الوضع والموقف السياسي المحلي والدولي بعد إستقالة وزراء المعارضة
- صحيفة 'السفير':
ينتظر أن يعلن &laqascii117o;حزب الله" موقفا أوليا في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم، لتحديد الموقف من التطورات الأخيرة، ولا سيما مرحلة ما بعد استقالة الحكومة..
- 'السفير':
... وفي اليوم الثاني لإسقاط حكومة سعد الحريري، بدأ رسميا زمن تصريف الأعمال الذي سيكون مفتوحا على مسارين دستوري وسياسي ليس بمقدور أحد أن يحدد سقفهما وبالتالي فان ما كان متاحا للحريري في التكليفين الأول والثاني، بعد الانتخابات النيابية في العام 2009، واستوجب نحو نصف سنة لتأليف حكومته الأولى، ربما لن يكون متاحا لأي رئيس حكومة جديد، على صعيد التأليف، في ظل تداخل التسمية مع التأليف والمحكمة والتوازنات السياسية المقبلة... الا اذا حصلت مفاجآت غير محسوبة. ... وفي اليوم الثاني، بدت المعارضة، مقلة في الكلام، ومؤكدة أنها تملك بعض الأجوبة عن سؤال ما بعد الاستقالة من الحكومة، وفي المقابل، افتقد فريق 14 آذار، الصياغات السياسية الدقيقة في انتظار ما سيفصله له سعد الحريري بعد عودته الممهورة بأختام &laqascii117o;الدول".. إلى بيروت. .. وفي اليوم الثاني، صار الحدث اللبناني حدثا عابرا للقارات، استدعى استنفار &laqascii117o;الدول" وبدا كأنه اخطر مما يجري في فلسطين والعراق ومن تقسيم السودان ومواجهات تونس والجزائر.. ورفدته إسرائيل بخرق جوي تمثل بتحليق أربع عشرة طائرة حربية فوق جميع المناطق اللبنانية، فضلا عن إعلان إسرائيل الاستنفار السياسي لمواكبة ما يجري لبنانيا، واتخاذ إجراءات احترازية على طول جبهتها الشمالية مع لبنان.. وبينما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد ويبحث معه آخر التطورات، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الملك السعودي عبد الله، الموجود في نيويورك، تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اطمأن خلاله على صحته. كما تلقى الملك السعودي اتصالا من الرئيس التركي عبد الله غول &laqascii117o;جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجمل الأوضاع الإسلامية والدولية".
ولم تكد طائرة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تحط في باريس حيث عقد لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الثاني بينهما في غضون أقل من أسبوع، حتى طار فيها مجددا إلى أنقرة، التي وصلها مساء أمس، على أن يلتقي اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو.. من دون أن يحدد وجهته اللاحقة. وأشار المكتب الإعلامي للحريري الى أن لقاءه بساركوزي شارك فيه مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غايان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ومسؤول دائرة الشرق الأوسط في الرئاسة الفرنسية نيكولا غاليه. وفي سياق متصل، كان الوضع الحكومي المستجد في لبنان محور اتصال هاتفي تم أمس بين الحريري ووزير الخارجية المصرية احمد أبو الغيط. . وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ&laqascii117o;السفير" إن اتصال الرئيس السوري بشار الأسد بالرئيس ميشال سليمان صباح أمس، &laqascii117o;جاء في إطار التشاور المستمر بين القيادتين اللبنانية ـ السورية، مع تجديد تأكيد حرص سوريا على الاستقرار في لبنان وعلى وحدة الصف، وان على اللبنانيين أن يحتكموا إلى إرادتهم الذاتية في معالجة مشاكلهم الداخلية، مع الاستعداد الدائم للدول الشقيقة لمساعدته عندما يرى اللبنانيون ذلك ملحا". وأوضحت المصادر &laqascii117o;أن هناك حرصا لبنانيا وعربيا ودوليا على اعتماد سياسة التهدئة في معالجة المستجدات الراهنة، إذ أن الأمور تحتاج إلى حكمة كبيرة والابتعاد عن الانفعال لأنه في نهاية المطاف مآل الجميع هو الاحتكام إلى لغة الحوار والتفاهم والتوافق لتجاوز الأزمات مهما عظمت". داخليا، استبق رئيس الجمهورية ميشال سليمان عودة الحريري، وبادر إلى تحديد موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، لتكليف الرئيس العتيد للحكومة الجديدة، طالبا من الحكومة الحالية تصريف الأعمال إلى حين ولادة الحكومة الجديدة. . أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الأصلح لقيادة الحكومة المقبلة هو &laqascii117o;من له مسيرة مقاومة وطنية في هذا البلد ويملك القدرة على التصدي للمشاريع الاستكبارية". وفي انتظار الاجتماع الموسع لقوى &laqascii117o;14 آذار" برئاسة الحريري، أعلن فريق الأكثرية بلسان وزراء ونواب وقيادات عدة أنه لا يجد إلا الرئيس الحريري مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة، فيما أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة أن &laqascii117o;أي تجاوز لواقع التمثيل السياسي والنيابي للرئيس سعد الحريري هو من المحرمات التي تستدعي منا مواجهته".
تهافت.. على جنبلاط
ومن المتوقع أن تشكل الساعات الثماني والأربعون الفاصلة عن موعد الاستشارات فرصة لحشد الأكثرية المطلوبة، وسط رهان من الطرفين على موقف النائب وليد جنبلاط و&laqascii117o;ثروته النيابية" المرجحة، علما انه أبلغ المستفسرين وبينهم سفراء السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وغيرهم من المستفسرين أنه &laqascii117o;من المبكر الرد على السؤال حيال من سنرشح، وسنرى عندما تبدأ الاستشارات". وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;السفير" أن جنبلاط قد حسم موقفه النهائي من التطورات الأخيرة، وابلغه الى السيد حسن نصرالله خلال اللقاء الذي عقد بينهما، أمس، في الضاحية الجنوبية. ولفت الانتباه في ختام اللقاء بين نصرالله وجنبلاط البيان المقتضب الذي وزعته العلاقات الإعلامية في &laqascii117o;حزب الله" وفيه أن نصرالله استقبل جنبلاط يرافقه الوزير غازي العريضي بحضور الحاج وفيق صفا، &laqascii117o;حيث جرى التداول بالتطورات السياسية المستجدة في لبنان وما آلت إليه المساعي السورية - السعودية واستقالة وزراء المعارضة من الحكومة، ثم جرى التشاور في كيفية التعاطي مع المرحلة القائمة على مختلف الصعد". ولم يشأ جنبلاط الإفصاح عما جرى تناوله بينه وبين نصرالله وقال لـ&laqascii117o;السفير" انه بفعل التطورات الحاصلة، &laqascii117o;أقوم بمشاورات، قبل أن أحدد الموقف الذي سنتخذه في الاستشارات يوم الاثنين والذي سنسمي بموجبه رئيس الحكومة". أضاف: &laqascii117o;انطلق في هذه المشاورات من العناصر الايجابية التي تضمنتها التسوية التي انتهت إليها المبادرة العربية السورية ـ السعودية، والتي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري مؤخرا بأن التسوية كانت منجزة". وعلم أن جنبلاط سيقوم خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بزيارة إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين.
