افتتاحيات الصحف اللبنانية والمقالات الرئيسة لهذا اليوم 17/11/2007
صحيفة اللواء:
اللواء قالت : سادت أجواء تفاؤل بامكان العبور بالاستحقاق الرئاسي الى نهاياته السعيدة، مع تأكيد مختلف الأوساط الدبلوماسية والسياسية، ان البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وضع اللائحة السداسية، وفقاً لما كانت اشارت اليه اللواء' (في عدديها في اليومين الماضيين)، وتسلمتها باريس وكل من الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، حسب ما أعلنه القائم بأعمال السفارة الفرنسية في بيروت اندريه باران·
ولئن كان خروج اللائحة من بكركي افسح في المجال لبدء البحث الجدي بالتوافق على الرئيس العتيد، فان اجواء التفاؤل ظلت خاضعة لهبة ساخنة من هنا وهبة باردة من هناك، وانتظار اللقاء المرتقب بين الرئيس بري والنائب الحريري لجوجلة المواقف من الأسماء، في ضوء تطور سياسي تمثل بتجديد النائب وليد جنبلاط التفويض لزعيم الأغلبية في البرلمان سعد الحريري، واجراء اتصال هو الأول منذ فترة طويلة، ابلغه خلاله ان 'الوحدة الوطنية والحوار فوق اي اعتبار'·
وسط هذه الأجواء، غادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيروت، بعدما ابلغ جميع الذين التقاهم من شخصيات رسمية وقيادات من الموالاة والمعارضة، ان المجتمع الدولي متمسك باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفق الدستور، وان على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤوليات بعدم دفع بلدهم نحو حافة الهاوية· وهو أجرى مساء امس اتصالاً من مدينة فالنسيا الاسبانية بالنائب الحريري ووضعه في نتائج مشاوراته في لبنان· والاتصالات الدولية الجارية لضمان اجراء الانتخابات الرئاسية، وتم الاتفاق على ابقاء الاتصالات مفتوحة بينهما لحين اتمام اجراء هذه الانتخابات·
وأعلن الحريري في حديث الى وكالة 'فرانس برس' بأن اختراقاً قد يحصل نحو التوافق على الانتخابات الرئاسية في أية لحظة· وقال 'أنا متفائل بأننا سنتمكن من التوصل الى اتفاق يخرج البلاد من الأزمة'·
واضاف: 'آمل بأننا عندما سنحصل على لائحة اسماء المرشحين (التي وضعها صفير) سيعقد اجتماع بيني وبين الرئيس بري للبحث في هذه الأسماء والتوصل الى توافق'· واعتبر الحريري ان التهجم على المبادرة الفرنسية مصدره واحد هو سوريا وأدواتها في لبنان'·
وأبدى اعتقاده بأن المجلس النيابي سيتوصل الى عملية اقتراع توافقية·
اللائحة
وكان القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران الذي زار امس الرئيس بري والبطريرك صفير، بأن البطريرك الماروني ارسل لائحة بأسماءالمرشحين الى كل من بري والحريري، وان الأمر يعود اليهما لأن يلتقيا ويسعيا للتوصل الى اتفاق على اسم بناء على اللائحة·
ولم يكشف الدبلوماسي الفرنسي الأسماءالواردة في اللائحة، لكن مصادر مطلعة اوضحت انها تضم الى المرشحين المعلنين الثلاثة: ميشال عون وبطرس حرب ونسيب لحود، كلاً من الوزير السابق ميشال اده وميشال الخوري والنائب روبير غانم· وأكدت اوساط الرئيس بري ليلاً انها تسلمت لائحة البطريرك صفير بأسماءالمرشحين للرئاسة لكن رئيس المجلس تكتم امام زواره على الأسماء التي تتضمنها اللائحة مكتفياً بالقول: 'ان شاءالله خيراً'·
وأكدت الأوساط ان المناخات تميل اكثر الى التفاؤل، مرجحة حصول لقاء بين الرئيس بري والنائب الحريري في أي لحظة· من جهتها، اوضحت مصادر مطلعة ان الرئيس بري والنائب الحريري سيعود كل منهما الى حلفائه للبحث في مضمون لائحة بكركي، قبل ان يلتقيا ويتفقا على اسم مرشح او اسمين قبل جلسة الانتخاب المقررة يوم الاربعاء المقبل·
ورأت هذه المصادر ان الأمور تسير في الاتجاه الايجابي، وان مناخ التوافق يتقدم على المناخ الخلافي·
وأكدت ان الضمانات التي طلبها البطريرك صفير اكدها كل من الرئيس بري والنائب الحريري في بيان صدر في آخر اجتماعاتهما الثنائية عندما اعلنا التزامهما كل ما يصدر من اسماء عن بكركي·
وقبل تسلمه اللائحة الاسمية، بارك الرئيس بري تدخل البطريرك صفير في الموضوع الرئاسي، معتبرا ان المبادرة الفرنسية تضع اسلوبا او خارطة طريق لوضع يد صفير على الموضوع، واوضح ، في مقابلة مع اذاعة 'مونتي كارلو' بثت امس الاول انه ينتظر ان تصل اليه لائحة من بكركي باسماء مرشحين، مشيرا الى ان صفير طلب ضمانة لان لا يحصل معه ما حصل في العام 1988·
واستغرب عودة النائب الحريري للكلام عن نصاب النصف زائدا واحدا شرط التوافق معه، معتبرا بأن هذه الفكرة هي ضد الدستور وتؤدي الى تدمير لبنان، لكنه استدرك بأنه 'لا يقف عند هذا الكلام'، وشدد على انه غير مستعد ان يتجاوز موضوع التشاور بخصوص الانتخابات، مؤكدا ان ذلك لا ينتقص من دور المجلس والديمقراطية·
وشدد الرئيس بري على ان السوريين يدعمون المبادرة الفرنسية وانهم يريدون رئيسا توافقيا في لبنان واكد ان موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان هو بداية المفتاح لحل الازمة في لبنان·
الكتل النيابية
ويفترض ابتداء من الاثنين ان تبدأ الكتل النيابية بعقد اجتماعات لتحديد خياراتها من جلسة الاربعاء في ضوء اللقاءات التي يفترض ان يكون الرئيس بري والنائب الحريري قد عقداها، خلال عطلة نهاية الاسبوع للتفاهم على اسم المرشح العتيد·
