية الفرنسية مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان؟ وهل من مبادرة خاصة لتخفيف التوتر الراهن في لبنان نتيجة صدور القرار الظني؟
فاليرو: لمناسبة زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان اوروبا التقى مدير قسم شمال افريقيا في الشرق الاوسط باتريك باولي، وقد أجرينا مشاورات معتادة مع شركائنا الاوروبيين، كما تباحث الطرفان في مختلف القضايا الاقليمية.
إننا نعمل عن كثب مع شركائنا الاميركيين في قضايا إقليمية كثيرة، ومن بينها الملف اللبناني، كما نؤيد الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية لإعادة إطلاق المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية من دون إغفال الصعوبات الحالية'.
'الشرق': ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه فرنسا في منع الاضطرابات والفتن بين الاديان في لبنان في حال حصولها؟
فاليرو: إن الموقف الفرنسي واضح، والعلاقات بين السلطتين الفرنسية واللبنانية وثيقة وثابتة، وقد عبّر سفيرنا في لبنان دنيس بييتون مرات عدة عن هذا الموقف من خلال محاوريه ولقاءاته. إن فرنسا تكرر تأييدها لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، وتذكّره مجدداً بالتزامها وحدة واستقرار واستقلال وسلامة الاراضي اللبنانية، كما يجب أن تسود روح الحوار والتفاهم في لبنان، لذلك نحث جميع القوى السياسية اللبنانية على الامتناع عن أي عمل عدائي أو تصريح يمكن أن يؤجج التوتر أو الاوضاع في البلاد.
- صحيفة 'اللواء'... وبحسب المعلومات الخاصة بـ <اللواء> فإن الرئيس الحريري وضع النواب اعضاء الكتلة في اجواء الشق اللبناني من القمة السعودية - السورية، والذي تمثل بنقطتين وهما:
1 - التركيز على ضمان استمرار الاستقرار على الأرض وتخفيض التوتر.
2 -لا تعطيل لعمل الحكومة.
ولفت الى لقاء مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل تناول اربع نقاط وهي:
- هواجس حزب الله من موضوع المحكمة الدولية، خاصة وانه لا يستطيع ان يتحمل اي قرار ظني يتهم بعض عناصره في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
- موضوع ما يسمى شهود الزور، وفي هذا السياق كان الحريري واضحا باستحالة احالة هذا الموضوع على المجلس العدلي.
- التقييم الايجابي للجهود السورية والسعودية ودعمها لحل المشكلات التي يواجهها لبنان.
- العلاقة بين الحريري وتيار <المستقبل> من ناحية وحزب الله من ناحية ثانية والرغبة المشتركة بعلاقة طيبة والتواصل والحوار بين الجانبين، مع التأكيد على اكبر مساحة ممكنة من التوافق، مع معرفة وجود نقاط تباين بين الفريقين. ولاحظت مصادر نيابية في الكتلة ان الامور على ما هي ووصفتها <بالستاتيكو> وإن كانت المظلة العربية والدولية على حالها، استنادا الى زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان وزيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى السعودية والتي تزامنت مع زيارةالرئيس الحريري اليها. وقالت هذه المصادر ان الرئيس الحريري يصر على التهدئة، كما كان دائما، استنادا الى قناعته، وثوابته الوطنية، وعلى قاعدة تنقية العلاقات اللبنانية - السورية، واستمرار ما بدأه سابقا انطلاقا من احتضان دولي يواكب المظلة العربية، مشيرة الى ان الغطاء السوري - السعودي ما زال قائماً على اساس نقطتين وهما: حكومة الوحدة الوطنية، والاستقرار الداخلي كخط احمر لا يجوز المس بهما. واشارت المصادر الى ان الاجواء الاقليمية والدولية لا تترجم التصريحات والتهديدات والتهويل بالفتنة، وعلى هذا الاساس يصر الحريري على الثبات في علاقته مع سوريا، وهو اعطى قدر ما استطاع لانجاح هذه العلاقة. اما بالنسبة الى المحكمة، فأوضحت المصادر ان الكل يعلم ان لا احد يمكنه ان يغير مسار المحكمة، وان الحكومة وفريق 14 آذار يسعى ما في وسعه ان لا يكون هذا الملف خصوصا ما يسمى بشهود الزور، ملفا خلافياً، بل هو يستند الى دراسات قانونية، لا الى خلفيات سياسية.
مقالات الصحف
- 'النهار'علي حماده:الهدنة والمحكمة
ليس مفاجئا ان تقف دمشق بجانب 'حزب الله' في الحملة على المحكمة. بل ليس مفاجئا ان يكون قرار تكليف 'حزب الله' فتح الحملة على مصراعيها وايصال البلاد الى حافة الهاوية سورياً في جانب منه باعتبار ان من يروج فكرة خروج سوريا - الحكم من دائرة الاشتباه بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يخلط بين ما هو اتهام سياسي، وقد جرى سحبه، وما يمكن ان يتضمنه القرار الاتهامي من ادلة وقرائن ومعطيات حول الموضوع.... بالنسبة الى 'حزب الله' المندفع في حملة داخلية تكاد تضع البلاد على شفير الانفجار... يبدو هنا جهة تعيش خارج هذا الزمن، وتتوهم ان الاستقواء بالسلاح على اللبنانيين العزل يتيح لها نسف النظام الدولي برمته بدءا من مجلس الامن. حقا حبذا لو يتواضعون قليلا....ان من يدّعون المقاومة لاستعادة الحقوق المسلوبة في لبنان وفلسطين والجولان، حري بهم الا يقفوا في وجه ادنى الحقوق الانسانية لمواطنيهم، فلا تبقى جريمة من دون حساب، ولا يبقى مواطن عربي مسلوب الارادة والكرامة والحرية والحق بالعدالة. ومن يرفض العدالة بين اهله لا يبحث عنها عند الآخرين.
