المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات ومقالات من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 2/8/2011

ـ افتتاحية صحيفة 'السفير':

ما بين مواجهة العديسة في الثالث من آب 2010 حينما أقدمت إسرائيل على قطع شجرة على الحدود، وبين الأول من آب 2011 حينما حاول جنودها اجتياز نهر الوزاني، ثمة رمزية وطنية زاخرة بالمعاني والدلالات تتجلى في الرسالة التي وجهها الجنود اللبنانيون في عيدهم وعلى تخوم الحدود مع فلسطين المحتلة، وأكدوا من خلالها للقاصي والداني الثبات في العقيدة القتالية ضد العدو الإسرائيلي والاستعداد للتضحية والدفاع بما امتلكوا من إمكانات عن شعبهم وأرضهم.هذه الرمزية، أضافت إليها المقاومة،                            
 ميدانياً، حضورها وجهوزيتها، وسياسياً، تأكيدها أن &laqascii117o;أي اعتداء على أي طرف من أطراف معادلة الجيش والشعب والمقاومة هو اعتداء على لبنان ككل ما يستوجب تضافر كل الجهود لحماية الوطن وأهله وضمان سيادته" كما جاء في البيان الذي أصدره &laqascii117o;حزب الله" في أعقاب حادثة الوزاني.
وشكل هذا الانتهاك الإسرائيلي حافزاً إضافياً للبنان الرسمي لإعادة التأكيد على حقه في حماية حدوده وسيادته والتشديد على استعادة الاراضي اللبنانية بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، كما قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي حيّا الجيش اللبناني على تصديه لإسرائيل، داعياً في الكلمة التي ألقاها في احتفال تخريج الضباط الذي اقيم امس في المدرسة الحربية في الفياضية في مناسبة عيد الجيش الى &laqascii117o;العمل على تحديد وحماية حدودنا البحرية والمحافظة على حقوقنا في مياهنا الإقليمية". ولاقاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الكلمة التي دوّنها في سجل الشرف في المدرسة الحربية، وقال فيها للضباط المتخرجين &laqascii117o;إن الدفاع عن الوطن وسيادته في وجه العدو الاسرائيلي واجب مقدس حتى تبقى للوطن كرامة وللأرض حرمة وللاستقلال معنى".أما قائد الجيش العماد جان قهوجي فقد أكد في المناسبة ان الشغل الشاغل للجيش في هذه المرحلة الدقيقة، &laqascii117o;هو الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد والاستعداد لمواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل".

وبدا ان الاشارة التي اطلقها الجيش من الوزاني حول جهوزيته للدفاع عن السيادة اللبنانية، تنطبق حكماً على الحدود البحرية، والتي دخلت اعتباراً من يوم امس في مسار القوننة، عبر إقرار لجنة الاشغال النيابية اقتراح قانون في هذا الشأن، كخطوة اولى واساسية في الطريق الى تحديد تلك الحدود بما يؤكد حق لبنان في ثروته النفطية والغازية.
وقد سجل الخرق الاسرائيلي في الوزاني، حينما عبرت دورية قوامها 15 عنصراً من جيش الاحتلال السياج الحدودي صباح امس في اتجاه الضفة الشمالية للوزاني، حيث بادر الجنود اللبنانيون الى اطلاق النار في اتجاه الجنود الاسرائيليين الذين ردوا بالنار قبل ان يسارعوا الى الانسحاب.
واللافت للانتباه ان اسرائيل سعت الى التخفيف من التوتر، وأبلغت مصادر عسكرية اسرائيلية وكالة &laqascii117o;فرانس برس" قولها &laqascii117o;ان مصلحة اسرائيل تقضي بالإبقاء على الهدوء عند الحدود". فيما نقل مسؤول اسرائيلي عن رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو قوله خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست &laqascii117o;ان اسرائيل لا ترغب بتصعيد على الحدود اللبنانية". وقال نتنياهو ان تصرف الجنود اليوم (أمس) كان يتسم بضبط النفس، ومن الطبيعي عند اطلاق النار على جنودنا ان يردوا عليه. ونحن نطلب منهم التصرف بهذه الطريقة نفسها كي لا يزيدوا سخونة الحدود".وفيما فتحت &laqascii117o;اليونيفيل" تحقيقا بالحادث، أفاد مراسل &laqascii117o;السفير" في القطاع الشرقي الزميل طارق أبو حمدان أن قوة اسرائيلية مؤللة مؤلفة من 10 آليات بينها ثلاث دبابات &laqascii117o;ميركافا" تقدمت باتجاه السياج قرابة الحادية عشرة والربع من ليل أمس، وقامت بتسليط الأضواء الكاشفة على المنتزهات الواقعة على ضفة نهر الوزاني، الأمر الذي استوجب اعلان حالة الاستنفار القصوى من جانب الجيش اللبناني والمقاومة .

من جهة ثانية، خطا لبنان اولى الخطوات العملية على طريق تحديد وتأكيد حدوده البحرية الاقتصادية وحماية ثروته النفطية والغازية، وتمثلت بإقرار لجنة الاشغال النيابية اقتراح قانون يتعلق بتحديد الحدود البحرية. وبالتالي يكون لبنان قد انضم، ولو متأخراً، الى السباق نحو الاستفادة من ثروته النفطية والغازية، وان كانت اسرائيل قد سبقته لسبع سنوات في اعمال التنقيب في البحر المتوسط.
وينتظر أن يشكل هذا الاقتراح بنداً &laqascii117o;جدياً" على طاولة مجلس الوزراء اليوم للإطلاع عليه والموافقة عليه، كما قال رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل محمد قباني، قبل أن تبتّ به الهيئة العامة لمجلس النواب في جلستها المقررة غداً وبعد غد. واللافت للانتباه في العمل التحضيري لهذا الملف، أنه يقوم على جهد موحّد ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية انتهى الى السير باقتراح قباني الذي خضع في جلسة أمس لتعديلات طفيفة. وقد رسا الاقتراح على 18 مادة، تمثل &laqascii117o;سند الملكية" الذي سيحمله لبنان إلى العالم، بعد إقراره ونشره في الجريدة الرسمية، لتأكيد ملكيته لمياهه. علماً أن هذا الاقتراح يعتبر تطبيقاً للاتفاقية التي تنصّ على &laqascii117o;وجوب قيام كل دولة طرف بإصدار الإعلانات والتشريعات المناسبة لتطبيق أحكام الاتفاقية، بما يتعلق بخطوط الأساس والمناطق البحرية"


مقالات من الصحف

المأزق الأميركي في العراق: ماذا نفعل مع قاتل حزب الله؟


ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'

ديفيد اغناتيوس:

في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأميركية لمغادرة العراق بنهاية العام الحالي، تأتي قضية ناشط حزب الله اللبناني المدعو علي موسى دقدوق كأكثر القضايا تعبيرا عن التهديدات المتواصلة هناك - وفي المنطقة ككل - التي لا تزال مطروحة للنقاش أمام إدارة أوباما. وبحسب مسؤولين أميركيين، فقد كان دقدوق واحدا من أبرز عملاء إيران السريين في العراق، الذي اعتقل في البصرة في مارس (آذار) 2007 من قبل القوات الأميركية التي تقول إنها تمتلك أدلة على أنه خطط (بمساعدة إيرانية) لاختطاف عسكريين أميركيين في كربلاء في يناير (كانون الثاني) ذلك العام، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين وتظهر الصور الأميركية التي تم الحصول عليها عبر الأقمار الصناعية أن الإيرانيين بنوا مجسما لمرفق كربلاء داخل إيران للتدريب على عمليات الاختطاف. يقبع دقدوق الآن في سجن كامب كروبر، المنشأة التي تديرها القوات الأميركية بالقرب من مطار بغداد. أما وقد أفرج عن عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين، لذا يتوجب على القوات المتحدة إغلاق كامب كروبر بنهاية العام بموجب اتفاقية وضع القوات التي تم التوصل إليها في عهد إدارة الرئيس بوش. وسوف يسلم باقي المعتقلين إلى القوات العراقية (التي ستحرر الكثير منهم) ما لم يتم نقلهم إلى مكان آخر. من هنا ينبع مأزق دقدوق، الذي كان موضوع اجتماعات أسبوعية لعدد من الوكالات هذا الصيف، حيث يرفض البيت الأبيض إطلاق سراح سجين لوثت يداه بدماء جنود أميركيين، لكن كيف يمكن محاكمة دقدوق؟
تحاول الإدارة الأميركية المفاضلة بين خيارات متعددة، أولها إمكانية محاكمة دقدوق أمام محكمة عسكرية أميركية، التي يفترض أن تكون في غوانتانامو وفق القوانين الحربية. والخيار الثاني محاكمته أمام محكمة مدنية، وهذا هو ما قررت وزارة العدل القيام به الشهر الحالي مع الصومالي المشتبه في ضلوعه في الإرهاب، أحمد عبد القادر وارسام، الذي أدين ونقل إلى نيويورك لمحاكمته بعد سجنه شهورا في بارجة حربية في الخليج العربي.المثير للدهشة أن القضية تحولت إلى مثار مشاحنة سياسية حزبية، ففي 21 يوليو (تموز) كتب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين إلى وزير الدفاع ليون بانيتا يحثونه على عدم تسليم دقدوق للعراقيين وحثوه على نقله إلى غوانتانامو ومحاكمته، إن أمكن، أمام محكمة عسكرية. وكتب أعضاء المجلس: &laqascii117o;نحن نعتقد جازمين أنه إذا ما أطلق سراحه من الاعتقال فسوف يسعى إلى إيذاء وقتل المزيد من الجنود الأميركيين من الرجال والنساء".

وفي 16 مايو (أيار) حذر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون وزير العدل إريك هولدر من محاكمة دقدوق أمام محكمة مدنية، مؤكدين أن تصرفه هذا &laqascii117o;يناقض بشكل واضح قوانين الحرب".أنا لست خبيرا قانونيا لكني أعلم أن دقدوق يمثل قمة الرمح التي تشير بها إيران إلى العراق والدول العربية الأخرى. كان دقدوق أحد أعضاء فرقة العمليات الخاصة التابعة لحزب الله، التي أنشئت في أواسط الثمانينات على يد عماد مغنية، والتي كانت تتلقى أوامرها مباشرة منه حتى اغتياله في عام 2008. ويقال إن العضو البارز من مجموعة مقاتلي النخبة التابعين لحزب الله هو مصطفى بدر الدين، الذي بحسب التقارير الإخبارية، أدين من قبل المحكمة الخاصة بلبنان التابعة للأمم المتحدة باغتيال رفيق الحريري في عام 2005.في يوليو 2007 قدم البريغادير جنرال كيفن بيرغنر، المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد، ملفا عن دقدوق - يتحدث عن حجم النشاطات الإيرانية في العراق. أشار إلى أن حزب الله أرسل دقدوق في عام 2005 إلى إيران للمساعدة في تدريب المتطرفين العراقيين التابعين لقوة القدس وهي وحدة سرية خاصة تتبع فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وقام دقدوق بأربع رحلات إلى العراق عام 2006.وعند عودته إلى طهران، طُلب منه تنظيم &laqascii117o;مجموعات خاصة" من المتطرفين الشيعة للعمل كمقاتلين لحزب الله. وقال بيرغنر إن إيران في ذلك الوقت كانت تقوم بتقديم نفقات المجموعات الخاصة التي كانت تتراوح ما بين 750.000 و3 ملايين دولار شهريا، كما كانت تقوم بتدريبهم على استخدام &laqascii117o;القنابل الخارقة للدروع"، القنابل المعقدة التي توضع على جانب الطريق، والتي قتلت الكثير من الجنود الأميركيين.

وقد قامت جماعات حزب الله هذه بدعم من الأموال الإيرانية والاستخبارات بالانتشار في أنحاء المنطقة، ونظرا لأنهم يتكلمون اللغة العربية باللهجة اللبنانية فباستطاعتهم العمل مع الناشطين الشيعة من بعض دول الخليج المجاورة والعراق. وسيكون نفوذ إيران في العراق ذا أهمية شديدة، خاصة إذا ما تمت الإطاحة ببشار الأسد في سوريا. وفي الوقت الذي تتسبب فيه الأسلحة الإيرانية الصنع في مقتل أعداد متزايدة من القوات الأميركية التي لا تزال في العراق، حذر قادة عسكريون أميركيون بارزون من أن إطلاق سراح دقدوق سيرسل &laqascii117o;رسالة مروعة". ويبدو أن إدارة أوباما وافقت على ذلك وتفاضل الآن في خياراتها حول كيفية استغلال هذا العنصر التابع لحزب الله. بالنسبة إلي، فأنا أفضل إقامة محاكمة له، لكن ليس في قلب مانهاتن. ربما يكون تهديد تنظيم القاعدة في أفول، لكن التهديد الذي يشكله حزب الله ليس كذلك.


