أخبار بارزة
إرباك وانقسام ومخاوف في صفوف القوى الإسلامية جراء تطورات سوريا...
'الشرق الأوسط': حزب الله الأكثر قلقا واستعداد لكل الاحتمالات الصعبةـ صحيفة 'الشرق الأوسط': قاسم قصير
تعيش القوى الإسلامية اللبنانية حالة من الارتباك والانقسام والخوف من جراء التطورات الجارية في سوريا، فباستثناء حزب التحرير وبعض المجموعات الإسلامية السلفية، التي يتزعمها الشيخ داعي الإسلام الشهال والشيخ عمر بكري فستق، والتي أعلنت دعمها للتحركات الشعبية المعارضة للنظام السوري وشاركت في المسيرة التي دعا إليها الحزب يوم الجمعة الماضي، فإن بقية القوى الإسلامية تقف حائرة تجاه ما يجري في سورية.
فالجماعة الإسلامية (وهي الإطار اللبناني لـ'الإخوان المسلمين') أصدرت بيانا أعلنت فيه دعمها للإصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الأسد، وتفهمها لمطالب الشعب السوري لكنها تواجه بعض الارتباك على صعيد تعاطيها مع التطورات السورية، فعلى الصعيد القيادي تحرص الجماعة على عدم اتخاذ أي مواقف تؤكد دعمها للتحركات الشعبية التي يشارك فيها الإخوان المسلمون السوريون، على أن ذلك لا يلغي وجود حالة من التعاطف لدى بعض قواعد الجماعة وكوادرها مع التطورات من سوريا وتضامنهم مع الحراك الشعبي هناك، لكن الجماعة ونظرا لعلاقتها الجيدة مع القيادة السورية الحالية، ولدور سوريا في دعم المقاومة وخصوصا حركة حماس، ولأنها لا تريد اتخاذ أي مواقف قد تورطها في صراع مباشر مع القيادة السورية الحالية، فهي حرصت على التعاطي بتوازن دقيق مع ما يجري في سورية والابتعاد عن المشاركة في أي نشاط داعم للحراك الشعبي في سورية، وموقف الجماعة يقترب من موقف حركة حماس، التي يوجد بعض قيادييها في دمشق، وقد أصدرت حماس بيانا أشادت فيه بمواقف القيادة السورية تجاه المقاومة، وأكدت أيضا على تفهمها لمطالب الشعب السوري الإصلاحية، وحقه بالتعبير عن مواقفه، وقد نفت الحركة صدور أي بيان باسم رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، ينتقد فيه المواقف التي أطلقها رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المنددة بالنظام السوري والداعمة للتحركات الشعبية السورية.
وكانت بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية قد نشرت بيانا باسم مشعل يندد فيه بمواقف القرضاوي، وقد أدت مواقف الأخير إلى حصول إشكالات وإرباكات داخل الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، فأعلن رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين (القريب من حزب الله) الشيخ حسان عبد الله تجميد نشاطه في الاتحاد احتجاجا على مواقف الشيخ القرضاوي الداعمة للحركات الشعبية في سوريا والمنددة بالتحركات الشعبية في البحرين.
والمعروف عن تجمع العلماء أنه يضم علماء سنة وشيعة، وهو قريب من حزب الله وإيران، كما يضم علماء لهم علاقة جيدة مع النظام الليبي والسوري، كالشيخ عبد الناصر الجبري (المشرف على كلية الدعوة الإسلامية ورئيس حركة الأمة)، وقد عمد الشيخ الجبري إلى نشر مقال في جريدة 'الثبات' الأسبوعية (التي يشرف عليها) دفاعا عن العقيد معمر القذافي، مما أدى لاستقالة عدد من مسؤولي الجريدة. وقد عمد التجمع للتضامن مع تحركات الشعب المصري والبحراني والتونسي، لكنه لم يقم بأي نشاط على صعيد التحركات الشعبية في سورية.
أما حزب الله فهو التنظيم الإسلامي اللبناني الأكثر قلقا مما يجري في سوريا، نظرا للعلاقة التحالفية مع النظام السوري، ولدور سوريا في دعم المقاومة وعلاقتها مع إيران، فالحزب عمد عبر وسائل إعلامه وتصريحات بعض قيادييه للدفاع عن النظام السوري، ولم يصدر أي بيان مؤيد للتحركات الشعبية السورية على الرغم من أنه دافع عن كل التحركات الشعبية في الدول العربية، وأقام احتفالات ولقاءات تضامنية معها.
ويتحدث المسؤولون في حزب الله في مجالسهم الخاصة عن اطمئنانهم لقدرة النظام في سوريا في التعاطي مع الأزمة الداخلية، وهم يشيدون بالخطوات الإصلاحية التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد، لكن ذلك لا يخفي حالة القلق الشديد لدى بعض كوادر الحزب من التطورات الجارية في سوريا واحتمال تطور الأمور نحو حرب أهلية أو تقسيم أو عجز النظام عن استيعاب التحركات.
وقد أدت التطورات في سوريا إلى دفع قيادة الحزب لاستعجال تشكيل الحكومة اللبنانية ومعالجة الثغرات والمشكلات التي تعيق التشكيل، لكن قدرة الحزب على مواجهة المشكلات بدت محدودة قياسا للدور الكبير الذي لعبه في إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.
أما على صعيد التيارات السلفية الإسلامية، فباستثناء الشيخ داعي الإسلام الشهال، والشيخ عمر بكري فستق، اللذين أعلنا دعمهما للتحركات الشعبية في سورية، فإن بقية هذه التيارات تعيش حالة من الإرباك وعدم الوضوح في كيفية التعاطي مع التطورات السورية، ومع أن بعض هذه التيارات (كفتح الإسلام، والمجموعات السلفية الجهادية) لهم امتدادات داخل سورية (وهم متهمون من قبل النظام السوري بالمشاركة في العمليات العسكرية)، فإن معظم التيارات السلفية الأخرى تحرص على عدم اتخاذ مواقف معلنة مما يجري، وإن كانت لا تبدو بعيدة عن دعم هذه التحركات.
وتبقى بعض القوى الإسلامية القريبة من حزب الله والداعمة للنظام السوري، كحركة التوحيد الإسلامي (بشقيها: الشق الذي يرأسه الشيخ بلال شعبان، والشق الذي يرأسه الشيخ هاشم منقارة) وتيار الفجر الذي يرأسه الحاج عبد الله الترياقي وجبهة العمل الإسلامي، فقد حرصت هذه القوى على الدفاع عن دور سوريا في دعم المقاومة، ورفضت المشاركة في أي تحرك مؤيد للتحركات الشعبية في سورية.