وعلمت 'اللواء' ان كتلة بري قد دعيت الى الاجتماع يوم الثلاثاء المقبل·
وفي هذا السياق، برز تطور لافت، في موقف عضو تكتل 'الاصلاح والتغيير' النائب ميشال المر الذي اعلن ان سبعة نواب على الاقل في التكتل الذي يرأسه العماد ميشال عون يدعمون انتخاب مرشح توافقي يتم اختياره وفق آلية المبادرة الفرنسية، علما ان عون كان قد اعلن امس الاول انه 'لن يقبل بتأمين النصاب ولو توافر الثلثان، لانه يرفض تغطية رئيس غير مغطى من كل الفئات اللبنانية'، معتبرا ان المبادرة الفرنسية 'أتت خارج اطار الاشكال الدستورية'·
وأكد المر انه سيشارك في جلسة الانتخاب في حال تم التوافق بين الجميع على اسم توافقي من ضمن الاسماء التي يتداول بها، واعبتر انه 'لا يجوز ان يتولى مجلس الوزراء ايا كان صلاحية رئيس الجمهورية وهذا الموقف يفرض علينا الاسهام والعمل ليتم الانتخاب'·
ونفى وجود خلاف مع العماد عون مشيرا الى ان الاخير يتفهم موقفه كحليف، وانه معه في ترشحه، لكنه ليس مع الفراغ، داعيا عون الى التفكير مليا 'بالمصير القائم'·
وجاءت مواقف المر بعد جولة استثنائية شملت الرئيس بري والنائب الحريري والبطريرك الماروني·
وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ'اللواء' ان عددا من نواب التكتل يملكون المقاربة نفسها التي قدمها المر، وهم ابلغوا الى المعنيين انهم سيشاركون في اي جلسة انتخابية ذات طابع توافقي، بصرف النظر عن هوية المرشحين·
ولفتت الى ان من بين هؤلاء النواب نعمة الله ابي نصر والياس سكاف واعضاء في 'الكتلة الشعبية'·
ولفتت الى ان اجتماع تكتل 'الاصلاح والتغيير' الخميس الماضي شهد نقاشات حادة في هذا الشأن، حيث تولى الافرقاء شرح مواقفهم المتمايزة والمتباينة·
لكن النائب السابق سليمان فرنجية نسف في مقابلة مع 'المنار' مساء أمس لائحة بكركي، واعتبر أن حاكم مصرف لبنان السابق ميشال الخوري هو موظف لدى قوى 14 آذار، وأن النائب روبير غانم ما زال في 14 آذار رغم خروجه منذ ثلاثة أشهر، وأن حرب ولحود غير مقبولين·
وأكد تمسكه بعون برغم إعلانه أنه لا ينتخب، ووضع مواصفات للرئيس المقبول من المعارضة كالالتزام بعدم المس بسلاح المقاومة، وأن يكون مجرباً مخضرماً وسياسياً وليس تقنياً، ولا يكون عدواً لسوريا·
وكشف بأن هناك تنسيقاً مستمراً مع الرئيس إميل لحود لدراسة الخيارات في حال أقدمت الأكثرية بانتخاب بالنصف زائداً واحداً، مشيراً الى فريق من 'الحكماء' لدى الأكثرية ينصح بعدم الذهاب الى هذا الخيار·
ولفت الى أن الصورة ستنقشع خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، مشيراً الى اتصالات تجري بين قيادات المعارضة للاتفاق على الخطوات المقبلة، وأن 'حزب الله' و'أمل' لن يقدما على خطوة على صعيد جلسة الانتخاب دون الاتفاق مع العماد عون·
بان كي مون
من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المحادثات التي أجراها مع القادة والمسؤولين في زيارته التي استمرت يومين بالإيجابية وأنه شدد على ضرورة أن يجتمع البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعلى أنه لا بد أن تحصل الانتخابات في وقتها وبموجب الدستور ومن دون أي تدخل أجنبي ومع احترام القرارات الدولية التي أصدرها لذلك، ولا بد أن يقوم الزعماء اللبنانيون بدعم الشعب اللبناني بتحمّل مسؤولياتهم لعدم الوصول الى الهاوية وإيجاد حل يحظى بأوسع دعم، وهذا يجب أن يحصل عبر الوسائل الديمقراطية·
وشدد بان في مؤتمر صحفي في مطار بيروت قبل مغادرته على أنه 'يجب أن يختار اللبنانيون كافة رئيس الجمهورية الجديد بموجب الدستور وحسب الشرعية الدولية، وبعد الانتخاب لا بد من تعيين رئيس الحكومة وإنشاء حكومة بموجب الدستور ومن دون أي تدخل أجنبي'، مشيراً الى أن عدم حصول الانتخابات قد يؤدي الى ظروف خطيرة وغير معروفة، أما الانتخابات ستفتح مجالات استقلال وازدهار وديمقراطية·
وأوضح أن 'اليونيفل' ستبقى في لبنان طالما أن وجودها ضروري ومهمتها حفظ السلام والأمن في لبنان· وكان بان قد التقى في اليوم الثاني لزيارته البطريرك صفير في بكركي، فيما التقى في مقر إقامته في فندق 'موفنبيك' وفداً من نواب الأكثرية، والرئيس أمين الجميّل، ورئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ووفداً من 'حزب الله' برئاسة الوزير المستقيل محمد فنيش، والنائب السابق سليمان فرنجية، واتصل بالنائب عون الذي تعذر عليه الحضور لاعتبارات أمنية·
والتقى بان أيضاً وفداً من 'اللقاءالديمقراطي' برئاسة النائب جنبلاط الذي أعلن أنه أبلغه تفويض النائب الحريري في ما يتعلق بالوصول مع الرئيس بري لانتخاب رئيس للجمهورية وفق إرادة التوافق التي يصرّ عليها البطريرك صفير والمجتمع الدولي الذين كلّفوا فرنسا بالترجمة العملية من أجل الوفاق اللبناني والتوافق من أجل الاستحقاق الدستوري·
صحيفة الأخبار:
الاخبار قالت :
بدأ أمس العد العكسي لبتّ مصير الاستحقاق الرئاسي. فقد تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة &laqascii117o;المستقبلالنائب سعد الحريري &laqascii117o;لائحة المرشّحين التي أعدّها البطريرك الماروني نصر الله صفير بناءً على رغبة فرنسا.
