مئات القتلى والجرحى العراقيين بسيارات مفخخة وهجمات انتحارية
ـ صحيفة 'الحياة':
بغداد - عدي حاتم
قتل وأصيب أكثر من 300 عراقي في سلسلة تفجيرات طاولت محافظات كانت تصنف بأنها آمنة نسبياً جنوب العراق. وحمل البرلمان الحكومة وأجهزتها الأمنية مسؤولية &laqascii117o;الخروقات الأمنية الفاضحة".وجاءت التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة والعبوات في النجف وكربلاء والكوت(جنوب) وصلاح الدين وديالى وكركوك(شمال) فضلاً عن بغداد بعد 5 أيام من تهديد &laqascii117o;تنظيم القاعدة" بـ"إعادة الأيام الزرقاوية" ، في إشارة إلى زعيمه السابق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في ديالى عام 2006 ، وتنسب إليه معظم التفجيرات الدامية التي طاولت المدنيين.
وبث موقع &laqascii117o;سايت انتلجنس" الأميركي تسجيلاً صوتياً للناطق باسم &laqascii117o;دولة العراق الإسلامية" التابع لـ &laqascii117o;القاعدة" أبو محمد العدناني أكد فيه إن التنظيم &laqascii117o;ما زال يدرب ويؤوي مقاتلين أجانب". وأوضح العدناني أن &laqascii117o;دولة العراق الإسلامية ما زالت تنفذ هجمات كر وفر على رغم الشائعات". لكنه أقر بـ &laqascii117o;ضعف الهجمات جراء الاعتقالات وقتل قادتها".
في محافظة النجف قتل 12 شخصاً وأصيب 60، معظمهم من عناصر الشرطة بتفجير سيارتين مفخختين عند الباب الرئيسي لمقر الشرطة.
وفي كربلاء أدى تفجير سيارة أمام مركز شرطة قضاء الهندية إلى مقتل 5 وجرح نحو 50 آخرين .
وفي ديالى اسفر تفجير سيارتين مفخختين وعبوات عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصاً. وأفاد مصدر في شرطة المحافظة انه &laqascii117o;قتل وأصيب اكثر من 23 شخصاً بتفجير سيارة قرب دائرة الأحوال المدنية، بينهم عناصر حماية المنشآت في ناحية الوجيهية شمال شرقي بعقوبة". وأشار إلى &laqascii117o;تفجير سيارة مفخخة قرب مبنى ناحية بني سعد جنوب بعقوبة أدى إلى مقتل وإصابة 21 شخصاً" .
وقال مصدر أمني آخر إن" 4 جنود قتلوا خلال هجوم شنته مجموعة مسلحة على نقطة تفتيش تابعة للجيش"، موضحاً أن &laqascii117o;8 مدنيين وشرطيين أصيبوا بانفجار عبوة قرب دورية للشرطة في ناحية كنعان".
في تكريت (160 كم شمال بغداد) قتل 4 عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم، وأصيب 9 في هجوم انتحاري داخل دائرة مكافحة الإرهاب في مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة.
وقال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين إن &laqascii117o;انتحاريين دخلا بزي للشرطة قبل أن يقتل عناصر الأمن الانتحاري الأول، فيما نجح الثاني بالوصول إلى مقر دائرة مكافحة الإرهاب وفجر حزاماً ناسفاً كان يرتديه"، مرجحاً أن &laqascii117o;الانتحاريين كانا يعتزمان تحرير السجناء &laqascii117o;.
في كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدني وأصيب 17 في انفجار دراجة هوائية قرب مدخل سوق دوميز، وانفجار سيارة مفخخة في شارع سوق تسعين وسط المدينة. كما نسف مسلحون مجهولون قاعة الصلاة في كنيسة مار إفرام للسريان الأرثوذكس وسط المدينة.
في بغداد أصيب 7 أشخاص بانفجار سيارة مفخخة استهدفت موكباً لوزارة التعليم العالي في منطقة المنصور غرب العاصمة.
وكانت أعنف الهجمات أستهدفت محافظة واسط، إذ أدى انفجار سيارة مفخخة في احد الأسواق التجارية وسط الكوت إلى مقتل 35 شخصاً وإصابة نحو 70 آخرين. وشددت قوات الأمن في بغداد والأنبار والمحافظات الجنوبية والوسطى إجراءاتها الأمنية تحسباً لوقوع المزيد من الهجمات.
