اعتقل... فانتقل من الأوبرا إلى اللون الشعبي
- صحيفة 'السفير'
زينة برجاوي
من يدخل الى الصفحة الشخصية الخاصة بالشاب السوري وائل القاق ويتعرف عليه من خلال المعلومات المتوفرة على موقع &laqascii117o;فايسبوك"، يصعب عليه تصديق أنه صاحب أغنية بعنوان &laqascii117o;قاظان" (أي سخان المياه).
أغنية شعبية لا تتناسب مع نوعية موسيقى الأوبرا التي يدرسها القاق، وهو خريج المعهد العالي للموسيقى في دمشق، لكنها نابعة من رحم معاناة شخصية خاضها حين تظاهر في سوريا واعتصم، ثم اعتقل لأسبوع في السجن. ويلجأ في الأغنية الى السخرية والعاطفة للتمرد على واقع يعيشه. ويشاركه في الغناء والتلحين أصدقاؤه الذين قدموا جهدهم مجانا، وهم إما متفاعلون مع الثورة أو متضامنون مع التغيير ضمنياً.
ولان الأوبرا ليست الموسيقى المعنية في التعبير عن هموم الناس ومشاكلهم، عزم القاق هجرها بعد إطلاق سراحه، ليؤلف أغنية شعبية أقرب إلى الناس. فانطلقت من موقع &laqascii117o;يوتيوب" ويقول مطلعها: &laqascii117o; قاظان بيتكن فصل، تحول لحجر، لو ما الله ستر ع حبة فجر. لأنو مياهكن كلسية. لأنو أموركن منسية". حينها لفت القاق نظر بعض الوسائل الإعلامية التي قررت مقابلته لمعرفة سبب الانتقال المفاجئ من الموسيقى الجادة الى الغناء الشعبي. فجاء رده لوكالة الأنباء الفرنسية &laqascii117o;القاظان رمز للمواطن الذي يمكن أن يتكلس أو ينفجر من الضغط، وجاءت فكرتها صدفة في الحمام. شيء شعبي يعرفه كل الناس، إضافة إلى أن فيها شيئاً من الطرافة يمكنها أن تصل لأكثر الفئات المحلية الممكنة".
وعلى موقع &laqascii117o;فايسبوك" تشير صفحته الشخصية أيضاً الى اتجاهات القاق نحو الفن الراقي، حيث يلفت الى أنه من المعجبين بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والموسيقى البيزنطية. واللافت في صفحته الشخصية، أنه عرض آلاته الموسيقية للبيع بسعر مغر وهو 650 دولارا أميركيا، ما دفع عددا كبيرا من أصدقائه الى طرح السؤال لمعرفة السبب، ليؤكد القاق أنه &laqascii117o;ينوي شراء آلات جديدة".
هنا، يعبّر القاق بحرية عن دعمه للناشطين الذين اعتُقلوا خلال أحداث سوريا الأخيرة. وهنا أيضاً كتب بالخط العريض: &laqascii117o;الله، سوريا، حرية وبس".