- 'النهار'سميح صعب:في المواجهة مع إيران
... إن ما يقوم به الان اوباما هو إعادة تموضع لاولويات سياسته حيال الشرق الاوسط معتمداً اكثر على نهج متشدد نحو ايران بديلاً من رسائل كانت تحمل مضموناً يتسم بالمرونة. لكن المواجهة مع ايران ليست مضمونة النتائج في الوقت الذي ينحسر النفوذ الاميركي في العراق مع الانسحاب العسكري، وفي الوقت الذي تتخبط السياسة الاميركية في افغانستان باحثة عن خشبة خلاص ولو باعادة 'طالبان' الى السلطة. وفي كثير من الاحيان تملك ايران اليد الطولى في هذه المواجهة على رغم كل الضغوط التي تتعرض لها. وإلا كيف يفسر قبول واشنطن باشراك طهران في مؤتمر روما الذي ناقش الوضع الافغاني الاسبوع الماضي؟ فالادارة الاميركية حريصة هنا على ان تكون ايران موجودة في ساحة تحاول تهدئتها بوسائل مكلفة. أما في العراق فلا حاجة الى التذكير بان لايران دوراً رئيسياً في تقرير وجهة الاحداث. ويحدث هذا ايضاً في لبنان وفلسطين. ويتوقف على نتيجة المفاوضات النووية المقبلة مع ايران، تحديد الوجهة التي ستسير فيها رياح السياسة الاميركية.
- 'النهار'راجح الخوري:الأمن الاستراتيجي للخليج
تنخرط قوى الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية في شن حملة قوية داخل الكونغرس الآن، في محاولة لعرقلة صفقة السلاح الأميركي للمملكة العربية السعودية التي تعتبر من أكبر الصفقات في التاريخ الأميركي...الحملة الاسرائيلية ليست جديدة. فقد بدأت داخل الادارة قبل أشهر، وقبل تقديم المشروع الى الكونغرس لاقراره، لكنها عجزت عن عرقلة هذا المشروع عند حدود التأكيد أن طبيعة الصفقة دفاعية لا هجومية كما قلنا، وأنها أي الصفقة تعتبر ضرورية للاستقرار الاقليمي وبالمعيار الاستراتيجي...لم يكن أحد في حاجة الى شرح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية – العسكرية اندرو شابيرو، الذي قال ان المنطقة الخليجية خطرة، فهذا أمر معروف، وهو بالتالي ما يفرض على السعودية ان تمتلك من القوة والعدة ما يساعدها على ضمان أمنها ومنع التهديدات على حدودها، بما ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة كلها...واذا كانت واشنطن ترى ان هذه الصفقة ضرورية لضمان الامن والاستقرار ولتأكيد الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، فان أصواتا كثيرة لن تلبث ان ترتفع لتقول إن صفقة بقيمة 60 مليار دولار، انما تشكل هدية سعودية للاقتصاد الاميركي المتعثر نسبيا لأنها ستوفر 70 الف فرصة عمل للأميركيين، ومثل هذا القول يتغاضى على الاقل، عن أن مدة الصفقة تمتد على مدى 15 الى 20 سنة. في أي حال، إن دعم الاستقرار في السعودية واستطرادا في منطقة الخليج لا يشكل حاجة وطنية وقومية لدول المنطقة وأهلها فحسب، بل يشكل عنصرا للاستقرار الاستراتيجي على نطاق عالمي، وهو ما يزعج اسرائيل والصهاينة لأنه يقطع الطريق على محاولات ضخ الفوضى وافتعال الفتن وإغراق الخليج وأهله في حروب لا تنتهي!
- 'النهار'روزانا بومنصف: الولايات المتحدة تعيد لبنان مجدّداً بنداً في العلاقات مع سوريا الاستقرار شرط موجب لعدم مواجهة المجتمع الدولي
... وهناك من يقول ان الولايات المتحدة كانت ابتعدت عن لبنان بسبب اولوياتها المختلفة وسياسة مد اليد التي اعتمدتها الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما الى درجة اعتبر غيابها او انسحابها من الواجهة انتصارا لقوى 8 آذار او المحور الذي تنتمي اليه بدليل ترجيح ميزان القوة السياسي لمصلحة هذا المحور واستمرار المحاولات لتثبيت ذلك....يقول مراقبون ان الحركة الكثيفة الاقليمية الدولية اتت في وقت يرتبط حكما بالتطورات الداخلية في لبنان التي وصلت الى حدود خطيرة لكنه يوجه رسالة تفصح بعدم التعويل على الوقت الضائع المتمثل بانشغال الادارة الاميركية بالانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي التي تجرى بعد اسبوعين. ويعتقد هؤلاء ان ايران تظهر حرصا في اتصالاتها على الطمأنة على التهدئة في لبنان في حين لا يعتقد ان في مصلحة سوريا مواجهة المجتمع الدولي مجددا علما انها كانت حققت تقدما كبيرا مع الرئاسة الفرنسية تحديداً وكذلك مع السعودية. وليس سهلا ان تعود الامور الى الوراء في ضوء ما اظهره اجتماع في باريس قبل يومين علما انه لم يرتب على عجل بل كان مدروسا ومحضر له منذ بعض الوقت. لكن هذا لا يعني غياب المواجهة السياسية بكل الوسائل. وهو ما يتوقع استمراره.