إرباك في سوق القطع
وفيما استمر قلق الناس على حاضرهم ومستقبلهم، انعكس الوضع الحكومي المستجد على الأوضاع الاقتصادية والمالية، وترجم ذلك بتزايد الطلب على الدولار في سوق القطع مما استدعى تدخل مصرف لبنان بائعاً حوالى 10 ملايين دولار على الهامش الأعلى 1514 ليرة، وهو أمر يحصل للمرة الأولى منذ فترة. في هذا السياق، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لـ&laqascii117o;السفير" إن الوضع السياسي هو الطاغي على الأسواق، وان الانقسامات تؤثر على نفسية الناس والمتعاملين، ومع ذلك لم يصل الحذر إلى حالة هلع في الأسواق، وبالتالي لا خوف على الأوضاع المالية والنقدية. وقال إن الطلب على الدولار هو ردة فعل طبيعية مع كل تصعيد سياسي أو خلافات.. لكن مصرف لبنان يعتمد السياسة نفسها، بمعنى أن الليرة ستبقى مستقرة، وكذلك أسعار الفوائد على الليرة وسنكون متواجدين لتأمين السيولة بالليرة والعملات الأجنبية من دون أية مشكلة. من جهته، قال رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه لـ&laqascii117o;السفير" إن القطاع المصرفي يملك احتياطيا كبيرا من العملات، بما في ذلك مصرف لبنان (يملك احتياطيا يقدر بحوالى 30 مليار دولار)، إضافة إلى حوالى 15 مليار دولار للمصارف مودعة في مصارف خارجية، وهذا يعني أن الوضع النقدي متين ومتماسك جداً، وبالتالي لا خوف على الاستقرار النقدي. بدوره، أكد رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ&laqascii117o;السفير" أن تحرك الاتحاد سيستمر، ولن يلغى أو يعلق، وهو يهدف للضغط على وزراء حكومة تصريف الأعمال، لاتخاذ القرارات المناسبة لرفع الغبن عن المواطن، في موضوع ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والاستهلاكية.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط':
وزيرة الخارجية الفرنسية لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": حريصون على حل المشكلة اللبنانية بالحوار واحترام المؤسسات
أعلنت ميشيل إليو ماري، وزيرة خارجية فرنسا، أن باريس تحرص على حل الأزمة اللبنانية عبر الحوار مع مختلف الفئات اللبنانية ومع جيران هذا البلد، الذي دخل أول من أمس في مرحلة جديدة بعد استقالة وزراء المعارضة، مما أدى لسقوط الحكومة ودخولها مرحلة تصريف الأعمال.وقالت الوزيرة الفرنسية ردا على سؤال لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" حول وجود أفكار محددة لدى الجانب الفرنسي للخروج من الأزمة، إن &laqascii117o;فرنسا عبرت على لسان الرئيس نيكولا ساركوزي عن مساندتها التامة للحكومة اللبنانية والمؤسسات في لبنان"، وقالت إن بلادها تعمل عبر &laqascii117o;التشاور الدولي لكي يصل لبنان إلى تجاوز هذه الأزمة، وذلك أيضا عبر احترام المؤسسات". وأضافت أن ما تقوم به فرنسا في الوقت الراهن هو &laqascii117o;إقامة الحوار مع مختلف الأطراف في لبنان ومع الدول المجاورة والمعنية" بالأزمة اللبنانية.وكانت وزيرة الخارجية تجيب عن سؤال لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" في مؤتمر صحافي عقدته مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة على هامش منتدى المستقبل لدول الـ8 ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وقالت إليو ماري إن الرئيس ساركوزي أجرى في السابق مباحثات بشأن لبنان مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ولهذه الغاية زار الرئيس الأسد باريس (9 ديسمبر (كانون الأول) الماضي). وقالت: &laqascii117o;نريد أن نوضح أن هناك بعضا يريد الربط بين استقرار الحكومة (اللبنانية) وعمل المحكمة الدولية". وأضافت أن &laqascii117o;هذه المحكمة تم تشكيلها بواسطة المجتمع الدولي ولا أحد يمكنه التدخل لمنعها أو التأثير فيها، فهي مستقلة تماما".
ـ 'الشرق الأوسط':
مصادر تركية لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": مستعدون للتوسط.. ونتحرك في اتجاه دمشق
(...) كشف مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" عن وجود &laqascii117o;مبادرة فرنسية لم تتبلور ملامحها بعد" تهدف إلى إعادة ترتيب الوضع ومنع انفلاته، متحدثا عن تحرك دولي كبير قد يؤدي في النتيجة إلى تصويب المسار اللبناني الداخلي. وأفاد مصدر تركي رفيع المستوى &laqascii117o;الشرق الأوسط" بأن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أبلغ عددا من الدول العربية استعداد بلاده للقيام بدور لإنهاء الأزمة القائمة في حال وافقت جميع الأطراف اللبنانية والإقليمية على ذلك. وقالت المصادر إن أنقرة بدأت اتصالات رفيعة المستوى مع دمشق لاستكشاف سبل &laqascii117o;مقاربة الوضع اللبناني". وربطت المصادر أي زيارة محتملة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى بيروت بالوصول إلى تفاهمات لبنانية على الأقل حول الدور التركي ووجود استعداد متبادل لدى الأطراف لهذه المقاربة.
ـ 'الشرق الأوسط':
قوى 8 آذار تؤكد: المسار الذي نسلكه دستوري 100%..مصادر حزب الله لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": خطتنا لا تشمل اللجوء إلى الشارع
بينما تؤكد مصادر نيابية في حزب الله أن &laqascii117o;الخيارات مفتوحة والسيناريوهات مدروسة وبدقة"، فإنها تشدد على أن &laqascii117o;خطة العمل التي بدأت قوى 8 آذار في تنفيذها عند تقديم وزرائها لاستقالاتهم لا تشمل اللجوء إلى الشارع". وتقول لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": &laqascii117o;انسحابنا من الحكومة حق دستوري كما كل الخطوات التي سنتخذها في المرحلة المقبلة. انتهى زمن المماطلة والتعطيل ودخلنا مرحلة التغيير. نحن لن نقبل بتشكيل أي حكومة لا نكون متأكدين 100% من أنها ستكون حكومة إنجاز وطني سواء أكانت حكومة من لون واحد أو تضم كل الفرقاء". وإذ يشدد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان على أن &laqascii117o;المعارضة لم تحسم خيارها بعد في ما يخص مرشحها لرئاسة الحكومة الجديدة"، فإنه يكشف لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أن الاتجاه العام يشير إلى عدم تسمية سعد الحريري &laqascii117o;لأنه تم اختبار الحريري ووصلنا معه إلى حائط مسدود، وبالتالي بات يفترض علينا البحث عن خيارات أخرى". ويوضح كنعان أن &laqascii117o;مرشح المعارضة سيكون واحدا"، لافتا إلى أن &laqascii117o;الأمور ستتبلور في هذا الإطار خلال الساعات القليلة المقبلة". ويضيف &laqascii117o;المسار الذي سلكناه وسنسلكه في الأيام المقبلة مسار ديمقراطي دستوري صرف، حاولنا تجنيب لبنان التجاذب الذي يشهده حاليا من خلال التوصل لتسوية ما مع الفريق الآخر، إلا أنه رُفض، وبالتالي وجب علينا سلك مسار آخر، والأهم أنه يبقى مسارا ديمقراطيا". وعن شكل الحكومة المقبلة قال كنعان &laqascii117o;شكل الحكومة لا يحدد فعاليتها. نحن نتجه الاثنين إلى استشارات نيابية، وبعدها نقرر معالم الحكومة المقبلة".
- صحيفة 'النهار':
بدا واضحا، غداة اسقاط الحكومة باستقالة 11 وزيرا منها، أن قوى 8 آذار وداعميها الاقليميين انتقلوا فورا الى المرحلة الثانية من المعركة السياسية المفتوحة، ففتحت المواجهة المبكرة على التكليف التي يراد منها الدفع بدفتر الشروط الذي لم يمر عبر الوساطة السعودية – السورية ويراد الآن فرضه تحت وطأة محاولة لتغيير الغالبية والاقلية واقامة أمر واقع جديد يرخي بمجمل مفاعيله السياسية والدستورية على البلاد.واذا كانت قوى 14 آذار تنظر الى الخطة المتدرجة للمعارضة على انها محاولة انقلابية موصوفة تتوسل ظاهرا الوسائل الدستورية السلمية وضمنا مختلف أساليب الضغط والتهويل، كما قالت مصادر بارزة فيها لـ'النهار'، برز المناخ الضاغط امس في استعجال رئاسة الجمهورية اصدار بيانها باعتبار الحكومة مستقيلة والطلب منها تصريف الاعمال الى حين تأليف الحكومة الجديدة، ومن ثم اصدار برنامج الاستشارات النيابية الملزمة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. ذلك ان هذه الخطوة، على دستوريتها الكاملة والبديهية، كانت متوقعة عقب عودة 'رئيس الحكومة المستقيلة' سعد الحريري الى بيروت في الساعات المقبلة. غير أن بيان اعتبار الحكومة مستقيلة صدر قبل ظهر أمس. ثم عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الظهر على هامش المأدبة التي أقامها سليمان تكريما لأمير موناكو البير الثاني في قصر بعبدا، بادر بعده بري الى الاعلان بنفسه ان الاستشارات ستبدأ ظهر الاثنين المقبل. ثم صدر بعد ذلك برنامج الاستشارات عن دوائر القصر. وتزامن ذلك مع الاعلان رسميا عن اتصال هاتفي أجري بين الرئيس سليمان والرئيس السوري بشار الاسد. وعلمت 'النهار' ان الرئيس سليمان سيتخذ مواقف عدة من التطورات السياسية الاخيرة في الكلمة التي سيلقيها لدى استقباله اعضاء السلك الديبلوماسي قبل ظهر الاثنين في مناسبة حلول السنة الجديدة. كما يتوقع ان يعقد لقاء بين سليمان والحريري بعد عودة الاخير الى بيروت للتشاور والتنسيق في شأن مرحلة تصريف الاعمال والتطورات الناشئة عن اسقاط الحكومة وآفاق الاستشارات النيابية الملزمة، علما ان الحريري انتقل ليل امس من باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى أنقرة حيث سيجتمع صباح اليوم مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو.وعلمت 'النهار' ان يومي السبت والاحد سيشهدان استنفارا سياسيا شاملا استعدادا لتحديد المواقف النهائية لمختلف الافرقاء من تسمية الرئيس الذي سيكلف تأليف الحكومة الجديدة. ويتوقع في هذا السياق ان يعقد اجتماع موسع لقيادات قوى 14 آذار في 'بيت الوسط' بعد عودة الحريري يتخلله موقف سياسي وصف بأنه سيكون على جانب كبير من الاهمية في ضوء التطورات الاخيرة، وستعلن فيه قوى 14 آذار تمسكها بترشيح الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة وتأليفها وانفتاحها على الحوار الداخلي لمعالجة الازمة ضمن تمسكها بالثوابت المعروفة التي ستحذر من خلالها من أي محاولات داخلية مرعية خارجيا للانقلاب على التوازنات التمثيلية الشرعية.وفي المقابل، تتجه قوى 8 آذار الى عقد اجتماع موسع للاتفاق على مرشحها للتكليف والتأليف الذي صدرت حياله مؤشرات اتسمت ببعض التناقض. ولم يعرف ما اذا كان هذا الاجتماع سيعقد قبل اطلالة اعلامية للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله أم بعدها، اذ أفادت المعلومات انه سيتحدث عن الازمة الراهنة في كلمة يلقيها خلال الساعات الـ 48 المقبلة.وبدا 'حزب الله' مبادراً الى التلميح بوضوح الى ان لديه مرشحاً للتكليف والتأليف غير الرئيس الحريري، وذلك عبر تصريح لرئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد من منزل الرئيس اميل لحود عندما رأى ان على رئيس الحكومة الجديد ان يمتلك 'مسيرة مقاومة وطنية في هذا البلد وقدرة على التصدي للمشاريع الاستكبارية'.وذهب مصدر في المعارضة الى القول لـ'النهار' ان 'لا عودة للحريري الا بشروط والا هناك اسماء كثيرة عندنا'، وعدد اسماء الرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب السابق عبد الرحيم مراد. واضاف: 'كان مطلوباً من الحريري في المرحلة السابقة بيان، والآن بات عليه ان يلبي دفتر شروط'.غير ان الوزير علي حسين عبدالله، من الكتلة الوزارية للرئيس بري، نفى من جانبه ان ان تكون المعارضة حددت اسم مرشحها لتأليف الحكومة موضحاً ان هناك اجتماعاً قريباً للمعارضة سيعقد لهذه الغاية.