وهكذا يكون البطريرك قد رفع المسؤولية عن بكركي، تاركاً للموالاة والمعارضة تحمّل المسؤولية عن الاستحقاق ترشيحاً واقتراعاً. وقد باشر بري والحريري التشاور في الأسماء مع حلفائهما، وذلك استعداداً للقاءات التي ستعقد بينهما في أي وقت بدءاً من اليوم.
وعلمت &laqascii117o;الأخبارأنّ لائحة البطريرك صفير التي سلّمها القائم بالأعمال الفرنسي أندريه باران إلى رئيس المجلس نبيه بري أمس تتضمّن 12 مرشحاً لرئاسة الجمهورية، مقسّمين إلى أربع فئات:الفئة الأولى سياسية تضم: ميشال عون، بطرس حرب، نسيب لحود.
الفئة الثانية (توافقية) تضم: فارس بويز، روبير غانم، ميشال إده، ميشال خوري، بيار دكاش.
الفئة الثالثة (اقتصادية) تضم: رياض سلامة، جوزف طربيه، دميانوس قطار.
الفئة الرابعة (أمنية عسكرية) تضم: قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
ولكن الأجواء التي رافقت الإعلان عن تسلم اللائحة لم توح أن التوافق متيسّر. فقد شنّ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هجوماً على الحريري، معتبراً أنّه &laqascii117o;لجأ الى المواجهة مع حزب الله بعدما فشل في تسويق المطالب الأميركية خلال التفاهم مع الحزب. وأكد أن الحريري &laqascii117o;يكون واهماً إذا حلم بالفصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ووجد في هجوم الموالاة على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله &laqascii117o;تألّماً من انكشاف مخططهم لكنّه أكد موافقة الحزب في الاستحقاق الرئاسي على ما تجمع عليه القيادات المسيحية برعاية صفير.
كذلك عقد النائب ميشال عون عدة اجتماعات أمس وأول من أمس ضمّت الهيئة التنفيذية للتيار وبعض الكوادر، وتحدث خلالها عون عن الوضع العام للحكومة وعن سبل مواجهة &laqascii117o;أيام محتملة من الاضطراب، كما تحدث عن وضع الحكومة الحالية بصفتها &laqascii117o;حكومة غير شرعية، وعن &laqascii117o;إمكان عدم حصول انتخابات، وهو الاحتمال الأكبر وربما الأوحد حالياً. وقالت مصادر المشاركين في الاجتماع إن الرئيس نبيه بري &laqascii117o;لن يعقد اتفاقات من خارج قوى المعارضة
وفي المقابل، كان لافتاً الهدوء الذي هبط فجأة على بعض أركان 14 آذار، بعد الهجوم الذي شنّوه على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. فقد اتصل النائب وليد جنبلاط ببرّي وأكّد له أنّ &laqascii117o;الوحدة الوطنية والحوار هما فوق كل اعتبار
، فيما صرّح قائد &laqascii117o;القوات اللبنانية
سمير جعجع بعد زيارة مفاجئة للرئيس فؤاد السنيورة: &laqascii117o;سنكمل في عملية التوافق الحالية حتى النهاية، وإذا كانت هناك عمليات توافق أخرى فسنجربها أيضاً، إذا تم ذلك يكون تم ذلك، وإذا لم يتم فليس لدينا أي حل إلا الذهاب الى انتخابات وسنذهب الى الانتخابات
.
هذا الهدوء &laqascii117o;الأكثري عكّره نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الذي أبدى استعداده للدعوة الى جلسة انتخابات رئاسية في 23 من الجاري &laqascii117o;إذا اقتضى الأمر، وقال: &laqascii117o;ستستغربون عدد النواب الذين سيلتحقون بالأكثرية إذا وصلت الأمور الى مرحلة الانتخاب بنصاب النصف زائداً واحداً. وكشف أن الموالاة &laqascii117o;قد ترضى بانتخاب رئيس من غير مرشحيها المعلنين إذا كان يمثل طموحات اللبنانيين بالسيادة والاستقلال، مستبعداً في الوقت عينه التوافق على عون &laqascii117o;لأنه طرف.
إلى ذلك، أدلى النائب ميشال المر بموقف لافت، إذ أعلن أنه وسبعة نواب على الاقل من &laqascii117o;تكتّل الاصلاح والتغييرالذي ينتمي إليه يدعمون انتخاب &laqascii117o;مرشح توافقي يتم اختياره وفق المبادرة الفرنسية، وقال &laqascii117o;أبلغت البطريرك استعدادي للتوجه الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إذا تم التوافق على مرشح. وأضاف &laqascii117o;هذا الموقف أعلنته الخميس في اجتماع الكتلة (كتلة التغيير والإصلاح) وأعلن ستة أو سبعة أعضاء على الاقل مواقف مماثلة.
وقال: &laqascii117o;نحن وعون لا نفترق إذا كان مرشّحاً. لكننا لسنا مع الفراغ إذا كان هو مع الفراغ.
وكان بعض زوار الرئيس إميل لحود قد نقلوا عن أوساطه القول إن الرئيس ربما يوافق على تعيين حكومة إنقاذية إذا انتهت المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، عبر إصدار مرسوم بتأليف حكومة تملأ الفراغ الحكومي للحكومة التي يعتبرها الرئيس غير دستورية، وبحكم غير الموجودة.
بان كي مون
في هذه الأثناء، اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارته للبنان، وغادر بيروت محذّراً من عدم حصول انتخابات رئاسية، معتبراً أنّ ذلك &laqascii117o;قد يؤدي الى ظروف خطيرة وغير معروفة. وطالب المسؤولين اللبنانيين بتحمّل مسؤولياتهم، وإلا فـ&laqascii117o;الاقتراب من حافة الهاوية.
ونقلت مصادر كتائبية عن بان كي مون تهديده خلال أحد لقاءاته بأنّه إذا لم يتم انتخاب رئيس للبلاد في المهلة المحددة، فإن الأمم المتحدة تتجه إلى إصدار قرارات جديدة، تحت البند السادس، وأن &laqascii117o;الأمم المتحدة لا يسعها سوى التدخل في الانتخابات الرئاسية، وخصوصاً أن لها عدداً من القرارات الدولية في شأن الوضع اللبناني، وربما فهمت خطأ أن بعض المرشحين اللبنانيين أعلنوا عدم التزامهم بقرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 1559 .
إجراءات أمنية استباقية
ونتيجة الأوضاع المتوتّرة في البلاد، وبموازاة الإجراءات الأمنية الاستباقية التي سيتّخذها الجيش اللبناني ابتداءً من الاثنين المقبل، والتي نشرت &laqascii117o;الأخبار
تفاصيلها في عددها الصادر أمس، أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أمس مذكرة فورية موجهة إلى جميع قطعات المديرية، رفع فيها نسبة الجهوزية في مختلف الوحدات العملانية إلى 9.% على الأقل اعتباراً من صباح الاثنين المقبل. وأمر ريفي في مذكرته بتشكيل &laqascii117o;مجموعات أمنية ثابتة ومتحركة للتدخل، تعمل مع وحدات من قوى الجيش اللبناني، واتخاذ التدابير المناسبة لمنع أعمال الإخلال بالأمن والسلم في البلاد .
وشددت الأوامر على &laqascii117o;اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع قطع الطرقات، وخاصة الرئيسية منها، وعلى تشديد الحراسة على مراكز وثكنات الأمن الداخلي.
وطلب ريفي تعزيز الحراسة على المؤسسات والوزارات والإدارات الرسمية على جميع الأراضي اللبنانية، مع مراعاة الأهمية لمباني الوزارات ومصرف لبنان (في بيروت وفروع المناطق) وقصور العدل ومباني المحافظات إضافة إلى مبنى TVA في منطقة العدلية ومبنيي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على طريق المطار والحازمية ومقر مشيخة عقل الطائفة الدرزية في فردان.
وطالبت المذكرة فرع المعلومات والشرطة القضائية وجهاز أمن السفارات ووحدة الدرك بإطلاق &laqascii117o;العدد الممكن من الدوريات بهدف القيام بمهام الاستعلام والتقصي، والافادة بصورة فورية عن المعلومات المتوافرة لاستثمارها من قبل القطعات المعنية
وتطلب المذكرة من وحدة شرطة بيروت تشكيل 3. فصيلة تدخل في الحد الأدنى عديد كل منها 2. عنصراً بإمرة ضابط.
أما وحدة الدرك الاقليمية، فستشكل فصائل عديد كل منها 2. عنصراً بإمرة ضابط، وفق الآتي:
26 فصيلة تدخل حداً أدنى في منطقة البقاع.
36 فصيلة تدخل حداً أدنى في جبل لبنان.
28 فصيلة تدخل حداً أدنى في الجنوب.
29 فصيلة تدخل حداً أدنى في الشمال.
أما وحدة جهاز أمن السفارات، فستشدد الحراسة إلى حدها الأقصى على الإدارات والمؤسسات الرسمية والسفارات الأجنبية.
وستكون مهمة الوحدة السيارة تشكيل مجموعات ثابتة ومتحركة وتوزيعها على المناطق، وخاصة في محافظتي بيروت وجبل لبنان، على أن يكون عديد المجموعة سرية وما فوق لاستخدامها في مهمات التدخل في مختلف المناطق اللبنانية، ووفقاً لتوزيع المؤسسات والوزارات المعنية ضمن مدينة بيروت وفي بقية المناطق.
وشدد ريفي في مذكرته على &laqascii117o;التنسيق بين قادة الوحدات المعنية ومع وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عملانياً في مختلف المناطق اللبنانية وعلى جميع المستويات .
صحيفة الشرق:
الشرق قالت :
قبل خمسة أيام من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، برز تطوّر مهم أوحى الى حد ما بتقدّم كبير، فقد أعلن ان الرئيس نبيه بري ورئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري قد تسلما لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة، وهذا ما أكده القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران الذي زار الصرح البطريركي والتقى البطريرك صفير وقال بعد اللقاء 'اؤكد لكم ان البطريرك ارسل لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة' وأضاف 'الامر يعود الى الرئيس بري والنائب الحريري ان يلتقيا للتوصل الى اتفاق على اسم بناءً على اللائحة التي ارسلها البطريرك'.
هذا التطوّر ترافق مع إعلان النائب الحريري بأن اختراقاً قد يحصل نحو التوافق. وأعرب عن تفاؤله من التوصّل الى اتفاق يخرج البلاد من الأزمة.
أضاف الحريري في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية 'عندما نحصل على لائحة أسماء المرشحين سيعقد اجتماع بيني وبين الرئيس بري للبحث في هذه الأسماء والتوصل الى توافق'. معتبراً ان الأهم هو انتخاب رئيس لبناني يؤمن بسيادة وحرية البلاد والمحكمة الدولية وبالقانون.
واليوم برز الاتصال الهاتفي الذي الذي أجراه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط برئيس مجلس النواب وتداول معه التطورات وأكد له ان الوحدة الوطنية والحوار هما فوق كل اعتبار.
كما برز إعلان النائب ميشال المر أنه سيشارك في جلسة الانتخاب كاشفاً ان هذا أيضاً رأي ثمانية من زملائه في تكتل الاصلاح والتغيير.
وكان الرئيس نبيه بري قد قال في حوار مع إذاعة مونت كارلو الدولية 'نعم أنا متفائل، ولا أتصوّر ان اللبناني صاحب الامبراطورية في العالم يصل به الغباء الى تدمير بلده'.
وأضاف 'بعد استلامنا لائحة البطريرك نتفق أنا والحريري على اسم توافقي أو أكثر ثم ننزل الى المجلس النيابي صفاً واحداً وليس كما يُقال ان تأخذ اللائحة على طريقة خذها أو أتركها'.
وقال 'ان أجواء السوريين ايجابية وما علمته وسمعته حتى من الفرنسيين والوفود الأخرى انهم يدعمون المبادرة الفرنسية ويريدون رئيساً توافقياً في لبنان'.
وقال مصدر سياسي مواكب لحركة المشاورات الرئاسية هذه في أكثر من موقع انه من الواضح ان التشنج القائم على مستوى المواقف بين قيادات الغالبية والمعارضة يشكل في جانب اساسي منه انعكاساً لحركية الصراع والتفاوض القائم على مستوى المنطقة، حيث لم تدخل الولايات المتحدة بعد في مفاوضات مباشرة وجدية مع دمشق وهي لا تزال على تكليفها الفرنسيين القيام بهذا الدور وحيث يسعى الفرنسيون الى تأمين النجاح لمسعاهم اقتناعاً منهم بأن حصول الفراغ على الساحة قد يصبح صعب المعالجة في ظل خريطة التعاطي الدولي - الإقليمي المرسومة راهناً.