وحمل البرلمان، الحكومة مسؤولية الخروقات الأمنية التي وصفها رئيس البرلمان أسامة النجيفي بـ &laqascii117o;الفاضحة". وأكد نواب من كتل مختلفة أمس أن &laqascii117o;الحكومة تتحمل مسؤولية الخروقات الأمنية لأن أجهزتها الأمنية مخترقة وغير قادرة على حفظ حياة ودماء العراقيين". ورأى بعض النواب أن &laqascii117o;التأخير في تسمية الوزراء الأمنيين هو سبب هذه الخروقات".وحمل النجيفي المسؤولين عن الأجهزة الأمنية &laqascii117o;مسؤولية هذه الخروقات التي أدت إلى سقوط الأبرياء من أبناء شعبنا"
جنبلاط يرى النسبية تكرس الانقسام العمودي وتزيد الاحتقان
ـ 'الحياة':
أوضحت مصادر نيابية بارزة في 'جبهة النضال الوطني' لصحيفة 'الحياة' أنه 'إنسجاماً مع سياسته الوسطية، يعتقد رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط بأن 'اللحظة الراهنة غير مؤاتية لطرح قانون انتخاب جديد، رغم أن حكومة نجيب ميقاتي تعهدت في بيانها الوزاري بتحقيق الإصلاحات في قانون الانتخاب ودرس نظام التمثيل النسبي بصورة معمقة'.
وأشارت المصادر ذاتها الى أن 'جنبلاط يدعم إصلاح قانون الانتخاب لكنه يرى أن الانقسام العمودي في البلد سيجعل من اعتماد النظام النسبي مادة سياسية يستقوي بها فريق على آخر وهذا ما سيفقده روحيته الإصلاحية من جهة، ويحوله الى وسيلة لإلغاء من يعارض الفريق السياسي الحاكم، من جهة ثانية'.
ولفتت المصادر الى أن 'جنبلاط ليس من الذين يسمحون، تحت ستار إصلاح قانون الانتخاب، لهذا الفريق أو ذاك، استخدام هذا الإصلاح للتهويل أو للالتفاف على الذين يدعون الى التريث في موضوع إلغاء الطائفية السياسية'، مشيرة الى أن 'رئيس 'التقدمي' يتخوف من التوقيت المعتمد لتطبيق النظام النسبي، انطلاقاً من لجوء بعضهم الى استخدامه وكأنه أسهل الطرق لتحقيق المزيد من الفرز الطائفي والمذهبي وتقديم الانتخابات على أنها ستدور بين غالب ومغلوب ما يؤدي الى تكريس الانقسام العمودي'. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن 'جنبلاط مع الإبقاء على القانون الحالي للانتخاب حتى إشعار آخر والى أن يلوح في الأفق ما يسهم في تفادي الانقسام العمودي، 'وهذا لن يتحقق إلا بمعاودة الحوار وخصوصاً بين الشيعة والسنّة'، ظناً منه بأن هناك استحالة لجر البلد الى فتنة مذهبية طالما أن هذين الفريقين ليسا في وارد الدخول فيها'.
'لكن عدم وجود قرار بجر البلد الى فتنة مذهبية يستدعي أولاً، بحسب المصادر، الالتفات الى الخطوات المطلوبة لتحقيق فك الاشتباك القائم بين السنّة والشيعة كأساس لتحصين البلد وحمايته من الارتدادات السلبية للتأزم الذي تشهده المنطقة'. وبحسب المصادر ايضا، فجنبلاط 'يرى خلافاً لاعتقاد هذا الفريق أو ذاك، أن الفرصة سانحة لخلق المناخ لمصلحة استئناف الحوار 'بدلاً من أن نتلهى في السؤال عن أي قانون انتخاب نريد، إضافة الى أن من يدعو للحوار يجب أن يكون منسجماً مع نفسه لجهة عدم إقحامه في الانقسام العمودي ليبقى على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء ويتخذ لنفسه موقعاً في منتصف الطريق يؤمن له القدرة على التحرك من دون أي قيود'.
وتابعت 'وعليه فإن جنبلاط ارتأى بدعوته الى تأجيل استخدام النسبية في قانون الانتخاب، إعادة ترتيب سلم الأولويات بما يعيد الاعتبار للحوار بدلاً من التلويح بقانون انتخاب ليس أوانه الآن، وسيدفع باتجاه تعميق الهوة بين أفرقاء النزاع التي تبحث عن القانون الذي يحقق لها سلفاً إلغاء من يخالفها في الرأي. لذلك اختار جنبلاط الوقت المناسب الذي أراد منه إشعار من يهمهم الأمر بطي الحديث عن قانون الانتخاب والانصراف الى التوافق على إرساء شبكة أمان سياسية وأمنية لحماية البلد بشكل يكون فيه قادراً على استيعاب الانعكاسات السلبية للتأزم في المنطقة على الوضع الداخلي. زد على ذلك أن جنبلاط لم يختر دعوته الى تأجيل البحث في استخدام النسبية في قانون الانتخاب لتسجيل موقف ضد فريق معين لمصلحة آخر، وإنما لشعوره بأن الظروف غير مؤاتية لطرح ما يعمق الاصطفاف الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين، وبالتالي لا بد من سحبه من التداول والالتفات الى كل ما يعزز الوحدة الداخلية بين القوى الرئيسة حتى ولو كانت في مواقع مختلفة لأن المهم من وجهة نظره، السعي من أجل لملمة البلد بعيداً عن المزايدة في الشعارات وفي المشاريع التي لن تجد من يسوقها في حال أن لبنان أخذ الى مكان لا يريده السواد الأعظم من اللبنانيين'.
الصدر يمهل مستخدمي الأطوار الغنائية من 'الرواديد' حتى العيد لكتابة توبة خطية
ردا على ظاهرة استغلال 'الردات الحسينية' للمناسبات الدينية تجاريا
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط':
بغداد حمزة - مصطفى
رغم إعلان عدد من رجال الدين الشيعة رفضهم وتحريمهم لظاهرة انتشار الأطوار الغنائية لدى الرواديد الذين تخصصوا في ما يسمى بـ&laqascii117o;ردات المنبر الحسيني" التي بدأت تغزو المواكب والمسيرات الراجلة للزوار الشيعة إلى المراقد الدينية المقدسة لديهم، فإن الإجراءات ظلت عند حدود رفض الظاهرة دون أن يترتب على ذلك الحد من انتشارها.
ومما زاد من سرعة انتشار الظاهر وتفاقمها كثرة المناسبات الدينية وما يرافقها من فعاليات فنية مما جعل مساحة الأغاني الشبابية الحديثة تزحف بشكل لافت على الأسلوب التقليدي للردات الحسينية، لا سيما بعد انتشار أقراص السي دي وتحولها إلى تجارة رابحة باسم الدين. وفي تطور يمكن أن تكون له تداعيات هامة على هذا الصعيد فقد أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الاثنين، الرواديد الذين يستخدمون الأطوار الغنائية في أناشيدهم حتى عيد الفطر لكتابة توبة خطية والتعهد بعدم تكرارها. ونقل بيان صادر عن مكتب الصدر في مدينة النجف وحصلت &laqascii117o;الشرق الأوسط" على نسخة منه أن &laqascii117o;زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمهل بعض الرواديد الذين يستخدمون الأطوار الغنائية في أناشيدهم حتى عيد الفطر المقبل لكتابة توبة خطية والتعهد بعدم تكرارها وإتلاف ما سبق من الأناشيد المحرمة". وطالب الصدر طبقا للبيان الرواديد بـ&laqascii117o;الالتزام بمركزية مكتب الشهيد الصدر بالعنوان العقائدي وتحت فتوى والده حصرا". وكانت ظاهرة الرواديد أو الأغاني التي ترافق المناسبات الشيعية قد انتشرت على نطاق واسع بعد أن كانت ممنوعة على عهد النظام السابق. وبينما رافق الاحتلال الأميركي للعراق انفتاح شمل استخدام الأطباق اللاقطة (الدشات) وإطلاق الفضائيات والصحف مع هامش واسع من الحرية فقد زحفت الأغاني الحديثة بما فيها الأغاني الراقصة على الردات الخاصة بالمنبر الحسيني، والتي كانت تقتصر على الأشعار الدينية التي يكتبها شعراء متخصصون بمثل هذه الأمور، بينما القضية اختلفت الآن بحيث بدأ الكثير من شعراء الأغنية يكتبون شعرا حسينيا وبالعكس. يذكر أن الصدر اتخذ خلال الشهور الأخيرة الكثير من الإجراءات التي تهدف إلى إعادة هيكلة التيار الصدري التي تمثلت بطرد العشرات ممن كانوا ينتمون إلى جيش المهدي الذي أعلن استمرار تجميده حتى في حال بقاء القوات الأميركية في العراق مع إطلاق يد لواء اليوم الموعود الذي يعد الجناح العسكري لجيش المهدي
مقالات من الصحف
ـ 'الحياة'
حازم صاغيّة:
المسألة الأخلاقيّة
حين تقول الانتفاضة السوريّة إنّها تمتلك المنصّة الأخلاقيّة في صراعها مع النظام، فإنّها تذهب أبعد من تعيين الفارق بين القتيل والقاتل، أو الضحيّة والجلاّد.ذاك أنّ بُعداً آخر أخلاقيّاً جدّاً يقيم في هذه المساجلة هو رفض الكذب.والحال أنّ النظام السوريّ بزّ في الكذب سواه من الأنظمة، حتّى عُدّ صاحب طريقة في هذا الباب. والسبب وراء التفوّق هذا سبب مزدوج: فهو، كنظام يُنيب العناصر الخارجيّة والإقليميّة عن الداخل وسياساته، كان مضطرّاً لأن يكذب مخترعاً &laqascii117o;إنجازات" داخليّة لم يتحقّق شيء منها. وهو، للسبب نفسه، كان مُضطرّاً لأن يكذب مخترعاً &laqascii117o;انتصارات" في المدى الخارجيّ والإقليميّ لم يتحقّق، هنا أيضاً، شيء منها.
لقد كان نظام صدّام حسين في العراق باهراً في أكاذيبه. هكذا جعل من هزائمه المذلّة &laqascii117o;قادسيّات" و &laqascii117o;أمّهات معارك" أثارت سخرية العالم. بيد أنّ الثروة النفطيّة التي وضع يده عليها أتاحت له قدراً من الإنجازيّة الداخليّة لم يتسنّ مثلها لشقيقه البعث السوريّ. أمّا التوتاليتاريّات الأوروبيّة، وأهمّها النازيّة الألمانيّة والستالينيّة السوفياتيّة، فهي أيضاً أوغلت في الكذب حتّى غدا الكذب جزءاً تكوينيّاً منها. بيد أنّ النظامين المذكورين كان في وسعهما الاعتداد بانتصارات جدّيّة في الخارج والداخل: فالستالينيّة انتصرت في الحرب العالميّة الثانية، والنازيّة أخضعت معظم أوروبا، بما فيها فرنسا، في خلال عامين. والاثنتان، وبطريقتيهما، ساهمتا في تصنيع البلدين اللذين استولتا عليهما. في سوريّة كانت الحاجة إلى الكذب أكبر تبعاً للافتقار إلى كلّ شيء آخر. هكذا بات إدخال عشرة أجهزة كومبيوتريّة إلى البلد دخولاً في العولمة من بابها العريض، تماماً كما غدا &laqascii117o;تجميع الأوراق" في الخارج، بما فيه من معس لهذه &laqascii117o;الأوراق"، انتصاراً غير مسبوق لـ &laqascii117o;القضيّة القوميّة".
وربّما أمكن ردّ اللحظة التأسيسيّة في هذه النزعة إلى 1963، حين اضطرّ البعث، الحاكم للتوّ، إلى الدخول في مفاوضات وحدويّة مع مصر الناصريّة تبيّن أنّه كان يكذب فيها على عبد الناصر وعلى مؤيّديه السوريّين. بعد ذاك كانت هزيمة 1967 التي قُلبت نصراً لأنّ &laqascii117o;الأنظمة التقدّميّة لم تسقط"، وتلى ذلك تضخيم هائل لـ &laqascii117o;نصر تشرين" 1973 تبيّن أنّ الغرض منه تمتين عبادة الشخصيّة التي تمتّع بها الرئيس الراحل حافظ الأسد. فعندما دخلت القوّات السوريّة لبنان في 1976 صُوّر دخولها دعماً للمقاومة الفلسطينيّة وللديموقراطيّة اللبنانيّة. بيد أنّ المقاومة والديموقراطيّة ذُبحتا على نحو لم تتعرّضا لمثله من قبل. وفي هذا السياق، ظلّ النهج المتّبع في لبنان دليلاً على الأخوّة التي لا تشوبها شائبة، تماماً كما ظلّ التواري أمام الغزوات والاجتياحات الإسرائيليّة تعبيراً عن الرغبة في اختيار &laqascii117o;مكان المعركة وزمانها".
وكان ما يفاقم هذا الميل الراسخ أنّ سوريّة الرسميّة كانت تهرب من الداخل إلى مواجهة لا تستطيعها في الخارج، ثمّ تهرب من المواجهة تلك إلى الكذب. هكذا راحت تصوّر خروج مصر من الصراع العربيّ – الإسرائيليّ كأنّه تفصيل لا يؤثّر في المواجهة، مثله في ذلك مثل انهيار الاتّحاد السوفياتيّ الذي عُوّل عليه تأمين &laqascii117o;التوازن الاستراتيجيّ" مع إسرائيل. وقد غدا النهج المذكور مدرسة رأينا آخر تطبيقاتها الكاريكاتوريّة في إعلان رامي مخلوف انتقاله إلى البرّ والإحسان، كما رأينا عدواها على الحلفاء اللبنانيّين الذين أعلنوا عن إحراز &laqascii117o;نصر إلهيّ" فوق أنقاض بلدهم واقتصاده.والحقّ أنّ اعتماد الكذب إلى هذا الحدّ لا يسوّغه إلاّ افتراض غياب الشعب، لا غياب رقابته فحسب. فحين يصرّ الشعب على أنّه موجود وحاضر تكون المنصّة الأخلاقيّة قد انعقدت له حكماً.
ـ 'الحياة'
جهاد الخازن
عيون وآذان: نجلس بانتظار الساعة
الأعور الدجال موجود في ليبيا منذ 42 سنة، أما أشراط الساعة الأخرى التي توافرت أخيراً، فبينها:
- الصين تنصح الولايات المتحدة بتحسين أدائها الاقتصادي، بالسعي الجاد لخفض الدين العام.
- معمر القذافي يتهم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بالعنف في مواجهة &laqascii117o;تظاهرات سلمية". وبدا كما لو ان نائب وزير الخارجية الليبي يصف بلاده عندما يتهم الحكومة البريطانية بشن حرب على الشعب البريطاني، ويزيد ان الحكومة ورئيسها فقدا الشرعية. ولا أقول ان القذافي فقد الشرعية، لانه لم يكتسبها يوماً، وهو في حرب على الشعب الليبي منذ 1969.
- محمود احمدي نجاد طالب الأمم المتحدة بالتدخل لحماية المتظاهرين وحكومته نصحت الشرطة البريطانية بضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين، تماماً كما فعلت شرطة الجمهورية الإسلامية سنة 2009، عندما لم يُقتل عشرات ويسجن ألوف ولم تفقد ندا أغا سلطان حياتها ولم تُصَّور وهي تموت. بل ان نائباً إيرانياً طلب إرسال فريق خبراء للتحقيق في انتهاك الحكومة البريطانية حقوق الإنسان.
أترك الصين ونصحها الاقتصادي، لأنني لا بد ان أعود الى هذا الموضوع في الأيام القادمة، وأبقى مع أعمال الشغب في لندن، قبل ان أعرِّج قليلاً على تظاهرات إسرائيل.مشكلة الديموقراطية انها من دون هيبة، فالشعب لا يخاف الحكومة أو الشرطة، والمواطن لا &laqascii117o;يزرر" الجاكيت وينتقل الى الرصيف الآخر إذا رأى شرطياً، أو &laqascii117o;ابن حكومة" كما نقول في لبنان. وقد رأينا أعمال شغب وتخريب من كاليفورنيا الى نيويورك، وفي فرنسا وبريطانيا نفسها، قبل ربع قرن، وفي اليونان، التي اخترعت الديموقراطية قبل ألفي سنة وصدرتها الى العالم، ولا نزال ننتظر ان تصل بضاعتها الينا. في بريطانيا الشرطي يخاف من المواطن، لأن هذا يستطيع ان يشكوه. والأولاد دون السادسة عشرة يكادون يكونون خارج القانون، بحجة صغر السنّ.
أعمال الشغب الأخيرة قام بها شبان اكثرهم عاطل من العمل يعيش على حساب الدولة وما تقدِّم من ضمانات اجتماعية، ومع اختفاء الشرطة في البداية، فقد شجعت أعمال النهب والسرقة آخرين على ان يحذوا حذوهم في مدن اخرى، ورافق ذلك أعمال تخريب وحرق، وتدخلت الشرطة متأخرة كالعادة.
كاميرون يهدد المشاغبين الآن، إلا أنه بدوره لا يخيف أحداً، فالديموقراطية بلا هيبة، وهو كان اقترح ضمن إجراءات تقشفية تقليص أعداد الشرطة، وأصبح الآن يجد معارضة من داخل حزبه ومن شريك الحكم الليبرالي الديموقراطي وحزب العمال المعارض أصلاً.
إسرائيل ديموقراطية لليهود فقط، ما يعني انها فاشستية عنصرية، وهكذا نرى ان اليهود تظاهروا ضد حكومتهم لأنهم لا يخافونها، ولم يتظاهر سوى بعض فقراء الفلسطينيين من عرب 1948، لأن هناك قوانين عنصرية ضدهم اصدر اكثرها حكومة مجرم الحرب بنيامين نتانياهو.
وفي حين ان المتظاهرين في لندن لم يطالبوا بشيء وإنما سرقوا ما وقعت ايديهم عليه، فإنهم في إسرائيل طالبوا بخفض ثمن المساكن وتوفيرها وخفض ضريبة المبيعات معها، وأعتقد ان حكومة نتانياهو ستحل مشكلة السكن بطرد مزيد من الفلسطينيين من بيوتهم، وستطلب من الولايات المتحدة المفلسة ان تمول الطلبات المالية للشارع الإسرائيلي قبل ان يثور اللوبي على إدارة اوباما مرة اخرى.إذا كان لنا من عزاء في غياب الديموقراطية، فهو ان شباب تونس، وبعدهم شباب مصر، لم يتظاهروا ليسرقوا أجهزة تلفزيون أو بنطلونات &laqascii117o;جينز"، وانما ليسقطوا النظام الحاكم.وفي حين ان الشباب الثائرين يريدون قيام نظام ديموقراطي، وفي حين أرجو ان يتحقق أملهم، فإنني أخشى ان ننتهي وقد استبدلنا دكتاتوراً بدكتاتور، بل أخشى ان يأتي وقت نترحم فيه على من مضى، ونجلس بانتظار الساعة.
ـ 'الشرق الأوسط'
حسين شبكشي:
الأسد أخطر من إسرائيل!
من الأشياء التي سجلها التاريخ للجيش السوري أن أحد عناصره، حسني الزعيم، كان صاحب أول انقلاب عسكري في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في عام 1949، وفتح بابا شيطانيا في المنطقة عموما وسوريا تحديدا لتفرز لنا وجوها مستبدة حاقدة فاسدة لا تعرف إلا لغة القهر والاستبداد والظلم حتى تملكها جنون العظمة والغطرسة المهولة؛ مثل عبد الناصر، وصدام حسين، وعبد الكريم قاسم، والقذافي، وعلي عبد الله صالح، والنميري، وطبعا حافظ الأسد، وتفنن كل واحد منهم في أساليب تعذيب وإهانة شعبه، ولكن يبقى نظام الأسد هو المثال الأكثر وحشية ودموية وهمجية، خصوصا في استخدام جيشه لتحقيق هدفه.
الجيش السوري تحول في عهدي حافظ الأسد وابنه بشار إلى أداة قمعية بامتياز لتحقيق أهداف &laqascii117o;نوعية" لصالح النظام، فدخل في حروب ضد الأردن والعراق ولبنان لأسباب مختلفة، وإن كانت كلها غير سوية وغير منطقية. وها هو الآن نفس النظام المستبد يطلق قواته بدباباته ومدرعاته برا وصواريخه وطياراته الطوافة جوا وسفنه وفرقاطاته بحرا يدك مدنه بلا رحمة ولا هوادة، ويحصد العشرات من القتلى في مشهد لا يمكن إلا ربطه بالموقف &laqascii117o;المريب" من حافظ الأسد وابنه تجاه الجولان والمقاومة المزعومة التي تبناها النظام، سياسيا فقط، وليس عمليا، لأن الجولان تحولت فعليا إلى أكثر المناطق أمانا بالنسبة لإسرائيل، لأنه خلال فترة طويلة جدا تزيد على ثلاثة عقود لم يحصل فيها أي شكل من أشكال المقاومة باسم الجيش السوري، الذي تصرف عليه أرتال من الأموال والعتاد، وتعداده البشري المهول موجه كله بشعارات تحرير الجولان ومواجهة إسرائيل، إلا أن كل ذلك تحول إلى وهم وسراب، ولم تكن هناك معركة حقيقية لنظام الأسد إلا مع شعبه فقط.
واليوم بعد أن أقنع بشار الأسد الحكومة التركية بإمهاله فترة أسبوعين حتى &laqascii117o;يقضي" على الثورة، وطبعا الأيام تمضي مسرعة، ومعدلات جنون القمع الأمني من قبل النظام بحق الشعب ومع تلك المظاهرات الشعبية المعارضة لم تتوقف في كل المدن وبأعداد متزايدة لتفند أكاذيب الإعلام السوري بأن الأمور مستتبة، والانشقاقات داخل الجيش في ازدياد، والمواجهات بين الأفراد المنشقين عن الجيش تتزايد ضد رجال الأمن المحسوبين على دائرة الرئيس وطائفته مباشرة. النظام اليوم يواجه نهايته، والتدخل العسكري قادم لإيقاف جرائم النظام السوري بحق شعبه لا محالة، الرئيس الأميركي وكذلك رئيس الوزراء التركي سيعلنان، كل على حدة، في الأيام القليلة المقبلة، ضرورة تنحي بشار الأسد ونهاية شرعيته، وستوجه تركيا بمهام &laqascii117o;محددة" داخل سوريا لوقف هجوم جيش النظام ضد المدن، وذلك بعد صدور قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيه يوم الخميس على الأرجح، وستلحقه مجموعة قرارات اقتصادية مهمة تخص قطاع النفط والمصارف لخنق تمويل النظام &laqascii117o;المنتهي".
إيران حاولت أن تهدد تركيا بأنها ستطلق الأكراد عليها، ولكنها أدركت أن نظام الأسد منته، وكذلك أدرك العراق وحزب الله أنهما يدعمان مركبا ملأته الثقوب وغمرته المياه وفي طريقه للغرق وإلى قاع المحيط وبسرعة مهولة. تزداد قناعة المجتمع الدولي بأهمية رحيل نظام الأسد المجرم، ويتفاعل الناس بأشكال مختلفة مع جرائم الأسد بحق شعبه، فمن المظاهرات التي تتزايد في العواصم العربية مطالبة برحيله إلى المقالات واللقاءات الإعلامية التي تناشد نفس الغرض إلى مقاطعة مطعم سوري في العاصمة السعودية لأنه يضع صورة بشار الأسد إلى تمزيق صور بشار الأسد في مكاتب &laqascii117o;الخطوط السورية" بالقاهرة وغير ذلك.
ولكن العالم يطلب حراكا أكبر، يطلب سحب كافة السفراء المسلمين والعرب من سوريا، وطرد سفراء هذا النظام المجرم من الدول، وتجميد عضوية هذا النظام في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وكل المنظمات العربية والإسلامية بلا استثناء. نظام لم يحترم نفسه ولا شعبه ولم يراع حرمة شهر القرآن ويستمر في مسلسل الإبادة. على الجميع العمل على إخراجه ورحيله فورا. والجيش السوري بموقفه &laqascii117o;العجيب" لن يتذكره التاريخ بالانقلاب العسكري ولكن بالانقلاب الأخلاقي، فعلى الأحرار فيه التنصل من النظام، وهذا أعظم جهاد سيقبلون عليه.نظام الأسد يثبت أنه للحظة الأخيرة وبكل الفكر التآمري بحق شعبه والعرب الذين حاربهم والفلسطينيين الذين يبادون الآن في مخيماتهم داخل سوريا أيضا، لا يقل خطورة عن إسرائيل على المنطقة.
هانة بعينها طيلة هذه العقود البائسة؟!
&bascii117ll; لا أسأل كتائب إيران ولا عناصر حزب الله، الذين يمتلئ بهم الجيش السوري، لكنني أسألك أنت أيها الجندي السوري.. ألا تخجل من دم أهلك ومواطنيك؟! ألا تخجل!!.