كل هذه المعطيات تكشف عن حجم الإرباك والانقسام الذي تواجهه القوى الإسلامية اللبنانية جراء الوضع في سوريا، فجميع هذه القوى تراقب التطورات والأحداث وهي تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع هناك، لأن أي تطور خطر في الوضع السوري سيكون له تداعيات كبرى على صعيد الوضع الإسلامي في لبنان.
حلم قديم يتجدّد : 'دولة سوريا الكبرى الاسلامية'
معلومات عن 'زرقاوي الشام' بعد تهديد القاعدة
ـ صحيفة 'الديار': باريس ـ بدراباخوس الفغالي
يؤكد خبراء في شؤون الجماعات الاصولية المسلحة في منطقة الشرق الاوسط ان تنظيم &laqascii117o;القاعدة في بلاد الشام" بدأ باخراج خلاياه من تحت الرماد.
ويذكر الخبراء بتطورات حصلت في المنطقة في منتصف العام 2007، بدأت ترجمتها عملياً في الوقت الراهن عندما ظهر للمرة الاولى شريطاً مصوراً لشخص قدم نفسه بانه زعيم الجناح العسكري في تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والذي هدد بتنفيذ هجمات ضد المسيحيين في لبنان وسوريا، وتلاه شريط صوتي على الانترنت باسم امير جماعة التوحيد والجهاد في الشام ابو جندل الدمشقي وقال ان تنظيمه تابع للقاعدة وهدد الرئيس السوري بالموت.
وبين هاتين الفترتين، نشرت صحيفة &laqascii117o;صاندي تايمز" على صدر صفحتها الاولى تقريرا تحدثت فيه عن رسالة كان قد وجهها ايمن الظواهري الى أمير دولة العراق الاسلامية &laqascii117o;من اجل تصدير مجاهدين لغاية اقامة دولة سورية الكبرى الاسلامية".
وتبرز تساؤلات جدية امام المراقبين: من هو تنظيم القاعدة في بلاد الشام؟ ومن يقوده؟ وهل سيحول لبنان وسوريا الى عراق آخر.. وهل سيظهر زرقاوي اخر في بلاد الشام؟ علماً أن ابرز منظري القاعدة فكرياً هم اصلاً من بلاد الشام وكان هناك اهتمام في قيادة القاعدة الام بدول بلاد الشام التي تشمل الاردن، لبنان، سوريا وفلسطين.
وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في بلاد الشام توعدت بتنفيذ تفجيرات في لبنان وهجمات ضد المسيحيين، وذلك في شريط فيديو بث تفاصيله على موقع الكتروني خاص بتنظيم القاعدة، ورجح الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية المسلحة بالشرق الاوسط محمد عبد الرحمن: &laqascii117o;ان يكون الشخص الملثم الذي ظهر في الشريط &laqascii117o;ابو محجن" وهو غير &laqascii117o;ابو محجن" الفلسطيني من عين الحلوة الذي ترددت انباء انه قتل في العراق، بل شخصاً آخر وهو في الثلاثينات من عمره وخطر جداً ومطلوب من أكثر من دولة عربية، ويتحدث عدة لغات ويتنكر بذكاء شديد".
وتابع محمد عبد الرحمن: &laqascii117o;كان ابو محجن من أبرز النشطاء الذين نقلوا مجاهدين للعراق من دول بلاد الشام، كما كان صلة الربط بين امير دولة العراق الاسلامية وتنظيم القاعدة في بلاد الشام، ثم عمل منسقاً للعلاقات في التنظيم".
واضاف: &laqascii117o;ان عمر الميقاتي الذي اسس خلية القاعدة في لبنان هو نفسه زعيم القاعدة في بلاد الشام (ولا تربطه صلة قرابة بعائلة الميقاتي المعروفة)، اما الرجل الثاني في &laqascii117o;قاعدة لبنان" فهو &laqascii117o;ابو الصديق" وهو لبناني من بيروت وسبق له ان اقام في دول اوروبية ويتحدث اللغة الفرنسية.
وبالعودة الى تقرير صحيفة &laqascii117o;صاندي تايمز" المنشور في 27/5/2007، كشف النقاب من ان الساعد الأيمن لزعيم القاعدة اسامة بن لادن، المصري أيمن الظواهري ارسل الى امير دولة العراق الاسلامية من اجل تصدير مجاهدين بهدف اقامة &laqascii117o;دولة سورية الكبرى الاسلامية". واورد التقرير ايضاً انه في سوريا والتي يدعو تنظيم القاعدة الى شمولها بدولة سورية الكبرى الاسلامية، فان الخبير محمد عبد الرحمن يعتقد بأن ابا مصعب السوري وهو احد قادة القاعدة معتقل لدى سوريا بتهمة تجنيد عناصر في المخيمات الفلسطينية. وهو مختلف عن ابو مصعب آخر المعروف بـ&laqascii117o;مصطفى الست مريم". المعتقل الآن في باكستان وكان قيادياً بارزاً في القاعدة، اما ابو مصعب الذي تحدثت عنه الصحيفة البريطانية فهو مسؤول عسكري في تنظيم القاعدة في بلاد الشام..
ونقل عن نشرة &laqascii117o;مراقبة الارهاب" Terrorism Monitor، الصادرة عن مؤسسة جيمس تاون، السيرة الذاتية لـ&laqascii117o;ابو مصعب السوري" قائلة انه ولد في حلب عام 1958 وفيها درس الهندسة المكيانيكية. واشارت الى انه يعرف ايضاً باسم عمر عبد الحكيم، وابو مصعب هو اللقب الذي يحمله مصطفى عبد القادر مصطفى حسين الشيخ الرفاعي والذي تعرف عائلته باسم &laqascii117o;ست مريم" نسبة الى جدتهم".
وتضيف النشرة ان مصطفى نصار انتسب الى الطليعة القاتلة التي كانت تشير الى نفسها كتنظيم مسلح تابع لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا والتي اسسها مروان حديد.
وتقول نشرة &laqascii117o;مراقبة الارهاب" ان ضباطاً مصريين وعراقيين قاموا بتدريب مصطفى نصار في معسكرات في الاردن وبغداد في حقبة كانت فيه الانظمة العربية في حالة تصادم مع النظام البعثي في سوريا. فيما بعد وصل الى درجة عضو قيادي في حركة الاخوان المسلمين التي تأسست في بغداد بعد ان هرب الاخوان السوريون من بلادهم والتي كان سعيد حوى قائدها العسكري. وفي سنوات لاحقة ظهر ابو مصعب السوري في افغانستان مع اسامة بن لادن.