إلا ان هناك نافذة ارتياح تواكب كل هذا الجو المتشنج وعلى رغم الاختراق الامني الفلسطيني - الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، حيث كشف المصدر تأكيدات تبلغها جميع الافرقاء اللبنانيين بلا استثناء بأن الامن تحت السيطرة ومن غير المسموح لأي طرف كان على الساحة اللبنانية بخربطة الوضع الامني.
ووضع المصدر نفسه ما هو حاصل من مواقف حامية لا يخرج عن اطار تحصين المواقع والمواقف حيال موضوع الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً وان ما تبقى من أيام اربعة فاصلة عن موعد الجلسة يشهد المخاض الأخير اذا جاز القول لإنجاز هذا الاستحقاق خصوصاً وان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير سيعود عشية الجلسة المقررة في الواحد والعشرين من الجاري حيث يفترض ان يكون حاملاً اللائحة النهائية التي تضم اسماً أو اسمين على الأكثر لتسويقها مع القيادات المعنية ليلة جلسة الانتخابات.
لائحة شفوية بالاسماء
وكشف مصدر ديبلوماسي عربي في العاصمة الفرنسية ان البطريرك صفير قسّم أمامه فئات المرشحين الى اربع:
- الاولى سياسية وتضم ثلاثة أسماء.
- الثانية توافقية وتضم أربعة أسماء.
- الثالثة اقتصادية وتضم ثلاثة أسماء.
- الرابعة أمنية وتضم أسماً واحداً.
الى ذلك، أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون اثر سلسلة اللقاءات التي إجراها، ان عدم حصول انتخابات رئاسية قد يؤدي الى ظروف خطيرة وغير معروفة، مؤكداً ان رئيساً ينتخب بموجب الدستور والشرعية الدولية سيحظى بدعم دولي كبير.
وقال بان كي-مون في مطار بيروت قبل مغادرته لبنان، ان عدم حصول انتخابات سيؤدي الى ظروف خطرة وغير معروفة وأما الانتخابات فستفتح مجالات استقلال وازدهار وديموقراطية بالنسبة الى البلد.
وطالب المسؤولين اللبنانيين بتحمّل مسؤولياتهم محذراً في حال عدم تحمّل المسؤوليات من الاقتراب من حافة الهاوية.
وأضاف 'نحترم أي مرشح أو أي رئيس ينتخب بموجب الدستور وبحسب الشرعية الدولية، مشيراً الى ان مثل هذا الرئيس سيحظى بدعم دولي كبير'.
وقال 'إن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين كانت ايجابية'. وأضاف 'شددت خلال محادثاتي على ضرورة ان يجتمع البرلمان لانتخاب رئيس جديد ولا بد ان تحصل الانتخابات في وقتها بموجب الدستور ومن دون اي تدخل اجنبي ومع احترام القرارات الدولية'.
الشرق قالت : كما شدد على وجوب ان يتمكن القادة اللبنانيون من 'ايجاد حل يحظى بأوسع دعم عبر الوسائل الديموقراطية'.
وقال ان 'من ينتخب رئيساً لا بد ان يتحمّل مسؤولياته وان يواجه التحديات'، معتبراً ان هذه 'التحديات قد تكون خطيرة وتتطلب شجاعة ومهارة'.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون قد واصل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في اطار سعيه الى ايجاد حل لأزمة انتخابات الرئاسة، والتقى صباحاً البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير. كما التقى عدداً من نواب الأكثرية في فندق الموفنبك حيث استقبل صولانج الجميّل، محمد قباني، فيصل الصايغ، سرج طورسركيسيان وهنري حلو. كما التقى وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط يرافقه وزير الاتصالات مروان حماده ووزير الاعلام غازي العريضي، بعد اللقاء قال جنبلاط: أبلغنا الامين العام اننا فوّضنا الشيخ سعد الحريري في ما يتعلق بالوصول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ترجمة العملية وفق الاصول الدستورية في المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية وفق ارادة التوافق.
كما التقى الامين العام الرئيس امين الجميّل في الموفنبك ثم سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية، وقام بان كي-مون بالاتصال هاتفياً بالعماد ميشال عون، كما اجتمع مع وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش، والتقى بعد ذلك قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
صحيفة الديار:
الديار قالت:
ترك اعلان القائم بالاعمال الفرنسي اندريه ياران من بكركي بانه استأذن البطريرك بالكشف عن لائحة قدمها سيد الصرح للرئيس بري والنائب الحريري تفاؤلا حذرا لدى الرأي العام اللبناني ، بعد ان وصلت التصريحات في الايام القليلة الماضية الى اعلى مستوياتها من التصعيد .
وكان باران قد كشف عن لائحة تضم اسماء مرشحين سيتم اختيار واحد او اثنين من بينهم خلال اجتماعات سيجريها بري والحريري المفوضان من الموالاة والمعارضة بالتوصل الى اسم توافقي يرضي الطرفين .
الا ان هذا التفاؤل الحذر برزت امامه امور عدة اهمها :
1- تحفظ مسيحيي 14 آذار على المبادرة الفرنسية التي حسب رأيهم احرجت البطريرك فقدم اللائحة .
2 - هجوم الحريري على حزب الله والتحالف مع العماد عون ورد حزب الله على الحريري بهجوم اقوى
مسيحيو 14 آذار يتحفظون على الفرنسيين
الى ذلك علقت اوساط سياسية في قوى 14 آذار المسيحية على لائحة البطريرك صفير قائلة ، بان الفرنسيين احرجوا البطريرك مما دفعه لتسمية مرشحين لا تتوافر في بعضهم المؤهلات الوطنية ولا السياسية بل ان سعي الفرنسيين لانقاذ دورهم في الوساطة ادى بالبطريرك صفير للمزج بين اسماء تتوافر فيها المواصفات السياسية التي سعى اليها البطريرك صفير وبين مرشحين يفتقدون هذه المواصفات وتفصل بينهم وبين مرشحي قوى 14 آذار مسافة واسعة في القدرة على ادارة البلاد وجعل منصب الرئاسة هدفا للمساومة والتسويات على حساب مرشح الصف الاول لدى الفريقين .
هجوم الحريري ورد حزب الله
فقد ادى هجوم الحريري على تحالف حزب الله عون ومشاركته واشنطن في ذلك الى ' نقزة' كبيرة في الوسط السياسي خصوصا في ظل اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي والعربي عى امكان حصول التوافق بين اللبنانيين.
وكان النائب الحريري قد اعلن انه كان من الممكن القبول بالعماد عون كرئيس لولا تحالفه مع حزب الله وهو قادر اذا عاد الى فريقه الاساسي في 14 آذار ان يكون الاب لهذا الفرق والعرّاب لتطلعاته .
وانتقاد الحريري حلفاء سوريا في لبنان معتبرا انهم يعرقلون الحلول امام الاستحقاق الرئاسي .
وامس رد حزب الله على النائب الحريري في اكثر من مكان وهو الذي كان الى ايام قليلة يعتبر ان سعد الحريري لايستطيع اقناع حلفائه في 14 آذار بالتوافق وان حلفاءه يضغطون عليه باتجاه انتخاب الرئيس بالنصف زائدا واحدا الا ان التغيير المفاجئ للحريري تجاه حزب الله جعل الحزب يكشف بان الحريري لجأ الى المواجهة مع حزب الله بعدما فشل في تسويق المطالب الاميركية مع الحزب .
واعتبر اكثر من قيادي في الحزب بان الحريري اذا كان يحلم بالفصل بين حزب الله والعماد عون فهو واهم ، وسأل البعض هل نسي سعد الحريري انه كان المتظلل الاول في تحالفه مع حزب الله ؟
خيمت مساء امس اجواء التفاؤل بعد تسلم رئيس المجلس النيابي نبيه بري لائحة البطريرك صفير المتعلقة بمرشحي رئاسة الجمهورية وقد تكتم على عدد هؤلاء واسمائهم لكنه اكد امام زواره مساء ان اللائحة وصلت اليه مكتفيا بالقول ردا على سؤال حول مصير الاستحقاق ' ان شاء الله خير'.
واللافت امس ايضا زيارة النائب ميشال المر الى بكركي وعين التينة وقريطم واعلانه انه سيحضر الجلسة ويشارك في جلسة انتخاب الرئيس اذا ما تم الاتفاق على الرئيس الوفاقي .
واللافت ايضا اتصال النائب وليد جنبلاط بالرئيس نبيه بري واعلان بيان عن مكتبه انه اكد لرئيس المجلس على ان الوحدة الوطنية والحوار فوق كل اعتبار .
صحيفة البيرق:
البيرق قالت :
ما ان تسلما اللائحة البطريركية التوافقية حتى انطلقا في مشاورات مع حلفائهما رئيس مجلس النواب نبيه بري باشر بالتشاور مع اركان المعارضة للاتفاق على اسم من اللائحة ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري باشر من جهته التشاور مع اركان 14 آذار للغاية نفسها .
وعلمت ' البيرق' ان اللائحة ضمت ستة اسماء هي التالية : النائب العماد ميشال عون النائب بطرس حرب ، النائب السابق نسيب لحود ، النائب روبير غانم ، والوزيران السابقان ميشال اده وميشال الخوري .
فيما تحدثت معلومات اخرى عن ان اللائحة ضمت الى جانب عون وحرب ولحود وغانم وجوزف طربيه وديميانوس قطار.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ' البيرق' ان اكثر من لقاء سيعقد بين بري والحريري وفي اي وقت وربما يكون قد تم حتى الان اول لقاء في هذا المجال وستستمر اللقاءات حتى ليلة جلسة الانتخاب الاربعاء المقبل .
على ان تساعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي برناركو يوم الثلاثاء المقبل في دفع مساعي التوافق عشية الجلسة بعد الدفع الذي امنه زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي غادر بيروت امس محذرا من مغبة حصول الفراغ ومشددا على انتخاب رئيس بالتوافق ووفق الدستور ، فيما ينتظر ان تؤمن زيارة وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الى بيروت اليوم مزيدا من هذا الدفع .
وكان النائب ميشال المر قد توقع لقاء بين بري والحريري خلال 48 ساعة وذلك بعدما جال عليهما وعلى صفير كما اعلن ان قسما من نواب تكتل التغيير والاصلاح وهو منهم سيحضرون جلسة الانتخاب اذا حصل التوافق .
وكشفت مراجع مطلعة لـ' البيرق' ان الاستحقاق الرئاسي امام عقدة عصية بسبب تمسك الاكثرية والمعارضة بمواقفهما ورفضهما التراجع عن شروطهما وتقديم تنازلات متبادلة فرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لم يبد اي استعداد لسحب ترشيحه للرئاسة الاولى كما ان المعارضة بكل فئاتها متمسكة به ومعتبرة اياه مرشحا توافقيا .
في محاذاة ذلك ابدت الاكثرية تمسكا بمرشحيها النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود وقد ظهر ذلك جليا خلال لقاء الرئيس امين الجميل مع عدد من نواب قوى 14 آذار في فندق فينيسيا امس بما يؤكد ان المستقلين الواردة اسماؤهم في لائحة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قد سقطوا من حسابات فريقي المعارضة والاكثرية .
صحيفة المستقبل:
المستقبل قالت : في وقت غادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيروت حيث أكد دعم المجتمع الدولي لحصول الاستحقاق الرئاسي، وفي انتظار وصول وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما اليوم، سجلت أمس مجموعة من الاختراقات السياسية اللافتة من حيث معناها على صعيد الاستحقاق الرئاسي وما يمكن أن يتغير خلال فترة الأسبوع الأخير في هذا المجال.
فقد أعلن القائم بأعمال السفارة الفرنسية في بيروت اندريه باران بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أن لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة أرسلت من بكركي إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وإلى رئيس 'تيار المستقبل' سعد الحريري، وأكد أن 'الأمر الآن يعود إلى الرئيس بري والنائب الحريري أن يلتقيا ويسعيا إلى إيجاد توافق على أساس اللائحة المرسلة'.
بالاتجاه نفسه تحدث الحريري إلى 'وكالة الصحافة الفرنسية' فأكد أن 'اختراقاً قد يحصل نحو التوافق على الانتخابات الرئاسية'. وأضاف 'نحن مستعدون للتوافق'، وعبّر عن تفاؤله بالتوصل إلى 'اتفاق يخرج البلاد من الأزمة'. واتهم سوريا بالتخريب حيث أكد أن 'التهجم على المبادرة الفرنسية مصدره واحد، سوريا وأدواتها في لبنان'. وأعلن الحريري أنه 'سيتم التوصل إلى عملية اقتراع توافقية'، وشدّد على أن 'يتم انتخاب رئيس لبناني يؤمن بسيادة وحرية البلاد والمحكمة الدولية والقانون'.
ومن الاختراقات اللافتة أمس اتصال رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط برئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث تداولا بالتطورات الراهنة، في حين أكد جنبلاط لبري 'أولوية الوحدة الوطنية والحوار الداخلي فوق كلّ اعتبار'.
كذلك، برز كلامٌ للنائب ميشال المر حول الذهاب إلى المجلس مع عدد من نوّاب 'تكتّل التغيير والإصلاح'. وكان المر زار كلاً من الرئيس بري والنائب الحريري والبطريرك صفير، حيث كان لافتاً حديث المر من بكركي عن مشاركته مع عدد من نواب 'تكتل الإصلاح والتغيير' بجلسة الانتخاب في حال تم التوافق بين بري والحريري على أحد الأسماء التي تقدم بها صفير.
المر قال لدى زيارته الحريري إن 'أسس الرئيس التوافقي وضعت خلال الشهرين الماضيين، فالرئيس التوافقي هو الذي توافق عليه بكركي، ويكون بين الأسماء التي تقترحها بكركي في اللائحة'. وأوضح أن 'الاسم التوافقي يكون قد نال مباركة بكركي قبل أن يصل إلى هنا'.
وفي موقف متناغم مع موقف المرّ، أصدرت الكتلة الشعبية بعد اجتماع عقدته برئاسة النائب إيلي سكاف بياناً أكدت فيه ان 'تمسك بكركي بثوابتها، جعلها مشجعاً للتوافق على الاستحقاق'. وأشارت إلى ان 'الجهود التوافقية وصلت إلى محطة مفصلية، انتقلت فيها ملامح الرئيس العتيد لتصبح شأناً برلمانياً داخلياً مهّد له الرئيس برّي والنائب الحريري ليتمحور حول تأمين النصاب الدستوري لجلسة الانتخاب، الذي يكمن في التوافق المسبق بين الموالاة والمعارضة على واحد من الأسماء التي لا يمكنها أن تقفز مباشرة إلى البرلمان قبل أن يتم تكريسها بالتوافق المشترك(..)'.
من جهته، تحدّث بري إلى إذاعة 'مونت كارلو' حول الاستحقاق الرئاسي وأكد أن 'التوافق مع الحريري وبداية الحديث معه كان الاقلاع عن فكرة النصف زائداً واحداً'. وشدد بري على أن 'تدخل صفير هو تدخل مبارك أتى قبل المبادرة الفرنسية'، التي اعتبر أنها وضعت 'أسلوباً أو خارطة طريق لوضع يد صفير على هذا الموضوع'. وأكد بري خلال حديثه على تفاؤله 'لأسباب موضوعية منها مشاركة صفير بوضع الأسماء لأن 'صاحب البيت أدرى ببيته'. وفي موضوع الاختيار من اللائحة أوضح أنه والحريري 'نتفق على اسم توافقي أو اسمين أو ثلاثة'، وتابع 'ننزل إلى المجلس النيابي يداً واحدة وصفاً واحداً في هذا الموضوع، لا أن نأخذها على طريقة خذها أو أتركها'. وأكد أن 'البطريرك أحرص مني وأحرص من الجميع أن تكون لائحته فيها على الأقل عدد كبير من التوافقيين إذا لم تكن كلها توافقية'، مضيفاً أن 'الأمر الذي يزيد التفاؤل أن البطريرك أصبح شريكاً'.
وكان بان كي مون غادر بيروت بعد ظهر أمس، ودعا من المطار أعضاء المجلس النيابي للاجتماع في الموعد المحدد دستورياً لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تدخل مع احترام القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن. ولفت مون إلى 'وجوب تحمّل الرئيس الجديد مسؤولياته لمواجهة التحديات الخطيرة' والتي 'تتطلب مهارة وشجاعة كبيرتين'. وأمل أن يضع القادة اللبنانيون المصلحة الوطنية أمام الانقسامات الطائفية مشدداً على 'بقاء قوات اليونيفيل في لبنان لأن وجودها ضروري ومهمتها حفظ السلام والأمن في لبنان'. واعتبر أن لقاءاته 'كانت إيجابية مع زعماء لبنان'.
مون كان اختتم زيارته بلقاءات شملت، صفير في بكركي ووفداً من نواب الأكثرية، النواب: صولانج الجميل، محمد قباني، فيصل الصايغ، سيرج طور سركيسيان وهنري حلو وعدداً من القيادات السياسية.
صحيفة النهار:
النهار قالت : ما ان اعلن القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران 'رسمياً' من بكركي بعد ظهر امس ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير 'سمح لي بأن اؤكد انه ارسل لائحة باسماء المرشحين للرئاسة' الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الاكثرية النائب سعد الحريري، حتى سرت 'حمى اللوائح' سريان النار في الهشيم ايذاناً ببدء العد التنازلي الاخير للاتفاق على مرشح او اكثر من المرشحين التوافقيين.
ورفعت هذه الخطوة الجديدة منسوب التفاؤل بامكان التوصل الى توافق واجراء الانتخابات الرئاسية يوم الاربعاء المقبل على نحو ملحوظ، خصوصاً انها اقترنت بجملة مواقف وتحركات داخلية اضافية عززت الاتجاه نحو 'مرور آمن' للاستحقاق الرئاسي. لكن هذه الاجواء لم تسقط الحذر الشديد بل المخاوف حيال احتمالات حصول حوادث امنية مفاجئة بعد الاشتباكات التي حصلت في برج البراجنة بين فصائل فلسطينية والتي طرحت تساؤلات لدى المتخوفين من مخططات لضرب الاستقرار عشية الاستحقاق.
وفيما اتخذ كل من الرئيس بري والنائب الحريري مساء امس اقصى 'درجات الحيطة' للحفاظ على سرية الاسماء الستة التي تبلغاها من باران مباشرة بعد الظهر، اندفعت حمى التكهنات لتطلق معها اكثر من اربع او خمس لوائح 'افتراضية' لاسماء المرشحين الذين باتوا فعلاً في عهدة ثلاثة مفاوضين هم البطريرك صفير والرئيس بري والنائب الحريري و'عرّاب' غربي هو الجانب الفرنسي.
اما الملامح الدافعة نحو تعزيز الاجواء التوافقية فبرزت اولاً في اتصال تلقاه الرئيس بري من رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط الذي اكد له ان 'الوحدة الوطنية والحوار هما فوق كل اعتبار'.
وعلمت 'النهار' ان بري كان مجتمعاً بباران لحظة تلقيه الاتصال فاستأذنه للتحدث مع جنبلاط وبادره ممازحاً: 'شو ما بتحكي معي الا على وقع الرصاص؟'، وكان يشير بذلك الى الاشتباكات التي دارت في برج البراجنة، واجابه جنبلاط: 'كنت اتوقع منك ان تخاطبني بهذا الكلام'. ووصف الاتصال بأنه كان دافئاً واكد خلاله جنبلاط اهمية التوافق والحوار والتشديد على الوحدة الوطنية. وشكره بري مبدياً ارتياحه الى اتصاله.
ورفض رئيس المجلس مساء كشف اي اسم في اللائحة البطريركية وكان يردد امام زواره: 'ان شاء الله خير'. ونقل عنه ان 'نجاح هذه المهمة لا تقوم عليّ وعلى النائب الحريري وحدنا انما معنا غبطة البطريرك صفير الذي يقوم بدور وطني كبير. واكرر انني اقف خلفه ومعه'.
وفهم ان اجتماعه بالحريري بات امراً متوقعاً في كل لحظة، وترددت معلومات ليلا ان اجتماعا عقد بينهما فعلا في عين التينة، لكن اوساط الطرفين لم تؤكد ذلك. واوضح بري قبل ساعات من تسلمه اللائحة انه 'حين يرسل الينا البطريرك اسماء توافقية نجتمع لنحاول انا وسعد الحريري ان نتفق على اسم توافقي او اسمين او ثلاثة وعندئذ ننزل الى مجلس النواب يداً واحدة وصفاً واحداً في هذا الموضوع.
و اذا توافقنا على مرشحين ننزل بالاسمين الى المجلس وليربح من يربح كما حصل مع المرحومين الياس سركيس وسليمان فرنجيه. اما اذا اتفقنا على شخص واحد فاننا ننزل الى المجلس بشخص واحد'.
أما النائب الحريري، فغاب ليلا عن السمع كليا. وعلمت 'النهار' انه اقفل خطوطه الهاتفية وطلب من معاونيه الاقربين عدم الاتصال به لئلا يسأل او يحرج في الخوض في اسماء المرشحين. والاتصال الوحيد الذي تلقاه كان من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون من مدينة فالنسيا الاسبانية التي انتقل اليها مباشرة من بيروت بعد الظهر. واطلع بان الحريري على نتائج مشاوراته في لبنان والاتصالات الدولية الجارية لضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وتم الاتفاق على ابقاء الاتصالات مفتوحة بينهما الى حين اتمام الانتخابات.
وكان الحريري صرح لـ'وكالة الصحافة الفرنسية'، قبيل تسلمه اللائحة، بان اختراقاً قد يحصل نحو التوافق على الانتخابات الرئاسية 'في اي لحظة'. وقال: 'انا متفائل باننا سنتمكن من التوصل الى اتفاق يخرج البلاد من الازمة'. واضاف: 'آمل في اننا عندما سنحصل على لائحة اسماء المرشحين سيعقد اجتماع بيني وبين نبيه بري للبحث في هذه الاسماء والتوصل الى توافق'. ولفت الى 'ان التهجم على المبادرة الفرنسية مصدره واحد سوريا وادواتها في لبنان'، لكنه اعرب عن اعتقاده 'انه سيتم التوصل الى عملية اقتراع توافقية'.
موقف المر
وتمثل التطور المفاجىء الاخر في اعلان النائب ميشال المر من بكركي موقفا متمايزا عن موقف رئيس 'تكتل الاصلاح والتغيير' العماد ميشال عون اعتبر بمثابة ضمان مسبق لتوفير نصاب الثلثين لانتخاب اي رئيس يتم الاتفاق عليه من الاسماءالستة الواردة في اللائحة البطريركية، ولو لم تكن موافقة العماد عون و'حزب الله' عليه مضمونة. وقد اعلن المر انه وسبعة نواب على الاقل من 'تكتل الاصلاح والتغيير' يتلزمون حضور جلسة الانتخاب لمرشح توافقي يختاره بري والحريري والبطريرك. وقال: 'نحن والعماد عون لا نفترق اذاكان مرشحا ولكننا لسنا مع الفراغ اذاكان هو مع الفراغ'.
في غضون ذلك، رددت اوساط سياسية عدة ان الاسماء الثلاثة الاخرى في اللائحة البطريركية هي لكل من الوزير السابق ميشال اده والوزير السابق وحاكم مصرف لبنان السابق الشيخ ميشال الخوري والنائب روبير غانم، اضافة الى اسماء العماد ميشال عون والنائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود.
غير ان 'وكالة الصحافة الفرنسية' نقلت عن مصادر لبنانية مسؤولة مساء ان الاسماء الثلاثة الاخرى هي للنائب روبير غانم ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه والوزير السابق دميانوس قطار، وهي الاسماء نفسها، التي اوردها أمس مراسل 'النهار' من باريس.
بان كي – مون
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون اختتم جولة محادثات واسعة عقدها أمس في بيروت بالتحذير من 'الوصول الى حافة الهاوية' في حال عدم حصول الانتخابات الرئاسية. وحض الزعماء اللبنانيين على انتخابات 'في موعدها المحدد ووفقاً للأصول الدستورية ومن دون تدخل خارجي، وباحترام قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة'.
وحرص على ان يطمئن الى ان القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان 'اليونيفيل'، 'موجودة هنا لتبقى بقدر ما يتطلب الامر'. وأضاف: 'اننا سنحترم وندعم اي رئيس ينتخب وفقاً للأصول الدستورية بالارتكاز على الشرعية الدولية والذي ينال ايضاً أوسع تأييد ممكن'.
باريس ودمشق
ومن باريس نقل مراسل 'النهار' عن مصادر ديبلوماسية تتابع الملف اللبناني ان وزارة الخارجية الفرنسية ادركت معاني الرسالة السورية التي وجهت اليها بواسطة الصحافة بعدما أعلنت صحيفة 'البعث' ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير 'هي أمام حائط مسدود'. وأوضحت ان باريس تنتظر ردّ دمشق على المبادرة الفرنسية لان 'الاجوبة