- 'النهار''زيّان': الحريري و'أبرتايد' إسرائيل
لن يهدأ لبنان ويرتاح، ولن يهدأ الشرق الاوسط ويرتاح، ولن يهدأ العالم الاوسع ويرتاح، ما لم تلتفت الدول الكبرى وتلتفت الشرعية الدولية ويلتفت المجتمع الدولي صوب المنطقة المتكئة على مجمَّع من البراكين، حيث يعبث الدبُّ الاسرائيلي بحرية مطلقة، ويوغل في التخريب والتدمير والتشريد، مرتدياً لافتة كُتب عليها 'انا أعمى ما بشوف أنا ضرّاب بالسيوف'... واستناداً الى قراءة متأنِّية، أطلق الرئيس سعد الحريري صرخته المدوِّية وتحذيره للمجتمع الدولي، مناشداً العالم الى التنبُّه لما تحوكه الحكومة الاسرائيلية في اتجاه 'الابرتايد' أو نظام التمييز العنصري، والذي جرِّب في جنوب أفريقيا ودفع مجربوه أثماناً باهظة. ويومها صفَّق العالم بأسره وهنأ. وأيَّد بشدة....وكم نأمل ونتمنى أن يتنبَّه المجتمع الدولي بقواه الفاعلة الى ما أطلق سعد الحريري صرخته المدوِّية في شأنه، والذي يشير الى 'أن الموقف الاسرائيلي يجعل الامور لا تحتمل'...انها صرخة حق أطلقها سعد الحريري، وفي أوانها ومطرحها.
- 'المستقبل' فيصل سلمان: إختصر إنزواء النخب
استطلعت آراء عديد من الأصدقاء حول الوصف الذي يليق بالوضع الذي نحن فيه فأجمعوا على كلمة 'مقرف' الا واحداً بينهم. الواحد هذا قال 'تحدّوي' بمعنى انه وضع يطرح التحدي وان على الانقياء من اللبنانيين ان يستعدوا للمواجهة، بمعنى الصمود. قال: هذا هو الجزء المخفي من الخطة. انهم يريدون ان يحطموا في دواخلنا القدرة على المواجهة والصمود، ويريدون منا ان ننزلق نحو اليأس. لا أخفي ان هذا الرأي استفز الآخرين الذين كأنما شعروا بإهانة الوصف. ولكن ذلك حرك نقاشاً سينحو باتجاه ما يسمّى شحذ الهمم. تفرع النقاش إذن، انضم الى جبهة التحدي واحد آخر، ثم ثالث وقالوا: صحيح، انها معركة وفي كل المعارك ثمة خطة لاضعاف الروح المعنوية والدفع باتجاه الاستسلام. قال آخر، ان النقاش يذهب في اتجاهات خطيرة، فنحن لا نتحدث هنا عن صراع بيننا وبين عدو وجودي كإسرائيل، انما عن صراع له أبعاد سياسية وان كانت تخفي انحناءات ثقافية. تشعب النقاش الى ان انتهى بانتصار الرأي المخالف مع بعض التعديلات بحيث جرى استدراك حول الانهزامية وتحديد الخصم. النتيجة التي انتهت اليها الآراء كانت تقول: ان الهجمة شرسة بالتأكيد، وانها ترمي الى إضعاف الروح المعنوية خصوصاً عند النخب التي عليها الانتقال من سياسة الخنوع الى المواجهة. أما حول سبل المواجهة فلا خلاف، إذ هو الرأي أولاً وأخيراً وعليه سيكون من الطبيعي ان تخرج النخب من إنزوائها الى المنابر للتعبير عن مواقفها الرافضة للقهر.
- 'النهار'إميل خوري: استمرار التهدئة مرتبط بمصير عدد من الاستحقاقات نتائج الصراع بين المحورين الأميركي والإيراني ترسم وجه المنطقة: إلى متى تستمر التهدئة التي يعيش لبنان في ظلها بفضل معادلة الـ'س – س' وغيرها من المعادلات الخفية، وما الذي يحصل اذا اهتزت هذه المعادلة وما الذي يمكن أن يهزها؟
...لقد بات مصير التهدئة في لبنان يحكم وضعه الشاذ هذا مرتبطاً بمصير الاستحقاقات التي تعني كثيراً من الدول العربية والاقليمية والاجنبية. ومن هذه الاستحقاقات الآتي:
أولا: المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية...
ثانيا: نتائج الانتخابات الاميركية وهل تأتي لمصلحة الرئيس أوباما وحزبه...
ثالثا: تشكيل الحكومة العراقية...
رابعا: مراقبة الوضع المربك في السودان....
خامسا: متابعة نتائج الصراع بين المحور الايراني ومن معه والمحور الاميركي ومن معه في المنطقة....
قبل سنوات، توقع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أن تكون هزيمة اميركا في لبنان، محذراً من ان هناك 'مؤامرات سياسية' لتقليل انتصار 'حزب الله' على اسرائيل خلال الحرب التي شنت على لبنان بين 12 تموز و14 آب 2006، واعلن 'وجود احتمال كبير في التخطيط لهذه المؤامرات من قبل أميركا والكيان الصهيوني'، واكد استعداد الشعب والمقاومة الاسلامية في لبنان لمواجهة جميع الاحتمالات، واعتبر ان 'الارضية لهذا الانتصار توافرت من خلال الاتحاد والتعاطف بين 'حزب الله' وحركة 'أمل' وينبغي ان يتوصل ذلك وتتعزز هذه الوحدة والتلاحم أكثر مما مضى'، مؤكداً ان 'لبنان سيكون بمثابة مكان لهزيمة أميركا والكيان الصهيوني، وان التطورات السياسية في المنطقة والعالم تؤكد بداية مرحلة جديدة' وهو يقصد بذلك أنها بداية تفتت الامبراطورية الاميركية، وان ايران ستكون القوة الرئيسية في المرحلة الجديدة، وما زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان سوى اعلان هذه البداية...والسؤال المطروح هو: من من المحورين سيكون له الانتصار ويتغير معه وجه المنطقة...
- 'السفير'سامي كليب: كيف للهدوء أن يستمر في لبنان وهل تبقى إسرائيل مكتوفة الأيدي؟
لا يستند الهدوء الحالي في لبنان الى أي اُسٍّ متين، ولكنه هدوء مطلوب حتى اتضاح الرؤية لبعض القضايا الاخرى وفي مقدمها العراق، وبالتالي قد لا تكفي معادلة سين - سين لإبقاء الاوضاع هادئة، ذلك أن أطرافا إقليمية ودولية ليست بالضرورة فرحة بالانجازات السورية الايرانية ولا بانتعاش &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;التيار الصدري". ولكن ماذا عن اسرائيل؟ فلنفكر للحظة واحدة بما يفكر به مسؤولوها: أحمدي نجاد عند حدودها ينذر بإنهاء وجودها. المفاوضات مع الفلسطينيين غير مجدية بحد ذاتها وغير مفيدة لتلميع صورة اسرائيل القاتمة في العالم. سوريا تفرض شروطها التفاوضية من موقع قوة. &laqascii117o;حزب الله" يكثف قدراته العسكرية على نحو مهدد لمدن اسرائيل وشواطئها. ايران قد تكون قطعت شوطا بعيدا في مجال القدرات النووية والردعية. أردوغان يرفض حتى المشاركة في مؤتمر لو حضره نتنياهو. العاهل المغربي الملك محمد السادس رفض استقبال شيمون بيريز. واشنطن ستغرق قريبا في معركة الانتخابات الرئاسية وهي مشغولة أصلا بالهم الافغاني والعجز عن تحقيق أي اختراق شرق أوسطي. الحليف الاوروبي الاول - نيكولا ساركوزي غارق في ثورة مطلبية تهدد كيانه وسط تنامي القلق من تفجيرات أمنية يشنها &laqascii117o;القاعدة" على الأراضي الفرنسية. بريطانيا مهمومة بتقليص جيشها لتحسين ميزانيتها. هل تبقى اسرائيل مكتوفة الأيدي؟ من الصعب تصور ذلك، ومن الأصعب معرفة كيف ستنفس احتقانها في ظل حكومة وكنيست وأجهزة أمنية يغلب عليها التطرف الأعمى سياسيا وأمنيا ودينيا. في ظل كل ما تقدم، كيف للهدوء أن يستمر في لبنان؟
- 'السفير'سليمان تقي الدين: رباعيات أميركية
في أربع قضايا عربية ملتهبة الآن نكاد لا نلمس أي دور عربي مقرر. يتجه السودان سريعاً لانفصال الجنوب عنه وتشكيل دولة مستقلة. يتعمَّق التجاذب المذهبي العربي في العراق بعد شبه الانفصال الكردي. يتشرذم ما بقي من فلسطين بين بلدية &laqascii117o;غزَّة" الممتازة وبلديات الضفة الغربية. يتجه لبنان بجهود الطبقة السياسية المخملية إلى تعليق وحدته بانتظار مؤتمر إقليمي أو دولي يؤمن له الرعاية ...على بعض اللبنانيين ان يتوقفوا عن الاستمتاع بعرائس السكّر الدولية ليفكروا بالملح اللبناني الذي يجمع أطراف هذه الجماعات وأطيافها ومكوناتها وعيشها. على بعض اللبنانيين ان يقرأوا بإمعان تاريخ بلدهم ليدركوا نتائج ما &laqascii117o;وسوس الفرنجة والغرب" لهذه أو تلك من الفئات، وما شهروا لها من الحمايات، وما قدموا لها من الإغراءات، وكيف زالت كل هذه الأعراض العابرة أمام ثبات الأرض والتاريخ والرغبة والشوق للعيش معاً. يتذكر المرء ان هذا البلد عاش أزمنة مختلفة معظمها في سلم واستقرار وبعضها في توتر ونزاع. يتذكر المرء ان النزاع الطائفي استجد في العام 1975 والنزاع المذهبي استجد في العام 2005. لم يكن هو نفسه ما كان من ألف سنة كما يروج ويشاع ويحرّض وإلا لما كان يستيقظ الآن. لكل نزاع أسبابه الواقعية الراهنة وعلينا ان نفهم أننا نمارس ارتدادات خاطئة مشوهة على حدث كبير بدأ مع المشروع الأميركي لاستباحة المنطقة. لنصف قرن خلا كنا عرباً حتى عرّبنا الجماعات العرقية والقومية والاثنيات غير العربية. لم نكن في هذا على حق، لكننا لم نكن نعرِّف أنفسنا بالأديان والطوائف والمذاهب. فشلنا في بناء كيان سياسي واحد لهويتنا العربية لكننا لا يمكن ان نبرّر لحاضرنا ومستقبلنا ان نشكل مجتمعات قبلية ما قبل العروبة وما قبل الإسلام. في العروبة وفي الإسلام كنا نتجاوز القبلية نحو الدولة والمجتمع الإنساني وكل تمذهب سياسي هو قبلية تنكرها العروبة وينكرها الإسلام. الجميع يعرفون هذه الحقيقة لكنهم يستثمرون بالسياسة. ليستثمروا ما شاؤوا لكن ليس بنار تصعب السيطرة على حدودها.
- 'الأخبار'نادر فوز:14 آذار وعوكر: ذاكرة &laqascii117o;السمكة الذهبيّة"
... إنّ عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما مهدّد، واحتمال سقوطه في الانتخابات النصفية كبير، مشيرين إلى عودة المنطق البوشي في التعاطي مع حزب الله و&laqascii117o;الميليشيات المسلحة اللبنانية". لكن في الفريق الأكثري من استخلص الدروس من تجربة 2005-2008، وأيقن أنّ التشجيع الأميركي لا يتجاوز خط الدعم المعنوي، وأنّ الإدارة الأميركية عاجزة عن حماية حلفائها في لبنان. فثمة بين الأكثريين من يتحدث عن أداء المسؤولين الأميركيين بين 5 و7 أيار 2008. في تلك الفترة، إذ بعد أن أصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قراري التفجير الداخلي، توجه عدد من شخصيات 14 آذار، أقطاباً ووزاء ونواباً سابقين، إلى عوكر وطلبوا منها الحماية والقيام بالخطوات اللازمة لردع أي تحرك يهدّد الأكثريين ومواقعهم. في صباح 5 أيار، وبعد ساعات على صدور قراري الحكومة، كان ذاك الوفد يجلس في ربوع السفارة الأميركية وينتظر التهنئة على هذه الخطوة الجبّارة التي كان من شأنها حشر حزب الله وإغراقه في الوحول الداخلية. ومن وسائل الحماية التي طلبها الوفد الأكثري، أن تقوم القوات الأميركية الموجودة عند الحدود العراقية – السورية، بتحرك وإعادة تموضع، مما قد يفسّر بأنه رسالة أميركية لدمشق بأنّ التعرّض لقوى 14 آذار في لبنان لن يمرّ مرور الكرام على إدارة دمشق وأحوالها. تعجّب المسؤولون الأميركيون لهذا الطلب وهذا الإلحاح الأكثري، واكتشف الأكثريون بجد أنّ عوكر تعاملهم على أنهم مجرّد بيادق، وأنها تعجز عن تأمين غطاء الحماية، إذ جاء الرد الأميركي بمنتهى الصراحة: &laqascii117o;نحن نعاني من سوريا التي يمرّ عبرها إرهابيّون إلى العراق، ويزعزعون الأمن فيه. سوريا تقتلنا وتقتل جنودنا في العراق، ونحن عاجزون عن ضربها. فكيف يمكن أن نضرب دمشق من أجل ملف في لبنان؟". ارتسمت الصدمة على وجوه الأكثريين في عوكر، وانسحب أعضاء الوفد الواحد تلو الآخر، وسارعوا إلى لملمة بعض الأمتعة أو إلى توزيع بعض الجعب للتصدي للقنبلة التي كانوا هم من حدّد توقيت انفجارها، متّكلين على ما ظنّوه مظلة أميركية واقية. حصل ما حصل في 7 أيار وما تلاه، وصولاً إلى اتفاق الدوحة، إلى أن سقطت 14 آذار في ضربة سياسية قاسية. لكنّ ذاكرة بعض الأكثريين كذاكرة &laqascii117o;السمكة الذهبية". نسي قسم منهم هذه الحادثة، ولم يتذكروا سوى مرور المدمرتين الأميركيتين، &laqascii117o;يو إس إس كول" و&laqascii117o;ناساو"، قبالة الشواطئ اللبنانية في آذار 2008. ومرور البارجتين إن دل على أمر، فهو أنّ دعم الإدارة الأميركية لفريقها في لبنان لا يتخطّى صفة الدعم المعنوي. وهو الأمر الذي دفع شخصيات في 14 آذار إلى العدّ حتى المئة قبل المشاركة في تنفيذ أي خطوة داخلية. وباعتراف بعض الأكثريين: &laqascii117o;خسرنا نحن وأميركا في لبنان، ومحاولة إحياء مشروع ثورة الأرز من شأنها استكمال نهش جسدنا وتدميرنا في السياسة".