وبالعودة الى الشريط الثاني والذي فيه هددت &laqascii117o;جماعة التوحيد والجهاد في بلاد الشام" (تقول انها تنتمي الى تنظيم القاعدة)، الرئيس بشار الاسد بالموت متوجهة اليه بالقول: &laqascii117o;اتظن انك ستكمل ولاية ثانية".. وفي الشريط نفسه الذي بث على شبكة الانترنيت، دعت الجماعة التي يقودها ابو &laqascii117o;جندل الدمشقي" الشعب السوري الى الاطاحة بنظام الاسد.
وبحسب الخبير محمد عبد الرحمن فان تنظيم التوحيد والجهاد في بلاد الشام تنظيم تابع للقاعدة ولا يوجد خلاف بينهما، &laqascii117o;ابو جندل" كان قريباً جداً من الزرقاوي حتى العام 2004 وأسس معه التوحيد والجهاد في العراق وبعد ذلك عاد وأسس التوحيد والجهاد في سوريا. وهو سوري ضخم الجثة شديد القساوة.
واللافت في شريط ابو جندل الدمشقي هو استخدامه تعبير &laqascii117o;النصيريين" الذي لم يستخدم ضد النظام السوري الا مرة واحدة من قبل مروان حديد زعيم الطليعة المقاتلة المتهم بالارتباط بالاخوان المسلمين بارتكابه اعمال عنف في سوريا في الثمانينات والتسعينات كما يقول الباحث هاني نسيره. ويشير قادة في &laqascii117o;الاخوان المسلمين" في سوريا الى ان تنظيم الطليعة كان قد نشأ بعيداً عن الجماعة من اشخاص مفصولين من الجماعة، وهو تنظيم مستقل.
وبعد هذه التطورات الساخنة على صعيد نشاط القاعدة في بلاد الشام، يشير الباحث هاني نسيره، وهو مدير البحوث في مركز المسيار للدراسات، الى أمرين اثنين: تنظيم القاعدة لم يعد تنظيماً محدداً وانما حالة تتشكل تنظيماتها لتعلن لاحقاً الانتماء للتنظيم الأم.
ومراكز الأبحاث الغربية سجلت مؤخراً ان القاعدة يتحول من العالمية الى الاقليمية. ويرى الباحث نسيره ان الظهور الناشط المكثف للقاعدة في بلاد الشام مرده الى الحالة التي تتواجد فيها، فعندما يأتي حدث ساخن تستيقظ الخلايا النائمة، وتظهر على الساحة.. وهذا ما حصل سابقاً عندما احتدم الصراع بين فتح الاسلام والجيش اللبناني.
ولفت مدير البحوث في مركز المسيار للدراسات ان الظواهري طلب من أمير دولة العراق الاسلامية تصدير جهاديين من العراق من اجل اعلان &laqascii117o;دولة سورية الاسلامية الكبرى" وذلك لسبب بسيط وهو ان القاعدة فيها سوريون مثل مصطفى الست مريم، ومجموعة مروان حديد.
ويؤكد هاني نسيره ان القاعدة تنشأ من خلال الالتفاف حول شخص ما. والقاعدة ضيقة تنظيمياً حيث يوجد شخص او اثنان مسؤولان عن كل شيء ومجموعات قليلة العدد هي التي بيدها كل شيء.
ويرى الباحث نسيره أن هناك خطورة فكرية على الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين تعزز نشاط القاعدة في بلاد الشام، وبخاصة أن عدداً كبيراً من الرموز الفكرية للقاعدة هم من بلاد الشام، وفي لبنان هذا النزاع الطائفي، نتاجه ان لم يحل سريعاً، اجيالاً جديدة من الحركات الجهادية القتالية أكثر عنفاً، وهذه فرصة للقاعدة في لبنان
الحريري يطلق النار على بري و'حزب الله' لإصابة ميقاتي وإضعافهـ صحيفة 'السفير': (...) سارعت قوى المعارضة الجديدة الى التقاط أحداث ساحل العاج وسجن رومية ومخالفات البناء وموقف السيد حسن نصرالله حيال تطورات البحرين، لتعيد تصنيعها ومن ثم تسويقها، بما يؤذي صورة الاكثرية الجديدة ويقدمها بصفتها مسؤولة عما يتخبط به البلد، سعيا الى إسقاطها قبل ان تحكم، تماما كما ان قوى 8آذار استفادت من الاتهام السوري الموجه الى النائب &laqascii117o;المستقبلي" جمال الجراح، لشن هجوم عنيف على &laqascii117o;تيار المستقبل" وحشره في زاوية العبث بالامن القومي لسوريا ولبنان، بمعزل عن وجود أدلة دامغة أم لا.
وبرأي تلك الشخصية في 8 آذار، يمكن رصد محطات عدة تثبت وجود مخطط لضرب تجربة الاكثرية الجديدة في مهدها، ومن بينها:
ـ أزمة ساحل العاج: سارعت قوى 14 آذار الى إلقاء عبء هذه الازمة على عاتق &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل"، لتأليب الرأي العام الشيعي واللبناني عليهما، في حين ثبت ان الواقعية التي اتسمت بها طريقة تعاطيهما مع خصوصية ذلك البلد هي التي أدت الى الحد من خسائر المغتربين، وحصرها في الجانب المادي من دون تسجيل أي قتل متعمد لأي لبناني. وفي المقابل، تأخر الحريري كثيرا في التحرك بصفته رئيسا لحكومة تصريف الاعمال، بينما كان سريعا على سبيل المثال في إقامة جسر جوي لنقل الناخبين من دول الخليج الى بيروت للمشاركة في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت.
ـ قضية سجن رومية: حاول فريق 14آذار الايحاء بان تحرك السجناء هو بتحريض من &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل"، متجاهلا ان سوء إدارة السجن وتباطؤ القضاء في المحاكمات، هما اللذان فجرا قنبلة الاحتجاجات. وبالتالي فان الحزب و&laqascii117o;أمل" ليسا فقط بريئين من تهمة التحريض بل هما المتضرران الاساسيان مما جرى لان تداعيات الاحتجاج انعكست مباشرة على ساحتهما المشتركة وتسببت لهما بالاحراج، بعدما راح أهالي المسجونين يضغطون عليهما ويقطعون الطرقات، ولو ان عملية القمع الامنية التي حصلت لاحقا أدت الى خسائر بشرية كبرى لكان من الصعب تقدير حجم ردود فعل الاهالي وحصرها.. وهذا كله عبء على &laqascii117o;أمل" والحزب، وليس فيه أي مكسب.
ـ مخالفات البناء: لم تتردد قوى 14 آذار في اتهام الحزب والحركة بتغطية المخالفين استنادا الى &laqascii117o;وهج" السلاح، في حين ان كلا التنظيمين يعتبران ان البناء العشوائي ليس سوى عبوة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة بين يدي الحركة والحزب تحديدا، كونه ينتج أحياء عشوائية ومكتظة هي البيئة الانسب لنمو المشكلات الاجتماعية والشوائب الاخلاقية، علما ان حماية بعض المراجع لمخالفات قام بها مواطنون من لون مذهبي معين، كانت بمثابة الثقاب الذي اشعل الحريق الكبير، وإذا كان من دور للحركة والحزب في هذا الملف فهو يتمثل في مسارعتهما الى بذل جهد استثنائي لتطويق فتنة مذهبية أريد لها ان تطل برأسها من بين الابنية المخالفة للقانون.
ـ موقف السيد حسن نصرالله من تظاهرات البحرين: بادرت المعارضة الجديدة الى استغلال موقف نصرالله الرافض لقمع المواطنين في البحرين، كي تحمله تبعات قرار النظام البحريني بترحيل بعض اللبنانيين، مع العلم بان الامر يتعدى حدود ما يمكن ان يقوله نصرالله، إذ سبق لسفيري دولتين عربيتين في لبنان ان هددا النائب وليد جنبلاط بترحيل الدروز الموجودين في بعض دول الخليج، عندما كان يستعد لحسم خياراته وتأكيد تحالفه مع سوريا والمقاومة.
وبناء على ما تقدم، ترى الشخصية المذكورة ان قوى 14 آذار تعتمد منذ مغادرة الحريري للسلطة سياسة منهجية هدفها إغراق الاكثرية الجديدة في مستنقع الفوضى المنظمة، لاستنزاف قدراتها وشعبيتها، مشددا على ان الغاية الرئيسية من هذه المعركة تتجاوز &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" الى محاولة القضاء سياسيا على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحليفه الوزير محمد الصفدي بعدما ثبت انهما يملكان من الحيثية الشعبية السنية ما يكفي لإقلاق سعد الحريري الذي بات مصمما بعد إخراجه من رئاسة الحكومة على اقتلاع ميقاتي والصفدي ليس فقط من الحكم وإنما من الحياة السياسية ايضا لانه لا يحتمل وجود بديل عنه او شريك له في معادلة الطائفة والسلطة على حد سواء.
وتلفت هذه الشخصية الانتباه الى ان تمكن ميقاتي من احتواء الموجة الاولى من هجوم الحريري بعد تكليفه، ونجاحه في استمالة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الى جانبه، وصلابته في مفاوضات تشكيل الحكومة.. كلها عوامل جعلت الحريري يتجنب في الوقت الحاضر المواجهة المباشرة معه، مفترضا ان التصويب المستمر على حليفيه &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل"، سيقود حتما الى اضعافه، بما يسهل لاحقا إخراجه من رئاسة الحكومة واستعادة &laqascii117o;المجد الضائع" الذي لا يبدو أنه سيعود أقله بالمعطيات اللبنانية، الا اذا كان هناك من يراهن على معطيات خارجية...
لبنان يتصدى للتحديات بالفراغ: الحكومة ضرورة ... فوريةـ 'السفير': هي لحظة تاريخية ومفصلية وربما اللحظة الأهم منذ تاريخ زرع الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية في نهاية الأربعينيات. أن يصبح الاستقرار في سوريا مهدّداً، فتلك مسألة ليست سورية وعربية وحسب، بل مسألة لبنانية أيضاً، استناداً إلى واقع تاريخي وجغرافي وسياسي واقتصادي واجتماعي لا يمكن القفز عنه، مهما توزعت أهواء اللبنانيين بين من يريد لسوريا وشعبها الخير الذي يريده لبلده وشعبه، أو من يضمر لها الشر، تبعاً لأهوائه أو عصبياته أو ارتباطاته...
هي لحظة مفصلية، لأن المخاوف اللبنانية تكاد تفوق المخاوف السورية. مخاوف على لبنان صيغة ومقاومة واستقراراً وتنوعاً ومناعة واقتصاداً وأمناً. مخاوف ندر أن تكون قد غابت عن بيت لبناني، بحيث بدا الحدث السوري حدثاً لبنانياً... فكيف في انكشاف السلطة السياسية بين رئيس حكومة يصرف الأعمال وواقع حاله أن تياره متهم سياسياً بالتورط في أحداث سوريا وبين رئيس حكومة مكلف لا يملك الا صفة... وتهمته أنه و&laqascii117o;فريقه" الجديد، سوريو الهوى، أكثر من السوريين، فهل يعقل أن تكون مصلحتهم بعكس مصلحة سوريا بأن تبصر الحكومة النور اليوم قبل الغد؟
نعم، ها هو لبنان يحصّن نفسه في موازاة الحدث السوري ومعه أحداث المنطقة، بالفراغ الحكومي مختتماً شهره الثالث، وليس ما يؤشر إلى انتفاء اسبابه، لا بل الخشية، كل الخشية، أن يكون مفتوحاً على عمر مديد، في غياب النص الدستوري الملزم بسقف زمني من جهة، وتعذر المخارج السياسية من جهة ثانية.
ثلاثة أشهر انقضت، ولبنان بلا مرجعية، والدولة فيه تفقد أصلاً معناها، جملة وتفصيلاً، ومؤسساتها على اختلافها، تتساقط واحدة تلو الأخرى، في غياب الإرادة السياسية بالتصدي لمسؤولية قيادة السفينة، وكأن المسؤولين مستقيلون من مسؤولياتهم، غافلون عما يجري من حول لبنان، من أحداث وتطورات تاريخية، كانت تفترض بالحد الأدنى المسارعة إلى بناء منظومة أمان للبلد، ألف بائها حكومة طال انتظارها.
ثلاثة أشهر انقضت، والمواطن بلغ حد القرف، او هو قرف فعلاً، وهو يرى بأم عينه حركة التأليف وهي تجترّ نفسها، وتراوح مكانها منذ صدور مراسيم تكليف نجيب ميقاتي في نهاية كانون الثاني الماضي وحتى يومنا هذا.
الاسطوانة ذاتها تتكــرر: مواقف ولقــاءات ممجوجة، حتى بلغ الأمر حد الاعتداء على وعي المواطــنين بالتلـــطي وراء حقــيبة الداخــلية، بحيث تم تصويرها كأنها أهم من البلـد ومن مصالح اللبنــانيين ومــن وظيفـتها القاضية بصـيانة وضمان أمن المواطنين واستـقرارهم!
نسيت الأكثرية الجديدة أنها أكثرية يفترض أن تكون طبيعية وأنها أكثرية مطالَبة بأن تقدّم للبنانيين نموذجاً يكون مختلفاً عن &laqascii117o;النموذج" الذي خبروه لسنوات طويلة، وأدى إلى تراكم أزماتهم وتفاقمها.
ها هي الأكثرية الجديدة تجترّ نفسها بمجرد أن زجت نفسها بالمعادلات الرقمية. صارت الجبهة المفترض أنها &laqascii117o;جبهة وطنية واحدة"، عبارة عن جبهات تكاذب، لا يضمر الواحد فيها للآخر، إلا ما يخدم حساباته الفئوية الضيقة، بحيث صار البحث عن حسابات وطنية تبرر الفراغ.. أمراً من سابع المستحيلات.
لقد ترحم اللبنانيون في هذه الأيام على حكومات &laqascii117o;الأكسبرس"، سواء أكانت تولد من رحم عنجر أم عوكر. صاروا يشتهون أي بديل لعقلية استئثارية صوّرت الحكومة الجاري تشكيلها وكأنها جزء من المشاعات التي يتم السطو عليها بلا حسيب ولا رقيب.
ثلاثة أشهر انقضت، والفراغ هو القاعدة التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية والبرلمانية. الحكومة في علم الغيب. مجلس النواب شبه مشلول. لجانه تعمل وهيئته العامة معطلة ومعها تتعطل الكثير من مشاريع واقتراحات القوانين ذات المنفعة العامة.
ثلاثة أشهر بدا معها البلد عالقاً بين رئيس حكومة مكلف بلا أية صلاحيات يحاول رفع رصيده السياسي عند &laqascii117o;جمهوره"، كلما تعرّض لاطلاق نار من أهل بيته الجديد، وبين حكومة تصريف أعمال بدت عاجزة عن مواكبة استحقاقات وحالات طارئة من سجن رومية إلى خطف الاستونيين السبعة وصولاً إلى قضية المشاعات مروراً بأزمة لبنانيي ساحل العاج والبحرين. أما رئاسة الجمهورية، ففي موقع المتفرّج سياسياً لا حول لها ولا قوة للقيام بشيء سوى عرض العضلات الدستورية والقومية من أجل إلقاء القبض في نهاية المطاف، على وزارة داخلية مقدمة لرسم مسار كتلة انتخابية &laqascii117o;رئاسية" في انتخابات العام 2013 النيابية.
ثلاثة أشهر انقضت، والرئيس المكلف يطلق الوعود لهذا وذاك، ومن خلفه نبيه بري الذي نام على حصته الثلاثية، يدعو تارة الى صلاة الاستسقاء وتارة أخرى يكثر من الـ"عيديّات" قبل ان يستدرك ويتمنى الا تحتاج الحكومة إلى إقامة صلاة الميت، فيما التواصل المباشر بين نجيب ميقاتي وميشال عون، مقطوع، وها هو &laqascii117o;حزب الله" بشخص المعاون السياسي للأمين العام يجهد لتدوير زوايا حادة غير قابلة للتدوير، وجلّ همـّه ان ينزع بأدائه الحيادي التهمة عن الحكومة المنوي تشكيلها بأنها حكومة &laqascii117o;حزب الله"!
ثلاثة أشهر انقضت، وهيبة الدولة ومؤسساتها تتراجع، والفجوة تزداد بين المواطنين والدولة. يتبدى ذلك في الاستحقاقات المتلاحقة من سجن رومية إلى خطف الاستونيين وصولاً إلى فوضى المشاعات التي ارتدت لبوس المذهبية والطائفية، وكذلك إلى المافيات والسرقات وارتفاع معدلات الجريمة والسرقات في جميع المناطق اللبنانية... من دون إغفال الاستحقاقات العربية الكبرى.
ثلاثة أشهر انقضت، يكاد معها يسقط الهيكل على رأس الجميع. ذلك أننا أمام مرحلة ربما تكون الأكثر خطورة في نتائجها الكارثية اقتصادياً ومالياً ومعيشياً على المواطن وعلى الدولة والمؤسسات، في ظل ارتفاع أسعار غالبية السلع والمواد والخدمات من جهة، وموجة التضخم التي تأكل المداخيل أمام عجز الدولة ومؤسسات القطاعين العام والخاص عن تحــسين الأجور وزيادتها من جهة ثانية..
حتماً، لا تقع المسؤولية عن الفاتورة الاقتصادية والاجتماعية والمالية الباهظة الثمن، سواء اليوم أو غداً، على الأكثرية الجديدة، لكن الحكم استمرار، والناس متعطشة لمن يضع حداً للواقع المتردي في الخدمات وتفاقم الغلاء وتشريع الفوضى والفساد والرشوة، وتعطيل المعاملات واستمرار فراغ الادارات التي تعاني أصلاً من شغور كبير يصل في الفئة الأولى إلى أكثر من 40 في المئة.
هناك جملة ملفات ومخاطر عمر بعضها من عمر الدولة وبعضها الآخر من عمر &laqascii117o;جمهورية الطائف"، لكن اللبنانيين ينشدون من يبادر الى التصدي لها حكومياً، اليوم قبل الغد، وعلى مستوى الدولة ككل، وهذه بعض نماذجها:
ـ مع بلوغ اسعار المحروقات في الخارج لا سيما مادتي المازوت والبنزين، ارقاماً قياسية في ظل تخطي سعر الطن لكل من المادتين الالف دولار، من المسؤول عن السياسة النفطية التي من شأنها الحدّ من الآثار السلبية على المواطن والقطاعات الإنتاجية ومؤسسة كهرباء لبنان التي سيصل عجزها هذا العام إلى أكثر من 1,8 مليار دولار على سعر برميل النفط بحدود المئة دولار؟
ـ ماذا سيفعل المستهلك بفاتورة الكهرباء الرسمية وفاتورة المولدات الخاصة التي تتضاعف مع تضاعف أسعار المازوت؟ وماذا عن كلفة النقل وأسعار الخبز في ظل ارتفاع سعر القمح الملازم لارتفاع النفط؟
ـ مع تردي التقديمات الصحية والتعليمية، من يراجع المواطن العاجز عن مواجهة تأخر المعاملات الصحية والتقديمات الاجتماعية من الضمان الاجتماعي والمؤسسات الضامنة، مع العلم ان الدولة وأصحاب العمل يدفعون أكثر من 1370 مليار ليرة سنوياً مقابل هذه الخدمات للصندوق والمؤسسات الضامنة؟ ومن المسؤول عن الهدر المتزايد وحرمان المواطن من أبسط حقوقه في التقديمات التي تتأخر شهوراً وربما سنوات عن تاريخ استحقاقها؟
ـ من المسؤول عن خلق مناخ الحد الأدنى من الاستقرار لجذب الرساميل التي تساهم بخلق فرص العمل، إضافة إلى تأمين التمويل لحاجات الاقتصاد، فيما أدى الفراغ وتراجع الثقة والاستقرار إلى انحسار الرساميل الوافدة خلال الفصل الأول من العام 2011 إلى أكثر من 37 في المئة مقارنة مع العامين الماضيين (لم تصل إلى ملياري دولار بعدما بلغت أكثر من 15 مليار دولار في العام 2010)؟
ـ ان اخطر ما يواجهه لبنان هو ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب نتيجة الضائقة الاقتصادية، حيث يقدر ان تصل النسبة الى اكثر من 18 في المئة مع نهاية العام 2011، في حين ان هذه النسبة تخطت الـ50 في المئة في صفوف الشباب الخارج حديثاً الى سوق العمل والذي صار يبحث عن الهجرة او يجد نفسه أسير البطالة المقنعة، ذلك أن لبنان يحتاج سنوياً الى خلق ما بين 30 الى 35 الف فرصة عمل يتأمن منها حالياً فقط ما بين 12 الى 14 الفاً معظمها في القطاع الخاص.
ـ أما موضوع الاستحقاقات المالية على الدولة والمقدّرة بحوالى 13،7 مليار دولار لما تبقى من العام 2011، فهو أمر من شأنه ان ينعكس سلباً على تمويل احتياجات الدولة وعجز الخزينة للعام 2011 في حين أن الموازنة العامة غائبة للسنة السادسة على التوالي في ظل تراجع حركة الودائع المصرفية التي كانت تشكل المصدر الأساسي لتمويل القطاعين العام والخاص، فماذا سيكون الوضع في ظل استمرار الفراغ الحكومي؟
ـ من يتحمّل مسؤولية تراجع النمو في القطاع المصرفي الذي يشكل الممول الوحيد لتسليفات القطاعين العام والخاص، بعدما كان لبنان من بين الدول الأكثر إفادة من هجرة الرساميل الباحثة عن ملاذ آمن للاستقرار حتى في أصعب الأزمات؟ وهل يمكن للبنان أن يستعيد هذا الدور في ظل الفراغ الحكومي لاستقطاب الفوائض من ارتفاعات أسعار النفط؟
ـ يبقى موضوع استحقاق التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته في تموز المقبل، وهو عنصر بدأ يعكس تأثيره تراجعاً بالثقة في القطاع المالي والنقدي، خاصة في ظل واقع الفراغ الحكومي وعجز حكومة تصريف الأعمال عن التجديد... إلا إذا اجتمع مجلس النواب لمناقشة اقتراح قانون نيابي بالتجديد، وهو أمر لم يوضع على جدول أعمال المعنيين حتى الآن برغم حساسيته وخطورته.
واشنطن تدرس معاقبة مسؤولين سوريين ومجلس الأمن يصدر اليوم إعلاناً يستنكر القمع
دمشق تختار الحل العسكري لإخماد الاحتجاجات في درعاـ 'السفير': قدم الحكم في سوريا دليلا جديدا امس على انه اختار الحل العسكري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية عندما ارسل قوات من الجيش مدعومة بالدبابات الى مدينة درعا، لضرب ما قال انها مجموعات ارهابية وسلفية، وهو ما اسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والعسكريين، فيما صعدت الادارة الاميركية موقفها فاستدعت السفير السوري لدى واشنطن وابلغته احتجاجا على اعمال القمع للمعارضين السوريين، مشيرة الى انها تدرس امكان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين، في وقت يبحث مجلس الامن الدولي، بطلب من اربع دول اوروبية، اصدار بيان اليوم يدين قمع التظاهرات، بالرغم من انه يشيد بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ، ويشير الى اهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط.
وذكر مراسل &laqascii117o;السفير" في دمشق زياد حيدر ان الجيش السوري سيطر على وسط مدينة درعا، ولا سيما ساحة البلدة القديمة التي شكلت قلب الاحتجاجات التي حصلت طوال الأسابيع الماضية، وذلك بعد اقتحام المدينة فجر أمس في تحرك &laqascii117o;نحو حسم" ما تشهده المدينة من احتجاج، لم يتوقف رغم جلسات الحوار التي جرت بين فعاليات ووجهاء من المدينة وأركان الدولة العليا على مدى الاسبوعين الأخيرين.
وبدا أن سبب القرار الأخير مرتبط بضحايا عملية &laqascii117o;نوى" القريبة من درعا التي قتل فيها سبعة من قوى الأمن في هجوم، قالت مصادر رسمية ان &laqascii117o;مجموعة مسلحة" قامت به، فيما ذكرت روايات نشطاء على محطات تلفزيونية فضائية أنه جاء نتيجة محاولة اقتحام مركز أمني.
وسبق هذا التحرك تواصل سوري إماراتي، حيث ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس بشار الأسد تسلم رسالة من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نقلها وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، &laqascii117o;تتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة، ووقوف الإمارات إلى جانب الشعب والقيادة السـورية لتجـاوز هذه المـرحلة الـتي تمـر بها سوريا". وتنـاول اللقـاء &laqascii117o;تطورات الأحداث التي تشهدها سوريا وجملة الاصلاحات الشاملة التي تقوم بها القيادة السورية، إضافة إلى الوضع في منطقة الخليج العربي وخاصة في البحرين".
وميدانيا، دخلت مجموعة عسكرية من سبع دبابات مدينة درعا متجهة نحو البلدة القديمة، وفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، وبرفقتها مجموعات من عناصر الأمن. وقال مراقبون ان القرار بالحسم العسكري جاء بناء على تطورات ميدانية أبرزها &laqascii117o;مقتل مجموعة من 7 عناصر من قوى الأمن أمس الأول في نوى"، إضافة إلى &laqascii117o;ورود معلومات عن ترتيبات لمجموعات في البلدة لإعلان انفصالها عن الدولة، وذلك بعد مطالبات علنية بفصل نقابات البلدة عن حزب البعث الحاكم".
كما زادت الأمر سوءا أخبار، لم يمكن التأكد منها، ترددت عن فتوى في درعا تبيح &laqascii117o;قتل عناصر الأمن"، ناهيك بالرواية المتداولة في الإعلام السوري عن الشروع في &laqascii117o;إعلان إمارة إسلامية". كما زاد من تعقيد الأمور ما ظهر من أشرطة على مواقع المعارضة للأئمة في بعض جوامع المدينة ومحيطها، تناولتها بالنقد مواقع الكترونية سورية محلية، وتضمنت تحريضا طائفيا صريحا.
وصدر بيان عسكري يقول انه &laqascii117o;استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا، ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع التي تمارسها المجموعات الارهابية المتطرفة، قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح اليوم (امس) إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين، وهي تقوم الآن بمشاركة القوى الامنية بملاحقة هذه المجموعات، حيث تمكنت من إلقاء القبض على العديد منهم إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وقد أسفرت المواجهة عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية. كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة".
وأوعزت وزارة الداخلية إلى &laqascii117o;جميع قيادات الشرطة والادارات المعنية تقديم كافة الموقوفين عرفيا إلى القضاء، وذلك عملا بالمرسوم التشريعي القاضي بإنهاء حالة الطوارئ".
وتمكنت قوات الأمن والشرطة السورية &laqascii117o;من القبض على عدد من المسلحين المجرمين، الذين تبين أن عناصر منهم هم من قاموا بقتل شباب طرطوس في منطقة جوبر، والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية". كما &laqascii117o;تم إلقاء القبض على شيخ الفتنة في درعا عبد السلام الخليلي، الذي ظهر في أحد مقاطع الفيديو يروج ويدعو للفتنة والطائفية ضد أهل السويداء".
وردا على ما ذكرته قناة &laqascii117o;الجزيرة" عن انشقاق في الجيش، ذكرت &laqascii117o;شبكة أخبار دمشق" أن &laqascii117o;معلومات الجزيرة ناقصة، لأنه لا وجود للفرقة الرابعة في درعا".
واكدت مصادر سورية وأردنية أن الحدود بين البلدين ليست مغلقة، إلا أن الحركة فيها كانت شبه معدومة لتأثير الأحداث. ونقلت &laqascii117o;سانا" عن المدير العام للجمارك في سوريا مصطفى البقاعي قوله &laqascii117o;ان جميع المعابر الحدودية بين سوريا ودول الجوار مفتوحة، وخاصة مع الأردن"، مضيفا &laqascii117o;ان الحركة على المنافذ تسير بشكل طبيعي ومنتظم، سواء بالنسبة للمسافرين أو لحركة الشحن. وكانت وكالة الانباء الاردنية نقلت عن وزير الدولة للاعلام طاهر العدوان قوله ان &laqascii117o;قرار اغلاق الحدود البرية بين الاردن وسوريا جاء من قبل الجانب السوري"، مشيرا الى انه &laqascii117o;يتعلق بتطورات الاوضاع الداخلية السورية".
واشنطن ومجلس الأمن
وأعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي طومي فيتور ان واشنطن تدرس امكان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين، ردا على استخدام السلطات السورية &laqascii117o;العنف غير المقبول" ضد المتظاهرين.
وقال فيتور ان واشنطن تدرس خيارات عدة &laqascii117o;منها العقوبات ردا على حملة القمع، ولتظهر بوضوح ان هذا التعامل غير مقبول". واضاف ان &laqascii117o;العنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها مرفوض تماما، وندينه باشد العبارات".
وتابع فيتور، في بيان، &laqascii117o;يجب الاصغاء الى الشعب السوري المطالب بحرية التعبير والتجمع والتظاهر سلميا"، والى رغبته في &laqascii117o;اختيار قادته بحرية".
وقال مسؤول اميركي ان الاجراءات قد تتضمن تجميد الاموال وحظر التعاملات التجارية في الولايات المتحدة. ومن المرجح ان يصدر ذلك في صورة أمر تنفيذي يوقعه الرئيس باراك أوباما، لكن لم يصدر قرار نهائي بعد بشأن التوقيت المحدد لمثل هذه الخطوة.
واستدعت وزارة الخارجية الأميركية السفير السوري عماد مصطفى وأبلغته &laqascii117o;إدانة الولايات المتحدة لأعمال القمع الوحشية ضد المتظاهرين السوريين، وإرسال رسالة واضحة للحكومة السورية بهذا الشأن".
وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن وجود السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد سمح لواشنطن بالتواصل بشكل واضح مع النظام السوري. وقال &laqascii117o;وجود سفير في سوريا سمح لنا بالتعبير عن وجهات نظرنا".
وردا على سؤال حول سبب عدم دعوة اوباما الرئيس السوري الى التنحي خلافا لما فعل مع الرئيس الليبي معمر القذافي، اكد كارني ان &laqascii117o;ليبيا، مرة جديدة، تمثل (وضعا) فريدا". واضاف ان &laqascii117o;معمر القذافي كان فاقدا السيطرة على جزء كبير من البلاد، ونظام القذافي كان يتقدم في مواجهة شعبه بطريقة منسقة، وكان على وشك مهاجمة مدينة كبرى" بنغازي عندما انطلقت العملية الدولية ضد ليبيا.
وكانت دمشق اعربت السبت الماضي عن &laqascii117o;اسفها" لبيان اوباما حول التطورات في دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مسؤول قوله ان &laqascii117o;الجمهورية السورية تعبر عن اسفها لصدور بيان بالامس (الجمعة) لاوباما بشأن الاوضاع في سوريا لكونه لا يستند الى رؤية موضوعية شاملة لحقيقة ما يجرى" على الارض. واضاف &laqascii117o;قد سبق لسوريا ان نفت ما روجت له الادارة الاميركية حول الاستعانة بايران او غيرها في معالجة اوضاعها الداخلية ونستغرب اصرار الادارة على تكرار هذه الادعاءات، الامر الذي يشير الى عدم المسؤولية والى ان ذلك جزء من التحريض الذي يعرض مواطنينا للخطر".
ورفضت ايران السبت اتهامات اوباما بان النظام السوري يسعى للحصول على مساعدة طهران لقمع حركات الاحتجاج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست &laqascii117o;نرفض هذه التصريحات. سياستنا الخارجية واضحة جدا. لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى".
واعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تروج داخل مجلس الامن الدولي لمشروع ادانة لقمع التظاهرات في سوريا. وأشار دبلوماسي الى ان مشروع الاعلان هذا يمكن ان يتم نشره على الملأ اليوم اذا ما توصل الاعضاء الـ 15 داخل مجلس الامن الى اتفاق بالاجماع. وقال ان &laqascii117o;الاعلان المشترك يندد بالعنف، ويوجه نداء الى ضبط النفس".
واضاف الدبلوماسي ان الدول الاربع تشيد ايضا بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ، كما تشير الى اهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط. واوضح دبلوماسي لدى الامم المتحدة &laqascii117o;تجب رؤية ماذا يرغب مجلس الامن بفعله في موضوع سوريا. لسنا امام وضع مماثل لليبيا. ثمة احتمال ضئيل بأن تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذات سيادة". ولفتت اوساط دبلوماسية الى ان الفارق الآخر مع الوضع الليبي هو ان الشعب لم يبادر الى حمل الاسلحة لمقاتلة النظام.
ونقلت وكالات (ا ف ب، ا ب، رويترز) عن الناشط عمار القربي قوله إن 18 شخصا على الاقل قتلوا في درعا، مضيفا أن كثيرين آخرين اصيبوا او فقدوا، فيما قال الناشط عبد الله ابا زيد ان &laqascii117o;25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعا". واضاف &laqascii117o;لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مستشفيات، ما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت".
ونقلت وكالة &laqascii117o;اسوشييتد برس" عن احد المتظاهرين في درعا قوله &laqascii117o;ليأت اوباما ويأخذ سوريا. ليأت اليهود ويأخذوها. كل شيء افضل من بشار الاسد". وكان النائبان عن درعا بشير الزعبي وناصر الحريري ونائب رئيس غرفة التجارة في درعا فيصل الهيمد ومفتي المدينة رزق عبد الرحيم ابازيد اعلنوا استقالتهم من مناصبهم &laqascii117o;احتجاجا على قتل المتظاهرين".
واعلن ناشط في حقوق الانسان مقتل 13 شخصا وجرح عدد آخر برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية. وقال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات مداهمة في دوما والمعضمية قرب دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان &laqascii117o;الامن اعتقل العشرات خلال اليومين الماضيين في سراقب ودير الزور والرقة ودوما وبانياس".
وقتل 13 شخصا السبت الماضي خلال جنازات لمتظاهرين. وقال ناشطون حقوقيون ان الشرطة السورية داهمت منازل قرب دمشق وفي حمص واعتقلت عددا من النشطاء.
واصدر كتاب سوريون من جميع الطوائف بيانا نددوا فيه بحملة قمع دامية ضد المحتجين. ووقع على بيان 102 كاتب وصحافي في سوريا وفي المنفى، ودعوا المثقفين الذين لم يكسروا حاجز الخوف لاتخاذ موقف واضح.
ودعت انقرة دمشق إلى &laqascii117o;اقصى ضبط للنفس" ومواصلة الاصلاح. (تفاصيل ص ). واعربت وزارة الخارجية الروسية &laqascii117o;عن قلق روسيا من تصاعد التوتر والمؤشرات الى مواجهات تتسبب في معاناة ابرياء"، داعية الى تسريع الاصلاحات في سوريا.
وادان عملية قمع المحتجين في سوريا كل من وزراء خارجية بريطانيا وليام هيغ وفرنسا آلان جوبيه وبلجيكا ستيفن فاناكيري وايطاليا فرانــكو فراتينــي. وأعلنت أكثر من حــركة مصرية شبابية فاعلة في &laqascii117o;ثورة 25 يناير" تضامنها مع انتفاضة الشعب السوري.
السنيورة : مطلب نزع السلاح غير مرتبط بأي مشروع خارجيـ صحيفة 'النهار': ذكرت صحيفة 'النهار' أن رئيس جبهة 'النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط الذي انتقد المواقف الاخيرة لقوى 14 آذار التي طالبت بجعل السلاح تحت سلطة الدولة ومنع استخدامه في الداخل حاول الدخول من باب ان الكلام على سلاح 'حزب الله' بهذه الطريقة يؤدي الى فتنة باعتبار انه يدخل في باب ما يطلق عليه مؤامرة اميركية - اسرائيلية لنزع سلاح الحزب او تقييده،مشيرة الى أن 'السنيورة لم يتفق معه اذ اكد له وفق المعطيات المتوافرة ان لا علاقة لمطالب تيار 'المستقبل' وقوى 14 آذار في هذا الاطار باي مؤامرة ولا بأي مطلب خارجي اقليمي او دولي بل هو مطلب محلي مبدئي وسياسي يتصل بالرغبة في افساح المجال امام بناء الدولة ليس الا، وان لا تراجع عن هذا المطلب والا سقط منطق السعي الى بناء الدولة، متمنيا على جنبلاط في حال رغب في وساطة بين الفريقين السني والشيعي منعا لاي فتنة ان يساهم في وقف حملات التخوين والتهديد باعتبار ان التمادي في التخوين والاتهامات التي تساق يساهم في اثارة الحساسيات. '
كما رأى السنيورة انه اذا اراد النائب جنبلاط تخفيف حدة الصراع السني الشيعي ان يسعى الى وقف هذه الحملات التي يقوم بها فريق 8 آذار.
خلافات بري ـ المفتي إشاعة اخترعها الناصريّون وجماعة 'إقرأ'ـ 'الديار': اكدت صحيفة 'الديار' ان 'لا صحة للاخبار التي اشيعت عن خلاف حصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومفتي الجمهورية محمد قباني'، وهذا ما تؤكده 'اوساط مطلعة'، واضافت بأن 'الموضوع انطلق من ادعاء قامت به مجموعتان صغيرتان تابعتان لتيار المستقبل، الاولى حركة الناصريين الاحرار برئاسة زياد العجـوز والثانية جمعية إقرأ برئاسة الشيخ بلال دقماق، فالاثنان اصدرا بياناً دانا فيه بشدة تعطيل المجلس النيابي وان الشيعة هم الذين يشكلون حكومة الميقاتي'، اضافة الى 'كـلام عن مخالفات تطال الممتلكات الخاصة بالعلماء السنة المجاورة لمرقد الامام الاوزاعي، لكن الاتصال الهاتفي الذي جـرى بين بري والمفتي اوضح كافة الالتباسات'، وان حركة 'امل' كانت قد 'سوت المشاكل قبل الحوار الهاتفي'.
ولفتت الى 'ان الرسائل النصية الالكترونية التـي وصلـت الى المشتركين عن خـلاف مزعـوم، هـي محاولة للتوتير واثارة الفتنة بين السنة والشيعة، فكما اخترعوا في الامس قضية تظاهر حزب التحرير، فإنهم اليوم يعممون اخبار الخلافات ولا ندري غدا ماذا سيخترعون'.
موجة مخالفات البناء مفتعلة وكانت مدبرة لخلفيات معينة
ـ 'النهار': علمت صحيفة 'ال