المقتطف الصحفي » موقع «اللبنانيون في إسرائيل»: الفارّون يحلمون بسلام مع من تخلى عنهم

- صحيفة 'السفير'
رانا ابي جمعة

لا يتردد بعض اللبنانيين ممن أعرفهم في الانضمام الى صفحة &laqascii117o;فايسبوك" المخصصة لموقع الكتروني بعنوان &laqascii117o;اللبنانيون في إسرائيل". وهو موقع يتحدث باسم أفراد &laqascii117o;جيش لبنان الجنوبي" وعائلاتهم الذين فروا في الخامس والعشرين من آيار العام 2000 الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدما تركتهم &laqascii117o;إسرئيل" لمصيرهم من دون حتى إنذارهم بقرار انسحابها من الجنوب اللبناني.
وبرغم ذلك تُصر هذه الفئة من الناس على تصوير نفسها من خلال موقعها على أنها &laqascii117o;ضحية الجغرافيا والتاريخ والمساومات السياسية"، وعلى أنها &laqascii117o;رفضت الظلم وتسليم بلادها للإرهابيين، فناضلت محاولة غسل جزء من العار الذي إرتكبته الدولة اللبنانية ببيعها أرض لبنان إلى المنظمات الفلسطينية يوم وقعت إتفاقية القاهرة سنة 1969"! &laqascii117o;اللبنانيون في إسرائيل" موقع إلكتروني شامل ناطق في غالبيته باللغة العربية وفي جزء آخر بالعبرية يحتوي على مواضيع سياسية، دينية، ثقافية، اجتماعية، صحية، فنية وغيرها.
كما هو واضح من خلال الموقع فإن مشكلة هؤلاء هي مع &laqascii117o;حزب الله" وسوريا وإيران فقط. فمن وجهة نظرهم على اللبناني ألا ينسى أن &laqascii117o;حزب الله إرهابي قام بتفجير مقر المارينـز في بيروت خريف العام 1983"، وأنه &laqascii117o;مشروع إسلامي إيراني". وهذا ليس مستغرباً! لكن ما يتخطى حدود الاستغراب هو وقاحة الفئة القيمة على الموقع وإنكارها للجغرافيا والتاريخ حيث تصر مثلاً على اعتبار &laqascii117o;إسرائيل مهد الأديان السماوية" متجاهلةً عن قصد فلسطين التي على ما يبدو ليست موجودة في قاموسها الذي يمكن تقصي مفرادته من معتقل الخيام العابق بالعدالة والشرف والتضحية والوفاء والإخلاص لأبناء لبنان!
لعل الخانة الأهم في الموقع هي تلك التي تحمل عنوان &laqascii117o;لبنان - إسرائيل والسلام"، وهنا بالتحديد لنا أن نغرف جملة من المغالطات والأكاذيب المغلفة بلبوس السلام النقي!
في مقال هو غيض من فيض بعنوان &laqascii117o;أهمية السلام بين لبنان واسرائيل" يشدد الموقع المذكور على ضرورة السلام مع إسرائيل، وعلى عائداته المالية، مستشهداً بمعاهدة وادي عربة والنعم المالية التي أتت بها على الأردن!
وينتقد مقال آخر مقولة &laqascii117o;دولة اسرائيل الكبرى" التي هي بمثابة وهمٍ عربي من &laqascii117o;اخترع الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان مصاباً بجنون العظمة". وهنا مغالطة سياسية كبرى. وبرأي كاتب المقال المجهول الهوية فإن أراضي فلسطين المحتلة هي &laqascii117o;إرث يهودي"، كما ان &laqascii117o;الشعب الإسرائيلي" لم يكن يوماً مهتماً باحتلال أراض لا تعود له! &laqascii117o;ولم يفكر أبداً بإقامة دولة على امتداد الشرق الاوسط كله كما يزعم العرب" .
الجدير بالذكر أن الموقع يهاجم فئة محددة من اللبنانيين دون أخرى وهي بالطبع فئة الأكثرية اليوم، وليس فقط من باب أنها تقاوم إسرائيل، بل أيضاً من باب عدم تعاونها مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا ندري ما يثير اهتمام هذه الفئة بالمحكمة!
يبقى الأهم هو الهدف المبطن من هذا الموقع الإلكتروني الذي يمكن استخلاصه من اسمه إذا دققنا قليلاً &laqascii117o;اللبنانيون في إسرائيل" وليس &laqascii117o;لبنانيين في إسرائيل"، مع ما يعني ذلك بأن هذه الفئة لا تصبو الى العودة الى لبنان، إنما الى عقد سلام مزعوم مع إسرائيل لتتابع حياتها هناك دون صعوبات لا أقل ولا أكثر.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد