مطالبة مصر عبر 'فايسبوك' بمنعهم من دخولها
- صحيفة 'السفير'خالد سميسم
ما زالت صفحات 'فايسبوك' مسرحاً لحرب مشتعلة بين مؤيد للنظام في سوريا ومعارض له. والمسرح هذه المرة هو الوسط الفني، وأبطال المعركة هم من الفنانين وتصريحاتهم المتناقضة أحياناً، مما دفع المعارضين السوريين الى إنشاء صفحات عبر 'فايس بوك' تطالب المصريين 'بمنع أي فنان سوري معادٍ للثورة من العمل في مصر'. أطلق المعارضون على الصفحة 'معاً لمنع فناني سوريا في قائمة العار دخول مصر'، محدّدين أسماء بعض الفنانين ممن شاركوا في أعمال درامية مصرية. ومنهم الفنانة صفاء سلطان التي قامت ببطولة مسلسل 'قلبي دليلي' التي جسّدت فيه شخصية المطربة 'ليلى مراد' في مصر، وشاركت في أعمال أخرى. والفنانة سلاف فواخرجي التي شاركت في بعض من الأعمال التلفزيونية والسينمائية في مصر، منها مسلسل 'أسمهان'، وفيلم 'حليم'. ومن الفنانين السوريين الشبان الذين وضعوا في صفحة المطالبة بمنع العمل ودخول مصر، باسم ياخور وله في مصر مسلسلا 'حرب الجواسيس'، و'زهرة و أزواجها الخمسة'، فيما يحضر لمسلسل جديد في مصر باسم 'المرافعة'. والفنان باسل خياط متصدراً القائمة لجهة المطالبة بمنعه العمل في مصر. تصدر الفنانون السوريون أيضاً القائمة السوداء للمعارضة على 'فايسبوك' نتيجة لتصريحاتهم، وانقسمت صفحات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد لهم ومعارض. ولم تقف نقابة الفنانين على الحياد، إذ نقلت مواقع الكترونية سورية عن وفد شكلته النقابة برئاسة النقيبة الفنانة فاديا خطاب، لزيارة جرحى الجيش في مستشفى تشرين، وكان مع الوفد كل من الفنانين مصطفى الخاني، ووفيق الزعيم ومها المصري. إلا أنّ بعض أفراد الطاقم الطبي من أطباء وممرضين، كما ذكرت المواقع، طالبوا الممثلين بمغادرة المستشفى فوراً، والابتعاد عما وصفوه 'بالمظاهر الإنسانية المزيفة التي يحاولون إقناع الناس بها'. وصرح أكثر من طبيب بأن هؤلاء 'لا يمثلون إلا أنفسهم'، ووجّه بعض أفراد الكادر الطبي والزوار الشتائم لهؤلاء الفنانين بسبب البيانات المتناقضة والمتضاربة التي صدرت عنهم مؤخراً. هي حرب على ما يبدو من نوع آخر. حرب تتمثل في إلغاء الآخر نتيجة موقف، بغض النظر عن طبيعة هذا الموقف. حرب هزت الوسط الفني وشغلت بال الفنانين رغم تصريحات بعضهم أن كل القوائم السوداء لا تعنيهم. على ضوء ذلك، تبدو صورة الفنان السوري وكأنها اهتزت شعبياً بشكل أو بآخر، بنظر بعض المؤيدين للنظام وبعض المعارضين له. إذ قرر منتجو الدراما السورية ومنذ بداية الإحتجاجات السورية مقاطعة القنوات الفضائية التي تبث أخباراً أو لقطات تسيء إلى سوريا وتروج إلى إشاعة الفوضى فيها. وصدر أكثر من مرة بيان عن فنانين يتضمّن موقفاً ما إزاء الأحداث الأخيرة في سوريا، ثم يصدر بيان آخر عن الفنانين أنفسهم ينكرون فيه ما ورد في البيان الأول، حتى بدت الصورة أمام الشارع مثل لعبة الأطفال التي تحمل دائماً نهايات غير متوقعة وربما.. غير سعيدة.