المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات وافتتاحيات ومقالات من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 10/11/2010

آخر المستجدات

ـ صحيفة 'النهار':
'يديعوت أحرونوت': الحريري على شفا انهيار والمحكمة ستتهم مغنية وشوكت وسليماني
ادعت امس صحيفة 'يديعوت احرونوت' الإسرائيلية أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على شفا انهيار عصبي بسبب الضغوط الأميركية والأوروبية عليه لنشر قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عن اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري من جهة ، وأخرى عربية تطالبه بالامتناع عن نشر القرار من الجهة الأخرى.وقالت إن مقربين من الحريري وجهوا في الأيام الاخيرة تحذيرات إلى البيت الأبيض في واشنطن والزعماء الفرنسيين والقصر الملكي السعودي، قالوا فيها إن رئيس الوزراء اللبناني على شفا انهيار عصبي بسبب الضغوط التي تمارسها عليه في شأن نشر نتائج التحقيق الدولي في اغتيال والده. وأضافت أنه بموجب بعض التقارير قد يلجأ الحريري إلى العمل السري أو يغادر لبنان عقب تهديدات لحياته.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تمارسان ضغوطا مكثفة على الحريري وتطالبانه بنشر نتائج تحقيق المحكمة الدولية وتجاهل تهديدات ألامين العام لـ'حزب الله' حسن نصر الله ، الذي قالت 'يديعوت أحرونوت' إنه هدد بحرب أهلية في لبنان وبمواجهات دامية في أنحاء الدولة.
وأوردت أنه من جهة أخرى أن السعودية انضمت إلى الضغوط الإيرانية – السورية على الحريري لمنع نشر نتائج قرار المحكمة الدولية أو اعتبار هذا القرار 'مؤامرة تهدف إلى تدمير لبنان'، وأن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز 'حذر من أنه اذا ظهرت في القرار أسماء قياديين في حزب الله فإن من شأن نشره أن يؤدي إلى موجة اغتيالات وعمليات خطف لأركان الحكومة ومندوبين أجانب في لبنان وتعميق سيطرة إيران في لبنان'.
ولفتت الى إن الحريري يتعرض لضغوط أخرى من عائلته وخصوصا من أرملة والده نازك الحريري التي تطالب 'بالمضي حتى النهاية' وكشف هوية 'كل من شارك في الاغتيال'.
'المتهمون' بالاغتيال
من جهة أخرى نسبت الصحيفة إلى تقارير أجنبية أن المحكمة الدولية ستتهم القيادي العسكري السابق في 'حزب الله' عماد مغنية وصهر الرئيس السوري المسؤول الكبير في الاجهزة الامنية السورية اللواء آصف شوكت والقائد الكبير في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني. وقالت في هذا السياق إنها حصلت على معلومات مفادها أن سوريا تستدعي سياسيين لبنانيين على رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وتحاول تجنيدهم لإقناع الحريري بالإعلان أن نتائج التحقيق هي 'مؤامرة لتدمير لبنان' وفي موازاة ذلك تمارس إيران ضغوطا على لبنان من أجل منع نشر القرار.


ـ صحيفة 'الأخبار':
إسرائيل تضم شوكت وسليماني إلى &laqascii117o;القرار الاتهامي"
... أفادت صحيفة هآرتس بأن الانطباع السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن المحكمة الدولية، المكلفة بالتحقيق في ظروف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، تراكم أدلة على تورّط مسؤولين كبار من حزب الله في عملية الاغتيال. وفيما توقعت هآرتس أن يبادر الأمين العام لحزب الله إلى خطوات عدة علنية تهدف إلى التشويش على القرار الاتهامي، رأت أيضاً أن توجيه الاتهام إلى مسؤولين في حزب الله سيؤدي إلى توجيهه إلى نصر الله، الذي &laqascii117o;سيُقدّم كمتورّط في عملية الاغتيال أو بصفته مسؤولاً عن شخصيات عملت من دون موافقته".
من جهتها، قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس، إن القرار الاتهامي المزمع صدوره عن المحكمة يثير قلقاً كبيراً في العالم من ردود الفعل المحتملة لحزب الله، ما استدعى اجتماع مسؤولين رفيعي المستوى من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة في أوروبا، نهاية الأسبوع الماضي، من أجل مناقشة هذه المشكلة. وبحسب القناة، لا يزال من غير الواضح حتى الآن طبيعة الخطوات التي ستتخذ في هذا المجال.
وعلى خط الاهتمام الإسرائيلي المتزايد بالحدث اللبناني، رأى وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، أنه يتعين على حزب الله أن يقلق من القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، &laqascii117o;لأن الجميع يعلم أنه متورّط كلياً في قتل الحريري". وأعرب شالوم عن أمله بألا يكون هناك وضع في النهاية يجعل سعد الحريري يخضع ويوافق على الدعوات &laqascii117o;غير المقبولة أبداً" لوقف المحكمة التي ستكشف من هم قتلة أبيه. وتنبع خشية شالوم، بحسب تعبيره، من ذهاب الحريري الابن إلى دمشق وعودة شخصيات لبنانية أخرى للحج إلى دمشق من جديد، وهذا يعني، وفق شالوم،&laqascii117o;أن مسار القرار 1559 قد لا يتم".
كلام شالوم جاء في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية، أول من أمس، تطرقت إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم عن صدور القرار الظني في اغتيال الحريري، والذي سوف يُدخل، بحسب الإذاعة، &laqascii117o;كل الشرق الأوسط، وبالتأكيد لبنان وربما إسرائيل أيضاً، في نوع من الاستنفار والاستعداد، وليس السبب أنه لنا علاقة بهذا، لكن نحن يمكن، بعد أن ذقنا المر من حزب الله، أن نتلقى مفاجأة منه". وبناءً على ذلك، ركزت الإذاعة أمام شالوم على أسئلة تتعلق بمدى جهوزية الحكومة الإسرائيلية لمواجهة تداعيات القرار، في ظل كثرة المشاكل التي تواجه إسرائيل.
ورأى شالوم، الذي شغل منصب وزير خارجية إسرائيل إبان صدور القرار 1559، أن حزب الله &laqascii117o;يقوم بكل شيء من أجل الاستعداد لليوم المناسب، للسيطرة على كل لبنان، ومعروف للكثير من الجهات في لبنان، وأيضاً معروف لجهات دولية، أنه للأسف الشديد، حتى اليوم لم يقوموا بالعمل المطلوب من أجل وقف هذا التطور المثير للقلق".
وتطرق شالوم إلى سلاح حزب الله الذي يمثّل &laqascii117o;ظاهرة مثيرة للقلق على نحو كبير"، لافتاً إلى أن السلاح الموجود في أيدي الحزب اليوم &laqascii117o;هو أكبر بـ3 أو بـ4 أضعاف مما كان عليه عشية حرب لبنان الثانية في الـ2006". وكرر شالوم اتهام سوريا وإيران بنقل الأسلحة إلى الحزب، معتبراً أن هذا الأمر &laqascii117o;هو الظاهرة الأخطر، وهي ظاهرة معروفة لدى أغلب الأجهزة الاستخبارية في العالم". ومع ذلك، أقرّ شالوم بالعجز عن منع هذه الظاهرة، قائلاً إن إسرائيل &laqascii117o;لن تذهب إلى حرب من أجل هذا الموضوع".

وذكر المحلل السياسي في الإذاعة الإسرائيلية، يوني بن مناحيم، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيبحث التطورات في لبنان مع المسؤولين الأميركيين، الذين سيلتقيهم خلال زيارته للولايات المتحدة.
ورأى بن مناحيم أن الاختبار الحقيقي للمجتمع الدولي يكمن في ألا يسمح بمعمعة التحقيق، رغم التهديدات التي تتعرض لها الحكومة اللبنانية ومن يقف على رأسها. وحذر من أن تراجع الغرب وتجميد عمل المحكمة الدولية، سيضعف أكثر من قوة معسكر 14 آذار، وسيشجع ظاهرة الاغتيالات السياسية في لبنان. كذلك رأى أنه لا مفرّ من عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي من أجل اتخاذ قرارات تؤيِّد حكومة الحريري، وتحذِّر حزب الله من السيطرة العسكرية على لبنان، بعد إعلان قرار المحكمة الدولية في لاهاي.


ـ صحيفة 'السفير':
إسرائيل تستكمل جهوزيتها للعدوان ... وبيلمار قد يفاجئ الجميع بموعد القرار الاتهامي
الحرب الأميركية ضد لبنان: اتهام 'حزب الله' يمهّد لاجتياح إسرائيلي
تجاوز الأمر وجهة تعامل مجلس الوزراء، مع ملف شهود الزور، وكيفية صرف وليد جنبلاط الرصيد السياسي الكلامي الذي قدمه للمعارضة وسوريا طيلة سنة وثلاثة أشهر، وبلوغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان لحظة تحديد الخيارات الكبرى، بعد سنتين ونصف السنة من تدوير الزوايا والتسويات، ليصل إلى حد محاولة الإجابة عن سؤال كبير، حول ما تضمره الولايات المتحدة للبنان، وتحديدا لـ 'حزب الله' ومن ثم سوريا، ربطا بإعادة تزخيم حضورها اللبناني وإعادة شد ازر فريقها السياسي والتصرف كأن أميركا اليوم في المنطقة هي نفسها، غداة احتلال العراق في العام 2003. لدى مراجعة كتاب 'في سر الرؤساء' للفرنسي فانسان نوزيل، وما تضمنه من وثائق ومحاضر رسمية أميركية وفرنسية، مهدت لصدور القرار 1559، تتكون قناعة عند المتابعين لتلك المرحلة، أن المطلوب، بعد احتلال العراق، ضرب سوريا وإيران و'حزب الله' والبنية الفلسطينية المقاومة... قبل أن يتبلور شيء اسمه 'الملف النووي الإيراني'. اختار جاك شيراك التركيز على الحلقة الوسطية، أي سوريا، فمع انهيار النظام السوري، ينقطع 'الأوكسيجين' السياسي والعسكري عن 'حزب الله'، ويكون عليه ان يختار الانضواء السياسي في المعادلة اللبنانية بتخليه عن سلاحه.. وإذا قرر العكس، فتتولى إسرائيل الباقي وعندها لن يكون بمقدور، لا النظام الذي يكون قد تغير في سوريا ولا إيران التي تكون قد فقدت ظهيرها العربي، تقديم الدعم والمساندة للمقاومة في لبنان... وعندها تنهار المقاومة، وتصبح المهمة الأخيرة، حصار إيران تمهيدا لإسقاط نظامها الإسلامي. جرّب الفرنسيون بالتنسيق مع الغرب إعطاء إشارات ايجابية لـ'حزب الله'، وكذلك لإيران في تلك المرحلة. الحزب لن يوضع على لائحة الإرهاب في أوروبا وثمة مسعى لفتح قنوات الحوار السياسي بينه وبين الأوروبيين... في ظل هذا المسار، جرت عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكان قرار الخروج السوري من لبنان وقررت المقاومة ومعها كل حلفاء سوريا 'الاحتماء' في مواجهة العاصفة الدولية ـ العربية. سقطت حكومة عمر كرامي، وولدت حكومة نجيب ميقاتي. أقيل من أقيل من قادة الأجهزة الأمنية قبل رميهم في السجون. وقبل أن يكتمل الانقلاب، انعقد 'التحالف الرباعي'، بـ'خدعة' ضمن السياق ذاته، فحصل سعد الحريري ووليد جنبلاط وفريقهما على الأكثرية على حساب ميشال عون تحديدا... لم تمض أسابيع قليلة حتى بدأ الانقلاب على 'التحالف' نفسه، وكان قرار الانحناء أمام العاصفة مجددا، تحت وطأة استمرار الاغتيالات والتفجيرات من لون سياسي معين... وأحيانا على طريقة اغتيال الشهيد جورج حاوي التي خالفت كل التوقعات... وصولا الى اقرار المحكمة الدولية بقرار من مجلس الأمن ومنع محاولة لبننتها ووضع ضوابط لها في نهاية العام 2005. وسواء اعتمدت رواية كتاب 'في سر الرؤساء' حول كيفية 'إفلات' النظام السوري مما كان مضمرا له ولـ'حزب الله' في ضوء هزيمة إسرائيل في 'حرب تموز' 2006، أو اعتمدت روايات أخرى تؤدي للنتيجة نفسها، فإن مسارا جديدا رسخته تلك الحرب... وخير دليل على ذلك، عند مبادرة أحد كبار الأمنيين اللبنانيين للقول مرارا لسائليه 'نحن كنا ندرك منذ مطلع العام 2006 أن 'حزب الله' هو من قتل رفيق الحريري، لكننا لم نكن جاهزين لمواجهته، فقررنا استنادا إلى معطيات خارجية وداخلية، استثمار الجريمة بوجه سوريا.. ونجحنا في ذلك إلى حد بعيد'. لكن، هل أنتم اليوم في جهوزية لمواجهة 'حزب الله'؟ يجيب المسؤول الأمني اللبناني نفسه:' المواجهة ليست معنا، بل مع مجلس الأمن. فهل يستطيع الحزب أن ينفذ 7 أيار بوجه مجلس الأمن الدولي'؟
بعد 'حرب تموز'، وخاصة في 'لقاء العقبة' في أعقاب ذلك النصر التاريخي الذي اكفهرت له وجوه كثيرة في المنطقة، وغير الكثير من المعادلات والحسابات، جلس للمرة الأولى، قادة أمنيون عرب وإسرائيليون وأميركيون، وتم التركيز على أولوية مواجهة 'حزب الله' بعدما أفلت السوري من القبضة الدولية وخرج نظامه أقوى من أي وقت مضى. وقتها جاء من يسرب الآتي: مسؤولية جريمة اغتيال رفيق الحريري تبدأ من قاسم سليماني (قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني) وتمر بمحمد سليمان في سوريا وتصل الى عماد مغنية في لبنان! أصاب التعديل معادلة جاك شيراك ـ جورج بوش، لكن مضمونها ظل واحدا: الهدف إيران وسوريا و'حزب الله' وقوى المقاومة في فلسطين المحتلة، خاصة في ضوء نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت فيها 'حماس'... لكن صار 'حزب الله' وقوى المقاومة الفلسطينية هم الهدف الأول، وصار مطلوبا، في المقابل، تحييد سوريا والتركيز على 'مخاطر الملف النووي الإيراني'، وعلى 'الهلال الشيعي'، في إشارة إلى ما أسماه الأردنيون وغيرهم 'التمدد الفارسي' في المنطقة... وتبين بفضل كتاب ' في سر الرؤساء' أن مصطلح 'الهلال الشيعي'، هو مصطلح تولى صياغته جاك شيراك مباشرة بعد سقوط العراق في العام 2003. سرعان ما ارتاحت سوريا واستعادت نفوذها الإقليمي، وصارت أبرز لاعب عربي، في ظل عجز الآخرين من العرب أو انكفائهم، وتراجع الضغط الدولي والإقليمي. وفي المقابل، تعاظم دور 'حزب الله' وقوى المقاومة الفلسطينية في الاستعداد لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل، وتعزز بالتالي النفوذ الايراني باعتباره مصدر الدعم السياسي والمادي. وعندما نشرت 'دير شبيغل' ما نشرته في العام 2008، كانت تعبر عن وجود مناخ دولي ـ إقليمي باستهداف المقاومة، وها هي ساعة الحقيقة تقترب، فأي سيناريو يمكن رسمه للآتي من الأيام؟ وإذا كان هناك ما يبرر الهجوم الأميركي في العام 2004 في أعقاب احتلال العراق، فما الذي يبرر هذا الهجوم الأميركي اليوم، وما هي ركائزه، ولماذا هناك من يجدد الرهان عليه لبنانيا واقليميا؟ يقول خبراء دبلوماسيون ان قناعة تكونت لديهم منذ زيارة جيفري فيلتمان وكل الحركة الأميركية والغربية التي تلتها، وصولا إلى زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي جون كيري، مفادها أنه لن يكون هناك قرار اتهامي ضد 'حزب الله' إذا لم تكن هناك جهوزية إسرائيلية للحرب ضد المقاومة في لبنان، ولن يكون هناك قرار سياسي في إسرائيل بشن الحرب إذا لم يكن المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار جاهزا لإصدار قراره الاتهامي. يعني ذلك، بحسب الخبراء أنفسهم، أن الترابط صار وثيقا بين الاتهام والحرب، لكن في ظل عنصر ثالث مكمل لهما ويقع وسطهما تماما، وهو التداعيات التي يفترض أن ينتجها القرار الاتهامي في البيئة اللبنانية (الفتنة تحديدا). وهنا جوهر الأمر كله، ذلك أن 'التحكم' بالمحكمة واتهامها الجاهز هما قرار أميركي مثلما يتحكم الأميركي والاسرائيلي وحدهما بقرار الحرب ضد لبنان وتوقيتها. أما التداعيات، فيستطيع كل طرف لبناني أن يتحمل مسؤولياته في مواجهتها. فالأكثرية، وعلى رأسها سعد الحريري، تقول ان اتهام 'حزب الله' ليس نهاية العالم، وإنه 'بمقدور الحزب أن يدافع عن نفسه، وإننا لن نقبل الا أن يكون الاتهام مبنيا على أدلة'! في المقابل، لم تحسم المعارضة خياراتها، لكنها تضبط ايقاعها وفق رؤية 'حزب الله' الذي يضع نصب عينيه أولا الاستعداد للحرب التي لا بد من أن تشنها اسرائيل، لذلك هو يرغب بحذف الاتهام لكنه لا يملك القدرة على ذلك، لذلك تصبح خياراته مندرجة تحت عنوان الحد من الخسائر ما دامت واقعة حتما بمجرد أن الاتهام سيصدر ـ اذا صدقت التكهنات والتقديرات وشبه المعلومات الذي 'تسرّب' وتعمم ـ بمعزل عما يردده البعض حول وجود خلافات جديدة بين قضاة المحكمة حول مضمون القرار وتوقيت صدوره وتداعياته على الوضع اللبناني. 'إسرائيل جاهزة للحرب' وإذا كان موضوع 'التداعيات' هو العنوان اللبناني البحت، ويمكن تصور عشرات السيناريوهات، فإن السؤال هو هل أصبحت اسرائيل جاهزة للحرب؟ يجيب عن السؤال مراسل 'السفير' في باريس محمد بلوط في التقرير الآتي: 'نعم. إسرائيل جاهزة للحرب ضد لبنان'. هذه خلاصة حملها مسؤول فرنسي عاد من جولة شملت منطقة شمال فلسطين المحتلة قبل أربعة أسابيع. وقال المسؤول الفرنسي إن جولته ليست الأولى من نوعها، لا سيما بعد حرب تموز 2006. وكانت انطباعاته الماضية تؤخذ في الحسبان لتكوين صورة في الدوائر الفرنسية المعنية عن الخطط الإسرائيلية إزاء لبنان. وقال الزائر الفرنسي، إن الإسرائيليين أبلغوه أنهم استكملوا في الأشهر الأخيرة، استعداداتهم العسكرية والمدنية، وان البنى التحتية والملاجئ في شمال فلسطين المحتلة، وخاصة المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان، باتت جاهزة لمواجهة احتمالات الحرب في أي لحظة. وفي الوقت نفسه، استكمل الإسرائيليون سلسلة مناورات هدفها اختبار قدرة الأركان والفرق الجديدة في الفيلق الشمالي الذي أعيد بناؤه، على تنفيذ الخطط المعدة في مسرح العمليات ضد 'حزب الله'، بأسرع وقت ممكن. وبحسب المصدر الفرنسي نفسه، فإن المناورات، التي جرى آخرها، في شباط الماضي، تستند الى مواجهة سلسلة من شبكات الصواريخ المتطورة، وكثافة نيرانية قد تهدد أمن إسرائيل، بالإضافة إلى صواريخ طويلة المدى وأنظمة دفاع جوي. ولاحظ الزائر الفرنسي أنه بخلاف المرحلة الماضية، التي كان العسكريون في اسرائيل رأس حربة المعارضة لأي عملية جديدة ضد 'حزب الله'، وضرورة الاستثمار الزمني أكثر في عمليات التدريب والتسليح، فإن ثمة انقلابا في موقف هؤلاء العسكريين الذين صاروا طليعة المتحمسين للقيام بعملية عسكرية، وإنهم على أتم الاستعداد لتنفيذ اي هجوم عسكري ما إن يصدر الأمر السياسي. ونقل الزائر أنه منذ استقالة الجنرال موشيه سوكينيك من مهمته في إعادة بناء طابور الشمال (حلقة الوصل بين القيادة والكتائب الميدانية)، وتوجيهه انتقادات قاسية لعدم كفاية الميزانية للتدريب، رغم مضاعفتها أربع مرات، خلت القيادة من الأصوات المؤثرة التي كانت تستمهل حتى بداية الصيف أي عملية هجومية. ونقل الزائر أن إجماعا بات يسود الجيش الإسرائيلي بقدرته على خوض الحرب ضد 'حزب الله'، متى قررت القيادة السياسية ذلك. واختار الزائر للتعبير عن انطباعه برسوخ التوجه نحو الحرب، ما قاله غادي آيزنكوت من أنه 'حينما تندلع الحرب المقبلة، يجب أن تحسم بسرعة وبقوة، من دون إيلاء أهمية للرأي العام العالمي'، كما 'انه لن تحظى لا الولايات المتحدة، ولا الدول التي تشارك قواتها في 'اليونيفيل'، بتنبيه كافٍ إلى اقتراب موعد الهجوم على 'حزب الله'. إذ لن تُلاحظ حشد الاحتياطي الإسرائيلي ولا التحركات العسكرية الكبيرة إلا بعد بدء الحرب. ويعني ذلك أنه لن يتسنى لها الوقت للقيام بمساعٍ دبلوماسية وقائية تقنع إسرائيل بالعدول عن الحرب'. القرار الاتهامي سيصدر، ربما أسرع مما يتوقع كثيرون، ليس في شهر كانون الأول بل ربما قبله، وإسرائيل جاهزة للحرب، و'حزب الله' هو الهدف. وإذا أصيب فسيكون السوري هو الهدف التالي، على عكس معادلة جاك شيراك ـ جورج بوش في العام 2004. هل يظن أحد من العاقلين أو غير العاقلين، أن سوريا يمكن أن تقف على الحياد، في حال توجيه الاتهام ضد 'حزب الله'. وهل 'اكتشف' من بيدهم الأمر لماذا وقف 'حزب الله' عندما اتهمت سوريا في العام 2005 في ساحة رياض الصلح للقول 'شكرا سوريا'... وماذا سيقول غدا الأمين العام ل'حزب الله' السيد حسن نصر الله. وبعده، ماذا سيقول السوريون في كل العنوان اللبناني في الآتي من الأيام؟ لمن يسأل عن 'سر' الهجمة الأميركية ورهان البعض عليها، أن يبحث عن عنوانين متلازمين لا ثالث لهما: القرار الاتهامي وتداعياته والحرب الإسرائيلية ضد لبنان.


ـ 'النهار':

بوش رأى في حرب صيف 2006 'فرصة لتوجيه ضربة كبيرة لحزب الله'
أكد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في مذكراته بعنوان 'نقاط القرار' الكثير مما كتب عن قراراته المتعلقة بلبنان وسوريا وفلسطين وايران خلال رئاسته، مثل قوله ان جذور القرار 1559 تعود الى اقتراح للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لمساعدة لبنان والضغط على سوريا لسحب قواتها من لبنان، واقتناعه بأن الأدلة الناتجة من التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري 'تظهر ان هناك مؤامرة سورية' وراء الاغتيال. كما ان بوش لا يخفي انه رأى في حرب صيف 2006 بين اسرائيل و'حزب الله'، 'فرصة لاسرائيل كي توجه ضربة كبيرة الى حزب الله والذين يرعونه في ايران وسوريا'، لانه مقتنع بان الحزب مسؤول عن تفجير مقر مشاة البحرية الاميركية 'المارينز' في لبنان عام 1983 وتفجير برج الخبر في السعودية وهو مركز اقامة جنود اميركيين عام 1996، الى هجمات اخرى.
ويشير الى انه اصيب بالخيبة نتيجة الاداء العسكري السيئ لاسرائيل ولان اسرائيل ضيعت هذه الفرصة، ولان رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ايهود اولمرت 'أخطأ' عندما اعلن ان سوريا لن تكون هدفا للضربات الاسرائيلية.
ويضيف انه فكر جديا في قصف منشأة في سوريا قالت الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية انها نووية بعدما طلب منه ذلك أولمرت، وانه عدل عن ذلك لان اجهزة الاستخبارات الاميركية لم تعط صورة متكاملة عن البرنامج النووي السوري. وبعدما قصفت اسرائيل عام 2007 المنشأة ودمرتها، يؤكد بوش في مذكراته ان اولمرت 'لم يطلب ضوءاً أخضر، وانا لم اعطه مثل هذا الضوء'.
ويصف بوش، واحيانا تفصيلاً، المناقشات والخلافات في التوجهات والآراء بين مساعديه الكبار في هذه المسائل، إذ يؤكد المواقف المتشددة لنائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
ويذكر أن جذور القرار 1559 تعود الى اجتماع عقده مع شيراك في باريس في بداية حزيران 2004، عندما قال ويعرب عن خيبته لان الاسرائيليين خلال حرب 2006 شنوا هجمات لا قيمة عسكرية كبيرة لها، مثل قصفهم أهدافاً في شمال لبنان، وكيف غطت شبكات التلفزيون في المنطقة صور الدمار. ويقول ان اولمرت اخطأ عندما اعلن ان اسرائيل لن تهاجم سوريا، ذلك ان 'ابعاد خطر الرد العسكري افلت سوريا من الفخ وشجعها على مواصلة دعمها لحزب الله'.
ويلفت الى ان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي ايدت الهجوم الاسرائيلي أول الأمر بدأت في الاسبوع الثاني تدعو الى وقف النار، وهو موقف متباين مع مواقف بوش الذي يقول 'أردت ان اكسب الوقت لاسرائيل لاضعاف قوات حزب الله، واردت ايضاً ان ابعث برسالة الى ايران وسوريا، باننا لن نسمح لهما باستخدام التنظيمات الارهابية جيوشاً تعمل نيابة عنهما لمهاجمة الديموقراطيات بحصانة'. لكنه يضيف ان 'اسرائيل، ويا للأسف، زادت الامور سوءا' عندما قصفت بناية سكنية في قانا وقتلت 28 مدنيا، أكثر من نصفهم اطفال. ووصف بوش رئيس الوزراء اللبناني انذاك فؤاد السنيورة بأنه كان 'غاضبا' والقادة العرب دانوا بشدة اعمال القتل 'التي غطتها شبكات التلفزيون في الشرق الاوسط على مدار الساعة'.
وعقد بوش بعد قصف قانا جلسة لمجلس الامن القومي لمناقشة استراتيجية اميركا، و'الخلافات داخل الفريق كانت حامية، وقال ديك تشيني: علينا ان نترك الاسرائيليين ينهون حزب الله. وردت عليه كوندي (كوندوليزا رايس) : اذا فعلت ذلك فان اميركا ستصير ميتة في الشرق الاوسط '. وقد أوصت رايس بالسعي الى الحصول على قرار من مجلس الامن يدعو الى وقف  النار ونشر قوات دولية . ويلاحظ بوش بان خياري تشيني ورايس ليسا مثاليين'. وفي المدى القريب اردت ان ارى حزب الله ومؤيديه يتعرضون لاضرار كبيرة، وفي المدى البعيد كانت استراتيجيتنا هي عزل ايران وسوريا بطريقة تقلص نفوذهما وتشجع التغيير من الداخل'.
ويعتبر ان حرب اسرائيل على 'حزب الله' كانت لحظة محورية' في الصراع العقائدي' في المنطقة، ويقول في مقطع يدعو الى الاستغراب 'وخرجت الديموقراطية الفتية في لبنان أقوى مما كانت لانها اجتازت الامتحان. أما النتائج بالنسبة الى اسرائيل فانها كانت مختلطة، فقد اضعفت حملتها العسكرية حزب الله وساعدت على تأمين حدودها. وفي الوقت عينه فان الاداء الاسرائيلي العسكري المتضعضع كلفها صدقيتها الدولية'. وينهي بوش الفصل المتعلق بهذه الحرب بما يعتبره 'اعتذارا' من الامين العام لـ'حزب الله' حسن نصرالله إذ قال للبنانيين انه لو كان يعلم بحجم الرد الاسرائيلي العسكري لما كان قام بعملية خطف الجنود الاسرائيليين.
 ويروي أنه بعد مؤتمر انابوليس في 2007، أجريت مفاوضات مباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وايهود اولمرت أدت الى اقتراح سري من اولمرت لعباس يقضي باعادة معظم الاراضي في الضفة الغربية وغزة، وانشاء نفق بين الضفة والقطاع والسماح 'لعدد محدود' من اللاجئين بالعودة الى  اسرائيل، واعتبار القدس عاصمة مشتركة للدولتين، ووضع الاماكن المقدسة في عهدة لجنة غير سياسية من الشخصيات. وقد نوقشت ترجمة هذا العرض الى اتفاق علني، بما في ذلك قيام اولمرت بزيارة واشنطن 'واعطائي العرض وديعة'، على ان يقبل عباس العرض باعتباره يخدم مصالح الفلسطينيين. لكنه ختم بأن التحقيقات القضائية في اسرائيل بالتهم الموجهة الى أولمرت بالتلاعب بالاموال عندما كان رئيسا لبلدية القدس، أدت في النهاية الى استقالته.


- 'السفير':
بوش يأسف في كتابه &laqascii117o;لحظات القرار" لفشل أولمرت في القضاء على &laqascii117o;حزب الله": انتقد استبعاد ضرب سوريا في الـ2006... وخاف من الإطاحة بحكومة السنيورة
... في كتاب من 500 صفحة يحمل عنوان &laqascii117o;لحظات القرار" تناول الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بطريقته المسطحة المعتادة كافة الأحداث المهمة التي شهدها على مدى سنوات رئاسته الثماني بين العامين 2000 و2008 والتي امتلأت بالحروب والأحداث الساخنة، في منطقة الشرق الأوسط بالدرجة الأولى. الكتاب الذي صدر أمس واستبقه بوش الابن بسلسلة من اللقاءات التلفزيونية مع الشبكات الأميركية كان محاولة ساذجة لتبرير كافة القرارات التي اتخذها بالعودة إلى تكرار شعارات كاد أن ينساها الأميركيون بعد أن سئموها على مدى سنوات ثمان من قبيل &laqascii117o;الدفاع عن الحرية" و&laqascii117o;نشر الديموقراطية" و&laqascii117o;حماية القيم الأميركية" و&laqascii117o;محاربة الإرهاب."
وفي هذه الحلقة نتناول الأجزاء الخاصة بلبنان والعدوان الذي شنته اسرائيل عليه في صيف العام 2006، والتي جاءت في فصل يحمل عنوان &laqascii117o;خطة نشر الحرية".
1ـ القرار 1559
كما في الكتاب الذي نشر في فرنسا مؤخرا بعنوان &laqascii117o;سر الرؤساء"، أكد بوش في كتابه أنه بعد سنوات من الخلاف بينه وبين الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حول كافة التفاصيل تقريبا وخاصة حرب العراق، فإن ملف لبنان والرغبة في التخلص من نفوذ سوريا هناك كان القاسم المشترك الوحيد الذي جمعهما. هذا التعاون هو الذي أدى الى صدور القرار 1559 والذي تلاه اغتيال الحريري ثم انسحاب القوات السورية من لبنان. ويقول بوش عن ظروف صدور القرار 1559:
أنا والرئيس جاك شيراك لم نكن نتفق على الكثير. فالرئيس الفرنسي عارض الإطاحة بصدام حسين. ونعت ياسر عرفات بأنه رجل شجاع. وفي أحد الاجتماعات قال لي إن أوكرانيا جزء من روسيا.
لذلك كان الأمر بمثابة مفاجأة بالنسبة الي عندما عثرنا أنا وشيراك على مساحة للاتفاق في اجتماعنا في باريس في مطلع حزيران 2004. وأثار شيراك قضية الديموقراطية في الشرق الأوسط، وأعددت نفسي لمحاضرة أخرى. ولكنه واصل قائلا: في المنطقة هناك ديموقراطيتان فقط. أحداهما ديموقراطية قوية هي إسرائيل. أما الثانية فهي هشة، لبنان. ولم أشر إلى أنه تجاهل ديموقراطية جديدة، العراق.
وقام بشرح معاناة لبنان في ظل احتلال سوريا التي كانت تحتفظ بعشرات الألوف من الجنود في البلد، وتمتص الأموال من الاقتصاد وتخنق أي محاولات لتوسيع الديموقراطية. وهو اقترح أن نعمل سويا من أجل منع سوريا من الهيمنة على لبنان. ووافقت على الفور. واتفقنا أن نبحث عن فرصة لتقديم قرار في الأمم المتحدة.
وفي آب 2004، منحنا الرئيس اللبناني اميل لحود، وهو دمية للسوريين، هذه الفرصة. وأعلن أنه سيقوم بتمديد فترته في الرئاسة في خرق للدستور اللبناني. وقمت أنا وشيراك برعاية قرار الأمم المتحدة رقم 1559، والذي احتج على قرار لحود وطلب من سوريا سحب قواتها. وتم اعتماد القرار في 2 ايلول 2004.
وعلى مدى ستة أشهر، ردت سوريا بالتحدي. وفي 14 شباط 2005، دمر انفجار ضخم لسيارة موكب رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق المؤيد للاستقلال. وأشارت كل الأدلة إلى مؤامرة سورية. وقمنا باستدعاء سفيرنا من دمشق ودعمنا تحقيقا تقوم به الأمم المتحدة.
وبعد اسبوع من مقتل الحريري، تناولت وشيراك طعام العشاء في بروكسل. وقمنا باصدار بيان مشترك وصفنا فيه حادث تفجير السيارة بأنه &laqascii117o;عمل إرهابي" وكررنا دعمنا &laqascii117o;للبنان يتمتع بالسيادة والاستقلال والديموقراطية". وقمت أنا وشيراك بحثّ الدول العربية على الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للالتزام بقرار الأمم المتحدة. وفي ذكرى مرور شهر على اغتيال الحريري، خرج نحو مليون لبناني – ربع سكان ذلك البلد- إلى ساحة الشهداء في بيروت للاحتجاج على الاحتلال السوري. وبدأ الناس في الحديث عن ثورة الأرز والتي تم أخذ اسمها من الشجرة التي تتوسط علم لبنان.
وتلقى السوريون الرسالة. وتحت الضغط المشترك للمجتمع الدولي والشعب اللبناني، بدأت قوات الاحتلال السوري الانسحاب في وقت متأخر من شهر آذار 2005. وبنهاية شهر نيسان، كانوا قد رحلوا. وقال مواطن لبناني لأحد الصحافيين: &laqascii117o;كان الناس يخافون من أن يتفوهوا بأي شيء هنا. ويبدو الناس أكثر انفتاحا اليوم واكثر راحة في التعبير عما في أذهانهم."
وفي ربيع ذلك العام، حصلت حركة 14 آذار المعارضة للسوريين على غالبية المقاعد في البرلمان. وتمت تسمية فؤاد السنيورة، أحد المستشارين المقربين من الحريري، كرئيس للوزراء.
ومثلت ثورة الأرز أحد أهم النجاحات في خطة نشر الحرية. فهي حدثت في بلد متعدد الديانات ذي غالبية مسلمة. وهي حدثت نتيجة لضغط دبلوماسي قوي من العالم الحر، ومن دون تدخل عسكري أميركي. وحقق شعب لبنان استقلاله لسبب بسيط للغاية: أنهم أرادوا أن يكونوا أحرارا.
وجاء انتصار الديموقراطية في لبنان بعد شهرين من انتخابات حرة في العراق وانتخاب الرئيس محمود عباس في الأراضي الفلسطينية. ولم يسبق أبدا أن حققت ثلاثة مجتمعات عربية هذا الحجم من التقدم نحو الديموقراطية. وكان لدى لبنان والعراق وفلسطين الإمكانية لكي تمثل الأساس لمنطقة حرة ومسالمة.
وقال الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط &laqascii117o;قد يبدو الأمر غريبا أن أقول ذلك، ولكن مسيرة التغيير هذه بدأت بسبب الغزو الأميركي للعراق. لقد كنت متشككا بشأن العراق. ولكن عندما رأيت الشعب العراقي يقوم بالتصويت قبل ثلاثة أسابيع، ثمانية ملايين عراقي، فلقد شعرت أن هذه بداية عالم عربي جديد. الشعب السوري، والشعب المصري والجميع يقولون أن شيئا ما يتغير. لقد سقط حائط برلين. يمكننا رؤية ذلك."
ولم يكن هو الوحيد الذي لاحظ ذلك التوجه أو أقر بتوابعه. وأغضب مد تصاعد الديموقراطية في الشرق الأوسط المتشددين. وفي العام 2006، قاموا بالرد.
2ـ حرب لبنان
وبعد مقدمة قصيرة حول زيارة قام بها لألمانيا في تموز 2006 لحضور اجتماع قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى، ولقاء جمعه وزوجته لورا مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي أبدى اعجابا كبيرا بمقاومتها للشيوعية أيام ألمانيا الشرقية السابقة، ووصفها بأنها &laqascii117o;أقرب الأصدقاء على الساحة الدولية"، كشف بوش تفاصيل تؤكد تحمله المسؤولية عن دماء ما يزيد عن 1200 لبناني قتلوا في حرب 2006 وذلك بعدما اعترف أنه سعى لإطالة أمد الحرب لكي تتمكن اسرائيل من القضاء على &laqascii117o;حزب الله". وفي أكثر من موقع عبر الرئيس الأميركي السابق عن &laqascii117o;الأسف الشديد" لأن اسرائيل لم تستفد من الفرصة التي أتاحها لها لتدمير &laqascii117o;حزب الله" ومن يقف وراءه وذلك في إطار خطته الأوسع لنشر الحرية في منطقة الشرق الأوسط!
&laqascii117o;بينما كنا في الطريق إلى ألمانيا، قام إرهابيو حزب الله في جنوب لبنان بشن غارة عبر الحدود الإسرائيلية، وقاموا باختطاف جنديين اسرائيليين، وهو ما أثار أزمة خارجية جديدة. وردت اسرائيل بمهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان وقصفت مطار بيروت الذي كان نقطة لنقل الأسلحة. ورد حزب الله باطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية وهو ما أدى الى مقتل أو جرح المئات من المدنيين.
ومثل حركة حماس، فإن حزب الله كان له حزب سياسي شرعي، وجناح ارهابي تموله إيران وتدعمه سوريا. ويتحمل حزب الله مسؤولية تفجير مقر المارينز الأميركيين في لبنان في العام 1983 وقتل غطاس تابع للبحرية الأميركية على متن طائرة مختطفة تابعة لشركة &laqascii117o;تي دبليو ايه" في العام 1985، والهجمات على سفارة اسرائيل ومركز يهودي للخدمات الاجتماعية في الأرجنتين في العامين 1992 و1994، وتفجير أبراج الخبر في السعودية في العام 1996.
والآن كان حزب الله يستهدف اسرائيل بشكل مباشر. وكان لدى كل قادة الدول الثماني الكبرى رد الفعل الأولي نفسه: حزب الله هو الذي بدأ النزاع، ومن حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها. وقمنا باصدار بيان مشترك كان نصه &laqascii117o;إن هذه العناصر المتشددة والأطراف التي تدعمها لا يمكن السماح لهم بجر الشرق الأوسط نحو الفوضى وإشعال صراع أوسع."
وكانت لدى الإسرائيليين فرصة لتوجيه ضربة قوية لحزب الله ورعاته في إيران وسوريا. ولكن للأسف، قاموا باساءة استخدام فرصتهم. وضربت حملة القصف الإسرائيلية أهدافا ليس لها جدوى عسكرية، بما في ذلك مواقع في شمال لبنان بعيدة عن قواعد حزب الله. وتمت إذاعة صور الأضرار على التلفزيون لكي يراها الجميع. ومما زاد من الموقف سوءا، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أن سوريا لن تكون مستهدفة. واعتقدت أن ذلك كان خطأ. فاستبعاد احتمال الثأر أخلى سوريا من مسؤولياتها وشجعها على مواصلة دعمها لحزب الله.
ومع استمرار العنف للأسبوع الثاني، فإن العديد من قادة الدول الثماني الذين كانوا في البداية داعمين لإسرائيل دعوا لوقف لإطلاق النيران. ولم أنضم لهم. فوقف إطلاق النار قد يمكننا من الحصول على فسحة لوقت قصير، ولكنه لن يقوم بحل الأسباب الجذرية للصراع. واذا استمر حزب الله المسلح بشكل جيد في تهديد اسرائيل من جنوب لبنان، فإن الأمر سيكون مسألة وقت قبل أن يشتعل القتال مجددا. وأردت شراء الوقت لاسرائيل لكي تتمكن من إضعاف قوات حزب الله. وأردت أيضا إبلاغ رسالة لإيران وسوريا: أنه لن يتم السماح لهم باستخدام المنظمات الإرهابية كجيوش نيابة عنهم لمهاجمة الديموقراطيات من دون التعرض لعقوبة.
ولكن للأسف، فإن إسرائيل جعلت الأمور أكثر سوءا. ففي الأسبوع الثالث للنزاع، دمرت المقاتلات الإسرائيلية بناية سكنية في مدينة قانا اللبنانية. ولقي ثمانية وعشرون مدنيا مصرعهم، وأكثر من نصفهم من الأطفال. واستشاط رئيس الوزراء اللبناني السنيورة غضبا. وأدان القادة العرب القصف بقوة وذلك مع مواصلة شاشات التلفزيون في الشرق الأوسط عرض صور الدمار على مدار الساعة. وبدأت في القلق من أن الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي للإطاحة بحكومة السنيورة الديموقراطية.
ودعوت لاجتماع لمجلس الأمن القومي لمناقشة استراتيجيتنا. وكان الخلاف بين أعضاء الفريق ساخنا. وقال ديك تشيني &laqascii117o;يجب أن ندع الإسرائيليين ينتهون من حزب الله". وردت كوندليسا رايس &laqascii117o;إذا قمت بذلك، فإن أميركا ستموت في الشرق الأوسط". وأوصت كوندي بأن نسعى للحصول على قرار من الأمم المتحدة يدعو لوقف إطلاق النار ونشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام.
ولم يكن أي من الخيارين مثاليا. فعلى المدى القصير، كنت أريد أن أرى ضررا كبيرا يلحق بحزب الله ومن يقومون بدعمه. وعلى المدى الطويل، كانت استراتيجيتنا تقوم على عزل إيران وسوريا كطريقة للتقليل من تأثيرهما وتشجيع التغيير من الداخل. وإذا واصلت أميركا دعم الهجوم الإسرائيلي، فإنه كان سيصبح من المطلوب منّا ممارسة حق النقض الفيتو لالغاء قرارات للأمم المتحدة واحدا تلو الآخر. وفي النهاية، وبدلا من أن نقوم بعزل إيران وسوريا، فإننا كنا سنعزل أنفسنا.
وقررت أن الفوائد البعيدة المدى لمواصلة الضغط على سوريا وإيران تفوق الفوائد القصيرة المدى المتمثلة في توجيه المزيد من الضربات لحزب الله. وقمت بارسال كوندي (رايس) إلى الأمم المتحدة حيث قامت بالتفاوض على القرار 1701 والذي دعا لوقف فوري للعنف ونزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى في لبنان وفرض حظر على توريد الأسلحة ونشر قوة دولية في جنوب لبنان. ووافقت الحكومة اللبنانية وحزب الله واسرائيل على القرار. ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 14 آب 2006.
وكانت حرب اسرائيل ضد حزب الله إحدى اللحظات الحاسمة الأخرى في صراعنا الأيديولوجي. وعلى رغم أنها تبقى هشة وتواجه الضغوط من سوريا، فإن ديموقراطية لبنان الناشئة خرجت أكثر قوة بعدما تمكنت من تحمل الاختبار. أما بالنسبة لاسرائيل فقد كانت النتيجة مختلطة. وأدت حملتها العسكرية إلى إضعاف حزب الله وساعدت في تأمين حدودها. ولكن في نفس الوقت، فإن الأداء العسكري الإسرائيلي المهتز كلفهم مصداقيتهم الدولية.
ولأنهم بدأوا النزاع، فإن حزب الله ومعه سوريا وإيران يتحملون مسؤولية إراقة الدماء. وكان الشعب اللبناني يدرك ذلك. وفي أحد أكثر التحليلات دلالة للحرب، فلقد قام زعيم حزب الله حسن نصر الله بالاعتذار للشعب اللبناني بعد اسبوعين من وقف إطلاق النار. وقال &laqascii117o;لو كنا نعلم أن أسر الجنديين كان سيؤدي لذلك، لما كنا قد قمنا بهذا التحرك بالتأكيد". (...)


ـ صحيفة 'الديار':
سوريا وايران والسعودية وتركيا ترفض الانزال الاميركي في اليمن
تجزم اوساط ديبلوماسية ان عودة الضغط الاميركي على دمشق من البوابة اللبنانية وعبر المحكمة الدولية مرده الى رفض دمشق وطهران اي انزال اميركي مباشر في اليمن والتصدي للقرار الاميركي.
وتقول الاوساط: ان تركيا والسعودية يدعمان الموقف السوري - الايراني الرافض لاحتلال اليمن، وهذا الرفض ادى الى التقارب السعودي - الايراني الاخير وزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى جدة لممارسة شعائر الحج.
وتضيف الاوساط ان الادارة الاميركية تخشى من هذا التقارب وبروز قوة اقليمية قادرة على تغيير مسار التطورات في المنطقة. وتشير الاوساط الى ان الرفض السعودي يعود الى التخوف من ان يتحول اليمن الى بؤرة للصراعات والتطرف والفوضى، كون اليمن يقع على الحدود السعودية وهذا ما سيترك تداعيات داخلية على المملكة. وتضيف المصادر ان وسائل الاعلام الاميركية نشرت خططا للجيش الاميركي للنزول في اليمن والسيطرة على البلد والتحكم بمسار الامور ومحاربة قوى التطرف من مد نفوذها في منطقة هي الاغنى بالنفط.
وتتابع المصادر ان وسائل الاعلام الاميركية تشير الى ان اليمن تحوّل الى قاعدة منظمة &laqascii117o;للقاعدة" تدعم العناصر الاصولية في افغانستان وتؤمن ارضية لتحركهم وبأن امـــيركا لن تقبل بأن يتحول اليمن الى قاعدة للمنظمات الاصولية. وتختم المصادر بالتأكيد على ان سوريا وايران والسعودية وتركيا ترفض بالمطلق المخطط الاميركي للنزول في اليمن، وان الضغط على دمشق من بوابة لبنان هدفه كسب تأييد دمشق او غض نظرها عن التطورات اليمنية وهذا ما ترفضه القيادة السورية جملة وتفصيلا، وهي التي قدمت الكثير من اجل انسحاب الاحتلال من العراق وسترفض حتماً اي محاولة لاحتلال ارض عربية.
    

ـ 'الأخبار':
محمد بدير
أشكينازي: في الحرب المقبلة سنُخلي السكان
كشف رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، أنّ إسرائيل ستضطر إلى إخلاء السكان، خلال أي نزاع مستقبلي مع حزب الله في لبنان، أو حماس في قطاع غزة.
وقال أشكينازي في كلمة ألقاها أمام &laqascii117o;المؤتمر الدولي للقتال المشترك في المناطق المبنية" في &laqascii117o;زخرون يعقوب" شمال فلسطين المحتلة: &laqascii117o;في المستقبل، لن نواجه العدو في ساحة معركة تقليدية، فحماس تختار القتال في مناطق سكنية بدلاً من القتال في المناطق المفتوحة". أضاف: &laqascii117o;في أي نزاع مستقبلي ستُستَخدَم قوات برية وقوة نارية متواصلة بنحو مدمج". ولمّح أشكينازي إلى محدودية الخيار الجوي في حسم الحرب قائلاً: &laqascii117o;سيكون عملاً رائعاً إذا استطعنا وقف نيران القذائف والصواريخ من خلال قوة نارية متواصلة فقط، لكن هذا غير ممكن، وسنحتاج إلى دمج قدراتنا واستخدام المناورة في البر".
وأشار أشكينازي إلى أنّ الجيش الإسرائيلي &laqascii117o;يعمل الآن على إنشاء بنوك أهداف للنزاعات المستقبلية مع حزب الله وحماس، كي لا تدخل القوات في حرب تكون فيها بحاجة إلى البحث عن عدو يختبئ بين المدنيين". وقال: &laqascii117o;خلال حرب يوم الغفران، كل ما احتجنا إليه هو إمساك المنظار والبحث عن الفرق والوحدات العسكرية. أما اليوم، فليس هناك فرق. لذلك، سنحتاج إلى بذل الجهد لتحويل العدو من عدو غير متناظر، إلى متناظر".
وأكد أشكينازي أهمية توجيه ضربات استباقية قوية للعدو استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة في بداية القتال، مشيراً إلى الحاجة المتزايدة إلى التزود بأسلحة قادرة على إصابة الأهداف بدقة متناهية تفادياً لإصابة المدنيين العزَّل.
ورأى أشكينازي أن الجيش استطاع إصابة أكثر من 80% من أهدافه بدقة خلال عملية الرصاص المصبوب &laqascii117o;الأمر الذي ساعد في عدم المساس بأشخاص غير مرتبطين بـ&laqascii117o;الإرهاب"".
أما منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، اللواء إيتان دانغوت، فصرّح بأن حزب الله يمتلك &laqascii117o;تقريباً 40 ألف صاروخ"، من بينها &laqascii117o;صواريخ طويلة المدى تغطي تقريباً كل نقطة في إسرائيل".
من جهة أخرى، حذر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعالون، من سعي سوريا إلى الحصول على أسلحة كاسرة للتوازن في المنطقة. وقال يعالون خلال احتفال لمناسبة مرور عشرين عاماً على استئناف العلاقات بين إسرائيل والاتحاد السوفياتي في تل أبيب أمس إن سوريا &laqascii117o;تعمل للحصول على سلاحٍ يخرق التوازن في المنطقة، وهي اشترت أسلحة من إيران، وللأسف هي اشترت أيضاً سلاحاً من روسيا، واشترت أخيراً منها صواريخ تمثّل تهديداً لإسرائيل". وشكر يعالون روسيا على &laqascii117o;إلغاء صفقة صواريخ مع إيران، لكن هذا قد لا يكون كافياً، بل يجب اتخاذ إجراءات إضافية".
وفي المناسبة نفسها، قال الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إن إسرائيل طلبت في السابق من روسيا عدم تزويد سوريا بنوعية معينة من الصواريخ &laqascii117o;إلا أن طلبنا رفض"، مضيفاً: &laqascii117o;نحن ننتظر من روسيا أن تمتنع عن تزويد سوريا بالسلاح، لأنّ هذا السلاح قد يأخذ طريقه في نهاية الأمر إلى حزب الله".
إلى ذلك، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أمس أن التحقيقات الجديدة في عملية أنصارية أظهرت أن سوريا تمكنت أيضاً من رصد الصور التي التقطتها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار التي كانت تبث من فوق مكان العملية قبل تنفيذها. وقالت القناة إنه تبيّن لذوي الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في عملية أنصارية، خلال لقاء مع قائد سلاح البحرية للاطلاع على نتائج لجنة التحقيق، أنه ليس فقط حزب الله تمكن من اختراق بثّ الطائرات بلا طيار، بل

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد