مرشد الثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي: وعي الشعوب هزم أميركا في المنطقة
- 'السفير': أكد المرشد الاعلى للثورة الإسلامية في ايران، آية الله علي خامنئي، أمس، أن الأميركيين يعتبرون إيران السبب الرئيسي في &laqascii117o;اخفاقاتهم" في فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق، &laqascii117o;في حين انهم هزموا على يد الوعي والسياسات الصائبة للشعوب"، معتبرا أن قادة المعارضة الايرانية &laqascii117o;دمى بيد المخططين الأجانب". وتتزامن هذه التصريحات، مع إعلان طهران وصول مخزونها من اليورانيوم المتوسط التخصيب (20 في المئة) إلى 40 كيلوغراما، ونيتها بدء تزويد مفاعل طهران للأبحاث بالوقود النووي خلال العام الحالي. وأكد خامنئي في معرض اشارته الى &laqascii117o;فشل السياسات الاميركية في قضايا فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق، ان الاميركيين يعتبرون الجمهورية الاسلامية الايرانية السبب الرئيسي في اخفاقاتهم في حين انهم هزموا على يد الوعي والسياسات الصائبة للشعوب". وأضاف ان &laqascii117o;العدو يحاول كثيرا ومن خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية والإعلام المزيف والواسع وتخويف الحكومات والشعوب من الجمهورية الاسلامية الايرانية، الحد من استمرار مسيرة تطور النظام الاسلامي لكنه أخفق في جميع محاولاته". واعتبر خامنئي ان تأثير إيران في المنطقة وبين الشعوب هو &laqascii117o;تأثير معنوي لأن النظام الاسلامي أدى الى يقظة الشعوب وفي مثل هذه الظروف تبذل اميركا قصارى جهدها لكي لا تتولى الحكومة العراقية الحالية السلطة الا ان هذه الحكومة تتولى السلطة بفضل وعي الشعب وأن اميركا غير قادرة على فعل أي شيء". وأضاف خامنئي خلال استقباله حشودا من أهالي محافظة قم، أن &laqascii117o;العناصر الاساسية في الفتنة التي أثيرت العام الماضي في ايران (بعد انتخابات حزيران 2009)، هم المخططون الأجانب"، وقال &laqascii117o;ان الذين يطلق عليهم الشعب رموز الفتنة هم في الحقيقة دمى بيد المخططين الرئيسيين".
تحليل صحافي حول مدلولات السياسة الإسرائيلية المُعلنة تجاه 'حزب الله'
- صحيفة 'الأخبار' يحيى دبوق:
سحب الذرائع من حزب اللّه
موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قبل أيام، الذي أكّد فيه أن &laqascii117o;إسرائيل تحرص على عدم التدخل في ما يجري حالياً في لبنان، تجنّباً لإعطاء أيّ ذريعة لإشعال النار على الحدود"، سقط من التداول لجهة التحليل، رغم تغطيته إعلامياً. للموقف وإعلانه، من جانب نتنياهو نفسه، دلالات كاشفة ومؤكّدة أيضاً، على مفاعيل التغيّرات في ميزان القدرة العسكرية بين إسرائيل والمقاومة، التي تؤثّر بدورها في أكثر من قضية يجري التحرك بشأنها في لبنان. فأن تقرّر تل أبيب عدم التدخل، كي لا تُوجد ذريعة أمام حزب الله لإشعال الحدود، له معانٍ ودلالات، أبرزها: الحرب &laqascii117o;خط أحمر" إسرائيلي، في هذه المرحلة، ويجب على تل أبيب أن تمنع وتمتنع عما يؤدي إليها. لا يعني ذلك أنها ومسؤوليها سيمتنعون عن إطلاق التهديدات باتجاه حزب الله ولبنان ومجمل مكوّنات &laqascii117o;محور الشر"، بحسب الوصف الإسرائيلي، لأنهم قد يرون في ذلك وسيلة لعدم التسبب بالحرب نفسها، بل يعني أنّ تل أبيب سترى في تنفيذ أيّ من خياراتها الممكنة نظرياً ضد لبنان، من ناحية عسكرية وأمنية، سبباً كافياً أو ممكناً لحزب الله، كي يبني عليه كذريعة، باتجاه التحرك عسكرياً أو أمنياً ضدها، وهذا ما لا تريده ولا ترغب فيه، لأنّ من شأنه أن يسبّب المواجهة العسكرية المرفوضة لديها... لكن ما هو نوع التدخل، العسكري أو الأمني، الذي ترى تل أبيب أنه سيعدّ ذريعة ممكنة يتوسلها حزب الله &laqascii117o;لإشعال" الحدود؟ قد تكون هذه الأنواع متشابكة ومتنوعة ومتعددة، بل قد تكون كل أنواع التدخل على الإطلاق، العسكرية والأمنية، ما دام الهدف هو منع إيجاد ذريعة لحزب الله، لا منع إيجاد سبب لديه، والفارق كبير جداً بين المطلبين. يتضمن كلام نتنياهو إقراراً غير مباشر بأن حزب الله قد وصل إلى مرحلة من الجهوزية العسكرية، تمكّنه من خوض مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وهذه الجهوزية تلزم إسرائيل بلجم خياراتها العسكرية والأمنية حياله، كي لا تسبّب اندلاع المواجهة معه. بمعنى آخر، تقر إسرائيل، على لسان أعلى مسؤول فيها، بأنها تعيش حالة من الارتداع أمام حزب الله، ما يدفعها إلى الامتناع عن كل عمل يثير حزب الله عسكرياً ضدها. تشبه حالة إسرائيل في هذه المرحلة، حال عدد من القوى اللبنانية، التي كانت، وربما ما زالت، تركّز خطابها السياسي والتعبوي على استراتيجية &laqascii117o;سحب الذرائع" من أمام إسرائيل. إنه المنطق القائل إنّ لبنان يواجه قوة مقتدرة ومتوثّبة (إسرائيل) ويجب على اللبنانيين أن يسحبوا من أمامها أيّ ذريعة تتيح لها ترجمة قدرتها إلى أفعال عدائية ضد لبنان... نفس هذا المنطق هو ما يحكم حالياً قيادة إسرائيل وصنّاع القرار فيها: تمتنع تل أبيب عن أيّ عمل ترى أنه سيمثّل ذريعة لدى حزب الله، وبالتالي تعمل على سحب الذرائع من أمامه... إنها مفارقة ذات دلالات، وهي انقلاب في أدوار اللاعبين، وتشير إلى نجاح استراتيجية المقاومة المفعّلة خلال سنوات ما بعد عدوان عام 2006. موقف نتنياهو، لا يشير إلى ارتداع إسرائيل أمام المقاومة فحسب، بل يكشف أيضاً عن قدرة الأطراف المؤثّرة في الداخل، لبنانية أو خارجية، على المساومة مع قوى المقاومة، سواء في إطار المسعى السعودي السوري القائم حالياً، أو في أيّ مسعى تسووي آخر. في السابق، عُدّ خيار الحرب الإسرائيلية على حزب الله وإمكاناته، ورقة أساسية ورابحة لدى القوى &laqascii117o;المعارضة" للمقاومة، وبالتالي كان إمكان تحقق هذه الحرب مكوّناً أساسياً من مكونات قوة هؤلاء، بل كان محركاً لها باتجاه الفعل أو رد الفعل حيال المقاومة، وقد خبر اللبنانيون ذلك جيداً في المرحلة التي سبقت عدوان إسرائيل عام 2006. سقوط خيار حرب إسرائيل يعني، في لا وعي أو وعي القوى المعارضة و/أو المعادية للمقاومة، سقوطاً لأهمّ ورقة كانوا يمتلكونها، أقلّه في مرحلة بلورة اتفاق من شأنه أن يجنّب البلد الفتنة التي قد يسببها القرار الاتهامي لحزب الله، ومسارات تسييس المحكمة الخاصة بلبنان.هل التقطت القوى السياسية في لبنان معاني التغيّرات، وبالتالي باتت فرص الحل المنشود مؤاتية في هذه المرحلة؟ سؤال لا يجد إجابة واحدة، وخاصةً أنّ بعض من في الساحة يرى في الحل إبعاداً له إلى الهوامش، وبالتالي سيسعى جاهداً إلى وضع العراقيل واجترار مواقف التشنيج والتأزيم.. رغم ذلك، فان ارتداع إسرائيل وامتناعها عن &laqascii117o;إيجاد ذريعة أمام حزب الله لإشعال الحدود"، يضيّقان على المتضررين القدرة على عرقلة الحلول التوافقية.
مقارنة بين الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله والسيد مقتدى الصدر في طريقة مخاطبة الجمهور
- صحيفة 'الشرق الأوسط':النجف ـ أنتوني شديد
الصدر في ظهوره بالنجف يحاكي نصر الله في لبنان.. تشابه في الحركات وفي طريقة التواصل مع الجمهور
في خطاب ألقاه وسط تصفيق وهتافات أنصاره ومزج الدين بالسياسة، أكد الزعيم الشيعي الشعبوي العراقي مقتدى الصدر أول من أمس دعمه لحكومة سخر منها يوما معتبرا إياها أداة خيانة من أدوات الولايات المتحدة وقاتلة لأتباعه في شوارع أهم المدن حتى سنوات قليلة خلت.كان هذا الخطاب المقتضب أمام آلاف من أتباعه هو الأول منذ عودته الأسبوع الماضي بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات قضاها في منفاه الاختياري في إيران. ورأى كثيرون هذا الخطاب مؤشرا على اتجاه التيار الصدري لتصوير نفسه اليوم كوريث أكثر التزاما ونضجا للحركة التي ظهرت على الساحة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.وسعى الصدر خلال خطابه الذي لم يتعد 28 دقيقة والذي ألقاه في منطقة مكتظة بالسكان قريبة من منزله في هذه المدينة المقدسة، إلى إرضاء الطرفين من خلال الدعوة إلى طرد القوات الأميركية مع منح الوقت الكافي لذلك وعرض دعم الحكومة الجديدة شريطة أن تكون فاعلة. وقال متحدثا بحماس وعزم وثقة افتقدها في السابق: &laqascii117o;نحن معها لا ضدها. الحكومة جديدة وعلينا أن نسمح لها بإثبات أنها ستعمل على خدمة العراقيين".وأكد الصدر أن القوات الأميركية لا يمكن أن تظل في العراق بعد نهاية العام الحالي وهو شرط وافقت عليه الولايات المتحدة وحث أتباعه على مقاومة وجود القوات الأميركية بأي وسيلة ممكنة. لكنه كان حريصا حين أشار إلى أنه قد يسحب دعمه للمالكي في حال فشل الحكومة في معالجة المشكلات اليومية الأساسية، خاصة مشكلات الفئات المحرومة التي يزعم أنه يمثلها، مثل الطرق ذات الحالة المتردية والمياه غير النظيفة وتسرب مياه الصرف الصحي والنموذج المكرر للعراق في فترة ما بعد صدام حسين وانقطاع التيار الكهربائي.لكن الصدر دعا أتباعه إلى التحلي بالصبر، مما يعني منح الحكومة الجديدة فترة سماح على أقل تقدير.. ومن الصعب عدم عقد مقارنة ولو ظاهرية بين الحركة وحركة شيعية أخرى هي حزب الله في لبنان، حيث للاثنين هويات سياسية واجتماعية ودينية، ونجحتا في جعل عدد كبير من الناس يلتفون حول قائديهما؛ رجليْ الدين اللذين بزغ نجمهما في عالم السياسة. وبدا حديث الصدر مشابها لحديث حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، على الرغم من أن الأخير أكثر حيوية وفصاحة من الصدر. وهناك تشابه بينهما في الحركات؛ إذ يحمل كل منهما منديلا أو يستأذن لشرب كوب من الماء. كذلك يتواصل الاثنان مع الجمهور بالطريقة نفسها، حيث يتحدثان باللغة العربية الفصحى ثم يتحولان إلى العامية من خلال المزاح أو رواية نكتة.فقد تساءل الصدر واقفا على منصة ارتفاعها 25 قدما ومغطاة بالسواد قبل أن يقود الناس في هتاف &laqascii117o;لا، لا لأميركا": &laqascii117o;ماذا بكم؟ هل خفتم من الأميركيين؟". وتعالت أصوات الحضور بالنفي في تحد قوي. وأثنى عليهم قائلا وعلى وجهه ابتسامة ساخرة: &laqascii117o;هذا أداء أفضل".وتقف أغلب المقارنات بين الحركة وبين حزب الله، إضافة إلى توضيح الكثير من الصدريين ما لا حاجة إلى توضيحه، عند حد وجه الشبه المتمثل في حقيقة أن حزب الله لم يكن ليظهر إلى الوجود لولا غزو إسرائيل للبنان عام 1982، مثلما لم تكن حركة الصدر لتظهر للوجود لولا اغتيال والد الصدر بناء على أوامر صدام حسين عام 1999 والغزو الأميركي بعده بأربع سنوات..
حول المسعى السوري ـ السعودي لحل الأزمة اللبنانية والموقف الأميركي منه
- 'الأخبار':إبراهيم الأمين
8 مطالب داخلية للحريري ولا اقتراب من سـلاح المقاومة
بعد زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن، باتت التكهنات بشأن مصير المساعي السورية ــ السعودية في مرحلة جديدة، وخصوصاً أن الجميع يعيش أجواء استئناف قريب لاتصالات الـ&laqascii117o;س ــ س" على مستويات رفيعة، وسط انتظار إضافي لنتائج القمة الفرنسية ـــ الأميركية، التي ستتناول الملف اللبناني من زاوية المساعي العربية القائمة في الحسابات المنطقية يجب ملاحظة أن السعودية كما سوريا وكما الولايات المتحدة وإيران لديها نظرة أشمل إلى الملف اللبناني، وبالتالي فإن أيّ تسوية تسعى إليها وتعمل على ضمان نجاحها ستتضمن العناصر غير اللبنانية أيضاً، وربما هذا بحد ذاته عنصر حاسم في المقاربة القائمة من جانب كل طرف. لكن في نهاية الأمر، هناك لبنان، وفيه قوى رئيسية معنية بالتسوية، وأبرزها حزب الله وسعد الحريري. وكل ما يقع ضمن برنامج الحقوق والواجبات المفترض أن تتضمنه التسوية، سيتحول عملياً إلى أوراق عمل لدى هاتين القوتين، فكيف يتعاملان مع الملف.
أين يقف الحريري اليوم؟
يمثل سعد الحريري بهدوء من دون أيّ مبالغة الزعيم الأقوي بين سنّة لبنان، وهو الأكثر حضوراً عند آخرين من الفئات اللبنانية، حتى قسم كبير من الشيعة يفضل التسوية معه على تجاوزه والعمل مع غيره. وبناءً على ذلك، لا يخشى الحريري انهياراً لقاعدته الشعبية إذا قبل تسوية تصيب شعار الحقيقة، وهو يتكل على أنّه لا منافسين جديّين له في الوسط السني، وأنه في مدينة مثل بيروت لا أحد غير الأحباش يستطيع جمع 500 شخص من أبناء بيروت. وهذا الفريق يعيش أجواء توتر مع الشيعة، وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة.ومع ذلك فإن الحريري لا يريد أن يظهر في موقع المنهزم أمام جمهوره، وهو لهذا سيكون محتاجاً إلى خطوات يثبّت فيها بعض الوقائع:
أولاً: أنه رجل الدولة الكبير والمضحي الذي وافق على عدم تحقيق العدالة في ما خص جريمة اغتيال والده من أجل حقن الدماء ومن أجل البلاد.
ثانياً: أنه أعاد الاعتبار الى اتفاق الطائف، وألغى مفاعيل 7 أيار من خلال إلغاء مفاعيل اتفاق الدوحة.
ثالثاً: أنه فرض بيروت منطقة منزوعة السلاح، وفرض إجراءات على الأرض تُخرج حزب الله من المدينة، وأعاد الاعتبار ولو المعنوي الى جمهوره لكي ينطلق في مواجهات ولو ذات طابع سياسي.
رابعاً: أنه في صدد تثبيت الكيان الأمني الخاص بالسنّة، وهو فرع المعلومات، وتطوير الأمر من خلال وضع آلية تتيح لأنصاره الإمساك بقوى الأمن الداخلي ككل لا بالمفرّق.
خامساً: أنه سيطلب من الدولة تمويل عدد من المشاريع الإنمائية في بيروت والمناطق من النوع الذي يظهره ساعياً إلى تحقيق مطالب السنّة في العاصمة والأطراف.
سادساً: يسعى الحريري إلى حماية الفريق العامل معه منذ اغتيال والده وكذلك الحلفاء، لكنه يسعى الآن إلى أن لا تطيح التسوية عناصر رئيسية في مشروعه. وهو لذلك يقول صراحةً إن طريقة مقاربة المعارضة لملف شهود الزور إنما تريد وضعه تحت رحمة السلطات القضائية وهو لا يريد ذلك. وهو يقول صراحةً أيضاً، وخصوصاً أمام وسطاء، إنه يرفض إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي لكونه يعتقد بأن الملف سوف يظل مفتوحاً الى أبد الآبدين، وقد تأتي لحظة سياسية يُعاد فيها الملف إلى نقطة حسّاسة، ويُستخدم ضده وضد فريقه، وهو قال لأحد السياسيين المقربين من سوريا إن هذا الملف يعني أنه مثلما حصل مع سمير جعجع عند إحالة ملفه على المجلس العدلي استُعيدت ملفات جرى على أساسها توقيفه. وهذا يعني أنه يمكن أن تأتي لحظة أسجَن فيها أنا وأعضاء فريقي ومعنا مروان حمادة وحتى وليد جنبلاط، رغم أن الأخير يعتقد أنه حمى نفسه من خلال الاستدارة التي قام بها، وموقعه الجديد.
المطالب المباشرة
بناءً على ذلك، يبدو الحريري واضحاً في مطالبه مقابل إعلان موقف رافض مسبّقاً لأيّ قرار اتهامي يتناول لبنانيين ومنها:
ــ العودة عن الدوحة وإبطال مفاعيله من خلال تحديد دقيق لمفهوم الحكومة التوافقية، والحصول على تعهدات بعدم إثارة أيّ مطلب لتعديل اتفاق الطائف.
ــ إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح، وتعهد حزب الله عدم اللجوء إلى استخدام سلاح المقاومة في الداخل.
ــ نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والبحث عن آلية لسلطة فلسطينية متوافق عليها مع الحكومة اللبنانية لتنظيم الوضع داخل المخيمات.
ــ إلغاء مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء السوري بحق الفريق الأمني والسياسي والقضائي للحريري.
ــ تحويل ملف شهود الزور إلى القضاء العادي.
ــ تثبيت شعبة المعلومات وإدخال تغييرات شاملة على بنية قوى الأمن الداخلي، تتمثل في تعيين قياة جديدة يكون فيها وسام الحسن مرشح الحريري لمنصب المدير العام، بعد ترقيته الى رتبة عميد بمفعول رجعي يعود الى الأول من هذه السنة.
ــ إقرار الموازنة العامة وإنهاء ملف الـ11 مليار دولار، والتفاهم على إطلاق آلية خصخصة القطاعات الرئيسية في الطاقة والاتصالات.
ــ عدم إجراء أيّ تعديل حكومي وإبقاء حلفاء الحريري المسيحيين في مواقعهم، وخصوصاً القوات اللبنانية والكتائب.
أما في ما خص المحكمة فإن الحريري لا يزال يميل إلى موقف لبناني عام، يظل محترِماً القرارات الدولية، بما في ذلك ما يتعلق بالمحكمة، لكن مع العمل على تعطيل محاولة استغلال القرار الاتهامي لضرب فئة لبنانية، وهو يعتقد أنه لا يمكن لبنان وقف الإجراءات الخاصة بعملها حتى لو قرّر سحب القضاة اللبنانيين، أو وقف التمويل، وأنّ لبنان لا يمكنه أن يصدر موقفاً ضد العدالة الدولية، وبالتالي على حزب الله الموافقة على صدور بيان حكومي يعلن التزام لبنان القرارات الدولية، بما فيها تلك التي تشمل ملف المحكمة.
ماذا عن حزب الله؟
بالنسبة إلى حزب الله، فإن الصورة تختلف كثيراً، لأن الحزب الذي ينظر الى الواقع اللبناني بواقعية شديدة، لا يتجاهل المتغيرات الكبيرة التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة، وهو لا يمكنه السير في تسوية كأننا في عام 1992. وهو يعرف أيضاً حجم القدرات المحلية والإقليمية والدولية التي يمكن أن يستخدمها الخصم ضده. ويبرز سعيه الى إنتاج التسوية انطلاقاً من حسابات كثيرة، أبرزها أنّ أولوية المقاومة في برنامج عمله، تفرض عليه العمل على هذا الخط بطريقة خاصة، لكنه يشعر بأنه مضطر إلى مواجهة عناوين داخلية كثيرة، بعدما أظهرت السنوات الماضية أنّ التآمر على المقاومة ليس مسألة خارجية فقط، وأنّ العاملين على ضرب المقاومة في الداخل ليسوا شبكات لعملاء فقط، بل هو بات مضطراً الى القيام بإجراءات داخل الدولة توفّر له الضمانات التي يحتاج إليها في مواجهة الساعين الى ضرب مقاومته. في ما خص المحكمة، لا يريد حزب الله من أحد القيام بمهمة غير ممكنة الآن، لذلك لم يطلب رسمياً إلغاء المحكمة الدولية، وإن كان قد حسم بأنه كقوة سياسية وشعبية لن يتعامل معها، لكنّ حزب الله يريد من الحكومة اللبنانية المبادرة إلى خطوات عملية تعطّل مفاعيل المؤامرة الجديدة الظاهرة من مواد القرار الاتهامي، لذلك فإن حزب الله يريد بوضوح الآتي:
أولاً: صدور موقف لبناني رسمي رافض للقرار الاتهامي قبل صدوره، ويترافق مع موقف سياسي يصدر عن الرئيس سعد الحريري، بما يمثله سياسياً وشعبياً، وأن يكون الموقف ضمن رزمة إجراءات تفضي عملياً الى وقف تعاون الحكومة مع المحكمة بوضعها الحالي، وأن يُسحَب القضاة اللبنانيّون من المحكمة، وأن يُوقَف دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة، وأن تصدر قرارت بوقف كل أشكال التعاون بين لبنان والمحكمة الدولية على الصعد كلها، وأن يسعى لبنان لدى عواصم القرار الى القيام بكل ما يلزم لمنع تحويل المحكمة الى مصدر فتنة في لبنان، أو مصدر خطر على استقراره.
ثانياً: لا يمانع حزب الله تثبيت الوضع السياسي القائم، وحماية مؤسسة مجلس الوزراء كسلطة رئيسية في البلاد، لكنه لا يريد أن يكون تمثيله داخلها هو أو من هم معه من حلفاء على قاعدة شهود الزور، بل يريد شراكة حقيقة، وهذا لا يتحقّق إلا من خلال آلية تأليف الحكومة، ومن خلال التفاهم على برنامج عمل واضح، ومن خلال إعادة الاعتبار الى مجلس الوزراء كمؤسسة جامعة، لا كمؤسسة تخضع لسلطة رئيسها وفريقه.
ثالثاً: لا يمانع حزب الله في تقديم ما يلزم من ضمانات بعدم استخدام السلاح في الداخل، وذلك ضمن سلة إجراءات أمنية وعسكرية، تمنع أيّ نوع من التأمر عليه، بما في ذلك إعادة النقاش بشأن دور المؤسسات الأمنية والعسكرية، بما يوفّر الشراكة داخل أطر القرار فيها.
رابعاً: لا يعتقد حزب الله أنه سيخوض معركة مفتوحة ومطلقة لملفات مثل ملف شهود الزور وغيره من الأمور المتصلة بالمحكمة، بل هو مستعد على ما أعلن الأمين العام السيد حسن نصر الله لتجاوز الأمر على طريقة عدم محاسبة هؤلاء المتورطين، لكنّ حزب الله معني بتأكيد رد الاعتبار المعنوي والمادي لكل من تضرّر من عمل هذه المجموعة، التي وقفت خلف شهود الزور، وعدم تجاوز هذا الأمر.
خامساً: لا يعارض حزب الله إطلاق آلية عمل واسعة لما خص البرامج الداخلية للحكومة، لكنه لا يرى نفسه صاحب قرار مطلق، فيما يقف حلفاء له في وجه لعبة الاستئثار التي يتقنها فريق الحريري. ويعتقد حزب الله أن من الصعب على أحد التفويض إلى أيّ جهة في لبنان بإدارة مستقلة للملفات الاقتصادية والمالية والإنمائية.
ماذا يعني الأخذ بمطالب الحريري؟
واضح أنّ الحريري ومعه السعودية وربما الولايات المتحدة الأميركية يشعرون بصعوبة التهرب من التسوية لأن ثمن عدم حصولها أكبر بكثير من ثمن شروطها، لكن هؤلاء يريدون وضع إطار عامّ من النوع الذي لا يسقط الاتهام عن حزب الله، بل يوقف الملاحقة. وبالتالي، فإن شيئاً من الأهداف الأصلية لن يتحقق، حتى لو كانت المقاومة غير آبهة بكل ما يصدر عن المحكمة الدولية، أو عن مجلس الأمن؟ثم إن الحريري يحاول الفصل بين إجراء يقوم به هو لناحية الموافقة على وقف التمويل وسحب القضاة اللبنانيين، والموقف الحاسم من رفض عمل المحكمة، ذلك أنّ الخطوة الأولى ممكنة التحقق من خلال تحالف سياسي جديد، ينتقل فيه جنبلاط الى الموقع الآخر، فتكون هناك حكومة جديدة وأغلبية نيابية جديدة تتخذ هذه الخطوات. كذلك، فإن قبول شروط الحريري يعني:
ـــــ أن يحصل على المقوّيات المطلوبة له ولفريقه للعودة الى منطق المنازعات السابقة. وهذا يعني أنّ التسوية في هذه الحالة تكون كمن وفرّ للحريري عناصر قوة إضافية (إلغاء الدوحة، ملف السلاح الفلسطيني، تثبيت فرع المعلومات بقيادته ككيان أمني للسنّة في لبنان... إلخ).
ـــــ أنّ فريق مسيحيّي 14 آذار سوف يحتفظ بعناصر القوّة نفسها، سواء أكان الفريق الموجود داخل الحكومة والمجلس النيابي (القوات والكتائب) أم فريق الراسب في الانتخابات (فريق الأمانة العامة).
ـــــ يأمل الحريري أن يعني قبول حزب الله وسوريا هذه المطالب الدخول في مواجهة مع النائب ميشال عون، الذي لا يرى موجباً لأيّ تنازلات من هذا النوع، عدا أنّ الأمر سيترك انعكاسات سلبية على مستويات أخرى، تخصّ بقية قوى المعارضة.
وفي انتظار النتائج يبرز السؤال الآتي: هل التفاوض يحتاج إلى استعراض قوة من جانب أيّ من الطرفين أم لا؟
- 'السفير': يبدو واضحا مع بداية الاسبوع ان العوامل الخارجية قد تجمعت كلها، دفعة واحدة، في أفق الازمة اللبنانية، ليتوقف على نتيجة تفاعلها مستقبل هذه الازمة ومدى قابليتها للتجاوب مع &laqascii117o;لقاح" التسوية السورية - السعودية. في نيويورك، تلاحقت المؤشرات ذات الدلالة، بدءا من لقاء الرئيس سعد الحريري مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، مرورا بالاجتماع بين الملك عبد الله وكلينتون، وصولا الى اللقاء بين عبد الله والحريري، علما بأن الطبعة الاخيرة من المواقف الصادرة عن كلينتون والمصادر الاميركية توحي بان واشنطن لم تعط بعد الضوء الاخضر لتمرير التسوية. وفي واشنطن، تعقد اليوم قمة بالغة الاهمية بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، سيكون الملف اللبناني على رأس جدول أعمالها، وبالتالي فإنه سيكون لها تأثير كبير على تحديد اتجاه ريح الأزمة وكيفية التعامل مع مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي. وفي اسطنبول يعقد في العشرين من الشهر الجاري اجتماع مفصلي بين ايران والجانب الغربي، ربما يساهم في ترجيح كفة التسوية او التصعيد في لبنان، تبعا لما سينتهي اليه الرهان الاميركي على إجراء مقايضة مع طهران، وهناك من يقول ان واشنطن نصحت السعوديين بعدم استعجال إبرام التسوية حول المحكمة قبل معرفة الثمن الذي يمكن الحصول عليه من ايران في اجتماع اسطنبول. وفي لاهاي، سيكون اللواء جميل السيد على موعد في 14 الجاري مع جلسة فاصلة بينه وبين دانيال بيلمار بشأن ملف وثائق ملف شهود الزور، وفي حال سارت الامور لمصلحة السيد فإن سوريا قد تجد في ذلك إخراجا مناسبا لسحب مذكرات التوقيف. الى ذلك، أفاد مراسل &laqascii117o;السفير" في نيويوك خالد داود ان الرئيس سعد الحريري، اجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقر إقامة الأخير في نيويورك، قرابة منتصف الليل بتوقيت بيروت، أو الخامسة بعد الظهر بتوقيت نيويورك. وقال بان كي مون، عقب اللقاء الذي استغرق نحو ساعة، إن الاجتماع كان جيداً للغاية وإنه سيصدر بياناً في وقت لاحق. وحضر الاجتماع وكيل الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام آلان لوروا الذي قال لـ&laqascii117o;السفير" إن الأمم المتحدة لا تشعر بقلق على أمن قوات &laqascii117o;اليونيفيل" مع اقتراب صدور قرار المحكمة الخاصة بلبنان، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تتخذ كل الاحتياطات اللازمة، ولكنها لا تشعر بقلق خاص في هذا الوقت. وقال متحدث باسم بان كي مون لـ&laqascii117o;السفير" إن الامين العام للامم المتحدة كرر في مباحثاته مع الحريري موقفه القائم على &laqascii117o;ضرورة استمرار عمل المحكمة وأنه لا تعارض بين الاستقرار والعدالة، بل إن تحقيق العدالة وانهاء التهرب من العقوبة هما اللذان من شأنهما تحقيق الاستقرار في لبنان على المدى الطويل". وقال عضو في الوفد اللبناني لـ&laqascii117o;السفير" إنه يتوقع أن يلتقي الحريري مساء الأحد بتوقيت نيويورك الملك عبد الله، أي فجر الاثنين بتوقيت بيروت. وكان مصدر مطلع في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة قد صرح بأن الوزيرة كلينتون أكدت في محادثاتها مع الحريري تمسكها بمضي المحكمة قدما في عملها &laqascii117o;وعدم الخضوع لأي ضغوط سياسية او تهديدات اقليمية في هذا المجال". ونفى المصدر في تصريح لـ&laqascii117o;السفير" علم الإدارة الأميركية بوجود &laqascii117o;أي صفقة من شأنها تأجيل عمل المحكمة او تجميدها".
حسابات المعارضة
على خط مواز، قالت أوساط قيادية بارزة في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" ان المحك الاساسي الذي يواجه ولادة التسوية يكمن في تجاوز حقل الالغام الاميركي، وهذا ما يرتب مسؤوليات كبرى على المملكة العربية السعودية ورئيس الحكومة تحديدا، لناحية مدى قدرتهما على حماية التزاماتهما من الضغوط الاميركية، وأي اجتهادات أخرى لا تعدو كونها قنابل دخانية للتغطية على التحدي الاصلي. وأكدت الاوساط ان حزب الله فعل ما يقدر عليه في هذه المرحلة، إذ انه التزم بالتهدئة إفساحا في المجال امام تأمين المناخ الملائم لإنضاج التسوية، كما انه تجاوب مع مبادرة الرئيس نبيه بري في ما يتعلق بمعالجة ملف شهود الزور بالرغم من انه لم يكن مقتنعا بها كثيرا، أما إذا كان المراد سحب مذكرات التوقيف السورية فإن ذلك يصبح تحصيل حاصل بمجرد إنجاز اللمسات الاخيرة على التسوية.
تفسير كلام الحريري
من ناحيته، كشف مصدر مقرب من الرئيس الحريري لـ&laqascii117o;السفير" عن ان ما قصده رئيس الحكومة بقوله ان الفريق الآخر لم ينفذ التزاماته، إنما يتمحور حول النقاط الآتية:
- مبادرة سوريا الى سحب مذكرات التوقيف الصادرة بحق عدد من القيادات اللبنانية.
- موافقة المعارضة على إحالة ملف شهود الزور على القضاء العادي.
- توقف المعارضة عن تعطيل مجلس الوزراء وطاولة الحوار الوطني.
وأكد المصدر ان هذه النقاط هي جزء عضوي من التفاهم السوري السعودي، وبالتالي فان المطلوب من المعنيين بها المباشرة في تطبيقها، وعندها سينفذ الحريري ما التزم به لجهة المحكمة الدولية والقرار الاتهامي. واشار المصدر الى ان موقف الحريري نابع من تجربته المرّة مع الآخرين، إذ انه كان يبادر في السابق الى اتخاذ خطوات إيجابية من طرف واحد، متوقعا ملاقاته في منتصف الطريق او حتى في أولها، لكنه كان يصاب في كل مرة بخيبة الامل، وليس أدل على ذلك من طبيعة ردود الفعل التي واجهت ثلاث خطوات أقدم عليها: الاولى تتمثل في قبوله تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد خروجه فائزا بالاكثرية قي الانتخابات النيابية فإذا بالنتيجة تعطيل مجلس الوزراء، وزياراته الخمس لسوريا التي قوبلت بمذكرات التوقيف، ثم موقفه الشهير من ملف شهود الزور في جريدة &laqascii117o;الشرق الاوسط" الذي قوبل بحملة شرسة عليه. ودعا المصدر الفريق الآخر الى الكف عن محاولة التشاطر من أجل اختصار مسافة الأزمة، لأن لا مصلحة لأحد في تضييع المزيد من الوقت، مبديا ثقته بان الامور محكومة بالايجــابية وستــصل في نهاية المطاف الى نهاية سعيدة.
- صحيفة 'النهار': مع ان الوضع الداخلي استعاد الجمود الذي طبعه قبل عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت الاسبوع الماضي واطلاقه موقفه من التفاهم السعودي – السوري وتحميله الفريق الآخر مسؤولية عدم تنفيذ التزاماته حياله، بدا من الصعوبة تحديد الاتجاهات التي ستتخذها الأزمة السياسية قبل اتضاح نتائج اللقاءات التي انعقدت في نيويورك في الايام الاخيرة، وكذلك ما سيفضي اليه لقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم في واشنطن.وغلب على القوى السياسية انطباع ان اللقاءات الاميركية – السعودية والاميركية – اللبنانية والسعودية – اللبنانية في نيويورك ومن ثم لقاء الرئيسين الاميركي والفرنسي اليوم، تمثل تطوراً استثنائياً متصلا بالازمة اللبنانية التي بدت في صلب الاولويات الدولية والاقليمية مع بداية السنة الجديدة واحتمال اقتراب استحقاق اصدار القرار الاتهامي للمدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، مع ان أي معطيات جدية وموثوق بها عن موعد صدور هذا القرار لم تتوافر بعد. وابرزت اوساط مواكبة اهمية وجود الرئيس الحريري في نيويورك، وسط اضطلاع الجانب السعودي بدور محوري في المحادثات التي اجراها الملك عبدالله بن عبد العزيز وكبار معاونيه مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومساعديها وفي مقدمهم مساعدها لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، ومن ثم اللقاء الذي سيضم العاهل السعودي والرئيس الفرنسي بعد محادثات الاخير مع الرئيس الاميركي. وقالت هذه الاوساط لـ'النهار' ان هذا التحرك الديبلوماسي غير العادي يشير بوضوح الى ان 'التفاهم السعودي – السوري' الذي صرح الحريري بانه أنجز بلغ مرحلة دقيقة ومصيرية من حيث استشراف مواقف دول مؤثرة كالولايات المتحدة وفرنسا منه، الامر الذي يجعل لنتائج هذا التحرك اهمية مفصلية بالنسبة الى الازمة الداخلية في لبنان. ونقلت عن مسؤولين ان كلينتون خرجت من لقاء الملك عبدالله بانبطاع مفاده ان ليس ثمة تباعد في وجهات النظر بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في موضوع لبنان، علما ان واشنطن عبرت عن تمسكها بالمحكمة الخاصة بلبنان ومسارها ودعم حكومة الرئيس الحريري والمؤسسات اللبنانية، الى جانب تأكيدها أن أي أمر لا يمكن ان يتم في المنطقة على حساب لبنان. ومع ان الاوساط اشارت الى ان كلينتون لم تخض في تفاصيل التفاهم السوري السعودي في لقائها والرئيس الحريري، فان اللقاءات بين معاوني الوزيرة الاميركية وشخصيات سعودية مسؤولة في نيويورك قد تكون تطرقت الى هذا الجانب.وأفاد مراسل 'النهار' في نيويورك علي بردى أن كلينتون صرحت في الطائرة التي نقلتها في بداية جولة خليجية امس: 'كان لي اجتماع جوهري مع الحريري، تأثرت بتصميمه وفهمه للوضع الصعب للغاية الذي يعانيه بلده. نحن بكل وضوح ثابتون في التزامنا المحكمة والمبدأ الاساسي أن سيادة لبنان واستقلاله يجب ان يكونا محترمين. لذلك نعمل جادين مع السعودية وفرنسا ومصر لوضع أساس متين لدعم لبنان وبالتحديد رئيس الوزراء الحريري. لذلك أعتقد أنه كانت لنا مناقشات ايجابية جدا'.
بان كي – مون
ومساء أمس عقد الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون اجتماعا مع الحريري في مقر اقامته بفندق 'ريتز كارلتون' في نيويورك، في حضور عدد من رؤساء الدوائر في الامم المتحدة ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام ومديرة مكتب الحريري في واشنطن آمال مدللي ومستشاريه هاني حمود ونادر الحريري.وبعد الاجتماع الذي استمر ساعة قال بان كي – مون لـ'النهار': 'الاجتماع كان جيدا جدا ووديا للغاية وأنا أدعم الرئيس الحريري وحكومته. وناقشنا كل الامور بما في ذلك المحكمة الخاصة بلبنان وموضوع الحدود البحرية والوضع على الخط الازرق، وسنصدر بيانا قريبا جدا عن هذا الموضوع'.وأفاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء ان الحريري أكد للأمين العام للأمم المتحدة اصرار لبنان على التطبيق الكامل للقرار 1701، مطالبا بممارسة اقصى الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها لسيادة لبنان على أجوائه وأراضيه ومياهه الاقليمية. كما طالب بالضغط على اسرائيل للانسحاب الكامل من قرية الغجر واعادتها الى السيادة اللبنانية ومن مزارع شبعها وتلال كفرشوبا المحتلة. وأكد الرئيس الحريري ان لبنان يعتمد على الامم المتحدة لمنع أي تعد اسرائيلي على المنطقة الاقتصادية اللبنانية وما تحتويه من ثروات نفطية وغازية والتي أرسل لبنان خرائطها الى الامم المتحدة عملا بمعاهدة قانون البحار التي وقعها لبنان بينما لا تزال اسرائيل ترفض توقيعها. وجرى خلال اللقاء تأكيد ايضا لضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل على أساس مبادرة السلام العربية القائمة على مرجعية مؤتمر مدريد.في غضون ذلك بدت قوى 8 آذار على كثير من التوجس حيال اللقاءات التي عقدت مع الجانب الاميركي، خصوصا ان المناخ الداخلي استعاد حماوة السجالات على خلفية الحديث الذي أدلى به الرئيس الحريري الاسبوع الماضي الى صحيفة 'الحياة'.وقالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ'النهار' 'إن الاميركيين دخلوا بقوة على خط تعطيل المبادرة السورية – السعودية وان هذا الامر واكبه كلام الحريري الذي أوردته 'الحياة' أخيرا'. ووصفت المواقف الاخيرة للحريري بأنها 'خطيرة جدا ولا تساهم في ولادة التسوية المنتظرة... لكن التعويل يبقى على حكمة القيادتين السورية والسعودية لانضاج التسوية'.
- 'الشرق الأوسط': زيارة الحريري إلى نيويورك تحرك السجال حول مسؤولية الطرف المعرقل للتسوية.. صقر لـ &laqascii117o;الشرق الأوسط": إذا كان حزب الله محتارا فليستشر السوريين
أعادت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى نيويورك تحريك الوضع اللبناني، على المستوين الدولي والعربي، وحتى على مستوى الداخل، حيث ارتفعت حدة السجال حول المسؤولية التي يتحملها الطرف المعرقل للتسوية السعودية - السورية. وبعد أن أعلن حزب الله أنه أنجز كل ما هو مطلوب منه من أجل التسوية، وأنه على رئيس الحكومة سعد الحريري تنفيذ الالتزامات الواجبة عليه، قوبلت هذه المواقف بنفي قاطع من قبل أوساط تيار &laqascii117o;المستقبل"، التي حرصت بالأمس على تظهير موقف موحد يؤكد أن الكرة في ملعب حزب الله وحلفائه.وفي هذا السياق، أكد النائب عقاب صقر، المقرب من الرئيس سعد الحريري، في اتصال مع &laqascii117o;الشرق الأوسط"، أن &laqascii117o;المطلوب من حزب الله اليوم هو وقف التهويل والتهديد بمسرحية شهود الزور والحديث عن مرحلة ما قبل صدور القرار الاتهامي وما بعد، والابتزاز السياسي، والالتزام بمضمون يخدم التفاهم السعودي – السوري"، مشددا على أن &laqascii117o;التفاهم الناجز لا علاقة له بالقرار الاتهامي، ومن يعطل الحوار ومجلس الوزراء لا يخدم التفاهم".ورأى أن &laqascii117o;حزب الله يقوم اليوم بعكس ما يترتب عليه"، وقال: &laqascii117o;إذا كان محتارا فليستشر السوريين والإيرانيين، وما خاب من استشار"، معتبرا أن &laqascii117o;حزب الله يذهب بعكس أول محطة تقود إلى التفاهم". وسأل: &laqascii117o;كيف يقولون إنهم لا يعرفون ما يترتب عليهم ويتابعون حملاتهم، وهل يمكن أن يستبق أي تفاهم بحملة تهديد وتخوين؟".وأشار صقر إلى أن &laqascii117o;حزب الله يتحدث وكأن التسوية بازار يضيّع فيها الرئيس الحريري و(14 آذار) التزاماتهم"، مذكرا &laqascii117o;بأننا حين كنا نتحدث عن الحل في وقت سابق كانوا يتهموننا بالتذاكي والضحك على الناس". وأضاف: &laqascii117o;حزب الله مارس الخداع مرتين، مرة بالقول إنه لا حل، ومرة بإلباس الحل ثوبا آخر غير ثوبه الحقيقي"، مشددا على أن &laqascii117o;الحل نابع من اعتبارات المصلحة الوطنية وليس من زواريب المصالح الخاصة، وهو قائم على وقائع تفرضها مجريات الأمور ولا يستند إلى توقعات يفترضها بعض الموهومين".ولفت صقر إلى أن &laqascii117o;الحل حتمي وناجز وادعاء عدم معرفته لا يغير شيئا في الواقع، وإذا كان البعض قد أوهم قاعدته بأن الحل في النزول إلى الشارع والقيام بانقلاب، يفترض به أن يمتلك الجرأة اليوم لمصارحة جمهوره". وأكد أن &laqascii117o;الرئيس الحريري قام بما عليه وأكثر وقطع ثلاثة أرباع الطريق، والمطلوب من حزب الله اجتياز ربع الطريق المتبقي لتظهير الصورة النهائية للحل"..
- 'السفير': غاصب المختار
معارضون يتحدثون عن تفصيل أخير عالق خارجياً!.. أوسـاط مقربـة من الحـريـري: انتـظار المسـاعي الأخيـرة
تؤكد مصادر معارضة متابعة للاتصالات الجارية لايجاد تسوية لأزمة القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المدعي الدولي دانيال بلمار، ان &laqascii117o;التسوية ماشية" وانها تنتظر جوابا سعوديا على امر تفصيلي بقي عالقا منذ ان انجزت التسوية قبل نحو شهر وتم تجميدها بعد مرض الملك عبد الله. ما يعني ان الشيء المطلوب بعد هو لدى الجانب السعودي ومن خلفه الرئيس سعد الحريري، ويفترض ان يكون قد جرى بحثه في لقاءات نيويورك بين الملك عبد الله والرئيس الحريري ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، لكن احدا لا يعرف ما هي التفاصيل الا حلقة ضيقة جدا معنية بملف التسوية سواء في لبنان أو في خارجه. وتتوقف المصادر عند اقرار قوى الاكثرية مؤخرا بوجود التسوية، مع انها ظلت على مدى اكثر من شهر تنكر وجودها، بل تنفي التوصل الى أي حل، كما ترفض التحدث عما هو مطلوب من المعارضة ولم تنفذه، وتوضح ان اقرار التسوية نهائيا وتطبيقها يفترض ان يتما في وقت قريب جدا، لا يتجاوز الاسبوعين بعدما يعود الرئيس الحريري من نيويورك، اذا وافقت الادارة الاميركية على البند الاخير العالق. وتراهن المصادر على ان كل الذين خرجوا لينفوا وجود التسوية اما انهم لا يعرفون شيئا مما كان يجري واما انهم متضررون منها، وتقول: ما زالت هناك مصفاة اميركية تتوقف عندها التسوية في نقطة واحدة – قد تكون شكلية - والجانب الاميركي يريد مناقشتها تفصيلا مع الجانب السعودي، لذلك طار الرئيس الحريري الى نيويورك.. والمعارضة وسوريا ينتظران جوابا، ولا صحة لما يقال عن تعهدات كان يجب ان تلتزم بها المعارضة وأنها اخلّت بها، بل العكس ربما يكون صحيحا. ولعل بيان الرئيس نبيه بري امس الاول، ردا على اتهام الحريري للمعارضة بعدم الايفاء بالتعهدات هو جواب المعارضة كلها حول مكمن العقدة الباقية، وفيه &laqascii117o;ان الازمة قائمة نتيجة تحقيق يطاله التسييس وان الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص معلوم وهو ليس المعارضة". وتتوقف المصادر عند كلام الحريري للزميلة &laqascii117o;الحياة"، وترى انه – وبغض النظر عن اتهامه للمعارضة بالتعطيل- يحاول تدريجيا تسويق التسوية لدى جمهوره وحلفائه ولو باتهام المعارضة بالتعطيل، وتعتقد ان التسوية المنجزة قد يبدأ تنفيذها هذا الشهر ببعض الاجراءات من قبل الحكومة وتتعلق بموضوع القرار الاتهامي وشهود الزور وسير عمل المحكمة الدولية واطلاق عمل الحكومة، كما تعتقد ان الادارة الاميركية لن تكون بعيدة عن التسوية عندما يتم الاتفاق على آخر تفاصيلها ويبدأ تنفيذها! ورأت المصادر &laqascii117o;ان كلام الحريري محاولة استدراج واحراج للاطراف الاخرى لتقول هي ما لديها وما هو مطلوب منها قبل ان يعلن هو ما هو المطلوب منه"! وعن المطلوب من المعارضة في هذه التسوية؟ تجيب المصادر ذاتها: كل تسوية تعني ان هناك تقديمات متبادلة من طرفيها، والمعارضة تعلم ما يجب ان تقدم لتسهيل الحل وكيف تقدمه. وتشير المصادر المعارضة الى ان الجانب السعودي مستعجل لإنجاز التسوية في لبنان بعدما استبعده الجانب الاميركي عن التسوية العراقية، وتعتقد انه مهما كان الموقف الاميركي من النقطة العالقة فإن العاهل السعودي سيمضي في مساعيه مع سوريا لتجنيب لبنان أي اهتزاز سياسي او امني كبير. ويوضح مصدر مقرب من الرئيس سعد الحريري ان الكلام المنسوب الى الوزيرة كلينتون بعد لقاء الرئيس الحريري في نيويورك حول &laqascii117o;عدم وجود صفقة على حساب العدالة والمحكمة الدولية وحول حفظ سيادة واستقلال لبنان"... ليس بكلام جديد وهو يعبر عن موقف اميركي ثابت لهذا المسار في عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لكن احدا لا يستطيع ان يتيقن او يثبت ان الاميركي يريد اجراء صفقة مع السوري او سواه تجعله شريكا في التسوية المحكي عنها حول الوضع اللبناني، كما ان احدا لا يستطيع ان يعرف ما اذا كان الاميركي يرفض نهائيا أي بحث عن حل للازمة اللبنانية المستجدة. وكل ما يقال في هذا الصدد عن الموقف الاميركي اجتهاد وتحليل، ممكن ان يصح وممكن ان يخطئ. ويؤكد المصدر ان كل ما قيل من اسابيع عن تفاصيل التسوية ثبت انه ليس دقيقا ويجب العودة الى نقطة الصفر في مقاربة الموضوع، ما عدا الاقرار بوجود مساعٍ سورية – سعودية لاستيعاب القرار الاتهامي عبر تطمينات معينة للاطراف، وعودة انتظام عمل المؤسسات في لبنان، لا سيما مجلس الوزراء، ولعل هذا ما اشار اليه الرئيس الحريري في كلامه عن عدم التزام الطرف الاخر بموجبات معينة للتسوية... وفي كل الاحوال، يقول المصدر المقرب من الحريري، &laqascii117o;علينا انتظار نتائج المساعي الاخيرة".
- صحيفة 'اللواء': هل بدأ العد العسكي لإظهار التسوية او عدمها في الايام القليلة المقبلة، مصحوبة بمعلومات تتسارع عن ان القرار الاتهامي وضع على الطاولة فعلياً؟. واذا كانت الاطراف اللبنانية تقيم الوزن لمواقفها في ظل شح المعلومات العابرة للمحيطات والآفاق، بانتظار ما ستسفر عنه قمة الرئيسين باراك اوباما ونيكولا ساركوزي، فإن عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ستحمل معها <الخبر اليقين> حول ما ينتظر لبنان، سواء ما يتعلق بالتسوية او القرار الاتهامي.وافادت معلومات <اللواء> ان الرئيس الحريري استقبل عند منتصف الليلة الماضية (الخامسة بتوقيت نيويورك) الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد ان كان التقى بعيد وصوله وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كيلنتون فجر السبت الماضي.وحسب هذه المعلومات فإن الرئيس الحريري وبان تداولا في معطيات محيطة بالوضع في لبنان، وصلة ذلك بالقرار المتوقع صدوره عن القاضي دانيال بيلمار، اضافة الى تطورات ذات صلة بقضية الغجر ودور اليونيفل بحماية الاستقرار في الجنوب والدور الذي يمكن ان تقوم به وحدات البحرية الدولية في ترسيم حدود البحرية حفاظاً على ثرواته الوطنية في النفط والغاز.ومن المتوقع ان يتوج الرئيس الحريري زيارته الى نيويورك بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان استقبل الوزيرة كلينتون برفقة زوجها الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، في مقر اقامته في فندق بلازا حيث يمضي فترة نقاهة، وقبل ان يتوجه الى اغادير في المغرب لقضاء فترة وجيزة على طريق عودته الى المملكة العربية السعودية.وحسب المصادر المطلعة فإن لبنان كان واحداً من الموضوعات التي جرى بحثها الى جانب الاستفتاء في جنوب السودان على الانفصال، والعملية السياسية في العراق وتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط.وفيما نسب موقع <ايلاف> الالكتروني عمّا اسماه <مراقبين ومستمعين>، أن الحديث عن المحكمة الدولية أمر مستبعد جداً، ولم يخطر في بال المسؤولين السعوديين، لأن المحكمة أصبحت في عهدة المجتمع الدولي، وليس من اختصاص احد الغاءها الا المجتمع الدولي نفسه، علمت <اللواء> من أوساط دبلوماسية أن المعطيات المتوافرة تُشير إلى عدم ممانعة أميركية من التوصّل إلى تفاهم يحمي الاستقرار الداخلي ولا يعطل سير العدالة، لأنه وحسب هذه الأوساط إياها، فان المملكة العربية السعودية وسوريا وحدهما اللتان قادرتان على إنتاج اتفاق شبيه بالاتفاق الذي حصل في العام 1989 في الطائف وحظي برعاية أميركية تامة، لكن الفرق هذه المرة أن لا تفرد في التفويض، ولا تجاهل مصالح الأطراف اللبنانية، لا سيما قوى 14 آذا