- 'الأخبار'نقولا ناصيف: أيّهما يسبق الآخر
القرار الظنّي أم حـزب اللّّه؟ إلى أن يُستنفد الوقت، يختبئ رئيس الحكومة وحزب الله وراء التهدئة في انتظار أوان المواجهة الحتمية: أيهما يسبق الآخر، القرار الظني الذي يتّهم حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري، أم مباغتة الحزب خصمه بما يعطّل مفاعيل القرار؟ لا تعكس التهدئة السائدة بين طرفي النزاع في حكومة الوحدة الوطنية، سوى حدّة المأزق التي تجعل كلّاً منهما في حاجة إلى بعض الوقت قبل سلوك خيار المواجهة. لا أحد منهما يخفي أوراقاً تحت الطاولة، بل يتصرّف على أن الفريق الآخر يدرك موقفه تماماً، ومتيقن من أنه لن يساوم عليه. هكذا أوصدا أبواب التفاهم والبحث عن تسوية من خلال الحوار.
تعبّر عن هذا المنحى الملاحظات الآتية:
1 – اقتصار القمّة السعودية – السورية في الرياض، الأحد الماضي، على إبقاء التهدئة في لبنان في ظلّ خلاف شبه كامل على الملف العراقي، من دون إحراز أي تقدّم جدّي في الملف اللبناني، وأخصّه ما يتصل بمسار المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. جلّ ما أبرزه الملك السعودي الملك عبدالله للرئيس السوري بشّار الأسد، إقران استمرار التهدئة بمهلة أسبوعين فسحاً في المجال أمام جولة جديدة من الجهود والاتصالات الدولية.
2 – عدم توصّل اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري ومعاون الأمين العام لحزب الله حسين الخليل، مساء الثلاثاء، إلى أي نتيجة ملموسة. كانت هذه الخلاصة كافية لحزب الله كي يستنتج أن الاجتماع كان سلبياً. بقي كل من الرجلين على موقفه من القرار الظني وشهود الزور، واكتفيا بحصول اللقاء ليس إلا. وقد يمثّل مؤشراً إلى استبعاد أي لقاء آخر ما لم يسبقه استعداد أحدهما للتخلي عن تصلبه وشروطه. لكنه مؤشر إضافي أيضاً إلى تعذّر عقد لقاء بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في ظلّ هذا التصلّب.
– استمرار الحوار المقطوع بين دمشق ورئيس الحكومة، وكلاهما لا يبذل جهداً لمعاودته. بل إن زواراً بارزين للرئيس السوري سمعوا منه، في الأيام الأخيرة، كلاماً قاطعاً مفاده الآتي: لا آمال متوقعة بتفاهم وحلول سياسية. المعارضة تملك خطة للتحرّك، وعليها المبادرة ووقف إهدار الوقت، والتصرّف بلا تردّد من خلال مجلس الوزراء ومجلس النواب بما يعزّز موقعها ودفاعها عن وجهة نظرها. لم يكتم الأسد امتعاضاً من المماطلة، واعتقاده بأن الهوامش بدأت تضيق، في معرض إعرابه عن استيائه من الطريقة التي قارب بها الحريري علاقته بدمشق.
4 – تمديد مهلة تأخير بتّ ملف شهود الزور أسبوعين آخرين. ورغم إرجاء مجلس الوزراء، في جلسة الأربعاء الماضي، البحث فيه إلى الأسبوع المقبل، إلا أن هذه المهلة مرشحة للمرة الثالثة على التوالي للتمديد، من غير أن تسبقها – حتى الآن على الأقل – أي مفاجأة ريثما تكون الاتصالات المحلية والإقليمية حدّدت المسار الذي ستسلكه المواجهة بين الحريري وحزب الله. بإزاء تمسّك الحريري وحلفائه بعدم المساومة على المحكمة الدولية، أو اتخاذ أي موقف من القرار الظني قبل صدوره، أو إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، يتصرّف الفريق الآخر على أنه في صدّد تقويض الشروط الثلاثة.
5 – يوماً بعد آخر تنكمش فرص وجود فريق ثالث في منطقة رمادية بين الحريري وحزب الله. الدور الذي يحاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه برّي ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية الاضطلاع به، بغية لجم اندفاع الطرفين المتناحرين إلى مواجهة تختلط فيها الخيارات السياسية بالعصا الأمنية. ويسعى هؤلاء عبر الاتصالات المباشرة وغير المباشرة الدائرة بينهم إلى منح التسوية السياسية فرصة أوسع، من أجل فصل الخلاف على ملفّي القرار الظني وشهود الزور عن المحكمة الدولية. على نحو كهذا استقطبت الزيارة الأخيرة لرئيس المجلس إلى دمشق اهتمام الأقطاب الثلاثة الآخرين الذين سعوا إلى استكشاف الموقف السوري من المأزق الحالي بعد قمّة الرياض. وسيقود هذا الاستقطاب جنبلاط إلى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري في الساعات القليلة المقبلة والاطلاع على موقفه.
6 – رغم جهر العاصمة السورية بضرورة المحافظة على التهدئة والحؤول دون انتقال الخلاف السياسي إلى توتر أمني، بيد أنها لا تستقبل بحماسة وجود أفرقاء في منطقة رمادية، في وقت ترى نفسها فيه طرفاً مباشراً في المواجهة القائمة بين قوى 8 و14 آذار على المحكمة الدولية. في أحسن الأحوال، باستثناء رئيس الجمهورية الذي يحتاج إلى المحافظة على دوره التوافقي، تنظر دمشق إلى برّي وجنبلاط وفرنجية على أنهم جزء لا يتجزأ من المواجهة مع الفريق الآخر، وهم في صلب قوى 8 آذار وليسوا وسطاء بينهم وبين قوى 8 آذار، ولا بالتأكيد مع دمشق. والواضح أن الزعماء الثلاثة دقوا أكثر من ناقوس تحذير عندما ميّزوا، في مواقفهم، بين المحكمة الدولية وبين القرار الظني وشهود الزور. وإذ بيّنوا، بتفاوت، تأييدهم استمرار المحكمة، التقوا على التحذير من قرار ظني يقود البلاد إلى الحرب كفرنجية، أو إلى الفتنة كجنبلاط، وعلى ضرورة بتّ ملف شهود الزور ومحاكمتهم في أسرع وقت ممكن كبرّي.على أبواب مواجهة محتملة، في غياب أي استعداد لتسوية سياسية على المحكمة الدولية، ينطلق حزب الله من واقعين: أنه لم يأخذ على محمل الجدّ اتهام أفراد منه باغتيال الحريري الأب إلا عندما أفصح الحريري الابن لنصر الله عن هذا المنحى الذي سيسلكه القرار الظني. حتى ذلك الوقت، رغم العاصفة التي أحدثتها دير شبيغل الألمانية بتوجيه الاتهام باكراً إلى حزب الله، قبل سنة ونصف سنة من الموعد المتوقع لصدور القرار الظني، أتت مفاتحة رئيس الحكومة الأمين العام للحزب في سبل مواجهة اتهام كهذا يُوجّه إلى أفراد غير منضبطين اغتالوا الرئيس السابق للحكومة، وعدّهم كبش محرقة لتجنيب لبنان فتنة مذهبية، بمثابة إعلان بتهديد مباشر ينتظر حزب الله. مثّلت هذه المكاشفة إنذاراً أول صدّقه الحزب، وأعدّ العدّة لمواجهته. لكن هذا الاحتمال استعاد في الوقت نفسه، بالنسبة إليه، تجربة سوريا مع التحقيق الدولي بين عامي 2005 و2009: اتهم التحقيق الدولي سوريا بجريمة الاغتيال بغية النفاذ إلى حزب الله على أنه أداة منفذة للعقل المدبّر. على نحو مماثل فإن احتمال توجيه القرار الظني الاتهام إلى الحزب كأداة منفذة للاغتيال يتوخى بدوره تكرار وجهة الاتهام إلى سوريا كعقل مدبّر أو ذي دور مباشر في الجريمة، نظراً إلى تحالف الطرفين وإمكانات التسلّح غير المحدودة التي وضعتها دمشق في تصرّفه. بذلك يصبح حزب الله وسوريا المسؤولين الحتميين المعنيين باغتيال الحريري الأب.
ثانيهما، يلتزم حزب الله الصمت في الإجابة عن سؤال يُطرح عليه، وهو كيف سيخوض معركة إسقاط المحكمة الدولية عبر المواجهة المباشرة مع القرار الظني؟ تملك قيادة الحزب الجواب ولا تفصح عنه، ولا توسّع الاجتهاد في توقع تكرار تجربة 7 أيار 2008 أو تكرار تجربة حكومة 2005 بالاعتكاف ثم الاستقالة، إلا أنها تتصرّف على أنها متيقنة من أن القرار الظني سيوجّه الاتهام إلى الحزب. في جزء ظاهري من التزام الصمت تأكيد حزب الله تمسّكه بالتهدئة إلى أن يشعر باستنفاد الوقت حتى الرمق الأخير. لكنه يكتفي بالتذكير بحالين متباعدتين: الأولى عام 2000 عند انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي كان يحتلها في الجنوب، فلم يقل حزب الله كيف سيحتفظ بسلاحه ويُكسبه شرعية شعبية بعدما انتفت الذريعة الرئيسية لمقاومته، وهي وجود الاحتلال الإسرائيلي على أجزاء من الجنوب. والثانية عام 2008 عندما أعيد طرح السؤال عليه بمنطق مختلف: كيف سيدافع عن سلاحه لجبه الحملة الشرسة التي كانت تخوضها ضدّه قوى 14 آذار من داخل السلطة ومع مجلس الأمن؟ فلم يُجب أيضاً.في الحال الأولى أبقى على سلاحه بين يديه، وفي الثانية دافع عنه.