ود بين نصر الله والطيب ولكن ماذا عن المتربصين بالعلاقة؟
صفحة جديدة بين 'حـزب الله' والقاهـرة: مواجهـة أي 'سـايكـس ـ بيـكـو' جـديـد

ـ 'السفير'
عمار نعمة:

لعلها صفحة جديدة تلك التي فُتحت قبل أيام، رسمياً هذه المرة، بين &laqascii117o;حزب الله" والقاهرة، مبنية على نية مشتركة وصادقة من الجانبين بالبناء على المصالح المشتركة وعلى ما يقرّب في سبيل مواجهة التحديات، وان كان يلزم خطوة كهذه الكثير من المتابعة في المرحلة المقبلة، في موازاة التنبه لما قد يحاك في الخفاء لإفشال أي تقارب بين المقاومة في لبنان ومصر ما بعد الثورة.
مناسبة هذا الكلام شكله &laqascii117o;الانفتاح" المصري الرسمي، السياسي والديني، على &laqascii117o;حزب الله"، بعدما شاب علاقة الأخير بالقاهرة الكثير من الاهتزاز وصولا الى حد القطيعة مع النظام المصري الماضي ورئيسه حسني مبارك، الامر الذي دفع بعلاقة الحزب مع المؤسسة الدينية المصرية، أي الازهر، الى التدهور في ظل الحملات المصرية المحمومة، المدفوعة أميركياً، لإثارة الفرقة القومية والمذهبية مع ايران، مستهدفة أساساً المقاومة في لبنان، وحركات المقاومة المتعاطفة مع ايران، وان لم تكن تحمل طابعا شيعياً.

كان أهم ما حملته زيارة وفد من &laqascii117o;حزب الله" برئاسة الشيخ حسن عز الدين الى القاهرة قبل أيام، وهي لم تكن الاولى، وان اتخذت عنوان المشاركة في مؤتمر &laqascii117o;التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة"، تحقيق خرق كبير على صعيد علاقة شابها الكثير من التأويل. واذا كان الكثير من تفاصيل الزيارة سيظل طي الكتمان بهدف حماية العلاقة الناشئة من بعض المتربصين، فإنه يمكن البناء على &laqascii117o;إيجابيتها" و&laqascii117o;وديتها"، خاصة على صعيد اللقاء بين رئيس وفد &laqascii117o;حزب الله" الشيخ حسن عز الدين، وهو مسؤول العلاقات العربية في الحزب، ومؤسسة الأزهر وشيخها د. أحمد الطيب. والحال ان موقف الحزب كان على الدوام، في أوج توتر العلاقة مع نظام مبارك، يتجه نحو تغليب التهدئة على أجواء الحماوة اثر الحملة التي شرع النظام المصري في شنها، سياسياً وحتى عقائدياً، والتي استمرت الى ما قبل سقوط مبارك بأيام، للايهام بتدخل ايراني في الثورة، في محاولة يائسة للنجاة من الانتفاضة الشعبية السلمية الداخلية.وقد شكل التحول شبه الجذري في السياسة المصرية وانفتاحها اليوم، مناسبة للقاءات مصارحة بين الوفد والطيب و&laqascii117o;القيادة السياسية" المصرية والعديد من الاحزاب والمجموعات الشبابية المتنوعة وعدد من المرشحين للرئاسة المصرية، طيلة أيام عشرة قضاها عز الدين في القاهرة، مع العلم ان الزيارة تزامنت مع اخرى لوفد ايراني برئاسة معاون رئيس مجلس الشورى حسين شيخ الاسلام.يشير عز الدين الى رمزية كبيرة حملها اللقاء مع الطيب خاصة، لما يمثله الازهر من معادلة بالغة الاهمية في مصر وخارجها، خاصة أن للازهر تاريخا في التقريب بين المذاهب الاسلامية عامة، وليس فقط بين السنة والشيعة، اللقاء الذي شكل مدخله رسالة &laqascii117o;الشكر والتقدير والاحترام والمحبة" التي نقلها عز الدين من السيد حسن نصر الله الذي بعثه الى القاهرة ممثلا شخصيا له، وذلك اثر المواقف الاخيرة التي اتخذها الطيب على صعيد المقاومة في لبنان وفلسطين.

خرج عز الدين من لقاءاته القاهرية، ومع شيخ الأزهر على وجه الخصوص، بتقييم أكثر من إيجابي للرؤية المصرية الواعية والشاملة لما يحيط مصر من مشاريع وتربص من عدو واحد هو اسرائيل، التي أكد الطيب على خطورة دورها في تمزيق الامة في صراع موهوم ومفتعل، مشيرا الى ان المخطط الاسرائيلي بات في نهايته. وشدد الطيب على ضرورة تكاتف الامة بوجه المشاريع الخارجية لاستهدافها، راداً تحية نصر الله بأفضل منها &laqascii117o;اذ اننا في زورق واحد، وما يصيب أحدنا يصيب الآخر وعلينا ان لا نتوقف عند الامور الصغيرة والجزئية التي قد تفرقنا".يدرك &laqascii117o;حزب الله" تماماً أهمية مؤسسة الازهر اليوم التي تعرضت خلال الفترة الاخيرة لتهجمات من بعض العرب نتيجة اعتدالها ودعوتها للوحدة، وقد أسرّ الطيب للوفد انه أصيب بشظايا كثيرة نتيجة اعتداله ودعواته الوحدوية المتكررة، مشددا على أهمية البناء على المشترك بين المسلمين الذين يقربهم الكثير، مستغربا ان يكون الغرب الاوروبي على سبيل المثال، المتقاتل دوماً والمجزّأ الى عشرات الدول، قد توصل الى تفاهمات ووحدة اقتصادية واجتماعية، في الوقت الذي لا يزال فيه العرب، وهم أهل بيت واحد، على انقساماتهم.
وقد اتخذت الجلسة الازهرية حميمية بلغت بالطيب حد الحديث المسهب عن المذهب الجعفري وأهميته في حل الكثير من العقد، إضافة الى دور المرجعية وعلماء الدين في ايران &laqascii117o;الدولة الشقيقة" في تطوير العلوم الفلسفية، متناولا ما للتراث الشيعي من أهمية. أقر الطيب بإساءات وجهت برعاية من بعض الدول الى الشيعة أدت الى ردود شيعية متطرفة، منتقدا بعض ما ينشر من أوساط شيعية لا تدفع حسب رأيه باتجاه الوحدة، لكن كان من الغريب أن تلجأ بعض الأوساط اثر اجتماع &laqascii117o;حزب الله" والطيب الى التسريب بأن الاخير انتقد &laqascii117o;خطر نشر التشيع"، الامر الذي نفاه عز الدين نفياً قاطعاً، وان كان الحزب لا يود الدخول بسجال مع أحد في ظل علمه بالتربص القائم للعلاقة من بعض المرتبطين بالنظام الماضي، إضافة الى المحاولات الدؤوبة من الخارج، وخاصة الولايات المتحدة، للتربص بالثورة وافتعال الازمات على صعيد طائفي مسلم - قبطي ومذهبي سني - شيعي.

وطيلة الايام العشرة التي قضاها الوفد في القاهرة، كانت قناعته ببعد النظرة المصرية لواقع المنطقة تتعزز، خاصة في ظل المقاربة المصرية الجديدة وأولويتها القضية الفلسطينية، إضافة الى قضية المقاومة، والاهم إفشال محاولات استغلال الثغرات القائمة من الخارج الذي يسعى اليوم الى &laqascii117o;سايكس - بيكو" جديد كما جاء على لسان العديد من القيادات المصرية.كما أن القاهرة باتت تدرك اليوم أهمية دور المقاومة، ويقول المصريون ان المقاومة تشكل ثابتة في المعادلة الاقليمية، و&laqascii117o;ثورة يناير" تعد بدورها داعما استراتيجيا لها. ومن ناحيتها، فإن المقاومة مستعدة لتوظيف قوتها في خدمة دور القاهرة اليوم، اذ يعتبر &laqascii117o;حزب الله" ان ما حصل في مصر، برغم التعقيدات القائمة التي لن تحول دون استكمال أهداف الثورة، يعد إنجازا تاريخيا كبيرا اثر ثورة شعبية سلمية، تنطلق من مؤثرات داخلية، تمكنت من إسقاط أحد أهم الحلفاء الاستراتيجيين لإسرائيل، مثلما ان الثورة باتت تشكل عنصر دعم لكل حركات التحرر، في ظل الوعي العميق للقيادة السياسية المصرية لدور القاهرة وموقعها في المنطقة، فهي حسب عز الدين &laqascii117o;عمود الخيمة" الذي سيشكل المظلة المقبلة للوطن العربي بمجمله.


سمير القنطار يستغرب زجّ اسمه في شقة الرويس وانه المستهدف وهو لا يعرفها
'حزب الله' يضع الحادثة في إطارها الطبيعي وقد تسلم القضاء التحقيق فيها

ـ صحيفة 'الديار'
كمال ذبيان:

يستغرب الاسير المحرر سمير القنطار، عندما تتصل به للاطمئنان عليه، ما نشر عن ان الشقة التي وقع فيها انفجار، هي مسكنه وكان يستهدفه، ويؤكد ان كل ما ذكر هو اصبح من الخيال، ولا صحة لما تم ترويجه، فانا لا اسكن في الشقة، ولم اقطن في المبنى المذكور. فالرواية الأمنية الرسمية، التي نقلتها احدى الزميلات، من أن القنطار كان المستهدف من انفجار الشقة في منطقة الرويس، لم يكن له اي اساس، كما أعلن القنطار، وان احداً لم يتصل به ليستوضحه الأمر لا من اجهزة امنية رسمية ولا من وسائل الاعلام، وقد سمع في الخبر عبر بعض وسائل الاعلام، وهو لا يعرف لماذا زج اسمه؟
وما نفاه القنطار، هو ما ينفيه ايضاً مسؤول بارز في &laqascii117o;حزب الله"، عندما تسأله عن حقيقة ما جرى، ولماذ هذا التعتيم الذي رافق الحدث الامني، مما ترك للتكهنات والروايات، أن تذهب بكل الاتجاهات، ويقول المسؤول المعني، بأن ما حصل في الشقة المذكورة، هو ما يحدث في كل شقة قد تنفجر فيها قارورة غاز، وهذا ما اظهرته التحقيقات، وقد تمكنت وسائل الاعلام في اليوم التالي لوقوع الحادث من أن تقوم بتصوير الشقة وتلتقي سكان المبنى وتحاورهم، وتعاين المكان وتجري استقصاءاتها، وهذا ما فعلته ايضاً القوى الامنية الرسمية، والاجهزة القضائية، التي كانت موجودة في المكان منذ لحظة وقوع انفجار قارورة الغاز، بحسب خبراء المتفجرات.

فالحادث لا يعدو كونه حادثاً طبيعياً، وقد أعطي هذا الحجم لانه حصل في الضاحية الجنوبية التي لها رمزيتها بالنسبة للمقاومة، وقد يكون في أي انفجار يقع، المستهدف احد قادة أو كوادر المقاومة، وهذا استنتاج قد يتوصل اليه اي مراقب او محلل او متابع، وقد حصل ان استهدف مقاومون قلب الضاحية الجنوبية، ولكن الغريب في الأمر ان بعض وسائل الاعلام ذهبت بعيداً في التحليل، وان بعض القوى السياسية المعادية للمقاومة استغلت الحادث، لتدخل منه الى &laqascii117o;المربع الامني"، وعدم وجود السلطة، وتتحدث عن انتشار امني &laqascii117o;لحزب الله" الخ...
فحادثة الرويس كما يقول المسؤول، هي فعلاً انفجار قارورة غاز، ولماذا يخبىء &laqascii117o;حزب الله" المعلومات اذا كان المستهدف احد قيادييه أو عناصره، وهو لم يفعل ذلك عندما اغتيل الشهيد عماد مغنية، ولا الشهيد علي صالح وغيرهما، وان الحزب متيقظ لمثل هذه العمليات التي لا يستبعدها، لانه مستهدف من العدو الاسرائيلي، الذي لديه اختراقات وتم كشفها، ولا يخفيها، وقد تمكن من اعتقال متورطين في التعامل مع العدو الاسرائيلي.
لقد وضع القضاء اللبناني يده على القضية، وهو اجرى مع القوى الامنية تحقيقات، التي أظهرت ان احتكاكاً كهربائياً تسبب باشعال حريق في مطبخ الشقة، مما ادى الى انفجار قارورة الغاز واحداث دوي كبير.


السيّد يواجه الحماية الدوليّة لشهود الزور

ـ صحيفة 'الأخبار'
عمر نشابة:

في إطار سعيه للحصول على المستندات التي تتيح له ملاحقة المسؤولين عن اعتقاله تعسفاً، طعن أمس اللواء الركن جميل السيد بقرار قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين الصادر في 22 تموز الفائت. وكان فرانسين قد عبّر عن تفهّمه لاعتراض المدعي العام دانيال بلمار على تسليم السيد مستندات تشير الى الموقف الذي عبّر عنه رئيس لجنة التحقيق الدولية الى المدعي العام اللبناني، القاضي سعيد ميرزا، بشأن الاستمرار في اعتقال الضباط الأربعة، وأخرى تتضمّن إفادات شهود ومحاضر تحقيق. أما بلمار فانتظر حتى اليوم الأخير من مهلة التسليم (14 تموز) ليرفع مذكرة الى القاضي يبرّر فيها عدم تسليم المستندات بحجة أن بعض الذين وردت أسماؤهم في المستندات أودعوا المحكمة مذكرات عبّرت عن خشيتهم على سلامتهم وأمنهم إذا سلّمت المستندات الى السيد. وادّعى هؤلاء بأن السيد مارس التهديد بحقّهم، على الرغم من أن طلباته من المحكمة كان يفترض أن تبقى سرية. وبالتالي تبين للسيد أن المدعي العام سرّب معلومات عن مضمون المستندات التي يطلب الحصول عليها الى بعض الذين وردت أسماؤهم فيها بهدف حثّهم على المطالبة بالحماية عبر عدم تسليم تلك المستندات. وقد استند السيد الى ثلاثة دوافع للطعن بقرار فرانسين وهي:

1- عدم اختصاص المحكمة لتأمين الحماية لأشخاص لا يعتبرون من بين الشهود. وكان بلمار قد أعلن عدم عزمه اعتمادهم كشهود في القضية.
2- ان الأشخاص الذين طلبوا الحماية لا يتمتعون بالصدقية بحسب قرار فرانسين الصادر في 27 نيسان 2009، اذ إنهم كانوا قد قدّموا معلومات كاذبة أدت الى الاعتقال التعسفي.
3- ان القرار القاضي بحماية هؤلاء الأشخاص من الملاحقة القضائية يناقض النظام العام عبر قيام محكمة تعدّ نفسها غير قابلة لمقاضاة شهود الزور بتأمين حمايتهم من الملاحقة في محاكم أخرى.
وقبل البحث في أسباب إصرار بلمار على حماية المسؤولين عن جريمة اعتقال تعسّفي دام نحو أربع سنوات، لا بدّ من الإشارة الى أن الوقت كان متاحاً لتقدم المدعي العام باعتراض على التسليم بحجة الأمن والسلامة منذ العام الفائت، لكنه قرّر اللجوء، في اللحظة الأخيرة، الى هذه &laqascii117o;الحيلة" لأسباب مجهولة. كما تجب الإشارة الى أن أحكام القاضي فرانسين التي سمحت، مبدئياً، بتسليم السيد المستندات التي طلبها، تشترط استخدام تلك المستندات حصراً في إطار الإجراءات القضائية ومجريات العدالة، وقبل السيد هذا الشرط الذي يتناسب مع الأسباب الموجبة لطلباته. ولدى مراجعة مواقف المدعي العام من الطلبات التي تقدم بها السيد من المحكمة الدولية، يتبين أنه مصرّ على حماية بعض الأشخاص من الملاحقة القضائية، على رغم خسارته طعنين تقدم بهما ضدّ قرارات تعدّ لمصلحة السيد. ويتداول موظفون في المحكمة في لاهاي بأن بلمار كوّن موقفه في هذه القضية انطلاقاً من حرصه على الحفاظ على علاقات متينة مع بعض المسؤولين السياسيين والقضائيين اللبنانيين الذين كانوا قد عبّروا له ولأركان مكتبه عن عدم مخالفتهم للقانون اللبناني في احتجاز الضباط المشتبه فيهم لنحو أربع سنوات، وأن أي خطوة قد تساهم بمقاضاتهم قد تؤثر سلباً على المسار الذي يخوضه بلمار.


أوساط في المعارضة: كلام السيد يصب في خانة الاغتيال السياسي وميقاتي يتحمل وزر ما يحصل


ـ 'الديار'
وجدي العريضي:

نقلت صحيفة 'الديار' عن أوساط في المعارضة إشارتها إلى أنه 'يرتقب ووفق أكثر من معطى سياسي، أن يرتفع منسوب التصعيد السياسي دوز عالي النبرة، لا سيما من قبل 'حزب الله' وفريق 8 آذار، وذلك على خلفية القرار الاتهامي وكل ما يمت للمحكمة الدولية بصلة، خصوصاً أن هذا الفريق بدأ يتلمس مدى جدية المحكمة والأمور تسير بخطى ثابتة في ظل حرفية ومهنية ظاهرتين'.
إلى ذلك، تتوقع مصادر المعارضة 'حصول همروجات سياسية لا مثيل لها'، وأضافت: 'ما ظهور اللواء جميل السيد على شاشة 'المنار' وما قاله الاّ دليل على إعطاء الضوء الاخضر للتصعيد وللقيام بهجوم معاكس يستهدف قرارات المحكمة الدولية، باعتبار أن السيد كان واضحاً إندفاعه في أمر عمليات'، وتابعت: 'إذ ليس صدفة إستضافته على 'المنار' وفي هذا التوقيت، بحيث خصصت الحلقة لشتم الرئيس سعد الحريري و(رئيس جبهة النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط في سياق دلالات كثيرة بداية حقد السيد على آل الحريري وتصعيده باتجاه الحريري على خلفية القرار الاتهامي وبدء العد العكسي للمحاكمات الغيابية في أيلول المقبل وتوقع صدور قرارات ذات أهمية'. وتؤكد مصادر المعارضة أن 'الهجوم على جنبلاط 'جاء على خلفية مواقف الزعيم الاشتراكي الأخيرة وتحديداً نظرته ورؤيته لمسار الاوضاع في سوريا إلى إنزعاج السيد ومن يمثل ويتبع من تقارب جنبلاط من الرئيس الحريري'.

وفي هذا السياق، تسأل الاوساط المذكورة 'عمّا سيكون عليه موقف الرئيس نجيب ميقاتي من كل العناوين بعيداً عن المواقف الملتبسة'، ويسأل نائب معارض قائلاً: 'هل تحول رئيس الحكومة الى صندوق بريد لحزب الله؟ بحيث ثمة معلومات بالغة الدقة مفادها أن 'حزب الله' فاتح ميقاتي بضرورة إطلاق الاصوليين في الشمال وهذا ما يدعم مواقفه ويعزز حضوره الطرابلسي والشمالي وعندئذ يتحول الاصوليون إلى مقربين للرئيس ميقاتي'، وأضاف: 'من هذا المنطلق حوّل ميقاتي سيارته إلى تاكسي تقل الاصولي رحيم من سجن رومية في سيارته الخاصة في ظاهرة لافتة وغريبة، وفي غضون ذلك ما قاله اللواء السيد برسم الرئيس ميقاتي فأطلق كلاماً غير لائق بحق رئيس حكومة سابق وزعيم سياسي وما يمثل، خصوصاً أن رئيس الحكومة يسدي خدمات كبيرة لـ'حزب الله' وهو حليف أساسي للحزب الداعم للواء السيد'. إلى ذلك، تقول مصادر المعارضة ان 'ما يجري يؤكد صحة البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري، حيث وضع الأمور في نصابها لناحية تولي 'حزب الله' وتوجهات من أمينه العام للهجوم على زعيم تيار 'المستقبل' بدليل أن السيد صال وجال على 'المنار' كما يشاء، مما يشير إلى أن الأوضاع باتت تثير المخاوف والريبة نظراً لمستوى هذا التصعيد ومن خلفه باعتباره يصب في خانة الاغتيال السياسي وثمة تجارب حصلت مع الرئيس الشهيد والجهات ذاتها التي تهاجم الحريري'. وحمّلت المصادر 'وزر ما يحصل لرئيس الحكومة'.


السعودية توقفت عن دفع أي مبلغ مالي في لبنان منذ أحداث 7 أيّار


ـ 'الأخبار'
ثائر غندور:

يعقد عدد من قادة قوى 14 أذار اجتماعات شبه دورية لبحث مستقبل فريقهم السياسي، لافتتة الى ان صقور هذا الفريق يلتقون في محاولات لإيجاد استراتيجيّات جديدة. هم رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ونادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إضافة إلى محمد شطح، مستشار الحريري، ورئيس اللجنة المركزيّة في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، والنائب نهاد المشنوق، ورئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع، ومنسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد.
ولفتت الى ان النقاش يتعمّق ويتشعّب، لكنّه لم يصل بعد إلى نتيجة نهائيّة، بل لا يزال البحث قائماً، مشيرة الى ان النقاش يبدأ من قراءة الواقع العربي، حيث الثورات العربيّة حيّدت حلفاء هذا الفريق الاستراتيجيين عن أداء أي دور إقليمي، إمّا بسبب سقوط النظام في حالة مصر، أو بسبب 'رُهاب التغيير' في حالة دول مجلس التعاون الخليجي، كما يقول أحد الذين يُشاركون في هذه الاجتماعات؛ 'باستثناء دولة الجزيرة'، يُضيف الرجل ذاته مبتسماً. فالإمارات العربيّة المتحدة تتراجع خطوات كثيرة إلى الوراء، وهي لا ترغب في سقوط أي نظامٍ أو حتى انهيار شركة. هو ببساطة الخوف من التغيير. أمّا السعوديّة، وهي الداعم الأوّل والأساسي لفريق 14 آذار، فباتت 'خارج أي لعبة إقليميّة'، بحسب وجهة نظر حلفائها في لبنان. 'هي إمّا لا تُريد أو إنها لا تقدر'. في هذا السياق، يُشير أحد المشاركين في هذه الاجتماعات إلى أن السعوديّة توقفت عن دفع أي مبلغٍ مالي في لبنان منذ أحداث 7 أيّار 2008. وتشير الصحيفة الى أنه 'عندما تُحاجج محدّثك مذكّراً بمئات الملايين من الدولارات التي دُفعت في الانتخابات النيابيّة في صيف عام 2009، لا ينفي دفع هذه الأموال، بل يؤكّد أنها من جيب سعد الحريري'.

ومن أسباب تراجع دور السعوديّة، بحسب قوى 14 آذار، المشكلة الداخليّة التي يعيشها النظام، وعجزه عن تغيير الحكومة منذ آذار الماضي عندما اتخذ القرار بالتغيير. إضافةً إلى عدم قدرة هذا النظام على إيجاد آليّة لتداول السلطة بين أحفاد مؤسس المملكة الوهّابيّة؛ إذ إن أصغر إخوة الملك (المرشحين لخلافته) يبلغ 87 عاماً من عمره. والملك يُعاني وضعاً صُحيّاً معقّداً، 'وقد بُني قصر-مستشفى له في المغرب، ليذهب إليه بعد عودته من رحلته العلاجيّة المقبلة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة'. أمّا ولي العهد، الأمير سلطان، فإنه دخل في غيبوبة وخرج منها منذ فترة. لكنه، منذ زمنٍ غير قليل، غير قادر على الإتيان بأي نشاط يُذكَر، باستثناء التقاط صور له مع بعض زوار المملكة لأهداف سياسية لا أكثر. أمّا الحليف الأساسي الآخر لقادة ثورة الأرز، أي الولايات المتحدة الأميركية، فهو مشغول بمشكلاته الداخلية والخارجية، بدءاً من أزمة الديون، وصولاً إلى أفغانستان، وبينهما ترتيب البقاء في العراق أو الانسحاب منه. أما بالنسبة لاوروبا، فلفتت الصحيفة الى ان قادة 14 آذار يعرفون أن أملهم الوحيد بات في فرنسا وبريطانيا، بعد تقدّمهما لاستعادة موقعيهما في المنطقة العربيّة في ظلّ التراجع الأميركي. لكنّهم يُدركون أن هذه الدول تُعاني أزمات أيضاً، أبرزها التخبّط في ليبيا. أمّا تركيا، في رأي بعض المسؤولين في قوى 14 آذار، فلم تستطع إمبراطوريّتها الصاعدة أن تجد طريقة تفاهم مع السعوديّة ومصر للولوج عبرهما إلى القضايا العربية، 'أمّا المدخل السوري الذي كان معتمداً فلم يعد صالحاً'.

لذلك، فإن هذا الفريق، يدرس اليوم كلّ الأوراق التي يملكها، وكيف يُمكن التصرّف فيها. وإحدى هذه الأوراق هي توقيت عودة سعد الحريري واستخدامه في عمليّة شدّ العصب وتوحيد الجمهور؛ لأن الحريري هو من الأسلحة الثقيلة جداً. وعند الحديث عن الحريري، تقفز أزمته الماليّة وحدها إلى النقاش. يُقلّل مَن في 14 آذار مِن أهميّتها؛ لأنها باختصار أزمة سيولة برأيهم، هي عبارة عن 'ملياري دولار دين مقابل أملاك آل الحريري التي تصل إلى ما يُقارب 14 مليار دولار. وبالتالي، الحريري قادر على إدارة أزمته، والشركة الأكبر في مؤسسات الحريري، أي سعودي أوجيه، لديها مشاريع بعشرات مليارات الريالات السعوديّة'. أمّا في ما يخصّ خسائر فريق 8 آذار وأزمته، فيقول الآذاريّون إن خصومهم يُعانون أزمات أكثر قسوة من الأزمات التي يعيشونها هم. تبدأ 'هذه الكوارث من سوريا، حيث يُواجه النظام ثورة لا يبدو أن أحداً يعرف كيف ستتجه الأمور فيها'. لكنّ ذلك ينعكس حكماً بنحو سلبي على فريق 8 آذار.


عودة الحريري لم تحسم بعد وهو لا يزال يناقش الأمر مع المعنيين

ـ 'الأخبار'
نادر فوز:

اشارت صحيفة 'الاخبار' الى ان موعد هبوط طائرة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري في لبنان لم يحدّد بعد، والشخصيات المطّلعة على أجواء الطائرة الخاصة تؤكد أنّ العودة لم تُحسم بعد، وأنّ الحريري لا يزال يناقش المعنيين في هذا الأمر، بمن فيهم سفراء غربيون نقلوا إليه قبل أشهر تحذيرات أمنية.
في محطته الأخيرة، السعودية، سيطرق الحريري الكثير من الأبواب، سائلاً: 'ما العمل؟'. وقبل وصوله إلى الرياض، ناقش الحريري عدداً من المسؤولين والمستشارين السعوديين، 'وعبّر لهم عن شعوره الطبيعي بالإحراج من جمهوره؛ لكونه لم يتحرّك لنصرة أهل درعا وحماه وسائر المدن السورية التي يتعرّض أهلها للقتل والاعتقال'.
وفي هذا الإطار يشير مقرّبون من الحريري إلى وجود 'تغيّر ما في السعودية'، مشددين على أنه في الوقت الراهن 'ليس من قرار سعودي واضح، والارتباك مستمرّ بشأن الموقف مما يجري في سوري'.
ويضيف المقرّبون: 'موقف الحريري بعد أحداث حماه لم يأت من عبث'، ليؤكدوا وجود 'تغيّر استراتيجي ستتوضّح معالمه قريباً'. لكن موقف الحريري أثار تساؤلات لدى كثيرين من حلفائه، باعتبار أنّه 'لا ينبع من مؤشرات عربية ولا طمأنات غربية'.أضف إلى ذلك أنه خرق الاتفاق الذي توصّل إليه مع حلفائه، والذي ينصّ على إبقاء النقاش مفتوحاً بشأن الوضع في سوريا والموقف منها. وما يسري على الحلفاء، يسري على أقرب المقربين أيضاً. فنواب كتلة المستقبل الذين سيجتمعون اليوم برئاسة فؤاد السنيورة، أعدّ كل منهم مداخلته في الشأن السوري، رغم أن رئاسة الكتلة سبق أن طلبت منهم حصر النقاش بالوضع اللبناني الداخلي. ومن المنتظر أن يدخل السنيورة إلى الاجتماع اليوم وبيده مسودة تتضمّن الآتي: الجلسة التشريعية يوم غد، النفط البحري، حادثة الرويس وأسلوب تعامل حزب الله مع القوى الأمنية، الحوار الوطني، وغيرها من الملفات. وسيتواجه السنيورة مجدداً مع نواب المستقبل الذين سيحاولون إقناعه مرة أخرى بضرورة مناقشة الأحداث في سوريا والوقوف وراء الحريري في التعبير عن دعم الشعب السوري ورفض الممارسات التي يتعرّض لها.


الحريري يتذكّر حماه: تصفية حساب متأخّرة

ـ 'الأخبار'
نقولا ناصيف:

لم يحمل الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري من سوريا وقع الصدمة. بين الرجلين تصفية حساب متأخرة. أخرجه الرئيس بشّار الأسد من رئاسة الحكومة، فتذكّر الحريري حماه. ضرب الأسد زعيم السنّة وأقصاه من السلطة، فانضم الحريري إلى نكء جروح سنّة حماه
لأول مرة، اتخذ الرئيس سعد الحريري موقفاً من الأحداث المتدهورة في سوريا، في الشهر الخامس على اندلاعها. في مقابلته التلفزيونية الأخيرة في 12 تموز، أرسل إشارة صريحة إلى طيّ صفحة مصالحته مع الرئيس السوري بشّار الأسد عندما اتهمه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بإسقاط حكومته وإطاحته من رئاسة الحكومة. أرسل في المقابلة نفسها إشارة أولى خجولة إلى أحداث سوريا بتأكيد تعاطفه مع التحرّك الشعبي هناك، وقال إن ما يلحق بالشعب السوري ظلم، ولا يمكن اتهامه بالتخريب، واصفاً ما يحدث بجريمة.
على مرّ الأشهر المنصرمة، حاذر الحريري ما أقدم عليه حلفاؤه في تيّار المستقبل، كما في قوى 14 آذار، وتجنّب التعليق على أحداث سوريا واتخاذ موقف من الأسد والطريقة التي يقارب بها ما يحدث في بلاده. وعندما اتهمت دمشق تيّاره بالتدخّل في شؤونها وزعزعة الاستقرار، وإمداد المعارضين السوريين بالسلاح والمسلحين، اكتفى بالصمت، بينما نفى التيّار وكذلك الحلفاء الاتهامات. وحينما انفجر النزاع المسلح على مقربة من الحدود اللبنانية ـــــ السورية شمالاً في تلكلخ، أنكر التيّار أي دور له فيها، من غير أن يخفي تعاطفه مع معارضي النظام، وطلبه إلى السلطات اللبنانية حماية اللاجئين ومنع تسليمهم لبلادهم، على نحو تسليم ثلاثة جنود سوريين لسلطاتها. نأى الحريري بنفسه عن كل هذه التطورات منذ غادر لبنان في إجازة طويلة في منتصف نيسان الماضي.

بيد أن ما أصدره الأحد بلسان مكتبه الإعلامي، أخرج إلى العلن المواجهة مع نظام الأسد. في موقفه هذا، أطلق الحريري عبارات لم يحبّذها بعض المحيطين به وتمنّوا التخلي عنها، وتركزت على وصفه النزاع الدموي بالمذبحة، وعلى التذكير بحماه وما شهدته عام 1982 على يد الجيش السوري. وكان الرجلان الأكثر التصاقاً بتلك الأحداث ـــــ إلى الرئيس حافظ الأسد ـــــ الأكثر وفاءً للنظام آنذاك، ومثّلا التغطية العسكرية والمذهبية لتلك الأحداث، وأمسيا اليوم أعتى المعارضين للأسد الابن، وهما الوزير عبد الحليم خدّام وقائد سرايا الدفاع شقيق الرئيس رفعت الأسد. كلاهما صار يدعو إلى إسقاط نظام الأسد.
لكن النبرة العالية التي طبعت التصريح الأخير للحريري، أبرزت ملاحظات منها:
1 ـــــ عودته بالعلاقة مع سوريا إلى النقطة الصفر على نحو ما كانت عليه، وخصوصاً بين عامي 2005 و2008. ورغم قصر موقفه على شأن سوري محض هو الاضطرابات الجارية هناك، من غير أن يلامس أمراً يتصل بعلاقات البلدين أو بالموقف من المحكمة الدولية، تجاوز الحريري، بتركيزه على أحداث حماه، القطيعة مع الأسد إلى التعامل مع نظامه على أنه انتهى أو يكاد.يلتقي على هذا الموقف أكثر من فريق من المحيطين بالرئيس السابق للحكومة الذين يعتقدون أن النظام السوري، على الصورة التي ورثها الرئيس الابن عن الرئيس الأب كقبضة أمنية ـــــ إعلامية يتحكم بها حزب واحد، سقط إلى غير رجعة. ومهما يكن مستقبل الوضع في سوريا، مع الأسد أو من دونه، لن يعود النظام نفسه الذي خلفه الأسد الأب لابنه بعد التحركات الشعبية الأخيرة، ولن يكون في وسع الرئيس السوري الاستمرار طويلاً في نظام يوشك أن يفقد كل العناصر التي تبرّر وجوده على رأسه.

لم يعنِ تعلّق الحريري بذكرى حماه وتركيزه عليها، إلا التخلي عن الصورة التي كان قد استخلصها من علاقته بالأسد الابن، وأوحى بها إلى بعض معاونيه بعد عودته من إحدى زياراته لدمشق، وهي أنه يعتقد أن الرئيس السوري بعيد عن قتل والده الرئيس رفيق الحريري. فإذا به يشبّه حماه اليوم بحماه الأمس، والابن بأبيه. كان قد تجاهل، في الأشهر الماضية حتى الأسابيع الأخيرة، الحملات العسكرية القاسية التي تعرّضت لها درعا وإدلب وحمص واللاذقية وتلكلخ وأرياف هذه المحافظات، وكلها ذات غالبية سنية، فلم يتخذ منها أي موقف. إلا أنه أجملها في التصريح الأخير الذي صوّب، بتمييز واضح لم يخلُ من دلالة مذهبية، على حماه تحديداً التي رأى أنها تعرّضت لأبشع المجازر.
2 ـــــ لم تفلح علاقة كان قد نسجها الحريري مع الأسد بين 19 كانون الأول 2009 و30 آب 2010، على امتداد أربعة اجتماعات طويلة، في تحقيق مصالحة حقيقية بينهما. تصَالحَ الحريري مع الأسد ـــــ أو هكذا بدا ـــــ ولم يتصالح مع النظام، واقتصرت علاقته على الرئيس السوري ما خلا اجتماعاً عقده مع نظيره السابق محمد ناجي العطري. في الاجتماعات الأربعة حرص الأسد والحريري على تحميل علاقتهما بعداً شخصياً خاصاً وحاراً لم يشفع بكل الخلافات بينهما، السابقة لتلك المصالحة. وبحسب الذين اطلعوا عن قرب على استنتاجات الحريري من تلك المصالحة، أنه اقترب من الاقتناع بشخصية الأسد. وجد أنه يلتقي وإياه على رؤية مشتركة لعلاقات البلدين والانفتاح والتعاون والتطور، وتبادلهما طموحات متشابهة، قبل أن يكتشف الحريري في وقت لاحق، وخصوصاً بعد أول أزمة بينهما إثر إصدار سوريا استنابات قضائية في حق شخصيات لبنانية في 4 تشرين الأول 2010، أن الرئيس السوري يريد استيعابه لإدخاله في الفلك السوري، على صورة علاقة الأسد الأب بالحريري الأب بين عامي 1992 و2000.

حينذاك، رضي الحريري الأب بالدور الذي رسمته له دمشق كي يستمر على رأس الحكومة اللبنانية، وحدّدت له نطاق تحرّكه والملفات التي يديرها، إلى أن بدأ يتململ من واقعه هذا عام 2000، ثم انفجرت أزمة الثقة مع الرئيس السوري بعد التمديد للرئيس إميل لحود عام 2004. وعلى غرار استيعابها الحريري الأب في فلكها، لاحظ الحريري الابن أنه يُدعى إلى مهمة مماثلة عبّرت عنها أيضاً بضعة لقاءات كان الحريري قد عقدها مع الأمين العام لحزب الله، وتوخت اقتياده إلى الاستيعاب نفسه.
وهكذا لم تعش طويلاً المصالحة الشخصية، وأخفقت المصالحة السياسية. بذلك، عادت علاقة الرجلين إلى ما كانت عليه حتى عشية الانتخابات النيابية عام 2009. كان الحريري قد قدّم جائزة ثمينة لسوريا في 6 أيلول 2010 يوم برأها من اغتيال والده، ترجمة لذلك الاقتناع بالرئيس السوري، واعترف بشهود الزور فقاد حكومته إلى الانهيار.
3 ـــــ يقلل المحيطون بالحريري فاعلية تصريحه الأخير وتأثيره، سواء داخل سوريا أو على توازن القوى الحالي في لبنان، أو على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. في بعض اجتماعات تيّار المستقبل وكتلته النيابية، طُرح أكثر من مرة سؤال عن عدم اتخاذ موقف متصلّب من أحداث سوريا. قال البعض إن الحريري معني بها، وهو الذي يمثل مزيجاً مبرّراً كي يجبه هذا الحدث العربي، شأن سواه من الانتفاضات العربية الأخيرة: سعودي الجنسية، أمه عراقية، وزوجته سورية. ليس عقائدياً أو عروبياً على صورة الرئيس فؤاد السنيورة الأكثر تماساً مع هذا النبض، وكذلك مع عدد وافر من معاونيه. إلا أنه لا أحد يسعه تفسير عدم إبدائه رأياً في أحداث سوريا إذا كان له فعلاً رأي فيها. وهو بذلك لبث على طرف نقيض من بعض زملائه في التيّار، أو في حلقة مستشاريه ذوي الآراء المتشدّدة حيال سوريا ونظامها.يربط أصحاب هذا الرأي توقيت تصريح الحريري بالتطورات الدموية المتلاحقة في الدراما السورية، أكثر منها سعيه إلى التلاعب بالنظام السوري أو الدخول طرفاً في المواجهة، أو التحريض على تقويضه. وشأن رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أملى تسارع الأحداث عليه اتخاذ موقف متصلّب هو انعكاس لطبيعة الصراع الدامي بين النظام ومعارضيه


تشكيك رسمي في موقف نتنياهو تصدّي الجيش أوقف الاستفزاز

ـ 'النهار'

خليل فليحان:

تصدى الجيش المتمركز في منطقة المتنزّهات صباح أمس لـ15 عسكريا اسرائيليا اجتازوا نهر الوزاني وتوغلوا 70 مترا في منطقة متنازع عليها، ثم عادوا ودخلوا مسافة 30 مترا من الاراضي اللبنانية مجتازين الخط الازرق، وهذا يشكل خرقا للقرار 1701، اطلق الجيش اللبناني النار في الهواء تحذيرا للعسكريين الاسرائيليين مما ادى الى تراجع عناصر الدورية واطلاقهم النار في اتجاه مصدر النيران.
وتزامن هذا الخرق مع عيد الجيش في ذكرى تأسيسه الـ66 من دون ان يؤدي الى وقوع اصابات، لكنه ترك توترا وادى الى استنفار وفتح تحقيق من قيادة قوة 'اليونيفيل' لمعرفة اسباب الاعتداء. لم تؤثر الحادثة على الاحتفال المقرر في ثكنة شكري غانم لتخريج دفعة جديدة من الضباط، وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اول من علق على الاعتداء في خطابه امام الضباط المتخرجين بقوله 'حاول العدو تكرار اعتداءاته واستفزازاته فكان الجيش له بالمرصاد'. وتجدر الاشارة الى انه سبق للجيش الاسرائيلي ان استفز الجيش اللبناني في عديسة فتصدى له وقتل في مواجهة بالسلاح ضابطا اسرائيليا كبيرا في ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد