تسريبات 'ويكيليكس'
- صحيفة 'الجمهورية': 'ويكيليكس' عن بيدرسون: حزب الله لا يريد توقف الطلعات الاسرائيلية
كشف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون جانبا من المستور عن المعلومات التي في حوزته، خلال اجتماع عقده مع منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية السفير هنري كرامبتون، متحدثا عن 'حزب الله' وعلاقته بسوريا، وعن الدور السوري في ما يتعلق بالحوار الوطني.
وبحسب الوثيقة الصادرة عن السفارة الاميركية في بيروت ورقمها 1676 06beirascii117t، فإن بيدرسون قال 'إن القراءة الصحيحة لهوية 'حزب الله' تستوجب أخذ جذور الحزب في عين الاعتبار، وشرح أن البدايات كانت بانفصاله عن حركة 'أمل' واستمداد الإلهام والدعم من الثورة الإسلامية في ايران.
'ومن الأسباب التي عززت نشأة 'حزب الله'، كانت الأعداد الكبيرة من المجتمع الشيعي التي 'ضاقت ذرعا' بفساد (...) وخصوصا خلال الاجتياح الاسرائيلي العام 1982، كما أن تواجد الحرس الثوري الإيراني في البقاع، في تلك الفترة، كان عاملا فعّالا في صنع الحزب. 'في نهاية المطاف، حزب الله هو 'خليط' من علاقات بالثورة الاسلامية في ايران والمظالم الاجتماعية في المجتمع الشيعي والحرب مع اسرائيل و'علاقة معقدة جدا' بالحكومة السورية وأجهزتها الأمنية'.
وتحدث بيدرسون، بحسب الوثيقة التي نشرتها صحيفة 'الجمهورية' 'عن وجود فروع عدّة داخل قيادة 'حزب الله'. فبعد سنة تقريباً من الانسحاب العسكري والاستخباراتي السوري من لبنان في العام 2005، أبقى 'فريق صغير' على ولائه لنظام الأسد في دمشق وفريق آخر من القيادة كان أكثر اهتماما بتنمية الدولة اللبنانية. وينفي المتحدثون باسم الحزب وجود مدارس فكرية متناقضة داخل تنظيمهم، إذ إن هذا الموضوع حسّاس جدا لدى الحزب، خصوصا بعد الانقسام الذي خرج الى العلن في العام 1992.
وأضاف بيدرسون أن لدى القيادة الحالية لـ'حزب الله' اهتماما بالحفاظ على الاستقرار داخل لبنان، ومع ذلك فهي تواجه مشكلة الإبقاء على 'التركيز' لدى عناصرها من قوات حرب العصابات، والتأكد من أنهم 'يشعرون بأن لديهم رسالة في الحياة'.
ولمّح بيدرسون الى 'أن محاربي الدوام الكامل يشكلون دائرة اهتمام أساسية لدى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ويوفّرون اطارا لنشاطات الحزب شبه العسكرية على الحدود مع اسرائيل.
ووصف بيدرسون 'تناقض حزب الله' بالحقيقة التي تدفع الحزب الى اعتبار المرشد الأعلى الإيراني قائدهم، ومع ذلك لديهم حصة في المصالح الوطنية اللبنانية. يفرض اتخاذ القرارات السياسية في لبنان الرجوع الى توافق جماعي بين جهات النظام الطائفي اللبناني، ومع ذلك فإن 'حزب الله' يفرض احتكارا على قرارات الحرب والسلم من خلال وجوده شبه العسكري على الحدود مع اسرائيل، ويصرّ الحزب على التمسّك بهذا الاحتكار، مع علمه أن حجّته لفعل ذلك 'ضعيفة'. وأشار بيدرسون إلى 'أنّ هذا التناقض الأخير سوف يصبح مثيرا جدا للاهتمام' ما إن يَتمّ اكتشافه'.
وأشار بيدرسون الى امكان وجود فرص 'لتثقيف حزب الله'، من خلال ارغامه على ايجاد تعريف دقيق 'للتهديد الاسرائيلي' على لبنان، وقال إن التحليق الاسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية، خلق إدراكا للخطر عند اللبنانيين من التهديد الاسرائيلي، وعزّز حجّة 'حزب الله' في المحافظة على سلاحه، ومن المعلوم أن الحزب أخذ اشعارا بتوّقف الطلعات الجوية خلال شهري آذار ونيسان، وفي سبيل خدمة فرصة تثقيف الحزب، على اسرائيل أن تواصل سياسة ضبط النفس.
واقترح بيدرسون حثّ حزب الله 'لامتحان اسرائيل'، وذلك من خلال دفعه الى ايقاف نشاطاته شبه العسكرية على الحدود، في خطوة متبادلة مع توقّف الطلعات الجوية، ولكن على الأرجح لا تريد قيادة الحزب أن تتوقف هذه الطلعات، إذ يترتب عليها عبء اتخاذ خطوات نحو عملية نزع السلاح (أشار السفير فيلتمان إلى التعزيزات العسكرية التي أجراها حزب الله على طول الخط الأزرق، كخطوة احترازية حيال استئناف اسرائيل لطلعاتها الجوية، وهو بذلك لا يجعل من عملية ضبط النفس الاسرائيلية خطوة سهلة).
وأتى بيدرسون على ذكر الحوار الوطني الحاصل في لبنان، والذي جمع نصر الله ببقية القيادات اللبنانية حول طاولة الحوار، ما أمّن تغييرا في الجو العام. وأشار الى توصّل كافة المشاركين للاتفاق على نقاط عدة مهمة، ومنها دعم التحقيق الدولي في قضية اغتيال الحريري، وحظر الأسلحة والمقاتلين في المخيمات الفلسطينية، ولكن 'تداعت' الأمور في نهاية المطاف، وعزى بيدرسون سبب انهيار طاولة الحوار الى الجواب السلبي الذي حصلت عليه قيادة حزب الله من الحكومة السورية، ردّا على السؤال المتعلق بمسيرة التوافق ضمن الحوار الوطني، 'قرر حزب الله إلقاء اللوم على فريق 14 آذار' المكوّن من تحالف سعد الحريري ووليد جنبلاط الداعم لحكومة السنيورة، بما أنه لا يستطيع اتّهام حليفه التاريخي سوريا على عرقلة مساعي التوافق، وهذا دليل على أن حزب الله لا يريد 'مجابهة سوريا'، ويفترض خروج الحكومة السورية سليمة، وحتى معززة من مخاضها المتمثل بتحقيق الأمم المتحدة في قضية اغتيال الحريري، وقال بيدرسون إن سوريا ما زالت 'المفتاح' في لبنان، لأن 'الكثير من اللبنانيين مرتبطون بسوريا أكثر من ارتباطهم بمصالح لبنان'، ولحظ أنه خلال اجتماعاته الخاصة بقيادات من حزب الله، يبدو هؤلاء 'أكثر انتقادا لسوريا'، على عكس تصاريحهم العلنية.
واضاف بيدرسون أن الحلّ لقضية حزب الله يتطلب مقاربة من شقين من جانب المجتمع الدولي: أولا، 'بناء المزيد من الثقة داخل لبنان'، وثانيا، 'تهدئة الوضع الإقليمي'.
وفي هذه النقطة الأخيرة 'توضيح الملف النووي الايراني' سوف يساعد في شكل كبير، وبالنظر الى الموقف السوري غير المبالي تجاه قرار مجلس الأمن الرقم 1680، فذلك يتطلب اتباع نهج أكثر تنسيقا، خصوصا من خلال الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وينطوي الأمر ايضا على 'مقاربة بوتين'.
هنا، أشار بيدرسون الى بعض التقارير عن الحكومة الروسية التي لديها 'شعور بالإحباط المتزايد' من الحكومة السورية.
من جهة أخرى، حاول بيدرسون تصوّر وضع حزب الله في حال التوصّل الى قرار نزع سلاحه، ويشرح أن أهم شواغل قيادات الحزب ستتمثل في قلقهم على سلامتهم الشخصية، اضافة الى اهتمامهم بتأمين الخدمات الاجتماعية (بمعنى آخر الرعاية السياسية) بالمستوى ذاته الذي تقدمه المؤسسات اللبنانية الحقيقية الأخرى، إذ من المفترض ألا تتمتع هذه القيادات مستقبلا بالسخاء الإيراني الحاصل اليوم.
ولمّح السفير كرامبتون الى إيجابية المثل الليبي، في حال اختار حزب الله الخروج من لائحة الحكومة الأميركية للمنظمات الارهابية، وقد أشار سلمان الشيخ، مسؤول الشؤون السياسية لدى بيدرسون، إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تعتزم التصريح علنا أنها ترى حزب الله على 'مفترق طرق'، والفرصة متاحة أمامه لإحداث تغيير في مساره على النمط الليبي للخروج من دائرة الأعمال الإرهابية. كما أن على خصوم حزب الله في لبنان ' فريق 14 آذار' بَذل الكثير من الجهود.
وسأل بيدرسون عن مضمون موقف 14 آذار الموّحد بهدف التوصّل الى تحقيق الهدف الأكبر، وهو نزع سلاح حزب الله. ولمّح الشيخ الى ضرورة إيصال رسالة منّا الى محاورينا اللبنانيين، مع التركيز على الحاجة الى نزع السلاح من الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الرقم 1559، في وقت يؤكد محاورونا اللبنانيون أن بسبب ضرورة الحفاظ على 'الاستقرار' لا يقدمون على خطوات تصعيدية، إلاّ أن الوضع الراهن غير مقبول أبدا.
- 'الجمهورية': السفارة الأميركية في دمشق: لا إصلاحات والنظام لا يحس بالتهديد والضغوط.... (للقراءة).
'أوباما دفع موقف الولايات المتحدة التقليدي من 'حزب الله' الى حدود خطرة وغير مألوفة'- صحيفة 'السفير': انتهك الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس معياراً سياسياً وأخلاقياً جديداً عندما دفع موقف الولايات المتحدة التقليدي من حزب الله الى حدود خطرة وغير مألوفة تتجاوز اتهامه المتكرر بأنه مجموعة ارهابية، عندما قال في خطاب أمام أقوى جماعات الضغط اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل إن الحزب &laqascii117o;يمارس الاغتيال السياسي، ويسعى إلى فرض إرادته من خلال الصواريخ والسيارات المفخخة" . ولم يكن من الصعب التكهن في ما قصده أوباما في إشارته الأولى من نوعها الى &laqascii117o;الاغتيال السياسي"، و&laqascii117o;السيارات المفخخة"، والتي يبدو وكأنها قرار أميركي واضح وصريح بإشعال نار الفتنة في لبنان، وإعلان اميركي مسبق عن القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولعل اخطر ما في موقف أوباما المفاجئ من حزب الله إنه جاء في سياق خطاب اعتذاري من إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي احتج على اقتراح الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وقال اوباما، امام لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك) امس، بعد أيام على خطابه حول الشرق الأوسط ولقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض، إنه &laqascii117o;حتى في الوقت الذي قد نختلف فيه، كما يفعل الأصدقاء أحياناً، فإن الروابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابلة للكسر، والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل محصّن". وأكد ان إدارته جعلت أمن إسرائيل أولوية، وزادت التعاون العسكري إلى &laqascii117o;مستويات غير مسبوقة"، بما في ذلك نظام &laqascii117o;القبة الحديدية" المضاد للصواريخ، متعهداً الحفاظ على &laqascii117o;تفوق إسرائيل العسكري النوعي". ولفت أوباما خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر &laqascii117o;ايباك" السنوي إلى العقوبات الأميركية والدولية التي فرضت على طهران، قائلاً &laqascii117o;نبقى ملتزمين بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، ومشيراً إلى أن إيران &laqascii117o;تواصل دعم الإرهاب في كل أنحاء المنطقة، بما في ذلك توفير أسلحة وأموال إلى مجموعات إرهابية. ولهذا سنظل نعمل على منع تلك الأعمال، وسنقف في وجه مجموعات، مثل حزب الله، تمارس الاغتيال السياسي وتسعى إلى فرض إرادتها من خلال الصواريخ والسيارات المفخخة". وبعدما عدد التزام إدارته في دعم إسرائيل، من فيتو الأمم المتحدة إلى تقرير غولدستون، اعتبر ان المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس &laqascii117o;تشكل عقبة ضخمة أمام السلام. ولا يتوقع من أي دولة أن تفاوض مع منظمة إرهابية يدعو ميثاقها إلى تدميرها". وأضاف &laqascii117o;سنواصل الطلب من حماس قبول المسؤوليات الأساسية للسلام: الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف والالتزام بجميع الاتفاقيات القائمة". وقال اوباما &laqascii117o;مهما كان الأمر صعباً لبدء مفاوضات جوهرية في ظل الظروف الحالية، علينا ان نعترف بأن الفشل في المحاولة ليس خياراً، والوضع الراهن غير مستدام"، مشيراً إلى ان ما طرحه في خطابه الأخير حول حدود عام 1967 ليس جديداً، بل اعتمدته كل الإدارات الأميركية الســـــابقة، منذ الرئيس الأسبق بيل كلينتون على الأقل. وشرح اوباما موقفه من هذه القضية، قائلاً إن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان على الحدود، آخذين في الاعتبار &laqascii117o;الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض واحتياجات كلا الطرفين". وتابع &laqascii117o;العالم يتحرك بسرعة كبيرة. التحديات غير العادية التي تواجه إسرائيل ستزداد. التأخير سيقوض أمن إسرائيل والسلام الذي يستحقه الشعب الإسرائيلي. اعلم ان البعض منكم يختلف مع هذا التقييم. احترم هذا الأمر. وكمواطن أميركي وكصديق لإسرائيل، اعلم انه يمكننا ان نقوم بهذا النقاش".وتابع &laqascii117o;أعرف جيداً أن الشيء الأسهل لفعله، لا سيما بالنسبة لرئيس يستعد لإعادة انتخابه، هو تجنب أي إشكالية. ولكن، كما قلت لرئيس الوزراء نتنياهو، أعتقد ان الوضع الحالي في الشرق الأوسط لا يسمح بالمماطلة. أعتقد أيضاً أن الأصدقاء الحقيقيين يتحدثون بصراحة وبصدق مع بعضهم البعض". وذكر أنه أبلغ نتنياهو خلال الاجتماع أن &laqascii117o;عدد الفلسطينيين الذين يعيشون غربي نهر الأردن يزداد بسرعة، ويعيد بشكل رئيسي صياغة الوقائع الديموغرافية لكل من إسرائيل والفلسطينيين. ومن دون تسوية، فإن هذا الأمر سيجعل من الصعب الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وكدولة ديموقراطية". واعتبر أوباما أن التكنولوجيا أيضاً ستجعل من الصعب على إسرائيل أن تدافع عن نفسها، كما ان &laqascii117o;جيلاً جديداً من العرب يعيدون صياغة المنطقة. لم يعد يمكن تحقيق سلام عادل ودائم مع واحد أو اثنين من القادة العرب". ورأى ان المجتمع الدولي تغير أيضاً خلال السنوات الأخيرة، &laqascii117o;ولهذا السبب يسعى الفلسطينيون إلى مصالحهم في الأمم المتحدة. إنهم يدركون ان هناك نفاداً للصبر من عملية السلام أو لغيابها، ليس فقط في العالم العربي، ولكن في أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا. ونفاد الصبر هذا يتزايد ويعبر عن نفسه في عواصم حول العالم". وأكد انه لا يمكن فرض السلام على طرفي النزاع، وأن واشنطن لن تقبل بإنشاء دولة فلسطينية في الأمم المتحدة، مضيفاً &laqascii117o;سنخضع الفلسطينيين للمساءلة على أفعالهم وخطابهم". وتابع &laqascii117o;المسيرة لعزل إسرائيل دولياً، وتوجه الفلسطينيين للتخلي عن المفاوضات، سيستمران باكتساب المزيد من الزخم، في غياب عملية سلام ذات مصداقية وبديل. لكي يكون لدينا نفوذ مع الفلسطينيين ومع الدول العربية ومع المجتمع الدولي، فإن أســـاس المفـــاوضات يجب ان يحوي احتمال النجاح". وختم اوباما قائلاً &laqascii117o;لن نتخلى أبداً عن السعي إلى سلام عادل ودائم ينهي هذا النزاع بدولتين يعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن. هذه ليست مثالية أو سذاجة. إنه إدراك صعب ان السلام الحقيقي هو الطريق الوحيد".
فيلتمان: واشنطن تريد أن تعمم النموذج الكوري الشمالي على سوريا- 'السفير': سليمان وجنبلاط يتمسّكان بالطائف ... وبري يستهجن.. هكـذا حـرّض فيلتـمان علـى الأسـد
تكشفت الزيارة الأخيرة لمساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى بيروت عن محاولة لاستدراج لبنان الى الضغط على سوريا والتضييق عليها، في إطار المسعى الغربي لمحاصرة الرئيس بشار الأسد وتخييره بين الخضوع للشروط الأميركية.. وبين تحمل تبعات زرع الفوضى في سوريا. وكان لافتاً للانتباه أن فيلتمان، الذي أهمل الشأن الحكومي، جاء حاملاً أسئلة محددة الى المسؤولين اللبنانيين حول مرحلة إحكام الحصار والعقوبات الدولية ضد سوريا، وقال أمام مستقبليه إن واشنطن تريد أن تعمم النموذج الكوري الشمالي على سوريا وأن تجعل بشار الأسد محاصراً في دمشق على طريقة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. وسأل فيلتمان الرئيس ميشال سليمان عن كيفية تعامل الحكومة اللبنانية مع خيار العقوبات المتدرجة التي ستتخذ بحق سوريا وقيادتها، خاصة، وكان جواب الرئيس سليمان واضحاً وحاداً ومفاجئاً لفيلتمان والسفيرة الأميركية مورا كونيللي، حيث أكد لهم أن علاقات لبنان وسوريا هي من عمر البلدين، وأن ظروف التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل، كلها تجعل واقع العلاقات بين البلدين، مترابطاً ووثيقاً، كما أن اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور، يتحدث بشكل واضح عن العلاقات المميزة بين البلدين، فكيف تريدون منا أن نتحول الى جسر أو ممر لمحاصرة سوريا ومعاقبتها على خياراتها الوطنية والقومية؟ وكرر فيلتمان الأسئلة ذاتها أمام رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وأمام النائب وليد جنبلاط والآخرين ممن التقاهم سراً أو علناً، وكان واضحاً أن الادارة الأميركية تريد مواصلة الضغط وتوسيع العقوبات بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي على لبنان أن يحدد كيفية تعامله مع قضايا الحدود والترانزيت والمصارف والتبادلات على أنواعها بين البلدين، فضلاً عن المستوى السياسي بين قيادتي البلدين الخ...
بري يستهجن مهمة فيلتمان
وتوقف الرئيس نبيه بري عند محاولة الأميركيين توريط لبنان بإجراءات سلبية حيال سوريا، مشدداً على أن استقرار وضعها هو في كفة وباقي التفاصيل في كفة أخرى. وقال بري لـ&laqascii117o;السفير" إنه تأكد من صوابية قراره بعدم استقبال فيلتمان بعدما قرأ البيان الصادر حول فحوى زيارته الى لبنان، مبدياً استهجانه الكبير للتدخل الفاضح من قبل فيلتمان في الشؤون الداخلية اللبنانية من خلال ربطه مستقبل الموقف من الحكومة المقبلة بطبيعة تركيبتها ومحتوى بيانها الوزاري. ورأى بري أن فيلتمان أراد أيضاً من خلال مجيئه الى بيروت ان يعبر بشكل أساسي عن قلق بلاده مما جرى في مارون الراس، وانعكاساته على أمن إسرائيل، متجاهلاً ما تعرض له المتظاهرون المدنيون المسالمون على الحدود من اعتداء إسرائيلي وحشي أوقع في صفوفهم عدداً من الشهداء والجرحى، فأين فيلتمان وإدارته من حقوق الإنسان التي يتغنون بها في بياناتهم ومواقفهم؟
جنبلاط: لمواجهة الأصوات العبثية
الى ذلك، ورداً على سؤال لـ&laqascii117o;السفير" حول توقعاته للمرحلة المقبلة، خاصة بعد لقائه فيلتمان، قال النائب وليد جنبلاط إن على لبنان أن يتمسك باتفاق الطائف، داعياً الى الإسراع في تشكيل الحكومة في مواجهة بعض الأصوات العبثية من 8 و14 آذار التي تحاول التعطيل، لافتاً الانتباه الى أن تشكيل الحكومة هو ضمانة للاقتصاد والأمن والمقاومة وسوريا.
'ويكيليكس': وجهات نظر حزب الله السعودي تجاه أميركا ليست متطرفة
- صحيفة 'الأخبار': 'ويكيليكس': وجهات نظر حزب الله السعودي تجاه أميركا ليست متطرفة
كشفت برقيات 'ويكيليكس'، التي حصلت عليها 'الأخبار'، أن الجهود الاميركية الهادفة الى مراقبة أوضاع الشيعة قبل عام 2008 كانت تصطدم بامتناع أبرز الشخصيات الدينية الشيعية عن لقاء أي مسؤول أميركي رغبةً في الحفاظ على احترامهم داخل الطائفة، فيما جميع من التقوا بالسفارة قبل ذلك التوقيت كانوا يجمعون على أهمية مضيّ الحكومة السعودية قدماً بالإصلاح، بوصفه السبيل المُثلى لتقليص حجم التمييز الذي يتعرض له الشيعة في السعودية، وتجنيب البلاد ويلات الدخول في موجة من العنف المذهبي.
تظهر برقية تعود إلى عام 2006، وتحمل الرقم (06RIYADH4914)، تمكّن السفارة الأميركية في الرياض للمرة الأولى من الالتقاء بالشيخ أحمد النمر، شقيق الشيخ حسن النمر، الذي تنظر إليه الولايات المتحدة على أنه أحد مسؤولي 'حزب الله' السعودي.
خلال اللقاء، الذي عدته السفارة على أنه قد يشير إلى أن وجهات نظر 'حزب الله' السعودي تجاه حكومة الولايات المتحدة ليست متطرفة إلى درجة استبعاد التفاعل معها، قسّم الشيخ أحمد المجتمع الشيعي إلى ثلاث شرائح، بحسب الرغبة في لقاء الدبلوماسيين الأميركيين:
الأولى تضم 'ذوي الوزن الخفيف، الذين لا مكانة لهم في المجتمع'، موضحاً بقوله: 'طبعاً، سيجتمعون بكم'. وأضاف: 'بعدهم، لديكم الطبقة السياسية، مثل حسن الصفار، جعفر الشايب والباقين. لأنهم سياسيون، سيسعدون بالتحدث إليكم. أنا متأكد من أنّ بوسعكم الاتصال بأي منهم وترتيب لقاء في غضون خمس دقائق. لكنهم لا يمثلون المجتمع الشيعي فعلياً'. أخيراً، تحدث الشيخ أحمد عن وجود 'أشخاص مثل الشيخ حسن النمر، غالب الحماد، والشيخ علي النصر، هم من يمثلون اللّب الديني العميق للمجتمع الشيعي'، مؤكداً أن 'السياسات الأميركية تجعل من المستحيل بالنسبة إليهم لقاء دبلوماسيين أميركيين'.
كذلك ذكر أحمد أربع مسائل على وجه الخصوص، كانت تمنع شقيقه حسن من لقاء دبلوماسيين أميركيين، وما يمكن أن يمثّله له هذا الأمر من خسارة احترام الناس في الشارع، الذين سيتساءلون عن سبب التقائه بالأميركيين. ومن بين هذه المسائل، إطلاق الولايات المتحدة نداءً للإفراج عن ثلاثة إصلاحيين مسجونين قريبين من الولايات المتحدة، في مقابل 'صمتها' عن قضية تسعة من الشيعة الذين 'اهترأوا في سجون الحكومة السعودية من دون محاكمة على خلفية تفجير أبراج الخبر'، بالإضافة إلى عدم ضغط الولايات المتحدة على الحكومة السعودية بما فيه الكفاية للإصلاح، وانحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
هذه التحفظات على السياسة الأميركية يبدو أنها تراجعت في عام ٢٠٠٩، عندما وافق الشيخ حسن النمر على الالتقاء بالدبلوماسيين الأميركيين بعد عدة محاولات فاشلة. وفي محاولة لتفسير سبب إبداء الشيخ حسن النمر استعداده للقاء في هذا التوقيت، تحدثت البرقية (09DHAHRAN40)، الصادرة عن القنصلية الأميركية في الظهران والمؤرخة في 22 آذار 2009، عن احتمالين: الأول، أن يكون الوسيط الذي تولى الترتيب للقاء هو السبب، بوصفه 'الصديق الموثوق والمحترم'. أما الاحتمال الثاني فعزته السفارة إلى إمكان أن 'يكون النمر يرى فعلاً أن العنف المذهبي وشيك، ويرى في الولايات المتحدة الكيان الوحيد الذي بإمكانه الضغط على الحكومة السعودية لاتخاذ إجراءات سريعة وجريئة لدرء الأعمال العدائية'.
أما عن تفاصيل اللقاء، فأكدت البرقية أنه 'طوال الاجتماع، الذي دام ساعتين، ظل الشيخ حسن ودوداً، لكنه نقدي بشدة تجاه حكومة الولايات المتحدة والحكومة السعودية'. وأضافت: 'قال للمسؤول السياسي إن شيعة السعودية لديهم ثلاثة أعداء: الوهابيون، العائلة المالكة، وحكومة الولايات المتحدة'.
ووفقاً للبرقية، ينظر الشيخ حسن إلى حكومة الولايات المتحدة بسبب عدم تحركها، 'على أنها متواطئة مع الحكومة السعودية في التمييز الذي تمارسه بحق الشيعة'. كذلك ميّز بين حكومة الولايات المتحدة ومواطنيها عموماً، لافتاً إلى أنه لم ير الأخيرين أعداءً، في وقتٍ اتهم فيه حكومة الولايات المتحدة بممارسة 'ازدواجية المعايير' من خلال دعمها لإسرائيل وانتقادها لإيران و'حزب الله'. وحين سأله المسؤول السياسي عن إيران، تجنب السؤال بعناية. أما الحكومة السعودية، فإنها ـــــ من وجهة نظر النمر ـــــ لم تقم بما فيه الكفاية لتلبية طموحات هذه الفئة من مواطنيها، مشيراً إلى أن 'الشيعة لن ينتظروا أكثر من ذلك حتى تأتي الحكومة السعودية بالتغيير الحقيقي'، وإن لم ينكر أن انتخابات المجلس البلدي، التي شهدتها السعودية للمرة الأولى في عام ٢٠٠٦، كانت لها بعض المزايا، ولا سيما على صعيد السلطة المحدودة جداً التي يتمتع بها الرسميون المنتخبون.
وبصدد الانتقادات العلنية للحكومة السعودية والعائلة المالكة، توضح البرقية أنها لا تنفصل عن رغبة الشيخ نمر في أن يُعامَل جميع السعوديين كمواطنين متساوين، وهو ما دفعه إلى التأكيد 'أنه يجب أن يكون من غير القانوني لسعودي ما أن ينادي سعودياً آخر بشيعي أو سُني، كلنا سعوديون، ويجب ألا نفرّق، وأن نعامل جميعاً كمواطنين متساوين'.
أما محاذير عدم الذهاب في تعزيز المساواة، فقد أوضحها للمسؤول السياسي، محذراً من مغبة تدهور الأوضاع في السعودية، قائلاً: 'لا تتفاجأ إذا انقلب الوضع عنفاً'. وتابع قائلاً إن العنف سيكون 'مضاعفاً' عن ذلك الذي في العراق، وإن الشيعة سيتعرضون 'للذبح' من الحكومة السعودية.
وردّد النمر مرات عدّة حاجة الحكومة السعودية إلى أن تضمن علناً الحريات الدينية والمعاملة المتساوية لجميع المواطنين السعوديين، بينما تعاقب بعدل كل من يغتصب هذه الحقوق.
إلى جانب الشيخ حسن النمر، نجحت السفارة الأميركية في الرياض في عام ٢٠٠٨ بلقاء الشيخ 'المثير للجدل' نمر النمر، الذي تحدث في عام ٢٠٠٩ عن إمكان مطالبة المنطقة الشرقية بالانفصال، إذا لم تعمد السلطات إلى المحافظة على كرامة مواطنيها.
وتوضح البرقية (08RIYADH1283) أنه يُنظَر إلى النمر عادة على أنه لاعب سياسي من الدرجة الثانية في المنطقة الشرقية؛ لأنه غير مرتبط مباشرة بالحركة الإصلاحية (التي يطلق عليها غالباً الشيرازيون) ولا بـ'حزب الله' السعودي، وهما الكتلتان السياسيتان الأوسع في المنطقة الشرقية.
وحين سأله المسؤول السياسي عما إذا كان حديثه القاسي بحق الحكومة السعودية وضرورة إنهاء التمييز بحق الشيعة يشجع على العنف، أم أن تحذيراته تأتي نتيجةً لاستياء الطائفة الشيعية المستمر، أجاب النمر بأنه إذا ما شبّ نزاع فإنه 'سيصطف إلى جانب الشعب، أبداً ليس إلى جانب الحكومة'.
تابع قائلاً إنه رغم أنه سيختار دائماً الوقوف إلى جانب الشعب، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيدعم دائماً كل أفعال الشعب، مثل العنف. دينياً، قال النمر إنه 'شيعي في البداية، ثم مسلم، ثم فرد من أهل البيت، وفي النهاية، عضو في الإنسانية'. ألحق جملته هذه سريعاً بقوله إنه، سياسياً، هو إلى جانب العدالة، أينما حلت، وأياً كان من حلّت عليهم.
وخلال الاجتماع مع الدبلوماسي الأميركي، أوضحت البرقية أن الشيخ نأى بنفسه عن خطاب سابق اتهم فيه أميركا بأنها 'تريد أن تذلّ العالم'.
كذلك، أعلن النمر أن 'المسلمين الشيعة، أكثر من السنة، هم حلفاء طبيعيون لأميركا، ذلك أن الفكر الشيعي، كما يقدمه الإمام علي، يرتكز على العدالة والحرية، مفهومان مركزيان في الولايات المتحدة'.
ووفقاً للبرقية 'لم يغير النمر أقواله في ما يتعلق باقتناعه الذي أعلنه سابقاً، والذي يفيد بأنّ من حق الشيعة في السعودية أن يستفيدوا من مساعدة قوة خارجية، إذا ما أُجبروا على التورط في نزاع'، مستشهداً بـ'الكويت والسعودية اللتين تستخدمان القوة العسكرية الأميركية للدفاع عن نفسيهما أمام قوة عربية شقيقة من العراق، وأبناء دارفور الذين يعتمدون على تدخل خارجي لإيقاف أبناء بلدهم في السودان'.
وفي السياق نفسه، أعلن النمر أن للطائفة الشيعية الحق في البحث عن إمداد خارجي في حال النزاع مع سعوديين آخرين، من دون أن يذكر إيران في معرض حديثه عن المكان الذي يمكن أن يأتي منه هذا الإمداد، أو يحدد إلى أي مدى في العداء قد يصبح التدخل مبرراً.
بالإضافة إلى اقتناعه الراسخ في حق الشيعة بالحصول على مساعدة خارجية، استمر النمر بشجب الحكومة السعودية وتصرفاتها من دون تردد. إحدى رسائل النمر الأساسية خلال الاجتماع كانت نظرته إلى الحكومات على أنها مؤسسات رجعية، وأنها لطالما كانت كذلك خلال تاريخها، مشدداً على أن الحكومة السعودية لم تبادر قط إلى التغيير، بل أُجبرت دائماً عليه.
كذلك أوضح الشيخ نمر النمر أن بعض الحريات التي اكتسبها الشيعة خلال الفترة السابقة، 'هي نتيجة ضغوط تراكمت بسبب الشيعية النامية في العراق وإيران على حد سواء'، و'المجالس البلدية هي رد على حديث أميركا عن دعم الديموقراطية والحرية على حساب الاستقرار في الشرق الأوسط'.
من هذا المنطلق، رأى الشيخ نمر أن مبادرة الحوار بين الأديان زائفة. هي تمرين في مجال العلاقات العامة موجه إلى جمهور من خارج المملكة. وللدلالة على ذلك، ذكر الحملة على شيعة المنطقة الشرقية التي رافقت مستوى الحديث العالي في الحوار.
وحين سأله المسؤول السياسي عما إذا كان يرى أن بعض أعضاء العائلة الحاكمة ملتزمون بصدق بالمزيد من التسامح، قال النمر إنه 'لا يفرّق بين الأعضاء المختلفين من آل سعود، لكنه فقط يحاكم الحكومة على تصرفاتها داخل المملكة، التي يشعر بأنها تناقض أي إشارة تفيد بالمزيد من الاعتدال والانفتاح'. مع ذلك، أشار إلى وجود قدر صغير من الأمل في أن الأجيال الأصغر، مع استمرارها في تلقي علومها بأعداد كبيرة في الخارج، وتعرّفها إلى مجتمعات أكثر تسامحاً، ستجلب معها سلوكيات أكثر تسامحاً إلى المملكة.
وعلى الرغم من دعمه لفكرة الانتخابات، بوصفها 'تطوراً إيجابياً في المجتمع السعودي'، رفض النمر 'المجالس البلدية بوصفها مؤسسات غير سياسية، غير فعالة، ذات اختصاص محدود بوظائف أساسية فقط، وعدم قدرة على ممارسة السلطة حتى في هذه المجالات'. أما في موضوع إيران، فأوضحت البرقية أن الشيخ 'حاول بلهفة التفلت من صورة أن يكون عميلاً إيرانياً'.
خلال اجتماع مع المسؤول السياسي في 28 نيسان، يقدم رجل الدين الشيعي فيصل العوامي في البرقية (06RIYADH3589) صورة إيجابية عن التغيرات في السعودية خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن 'الشباب في مجتمعنا غير صبورين. لا يتمكنون من رؤية هذه التغيرات'، وأنهم 'عوضاً عن ذلك، يقارنون الوضع هنا بما يرونه في دول أخرى مثل البحرين والكويت، ويتساءلون: لم نحن مستعدون لأن نصبر؟ لكن من هم مثلي في وسط الأجيال يرون أن السعودية هي تقريباً بلد مختلف تماماً عما كانت عليه منذ 10 إلى 15 عاماً مضت'.
وتحدث العوامي طويلاً، في البرقية الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض، عن ثلاثة تغيرات. فأشاد بمناقشة قضايا الشيعة المتزايدة في الإعلام، بالإضافة إلى إذاعة وجهات النظر الشيعية على القنوات الفضائية العربية. وأشار إلى أن الجرائد السعودية أيضاً قد تناولت أخيراً القضايا الشيعية.
من جهةٍ ثانية، عبّر العوامي عن حماسته لنمو الحوار السني ـــــ الشيعي في المملكة، موضحاً أن الحوار بدأ بعد حرب الخليج الأولى، من خلال تواصل بعض الشخصيات من المعارضة السنية مع المعارضة الشيعية، ومثّل سقوط صدام حسين فرصة لقاعدة اتصال أوسع بين السنة والشيعة.
كذلك، أثنى العوامي على الانفتاح الجديد على الحوار المدعوم من المجتمع المدني، معرباً عن اعتقاده بأن الحكومة السعودية أرادت تشجيع هذه التطورات، لكن كان عليها أن تتقدم بحذر خوفاً من رد فعل عنيف من المحافظين المتدينين.
وحين سأله المسؤول السياسي عما إذا كانت مجموعات شيعية، مثل حزب الله السعودي، قد تلجأ إلى العنف ضد الحكومة السعودية في احتجاجها على المظالم التي يتعرض لها الشيعة أو لأي سبب آخر، رد العوامي: 'نحن نعرف رجال الدين المنتمين إلى 'حزب الله' السعودي ونتحادث معهم كثيراً. هم، وحتى الأعضاء الأساسيون في المجموعة، الذين يعيشون في إيران، لن يدعموا عنفاً تجاه الحكومة. لقد رأوا ما حصل بعد تفجيرات راس تنورة، حين عوقب كل الشيعة بسبب تصرفات بعض الأفراد. كان ذلك رهيباً لجماعتنا'.
أما الشيخ محمد حسن، (06RIYADH4723)، فبدى متشائماً من إمكان إقدام الحكومة السعودية على المضي قدماً بالإصلاح من دون أي ضغوط خارجية عليها، داعياً الولايات المتحدة إلى أن تؤدي دوراً أكثر فاعلية في المطالبة بالإصلاح في السعودية. وأوضح أن 'كل إصلاح في المملكة يحدث بسبب مناخ خارجي'، 'لكن الحكومة قد تكون تنظر إلى ذلك المناخ كعاصفة ستخمد. إذا كانت هذه هي الحالة، فستعود الحكومة إلى ممارساتها السابقة'.
وفي إطار إقراره بحدوث بعض التغييرات الإيجابية ومنح المواطنين 'حرية تعبير أكبر الآن'، أوضح قائلاً: 'إذا قلت شيئاً لا يعجب الحكومة، تتصل بك المباحث وتجعلك توقّع عقداً تُقرّ فيه بأنك لن تقدم على عمل كهذا مرة أخرى. في ما مضى كانوا يزجونك في السجن، لكن ليس هناك من ضمانة بأنهم لن يبدأوا بسجن الناس مجدداً، إذا ما تغيرت المناخات'. من جهةٍ ثانية، أبدى حسن عدم رضاه عن نتائج انتخابات المجالس البلدية السعودية، ونعتها بـ'إصلاح على الورق'، محاججاً بأنها تفتقر إلى السلطة وبأن الحكومة تستغلها لتحويل الانتقادات عنها. كذلك حاجج بأن الانتخابات ليست المفتاح للإصلاح في السعودية، بقوله: 'يعتقد الأميركيون أن الانتخابات ستأتي بالديموقراطية، لكنها لن تفعل. انظروا إلى العراق مثلاً، هي ديموقراطية على الورق فقط. لو كانت لدينا انتخابات في السعودية، فسيربح السلفيون'.
ودافع حسن عن وجهة نظره، مشدداً على أنه يجب على السعودية أن ترسي أسس الديموقراطية قبل التقدم نحو المزيد من الانتخابات، وخصوصاً في مجالات المجتمع المدني، سيادة القانون، والتربية، مشدداً على أنّ 'من الأسهل بكثير أن تفتتح تجارة من أن تؤسس منظمة مدنية'. وأوضح أن 'المنظمات المدنية الجديدة غير مسموح بها رسمياً. لو كانت كذلك، لرأيت دفقاً من المنظمات الجديدة، التي ستكون صحية جداً للبلد'، مشيراً إلى المجموعات الثقافية التي نشأت في القطيف، والتي لن تعمل أبداً بكامل طاقتها؛ لأنها 'نشأت رغماً عن الحكومة، لا بمباركتها'.
- 'الأخبار': أكّد أحد أفراد عائلة الحريري أنّ سبب بقاء الرئيس سعد الحريري خارج البلاد هو التحذير الذي تلقّاه من دولة أجنبيّة نبّهته فيه إلى وجود احتمال تعرّضه لعملية اغتيال إن بقي في بيروت. ورفض المصدر تحديد ما إذا كان هذا التحذير مبنيّاً على معلومات أو على تقدير استخباري مستند إلى المعطيات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، وخاصةً في ظل غياب مظلة التفاهم السوري ـــــ السعودي.
- 'الأخبار': أوقفت مديرية استخبارات الجيش خلال الأسبوع الماضي نحو 10 أشخاص بتهمة الاتجار بالسلاح وشرائه تمهيداً لإدخاله إلى سوريا، وفي الدفعة الأخيرة من الموقوفين، أُلقي القبض على خمسة أشخاص في منطقة البقاع ضُبِط أحدهم بـ&laqascii117o;الجرم المشهود".
حول تأليف الحكومة اللبنانية
- 'الأخبار': وعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بإعادة تشغيل محركات ماكينة الاستشارات لتأليف الحكومة. وقد ترافق ذلك مع عودة الحديث عن &laqascii117o;حكومة إنقاذ وطني"، تناولها كل من الرئيسين نبيه بري وأمين الجميل، وسط تأكيد زوار ميقاتي عدم اقتناعه بمبدأ التكنوقراط. في عطلة نهاية الأسبوع، لم يطرأ على الأزمة الحكومية سوى وعد الرئيس نجيب ميقاتي بأنه سيعيد اليوم تشغيل &laqascii117o;موتورات" التأليف باعتبار أنّ التأخير الحاصل لم يعد مسموحاً بالتغاضي عنه. ونقل زوار الرئيس المكلف عنه قوله إنه لا يريد حكومة من لون واحد، مشيرين إلى أنه يقصد بحكومة اللون الواحد أن تكون قوى 8 آذار تملك أكثر من ثلثي عدد الوزراء فيها، كذلك أكد ميقاتي أمام زواره عدم تحبيذه حكومة تكنوقراط، لأن القضايا التي ينبغي أن تعالجها الحكومة العتيدة بحاجة إلى رافعة سياسية.وعدّد ميقاتي أولويات حكومته دون التطرّق الى ملفَّي المحكمة الدولية وسلاح المقاومة. وعندما سئل عن هذين البندين، أشار إلى أنّ أيّ نص في أي بيان وزاري يُكتَب عنهما سيبقى حبراً على ورق، مضيفاً &laqascii117o;لا أحد في لبنان قادر على نزع سلاح حزب الله، ولا أحد من اللبنانيين قادر على وقف عمل المحكمة الدولية". وردّاً على ما يُشاع بشأن نيّته إرجاء تأليف الحكومة إلى ما بعد عودة الهدوء إلى سوريا، أكّد ميقاتي لزوّاره أن الأوضاع في سوريا تحتّم على اللبنانيّين الإسراع في تأليف الحكومة.وفي الملف الحكوميّ، انضمّ أمس رئيس حزب الكتائب، أمين الجميّل، إلى محور الرئيس نبيه بري في المطالبة بتأليف حكومة &laqascii117o;إنقاذ وطني"، منتقداً منطق &laqascii117o;التكنوقراط" لأنّ &laqascii117o;الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً ووطنياً". وبعكس التهويل والضغط اللذين يمارسهما حلفاؤه في قوى 14 آذار، لفت الجميّل إلى أنّ &laqascii117o;العناوين الكبيرة لم تعد تمثّل معضلة في الوقت الراهن، فالمحكمة الدولية باتت بعهدة الأمم المتحدة، أما نزع سلاح حزب الله، فلن يحصل بعصا سحرية".وتعليقاً على مطالبة بري بتأليف حكومة &laqascii117o;إنقاذ وطني"، أكدت مصادر عين التينة لـ&laqascii117o;الأخبار" أن كلام بري لا يعني العودة إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية السابقة التي أثبتت فشلها، ولا قبول ما جرى الحديث عنه لناحية اللجوء إلى شخصية مقبولة من قوى 14 آذار. أما معاون الرئيس بري، النائب علي حسن خليل، فحدّد أمس بعض الثوابت التي ترتكز عليها وحدة لبنان والحكومات الوطنية، فأشار إلى &laqascii117o;المحافظة على قوة الوطن التي تتجلّى في مقاومته وشعبه وجيشه"، لافتاًَ الى أن &laqascii117o;موجبات الصمود تتطلب منا الترفع والوعي، ويجب ألا تمنعنا الاختلافات عن إنتاج حكومة سياسية تؤمن ارتباط الشعب بوطنه".ومن ناحية قوى 14 آذار، يمكن تلخيص موقف الأكثرية السابقة بما قاله النائب أحمد فتفت، الذي أشار إلى أنّ &laqascii117o;حزب الله مرتاح لهذا الواقع، وهو يشجع الناطق باسمه العماد ميشال عون على التصعيد على نحو غير مقبول من دون أيّ ضوابط"، لافتاً إلى أن &laqascii117o;معلوماته تشير الى أن حزب الله ما زال مصمماً على الفراغ الحكومي وغير معني بتأليف الحكومة حالياً، ومن أجل ذلك لا يمارس أيّ ضغط على العماد عون". ودعا فتفت الرئيس ميقاتي إلى الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة، مضيفاً: &laqascii117o;لو كنت مكانه لاعتذرت وشرحت للناس الأسباب"...
- 'السفير': ... وعلى عتبة دخول الشهر الخامس للتكليف الحكومي، ظل التأليف الحكومي أسير لعبة عض الأصابع بين مكونات الأكثرية الجديدة، في ظل إصرار كل طرف على التمسك بطروحاته، مفترضاً أن الوقت حليفه في الضغط على الآخر، بغية انتزاع تنازلات منه. وفيما أكد مصدر واسع الاطلاع لـ&laqascii117o;السفير" أن أي اتصال لم يتم خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية بين المعنيين بعملية التأليف وأن أي فكرة جديدة لم تطرح لكسر حالة المراوحة، توقع استئناف التواصل بشكل او بآخر في الساعات المقبلة، ولعل باكورتها زيارات يقوم بها الرئيس المكلف الى مقري الرئاستين الأولى والثانية سعياً الى ابتكار معالجات للعقد القائمة، لأن الجميع محكومون في نهاية المطاف باستمرار الحوار، مشيراً في الوقت ذاته الى انه لا توجد وصفة جاهزة للحل الآن. ونقل زوار الرئيس المكلف عنه مجدداً أنه ليس بوارد تقديم تنازلات تتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة، المحددة في الدستور، والتي لا يملك أصلاً حق ان يتراجع عنها، وبالتالي فإن من يعتقد أنه قد يتهاون في هذا الامر، هو مخطئ. ولفتوا الانتباه الى ان ميقاتي كان قد طلب من كل القوى تسليمه لوائح بأسماء الوزراء والحقائب التي يقترح كل فريق ان تعود اليه، حتى يتولى إيجاد التوليفة الحكومية المناسبة، انسجاماً مع دوره وصلاحياته كرئيس مكلف، وهو ما زال ينتظر الرد.
- 'السفير': نبيل هيثم
&laqascii117o;14 آذار" تراهن على &laqascii117o;العالم العربي الجديد": الحريري راجع!.. الأكثرية الجديدة: ميقاتي يبقى الأصلح لتشكيل الحكومة
على عتبة الشهر الخامس من تكليف نجيب ميقاتي، ثمة سؤال حول المدى المفتوح لهذا التكليف، ولماذا تبدو الاكثرية الجديدة فاقدة القدرة على إنجاب حكومة حتى الآن، وهل الظروف المحلية والاقليمية التي تم فيها التكليف في كانون الثاني الماضي تشبه الظروف المحلية والاقليمية والدولية التي يتم فيها التأليف، وتسمح بالتالي في انتاج حكومة اكثرية، والاهم من كل ذلك هل ما زال ميقاتي هو الرئيس الصالح لتشكيل الحكومة؟ ما من شك في ان الاشهر الاربعة الماضية، أفرزت جملة وقائع كبيرة على مستوى المنطقة، تلقفتها قوى &laqascii117o;14 آذار" بقراءة جيّرت فيها نتائج الثورات العربية وخاصة ما يجري في سوريا لمصلحتها، وباتت على قناعة تامة بأن امرا ما يحصل في المنطقة ويقلبها رأسا على عقب وفي اتجاه انتاج عالم عربي جديد، ولبنان لن يكون بعيدا عن هذا الانقلاب الذي يجري، وقد تحددت خارطة الطريق الى هذا العالم العربي الجديد في الخطاب الاخير للرئيس الاميركي باراك اوباما.
تنطوي قراءة 14 آذار للتطورات العربية على مبالغة في حسم نتائجها مسبقا، وكأنها ستؤدي، أو هي أدت حتما الى ما تبتغيه، خاصة ما يتصل بسوريا ونظام الرئيس بشار الاسد وامتدادا نحو &laqascii117o;حزب الله"، ومن هنا لا ترى قيادات بارزة في &laqascii117o;14 آذار" امكانية لأي فريق لبناني او غير لبناني، والمقصود هنا سوريا و&laqascii117o;حزب الله" وحلفاؤهما، على مواجهة خيار التغيير في خارطة المنطقة. واذا كانت سوريا بحسب ما تراه 14 آذار ستتأثر الى المدى الابعد وأنه لن يكون بمقدور النظام العودة الى سابق عهده، خاصة بقدرته على التأثير لبنانيا، فإن فريق الأكثرية السابقة، يتوقع أن يكون &laqascii117o;حزب الله" أكثر المتأثرين بالحدث السوري، ويقول قيادي بارز في 14 آذار &laqascii117o;لقد انتهى العصر السوري، ومع ذلك فإن &laqascii117o;حزب الله" مستمر في المكابرة، والخناق يضيق عليه من كل جانب، فهناك قرار اتهامي على النار وصدوره بات &laqascii117o;وشيكا"، وحليفه الايراني محاصر والثورة على أبواب عتباته، وهو مقيد بعقوبات دولية قاسية، وحليفه العربي سوريا يتراجع ويتعرض للضغط داخليا وعربيا ودوليا الى الحد الاقصى، ورغم ذلك فإن الحزب يتصرف وكأنه لم ير ان العالم العربي تغير بالكامل أو انه لم يسمع خطاب اوباما، وانه لم يعرف ان اسامة بن لادن قد قتل، وانه لم ير ان هناك مصالحة فلسطينية فلسطينية قد تمت". في قناعة &laqascii117o;14 آذار" ان الظروف اختلفت جذريا عما كانت عليه لحظة إقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، فما سمحت به تلك الظروف لا تسمح به الظروف الحالية، سواء كان حكومة إنقاذ أو حكومة تكنوقراط أو حكومة اكثرية أو حكومة لون واحد، بل ان الكلام يذهب أبعد من ذلك ويصل الى افتراض التغيير في رأس الحكومة والعودة مجددا الى خيار سعد الحريري على رأس حكومة جديدة ترعاها أكثرية جديدة وظروف عربية واقليمية ودولية جديدة! في المقابل، يبدو &laqascii117o;حزب الله" وحلفاؤه في الاكثرية الجديدة محرجين من تأخير تأليف الحكومة، وبالنسبة اليهم قد تعتبر التعقيدات التي تظهر من هنا وهناك قابلة للتفهم من قبلهم، أو مبالغاً فيها الى حد عدم القدرة على هضمها، إلا ان ذلك لا يعني نسفا للتوجه، بل ان سلبياته محصورة فقط بالمدى الزمني بمعنى التأخير الحاصل والذي قد يحصل، انما &laqascii117o;كل الدروب في النهاية ستؤدي الى العين"، أي الى تشكيل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي. الاساس الذي يستند اليه الحزب وحلفاؤه هو ان ظروف التأليف الحالية هي ذاتها ظروف التكليف قبل أربعة أشهر، ومن نتائجها المباشرة كما يؤكد &laqascii117o;حزب الله" هي ان ميقاتي لا يزال يعتبر الرئيس الصالح لتشكيل الحكومة، وان التلاسن الاعلامي الذي يحصل بين حين وآخر من بعض منصات الاكثرية الجديدة، قد لا ينطوي على أكثر من محاولة لرفع سقف الشروط. ولكن تخطئ قوى &laqascii117o;14 آذار"، والكلام هنا لمسؤول حزبي كبير، ان راهنت على إبعاد ميقاتي، أو ذرف الدموع على معاناة تفترضها او انه ينازع في سبيل البقاء. ويعتقد الحزب ان هناك من يراهن على ان سوريا سقطت وان نظام الرئيس بشار الاسد قد انهار ولن تقوم له قائمة، وأنه عندما تنقشع الصورة السورية، من الممكن ان تتغير الاكثرية الجديدة، وقد تفرز الوقائع الاقليمية أكثريات اخرى. إلا ان الانعكاس السوري على الواقع الحكومي كان من زاوية واحدة فقط اسمها التريث، وليست في تعديل شكل الحكومة او مضمون التحالف او طبيعة الوزارات. ويشير حزبيون الى ان الاحداث العربية الاخرى ليس لها اي مفعول على تشكيلة الحكومة في لبنان، لان هذه الاحداث الاخرى لها خصوصياتها وتداعيات