حول الصراع في الشرق الأوسط
- صحيفة 'السفير':
عمار نعمة
خيار المواجهة الإقليمية الواسعة بات الأكثر ترجيحاً.. الحـرب الأميركيـة ـ الإسـرائيليـة ضـد &laqascii117o;حـزب اللـه" مسـتبعدة
لا تبدو المرحلة الإقليمية الحالية متجهة نحو التصعيد، برغم قرب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمؤشرات تتجه نحو حالة من &laqascii117o;التوتر" السياسي &laqascii117o;المضبوط" الذي لن يحدث &laqascii117o;هزّة" شديدة تؤدي الى حرب، اسرائيلية او اميركية، يراهن عليها البعض لإحداث تغيير استراتيجي تشكل المحكمة الدولية رأس حربته. ويخشى بعض الحريصين على المقاومة، ان تستغل اسرائيل تداعيات القرار الاتهامي للولوج عبره الى الساحة اللبنانية في سبيل تغيير داخلي يتم التمهيد له عن طريق عدوان عسكري على المقاومة، الا ان أوساطا عربية مقربة من المقاومة تشير إلى أن هذه المخاوف تشوبها بعض المبالغة، وخاصة على صعيد احتمالات شن إسرائيل للعدوان على لبنان، او قيام الادارة الاميركية بـ&laqascii117o;اللعب" بالاستقرار الاقليمي القائم اليوم في الشرق الاوسط وفي منطقة الخليج. وتشير هذه الأوساط الى ان العد التنازلي لاحتمالات الحرب في المنطقة لم يتوقف، وهو بدأ قبل فترة عام ونصف العام، كانت خلالها الادارة الاميركية تبدي مراجعة شاملة لسياستها في المنطقة، وخاصة في العراق وافغانستان، على ضوء تقرير بيكر - هاميلتون حينذاك. والحال ان هذا التراجع قد ظهرت ارهاصاته في الفترة الاخيرة من مرحلة الرئيس الاميركي جورج بوش، تحديدا منذ صيف العام 2008، حين بدا بوضوح عقم السياسة الاميركية في اخضاع محور الممانعة في المنطقة، وعلى رأسه إيران. على الصعيد اللبناني، تستبعد الاوساط نفسها أي حرب او حتى ضربة عسكرية توجهها اسرائيل ضد المقاومة، ذلك ان هذا الامر دونه عقبات عدة، واذا كان على رأسها جهوزية المقاومة لرد أي عدوان، لا بل اتخاذ جانب المبادرة ضد العدو، بحسب هذه الاوساط، الا ان ثمة اسبابا اسرائيلية واميركية تجعل من الصعب جدا عليهما التفكير في شن العدوان، ناهيك بتحقيق مكتسبات منه. تنطلق هذه الاوساط من الواقع المزري الذي عاشه الكيان الاسرائيلي مؤخرا جراء الحرائق التي التهمت مناطق واسعة، بدت الدولة العبرية خلالها في ازمة حقيقية اذ وقفت عاجزة ومشدوهة امام ذلك الواقع المر، مستنجدة بالغريب الصديق والحليف لاجتياز ذلك القطوع الذي استمر اياما!
والحال ان عجز الحكومة الاسرائيلية امام حرائقها قد دفع بالمقاومة الى التوقف ملياً امام &laqascii117o;الفشل" الاسرائيلي، ودراسة هذا الامر بجدية، بتفاصيله، واستخلاص &laqascii117o;هشاشة" الواقع الاسرائيلي امام ازمة تبدو تافهة اذا ما قيست بما قد تسببه لها المقاومة من حرائق ودمار في اي حرب مقبلة، لن تقتصر على أيام معدودة كما حدث في حالة حرائق طبيعية متواضعة! ولعل هذا الواقع الداخلي الاسرائيلي من شأنه ان يضاف الى الجهوزية العسكرية الاسرائيلية الناقصة لولوج حرب ضد المقاومة، هذا اذا اقتصرت تلك الحرب على جانبي المقاومة والعدو من دون ان تجرّ أي طرف اقليمي اليها، وهو خيار بات مرجحا في معظم دوائر القرار وجاءت بعض وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" لتصب في هذا الاتجاه. وتشير الاوساط نفسها الى ان الجيش الاسرائيلي لا يزال في طور استخلاص العبر من حرب تموز 2006، وخاصة تجربة سلاح المدرعات الذي كان الأكثر عرضة للضربات من جانب المقاومة في تلك الحرب، فيما لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من صنع معادلات حتى الآن تجعله قادرا على الامساك بزمام المبادرة العسكرية تجاه المقاومة، في الوقت الذي يبدو فيه العدو عاجزا ايضا امام فشل استخباراتي يحرمه من استكشاف مدى التطور المضطرد والجهوزية لدى المقاومة منذ تموز 2006 حتى اليوم... في شتى المجالات. من هنا، تشير الاوساط الى ان الاسرائيلي، لا يبدو بمقدوره تجاوز واقعه العسكري هذا، قبل 6 اشهر على اقل تقدير من الآن، من دون ان يعني هذا الامر ان بمقدوره المبادرة عسكريا بعد ذلك، خاصة في ظل الموانع الاميركية لأي &laqascii117o;حماقة" من هذا النوع في هذه المرحلة.
إدراك واشنطن
يبدو الطرف الأميركي أكثر ادراكا للواقع الحالي الصعب في المنطقة، ومن شأن ذلك عدم السماح للحكومة المتطرفة في اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو بشن حرب في المنطقة قد تؤدي الى إحراجات ومشاكل كبيرة بين الولايات المتحدة والعالمين الإسلامي والعربي. بالنسبة الى الإدارة الأميركية، فإن المواجهة مع إيران ليست مطروحة اليوم، وهي التي لم تكن مطروحة يوما بجدية في السابق، لكنها مع الواقع الاستراتيجي العسكري الذي فرضته طهران في الخليج على وجه الخصوص، &laqascii117o;تبدو محكومة بخيار تعزيز عقوبات لا جدوى منها على إيران" تردد الأوساط نفسها. وتشير الاوساط الى ان الضربة العسكرية لإيران تتراجع بقدر تصاعد خيار العقوبات ضد طهران، أي بمعنى آخر، يظهر الخيار العسكري ضد طهران، يوماً بعد يوم، وهماً اسرائيلياً تبدو الادارة الاميركية اعجز من ان تطبقه ناهيك بأن تكسبه.. ذلك في حال توافرت النية للقيام به، من دون اغفال واقع التحريض من بعض دول الاعتدال العربي، وهو الأمر الذي كشفت &laqascii117o;ويكيليكس" بعض فصوله أيضا. أما بالنسبة الى طهران، وبرغم الصخب القائم اليوم على خلفية ملفها النووي، فإن موقفها المتشدد في موضوع التخصيب النووي، يظهر، في المقابل، قوة في الموقف الداخلي كما في الواقع الاقليمي، وبينما تشير الاوساط المقربة من ايران والمقاومة، الى غنى إيران بالموارد الطبيعية، تدعو للوقوف امام دلالة التقدم المطرد في موضوع التصنيع العسكري، ويكفي على هذا الصعيد التوقف ملياً عند المناورات الضخمة التي اجرتها القوات الايرانية قبل اسابيع، والتي شملت، في وقت متزامن، &laqascii117o;في طول البلاد وعرضها.. وهو امر يجدر بالاميركي متابعة دلالاته"، بحسب الاوساط نفسها. &laqascii117o;هذا الواقع قد وضع الولايات المتحدة في موقع الدفاع، وباتت أولوية الادارة في واشنطن اليوم تتلخص في التخلص من المستنقع العراقي في اقرب وقت ممكن، مع التسليم لإيران بكونها اللاعب الاقليمي الابرز فيه، للتركيز، في المقابل، على حرب عسكرية غير منظورة الأفق في أفغانستان، وأخرى امنية، تبدو أهم بنظر واشنطن، في باكستان"..
حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
- 'السفير': فان هيبل: لم تستجب لخطة تحسين أدائها!.. العيساوي تستقيل من المحكمة &laqascii117o;لأسباب مهنية"
أعلنت الزميلة فاطمة العيساوي أمس استقالتها &laqascii117o;كمتحدثة باسم المحكمة الخاصة بلبنان، لأسباب مهنية تحفظت عن الخوض في تفاصيلها &laqascii117o;من منطلق مهني واحترامي للموقع الذي كنت أمثله"، مضيفة: &laqascii117o;كانت تجربة شهدت الكثير من التحديات والدروس المستقاة، متمنية ان تكون استقالتي وكل الاستقالات السابقة فرصة للتطوير والتحسين والتصحيح في إدارة المحكمة". وأكد رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هيرمان فان هيبل لـ&laqascii117o;السفير" استــقالة العيساوي. وجاء في جوابه الذي تسلمته &laqascii117o;السفــير" من مكتب الإعلام والعلاقــات الخارجية لدى المحكمة أنــه &laqascii117o;قَبِل بأسف استقالة المتحدثة باسم المحكمة الآنسة فاطمة العيســاوي، لقد اتخذت الآنسة العيـساوي قرارها بالاستقالة بعد عدة أشهر من جهود الإدارة لتحســين أدائــها في العــمل وذلك إثر فشلها في تطبيق الحد الأدنى من المتطلبات التي وُضعت لها. لقد قدمت المحكمة خطة تحسين أداء لمساعدة الآنسة العيساوي إلا أنها لم تستجب للخطة ولا حتى حاولت أن تغير في طريقة عملها". يذكر أن العيساوي أمضت قرابة السنة تقريباً في مركزها في المحكمة وهي المتحدثة الثانية باسم المحكمة التي تستقيل بعد السيدة سوزان خان. من جهة ثانية، أكدت مصادر متابعة أن &laqascii117o;الوعد المبدئي" الذي قطعه المدعي العام لدى المحكمة القاضي دانيال بيلمار أمام رئيس المحكــمة القاضي أنطونيو كاســيزي، بتسليم القرار الاتهامي لقاضــي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانـسين قبــيل الدخــول في فترة الأعياد، أي بين 15 و20 الشهر الجاري، ربما يتأجل إلى موعد آخر حده الأقصى الأسبوع الأول من العام الجديد، بعد انقضاء العطلة الرسمية للمحكمة.
- 'السفير': علي الموسوي
هـل يكـون القـرار الاتهامـي بحـدّ ذاتـه محاكمـة علنيـة؟.. المحكمة الدولية تعيش هاجس التمويل للبقاء على قيد الحياة
بالتزامن مع قرب صدور القرار الاتهامي عن المدعي العام الدولي في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار، واحالته على قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة القاضي دانيال فرانسين، يعيش المسؤولون في المحكمة المنشأة خصيصاً للنظر في جريمة اغتيال رئيس وزراء سابق، هاجس تأمين التمويل المادي للاستمرار في عملهم إلى حين الانتهاء من مجريات المحاكمات بداية واستئنافاً، أو على الأقلّ، إلى حين استطاعة غرفة الدرجة الأولى إصدار حكمها.والقرار الاتهامي بغضّ النظر عن مضمونه والجهة التي يتهمّها حقيقة أو زوراً، يبقى بلا نكهة، ما لم يصر إلى إجراء المحاكمة العلنية، سواء أكان المتهمّون موقوفين أم متوارين عن الأنظار، إلاّ إذا كانت غاية بعض الدول من ضمن السياق العام للعبة الأمم، أن يكون القرار الاتهامي بحدّ ذاته، محاكمة علنية للطرف المنوي اتهامه بجريمة 14 شباط 2005، حتّى ولو لم تجر المحاكمة، والاكتفاء به كمجرم وحيد وإلباسه التهمة من دون محاكمة لمآرب سياسية.والتمويل ضرورة لبقاء المحكمة على قيد الحياة إلى أبعد قدر ممكن، لذلك فإنّ صدور القرار الاتهامي &laqascii117o;قريباً جدّاً جدّاً" على حدّ قول متحدّث باسم المحكمة لـ&laqascii117o;السفير"، مكرّراً بذلك ما سبق لرئيس القلم الهولندي هيرمان فون هيبل أن أفصح عنه أمام صحافيين في مقرّ المحكمة في لاهاي قبل أيّام معدودة، يأتي ضمن الضغوط التي تتعرّض لها المحكمة للتعجيل في عملها ولئلا تفقد الغاية السياسية من قيام المحكمة، حتّى لو لم يكن دانيال بيلمار قد انتهى فعلياً من تحقيقاته التي تستبعد إسرائيل من دائرتها.
وقد سبق لرئيس المحكمة القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي أن كشف خلال محاضرته في جامعة القدّيس يوسف في بيروت في إطار زيارته للبنان في 10 و11 أيار 2010، عن حديث دار بينه وبين سفير اليابان في لاهاي الذي جاءه مطالباً &laqascii117o;بالانتهاء من المحاكمات في مدّة أقصاها ثلاث سنوات من تاريخ تأسيس المحكمة لأنّ لدى اليابان مشاريع أهمّ لتمويلها"، ثمّ تطوّر الحديث بين الاثنين إلى أن اعتبر كاسيزي أنّ هذه المهلة الزمنية تبدأ منذ انطلاق عجلة المحاكمات، فجاءه الجواب صاعقاً من السفير الياباني نفسه، بل من تاريخ تأسيس المحكمة أيّ منذ الأوّل من شهر آذار 2009، وهي مدّة قصيرة برأي كاسيزي، لأنّ محكمة البداية أو غرفة الدرجة الأولى، لا تكون قد انتهت من مهامها. وما قول فون هيبل بأنّ المحاكمات تبدأ في شهر أيلول أو تشرين الأوّل 2011، سوى تطمين للدول المموّلة وخصوصاً تلك التي تضع شروطاً قاسية مثل اليابان وذلك من أجل الاستمرار في الدعم المالي.
وسألت &laqascii117o;السفير" متحدّثاً باسم المحكمة عن هذا الموضوع، فلم يقدّم إجابة شافية، واستبعد عملية الربط، وطلب &laqascii117o;الأخذ بالاعتبار أنّ التعليقات على التوقيت لكلّ محكمة تستند بشكل حصري الى الخبرات في المحاكم الأخرى والاعتبارات القانونية.، وبالرغم من ذلك، فإنّ المحكمة الخاصة بلبنان حاسمة للقيام بعملها بطريقة عادلة وسريعة". وقال هذا الموظّف الذي رفض الكشف عن اسمه، إنّ فون هيبل قال إنّه في &laqascii117o;أفضل سيناريو" يمكن للمحاكمات أن تبدأ في أيلول أو تشرين الأوّل 2011.هذا يعني أنّ القرار الاتهامي بات جاهزاً نهائياً وسيصدره قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين ويصادق عليه في مهلة زمنية قريبة إلاّ إذا طلب من بيلمار التوسّع في التحقيق؟. يجيب الموظف: فون هيبل قال إنّ لائحة الاتهام ستعطى إلى قاضي الإجراءات التمهيدية &laqascii117o;قريباً جدّاً جدّاً"، وللسؤال أكثر عن توقيت صدور القرار الاتهامي، فإنّه يجب أن تتحدّث إلى مكتب المدعي العام.... ومن المتوقّع أنّ تأكيد لائحة الاتهام سيستغرق على الأقلّ، ما بين ستّة إلى عشرة أسابيع على أساس الخبرات في المحاكم الدولية الأخرى، ويمكن لقاضي الإجراءات التمهيدية: أوّلاً: تأكيد أو رفض كلّ التهم الموجهة في لائحة الاتهام. ثانياً: طلب مواد إضافية في ما يتعلّق بأيّ تهمة واردة في لائحة الاتهام قبل مواصلة المراجعة.
ثالثاً: رفض بعض التهم وتأكيد أخرى. ويضيف الموظف نفسه: لقاضي الإجراءات التمهيدية الحقّ بتحديد ما إذا كان قرار الاتهام والمواد الداعمة التي قدّمها المدعي العام تلبّي معيار الإثبات المعمول به في هذه المرحلة المبكرة من الإجراءات، وبعبارة أخرى هل بإمكان الأدلّة، إذا كانت غير قابلة للنقاش، إثبات التهمة على المتهم؟ ومن المهم أن نلحظ هنا أنّ معيار الإثبات في المحاكمة هو بدون أدنى شكّ، أعلى من ذلك بكثير (المادة 16 من النظام الأساسي)". لماذا تكون المحاكمة في أيلول وهي مدّة زمنية طويلة إذا ما صدر القرار الاتهامي بصيغته النهائية في شهر آذار 2011؟ فهل يتطلّب التاريخ المذكور للمحاكمات كلّ هذا الفارق الزمني البعيد وهو ستّة أشهر على أقلّ تقدير؟ وهل يعني هذا أنّ المحكمة غير جاهزة وغير مهيَّأة؟. يجيب الموظف في المحكمة الذي رفض الكشف عن اسمه &laqascii117o;من المهمّ أن نلاحظ مرّة أخرى أن فون هيبل قال إنّ المحاكمة في أيلول أو تشرين الأوّل 2011 هي &laqascii117o;أفضل سيناريو". وإذا جرى التأكيد على لائحة الاتهام، فإنّ هناك عدداً من الخطوات القانونية التي ستتبع، وهناك العديد من الإجراءات التمهيدية للمحاكمة، مثل إصدار أوامر الاعتقال، والمحاكمة الغيابية إذا كان من غير الممكن إلقاء القبض على المتهمّين، والكشف عن الأدلّة، ومنح وحدة الضحايا المشاركة في الإجراءات، وغيرها من الأمور الكثيرة التي يتمّ شرحها وتفسيرها في قواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بالمحكمة الخاصة بلبنان وتحديداً من المادة 68 ولغاية المادة 129".
- 'السفير':محمد صالح
قوى فلسطينية: كيف نكون على الحياد بين المقاومة... و&laqascii117o;القوات"؟..صيدا بانتظار تداعيات &laqascii117o;القرار": سعد مرتاح... وبهية صامتة عن الكلام
تحمل صيدا عبء المشهد السياسي اللبناني العام. هي &laqascii117o;ام الصبي" وعاصمة الجنوب التي تضج بحراك سياسي لا يهدأ. ولم يعد الامر يقتصر على القوى السياسية الصيداوية المنقسمة حتى العظم على نفسها، بل انضم العامل الفلسطيني إلى هذا المشهد ولو تحت شعار &laqascii117o;الحياد" الذي تتفق عليه القوى والفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف والقوى الاسلامية بما فيها القوى المحسوبة على التيار السلفي كالحركة الاسلامية المجاهدة وعصبة الانصار. وتؤكد مصادر متابعة ان التنظيم الشعبي الناصري من خلال رئيسه اسامة سعد ومواقفه الحادة يشكل رافعة المعارضة في صيدا نظراً لما يمتلك من مقومات شعبية في الشارع كما على صعيد العلاقات السياسية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية المحلية اضافة الى علاقاته الواسعة مع مختلف الفصائل الفلسطينية المؤثرة في القرار الفلسطيني. وتلفت المصادر الانتباه الى ان سعد مرتاح الى وضعه على الارض هذه الايام بعدما عمل على تحصين وضعه التنظيمي الداخلي من خلال &laqascii117o;شدشدة" كافة الخلايا وعلى كافة المستويات وعمل على ربطها بعضها ببعض لوجستيا وامنيا وسياسيا. ووفق المصادر المتابعة فإن &laqascii117o;سعد قام بعدة خطوات تنظيمية واسعة حتى لا يدخل في نفق لحظة الاستحقاق المرتقب وكي لا يتم الغدر به والتضحية به وبالتنظيم عند وقوع الافظع، كما حصل في غير منطقة من لبنان وتحديدا في الشمال، اضافة الى كونه قد اتخذ قرار &laqascii117o;يا قاتل يا مقتول" و&laqascii117o;مهما كلف الأمر" بالنسبة لصيدا لجهة عدم تغيير قرارها ووجهتها القومية العروبية وارتباطها مع الجنوب وحرصها الشديد على المقاومة وحمايتها حتى ولو بالدم". وبحسب المصادر، فإن سعد لم يكتف بتحصين وضعه مع حلفائه في المعارضة اللبنانية ولا من خلال الاتصالات المركزية ولا على الصعيد الاقليمي حيث له حيثيات واسعة.. بل عمد الى ترسيخ هذا التحصين بالتوجه الى العمق الصيداوي في مخيم عين الحلوة الذي يجذب هذه الايام قوى لبنانية واسعة من الموالاة والمعارضة تسعى جاهدة لاشراك هذا العامل نظرا لما يعتبره البعض من ان المخيم هو الخزان البشري في مواجهة قوى لبنانية اخرى، وتحديدا الفصائل السلفية في المخيم.
الا ان هذا &laqascii117o;العامل" لم يعد وضعه مريحاً بالنسبة لقوى لبنانية في المعارضة كانت تحسبه عليها بعدما تمكنت قوى موالية من تسجيل خرق كبير في هذه الساحة التي كانت محسوبة على القوى الوطنية في سالف زمن القيادة المشتركة اللبنانية الفلسطينية وفي عز ايام الحركة الوطنية و&laqascii117o;الكبار"، امثال ياسر عرفات وكمال جنبلاط وجورج حاوي وجورج حبش ومحسن ابراهيم وغيرهم. لكن مصادر المعارضة في صيدا تؤكد انه بفعل جهود حثيثة تمكنت هذه الايام من اعادة تسجيل نقاط في خانتها ولصالحها في الساحة الفلسطينية من خلال اللقاءات السياسية التي كانت تعقدها في المخيم، وبعضها بعيد عن الاضواء اضافة الى اللقاءات التي شاركت فيها فتح من جهة وعصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة من جهة ثانية. وتشير المعارضة الى ان محضر اللقاء بين القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية الذي انعقد في المخيم مؤخرا تحت اسم &laqascii117o;اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني" أظهر تغييراً جذرياً لدى هذه القوى وتحديداً عصبة الانصار من مسألة القرار الاتهامي وموضوع &laqascii117o;الحياد الفلسطيني"، حيث اكدت المصادر ان هناك من تساءل خلال اللقاء من الفلسطينيين، إن من عصبة الانصار او من فتح او من الحركة الاسلامية المجاهدة: &laqascii117o;كيف يريدون منا ان نكون على الحياد عندما نجد المقاومة التي تضع في اولوياتها القدس وفلسطين في خانة المتهمة في قضية، الرابح الاول والاخير فيها هو اسرائيل؟" و&laqascii117o;كيف يريدون منا ان نكون على الحياد بين السيد حسن نصر الله وسمير جعجع وسامي الجميل اللذين يرفضان حتى الاعتذار عن العلاقة التي اقاماها مع اسرائيل؟"، مؤكدين &laqascii117o;اننا حتما سنكون اقرب الى جانب من يكون مع القدس وفلسطين".
وكذلك، فثمة دور مرتقب للرئيس السابق للبلدية الدكتور عبد الرحمن البزري الذي عاد وجدد اشتباكه السياسي هذه الايام ومن الباب العريض مع تيار المستقبل، وتحديدا مع الرئيس فؤاد السنيورة بعد فترة اتسمت بالهدوء اعقبت الانتخابات البلدية الاخيرة. ويبرز موقف البزري في ظل قطيعة مستمرة بينه وبين سعد. ولم تلغ مواقف البزري بتبنيه للمقاومة ولخيارتها الحساسية المفرطة بين حلفاء الامس. اما من ناحية الموالاة، فهناك طرف رئيسي اساسي هو تيار المستقبل، من خلال النائبة بهية الحريري التي سجلت هذه الايام أعلى نسبة صمت سياسي في ما يتعلق بالمحكمة وبالقرار الاتهامي، مكتفية بتأكيد ادبيات سابقة لتيار المستقبل بهذا الخصوص، وهي تعيدها دائما خلال اللقاءات التي تعقدها، ان مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي انشأتها ورعتها، او مع اللقاء التشاوري الصيداوي &laqascii117o;الفضفاض جداً". وبالنسبة للموضوع الأمني وحركة السلاح والتسلح، فالنائبة بهية الحريري تؤكد &laqascii117o;انها تحتكم الى المؤسسات الشرعية وان الجيش وقوى الامن وكافة الاجهزة الامنية هي الضمانة الوحيدة التي نلجا اليها دائما ولا ضمان لاحد غيرها". في المقابل، فان هناك لقاءات دورية للحريري مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية حيث بات لها باع طويل في هذا المجال وهي تسمع منهم كلاما يوازي الكلام الذي يُسمعونه للمعارضة بالنسبة للقرار الاتهامي. وتبقى &laqascii117o;الجماعة الاسلامية" في صيدا التي تحرص هذه الايام على ان تظهر بمظهر المستقل والمحايد في الصراع الداخلي الصيداوي، ما قد يخولها لعب دور ما في المستقبل في حال احتدام الامور نحو الاسوأ في المدينة، مع العلم بأن لمسؤولها السياسي بسام حمود دوراً رئيسياً في عقد الاجتماعات الدورية مع النائبة بهية الحريري، وانهما ـ اي الجماعة الاسلامية وتيار الحريري ـ تحالفا في الانتخابات البلدية الاخيرة مع بعضهما البعض وانتج هذا التحالف مجلسا بلديا محسوبا عليهما.
إفتتاحيات الصحف
- 'السفير'فرضت العاصفة المناخية ذاتها بندا اول على جدول أعمال اللبنانيين خلال اليومين الماضيين، بعدما طال انتظارها، في أعقاب صيف حار وطويل أخذ في طريقه فصل الخريف وقضم جزءاً من الشتاء. ولئن كانت العاصفة قد خلّفت وراءها ضحية وبعض المصابين وأضرارا مادية في العديد من المناطق، إضافة الى انها كشفت عن النقص في الاستعدادات الرسمية لمواجهتها، إلا أن ذلك لم يحجب خيراتها الوفيرة سواء من خلال الأمطار الغزيرة المفيدة للزراعات الشتوية وللأشجار المثمرة، أو من خلال الثلوج الكثيفة التي تراكمت على القمم الجبلية وفي السهول الزراعية، ما يعزز مخزون المياه الجوفية. وبينما يُتوقع أن تبدأ العاصفة بالانحسار مساء اليوم، من المنتظر ان تضع أوزارها بشكل نهائي الأربعاء المقبل، على ان تتجدد في نهاية الإسبوع، وفق تقديرات مصلحة الأرصاد الجوية. في هذه الأثناء، تمحورت المشاورات الداخلية خلال الساعات الماضية حول جلسة مجلس الوزراء المقررة الاربعاء المقبل، وسط خشية من ان تثير عاصفة سياسية، في حال استمر الخلاف على كيفية مقاربة ملف شهود الزور الذي سيكون البند الاول على جدول الأعمال، فيما بدا واضحا حتى ليل أمس، ان الامر الوحيد المتفق عليه هو مبدأ انعقاد الجلسة بعد غد، أما المسار الذي ستسلكه، فهو لا يزال غامضا، وسط تعدد السيناريوهات المحتملة، والتي تتراوح بين إمكانية مرور الجلسة على خير وبين احتمال انفراط عقدها. وعلمت &laqascii117o; السفير" أن المساعي التي يبذلها الرئيس ميشال سليمان تتركز على محاولة التوفيق بين السقف الذي وضعه الرئيس سعد الحريري للجلسة وقوامه أنه &laqascii117o;سواء اتفقنا أم لم نتفق على ملف شهود الزور يجب ان ننتقل بعد مناقشته الى معالجة باقي بنود جدول الأعمال"، وبين السقف الذي حددته المعارضة وجوهره أنه ينبغي البت في ملف شهود الزور قبل البحث في أي أمر آخر. وبينما يزور المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل اليوم رئيس الجمهورية للتداول معه في الاتجاهات المحتملة لجلسة مجلس الوزراء، ذكرت اوساط سليمان لـ &laqascii117o;السفير" أنه يواصل اتصالاته لبلوغ صيغة توافقية وتجنّب الوصول الى التصويت، حتى لا تحصل انقسامات او انسحابات داخل مجلس الوزراء تؤدي الى تعطيله بالكامل، موضحة أن هناك مقترحات وافكارا معينة لدى الرئيس لا يمكن الافصاح عنها حاليا، حتى لا يخرّب احد عليها. في المقابل، توقعت أوساط مواكبة للاتصالات الجارية ان ترسو الجلسة الحكومية في نهاية المطاف على سيناريو واقعي، يتمثل في مناقشة موضوع شهود الزور ثم يرفع رئيس الجمهورية الجلسة بفعل تعذر الاتفاق على المسار القضائي الذي ينبغي أن يسلكه، من دون الانتقال الى درس باقي بنود جدول الاعمال. وبينما يعقد وزراء المعارضة اجتماعا اليوم، بحضور النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل لتدارس الخيارات المتاحة للتعامل مع الجلسة المقبلة، أبلغت مصادر مطلعة في المعارضة &laqascii117o;السفير" أن انسحاب وزرائها قد يكون أحد الاحتمالات المطروحة إذا جرت محاولة لتمييع بند شهود الزور والانتقال الى البنود الاخرى في جدول الأعمال، علما أن مصادر وزارية في قوى 14 آذار أكدت لـ&laqascii117o;السفير" أن ثمة بندين يشكلان اولوية ايضا وهما التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته بعد أشهر قليلة، وتعيين مدير عام للأمن العام بعد شغور المنصب ببلوغ اللواء وفيق جزيني سن التقاعد، واحالة المفوض الاكبر سنا سهام الحركة، التي تولت المديرية بالوكالة عشرة أيام، الى التقاعد. وفيما لا يتوقع حصول مشكلة حول التجديد للحاكم سلامة، لأن معظم القوى الحكومية موافقة على التجديد له، تتناول المشاورات امكانية اعادة تعيين اللواء جزيني بناء لقرار هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، الذي قضى بامكانية اعادة تعيينه بصفته المدنية حتى سن الـ64، مع الاشارة الى ان الرئيس سليمان يتمسك بتعيين جزيني.
خريطة المواقف
وعلى بُعد يومين من جلسة مجلس الوزراء الاربعاء، قال وزير الزراعة حسين الحاج حسن لـ&laqascii117o;السفير" إن ملف شهود الزور هو البند الاول المطروح على جدول أعمال الجلسة، ونحن نطلب كمعارضة إحالته الى المجلس العدلي، والمطلوب حسم هذا الموضوع في الجلسة المقبلة. وفي سياق متصل، قال وزير الشباب والرياضة علي العبد الله لـ&laqascii117o; السفير" إن المعارضة ستشارك في جلسة الاربعاء، وستدعو الى البت في البند الاول على جدول الاعمال وهو ملف شهود الزور، سواء بالتوافق او بالتصويت، ونحن لن نقبل الانتقال الى مناقشة باقي البنود قبل الانتهاء من هذا الملف، وفي حال لم تتم الاستجابة لمطلبنا فاننا سنتخذ الموقف المناسب. وأكد أن المعارضة لن تقبل بإرجاء البحث في قضية شهود الزور الى جلسة أخرى، كما درجت العادة في السابق، لأنه لم يعد مقبولا الاستمرار في تمييع هذه القضية وتضييع الوقت، مشددا على أهمية الاسراع في طي هذه الصفحة التي باتت تترك تأثيرات سلبية على مجمل الوضع السياسي في البلد.وأكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ&laqascii117o;السفير" أن بند شهود الزور المدرج على رأس جدول أعمال جلسة الاربعاء يجب أن يُبت إيجابا أو سلبا، ونقطة على السطر، رافضا تأجيله مرة أخرى، لأن التأجيل المتكرر أصبح لعبة مملة لن نغطّيها. وأشار الى أن من يعترض على حسم موضوع شهود الزور يضع نفسه في خانة حماة القتلة. وأضاف: إذا كان البعض يعتبر نفسه وليا للدم علما أن دم الشهداء لا يُحتكر ولا يُختزل، فنحن أولياء المال العام وهم مغتصبوه، وكل من يفترض إمكانية إجراء مساومات على قضايا الفساد والهدر في موازاة التسوية حول المحكمة والقرار الاتهامي هو واهم.أما وزير التربية حسن منيمنة، فقال لـ&laqascii117o;السفير" إنه يتوقع ان تمر جلسة الاربعاء على خير، مستبعدا انفراط عقدها بعد انعقادها. وإذ أشار الى أن ملف شهود الزور سيُناقش، رجح تأجيل البت فيه، بعد ان يكون الرئيس سليمان قد تمنى على الوزراء استكمال النقاش حوله في الجلسة المقبلة، على ان يتم بعد ذلك الدخول في عناوين أخرى. وأكد أن موقف الرئيس سعد الحريري ما زال ثابتا لجهة رفض التصويت، والتمسك بالتوافق على كيفية مقاربة ملف شهود الزور، لافتا الانتباه الى أن اليومين المقبلين سيشكلان فرصة لمزيد من المشاورات، سعيا الى بلورة مخرج ما. ومن ناحيته، قال الوزير غازي العريضي لـ&laqascii117o;السفير" إن كل البنود الاساسية المطروحة ما زالت موضع تشاور، ووزراء اللقاء الديموقراطي يتواصلون مع الرئيسين سليمان والحريري من جهة ومع الرئيس نبيه بري من جهة ثانية، والمهم انه تم إقرار عقد جلسة للحكومة لمعالجة بعض المسائل المهمة التي تخص مصالح الدولة والمواطنين. وأوضح أن بنود شهود الزور وتعيين مدير للامن العام والتجديد لسلامة ما زالت قيد البحث ولم يتم التوصل الى نتائج نهائية حاسمة، ولننتظر نتائج الاتصالات في هذين اليومين. كما أن أوساطا بارزة في &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" قالت لـ&laqascii117o;السفير" إن المصلحة الوطنية العليا تقتضي عدم استعجال او استسهال الخيارات التي يمكن ان تؤدي الى الانقسام، داعية الى انتظار نتائج الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية للتوصل الى صيغة توافقية بشأن ملف شهود الزور، ومشددة على ضرورة تفادي أي &laqascii117o;خطوة ناقصة" قبل تبلور حصيلة الحوار السوري ـ السعودي. الى ذلك، قال وزير الدولة عدنان السيد حسين لـ&laqascii117o;السفير" إنه يرجح ان تبقى الامور تحت السيطرة في جلسة الاربعاء، لأن التفاهم السوري - السعودي أعمق وأبعد مما يتصوره البعض، وبالتالي فانه من المستبعد ان تُقدم الأطراف اللبنانية في الوقت الحاضر على خطوات دراماتيكية تتعارض مع مسار هذا التفاهم الاقليمي او تعرقله. وأكد ان الهم الاول لرئيس الجمهورية هو تجنب انقسام مجلس الوزراء، وهذا فقط ما يفسر رغبته في تجنب التصويت الذي قد يؤدي اعتماده من دون موافقة الجميع الى انقسام الحكومة، مع ما يمكن ان يتركه ذلك من تداعيات سلبية على الشارع.
- صحيفة 'النهار'الأضرار الكبيرة التي خلفتها العاصفة التي تجتاح لبنان منذ ثلاثة أيام، أضافت بنداً إغاثياً طارئاً إلى جدول أعمال مجلس الوزراء 'الموعود' الأربعاء المقبل والذي سيتعين عليه النظر في آثار هذه العاصفة بعد أسبوع من موجة الحرائق وخسائرها الهائلة، فضلاً عن بند أول متفجر هو ملف 'شهود الزور' و300 بند أخرى منها التجديد لحاكم مصرف لبنان ومسائل عادية وملحة سواها. ويأتي كل هذا التراكم في جدول أعمال حكومة معطلة بفعل العاصفة السياسية الداخلية، في حين تشتد ظواهر التأزيم وتتصاعد على نحو لا يزال معه الشك يتسع في ما إذا كان انعقاد جلسة الأربعاء حتمياً. ذلك أن المعطيات المتوافرة لدى مصادر مطلعة توحي بأن ارتفاع نبرة 'حزب الله' منذ الجمعة الماضي وتصعيدها الى حد إطلاق تهديدات واضحة على ألسنة المسؤولين القياديين الكبار والنواب في الحزب لم يكن إلاّ خطوة مدروسة تمهد فعلاً لاعتبار الأسبوع الطالع 'مهلة أخيرة' أمام رئيس الحكومة سعد الحريري وفريق 14 آذار قبل اتخاذ موقف سلبي مسبق من القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان. وقالت هذه المصادر لـ'النهار' إن النفي الذي أصدره أمس رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد 'لتحديده مهلة ثلاثة أو أربعة أيام لظهور نتائج الجهد السوري – السعودي'، بدا بمثابة إعادة تصويب لموقف الحزب ازاء المسعى السوري – السعودي أكثر منه تراجعاً عن مضمون التهديدات التي أطلقها النائب رعد، بدليل أن جميع المسؤولين في الحزب مضوا لليوم الثالث في إطلاق مواقف تتسم بوتيرة تصعيدية. ولفتت إلى ان 'الحزب يستند في انتقاله الى زيادة الضغط السياسي والإعلامي إلى محطتين هما احتمال تسليم المدعي العام الدولي دانيال بلمار القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في أي وقت قبل عيد الميلاد، وانعقاد مجلس الوزراء الأربعاء، مما يعني أن هذا التصعيد يشكل رسالة مزدوجة إلى الحريري وفريق 14 آذار في الداخل، والى الراعيين السوري والسعودي في الخارج استعجالاً 'للتسوية' التي يطلبها الحزب. وكشفت ان المهلة التي حددها النائب رعد، ثم عاد ونفاها، يبدو انها تتصل واقعياً بموعد الخطاب الذي سيلقيه الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله الخميس المقبل في ذكرى عاشوراء، والتي يرجح أن تحمل مواقف وصفت بأنها 'مفصلية' في سياق الأزمة المتصاعدة. وتبعاً لذلك، من المتوقع أن تشكل الأيام الثلاثة الفاصلة عن موعد جلسة مجلس الوزراء مهلة محمومة للاتصالات والمشاورات لمنع انفجار الأزمة من الداخل الحكومي، وتمرير الجلسة بحد أدنى في معالجة بعض القضايا الملحة وإلا فان الاخفاق في ذلك سيكون بمثابة تكريس للتعطيل وإشهار علني لأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات. وإذ يبقى بند 'شهود الزور' متحكماً بمصير هذه الجلسة 'المصيرية' وبت جدول أعمالها المنتفخ، بدت مواقف الأفرقاء من هذا البند على حالها كما كانت في الجلستين السابقتين اللتين أدتا الى طلائع التعطيل. وتوقعت مصادر وزارية ذات اتجاهات سياسية مختلفة ألا يختلف مصير جلسة الأربعاء عن سابقتيها، من حيث عدم القدرة على بت ملف 'شهود الزور'، وخصوصاً بعدما اصطدم اقتراح الوزير بطرس حرب بممانعة قوى 8 آذار. وأكدت أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفريقه الوزاري كما الفريق الوزاري لـ'اللقاء الديموقراطي' ما زالوا على رفضهم طرح ملف 'شهود الزور' على التصويت من منطلق حرصهم على تأمين التوافق عليه. وما دامت قوى 14 آذار ترفض التصويت فيما تصر قوى 8 آذار على بت الملف إن بالتوافق أم بالتصويت، فان أي عامل جديد لم يطرأ من شأنه أن يخرج الحكومة من حال المراوحة والجمود التي تحكم عملها، الأمر الذي سيحول دون انتقالها الى درس جدول الاعمال وبته ومنه التعيينات والملفات الضاغطة. وسألت 'النهار' وزير الاشغال العامة غازي العريضي هل يمكن الحكومة ان تتجاوز معاناة الناس في جلسة الاربعاء من جراء العاصفة، فأجاب ان هذه العاصفة 'هي عنصر ضاغط علينا جميعاً'. وتساءل بدوره: 'ماذا نقول للناس الذين يعانون البرد والصقيع؟ هل تقدم الحكومة دعماً للمازوت وهل تجتمع من دون اتخاذ اي قرار يخفف المعاناة؟ وهل نذهب الى احصاء الاضرار ومن يتخذ القرار بعد الدراسة لتعويض الناس؟'. كذلك تساءل: 'هل نترك آلام الناس ومعاناتهم تتضاعف في ظل العاصفة السياسية؟ وهل نترك هذه العاصفة السياسية تكسر آمال الناس مرة جديدة؟ يكفي طرح هذه الاسئلة امام كل مسؤول ليقف امام ضميره'. وعلم ان وزراء 8 آذار سيعقدون اجتماعاً تنسيقياً مساء اليوم لتحديد الموقف من الجلسة المقبلة، علماً ان اوساط هذا الفريق اكدت ان موقفه لم يتغير. وقال وزير الشباب والرياضة علي حسن عبدالله لـ'النهار' إن 'موقفنا واضح وهو بت البند الاول على جدول الاعمال وعدم الانتقال الى بند آخر قبل حسم ملف شهود الزور، ولن نقبل بمناقشة الملف من دون بته لنصل الى قرار نهائي ونحوله الى الجهة المختصة، وكفى مماطلة وتسويفاً'. في المقابل، اعتبرت مصادر بارزة في قوى 14 آذار ان 'حزب الله' بدأ عملياً مرحلة التصعيد الكبير الذي كان منتظراً، مستبقاً بذلك صدور القرار الظني. وقالت لـ'النهار' إن 'قوى الاكثرية لم تفاجأ بهذا التصعيد وإن تكن لم تتصور ان تبلغ وتيرة التصعيد الكلامي حدود التهديدات الانفعالية والمتشنجة لحزب لا يحتاج الى هذا النمط من الكلام ما دام يمتلك قوة مسلحة تغنيه عن كل تهديد'. وفي ضوء ذلك تساءلت 'عما اذا هذا المقدار من الانفعال ناجماً عن ادراك الحزب ان لا خيار امامه في مواجهة القرار الظني سوى التسليم بالقناة القضائية وبالحوار السياسي الهادئ وبتجنب اي عمل عنفي او انقلابي؟'. لكنها لفتت الى ان 'قوى 14 آذار تدرك ان الحزب ينفذ المرحلة الاولى من تصعيد سياسي واسع على الاقل في المرحلة الحاضرة بالتنسيق الكامل مع سائر حلفائه في قوى 8 آذار بدليل بداية صدور اصوات تلمح الى اطاحة الحكومة واثارة ازمة واسعة في البلاد'. واكدت ان 'سقف قوى 14 آذار ورئيس الحكومة معروف وهو المضي في الحوار عبر المؤسسات ومواجهة التعطيل وعدم التراجع عن التمسك بالمحكمة الخاصة بلبنان ولن يكون هذا السقف قابلاً لاي مساومة تحت وطأة اي ظرف او تهديد او اي عمل'.
العاصفة
وبعيداً من الازمة السياسية، عاش لبنان امس يومه الثاني تحت العاصفة التي تضرب المنطقة، فاكتست مرتفعاته بالثلج للمرة الاولى هذه السنة بعد طول جفاف مما ادى الى قطع طرق جبلية اعتباراً من ارتفاع 700 متر، فيما تسببت السيول وامواج البحر العاتية بأضرار فادحة وخصوصاً في موانئ الصيادين في المناطق الساحلية. واحصيت اضرار بالغة في مراكب الصيادين فيما ادت الامواج والسيول الى 'اجتياحات' مائية في بلدات ساحلية. كما تسببت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في بيروت والمناطق بفعل تعطل مجموعات حرارية وانقطاع خطوط التغذية والتوتر العالي في مناطق جبلية.
- صحيفة 'اللواء'من المؤكد ان البلاد تدخل هذا الاسبوع أياماً حاسمة، في ظل اقتراب السجال بين <حزب الله> وتيار <المستقبل> من دائرة <التجاوز الكلامي للخطوط الحمر>.فمن جهة، يتوقع ان يرفع المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار مسودة القرار الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين اليوم او في اليومين المقبلين، ومن جهة ثانية ستوجه دعوة رسمية الى الوزراء لعقد جلسة عصر بعد غد الاربعاء في القصر الجمهوري، من دون الافصاح عن طبيعة التفاهمات او عدمها، لئلا تتعرض الجلسة لانتكاسة تؤثر على مجمل الوضع السياسي في البلاد قبل يوم واحد من ذكرى عاشوراء، حيث ستشهد الضاحية الجنوبية حشداً شبيهاً بحشود السنوات الماضية، ولكن بتوقيت مختلف وبخيارات من المتوقع ان يفصح عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الذي يعد للمناسبة.وفيما رفع <حزب الله> من منسوب هجومه على المحكمة الدولية، بدا الوضع في مجلس الوزراء على حاله منذ آخر جلسة عقدت في 10 تشرين الثاني الماضي، من ناحية تموضع كل فريق خلف موقفه المعلن من مسألة احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي او الى القضاء العدلي، ومن مسألة تمسك كل من الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري، بحسب مصادر نيابية في الاكثرية، بعدم اللجوء الى خيار التصويت لحسم هذا الملف سلباً او ايجاباً، حتى لا يحرج رئيس الجمهورية ووزراؤه، وكذلك وزراء النائب وليد جنبلاط.وكان الرئيس الحريري قد قبل في عطلة نهاية الاسبوع بأن يوضع ملف شهود الزور بنداً اول على جدول اعمال جلسة الاربعاء، والذي تضمن 299 بنداً، من بينه تجديد تعيين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لكنه تمسك في المقابل برفض اللجوء إلى خيار التصويت، بخلاف رغبة المعارضة بحسم هذا الملف توافقاً أو تصويتاً.وإذا سارت الجلسة بهدوء، وتم تجاوز عقدة ملف شهود الزور، فانه قد يطرح بند تعيين مدير عام جديد للأمن العام من خارج جدول الأعمال، وثمة رغبة لدى الرئيس ميشال سليمان بإعادة تعيين المدير العام السابق وفيق جزيني من خارج الملاك، على غرار ما حصل مع اللواء جميل السيّد في عهد الرئيس اميل لحود، علماً بأن المعارضة ترشح العميد عباس إبراهيم، وأن لدى العماد ميشال عون مرشحاً مسيحياً، كما أن لدى الرئيس سليمان خيار آخر هو تعيين احد معاونيه العسكريين.ومع أن الدعوة لعقد الجلسة وزّعت السبت، فان وزراء المعارضة تمهلوا في الاجتماع إلى اليوم أو غداً لتحديد الموقف الذي سيتخذ فيها بالنسبة لشهود الزور، علماً أن مصادر المعارضة رأت في قبول الرئيس الحريري بادراج الملف كبند اول بأنه فخ ومحاولة لرمي الكرة في ملعب المعارضة وإخراج نفسه من تهمة تعطيل عقد جلسات الحكومة، مشيرة إلى انها (أي المعارضة) تريد إنهاء هذا الملف بأي شكل وكيفما كانت الأمور، حتى ولو كان ذلك من خلال خسارتها في عملية التصويت، وسقوط مطلبها باحالة الملف إلى المجلس العدلي.وشددت على أن المعارضة، خلافاً لكل ما يقال، تريد الانتقال إلى القضايا المعيشية، خصوصاً وانه ثمة ملفات كثيرة عالقة، إدارية وغير إدارية ومالية، وبالتالي فانها تقبل بنتيجة التصويت مهما كانت.الا أن مصادر نيابية في الأكثرية ترى في موقف المعارضة نوعاً من استدراج وزراء الأكثرية، ومعهم وزراء الرئيس سليمان الى التصويت، لاطمئنانها الى أن النتيجة قد تكون لمصلحتها في حال صوت وزراء جنبلاط الى جانبها مع وزير أو آخر من وزراء رئيس الجمهورية.واستبعدت هذه المصادر الكلام الذي يقال عن استعداد المعارضة للقبول بنتيجة التصويت، المرفوض شكلاً ومضموناً من قبل رئيس الجمهورية الذي يرفض الذهاب الى خيار التصويت، خشية الإحراج، وتعتقد أن نتيجة التصويت تفيد موقف المعارضة في أمرين:
الأول أنه قد يؤدي الى كسب وجهة نظرها بإحالة الملف الى المجلس العدلي.
والثاني هو تخوّف الأكثرية، من أن تكون المعارضة تحضّر لخطوة ثانية، في حال خسارتها في نتيجة التصويت، وهي استقالة وزرائها، وبالتالي دفع الحكومة الى الاستقالة، ودفع الأمور الى خيارات الانقلاب السياسي، وبالتالي السيناريوهات التي كثر الحديث عنها مؤخراً.
وترى المصادر أن البديل عن خيار المواجهة، أو المأزق الراهن، هو الرهان على التفاهم السعودي - السوري الذي تجمع مصادر الطرفين على أنه حقق تقدماً جدياً وحقيقياً، بحسب المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، الذي أعلن أمس أن هذا التقدم يحتاج الى <جرأة داخلية>، مناشداً كل المعنيين بأن يقدموا عليه لإنقاذ الوطن والاستقرار السياسي.وفي هذا السياق، نقل زوار دمشق بأن موقف رئيس كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب محمد رعد التصعيدي الأخير لناحية تحديد مهلة ثلاثة أيام أو أربعة أيام، لا لزوم له، ولذلك جرت اتصالات لسحب هذا الموقف أو توضيحه، حتى لا يفسر بأنه بمثابة تهديد من تأخر الاتفاق السوري - السعودي. وبالفعل فقد أصدر رعد توضيحاً أمس، وصف فيه ما قيل عن لسانه بأنه نتيجة <صياغة غير دقيقة> ما أوهم المتابعين بأن القصد هو رسم سقف زمني نهائي لظهور نتائج الجهد السوري - السعودي لتسوية الازمة اللبنانية، فيما كان المراد وحسب توضيح رعد، هو ظهور نتائج هذا الجهد في وقت قريب>.وبحسب معلومات خاصة، فإنه يتوقع تجدد الاتصال السعودي - السوري خلال اليومين المقبلين، في ضوء معاودة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نشاطه بعد فترة النقاهة، التي يمضيها في الولايات المتحدة الاميركية بعد العمليتين الجراحيتين اللتين اجريتا له لمعاجلة الانزلاق الغضروفي في ظهره.ولمس وفد من المعارضة كان في دمشق انه ما زال هناك رهان على المسعى السعودي - السوري، يفترض ان يتبلور قبل الجلسة الحكومية الاربعاء.وكشفت مصادر عربية مطلعة ان الاتصالات السعودية - السورية تنطلق من تفاهم على الحفاظ على استقرار لبنان، ومنع القرار الاتهامي من احداث اي تأزم داخلي، لكن هناك خلاف على آلية اقناع اللبنانيين بكيفية حماية الاستقرار.وقالت المصادر ان دمشق ما تزال تدافع عن موقف حزب الله الرافض للمحكمة والقرار الاتهامي، في حين ان السعودية ترى انه من غير المقبول رفض قرار لم يصدر بعد وغير معروف، وترى ان الاولوية يجب ان تعطى بـ <حث الاشقاء اللبنانيين على التفاهم على كيفية مواجهة القرار الاتهامي>.حزب الله في غضون ذلك، رفع حزب الله من منسوب هجومه على المحكمة الدولية، حيث اعتبر نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان هذه المحكمة ألعوبة بيد أميركا وإسرائيل، وأنها أصبحت ميتة الآن ونحتاج الى وقت لمراسم الدفن لنعلن عنها في وقتها. وقال: بالنسبة الينا المحكمة الآن غير موجودة وليس لها أي سلطة على لبنان حتى ولو أجمع مجلس الأمن بأسره.واعتبر أن مفتاح الحل أساسه من لبنان وأن المساعي السعودية - السورية قطعت شوطاً مهماً ونأمل أن تنجح.بدوره حذر رئيس كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب محمد رعد أنه إذا صدر القرار الإتهامي من دون تسوية وتفاهم بين اللبنانيين فالكل عليه أن يتحمل وزر ما فعل، مشدداً على أن لبنان ما قبل القرار هو غير ما بعده، وستتغير صورة لبنان تلقائياً إذا لم يكن هناك تفاهم داخلي لبناني ينأى بلبنان عن مأزق المحكمة وتداعياتها.واعتبر رعد أنه بعد فشلهم بالحرب والقضاء على المقاومة اتبعوا اسلوباً جديداً وهو القرار الدولي والمحكمة الدولية، وقال:<روحوا بلطوا البحر، فهذه المقاومة أكرم وأشرف وأنزه وأطهر من أن يستطيع أحد أن ينال منها أو المس بكرامتها>..
- صحيفة 'الشرق الأوسط'تتجه أنظار اللبنانيين إلى جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها رئيس الحكومة سعد الحريري، التي ستعقد في قصر بعبدا بعد غد الأربعاء وعلى جدول أعمالها 300 بند، أحدها ما يسمى ملف 'شهود الزور' الذي يصر فريق '8 آذار' على إحالته إلى الم