- صحيفة "السفير"
زينة برجاوي
واكب ناشطون مصريون على الإنترنت ثورة «ميدان التحرير» منذ انطلاقتها وحتى خلع الرئيس المصري حسني مبارك. فانتشرت حينها الأفلام المركبة والصور الكرتونية التي تهزأ من الرئيس مبارك وولديه علاء وجمال، وأبدع هؤلاء في ابتكار القصص الطريفة التي عبّروا فيها عن استيائهم من النظام الذي حكمهم لثلاثين عاما. ولم يتوقف الأمر هنا، بل انتظر الناشطون جلسة محاكمة مبارك وولديه أمس ليأتوا بأفكار جديدة لم تقتصر على الصورة هذه المرة، بل طالت الصوت أيضاً.
فبعد انتهاء جلسات محاكمته الأولى، حوّل زوار موقع « تويتر» الكلمات التي ردّ بها مبارك على القاضي في المحكمة، إلى رنة للهواتف الخلوية، لتنتشر نغمة جديدة بصوت مبارك على نطاق واسع.
ونشر الناشطون رابط تحميل لمقطعين من ردود مبارك على المستشار أحمد رفعت الذي يتولى محاكمته. ففي المقطع الأول ينادي حاجب المحكمة على مبارك قائلاً «المتهم الأول محمد حسني السيد مبارك» فيرد عليه «أفندم أنا موجود»، أما المقطع الثاني فيقول مبارك فيها «كل هذه الاتهامات أنا أنكرها بكاملها».
وذكرت جريدة «البديل الجديد» عن الصحافي والكاتب المصري أحمد ناجي، أنه حوّل رنة هاتفه الى «نغمة مبارك». ورأى ناجي «أن الأمر لقي استحساًنا من قبل مستخدمي موقع «تويتر»، وخصوصاً الناشطين السياسيين، الذين أعلنوا أنهم استخدموها بالفعل وأنها أعجبتهم».
وهكذا أصبحت «نغمة مبارك» أحدث رنة هاتفية بعد رنة «الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي سياق متصل، تم إطلاق عشرات الصفحات على موقعي «فايسبوك» و«تويتر» ركزت على مشهد مبارك وهو يعبث بأنفه أثناء مثوله في قفص الاتهام، حتى أصبحت «مناخير مبارك» حديث الساعة.
وذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية على موقعها أمس الأول: «أن الصفحات حملت أسماء عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر «حسني مبارك رئيس جمهورية سابقاً وبيلعب في مناخيره حالياً»، «حملة تنظيف مناخير الريس»، «مناخير مبارك أول مناخير في التاريخ خلف القضبان»، «مبارك وهو يلعب في مناخيره إنشرها بقدر كرهك لمبارك»، «الراجل اللي كان صباعه في مناخيره جوا القفص»، وغيرها من الصفحات التي استخدمها المصريون لانتقاد ما اعتبروه لا مبالاة وغروراً مبالغاً فيه من رئيس دولة يواجه تهماً بقتل شعبه وإفساد بلاده!
ومن بعض العبارات الساخرة على «فايسبوك»: «مبارك عمال بيلعب في مناخيره ولا همه التهم الموجهة ليه ولا المحاكمة.. وتلاقيه بيقول في سره خليهم يتسلو».
وأطلق بعضهم مسابقة شهر رمضان الخاصة بالرئيس المخلوع، وتطرح المسابقة السؤال «لماذا كان مبارك يعبث بأنفه في المحكمة؟» حتى أن الشعب لم يعد يريد إسقاط النظام بل «إن الشعب يريد اللعب في مناخير المخلوع».