جنبلاط
والواقع ان اوساطاً نيابية اكدت لـ'النهار' ان مختلف القوى السياسية انصرفت الى اجراء 'بوانتاجات' استباقية للكتل والنواب على اساس خلط الاوراق الذي تعتزم المعارضة او بعض قواها اثارته كمناورة متقدمة لوضع شروط على ترشيح الحريري. واشارت هذه الاوساط الى ان ثمة رصداً غير مسبوق لحركة رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط ومواقفه في هذا الشأن باعتبار انه يشكل وسط هذه المبارزة 'بيضة القبان' المرجحة لاي كفة في اي 'مشروع انقلابي' محتمل يراد له ان يوفّر للمعارضة قلب الغالبية او يصدها في هذه المحاولة. فمعلوم ان الغالبية الحالية لا تزال معقودة اللواء لقوى 14 آذار الممثلة بـ 60 نائباً من اصل 128 في مقابل 57 نائباً لقوى 8 آذار، فيما يبلغ عدد اعضاء 'اللقاء الديموقراطي' 11 نائباً. وتحتاج المعارضة الى ثمانية نواب اضافيين لتتمكن من توفير الغالبية العادية (النصف زائد واحد)، في حين 'ان الاعضاء الـ 11 'للقاء الديموقراطي' منقسمون بين اعضاء حزبيين مع جنبلاط وآخرين ينخرطون مع قوى 14 آذار، الامر الذي يجعل جنبلاط 'كتلة ذهبية' مرجحة اذا تمكن من استمالة الاعضاء الـ 11 في حال قراره الوقوف مع المعارضة، في حين ان هذا الامر غير مضمون اطلاقاً، ناهيك بأن جنبلاط لم يعط اي اشارة الى امكان وقوفه ضد تسمية الحريري. وكشفت الاوساط ان المعارضة تجري اتصالات مع عدد من النواب المستقلين وخصوصاً في الشمال وكذلك مع النائب الزحلي نقولا فتوش سعياً الى استمالتهم. واتخذ هذا الامر اهميته امس مع زيارة جنبلاط للسيد نصرالله بعدما كان اكد لـ'وكالة الصحافة الفرنسية' انه 'من المبكر جداً الرد على السؤال عمن سنرشح وسنرى عندما تبدأ الاستشارات'. وليلاً صرّح جنبلاط لـ'النهار': 'اقوم بجولة عريضة من المشاورات وصولاً الى موضوع تسمية رئيس الوزراء للحكومة المقبلة بعدما دخلت عناصر اجهضت التسوية السورية – السعودية، خصوصاً ان الرئيس الحريري سبق له ان اعلن ان تلك المبادرة قد انجزت'. واضاف: 'انا من جهتي اقول لا بد من تنفيذ بنود هذه المبادرة على رغم كل ما حصل ولا مهرب منها'. ووصف لقاءه والسيد نصرالله بأنه 'ممتاز' نافياً الدخول في تسمية الرئيس المكلّف. ومن باريس كتب مراسل 'النهار' سمير تويني:خرج الرئيس سعد الحريري من اجتماعه في قصر الاليزيه مع الرئيس الفرنسي من غير ان يدلي بأي تصريح عن محادثاتهما التي دامت نصف ساعة. وتوجه الى تركيا لمقابلة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو. ورفضت مصادر القصر الرئاسي الفرنسي التعليق على هذه الزيارة، في اشارة الى ان معالم المبادرة الفرنسية لم تكتمل بعد، وان ثمة عقداً ينبغي حلها.وافادت مصادر مطلعة ان الرئاسة الفرنسية حصلت على تفويض أميركي لإيجاد حل للازمة اللبنانية على خلفية استقالة وزراء المعارضة من حكومة الوحدة الوطنية لتأمين استمرار الاستقرار في لبنان وإيجاد حل من خلال المؤسسات الدستورية.وهذه المشاورات التي تقوم بها باريس من اجل إطلاق مبادرة او التحضير لقمة تشارك فيها، الى لبنان وفرنسا، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وسوريا، لاقت ترحيبا ودعما سعوديا. ولكن يبدو من المعلومات التي سربت بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الفرنسي والسوري في شأن الملف اللبناني ان الاجواء لم تكن ايجابية وان ثمة رفضاً سورياً للقيام باي مبادرة في اتجاه حل ما. ويعود هذا الرفض السوري الى عدم رغبة دمشق في الخوض في تفاصيل المبادرة التي تنطلق من الثوابت الدولية وهي تأمين الاستقرار والبحث عن حل ضمن الأطر الدستورية والسير بالمحكمة، لأن العدالة ليست نقيض الاستقرار. ذلك ان سوريا ترى ان الأوراق في يدها وهي لا تريد ان تتقاسمها مع فريق آخر.ولا تستبعد أوساط ديبلوماسية ان تكون دمشق وراء حضّ المعارضة على الاستقالة، بعدما فقدت الأمل في التوصل الى توافق ما على موضوع المحكمة التي تريد سوريا كما المعارضة الغاءها كبند أول في أي مبادرة.اضف ان ثمة مشاورات لتوسيع رقعة الدول التي يمكن ان تشارك في هذه المبادرة والقمة التي تحضر لها باريس، بحيث تشمل تركيا ومصر وقطر. غير ان باريس لا تزال في طور مشاوراتها مع الأطراف لتأمين عقد هذه القمة في إطار مبادرة فرنسية واضحة بعد تذليل العقبات. وعدم الإعلان سريعا عن أي مبادرة جديدة بعدما فشلت المساعي السورية – السعودية، يهدد بأزمة طويلة، لان تأليف الحكومة سيعيد الى الطاولة كل مواضيع الخلاف بين الافرقاء اللبنانيين وليس فقط موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، خصوصاً بعدما نقضت المعارضة اتفاق الدوحة والبيان الوزاري. واي اتفاق جديد يستدعي ضمانات جدية.
ومن واشنطن أفاد مراسل 'النهار' هشام ملحم ان عدداً من النواب الاميركيين من الحزبين نددوا باسقاط الحكومة اللبنانية، وطالبوا الحكومة الاميركية بمواصلة دعمها للبنان ولعمل المحكمة الخاصة. واتسمت مواقف بعضهم بنبرة قوية جدا ضد حزب الله وسوريا وايران.وحض النائب الجمهوري تشارلز بستاني، اللبناني الاصل، ادارة الرئيس باراك اوباما على مواصلة دعمها للشعب اللبناني'خلال بنائه دولة مستقلة ومستقرة سياسيا وتكون بمأمن من خطر الارهاب'.ورأى النائب الديموقراطي كريس مورفي ان الائتلاف الذي يقوده حزب الله يهدف من اسقاطه الحكومة الى وضع لبنان على طريق 'نزع صفة الشرعية عن المحكمة الخاصة بلبنان'. واتهم 'حزب الله' وحلفاءه بتحويل حكومة الوحدة الوطنية 'رهينة' لخدمة اهدافهم الضيقة. وأيد مورفي التزام الحكومة الاميركية دعم تصميم الرئيس سعد الحريري على حماية السيادة اللبنانية. واصدر النائب هوارد بيرمان العضو الديموقراطي الابرز في لجنة الشؤون الخارجية بيانا اكد فيه وقوفه 'بحزم وراء قرار الرئيس سعد الحريري عدم الخضوع لابتزاز حزب الله'. ورأى ان لبنان يمر في مرحلة صعبة، وحض اللبنانيين على رفض العنف وسيلة لحل الازمة.
وقال النائب الجمهوري دان بيرتون ان اجراءات 'حزب الله' لا تضر بالشعب اللبناني فحسب بل انها تشكل 'تحديا جديا ومباشرا لصدقية الامم المتحدة... يجب علينا الا نسمح لهم بالنجاح. ويجب على الولايات المتحدة ان تقف بحزم وراء رئيس الوزراء الحريري والشعب اللبناني'.واعتبر النائب غاري ايكرمان العضو الديموقراطي الابرز في اللجنة الفرعية للشرق الاوسط انه من الضروري ان تواصل الولايات المتحدة دعم الرئيس الحريري في جهوده لصون الاستقرار وحماية سيادة لبنان واستقلاله 'في لحظة الفوضى السياسية' الراهنة. كما دعا الى دعم المحكمة الخاصة بلبنان في سعيها الى تحقيق العدالة. واضاف في بيان له 'في وجه الاستفزاز والتهديد بالعصيان ومحاولات الترهيب والابتزاز من الارهابيين في حزب الله، الذي هو ذراع للديكتاتورية الثيوقراطية البربرية في ايران، وحليف النظام السفاك في دمشق، يقف رئيس الوزراء الحريري بحزم...'.واتسم موقف رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النائبة الجمهورية ايليانا روس - ليتنن بنبرة قوية مماثلة، اذ رأت انه خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها لبنان 'يجب علينا ان ندعم بقوة وبشكل مستمر أولئك اللبنانيين الذين يدعمون الديموقراطية والحرية وتأليف حكومة خالية من التأثير المدمر لايران وسوريا وحزب الله'. واضافت ان 'المحور الايراني – السوري – حزب الله يعمل على انهاء أي أمل في السيادة والديموقراطية والحرية للبنان ولشعبه'.
'البنتاغون'
وفي موقف لافت (و ص ف)، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية 'البنتاغون' ديفيد لابان في مؤتمر صحافي: 'نعلم ان التوتر السياسي والاضطرابات وأية اعمال عنف يمكن ان تنجم عنها تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة وأمنها'.وسئل هل ترسل واشنطن اية سفن حربية الى السواحل اللبنانية، فأجاب انه لم ترسل اية سفن بعد. واضاف ان 'وزارة الدفاع والحكومة الاميركية ترغبان في ان يلجأ جميع الاطراف الى الوسائل السلمية لتسوية الوضع... نحن نواصل متابعة الوضع عن كثب'.واكد ان الولايات المتحدة، التي تعد من اكبر مزوّدي لبنان المساعدات العسكرية 'تربطها شركة قيمة مع القوات المسلحة اللبنانية، ونحن ملتزمون بذل كل ما في وسعنا لتعزيز سيادة المؤسسات والحكومة اللبنانية'.
الأمم المتحدة
ومن نيويورك نقل مراسل 'النهار' علي بردى عن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، مارتن نيسيركي أمس، اعرابه عن ثقته بأن المحكمة الخاصة بلبنان 'ستكون قادرة على مواصلة عملها' في ظل حكومة تصريف الأعمال اللبنانية. ونصح ديبلوماسي غربي كل الجهات المعنية بلبنان بـ'تقبل حقيقة 'كون المحكمة الخاصة 'ستواصل عملها بصرف النظر عما يحصل في لبنان'.وفي جلسة مع عدد محدود من الصحافيين، قال الديبلوماسي الغربي طالباً عدم ذكر اسمه إنه 'لا يمكن احدا من القوى السياسية أن يتدخل في عمل المحكمة... يجب على جميع الأطراف اللبنانيين والجهات المعنية بلبنان تقبل هذه الحقيقة. حقيقة كون المحكمة الخاصة بلبنان واصلت عملها وستواصل عملها بغض النظر عما يحصل في لبنان'. ونصح اللبنانيين 'بالتصرف على هذا الأساس في عملية تأليف الحكومة الجديدة'. ورفض 'التكهن بموعد' تسليم المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار القرار الاتهامي الى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، لأنه 'قيل لنا إنه سيصدر في نهاية العام الماضي ولم يصدر حتى الآن'. وأكد أن 'كل الكلام عن المواعيد وإرجاء هذه المواعيد مجرد تكهنات'.وخلال مؤتمره الصحافي اليومي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، أفاد الناطق بإسم الأمين العام ان بان كي - مون 'يتابع التطورات عن كثب' في لبنان، داعياً الى 'الهدوء' والى 'مواصلة الحوار بين جميع الأطراف'. وحض الجميع على 'احترام الدستور والقانون في البلاد'، مجدداً 'دعمه التام للمحكمة الخاصة بلبنان والعمل المستقل الذي تقوم به'. وقال إنه 'هناك الآن حكومة تصريف أعمال'، معرباً عن ثقته بأن 'المحكمة ستكون قادرة على مواصلة عملها بطريقة فعلية والأمين العام يدعم تماماً العمل الذي تقوم به'.
- 'السفير':
... نفى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام أن تكون هناك أية نية لدى مجلس الأمن لطرح ملف لبنان في ضوء التطورات الأخيرة. وقال للصحافيين لدى دخوله قاعة مجلس الأمن أمس لحضور اجتماع تشاوري بشأن الأوضاع في آسيا الوسطى &laqascii117o;موضوع لبنان ليس مطروحاً على جدول أعمال المجلس. هذه قضية داخلية تتعلق باستقالة الحكومة، ولا علاقة لمجلس الأمن بذلك". ونفى سلام أن يكون لتغيير الحكومة أي أثر على استمراره في عمله كمندوب للبنان، وقال &laqascii117o;أنا لست قلقاً مطلقاً". وكان مندوب دولة غربية في مجلس الأمن معنية بالملف اللبناني قد أكد بدوره استحالة تعطيل عمل المحكمة حتى في حالة وجود فراغ حكومي في لبنان. وشدد على أن القضايا كافة التي تهدد بها المعارضة من قبيل الامتناع عن دفع ميزانية لبنان في المحكمة، او الدفع بسحب القضاة اللبنانيين، &laqascii117o;كلها أمور لن تؤدي إلى تعطيل المحكمة لأن مجلس الأمن سيكون من حقه التدخل والوفاء بحصة الحكومة اللبنانية من الميزانية وكذلك التوصل الى مخرج لإحلال قضاة آخرين محل القضاة اللبنانيين". وأشار المندوب الغربي إلى أن جهود الوساطة السعودية &laqascii117o;اصطدمت" على حد تعبيره بمطالب المعارضة وإصرارها على تعطيل عمل المحكمة، قائلاً إن العاهل السعودي الملك عبدالله أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بفشل جهوده عند لقائهما في مقر اقامة الملك السعودي في فندق &laqascii117o;بلازا" في نيويورك يوم الاثنين الماضي.
- صحيفة 'اللواء':
... علمت <اللواء> ان جنبلاط الذي سيزور دمشق غداً السبت ابلغ المعنيين في قوى المعارضة انه يضمن حصرا مواقف النواب الحزبيين في اللقاء الديمقراطي، وهم اليه الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور واكرم شهيب وربما ايلي عون، ولكن لا دالة له على النواب المسيحيين والسنّة.وكان هذا الواقع في صلب الاجتماع الذي عقد امس بين جنبلاط والسيد حسن نصر الله، امس، في حضور العريضي والحاج وفيق صفا، حيث نصح زعيم المختارة قوى المعارضة بأن تتجنب الخوض في مواجهة خطرة العواقب مع المجتمع الدولي، وان تترك مجالا للحوار والحلول لان مخاطر المواجهة كبيرة جدا، والوضع الدولي ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض في لبنان.وكشفت مصادر في المعارضة، ان هذه القوى لم تتخذ بعد قرارا في شأن تسمية او عدم تسمية الرئيس الحريري، مع انها تتجه الى عدم تسميته، مفضلة شخصية سنّية اخرى، مشيرة الى ان كل الاحتمالات التي ستتخذها المعارضة في اجتماعها الموسع الاثنين المقبل ستكون مفتوحة وضمن الأطر القانونية والدستورية، وبالتالي فإنها تعمل على خارطة طريق لم تستكمل عناصرها بعد.ولفتت هذه المصادر الى ان اطلالة الامين العام لحزب الله اليوم او غدا، للحديث عن التطورات الاخيرة، قد تكشف جانبا من الخيارات التي ستعتمدها المعارضة في المرحلة المقبل، سواء على صعيد الحكومة الجديدة، او على صعيد القرار الاتهامي الذي تعتبره المعارضة انه قد صدر وتتعامل معه على هذا الاساس.واوضحت مصادر قيادية في حزب الله ان خيارات الحزب مفتوحة على كل الاحتمالات سواء لجهة التعاطي مع الوضع الحكومي واختيار رئيس حكومة جديد او على الصعيد الميداني، مشيرة الى ان الخطوة المقبلة من استقالة الحكومة سترتبط بما ستقدم عليه قوى 14 آذار وكيفية تعاطيها مع الاوضاع بعد الاستقالة، لكن ليس هناك عودة الى الوراء، وان ما تم الاتفاق عليه بين بين السعودية وسوريا كان الحد الأدنى المقبول، أما اليوم فإن الإتصالات وأي اتفاق سيأخذ بالإعتبار فشل المساعي السورية - السعودية، ولن يتم القبول بتشكيل حكومة جديدة شبيهة بالحكومة الحالية. أما على الصعيد الميداني، فأشارت المصادر إلى أن الحزب جاهز لكل الإحتمالات، وان كان حريصاً على الإستقرار الأمني، ولا يريد اللجوء إلى أي تطور سلبي، لكنه سينتظر كيفية تطور الأمور الميدانية من قبل الفريق الآخر، وهو لديه خطة عمل تتضمن خياراً لكل تطور، والحزب على جهوزية كاملة سواء لجهة الوضع الداخلي أو أي تطور خارجي، وخصوصاً من قبل العدو الصيهوني، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، في اجتماعات داخلية لحزبه، ان اسرائيل على اهبة الاستعداد لأي طارئ، وتواصل مراقبة التطورات في لبنان.غير أن معلومات ذكرت ان اسرائيل بعثت برسالة الى لبنان عبر الولايات المتحدة تبلغه فيها انها لن تتدخل في شؤونه الداخلية طالما لم يقترب أي طرف منها.
- 'السفير':
جنان جمعاوي
أبرامز: إذا أذعن الحريري فسينتهي كزعيم سني!.. صحف أميركية.. تستبعد عودة لبنان إلى الهاوية
هل ينزلق لبنان إلى الحرب، آخذاً معه المنطقة برمتها؟ سؤال شغل المحللين الغربيين، فور إعلان قوى المعارضة، التي اختُزلت في الصحافة الغربية بـ&laqascii117o;حزب الله" فقط، استقالتها من الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري. كثيرون استبعدوا وقوع حرب أو نزاع، ومنهم من كانوا أكثر تشاؤماً، ومنهم من لم يعطوا استقرار لبنان أهمية خاصة أن &laqascii117o;شرف" لبنان على المحك! ورأت مجلة &laqascii117o;فورين بوليسي"، أن &laqascii117o;لبنان يعود مجدداً إلى الهاوية". وقال الكاتب ديفيد كينير إن المعارضة ستحاول طرح بدائل عن سعد الحريري رئيساً للوزراء، لكن أي &laqascii117o;رئيس آخر للوزراء سيكون مدفوعاً لكي يساعد حزب الله على تقويض مصداقية المحكمة الدولية". وشدّد كينير على أن قلة من المحللين يتوقعون أن ينزلق لبنان إلى العنف، معتبراً أن &laqascii117o;السيناريو الأكثر ترجيحاً هو شلل حكومي طويل الأمد، تتخلله تظاهرات من كلا الجانبين لإظهار الدعم الشعبي لكليهما"، أي بعبارة أخرى &laqascii117o;عودة إلى الوضع الذي كان عليه لبنان في 2006". من جهته، وفي تعليق نشره في موقع &laqascii117o;مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي، قال أليوت أبرامز، المسؤول الأميركي السابق وأحد رموز &laqascii117o;المحافظين الجدد" في ادارة جورج بوش، المعروف بتأييده لإسرائيل أنه &laqascii117o;إذا أذعن الحريري (الابن) لمطالب حزب الله، فإنه سينتهي كزعيــم وطني وكزعيم سني، لكونه سيكون قد اتمّ تسوية على حسابه وحساب عائلته وشرف لبنان". ولم يكتفِ ابرامز بذلك، بل دعا واشنطن إلى &laqascii117o;إعادة تأكيد نفوذها في المنطــقة لتقليص نفوذ إيران وحزب الله"، داعياً &laqascii117o;قوى الغالبية إلى إظهار إرادتها لمنع حزب الله من بسط سيطرته على كامل أنحاء البلاد". أما صحيفة &laqascii117o;واشنطن تايمز" الاميركية المقربة من &laqascii117o;المحافظين الجدد" فنقلت عن الباحث في مؤسسة &laqascii117o;بروكينغز" بروس ريدل توقعه أن نشهد بعد استقالة المعارضة &laqascii117o;خطوات ربما تقود إلى الحرب في الشرق الأوسط"، مذكّراً بأن &laqascii117o;سوريا وإيران وحدهما القادرتان على منع حزب الله من الاستيلاء على لبنان". وبعدما أشارت إلى أن واشنطن دعمت &laqascii117o;علناً" المحكمة الدولية، نقلت &laqascii117o;واشنطن تايمز" عن الباحث في &laqascii117o;مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" آرام نيرغيزيان أن &laqascii117o;البعض في الإدارة يتساءلون عن الوجهة التي ينحو إليها لبنان، وعما سيعنيه ذلك بالنسبة لاستقرار المنطقة والمصالح الأميركية، أو أسوأ من ذلك إذا انزلق لبنان إلى أزمة تنتهي بنزاع أهلي، إذا لم نقل حرباً أهلية". ولفت إلى انه &laqascii117o;في حال اتهمت المحكمة الدولية عناصر من حزب الله، فإن المجتمع الشيعي برمّته سيعتبر الاتهام موجهاً ضده". ونقلت &laqascii117o;واشنطن تايمز" عن مراقبين قولهم إن &laqascii117o;المحققين (في ملف اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري) سيسلمون ملف التحقيق إلى المحكمة الدولية قريباً، ربما في عــطلة نهاية الأسبوع"، ناقلةً عن الباحث في &laqascii117o;معهد واشــنطن لسياسات الشرق الأدنى" جيفري وايت، الذي كان عمــيلاً استخباراتياً اميركياً، ترجيحه أن &laqascii117o;يطال القرار الظني مسؤولين سوريين". وقال وايت إنه &laqascii117o;من المستحيل أن يحصل (الحريري) على حكومة قادرة على العمل حالياً من دون حزب الله". ومع ذلك فهو أكد أن &laqascii117o;لبنان معتاد على هذا النوع من الأزمات". من جهتها، ألمحت صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن &laqascii117o;إدارة باراك أوباما، على ما يبدو، قدّرت بأن الحريري، حتى ولو انهارت حكومته، سيبقى رئيس حكومة انتقالية لفترة كافية إلى ان تصدر القرارات الاتهامية". ونقلت &laqascii117o;نيويورك تايمز" عن الخبير في &laqascii117o;مجموعة الأزمات" روبرت مالي قوله &laqascii117o;إننا في موقف حيث ندعم (الحريري). ولكنه بلا حكومة كما انه ليس واضحاً ما إذا كان يملك غالبية برلمانية". وفي تقرير آخر، رأت &laqascii117o;نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة &laqascii117o;تحاول إيجاد حل للبنان، فيما هي لا تملك ثقلاً هناك". ونقل كاتبا التقرير في &laqascii117o;نيويورك تايمز" مارك لاندلر وروبرت ورث" عن &laqascii117o;دبلوماسيين عرب وغربيين لعبوا أدواراً في المساعي السورية السعودية قولهم إنه &laqascii117o;في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كان واضحاً أن السعوديين أحبِطوا وقرروا قطع المحادثات". كما نقلا عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إن &laqascii117o;الإشارة التي تبعث على التفاؤل هي أن حزب الله استخدم الطرق الدستــورية لتقويض المحكمة"، مشيراً إلى أنه &laqascii117o;سيكون بإمكان واشنطن، أن تبحر في السياسة اللبنــانية بلا عنف، مع وــجود دول نافذة أخرى مثل تركيا". وفي مقال رأي كتبه ثناسيس كمبانيس، قالت &laqascii117o;نيويورك تايمز" إن انهيار الحكومة اللبنانية &laqascii117o;كان المرحلة الأخيرة في صعود مكانة حزب الله من جماعة مقاومة لقوة حاكمة"، وأشارت إلى أنه &laqascii117o;رغم أن حزب الله لا يزال يترأس المعارضة السياسية في بيروت، إلا أنه تمكن من بسط سيطرته على لبنان ولن يوقفه أي شيء الآن، حتى وإن كانت الحرب الأهلية، من أجل حماية موقعه". وقال كاتب المقال المعنون &laqascii117o;مهمة حزب الله الانتحارية الأخيرة"، إن &laqascii117o;الحريري لا يملك سوى الالتزام بموقفه في لعبة حزب الله، فحتى وإن تمكن من إعاقة حزب الله على المدى القصير من خلال استسلامه، إلا أنه في نهاية المطاف سيخسر سلطته إذا تخلى عن سيادة القانون. إذاً ينبغي عليه أن يصمم على تحميل قتلة والده المسؤولية، حتى وإن كلفه هذا خسارة موقعه في العملية برمتها". ورأت &laqascii117o;نيويورك تايمز" أن &laqascii117o;الأزمة المتفاقمة في لبنان تعكس الوضع في العالم العربي، حيث غالباً ما يأتي الاستقرار على حساب العدالة، فضلاً عن أنه يظهر مدى محدودية نفوذ الولايات المتحدة". واشارت &laqascii117o;نيويورك تايمز" إلى أن اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس سعد الحريري &laqascii117o;كان يهدف إلى تحقيق أمرين اثنين: اولهما التأكد من أن الحريري لن يتراجع عن رغبته في مضي المحكمة الدولية بعملها وقرارها الاتهامي، أما الثاني فكان لتوجيه رسالة واضحة إلى سوريا مفادها أن الدعم الذي تقدمه لكل من &laqascii117o;حزب الله" وحلفائه في لبنان سيدمّر بشكل كلي علاقتها، الهشة أصلاً، بالولايات المتحدة". وأكدت الصحيفة أن &laqascii117o;الإدارة الأميركية تعتبر أن الاستمرار بالقرار الاتهامي، الذي أدى، قبل صدوره، إلى انهيار الحكومة، سيكون كافياً للحصول على الاتهام الفعلي الذي سيخرج &laqascii117o;حزب الله" وسوريا من اللعبة". وعلى غرار زميلتها الأميركية، جاء تركيز صحيفة &laqascii117o;الواشنطن بوست" على لقاء اوباما والحريري، واصفة هذا الأخير بـ&laqascii117o;الحليف الأقوى لأميركا في لبنان"، حيث أوردت ان اللقاء في البيت الأبيض أتى في صدد توجيه رسالة إلى &laqascii117o;من يتخوفون من المحكمة، أن المحكمة مستمرة". واستبعدت &laqascii117o;واشنطن بوست" أن ينزلق لبنان إلى العنف، &laqascii117o;قبل صدور القرارات الاتهامية"، ناقلةً عن &laqascii117o;مسؤولين في الإدارة" قولهم إن &laqascii117o;الجهود السعودية كانت واعدة. لكن فشل المحادثات يعكس، جزئياً، قلق سوريا من عمل المحكمة". وقال مسؤول رفيع في الإدارة إن &laqascii117o;سوريا تريد الفوز بأمرين، ان تبني علاقات مع الغرب والتدخل في شؤون لبنان في آن. وهي ستسمع منا ومن الفرنسيين ومن آخرين من العرب ان ذلك غير مسموح"، مستبعداً أن يلجأ حزب الله إلى الشارع، &laqascii117o;فالمواجهة ليست في مصلحته ولا في مصلحة الإيرانيين".
- 'السفير':
تقديرات سياسية وعسكرية: &laqascii117o;ليس في مصلحة &laqascii117o;حزب الله" تحطيم الأواني في الحدود الشمالية"..إسرائيل لم تفاجأ بالأزمة السياسية في لبنان: ماذا ينتظر الحريري منا أو من أوباما؟
طغت الأزمة اللبنانية على الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية التي أوسعت، أمس، الأمر تقريرا وتحليلا. وحملت كل الصحف الإسرائيلية تقريبا مواقف منقولة عن جهات عسكرية وسياسية تبدي تقديرات بأنه ليس من المتوقع أن تنزلق الأزمة اللبنانية الداخلية إلى الحدود. ومع ذلك فإن الجيش الإسرائيلي أوحى بأنه اتخذ الإجراءات الاحترازية تحسبا لأي طارئ. وحملت &laqascii117o;يديعوت احرونوت" على صفحتها الأولى عناوين رئيسة مثل: &laqascii117o;التخوف: &laqascii117o;حزب الله" سيُسخن الجبهة"، &laqascii117o;الجنرال يادلين: &laqascii117o;حزب الله" أقوى من الجيش اللبناني". كما عنونت &laqascii117o;معاريف" صفحتها الأولى بـ&laqascii117o;خطر الحرب الأهلية في الأجواء"، &laqascii117o;لبنان على شفا الانفجار". أما &laqascii117o;هآرتس"، فاختارت عنوانا &laqascii117o;أزمة في لبنان: نصر الله يفكك حكومة الحريري". أما الصحيفة الأكثر يمينية &laqascii117o;إسرائيل اليوم" فعنونت على &laqascii117o;أزمة في لبنان"، &laqascii117o;باراك: نتابع عن كثب ما يجري في لبنان". وقد سارع المسؤولون الإسرائيليون إلى إجراء مشاورات حول الوضع المستجد في الساحة اللبنانية في أعقاب استقالة الحكومة اللبنانية. ونبعت هذه المشاورات من مخاوف غير قوية باحتمال لجوء &laqascii117o;حزب الله" إلى صرف الأنظار عن الصراع الداخلي أو حتى عن اتهامات محتملة له باغتيال رفيق الحريري، عبر تسخين الجبهة مع إسرائيل. ومع ذلك، بدا جليا أن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهدا واضحا للبقاء ظاهريا خارج صورة الأزمة. وأعلن مسؤول إسرائيلي هو على الأغلب وزير الدفاع إيهود باراك أن &laqascii117o;إسرائيل لا صلة لها البتة بالأمر، لأنه شأن لبناني داخلي وتقديرنا أنه لن ينعكس على إسرائيل. لكن إذا حدث، فسوف تعرف إسرائيل كيف تدافع عن نفسها". ونقلت الصحف الإسرائيلية عن باراك قوله في المداولات الداخلية ان &laqascii117o;إسرائيل تراقب عن كثب الأحداث في لبنا