- صحيفة 'السفير'ماهر منصور ـ دمشق
إلى جانب الصرخات الاحتجاجية الشعبية في &laqascii117o;ميدان التحرير"، تنمو صرخات احتجاجية أخرى.. وتتقاطع كلها في فضاء &laqascii117o;الصوت والصورة".
وبينما احتل &laqascii117o;الفايس بوك" مكان الشهيد البوعزيزي الذي أشعل ثورة الياسمين التونسية، وذلك من خلال إطلاق شرارة التظاهر في مصر، كان الانتصار للتكنولوجيا الحديثة يؤسس في &laqascii117o;ميدان التحرير" لصرخات موازية. لعل أبرزها صرخة أن لا حدود للإعلام بعد اليوم. فإذا كان النظام المصري قد منع عدداً من مراسلي الفضائيات من نقل الوقائع، وجاءت &laqascii117o;البلطجية" لتكسر ما لم تستطع قرارات المنع كسره، فإن التكنولوجيا الحديثة عادت لتتقدم مجدداً وتقدم البديل، حين دخل الهواة والناشطون على الخط، وقامت كاميرات هواتفهم المحمولة بمهمة تعويض غياب أو تغييب عدد من الوسائل الإعلامية العربية، عن نقل المجريات الميدانية.
والمثير أن تلك الكاميرات شكلت عماد التغطية الإخبارية لأحداث ثورة &laqascii117o;ميدان التحرير"، بل وصاحبة السبق الإعلامي في نقل تلك الأحداث. الأمر الذي استفادت منه الفضائيات العربية، فوجدت فيه &laqascii117o;الجزيرة" تعويضاً عن تغييبها الميداني، بعد إغلاق مكتبها في القاهرة، ومنع مراسليها من العمل، فخصصت بريداً الكترونياً لاستقبال ما يلتقطه هؤلاء الناشطون. ثم دخلت &laqascii117o;العربية" دائرة استثمار تلك الرسائل الإخبارية، فخصصت لاستقبالها موقعاً الكترونياً تحت إسم &laqascii117o;أنا أرى".
وإلى جانب الفضائيات، وربما لمنافستها، أبدى عدد من مواقع الشبكة العنكوبتية المرونة ذاتها في نقل الأخبار، ولا سيما &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;الفايس بوك" و&laqascii117o;اليوتيوب"، بالإضافة إلى المدونات الشخصية.
وكما وحد &laqascii117o;ميدان التحرير" أصوات المصريين، وحد معها، ربما، البث الفضائي. فانقلب السحر على الساحر، حين حجبت إدارة القمر الصناعي &laqascii117o;نايل سات" بث قناتي &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;الجزيرة مباشر". إذ اندفع عدد من القنوات الفضائية، (رغم تهديد &laqascii117o;النايلسات")، إلى تبني بث القناة القطرية بشكل متفاوت، مثل قنوات &laqascii117o;الجديد"، و&laqascii117o;المستقلة"، و&laqascii117o;السهيل"، و&laqascii117o;عدن"، و&laqascii117o;حضرموت"، و&laqascii117o;الحوار"، وعدد من المحطات الفلسطينية.
أما قطع الاتصالات الهاتفية، فعوضته &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;غوغل"، عبر مساعدة المصريين في الاتصال بالانترنت، وفق ما تناقله عدد من وكالات الأنباء.
ومع حسم مصير الاحتجاجات، مهما كانت نتائجها، سيسجل التاريخ &laqascii117o;لميدان التحرير"، إلى جانب مأثرة ثورة الشباب فيه، انتصاره لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وستتحدث كليات الإعلام عن بند جديد في ميثاق العمل الإعلامي في زمن الأزمات، تدعمه بما فعلته عدد من الفضائيات عندما تبنت بث &laqascii117o;الجزيرة". بينما سيكون على طاولة البحث مسألة تحكم دولة واحدة بمصير بث عدد كبير من القنوات الفضائية، كما فعلت إدارة القمر &laqascii117o;نايلسات"، حجباً وتهديداً.