دراسة إسرائيلية حول مفهوم العمليات لدى 'حزب الله'
- صحيفة 'السفير': علي دربج
&laqascii117o;حزب الله يراكم القوة من 2006 ـ 2009: الأسس والاتجاهات المستقبلية".. سيناريوهات تعطيل &laqascii117o;الكوماندوس" الجوي والبحري.. وإضعاف الجبهة الداخلية
تتوقف دراسة الكاتب الإسرائيلي غاي افيعاد، بعنوان: &laqascii117o;حزب الله يراكم القوة من 2006- 2009: الأسس والاتجاهات المستقبلية" الصادرة عن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عند مفهوم العمليات عند &laqascii117o;حزب الله". يلفت افيعاد الانتباه إلى أن &laqascii117o;حزب الله" بنى فرضياته الأساسية للحرب على انه سيواجه في المستقبل هجوماً برياً إسرائيلياً واسع النطاق يستهدف مناطق نفوذه وتواجده. ومن خلال الاتجاهات التي ميزت بناء قوته في السنوات الأخيرة يمكن استخلاص نقاط رئيسية لمفهومه القتالي. لقد أدرك الحزب، تضيف الدراسة، انه من الصعوبة الدفاع عن جنوب لبنان ضد أي غزو بري، لذلك عمل على تغيير بنية أرض المعركة. فبدلاً من القتال في الأماكن المفتوحة، نقل مراكز ثقله إلى القرى والأماكن الحضرية. عندها سيكون على الجيش الإسرائيلي القيام بمحاولة للقضاء على منصات إطلاق الصواريخ وتجمعات مقاتلي (المقاومة)، الذين سيقومون بالقتال من وقت إلى آخر داخل هذه المناطق، انطلاقاً من عشرات المواقع التابعة لهم. فالسيطرة على هذه المناطق الحضرية وسط السكان المدنيين، تتطلب قوات كبيرة من قبل الجيش الإسرائيلي تكون مهيأة للقتال في الأنفاق، والتصدي لمحاولات الخطف من قبل المقاومة، ومواجهة الكمائن، ونيران الوحدات المضادة للدروع وتجنب إيذاء المدنيين غير المتورطين في القتال. وانطلاقاً من معرفته بحساسية إسرائيل لفقدان الأرواح البشرية، يتوقع &laqascii117o;حزب الله" أن تكّبُد إسرائيل خسائر بشرية فادحة تقوض السياسة الإسرائيلية والقيادة العسكرية، وتعطل قدرتهما على الاستمرار في عملية الاجتياح البري. لذا فزيادة مقاتلي الحزب شمال نهر الليطاني، وتسليحهم بصواريخ مضادة للدبابات متطورة تخدم هذا الهدف. ويشير افيعاد الى أنه سيكون على الجيش الاسرائيلي حينها نشر قواته على خطوط القتال، والتحرك في أراضي العدو المحتملة، حيث سيتعرّض حينها لإطلاق نار من أسلحة دقيقة ومن مسافات بعيدة أيضا. ومن ناحية أخرى، سيتمكن مقاتلو الحزب من عرقلة تقدم المدرعات الإسرائيلية، عبر إطلاق كثيف للصواريخ المضادة للمدرعات من قبل الكمائن الخلفية التي أعدها الحزب خصيصاً لهذه الغاية، مع اخذ الاحتياطات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، باعتماد تكتيك التناوب في إطلاق النار، مستدرجاً بذلك الجيش وجنوده إلى عمق الأراضي اللبنانية بعيداً عن الحدود. بالإضافة إلى ذلك يبدو أن الانتشار المكثف لـ&laqascii117o;حزب الله" شمال الليطاني، وكأنه يهدف إلى منع الجيش الإسرائيلي من تطويق جنوب لبنان كفكي كماشة، فضلاً عن منعه من التحرك للسيطرة على هذا المجال. ويضيف افيعاد أن فرص البقاء لمقاتلي &laqascii117o;حزب الله" على الخطوط الأمامية للجبهة ستتعزز، بينما عملية التطويق المنتظرة للجيش الإسرائيلي على الخطوط الخلفية لمنطقة شمال الليطاني تبدو محفوفة بالمخاطر، حينها سيتحول هذا الجيش إلى ألعوبة في يد &laqascii117o;حزب الله". وبالتوازي مع القتال البري، الجزء الأساسي من مفهوم &laqascii117o;حزب الله" هو امتلاك القدرة على الحاق اكبر قدر من الأذى بالمدنيين في الجبهة الداخلية، وبالتالي فإن الازدياد الهام في عدد الصواريخ ونوعيتها وطريقة توزيعها، يراد منها خدمة الأهداف التالية:
أولا، منع القوات الجوية الإسرائيلية من تنفيذ عملية مشابهة لعملية &laqascii117o;الوزن النوعي" التي نفذتها في الأيام الأولى لحرب تموز 2006، والتي كانت كلفت الحزب خسارة واحدة من أوراقه الاستراتيجية. وعليه، فإن نشر الصواريخ الطويلة المدى في أنحاء لبنان واستحداث المئات من منصات إطلاق الصواريخ، يهدف إلى تحييد قدرة سلاح الجو على تحقيق نتائج مماثلة لتلك العملية في المستقبل، وبذلك يبقى العمق الإسرائيلي عرضة للتهديد.
ثانيا، الحفاظ على قدرة نارية متواصلة لإطلاق الصواريخ حتى لو نجحت عملية الاجتياح البري، في جنوب لبنان، وبذلك يعزز الحزب من فكرة الانتصار لدى جمهوره. وحسب أفيعاد، هناك قناعة لدى &laqascii117o;حزب الله" بأن الجيش الإسرائيلي قادر على احتلال جنوب لبنان، كما فعل في المرات الماضية، وتدمير مجموعة من الصواريخ القصيرة المدى، ومن هنا فإن عملية التوزيع الصاروخي تهدف إلى إلغاء أي إنجاز للجيش وتحدّيه بالسيطرة على المنطقة. في المقابل، هناك رهان على تقويض ثقة الجمهور الإسرائيلي بالحملة العسكرية. وبعبارة أخرى، فإن تمكّن &laqascii117o;حزب الله" من مواصلة إطلاق وابل من الصواريخ المختلفة على المراكز المدنية في إسرائيل يطرح تساؤلات حول قدرة الجيش على إزالة هذا التهديد، ويعزز من صورة الحزب كمنظمة قادرة على البقاء، وكخصم لا يقهر.
ثالثاً، يهدف الحزب إلى زرع الموت والدمار، بحيث تصبح الحياة داخل إسرائيل لا تطاق، وهكذا يكون القتال قد انتقل إلى الداخل، وهذا يعني بدوره ان مصير أي مواطن إسرائيلي في تل ابيب لن يكون مختلفاً عن نظيره في بيروت، إذ أنهم سوف يتقاسمون المصير نفسه: الرد على قنابل الطائرات الإسرائيلية يقابله إطلاق وابل يومي من الصواريخ تجاه الداخل.
رابعا، إن الضرر الفادح في الجبهة الداخلية من المرجح ان يعمل على خفض الروح المعنوية لجنود الاحتياط وجهودهم القتالية على الأراضي اللبنانية. ويشير افيعاد الى أن إطلاق صليات كثيفة من الصواريخ على القطاع الساحلي (أي منطقة حيفا وتوابعها)، وبشكل اعنف على تل أبيب يهدف إلى وضع جنود الاحتياط في مأزق أو ورطة، أما البقاء في وحداتهم، فيما هم يفكرون في عائلاتهم تتعرّض للصواريخ أو ترك الجبهة.
خامسا، ان وضع الجنود في حالة دفاع مستمر، ربما يؤدي إلى تعطيل الحركة المنظمة للجيش الإسرائيلي على جبهة القتال. فضرب الصواريخ على مقرات القيادة الإسرائيلية (الأركان) أو مراكز القوى العسكرية، سوف يُبقي الخصم مشغولا بعمليات البحث والإنقاذ، والحاجة إلى الاحتماء من القصف. وهذا من شانه أن يعطل ويعرقل جهود الوحدات اللوجستية التي تعمل على إمداد القوات بالعتاد والعدة والمؤن في ارض المعركة. فالمفهوم العملياتي لـ&laqascii117o;حزب الله" يشمل أيضاً القتال في البر والبحر. إذ ان تدمير البارجة الحربية حانيت (ساعر 5) في الأيام الأولى لحرب تموز 2006، وإسقاط طائرة هليكوبتر من طراز يسعور (في وادي مريمين) قرب بلدة كفرا له قيمة خلف نجاحاتهم الخاصة. وبصرف النظر عن أنها ولدت صدمة للجيش، غير أن هذه الأحداث فرضت تغييراً في حركة الجيش. فالبحرية اعتمدت الحذر، وأصبحت تتحرك بسفنها بعيدا عن الساحل اللبناني، بينما وضع إسقاط المروحية حداً لعملية الإنزال المنوي القيام بها والتي كانت من المفترض ان تميل ميزان الحرب، وأصبح تركيز الجيش الإسرائيلي منصباً بدلا من ذلك على مهمة الإنقاذ. ينظر &laqascii117o;حزب الله" إلى تدمير البارجة الحربية وإسقاط المروحية، وكأنه حدث بالغ الأهمية ومحوري لزعزعة الجيش الإسرائيلي وتعطيل قدراته على التفكير بحكمة. أكثر من ذلك يسعى &laqascii117o;حزب الله" إلى الحد من نشاط القوات البحرية والجوية في لبنان.
إن فهم ذلك، حسب دراسة أفيعاد، يمثل مدخلا لدفع القوات الخاصة الإسرائيلية عميقاً داخل الأراضي اللبنانية كما حدث في مدينة صور وبعلبك خلال حرب تموز الأخيرة، وبالتالي تهديد الممتلكات العسكرية الخاصة بالحزب، وذلك كجزء من الرد الإسرائيلي. من هنا، فإن امتلاك صواريخ بحرية من طراز C-82 ونصبها على الشواطئ اللبنانية، إضافة إلى أنظمة مضادة للطائرات، هو جزء من مخطط مرسوم من قبل الحزب يجعل من الصعب تنفيذ عملية مماثلة (أي إنزال قوات خاصة)، كما انه بمثابة إشارة للجيش الإسرائيلي، أن سعر أي عملية خاصة سيكون مرتفعاً جداً.
يخلص افيعاد إلى انه منذ حرب تموز 2006 حتى 2009، شهد &laqascii117o;حزب الله" تحولاً كبيراً، إذ انه قام بعملية دراسة شاملة، وكرست قيادته جهدها وتفكيرها لسيناريو الحرب المقبلة مع إسرائيل، وأعطت أهمية كبيرة للمعطيات الجديدة الناشئة عن المزاج العام داخل الجيش الإسرائيلي. إن تطبيق الدروس على ضوء التحدي الراهن، جسده &laqascii117o;حزب الله" بالإسراع في عملية إعادة البناء والتجهيز، وإعداده لمفهوم عملياتي متغير من خلال تعديله مكونات القوة لديه وتبنيه أنماطاً جديدة تتعلق بحركته الميدانية، وتغيير الاتجاهات الحالية.
تختم الدراسة &laqascii117o;لقد برهن &laqascii117o;حزب الله" انه منظمة متعلمة موهوبة في فهم البيئة التي تعمل فيها، وقادرة على التكيف مع الظروف والمتغيرات، فضلا عن إدراكه وجهة نظر العدو، وتحليل الأساس المنطقي لتوجهاته. هذه الخصائص تؤكد أن &laqascii117o;حزب الله" لا يشبه الجيوش الأخرى المعروفة التي تميل إلى الحرب، بل انه يعمل على تحضير نفسه بشكل مناسب للحرب المقبلة، لذا فإن الجيش الإسرائيلي كما هو مفروض سيواجه منظمة أقوى ومتغيرة جذرياً عن تلك التي واجهها في حرب 2006. فقط بناء رد دفاعي من قبل هذا الجيش وحده يجعل من المحتمل توجيه ضربة قاصمة لـ&laqascii117o;حزب الله" في شكله الحالي الحديث".
- صحيفة 'الأخبار': يحيى دبوق
من التهديد إلى... ؟ إسرائيل تتطبّع مع سلاح حزب الله
كثّفت إسرائيل تهديدها للبنان والمقاومة في الفترة الأخيرة، وأكدت جهوزية جيشها لخوض حرب تكون مغايرة لحرب عام 2006. إلا أن التهديد والوعيد دليل أيضاً على وجود قلق وخشية إسرائيليين كبيرين، من المقاومة وقدراتها وإمكانياتها.نفذت إسرائيل قبل أيام مناورة محاكاة لواقع افتراضي، وُصفت بالضخمة، لفحص جهوزية جبهتها الداخلية، حيال مواجهة سيناريو يطلق خلاله حزب الله صاروخاً كيميائياً على مدينة حيفا. وبحسب السيناريو المفترض، يُطلق الصاروخ في اليوم الرابع عشر للحرب المقبلة، ويؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة جداً، ويغرق المستشفيات بالمصابين، إضافة إلى حالة من الهلع والذعر تعمّ جمهور المستوطنين. ويرد في السيناريو أن مستشفى الكرمل القائم بالقرب من حيفا، على سبيل المثال، سيتلقى وحده نحو 600 إصابة. الخبر نُشر على موقع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على الإنترنت، ضمن شرح واسع لحيثيات المناورة ومجرياتها، من دون الحديث عن نتائجها وما أظهرته من ثغر أو قدرات إسرائيلية فعلية، على مواجهة هذا السيناريو.وكانت إسرائيل قد حذرت في الماضي، على لسان ضابط رفيع المستوى (الإذاعة الإسرائيلية 8/5/2009)، من أنه &laqascii117o;إذا استُخدم سلاح كيميائي ضد إسرائيل، فإن قواعد اللعبة ستتغير، وإذا قرر حزب الله أو حركة حماس استخدام سلاح كهذا، فعليهما أن يدركا أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على الرد بقوة، ولن يراعي أي اعتبار للقيم، مثل طهارة السلاح، وعلى الجميع أن يدرك ذلك"، وبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن &laqascii117o;حزب الله يدرك أنه إذا تجرّأ على إطلاق صواريخ كهذه باتجاه الأراضي الإسرائيلية، فإننا سنفقد السيطرة على أنفسنا، وهم يعلمون جيداً ما يمكننا فعله".من الناحية النظرية، يمكن الافتراض أن أصل إجراء إسرائيل لمناورة تحاكي وجود أسلحة كيميائية لدى الطرف المقابل، يعني أن لديها مخاوف على الأقل أو تقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله قدرات خاصة توجب عليها اتخاذ إجراءات مسبقة لتحسين قدرتها على مواجهة هذه القدرات، ومحاولة الحد من تأثيراتها.ومن المعلوم أن التقدير المعتمد في إسرائيل، الذي تؤكده أجهزتها الأمنية كما يردّده المسؤولون السياسيون، هو أن &laqascii117o;فرضية العمل لدى الجيش الإسرائيلي ترى أن أي سلاح موجود لدى سوريا وإيران، سيصل في نهاية المطاف إلى حزب الله". لذلك، لا يبعد أن تكون المناورة مستندة إلى هذا التقدير أو غيره من المعطيات. أما السيناريو الذي أجريت المناورة وفقه، والذي ينص على أن الصاروخ، على فرض وجوده، سيسقط في اليوم الرابع عشر من الحرب، فهو يشير إلى تعاطٍ جدي مع الفرضية، أي إن تل أبيب ترى أن أفعالها العدائية قد تبلغ حداً متطرفاً، نتيجة فقدانها لأساليب ناجعة تقليدية حيال المقاومة وقدراتها، الأمر الذي سيدفع بدوره المقاومة إلى استخدام أقصى ما لديها.بعيداً عن السلاح الكيميائي وإمكانات وجوده من عدمه، صدر عن إسرائيل في الآونة الأخيرة جملة من المواقف والتصريحات، تشير إلى وجود تطوّر جديد حيال مقاربة القدرات العسكريّة لحزب الله وتراكمها العددي والنوعي، وتحديداً الصاروخية منها، إذ تحدث وزير الدفاع إيهود باراك، أمام نظيره الأميركي روبرت غيتس في آخر زيارة قام بها إلى واشنطن قبل أسبوعين، عن &laqascii117o;قلق تل أبيب من استمرار تسلح سوريا وحزب الله بأسلحة متطورة، ما يضر بالتفوّق النوعي لإسرائيل وأمنها"، بينما اعتاد باراك في السابق أن يهدد بأن &laqascii117o;إسرائيل ستدرس خياراتها، إذا زُوّد حزب الله بأسلحة كاسرة للتوازن"، أي التهديد بشن اعتداء عسكري. وبين &laqascii117o;استمرار التسلح"، و&laqascii117o;إذا زُوّد"، فرق شاسع جداً، يشير إلى نوع من الإقرار الإسرائيلي بأن الأمر قد انقضى، وأن تهديد المزوّد والمتزوّد بالسلاح &laqascii117o;الكاسر للتوازن"، لم يكن مجدياً، وسكوت إسرائيل حتى الآن وعدم شنّها اعتداءً، يشيران بدورهما إلى أن التهديد وتفعيله غير مجديين، أو أنها مرتدعة عن تنفيذ تهديدها، والأمران يعدّان نجاحاً إضافياً للمقاومة وأدائها.استناداً إلى كلام باراك، وتصريحات عدد آخر من مسؤولي تل أبيب، إضافة إلى تحليلات المعلّقين الإسرائيليين، يظهر أن هناك نوعاً من الإقرار بالفشل في ردع حزب الله عن امتلاك سلاح &laqascii117o;كاسر للتوازن"، ما يدفع تل أبيب، بعد إقرارها بذلك، إلى العمل على محاولة ردع حزب الله عن تفعيل هذه القدرات العسكرية نفسها، التي باتت قائمة بالفعل. وبكلمات أكثر مباشرة، ترى تل أبيب أن القدرة المادية العسكرية باتت متوافرة لدى حزب الله، بما يُمكِّنه من مواجهة الجيش الإسرائيلي. وفي الآونة الأخيرة رُبط هذا التقدير بالظرف الداخلي اللبناني، أي الضغط المفعّل على المقاومة بواسطة أداة المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، ما دفع تل أبيب إلى التقدير أن الظرف بات مؤاتياً أمام حزب الله أو دافعاً له، لاعتماد خيارات متعددة من بينها خيارات متطرفة، سواء أكان في الساحة الداخلية اللبنانية أم في اتجاه إسرائيل نفسها.من هنا يمكن تفسير سيل التهديدات الإسرائيلية التي أطلقتها تل أبيب أخيراً ضد لبنان والمقاومة، والتي تتوعد بحرب لم يشهدها لبنان من قبل. إلا أن التهديد والوعيد بقدر ما يدلان على وجود مخاوف إسرائيلية من إمكان تسخين الجبهة جنوباً، يدلان أيضاً على مستوى القدرة الذي بات لدى المقاومة، بنظر تل أبيب. فإذا كان الإسرائيلي يحسب أن حزب الله غير قادر على المواجهة، فما العلة من وراء إظهار الخشية وإطلاق التهديدات؟ إن التهديدات نفسها كاشفة، لا عن نيّات حزب الله وحسب، بل عن قدراته أيضاً. يعني ذلك أن تهديدات تل أبيب في الآونة الأخيرة، ومن بينها تهديدات قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، تحاول إيجاد أو تعزيز منسوب الردع أمام حزب الله، وبالتالي محاولة منعه من تفعيل قدراته العسكرية ضدها، إن شاء ذلك. مع هذا، في التهديدات استهدافات أخرى ترتبط بالداخل الإسرائيلي نفسه، إذ بات معروفاً وملموساً أن أي كلام أو تقدير أو تهديد إسرائيلي يطلق في اتجاه لبنان وحزب الله، يؤثر سلباً على المستوطنين أنفسهم، أي إنه يسبّب إيجاد مستوى مرتفع جداً من القلق والخشية، الموجودين أساساً، جرّاء ما ينتظرونه من ويلات وخسائر في الحرب المقبلة، ما يستدعي قيام المسؤولين الإسرائيليين بإيصال رسالة طمأنة مضادة، تحاول التأكيد أن يد الجيش الإسرائيلي ستكون العليا في المواجهة المقبلة، والتأكيد أيضاً أن هذا الجيش لم يعد كما كان عليه في السابق، بل هو قادر على تحقيق المهمة في مواجهة حزب الله كما ينبغي، وهذا ما يتبيّن بوضوح في التهديدات التي أطلقها آيزنكوت أخيراً، وضباط إسرائيلون آخرون، حاولوا الحد من القلق والخشية القائمين لدى الجمهور الإسرائيلي.في عودة إلى القدرات العسكرية لحزب الله، يمكن القول إن الأشهر الأخيرة شهدت مقاربة إسرائيلية مختلفة، إذ بدأ قادة إسرائيل يتعاملون مع امتلاك الحزب قدرات صاروخية متطورة جداً على أنه أمر واقع، لم يعد من الممكن منعه... تعاطي إسرائيل مع هذه المسألة متحرك، بمعنى أنه تجري في كل فترة إزاحة الخطوط الحمراء من مكان إلى آخر، تبعاً لتراكم قدرات حزب الله وما تصل إليه. فبحسب ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية، فإن امتلاك حزب الله لصواريخ سكود ـــــ دي، يصل مداها إلى 700 كيلومتر، يعدّ إشكاليا من ناحية إسرائيل، رغم أنه أكد في المقابل امتلاك الحزب لصواريخ يصل مداها إلى 300 و500 كيلومتر. السؤال البارز هنا: هل مشكلة إسرائيل باتت في مدى الصواريخ؟ فهل استهداف مدينة إيلات في أقصى جنوب فلسطين المحتلة، يختلف كثيراً عن استهداف تل أبيب، علماً بأن البنى التحتية الرئيسية موجودة في الوسط، صعوداً نحو الشمال، وهي الأكثر تأثيراً على إسرائيل؟. هاجس تل أبيب بلغ حداً غير مسبوق حيال صواريخ حزب الله، وصولاً إلى البحث عمّا إذا كان قد امتلك بالفعل أسلحة كيميائية، بل وتُرجم ذلك في مناورات تحاكي سقوط هذا النوع من الصواريخ على المدن الإسرائيلية. قد يكون الحديث هنا ناتج من تعاظم المخاوف ليس إلا، لكن يمكن القول، بمعنى من المعاني، إن من &laqascii117o;واجب" الإسرائيلي أن يصل في مخاوفه إلى هذا المستوى، بغض النظر عن مدى مطابقتها للواقع أو لا، بعدما تجاوز حزب الله كل الخطوط الحمراء التي رسمتها إسرائيل، في عملية بناء القدرات العسكرية والصاروخية النوعية تحديداً. كذلك فهي تتلاءم من ناحية نظرية بحتة، مع فرضية عمل الجيش الإسرائيلي: أن ما لدى سوريا وإيران موجود لدى حزب الله، إلا ما يحدّده الأخير أنه لا يلائم المواجهة المفترضة مع إسرائيل في لبنان.المباحثات التي أجراها وزير حرب إسرائيل إيهود باراك، أخيراً في واشنطن، والتصريحات الصادرة خلالها وما تسرّب عنها، تكشف ما كان مؤكداً، عن أن قضية صواريخ حزب الله وما بلغته من دقة وقدرة على التدمير، حاضرة بكل ثقلها على صدور أصحاب القرار في تل أبيب وواشنطن على حدّ سواء، ومن الطبيعي أن يكون لها تأثير أساسي ومباشر على بلورة أي قرار أو خيار يمكن إسرائيل والولايات المتحدة أن تتخذانه، باتجاه إقرار الحرب أو مستواها إذا تقررت.من يقرأ تصريحات باراك وتصريحات نظيره الأميركي، يدرك من جديد أن الأميركي بات أكثر من ذي قبل شريكاً في كل ما يتعلق بهذه القضية، سواء تمثّل ذلك في خطوات عملانية إيجابية (مواجهة أو حرب) أو انكفاء سلبي، حيال كل ما يتعلق بلبنان والمقاومة. تحدث غيتس خلال زيارة سابقة لباراك بما يُعدّ ترداداً لما يقوله الإسرائيليون، وشدد على أنه &laqascii117o;في هذه المرحلة، لدى حزب الله صواريخ تفوق ما لدى معظم الحكومات في العالم... ومن الواضح أنها تهدد استقرار المنطقة بأسرها... ونحن نراقب ذلك باهتمام بالغ".من المفيد الإشارة إلى تطور المقاربة الإسرائيلية لما تسمّيه تل أبيب &laqascii117o;خطوطاً حمراء" حيال سلاح المقاومة وتراكمه، ما يشير بدوره بطريقة غير مباشرة إلى إمكانيات تل أبيب وإلى الأسباب التي تدفعها إلى الانكفاء والابتعاد عن الخيار العسكري ضد لبنان والمقاومة، رغم مرور ما يزيد على أربع سنوات ونصف سنة على انتهاء الحرب الأخيرة، التي تقرّ إسرائيل بأن حزب الله يستغلها في عمليات مراكمة قدراته العسكرية... إذ تتّسم التقديرات الإسرائيلية ومواقفها العملية بـ"التغاضي" مع كل تجاوز قام به حزب الله للخطوط الحمراء، والاكتفاء بقدر من الصراخ والشكاية الإسرائيليين: تجاوزت تل أبيب سابقاً لامتلاك حزب الله عشرات الآلاف من الصواريخ، بعد أن كان العدد &laqascii117o;خطاً أحمر". ومع تحول ذلك إلى أمر واقع، بدأت تل أبيب بالتحذير من امتلاك حزب الله لصواريخ ذات نوعية ودقة، باعتباره تجاوزاً للخط الأحمر الجديد، إلى أن استقرّ الخط على منظومات دفاع جوي متطورة، رغم وجود إشارات في أداء الجيش الإسرائيلي ومواقفه، تظهر أنه يتعامل مع هذه المسألة بجدية، بناءً على التقدير أن حزب الله قد &laqascii117o;امتلك شيئاً ما" في هذا المجال. أما التعامل الإسرائيلي الجديد، كما لو أن حزب الله قد بات يمتلك سلاحاً كيميائياً، فقد يشير أيضاً إلى انتقال تل أبيب من خط أحمر قديم إلى خط أحمر جديد.
حول شبكة التجسس الإسرائيلية في مصر ولبنان
- صحيفة 'الديار': تم الكشف عن جهاز جديد في إحدى النقاط الهامة في لبنان منذ 3 أيام، زرعه العدو الإسرائيلي ويمتاز بتقنية عالية ويجري العمل حالياً على تفكيكه بدقة لخطورة تفكيكه، ولأنه من نوع لم يتعرف إليه بعد خبراء الإتصالات ولا خبراء المتفجرات والتفخيخ، وسيعلن الخبر خلال أسبوع أو أسبوعين، بعد أن يتم تفكيك الجهاز، علماً أن الجهاز المكتشف يغطي منطقة الساحل من صيدا إلى خلدة إلى جبيل، كما يغطي سهل البقاع والمناطق المحيطة به.
- 'السفير': عبد الرازق: جمدوا نشاطي بعد اغتيال المبحوح و&laqascii117o;اختراق حزب الله".. &laqascii117o;الأستاذ": جاسوس مصري ثان للموساد جنّد المئات للعمل في أفغانستان
أفادت تقارير صحافية امس، ان التحقيقات مع المتهم المصري في قضية التجسس لصالح اسرائيل طارق عبد الرازق، أدت إلى الكشف عن وجود عميل مصري آخر يلقبه الموساد بـ&laqascii117o;الأستاذ"، وجند خلال 20 عاما من العمالة مئات الشبان المصريين للعمل مع الموساد في افغانستان، فيما أكد المتهم خلال التحقيقات أن الموساد أبلغه بتجميد نشاطه بعد اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح و&laqascii117o;اختراق حزب الله في لبنان". وأكد المتهم عبد الرازق بحسب صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم" أنه في بداية عمله مع الموساد طلب منه أن يعمل مع جاسوس مصري آخر في القاهرة، لكنه رفض لعدم رغبته في العودة إلى مصر، فأحضر ضابط الموساد شخصاً ملقباً بـ&laqascii117o;الأستاذ" وقال إنه مصري يعمل مع الموساد منذ ٢٠ عاما وتمكن من تجنيد مئات من الشباب المصريين للعمل مع الموساد فى أفغانستان. وقال المتهم في التحقيقات إنه تأكد من أنه مصري لأنه تحدث بألفاظ لا يقولها إلا مصري، وأضاف أن هذا الجاسوس يعتاد الجلوس في أحد المقاهي في شارع جامعة الدول العربية. وتابع عبد الرازق قائلا &laqascii117o;بعد اغتيال الموساد للمبحوح القيادي في حماس في دبى واختراق حزب الله في لبنان.. فوجئت بضابط الموساد يبلغني بتجميد نشاطي، على الرغم من أنهم كانوا يستعدون لتسفيري إلى القاهرة لمقابلة شخص يعمل معهم ولم يعطوني أية معلومات عنه". وأضاف &laqascii117o;وقتها تشككت في الموضوع. وذهبت إلى المسؤول الأمني في السفارة المصرية بالصين وأخبرته بضرورة مقابلة السفير المصري، وتركت له خطاباً يفيد بعملي مع الموساد ورغبتي في إبلاغ الجهات الأمنية في مصر. وبالفعل تقابلت مع السفير وطلب مني أن أسافر إلى القاهرة لمقابلة المسؤول الأمني، فسألت السفير: هل أحجز تذكرة ذهاباً وعودة أم ذهاباً فقط؟ فأبلغنى السفير بأنني سأعود إلى الصين مرة ثانية. وكنت أرغب في أن أكون عميلاً مزدوجاً لصالح مصر". وأكد المتهم &laqascii117o;حضرت إلى القاهرة. وحجزت في فندق بوسط القاهرة وبالتحديد في ميدان التحرير. ومكثت يومين ولم أتصل بأحد أو حتى أسرتي. كنت فقط أجلس على المقهى. ثم جمعت ملابسي وحقيبتي وتوجهت إلى المطار للسفر.. وهناك تم إلقاء القبض علي". وأفادت صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم"، بأن النيابة العامة المصرية سألت المتهم طارق عبد الرازق عن كيفية بدء العلاقة بينه وبين شبكة الموساد، فقال المتهم &laqascii117o;بعد أن سافرت إلى الصين وفشلت في الحصول على فرصة عمل هناك واستدنت أموالاً كثيرة من زوجتي، فوجئت بإعلان على شبكة الإنترنت، يظهر إشارة تضيء وتختفي مكتوباً عليها: هل تريد أن تفوز بمليون جنيه. وبالفعل دخلت على الموقع وعرفت أنه تابع للموساد.. وقدمت طلبا للعمل معهم". وأضاف المتهم &laqascii117o;فوجئت باتصال هاتفي من المتهم الثاني &laqascii117o;جوزيف" (ضابط اسرائيلي) بعد ٤٠ يوما من تقديم الطلب، وعرّفني بنفسه وطلب مني مقابلته في تايلاند. وقبل الميعاد بساعات اتصل بي مرة ثانية وطلب تغيير مكان المقابلة للهند، فأخبرته بأنني لا أملك مالاً للسفر. فقال لي &laqascii117o;اتصرف وإحنا هنسلملك الفلوس اللي أنت عاوزها". اقترضت المبلغ من زوجتي، وسافرت إلى الهند. وأخذت تاكسي للوصول إلى مقر السفارة حيث اللقاء. وقبل أن أنزل من التاكسي أمام السفارة وجدت فرداً من أمنها يسألني: إنت طارق؟ فأجبته بالإيجاب، فدفع مسؤول الأمن حساب التاكسي، وأخذني إلى الداخل". وتابع عبد الرازق قائلا &laqascii117o;جلست مع المتهم الثاني (جوزيف) قرابة نصف ساعة.. ثم انصرف وتركني مع إيدي موشيه (ضابط اسرائيلي). وبعدها حجزوا لي في فندق ٥ نجوم وقال لي إنه سيتصل بي بعد أيام. لم يكن معي أي نقود في تلك اللحظة. فأنهيت إقامتي في الفندق الكبير وأخذت فارق سعر الأيام التي كانت محجوزة لي. وانتقلت للإقامة في فندق ٣ نجوم". وفى رده عن الأسئلة التي وجهها ضابط الموساد للمتهم أثناء عرضه على جهاز كشف الكذب قال المتهم: &laqascii117o;أخبروني أنني سأخضع لجهاز كشف الكذب ووافقت.. في المرة الأولى والتي استمرت قرابة ٣ ساعات سألوني عدة أسئلة كاسمي وعنواني وعدد أفراد أسرتي، وهل أحب مصر أم لا.. ولماذا أرغب في العمل مع الموساد الإسرائيلي؟". وبعدها طلب موشيه من المتهم أن يجلس مع فتاة كانت موجودة في الشارع بالمصادفة، وقال: &laqascii117o;هعملك اختبار في فن الحوار... لو جلست معها لأكثر من ١٠ دقائق.. يبقى أنت هتنجح في المهمة المكلف بها"، وأوضح المتهم &laqascii117o;بالفعل جلست مع الفتاة التي كانت تبيع الورد لأكثر من ١٠ دقائق". وبعدها سلم موشيه المتهم جهاز كمبيوتر، وقال له: &laqascii117o;أنت ستقابل البروفيسور في بكين". وطالبه البروفيسور بأن يعمل على تجنيد أو جمع معلومات عن موظفين في قطاع الاتصالات في سوريا ولبنان ومصر، وكذلك رصد الحالة الأمنية في مطار دمشق والأجهزة التي تمر من عليها الحقائب في المطار، ونوعية الإنترنت الموجود في دولتي سوريا ولبنان. وأمد الضابط الإسرائيلي المتهم المصري، بـأربعة خطوط هاتف محمول. أحدها يعمل دولياً والآخر في بكين وثالث في سوريا ورابع مخصص فقط للاتصال بعناصر الموساد، وسافر المتهم إلى سوريا وقابل المسؤول الأمني المجند لصالح إسرائيل، وسلمه أموالاً وأخذ منه ملفات تحتوي معلومات وسلمها للضابط الإسرائيلي. إلى ذلك، قررت محكمة استئناف القاهرة تحديد جلسة 15 كانون الثاني المقبل لبدء محاكمة عبد الرازق، بتهم التجسس لصالح الموساد بالاشتراك مع شخصين إسرائيليين بينهم ضابط في الموساد، وحددت المحكمة الدائرة السابعة برئاسة المستشار جمال الدين صفوت رشدي للنظر في القضية وتنعقد الجلسات في مقر محكمة التجمع الخامس.
- صحيفة 'الشرق الأوسط': محامية الجاسوس المصري عبد الرازق للشرق الاوسط: لم يسافر مطلقا الى لبنان
اشارت عصمت طلعت محامية المتهم المصري في قضية التجسس لصالح اسرائيل طراق عبد الرازق في حديث لـ'الشرق الأوسط' الى ان 'إن كثيرا مما يثار في التقارير الإعلامية عن القضية يفتقر للدقة، وبعضه مخترع تماما'. ولفتت الى ان 'التحقيقات التي أجريت مع المتهم وأدلى خلالها باعترافاته تشير إلى أن طارق لم يسافر مطلقا إلى لبنان، وأن صلته بها لا تتعدى نشره إعلانا على موقع إلكتروني على الإنترنت يطلب فيه محامين شيعة، واتصالا هاتفيا أجراه مع رئيس تحرير صحيفة 'الديار' اللبنانية'. أما في ما يتعلق بسوريا، فقد اعترف المتهم بزيارته سورية 7 مرات، نقل خلالها معلومات من مسؤول أمني سوري إلى 'الموساد'.
- صحيفة 'اللواء': مصادر لصحيفة اللواء:الخارجية تترقب طلب الحكومة لتحرك ملف تجنيد عملاء لإسرائيل
لفتت مصادر لصحيفة 'اللواء' الى أن 'وزارة الخارجية تراقب مجريات الامور تحضيراً لملفها حول موضوع تجنيد لبنانيين للعمل لصالح الكيان الإسرائيلي- بحسب اعتراف العميل المصري الموقوف في مصر طارق عبد الرزاق-، لتتحرك فور طلب الحكومة منها ذلك'.
- 'الأخبار': صديـــق داغـــان اختـــفى
منذ أمد غير بعيد، يجري الحديث في الأوساط السياسية والأمنية عن أسباب مغادرة الأمين العام السابق لحزب الكتائب وليد فارس، لبنان نهائياً إلى فرنسا. أطلِقَت شائعات كثيرة عن ذلك، ووصل الأمر إلى حد القول إنه &laqascii117o;فرّ" من لبنان.داخل القيادة الكتائبية، ينفي الجميع ما يُشاع، يوضع سفر فارس إلى باريس، في تشرين الأول الماضي، في إطار علاجي وحسب. يُقال في البيت المركزي بالصيفي إنّ فارس مصاب بمشكلة صحيّة في قلبه، وإنه صار بحاجة إلى عناية خاصة غير متوافرة في لبنان. وبعض الكتائبيّين البارزين يقولون إنّ الرفيق وليد، الذي عُين أميناً عاماً للحزب قبل نحو شهرين من مغادرته البلاد واستقالته من منصبه، اكتشف أنه مصاب بمرض عضال، ما دفعه إلى التوجه نحو الأم الحنون، للحصول على الرعاية الصحية اللازمة.أضافت مصادر كتائبية إنّ فارس عانى ضغوطاً في عمله الحزبي، &laqascii117o;تزامنت مع الشائعات التي طاولته، كمقرّب من سامي الجميل، محمّلةً إياه مسؤولية إبعاد فريق الوزير الشهيد بيار الجميل ومعارضي سامي، عن المراكز الرئيسية في الحزب".مغادرة فارس شبه نهائية، والدليل على ذلك أنّ حزب الكتائب قَبِلَ استقالته وعيّن بديلاً منه في الأمانة العامة، هو ميشال خوري.بالتأكيد، تقول مصادر كتائبية مطّلعة، مغادرة فارس ليست مرتبطة بشؤون داخلية كتائبية، فالرجل كان &laqascii117o;ضابط ارتباط" رئيسيّاً بين الجميل الأب والجميل الابن داخل الحزب. صحيح أنه كان من أبرز المروّجين لأفكار سامي &laqascii117o;التقسيمية" على المستوى الوطني العام، وخاصةً في المؤتمر الحزبي الذي عُقِد عام 2007، إلا أنه في الوقت عينه كان من أكثر الكتائبيين تبنّياً لنظرة الرئيس الجميل إلى شؤون الحزب وكيفية إدارته.الشائعات التي لاحقت وليد فارس وصلت إلى حد القول إنه كان قيد متابعة من جهاز أمني رسمي، وإنّ جهازاً آخر دخل على الخط لتنبيه القيادة الكتائبية إلى هذا الشأن، ما أدى إلى &laqascii117o;تحييده". وتقول الشائعة ذاتها، إنّ متابعة فارس كانت بسبب الاشتباه في وجود صلات له بشخصيات إسرائيلية. ينفي الكتائبيون هذه الشائعة جملةً وتفصيلاً، ويحصرون أسباب مغادرته بالشأن الصحي، سائلين عن سبب السماح له بالسفر إذا كان لهذه الشائعة أيّ أساس صحيح. يضيفون: هل كان حزب الله وحلفاؤه سيسكتون عن ذلك؟ وهل كان الجنرال ميشال عون سيرمي هذه الورقة التي كانت ستوفّر له أسباب الهجوم الذي يقيه السهام التي أُطلقت نحوه بعد توقيف العميد المتقاعد فايز كرم، بتهمة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية؟مرجع أمني بارز يكرر كلاماً غير بعيد عن مقولة الكتائبيين. يقول إنه &laqascii117o;لم تتوافر أيّ شبهات ملموسة، لا استعلامية ولا تقنية، بشأن وجود صلات حالية لفارس بالاستخبارات الإسرائيلية"، ثم يستدرك قائلاً: &laqascii117o;لكن فارس كان قيد المتابعة الأمنية، لسبب رئيسي، وهو صلته السابقة مع رئيس الموساد الإسرائيليّ مئير داغان". أضف إلى ذلك أن معلومات توافرت لجهاز أمني عن تباهيه أمام عدد من أصدقائه بصلته السابقة بمئير داغان. ففارس كان أبرز ضابط ارتباط بين بشير الجميل والاستخبارات الإسرائيلية، وكان يقابله في الطرف الآخر مئير داغان، الذي رأس الموساد الإسرائيلي منذ عام 2002، ويمضي حالياً آخر أيامه في رئاسه الجهاز الاستخباري الشهير.العلاقة بين فارس وداغان تعود إلى عام 1982، عندما كان داغان مسؤولاً عن وحدة الارتباط في لبنان، وأنشأ جهازاً استخبارياً شبيهاً بوحدة المصادر البشرية في الاستخبارات الإسرائيلية. وداغان، هو أحد مؤسسي ميليشيا العملاء التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم &laqascii117o;جيش لبنان الجنوبي". وتجزم مصادر كتائبية بأن الصلة بين داغان وفارس انقطعت منذ أكثر من عقدين، وأنها لم تتجدد عندما عاد داغان إلى الضوء عام 2002.
كُل ما يُحكى يبقى إذاً من نسج تحليل غير مبنيّ على وقائع، سوى الصلة السابقة بين فارس وداغان. وقد حاولت &laqascii117o;الأخبار" الاتصال بفارس في باريس، إلا أنه لم يجب على الاتصالات الهاتفية.
- 'الديار': تقرير الوضع اليومي
اسرار الشبكة المصرية مع الموساد وخططها السرية؟
بعد ان وجه لبنان ضربات قوية لجهاز الموساد الاسرائيلي، عبر اعتقال اكثر من 80 عميلاً له في لبنان، وطبعاً كان النجاح لفرع المعلومات ومديرية المخابرات والمقاومة في اكتشاف هذه الشبكات التي اخترقت الارض والبشر، لكن نقصاً كبيرا حصل عندما تم اكتشاف عام 2009 لعامود ارسال في الباروك بقوة &laqascii117o;180 أم.ب" كان يرسل مباشرة الى عامود ارسال في فلسطين المحتلة كل اتصالات الانترنت، اضافة الى اتصالات عواميد الالياف التي تصل احيانا الى الخطوط الثابتة، اضافة الى الخطوط الخلوية، لكن قيمة العامود الذي كان في الباروك ان ارتفاعه يعلو 26 متراً، وهو في قمة الجبل وباستطاعته الارسال مباشرة الى العامود في فلسطين المحتلة التي يتلقى كل المعلومات، ويومها تدخل القضاء اللبناني واحيل الملف اليه ولم يصدر عن القضاء اي قرار ضد احد، لا بل لم تقم الاجهزة الامنية بالتحقيق كاملا في الموضوع، وكيف نفسر اهمالا في هذا الشأن وفي موضوع خطير بهذا الحجم؟
سنة 2010 تم اكتشاف جهاز التقاط وارسال جديد في قمة جبل الباروك، ومن المفروض ان الاجهزة عندما فككت جهاز الارسال الاول، انها قامت بحسم الكتروني للمنطقة بان تضع آلة وتقوم بتشغيلها، وهذه الالة قادرة على التقاط اي بث او ارسال في دائرة 3 كلم من موضع وجودها، فهل حصل ذلك ام لا؟ ويبدو ان الجواب هو ملك الاجهزة الامنية، ولا نعرف في الديار ما حصل، لكن الخطير في الامر انه بعد سنة من اكتشاف المحطة الاولى وهي عامود الارسال، تم اكتشاف جهاز ارسال والتقاط وتصوير في بقعة لا تتعدى اكثر من 300 م عن المحطة الاولى.
وفي صنين تم اكتشاف جهاز تصوير بالليزر، موجه نحو بيروت والضاحية الجنوبية، ويتم تشغيله عن بعد، وهو قادر على رصد اي شخص حتى لو كان يدخل بناية، ويخرج منها، ويتم تصوير ملامح وجهه وبثها الى اسرائيل، ويبدو من التحقيقات ان مجموعة فنية قامت بتركيب هذا الجهاز وهي تابعة للقسم الفني في الموساد الاسرائيلي، وتذكر المعلومات ان التحقيق اظهر ان العميد المتقاعد العميل غسان الجد المتهم والفار الى امريكا هو الذي استقبل وامن 20 عنصراِ من الموساد في لبنان، وكان باستطاعة العميل الجد المرور على كل الحواجز عبر استعمال بطاقته الخاصة كـ&laqascii117o;عميد متقاعد" في الجيش اللبناني، وان اكثرية الضباط المسؤولين من قادة الوحدات يعرفونه اذا ما تم توقيفه على الحواجز، فان اتصالاً بينه وبين قائد وحدة يؤدي الى تسهيل مروره.
ما يجري البحث، عنه ان كل جهاز ارسال يلزمه تزود بالطاقة الكهربائية، فعامود الباروك الذي تم اكتشافه عام 2009 كان موصولا بالشبكة الكهربائية مباشرة، اما الجهازين اللذين تم اكتشافهما سنة 2010 فكان يجري تزويدهما بتغيير البطاريات كل 3 أشهر، وتتابع الاجهزة الامنية خاصة في منطقة صنين مجموعة كانت تتجول في المنطقة تحت ستار صيد الطيور ويصلون بسياراتهم الى المنطقة، وربما كانت هذه المجموعة تقوم بتغيير جهاز الطاقة .
اخترقت اسرائيل لبنان على الارض، في المواقع وفي البشر، لكن اسقاط عملائها على ايدي الاجهزة الامنية، واكتشاف مواقع البث والاجهزة التابعة لها، سجل ضربة قوية منذ 3 سنوات لاسرائيل وحتى الان، فلجأت اسرائيل الى مصر لتنفيذ مهام اختراق الساحة المصرية والاتصالات فيها، اضافة لاختراق الساحة اللبنانية عبر الساحة المصرية واختراق الساحة السورية ايضا عبر الساحة المصرية، وان المواطن اللبناني او السوري او المسؤول اللبناني او السوري عندما يتم الحديث معه من مواطن عربي قد لا يشك مباشرة بالموساد، بل يعتبر ان الاتصال به طبيعي، خاصة ان الموساد الاسرائيلي قام بتمويه المهمات المطلوبة باساليب جهنمية وصفها احد خبراء الامن في بريطانيا بانها خطط ابداعية لم تصل اليها مخابرات الـ&laqascii117o;سي.آي. إي" اي المخابرات المركزية الامريكية.
ما الذي حصل في مصر؟ دخل الى مصر ضابطان برتبة عالية في الموساد، الاول عمره 43 سنة والثاني 46 سنة، وهما من ذوي الخبرة العالية، ويعتبر اختراق اسرائيل للساحة المصرية بان اسرائيل لا تفرق بين دولة اقامت معها سلاما ودولة لم تقم بتسوية معها لانها تعتبر ان كل العرب اعداء لها، ورغم ان مصر جردت سيناء من السلاح ولا تسمح حتى لرغيف خبز ان يمر من العريش الى رفح تنفيذا لاتفاق كامب دايفد، لكن اسرائيل لم تحترم شيئا من هذا النوع بل خرقت الساحة المصرية للوصول الى لبنان وسوريا.
طوع الموساد الاسرائلي منذ سنوات العميل طارق عبد الرازق الحسين الحسن، ولكن هذا العميل واجهة لشبكة مخفية لا يعرفها، والشبكة المخفية هي شبكة الموساد الحقيقية، حيث تعامل الموساد مع رجال اعمال مصريين في دول اوروبية واستطاع تجنيدهم، وكانت خطة الموساد انه اذا تم اكتشاف شيئا ما فان التضحية ستكون بالعميل طارق عبد الرازق دون الوصول الى الشبكة المخفية القوية التي لا يعرفها، وهكذا يقدمونه كبش محرقة للمخابرات المصرية وتبقى الشبكة مخفية.
بقي ضباط الموساد 4 أشهر في مصر بجوازات سفر مزورة عربية، وأحد ضباط الموساد تونسي والاخر ليبي، وكان يتكلمان اللغة العربية بفصاحة بالغة، ذلك انهما يهوديان من عائلات عربية عاشت في ليبيا وتونس، وبالنسبة للمواطن المصري فان التعامل مع المواطن الليبي يغريه لانه يعتبره رجل اعمال مهم، وما ظهر حى الان انه اضافة الى توقيف عبد الرزاق العميل الاسرائيلي فانه تم توقيف اخرين لم تفصح عن اسمائهم نيابة امن الدولة المصرية.
كان ضباط الموساد الاسرائيلي يحملون ساعات موصولة بالاقمار الاصطناعية، فاذا شعرت الادارة المركزية للموساد بواسطة محطاتها في مصر بخطر ما فان جهاز انذار يعطيهم اشعارا بالخروج فوراًِ من مصر والسفر عبر مطارها.
عند الساعة الـ3 صباحا، قامت قوة من المخابرات المصرية بمداهمة منزل عبد الرزاق واعتقاله، وبعد نصف ساعة اعطت ساعات ضباط الموساد اشارات بالخطر وضروة المغادرة، والساعات تعطي درجة الخطورة بانه اذا كان الخطر كبيراً، ولا يمكن السفر الى الخارج، فان على ضباط الموساد اللجوء الى السفارة الاسرائيلية في مصر والبقاء داخلها، واذا كانت درجة الخطورة في حدود الـ24 ساعة فيمكن سفرهما الى الخارج، فحزم الضابطان الاسرائيليان حقائبهم وتركو امتعتهم وثيابا لهم وحملوا حقائب صغيرة وتوجهوا الى مطار القاهرة وكانت اول طائرة امامهم طائرة متوجهة الى المغرب، فقطعا تذكرتي سفر وغادارا الى الدار البيضاء في المغرب.
اعطى العميل عبد الرزاق معلومات عن الشقة التي كان يجتمع فيها مع الضابطان الاسرائيليان، فقامت المخابرات المصرية بمداهمتها، ولم تجد شيئا وكانت الشقة فارغة، لكن جهاز الرصد في المخابرات المصرية كان يظن في شقة اخرى يسكنها ضابطا الموساد، فتمت مداهمتها ووجدت فيها امتعتهم، لكنهم لم يجدوا اي مستند تقني ولا حتى ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم او رقم هاتف او اي شيئ، كما ان المخابرات المصرية حاولت استعمال خطوط الانترنت الموصولة الى الشقة، فتبين ان الضابطين لم يستعملا خط الانترنت في الشقة بل كان جهازهما في الانترنت مشفراً وموصولا بالاقمار الاصطناعية مباشرة، ولم يجدا اي اثر لشق تقني، ووجدوا على الامتعة وعلى السريرين مادة كيمائية تقوم بتغير الـ&laqascii117o;DNA" وتخفي اثار الاستعمال الشخصي لهذه الامتعة والاسرة، وما تزال المخابرات المصرية تعمل على فك تركيبة المواد الكيمائية التي تم رشها داخل الشقة على الامتعة والاسرة وفي كل مكان.
ابلغ رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي كان يتابع شخصياً عمل شبكة الموساد خبر الشبكة الى الرئيس المصري حسني مبارك عند الساعة الـ10 قبل الظهر، فاستشاط الرئيس مبارك غيظاً، وابلغ فورا وزير خارجيته احمد ابو الغيظ بان اي زيارة لنتنياهو الى مصر الان غير مرغوب فيها، لكن النيابة العامة المصرية اصدرت قرارها بعد ايام، في ما غاب اي تصريح رسمي مصري بشأن الموضوع، رغم ان القيامة قامت عندما جرى الحديث عن شبكة لحزب الله في مصر، فيما لاذ المسؤولون المصريون بالصمت وبعدم اتخاذ اي اجراء كقطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل وسحب السفراء من البلدين.
العملاء المصريون الذين جندهم الموساد كانوا قد زاروا دمشق عدة مرات، وزاروا بيروت مرات كثيرة كمستشارين لشركة نمساوية مستعدة لتقديم عروض انارة للشوارع، وتحت هذا الستار نالوا تراخيصا بالتجول في الشوراع ودراستها، واقاموا علاقات مع شخصيات في البلدين، وكانت الاسماء المطلوبة لتجنيدها اتية مباشرة من الادارة المركزية للموساد، وانجزت المخابرات المصرية عملا هاما باكتشاف شبكة الموساد والعملاء المصريين، ورغم الفتور السياسي بين دمشق والقاهرة فان الدكتور البصراوي الخبير في الامن القومي المصري، ذكر ان المخابرات المصرية زودت المخابرات السورية واللبنانية بمعلومات عن اكتشاف الشبكة، وانه حصل اعتقال لاحد الاشخاص في سوريا، ويقول الدكتور البصراوي انه مسؤول هام، وانه اعطى 75 صفحة كاملة عن معلومات عسكرية خطيرة في سوريا الى العميل المصري، فيما لم يتم توقيف احد في لبنان لان الشبكة المصرية لم تستطع خرق اية شخصية حى الان كما يبدو.
وذكرت صحف مصرية ان ضباط امن سوريين زاروا القاهرة سراً، واطلعوا على المعلومات، وان اللواء عمر سليمان هو الذي اتصل بدمشق، وابلغهم ضرورة حضور وفد امني الى القاهرة.
في لبنان كان المطلوب استدراج الاستاذ شارل ايوب الى الصين عبر عرض قدموه اليه بتصوير فيلم وثائقي لمدة 10 دقائق على ان يقوم بالسياحة لمدة 5 ايام في الصين، وان بطاقة ائتمان مصرفية ستكون بتصرفه، اضافة الى شاب وفتاة سيكونان دائما في الفندق بتصرفه، وان تذكرة من الدرجة الاولى اضافة الى فندقاً من الدرجة الاولى ايضا تم حجزه له، رفض شارل ايوب العرض، وفي افادة العميل المصري طارق عبد الرزاق، قالوا له &laqascii117o;المطلوب تجنيد شارل ايوب صاحب صحيفة الديار ورئيس تحريرها والمقرب من حزب الله وسوريا"، ثم جرى عرض آخر بسفر شارل ايوب الى تايلاند، وهناك يتم التصوير لان المسافة اقصر، والرحلة من دبي الى تايلاند تأخذ 7ساعات فرفض شارل ايوب لانه لم يكن يرغب في السفر دون ان يدرك ان هناك فخاً نصبه له الموساد لاصطياده في الدولتين، فجاء عرض الاخير بالسفر الى جنوب افريقيا وكان المتحدث على الهاتف من مصر يلقب نفسه بالدكتور كمال وقال لشارل ايوب &laqascii117o;انك ستكون من اهم الشخصيات العربية عبر الفيلم الوثائقي الذي سيتم توزيعه في العالم كله وان موضوع التصوير يتعلق بالشرق الاوسط وبالسياسة في لبنان ولمدة 10 دقائق فقط"، فرفض شارل ايوب العرض مجدداً وكان الرفض دون شعوره بريبة او ان هناك مخططا ضده الى ان صدر في الصحف المصرية القرار الاتهامي واعتقال العميل الاسرائيلي، فعلم شارل ايوب ان الله سبحانه وتعالى الهمه بعدم السفر وانه نجا من فخاً من الموساد يوضع تحته كل الفرضيات سواء لجهة محاولة تجنيده او تصفيته الجسدية بعد اخد كل المعلومات منه.
توترت العلاقة بين مصر واسرائيل، ومن دون اي ابلاغ، وقبل يومين، غادر السفير الاسرائيلي القاهرة يرافقه الملحق ا