- 'الديار'كمال ذبيان: أميركا تخسر لبنان للمرة الثالثة كساحة لها تدير منها وتصنع الشرق الأوسط / قلق وتوجّس من زيارة نجاد فحضر فيلتمان واتصلت كلينتون للترغيب والترهيب
هي المرة الثالثة التي تخسر الولايات المتحدة الاميركية لبنان، كساحة لها، تدير من خلالها عملياتها السياسية والامنية في المنطقة، وهي تعتبر هذا البلد الصغير في رقعته الجغرافية الطبيعية، مؤثراً في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ألم يكن مركزاً متقدماً للمخابرات البريطانية، التي كانت لها مدرسة في شملان (قضاء عاليه) لتدريب وتخريج مسؤولين فيها، كما أن فرنسا اعتمدت بلد الارز، نقطة انطلاق لنفوذها وبوابتها الى العالم العربي، وان اميركا حوّلته في منتصف الخمسينات، ما سمي بـ&laqascii117o;النقطة الرابعة" لاهميته في مشروع رئيسها آنذاك دوايد ايزنهاور، لمحاربة تمدد النفوذ الشيوعي في الشرق الادنى، وأدخل الرئيس كميل شمعون في عهده لبنان في هذا المشروع، كما سعى الرئىس الاميركي السابق جورج بوش، ان يكون لبنان المنطلق لمشروعه &laqascii117o;للشرق الاوسط الجديد"، فاطلق منه &laqascii117o;ثورة الارز" بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لتعميم الديموقراطية في المنطقة...فالزيارة الايرانية الى لبنان، لم ترق للمسؤولين الاميركيين والاسرائيليين، اذ اعتبرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، اقتراب لبنان من ان يكون في الدائرة الايرانية بكامله، ونظر اليها القادة الصهاينة، على انها &laqascii117o;الجولة التي تسبق الانقلاب"، وتم تحميل رئيس الحكومة سعد الحريري المسؤولية عن &laqascii117o;شرعنة زيارة نجاد". ...يبقى على الرئيس سعد الحريري ان يغير السلوك، وهو قد بدأ مع زيارة سوريا ومصالحته مع رئيسها بشار الاسد واعترافه بشهود الزور وما سببوه من اضرار واساءات وتخريب. اذا خطى رئىس الحكومة الخطوات الباقية، باجتثاث ما تبقى من المرحلة السابقة من الوصاية الاميركية، يكون لبنان دخل مرحلة الاستقرار.
- 'الديار'جوني منيّر: &laqascii117o;ندم دوليّ" لعدم تمكّن المحكمة من إصدار القرار الظنّي بشكل مُفاجىء ومُباغت أجواء بيروت تُشير إلى أنّ الهدنة قصيرة... والآتي أعظم... باريس مُطمئنّة... إقتراح بتشكيل لجنة تدرس حيثيّات القرار الظنّي
... اما بخصوص القرار الظني فتهمس الاوساط نفسها بالقول بات معروفا ان القرار الظني سيطال عددا من الاسماء لدى &laqascii117o;حزب الله" لكن المسألة ستقف هنا، ولن تذهب الامور باتجاهات ابعد، تماما كما حصل مع قضية لوكربي، حيث ادين ضابطان ليبيان من دون الوصول الى رأس الدولة. واذا قيل للفرنسيين ان حزب الله لن يقبل بذلك وهو اعلن ذلك، عندها لا يمكن الا ان ينفّذ ضربته على طريقة &laqascii117o;عليّ وعلى اعدائي يارب" فماذا ستفعلون في هذه الحالة؟ تجيب الاوساط الفرنسية بشيء في الارتباك ان حساباتنا تتوقف هنا. انت تقول ان حزب الله قد يتحرك على طريقة حماس في غزة. وبصراحة ليس لدينا حتى الساعة اي تصور لذلك. لكن واشنطن وباريس تعتقدان ان حزب الله لن يقدم على هذه الخطوة لان لا افق لديه ولبنان يختلف بتركيبته عن غزة ولا تخفي هذه الاوساط ندمها لعدم صدور القرار الظني بشكل مفاجئ ومباغت. وتضـيف هـذه الاوسـاط بأن قناعتها بأن حزب الله في خـطوته الحالية يسعى لأكثر من مواجهة القرار الظني فهو يريد ان يصل لفرض معادلة سياسية جديدة شـاملة عـلى انقـاض اتفاق الطائف ولكن المرحلة الحالية يبقى سقفها اتفاق الطائف حتى اشعار اخر. لذلك فإن المجتمع الدولي يرفض حصول اي تغيير حكومي حتى ولو تطلب ذلك بقاء الحكومة الحالية مشلولة ومعطلة. وتضيف هذه الاوساط لا بد لحزب الله ان يقتنع انه وصل الى الذروة وانه يجب ان يحسب من الان وصاعدا حساب التخفيف من الخسائر وليس تحقيق المزيد من الانتصارات. وبدت هذه الاوساط وكأنها تلحظ لسوريا دورا اخر تحتمه مصالحها. فصحيح انها تدرك بأن التحالف السوري - الايراني يسـتند علـى عـدة نـقاط قـويـة الا ان الاوساط الفرنسية تعتقد ان مصالح سوريا تختلف في بعض اوجهها عن المصـالح الايـرانية في لبنان وبالتالي فإن المجتمع الغربي سيتعاطى مع هذا &laqascii117o;التمايز" بكثير من الحنكة. وتتحدث الاوساط